11‏/09‏/2019

أغنية تائهة في صوت الرصاص / قصيدة

أغنية تائهة في صوت الرصاص / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...............

     وَحيداً كالمطرِ الأخضرِ / عَارياً كالرِّيحِ النَّقيةِ / حَزيناً كَوِشاحِ أُمِّي / وَاثِقاً كالإعصارِ المضيءِ/ غامضاً كالضَّبابِ القُرمزيِّ / مُتَمَرِّداً كَزَيْتِ الزَّيتونِ / مُخْلِصاً كَحَفَّارِ القُبورِ / مَاتَ الرَّاعي / وَسَقَطَت الأغنامُ في بِئْرِ النِّفْطِ/ وَرَّثَنا آباؤُنا هَزَائِمَهُم / ورَحَلُوا إلى الشَّفَقِ المكسورِ/ أيتها الغريبةُ / أرى في عَيْنَيْكِ بَريقاً قَاتِلاً / وأنتِ المقتولةُ بِدُموعِ عَاشِقِكِ المقتولِ/ أتمرَّغُ في دِماءِ المجرَّاتِ / أغتسلُ بِحَليبِ النيازكِ / وفي أحزاني أزرعُ أشلائي / فَيَنْبُتُ خَوْخُ الموْتِ على جَدائلِ البَناتِ / يَذُوبُ عُنفوانُ الأُنوثةِ في سَراديبِ الأديرةِ البَعيدةِ / فابْتَعِدي عَنِّي لأتعلَّمَ البُكاءَ عَلَيْكِ/ اقْتُليني في لَمعانِ الخريفِ/ كَي أُولَدَ في ليالي الشِّتاءِ / مَاتت البُحيرةُ بِسَرَطانِ الثَّدْيِ / والبَحْرُ يَحتفظُ بِملابِسِها في خِزانةِ الموجِ / وَيَشُمُّ خُيوطَ القُماشِ كُلَّ مَساءٍ / قَبْلَ أن يَدْخُلَ في طُقوسِ النَّحيبِ / إِنَّ عَذابَ الْحُبِّ أجْمَلُ مِنَ الْحُبِّ/ لَوَّثَ دَمُ الحيْضِ ثِيابَ رَاقصةِ الباليه/ ولاعبةُ الْجُمبازِ يَتحرَّشُ بِها مُدَرِّبُها/ وَالصَّليبُ على صَدْرِ الإيطاليةِ الشَّابَّةِ / التي تَسيرُ على شَواطِئِ الإسكندريةِ / لا بُدَّ أن يَنطفِئَ / سَيَنْطَفِئُ يَا صَغيرتي /
     أنا الحافي تَحْتَ شَمْسِ الرصاصةِ / والجيوشُ تتقاتلُ عَلى جواربي الممزَّقةِ / نَسِيَتْ بَناتُ آوَى الطائراتِ الوَرَقيةَ / قُرْبَ شَلالاتِ الدَّمِ / والماعزُ نَسِيَ تِلالَ بِلادي / سَيَتَدَرَّبُ البَعوضُ على قِيادةِ الطائراتِ الحربيةِ/ ولم يَعُدْ هُناكَ بَشَرٌ لِكَي يُقْتَلُوا/ يُجري الحطَبُ عَمليةً جِراحيةً في جَسَدِ الغروبِ/ والملاريا تَفتحُ قَلْبَها لسنابلِ الإِعدامِ / أُحَرِّرُ أُنثى الرَّمادِ مِن حَليبِها المسمومِ / أنا المصلوبُ الأبَديُّ على آبارِ القُرى المنبوذةِ/ أنا الرَّاحلُ في عُروقِ قَوْسِ قُزَحَ / أنا المنبوذُ في رَسائلِ السَّجَّانِ الغراميةِ / أنا الثقوبُ السَّوْداءُ عِندَ مَقاصلِ الكَوْنِ/ حَيْثُ الضَّوْءُ يَسيرُ إلى اللاضَوْء/ أُهَرْوِلُ في عَرَقِ النيازكِ/ ويُهَرْوِلُ الجليدُ في بُكائي شَجرةً بِلا شَجرةِ نَسَبٍ / شَهيقي ضَريحٌ بِلا شَاهِدٍ / أو جُثةٌ مَجهولةُ الْهُوِيَّةِ / دَخَلْتُ في الاكتئابِ الشَّاسعِ / ودَخَلَ الرِّجالُ في لَيْلةِ الدُّخلةِ /
     يَتحرَّكُ المساءُ في ثقوبِ جِلْدي / وينامُ شَجَرُ الليلِ في فَراغي العاطفيِّ / تَدْرُسُ الأميراتُ في صَالاتِ الرَّقْصِ عِلْمَ الاجتماعِ / والشَّعْبُ يَدرسُ أساليبَ الانتحارِ / ويَشربُ مِياهَ المجاري في طُرقاتِ النَّزيفِ / أَغرقُ في ضِحكةِ غُرابٍ أبيضَ بِلا مُسْتَقْبَلٍ / وَتاريخي مَطَرٌ وَهْمِيٌّ في صَحْراءِ الدَّمْعِ الأُرجوانيةِ / اقتربتْ ليالي الشِّتاءِ / فَجَهِّزْ أيها الْحُزْنُ مِلْحَ الدُّموعِ / لإِعدادِ طَعامِ الأسرى / أركضُ إلى رأسي المقطوعِ / وأَظَلُّ أَدُورُ حَوْلَ أشجارِ المستحيلِ الزُّمرديِّ في أدغالِ النُّعوشِ /
