14‏/03‏/2014

المنارة والرمال / قصيدة

المنارة والرمال / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد .

................................

     إِنَّهُ يَوْمُ الأَحد / طارق بن زياد يُحوِّل المتوسِّطَ إلى بغداد / كي تُحرِّر الشمسُ الأندلسَ/ حَرْبٌ بَيْنَ الهلالِ والصَّليبِ/ تاجُ الأخطبوطِ أُحفورةُ زَبد / يجيءُ القَوَّادون كالفِطْر السَّامِ المحنَّطِ في الشَّفق / ويموتون / فَلْتَعْرِف الحملاتُ الصليبيةُ أن رِتشارد قَلْبَ الفأرِ هُزِمَ/ سَيَّاراتٌ كلاسيكيةٌ تَستبدلُ إطاراتِها سَاخرةً بألفِ جَسَد / والعائدون إلى انتحارهم/ لم يَجدوا على صفائح مَوْتهم إلا أرواحهم والطينَ / وبِلالٌ شَقَّ الفضاءَ صَوْتُهُ : (( أَحَدٌ أَحَدٌ )) / حَديدُ الأقفاصِ أعمى / وابتسامةُ الرِّيح لا تقتني العُميانَ / يا محاكمَ التفتيشِ / إِنَّ رُوحي تَحيا حِينَ تقرأُ سُورةَ الصَّمَدِ / مَدَدٌ مَددٌ / يا رَسولَ اللهِ مَددٌ /

     إنهُ يَوْمُ الأحد / جاك نيكلسون يُزيح عن جوائزِ الأوسكارِ عُرْيَ وَجْهه / يُحيلُ خَشبةَ المسرحِ الجارحةَ إلى قُبورٍ كثيرةِ العَدَد / يَضَعُ أرشيفَ العارِ في السرير / لكي يستيقظَ في الصباحِ قتيلاً / ويَذهبَ إلى التصوير كَامِلَ الغبارِ/ مُفعماً بخرائط الرَّمد / وأطفالُنا يَسْتخرجون البارودَ مِن حناجر السَّمك / مَدَدٌ مَددٌ / يا رَسولَ الله مَددٌ /
     إنهُ يَوْمُ الأحد / أشباهُ رِجالٍ يَضعون زَوْجاتهم على عقارب السَّاعة / ويُقَبِّلون يَدَ الصنم / لَن يَحْمِيَهم القَبْو من الصاعقةِ / لَن يَضْحكوا إلى الأبد / يَذُوبون كالمكانسِ الكهربائيةِ / كالأشباحِ المعدَّلةِ وِراثياً / ماتَ التاريخُ / واحترقُ الأرشيفُ/ وتَبخَّرت غاباتُ البارود / مَدَدٌ مَددٌ / يا رَسولَ الله مَددٌ /

     إنهُ يَوْمُ الأحد/ للانهيارِ أفئدتُهم للبكاءِ عندما لا يَنفعُ البكاءُ / يَحْملون تِيجانهم وجِيَفَهم / وَيَتزوجون الرصاصَ المطاطيَّ / سَأُقاتِلُهم في المقابرِ / في المذابحِ / في المسالخِ / في المسارحِ / على شَاشاتِ التلفازِ / وَفَوْقَ القَمر/ طَيْفُهُم حُطَامُ الصحراء/ جُرُوحِي سَنَابِلُ اللهبِ/ وَبِلالٌ مَلأَ الكَوْنَ صَوْتُه حتى سَمِعه زُحَل: (( أَحَدٌ أَحَدٌ )) / مَدَدٌ مَدَدٌ / يا رَسولَ اللهِ مَددٌ .
facebook.com/abuawwad1982