08‏/12‏/2013

الرد على ابن عثيمين

الرد على ابن عثيمين

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

............

     قال الله تعالى : (( وَلَوْ أَنهم إِذ ظَلموا أَنفُسَهم جاؤوك فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَواباً رحيماً )) [ النساء : 64] .
     قد عَلّق اللهُ تعالى قبولَ استغفارهم باستغفاره عليه الصلاة والسلام . وذلك صريح في الدلالة على جواز التوسل به كما يُفهم من قوله تعالى : (( لَوَجَدُوا اللهَ تَواباً رحيماً )) .
     والآية واضحة وقاطعة في طلب المجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ إن ( جاؤوك ) واقعة في حيز الشرط مما يدل على العموم .
     قال الشوكاني في إرشاد الفحول ( 1/ 175 ): (( قال إمام الحرمين الجويني وابن القشيري إن أعلى صيغ العموم أسماء الشرط والنكرة في النفي )) اهـ .
     وتخصيص الآية بحاجة إلى دليل ولا دليل .
     قال الإمام الغزالي في المستصفى ( 1/ 201 ) : (( واللفظ عام في صيغته فلا يزول ظهوره بمجرد الوهم ، لكن يكفي في التخصيص أدنى دليل ، لكنه لو لم يرد إلا بهذا اللفظ ولم يرد دليل مخصص لوجب التعميم في الطرفين على مذهب من يرى صيغ العموم حُجّة )) اهـ .
     وقد اعترض ابن عثيمين على الاستدلال بالآية، فقال في كتابه فتاوي مهمة لعموم الأمة ( 1 / 101و102): (( ( إذ ) هذه ظرف لما مضى وليست ظرفاً للمستقبل. لم يقل الله : ولو أنهم إذا ظلموا ، بل قال: إذ ظلموا. فالآية تتحدث عن أمر وقع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ))اهـ .

     وهذا الكلام مردود ويحتوي على أخطاء لغوية واضحة ، ومثل هذا الكلام يدل على عدم إلمام بقواعد اللغة العربية ودلالات الألفاظ ومستلزماتها. وإليك تفنيده بالآتي : إن ( إذ ) تُستعمل في الماضي كما تُستعمل في المستقبل أيضاً. والأدلة على استعمالها في المستقبل كثيرة ، منها قوله تعالى : (( وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبهم )) [ الأنعام : 30] ، وقوله تعالى : (( وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا )) [ سبأ: 51] .