     لا وَقْتَ للحُزْنِ في هَاويةِ الْحُلْمِ / فَاصْعَدْ مِن ظِلِّكَ البلاستيكيِّ فِضَّةً لِعَرائسِ المذْبَحِ / ولا تَكُن ذَهَباً للقَرابين / أنتَ القُربانُ / فاصْعَدْ مِن حُزْنِكَ اللازَوَرْدِيِّ / سَيُحَدِّقُ الاحتضارُ في عَيْنَيْكَ/ ويَصطادُ الرَّعدُ قَلْبَكَ السَّماويَّ / تتأرجحُ جُثثُ الرَّاهباتِ بَيْنَ أجراسِ الكَنائسِ / وَتُصبحُ أشجارُ الحديقةِ أرشيفاً / لأحلامِكَ على فِرَاشِ الموْتِ / كُنْ هَادئاً حِينَ يَقْتُلُكَ الصَّدى / لِتَحْفَظَ شَرَفَ الاحتضارِ / أبحثُ عَن جَواربي بَيْنَ جَواربِ الجنودِ القَتْلى / وَالملوكُ يَمْسَحُونَ حِذائي / والملِكاتُ وَاقفاتٌ في طَابورِ الجواري / فلا تَخْذُلْ ذُبابةً مَخذولةً / ولا تَخُنْ فَراشةً خَائنةً / سَتُحِبُّكَ امرأةٌ غامضةٌ على شُرْفةِ الخريفِ البَعيدِ/ والمطرُ يَحْرِقُ حِبْرَ الرسائلِ الغراميةِ/ويَشْوي القلوبَ المكسورةَ/ فَكُنْ آخِرَ الرِّجالِ المحترمينَ في سُوقِ النِّخاسةِ / أُعَلِّقُ بَراويزَ عَائلتي على حِيطانِ زِنزانتي / وأحْشُو الذِّكرياتِ في فِرَاشِ الموْتِ / وأشربُ الشَّايَ في مَحطةِ القِطاراتِ / بَيْنما تَهْدِمُ البُروقُ بَيْتِي /
     أنا السَّيْفُ المكسورُ/ أبْحَثُ عَن غِمْدٍ/ ولم أرَ غِمْداً سِوى قَبْري/ يَركضُ الأمواتُ في الشَّارعِ / ويَشعرونَ بِدِفْءِ مِياهِ المجاري / والمرافِئُ الحزينةُ تَشعرُ بالدِّفْءِ العاطفيِّ / عِظَامي نَقَّالةٌ للبَحْرِ المريضِ / أركضُ إلى شَبَحي واثقاً مِن بِدايتي / أمشي إلى الوَهْمِ وَاثقاً مِن نِهايتي / والشُّطآنُ تركضُ إلى جُثماني / يَخْلَعُ المساءُ أظافِرَهُ مِن شِدَّةِ الألَمِ / ونافذتي تُطِلُّ على شِتاءِ الدَّمِ/ يَبكي الصَّقيعُ في قَارورةِ العِطْرِ / واليَمامةُ الحزينةُ كالغابةِ الباكيةِ / كِلاهما بِلا قَلْبٍ / والصَّحراءُ المشلولةُ تُمَزِّقُ عُرُوقَها في رِئتي/ التي يَثْقُبُها الفَجْرُ الكاذبُ / تنكسرُ أشجارُ السَّحَرِ في زَفيرِ العُشَّاقِ / كما تنكسرُ ذِكرياتُ الطفولةِ / فيا كُلَّ الأسماكِ العائشةِ في صَحارِينا / اخْرُجي مِن جُلودِنا / واقْذِفِي قِرْميدَ الذِّكرياتِ في أوْرِدَتِنا / كَي ننسَى مَن نَسِيَنا/ كُلما أحَبَّتْني غَيْمةٌ هَرَبْتُ مِن أظافِرِها/ وكُلما أحببتُ غَيمةً هَرَبْتُ مِن جِلْدِها / أنا الهاربُ مِنَ الْحُبِّ/ القِطاراتُ تَضِلُّ طَريقَها/وسَائقو شَاحناتِ التَّوابيتِ لا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ إشارةِ المرورِ ولَوْنِ دَمي/وكلُّ الأضدادِ ذَاكرةٌ/ ويُرَدِّدُ الشَّحاذونَ الأناشيدَ الوَطَنيةَ/ في طُرقاتِ الحِصارِ وممالِكِ الاحتضارِ/ ذَهَبَ أهْلي إلى العُرْسِ / وتَرَكُوني أَنصُبُ أعوادَ المشانقِ للقِطَطِ الضَّالةِ / وَحْدَكَ أيها العُشْبُ الدَّمويُّ مَن تَحتفلُ بِعِيدِ مِيلادي / الذي نَسِيتُهُ في زَحْمةِ احتضاراتي / وفِئرانُ السَّفينةِ الغارقةِ تُضِيءُ الشُّموعَ في كَعْكةِ انتحاراتي / ماذا بَقِيَ مِن تاريخِ الشَّمْسِ؟/ إِنسانٌ مَجهولُ الْهُوِيَّةِ/ وَطَنٌ مَجهولُ الْهُوِيَّةِ/ قَبْرٌ مَجهولُ الْهُوِيَّةِ / جُثةٌ مَجهولةُ الْهُوِيَّةِ / والطحالبُ تَلعبُ النَّرْدَ في حَنجرتي/ وعُصفورُ المجاعاتِ هُوَ الشاهِدُ الوَحيدُ على جَريمةِ اغتيالي / أنهارٌ مَدفونةٌ تَحْتَ جِلْدي/ والقِطةُ اليَتيمةُ في أحضانِ الأميرةِ اليَتيمةِ / أنا مَلْجَأُ الأيتامِ الذي قَصَفَتْهُ الطائراتُ / وإذا كانَ رَمْلُ البَحْرِ خَليفةَ دُودي / فَهَل سَتَكُونُ أشباحي وَريثةَ دَيانا ؟/
     أيها المساءُ القُرْمزيُّ/ كُن رَسَّاماً/ لِتَعْرِفَ كَيْفَ تتحوَّلُ ثِيابُ الحِدَادِ إلى رَايةٍ بَيْضاء / ذَهَبَت الرَّاهباتُ إلى الاغتصابِ / وَبَقِيَتْ قُمْصانُ النَّوْمِ على الصُّلْبانِ / والملوكُ المخْلُوعونَ يُنَظِّمُونَ فَتَراتِ الحمْلِ لِزَوْجَاتِهِم/ حَفِظَت السَّبايا جَدْوَلَ الضَّرْبِ / لِيَحْسِبْنَ عَدَدَ مَرَّاتِ الجِمَاعِ / وَنَسِيَت الأراملُ حَبْلَ الغسيلِ عَلى سَطْحِ القِطَارِ / الذي ذَهَبَ ولم يَرْجِعْ / أعيشُ في شَمالِ جُثتي جَنوبِ نعشي/ العَوانسُ مُرقَّماتٌ كَتَوابيتِ الجنودِ / وَالرَّاقِصاتُ مُرَقَّماتٌ كالزَّنازين / وَآنَ للحاصِدِ أن يَحْصُدَ /
     سَأُصْبِحُ رُومانسِيَّاً حِينَ تُصبحُ الفَراشةُ بِرْميلَ نِفْطٍ خَام / أضرحةُ أسماكِ القِرْشِ تَطْفُو على عَرَقِ الراقصاتِ / والسَّرطانُ يَسْرِقُ أثداءَ الراقصةِ/ سيظلُّ بَريدي الإلكترونِيُّ فارغاً / كالموْجِ الخالي مِن الكولسترولِ / الإسطبلاتُ الملَكِيَّةُ بَيْنَ أصابعِ المساءِ / وأكواخُ الصَّفيحِ مُسْتَوْدَعٌ للرَّسائلِ الغراميةِ الْمُسْتَعْمَلَةِ / وَعُلَبُ السَّرْدينِ شُقَقٌ مَفروشةٌ / للعُشَّاقِ العاطِلِينَ عَن العَمَلِ / واللصوصُ الكِبارُ يُطَبِّقُونَ القانونَ على اللصوصِ الصِّغارِ / هَكذا يَصيرُ احتضاري حَظيرةً لِبَناتِ آوَى / تَلمعُ رِمالُ الشَّفقِ كَجُلودِ العَبيدِ / وَدُموعُ الغاباتِ هِيَ الصُّلبانُ الجديدةُ / تختارُ العَرائسُ غُرَفَ النَّوْمِ حَسَبَ أخشابِ المذْبَحِ / وَلَيْلةُ الدُّخلةِ خَارطةٌ للقَرابين / وَثَلْجُ القِرميدِ هُوَ الكَهَنوتُ الجديدُ للرَّاهباتِ / اللواتي يَتحرَّشُ بِهِنَّ الكَرادلةُ / في آبارِ الأدْيرةِ الشَّمْعيةِ /
     للدِّماءِ كُلُّ الجِهاتِ / وَدَمِي بِلا بُوصَلةٍ ولا جِهَةٍ / ولا أحدَ يَتذكرُ تاريخَ شَنْقي سِوى أزهارِ البُكاءِ/ وَالضَّفادعُ تَجُرُّ عَرَباتِ نَقْلِ الموتى/ أطردُ رِئتي مِن صَدْري / وَلا أطرُدُكِ مِن صَدري / أنتِ الرِّئتانِ أيتها اللبؤةُ الحارقةُ / المحروقةُ في دِماءِ عَاشِقِكِ المحرومِ مِن عِشْقِكِ / فَكُوني طَيْفاً لِتَصْعَدي مِن جُثتي المضيئةِ / وَالبُحيرةُ قَسَمَتْ جَسَدَها بَيْنَ زَوْجِها وَعَشِيقِها / فَاطْمَئِن أيها الزَّبدُ الوَهَّاجُ / إِنَّ زَوْجَتَكَ تُنَظِّفُ أسنانَها بِحِبْرِ المجاعاتِ قَبْلَ الجِمَاعِ/ أتمتَّعُ بِحُكْمٍ ذَاتِيٍّ / لَكِنَّ ثُقوبَ جِلْدي مَفْتُوحةٌ لِلدُّودِ / وَالرُّعودُ تَفتحُ نافذةَ الذاكرةِ أمامَ أمواجِ الغروبِ / فَيَا شَجَرَ الصَّنوبرِ الوحيدَ / اذْكُرْ شِتاءَ القُلوبِ / حِينَ تنسَى الفَتَياتُ الرَّسائلَ الغراميةَ عَلى سُورِ المقبرةِ / لِيَبْتَعِد الرَّعْدُ عَن جِلْدي / لِنَفْتَرِقْ الآنَ قَبْلَ أن يُفَرِّقَنا الموْتُ/ أُؤَجِّلُ مَواعيدَ انتحاراتي / كَي أجِدَ شَجَرةً تبكي عَلَيَّ / والخفافيشُ البلورِيَّةُ نَسِيَتْ أن تبكيَ عَلَيَّ / بَجَعةٌ تعوَّدَتْ على الخِياناتِ الزَّوْجيةِ / فَكَرِهَتْ مَزهرياتِ عُرْسِ الدَّمِ/ أنا السَّجينُ في خَرائطِ الذِّكرياتِ/ ولا تاريخَ لأظافرِ الغَيماتِ / سِوى خَريطةِ الهِرْموناتِ الأُنثويةِ/ يُولَدُ في قلبي وَخْزُ أعشابِ المقابرِ/ والرِّياحُ تَعُدُّ الدَّبابيسَ في مَناديلِ الأراملِ / اللواتي يُوَدِّعْنَ القَراصنةَ على رَصيفِ المِيناءِ / وعُلَبُ السَّرْدينِ صَارَتْ قُبوراً للفُقراءِ / الذينَ لا يَقْدِرُونَ على دَفْعِ ضَريبةِ الحضَارةِ /
     جَاءَ المطرُ في مَوْسِمِ الحصَادِ / وَالحاصِدُ صَارَ مَحْصُوداً / وَلَم تَقْرَع الزَّوابعُ نوافذَ مَقْبَرَتِنا / فَكَيْفَ يَسيلُ عَرَقُ الفَراشاتِ بَيْنَ أعشابِ الموْتِ ؟ / نَسِيَتْ حُفَرُ المجاري رَقْصَتها على مَسْرَحِ عِظامي الْمُفَتَّتَةِ / وأركضُ في عِظَامِ سَجَّاني / وأصطدمُ بأحلامِ طُفُولَتِهِ الموازِيةِ لِمِقْصَلَتي / والقَمَرُ لَن يَرى الشَّمْسَ في مُدُنِ الكُوليرا / يَكتبُ البَدْوُ الرُّحَّلُ دُستورَ قَطيعِ الغَنَمِ / ويَكتبُ العَبيدُ مُعَادَلاتِ الرِّياضياتِ على نُهودِ الجواري / انتهتْ طُفولةُ الشَّفَقِ / والراهباتُ يَزْرَعْنَ الفاصولياءَ في حَديقةِ الدَّيْرِ / حقَّاً / نِصْفُ الضَّوْءِ ظَلامٌ / وَنِصْفُ الرَّجُلِ أُنثى /
     مِعْطَفُ الفَراشةِ المجروحةِ عَاطفياً مَنْسِيٌّ عِندَ الموقَدةِ / وانقَطَعَتْ شَرايينُ الرِّيحِ / لكنَّ قَلْبَ شَجَرةِ الاحتضارِ يَدُقُّ / الشَّايُ بَاردٌ / ولم يَجِئ الضُّيوفُ المشنوقونَ في الشَّوارعِ الخلفيةِ / أظافري النُّحاسيةُ مِثْلُ وِسادتي البلاستيكيةِ / والموجُ جَالِسٌ في شُرفةِ البُروقِ / يَشربُ دِمائي / ويَنظرُ إلى أدغالِ الجثثِ / جُثماني مَسْرَحٌ للدُّمى في مِلْحِ الدُّموعِ / وقَلبي طَاوِلةُ مُفَاوَضَاتٍ تَحْتَ أشجارِ المقابرِ / الدُّودُ يَأكلُ لَحْمي / وحفَّارُ قَبري يَشربُ اليانسونَ المعدَنِيَّ /
     أظافري أسْهُمٌ في بُورصةِ العَوانسِ / فَكُن نَجَّاراً لِتَصنعَ تَوابيتَ السُّنونو / دَخلتُ في دَمعاتِ النَّيازكِ / وَجهي يَغتصبُ وَجهي / وأقنعتي بِلا تاريخٍ ولا حَضارةٍ/ وحَضارةُ أشلائي وَهْمٌ / لِي أكثرُ مِن عَرْشٍ / لكني الملِكُ المخلوعُ / لا أُصَدِّقُ أنِّي وَجَدْتُكِ / ولا أُصَدِّقُ أنِّي أضَعْتُكِ / غَسلتُ يَدِي مِن دَمِ المجرَّاتِ / ولم أَجِدْ صَابونَ الذِّكرياتِ لأغسِلَ تاريخَ التطهيرِ العِرْقِيِّ في سُعالي / العُشَّاقُ يَشربونَ عَصيرَ البُرتقالِ على فِرَاشِ الموتِ / والأعلامُ الْمُنَكَّسَةُ تُظَلِّلُهم / فاتْبَعْ ضَوْءَ الجِنازةِ في أحلامِ الطفولةِ / كُلما أتى المساءُ / أحْرَقَت الذِّكرياتُ جِلْدي / قَبري مَطْمُوسٌ / وَجُثتي مَجهولةُ الْهُوِيَّةِ / فَكَيْفَ تَرسمُ البلابلُ أحزاني على سُورِ المقبرةِ ؟ / ترمي الشُّموعُ وَرْدةَ الإِعدامِ في أرشيفِ الصُّراخِ/ والغاباتُ تتوكَّأُ على عُكَّازةِ المستنقعِ/ والشُّعوبُ الْمُعَدَّلةُ وِراثياً تحتفلُ في أعيادِ شَنْقي / مِقْصَلتي نظريةٌ في الفِيزياءِ / وَمِشْنقتي مُعَادَلةٌ في الكِيمياءِ / وشَاهِدُ قَبري هُوَ فَأْرُ التجاربِ/ فارْفَعْ مَعْنوياتي يا اكتئابي وأنا تَحْتَ المِقْصلةِ/ كَي تُشَجِّعَ الزَّوْجاتِ الخائناتِ على قِراءةِ كُتبِ الطبخِ / تُفَصِّلُ الأُمهاتُ قُمصانَ النَّوْمِ مِن لُحومِ بَناتِهِنَّ / والآباءُ يُعَلِّمُونَ أبناءَهُم نَظرياتِ الخِيانةِ الزَّوْجيةِ/ فلا تَحْزَنْ يا حَفَّارَ قَبري/ لَدَيْكَ ساعةُ حائطٍ / ولا يُوجَدُ حائطٌ / السَّرابُ اكتشفَ جَسَدَ المرأةِ فَلْسَفياً / فَكَرِهَ أن يَكْتَشِفَهُ فِيزيائياً / أخشابُ السُّفُنِ الغارقةِ هِيَ دَفترُ الرِّياضياتِ لِتِلْميذةٍ مُغْتَصَبَةٍ / وحِيطانُ زِنزانتي خَاليةٌ مِنَ البَراويزِ / أُكَرِّرُ صَدَماتي العاطفيةَ كالنِّفْطِ الخام / وأركضُ إلى أشلائي وَاثِقاً مِن نِهاياتِ الخريفِ / وبِداياتِ الصدى الجارحِ /
     لا تَفتخري بِثَدْيَيْكِ أمامَ الملِكِ المخلوعِ أيتها الجاريةُ العَمْياءُ / سَيَأتي سَرَطانُ الثديِ مِن الصَّوْلجان / الجسدُ مَشْلُولٌ عَلى عَرْشِ الرُّكامِ / لا عَرْشٌ إِلا الرُّكام / ولا جِنْسٌ إلا البُكاء / أيها الشاطئُ المولودُ في مَزْهرياتِ قَلبي المكسورةِ / اهْرُبْ مِن اللمعانِ القاتلِ / في عُيونِ الزَّوْجاتِ الخائناتِ/ تَبيعُ الأمهاتُ بَناتِهِنَّ في البُورصةِ/ ويَتَّصِلُ بِي حَفَّارُ القُبورِ هَاتفياً / فاحْفِرْ قَبري وانتظِرْني عِنْدَهُ / قَد أتأخَّرُ عَن مَوْعِدِ احتضارِ اليَمامِ / فانتظِر احتضاري / لم أَبِعْ صُكوكَ الغُفرانِ لأشتريَ سَيَّارةً لِنَقْلِ الموتى / والحضارةُ امرأةٌ تَصْلُبُ رَضِيعَها على صَدْرِها الصَّحراويِّ /
     سَلاماً أيتها الأرضُ التي تَرفضُ أن نُدْفَنَ فِيها / جَسَدُ النَّعناعِ يَضيقُ عَلى زَعْترِ قُبورِنا / وتتَّسعُ الصَّدماتُ العاطفيةُ لأضرحةِ بَناتِ آوَى / نَسِيَتْ الملِكةُ جُثمانَها بَيْنَ الباستيلِ والكافيارِ / والزَّوابعُ تَدفعُ لقاتِلي الراتبَ الشَّهريَّ/ قَلبي قاتلٌ مأجورٌ/ وأنا المقتولُ بَيْنَ القُلوبِ المكسورةِ وتفاحِ النَّزيفِ/
     ينامُ الغروبُ في أحضانِ أُمِّهِ / لكنَّهُ يَشعرُ بالغربةِ الباردةِ / كُلُّ أظافري مرايا للمنفَى / وأنا المنفيُّ بَيْنَ شَهيقي وزَفيري / جُثتي كافتيريا على طَريقٍ صَحراويٍّ / لا تَعْرِفُهُ أحزانُ سَائقي الشَّاحناتِ/ ماتت النِّساءُ / وحَبْلُ الغسيلِ بِلا غَسيلٍ / فلتمتْ أوَّلاً / ثُمَّ اعترِضْ على شَريعةِ مَحاكمِ التَّفتيشِ/ كُلُّنا غَرْقَى/ البَحْرُ يَرْثي البُحيرةَ/ وَيَرِثُ أشلاءَنا/ مَذْبحتي تتقمَّصُ شَكْلَ الجوَّافةِ / وأنا الضَّوْءُ المهاجِرُ بَيْنَ خِيَامِ الأعرابِ / أنا الخيمةُ الضَّائعةُ بَيْنَ الغجرِ والبَدْوِ الرُّحَّلِ / خانتني أظافري / والطوفانُ يَشتري تَذكرةَ قِطَارِ المنفَى / تُطَبِّقُ قِطَّتي نَظرياتِ مُكافَحةِ الإرهابِ على ضِفْدَعِ جارِنا / وتغتسلُ الراقصاتُ بالسَّائلِ الْمَنَوِيِّ في بَراميلِ النِّفْطِ / تُذَكِّرُني الأقنعةُ بالأقنعةِ / والوجوهُ مَنسيةٌ في محطةِ القِطاراتِ / وأظلُّ في الطرقاتِ المنفيَّةِ بِلا وَجْهٍ / لا أشلائي خَواتِمُ لِعَشيقةِ هِتْلَر / ولا أحزاني تِلالٌ لِخِيانةِ يَهوذا الإسخَريُوطِيِّ /
     في ضَجَري الرَّصاصِيِّ / يَتمزَّقُ دَمْعي كالقُبورِ الكِلْسِيَّةِ / لَسْتُ عُصفورَ الاحتضاراتِ لِتَصنعوا مِن جِلْدي طَاولةً / يَجْلِسُ عَلَيْها رِجالُ المخابَراتِ / يا احتضارَ الرِّياحِ الشَّمسيةِ / أنتظرُ صِياحَ الدِّيكِ في صَباحِ إِعْدامي / لكنَّ حَياتي بِلا فَجْرٍ ولا دِيكٍ / الْحُبُّ ذَاكرةُ القنابلِ / وَالعَوَاصفُ تُفَجِّرُ فِضَّةَ شَراييني/ والأسماكُ تَسْبَحُ في بَنكِرياسي الْمُمَزَّقِ عِشْقاً/ يَرْمُونَ قَلبي في مِنْفَضَةِ السَّجائرِ/ لأني لم أَحْرِقْهُم بِسُعالي/ تَلعبُ غاباتُ البُكاءِ بمشاعري/لأني لم أَعْرِضْ جَوارحي في السُّوقِ السَّوْداءِ/ أنا لَسْتُ أنا/ أنا دُستورُ مَملكةِ الانطفاءِ/ لأنَّ جُثتي مَجهولةُ الْهُوِيَّةِ / صَارَتْ دُميةً في مَسْرَحِ العَرائسِ / وأنا المذبوحُ المتكرِّرُ في خَرائطِ الغروبِ / صَارَ حُزْني نشيداً وَطَنياً لأدغالِ الدُّمى / ومَدينةُ الرَّمادِ تَقْلِي أظافري النُّحاسيةَ في الدَّمْعِ السَّاخنِ /
     سَقَطَ اليَمامُ في احتضارِ الأُنثى / ويَنْبُتُ القَمحُ في سُوقِ النِّخاسةِ / ويَقضي العاشِقُونَ إِجازةَ الصَّيْفِ في مَمالكِ التَّطهيرِ العِرْقِيِّ / بَشَرَةُ الغروبِ سَمراءُ / لكنَّ الأُفُقَ تاريخٌ للرَّقيقِ الأبيضِ / الرِّياحُ تَحْرِقُ جُثةَ المطرِ / والقَتلى يُشَرِّحُونَ الرَّمادَ / عُنفوانُ أُنوثةِ الأمواجِ يَختلطُ بِرَائحةِ أثاثِ المذْبَحةِ / فَاذْكُري الأيتامَ الذينَ يَمْسَحُونَ أحذيةَ رِجالِ المافيا / زِنزانتي الانفراديةُ مِنَ الرُّخامِ / وَدَمعاتي قُبورٌ بلاستيكيةٌ / وَقَلبي قَاتِلٌ مَأجورٌ / تَذوبُ الرُّومانسيةُ في جُثمانِ حفَّارِ القُبورِ / كما يَذوبُ المِكياجُ في خُدودِ اليَتيماتِ / اصْطَدَمَتْ عُيونُ الْمُغْتَصَبَةِ بِعُيونِ مُغْتَصِبِها / ارْتَطَمَتْ عُيونُ السَّجينِ بِعُيونِ سَجَّانِهِ / وإِمبراطورُ الزَّبَدِ يَرْفَعُ بِرْميلَ النِّفْطِ تاجاً لأرملةِ الرَّمْلِ / انتحاراتي قِلادةٌ على صَدْرِ العاصفةِ / ولَن تَشْعُرَ الشُّطآنُ بالرُّومانسيةِ إِلا إِذا لَعِبَتْ بِعَوَاطِفي / فيا أدغالَ الضَّوْءِ الوَهميِّ / الْعَبِي بِعَواطفي / ثُمَّ انتحري بَيْنَ أحضاني / سَأُكْمِلُ سِيناريو الضَّحِكِ في مَدينةِ العارِ / لكني أخْجَلُ مِنَ النَّظَرِ في المِرآةِ / أنا الغريبُ المقتولُ / أو المقتولُ الغريبُ / أُقَدِّسُ بِلادي المقتولةَ / ولا أُقَدِّسُ العُروشَ / أُرَدِّدُ الأناشيدَ الوَطَنيةَ في مَدينةِ القَتلى / وأنتظرُ قَاتِلي في محطةِ القِطاراتِ /
     في مَطْعَمٍ مُخَصَّصٍ لِهِجرةِ الأمواتِ / لقاءٌ عاطفيٌّ بَيْنَ السِّكينِ وقِطْعةِ الْجُبْنِ / يَحفظُ العُشَّاقُ مَواعيدَ انتحارِ الفِئرانِ على شَاشاتِ السِّينما/ وَبَابُ ضَريحي مُضِيءٌ / فَلْيُطْفِئْ سُعالي لَمعانَ النوافذِ/ التي تُطِلُّ على شِتاءِ التَّوابيتِ / ضَفائرُ الأراملِ تُغَطِّي الْخُبْزَ اليابسَ / وهَذهِ أحلامي دِماءُ الشَّوارعِ المنسيَّةِ / ولم أُفَرِّقْ بَيْنَ غُرفةِ الإِعدامِ وشَهْرِ العَسَلِ /
     أيتها اليَمامةُ الموزَّعةُ على الموانئِ البَعيدةِ / حَيْثُ القَراصنةُ يَتحرَّشُونَ بمناديلِ الوَداعِ / يا سَيِّدةَ المنافي / تَكْرَهِينَ زَوْجَكِ لأنهُ يَخونُكِ معَ الخادمةِ / فَكُوني شَريعةَ البُروقِ / حِينَ يُطَلِّقُ القَمْحُ حُقولَ الصَّدى/ كَم شَاحنةُ مِكْياجٍ تحتاجُها ابنةُ القُرْصانِ / لِتَبْدُوَ أصغرَ مِن السُّلحفاةِ العجوزِ ؟/ قد تحتاجُ المومِسُ إلى عَالِمِ رِياضياتٍ / لِيَحْسِبَ عَدَدَ الرِّجالِ الذينَ ضَاجَعُوها / أتعاطى مُضادَّاتِ الاكتئابِ مُنذُ قُرونٍ/ مَعَ أنني لَم أُولَدْ / رَضيعٌ أضاعَ خَارطةَ صَدْرِ أُمِّهِ / لَكِنَّهُ وَجَدَ خَارطةَ لُجُوئِهِ السِّياسِيِّ / أكتبُ فَلسفةَ مَفاتيحِ قَفَصي الصَّدْرِيِّ / لِكَيْلا يَتعاطى الموجُ الماريجوانا /
     أيتها الضِّفدعةُ التي بَاعَها الْحُزْنُ في أسواقِ نِكاحِ الْمُتعةِ / إِنَّ عَيْنَيْكِ بُحيرةٌ مِن أشواقِ المسافِرِين / فلا تَقْلَقي / إِنَّ غاباتِ الرصاصِ الْحَيِّ تَستعملُ حُبوبَ مَنْعِ الْحَمْلِ / سَيَخُونُ أهْلُ الكُوفةِ الْحُسَيْنَ آلافَ المرَّاتِ / وأنتَ يا طَيْفي حَبْلُ المِشنقةِ اللازَوَرْدِيُّ / لَن تَجِدَ امْرَأةً تبكي عَلَيْكَ بَعْدَ شَنْقِكَ/ تزوَّجتُ كُلَّ الغاباتِ سِوى غاباتِ قَلبي المكسورِ/والأسماكُ تَقلي دُموعي في ضَجَرِ الأمواجِ/ والفَيلسوفُ المنبوذُ يَشْرَحُ نَظرياتِهِ لِحِيطانِ غُرفته / والأعلامُ الْمُنَكَّسَةُ تتكاثرُ /
     لا تفْرَحي أيتها السُّنبلةُ / إِنَّ دُودَ المقابرِ مِثْلُ سَرَطانِ الثَّدْيِ / الحضَارةُ إشارةُ مُرورٍ زَرْقاءُ / تتجمَّعُ حَوْلَها اليَتيماتُ وَهُنَّ يَبِعْنَ العِلكةَ / فَكُن أنيقاً كَخَشَبِ التَّوابيتِ الْمُسْتَوْرَدِ / إِذا قَتَلْتَ أُنوثةَ الأشياءِ / تَساوَتْ عِندَكَ ذُكورةُ الأضدادِ / خَجَلُ المومساتِ المبتدئاتِ يَقومُ بالتَّطهيرِ العِرْقِيِّ في جَواربِ الجنودِ القَتلى / سَجينٌ بَحَثَ في قِرْميدِ الشِّتاءِ عَن فَتاةِ أحلامِهِ / وحِينَ وَجَدَها اكتشفَ أنها مُتزوِّجةٌ مِن سَجَّانِهِ / فَصَارَ يَبحثُ عَن حفَّارِ قُبورٍ لأحلامِهِ / كُلما نَظرتُ إلى المِرآةِ شَعرتُ بالغربةِ / سَتَنْبُتُ الأشجارُ في قَلْبِ النَّدَمِ / فَاضْحَكِي أيتها الغابةُ / والْبَسِي تنُّورةً فَوْقَ الرُّكبةِ / سَوْفَ تبكينَ في المطبخِ في لَيْلةٍ مَاطرةٍ / وَتُصْبِحِينَ مِمْسحةً لِحِذَاءِ زَوْجِكِ / فيا صَديقي المنبوذَ / لا تَنْسَ أن تَعملَ دَليلاً سِياحِيَّاً في مَقبرتي بَعْدَ أن تَقْتُلَني /   
     يَا مَن قَتَلْتُم الْحُسَيْنَ وَبَكَيْتُم عَلَيْهِ / أنتُم تَصْلُبونَ نِساءَكُم على أجسادِ سَماسرةِ نِكاحِ الْمُتعةِ / فاتْرُكوا لِوِلايةِ الفَقيهِ ذِكرياتِ النِّساءِ المسحوقاتِ / تَسبحُ العَمائمُ السَّوْداءُ في بَراميلِ النِّفطِ / كما يَسبحُ أهلُ الكُوفةِ في خِيانةِ آلِ البَيْتِ / أنا نِهايةُ الْحَسْمِ العَسكريِّ في سَراديبِ مَحاكمِ التفتيشِ / المِقْصلةُ لا تَقبلُ أنصافَ الحلولِ/ ودِمائي هِيَ الْحَلُّ في مَملكةِ الصدى العميقِ/ وأشلائي هُدنةُ اليَمامِ في المرفأ المهجورِ/ وذِكرياتي احتمالاتُ الموتى والبُروقِ/ سَتُصبحُ أجنحةُ الفَراشاتِ حَطَبَاً في الموقدةِ/ التي يَجلسُ أمامَها ضَابطُ المخابَراتِ معَ زَوْجَتِهِ / ونَعْشي هُوَ الأملُ الأخيرُ في حَياةِ العَوانِسِ /
     قَلبي لا يَذهبُ إلى رِئتي إِلا بِتَصْريحٍ أمْنِيٍّ / لا تاريخَ لِلْحُبِّ إِن لَم يَكُنْ قَاتِلاً / يَخْلَعُ القَلْبَيْنِ الجريحَيْنِ / ويَرْمِيهُما في أزِقَّةِ قَوْسِ قُزَحَ / كأني حَارِسُ مَرْمَى مُعْتَزِلٌ / مَا زَالَ يَتذكرُ الأهدافَ الكثيرةَ في مَرْمَاه / أنا الْحُلْمُ والكَابُوسُ / فَلا تَحْلُمْ بِي يَا بَلاطَ الزَّنازين / لَسْتُ شَاعِرَ البَلاطِ /  أنا الْحُزْنُ الذي يُبَلِّطُ البَحْرَ بالرُّخامِ الدَّمويِّ / فاكْتَشِف الْحُزْنَ في خُدودِ الزَّوْجاتِ الخائناتِ / غَرِقَتْ مَناديلُ الوَدَاعِ في بَحْرِ الدُّموعِ / وَبَقِيَتْ دُموعُ النِّساءِ اليَابسةُ عَلى رَصيفِ المِيناءِ /
     في طُرقاتِ شَراييني مَلايينُ الحواجزِ العَسكريةِ / فَاكْسِرْها يا انكساري / كَي نحتفلَ بِعِيدِ انكسارِنا أمامَ الرِّيحِ الْمُزَيَّنةِ بالأضرحةِ / أسنانُ السُّجناءِ بَراويزُ على حِيطانِ الزِّنزانةِ / والزِّنزانةُ تَستعملُ فُرْشاةَ أسناني / يَشتري الصَّقيعُ صُكوكَ الغُفرانِ مِنَ البَاعةِ الْمُتَجَوِّلِين / وأشتري ضِحكةَ الحقولِ المحروقةِ في جُلودِ العَبيدِ / أجلسُ على مَقْعَدٍ مَنْسِيٍّ في مَحطةِ قِطَاراتٍ مَنْسِيَّةٍ / ولا يَزُورُني غَيْرُ السُّيولِ / ولا يُصَافِحُني غَيْرُ لُصوصِ البَضائعِ / عِظامي تتجسَّسُ على كُرياتِ دَمي / والأطفالُ يُنَقِّبُونَ عَن أشلائِهم في سِلالِ القُمامةِ / أموتُ تَدريجياً كَعِطْرِ الإِمَاءِ / أنتحرُ بالتَّقسيطِ الْمُريحِ / ولا أَمْلِكُ أُجرةَ التاكسي الذي يُوصِلُني إلى بَنْكِ الجماجمِ /
     لا تَقْلَقُوا يا أعرابَ الخديعةِ / إِنَّ جُثثَ الجواري في قُصورِكُم / سَتَرْفَعُ سِعْرَ بِرْميلِ النِّفْطِ / صارَ دَمْعُ الصَّنوبرِ مَعجونَ أسنانٍ لليَمامِ/ وصارتْ عِظَامي أرشيفاً للغروبِ الحزينِ / فيا أيها الجسَدُ الوَرْدِيُّ الذي يَنْخُرُهُ البارودُ/ كَيْفَ تُمَيِّزُ الخفافيشُ بَيْنَ بَراميلِ النِّفطِ وبَراميلِ البارودِ ؟/ أُعَبِّئُ عَرَقَ السَّبايا في قَارورةِ الحِبْرِ / وَلَحْمُ البُحيرةِ كالغِرْبالِ مِن أثَرِ الرصاصِ / سَتغتصبُ البَنادقُ جَسَدَ الشَّاطئِ وَيَظَلُّ يَبتسمُ / سَيُعاني الْمُغْتَصِبُ أكثرَ مِن المرأةِ التي اغْتَصَبَهَا / وكلُّ الفِئرانِ التي تَحْمِلُ على رُموشِها دَمَ القَمرِ / سَتَعْبُرُ الحواجِزَ العَسكريةَ /
     في لُعابي تَرْسُو سُفُنُ القَراصنةِ / ويُرَدِّدُونَ الأغاني الوَطَنيةَ / لكنَّ الأعلامَ مُنَكَّسَةٌ / الْجُزُرُ التي قَضَى فِيها العُشَّاقُ شَهْرَ العَسَلِ / تَغْرَقُ في دِماءِ حَبْلِ مِشْنقتي / والقُبورُ الزُّجاجيةُ مِرْآةٌ لِرَحيلِ اللازَوَرْدِ / وأنا الرَّاحلُ بَيْنَ المدافِنِ الكريستاليةِ والذِّكرياتِ النُّحاسيةِ / فيا شُطآنَ الرِّعشةِ / تُنفِقِينَ الرَّاتبَ الشَّهْرِيَّ على المِكْياجِ / وأُنفِقُ كُلَّ ما وَرِثْتُهُ عَن أحزانِ الطرقاتِ/ على زَخْرفةِ مِقْصلتي أمامَ الضُّيوفِ / فيا أيها الوَطنُ المزروعُ بِكَاميراتِ الْمُرَاقَبَةِ / أيتها البِلادُ المزروعةُ بِصَفَّاراتِ الإِنذارِ / لن تُفْلِتَ الأشجارُ مِنَ الطوفان / ذَهَبَ الرَّاعي إلى الاحتضارِ / وَنَسِيَت الأغنامُ مَوْعِدَ الحصَادِ /
     مَوْتي مَوْتُ أعدائي / وأنا المشنوقُ الْحَيُّ / ستأكلُ الضَّفادعُ أظافرَ سَيِّدةِ الموانئِ / والنَّوارسُ المجرَّدةُ مِن جِنسِيَّتِها / تَحُطُّ على جَدائلِ النيازكِ / والمجرَّاتُ تنتظرُ تَصْفيتي جَسَدِيَّاً / هَل تَستطيعُ الجاريةُ أن تختارَ لَوْنَ قَميصِ نَوْمِها بِدُونِ إِذْنِ الخليفةِ ؟ / هَل تَقْدِرُ الفَريسةُ أن تختارَ مَلابِسَها الدَّاخليةَ بِدُونِ إِذْنِ صَيَّادِها ؟ / زَوْجةٌ مَلَّتْ مِن مُمارَسةِ الجِنسِ معَ زَوْجِها / فصارتْ تَبحثُ عَن قِصَّةِ حُبٍّ معَ جُثةِ قَتيلٍ يَركضُ في الشَّفقِ / أنتمي إلى أُمَّةٍ مِن العَبيدِ والسَّبايا / وأعشقُ حَفلاتِ المشانقِ / لأنها تَخلو مِن البيروقراطيةِ /
     يا تشارلز / فَلْتَخُنْ دَيَانا بَعيداً عَن عُيونِ أطفالِكَ / سَيَغْرِسُ الخريفُ خَنجرَهُ في عُروقِ المزهرياتِ / والمِشنقةُ هي المرأةُ الوَحيدةُ في حياتي / الْحُلْمُ قِطارٌ كَهربائيٌّ / يُصْدِرُ دُخَاناً يُلَوِّثُ رِئةَ العاصفةِ / والنِّفطُ الْمُتَسَرِّبُ مِن سَقْفِ حَلْقي / يَذْبَحُ الشِّعابَ المرجانيةَ / فَتاةٌ شَقْراءُ كالقَهوةِ المخدوعةِ / تنتظرُ قَاتِلَها في مَحطةِ القِطاراتِ المهجورةِ / ودِمائي هُدنةٌ بَيْنَ القاتلِ والقَتيلِ في عَرَباتِ القَشِّ الكُحْلِيِّ/ فيا كُحْلَ عَرائسِ الكنائسِ/ أيْنَ ماما الفاتيكان لِيَتَحَرَّرَ الغربُ مِن تقديسِ الذُّكورةِ ووَأْدِ الأُنوثةِ ؟/ لَدَغَتْ عَقاربُ الصَّحراءِ عَقارِبَ السَّاعةِ/ فَمَاتتْ سَاعةُ الحائطِ في زِنزانتي/ أشلائي صَحراءُ النَّحيبِ / وحُزني سَاعةٌ رَمليةٌ / والإعصارُ مُزَيَّنٌ بِضَحِكَاتِ القُرى المهجورةِ / قَد بَدأت الحربُ الأهليةُ بَيْنَ قَلْبي وَعَقْلي / فَلا تَبْكِ عَلَيَّ حِينَ تستقرُّ جَوارِحي / في رُموشِ اللبؤةِ القَاتِلةِ /
     أنا حضارةُ الجوعِ / أَمْضُغُ حَبْلَ مِشْنقتي / وآكُلُ كُرياتِ دَمي / أنا مَملكةُ العَطَشِ / أَشربُ ذِكرياتِ الشِّتاءِ في الليلِ الحزينِ/ فَكُن كالموْتِ لا يَنتظرُ أحَداً/ تَلتفُّ الأفعى على القَمَرِ / وَزَوْجاتُ القَراصنةِ يَنتظِرْنَ النعوشَ / فلا تنتظِرْ ثُلوجَ البُكاءِ على جِلْدِ الغروبِ / وانتظِرْ انتحارَ السُّنونو في ذَاكرةِ الغيمِ / سَيَنامُ قَوْسُ قُزَحَ على سُطوحِ القِطاراتِ / التي تَنطلقُ مِنَ اللاأيْنِ إلى اللاأيْنِ / فَإِن كُنتَ عَشيقَ القَتيلاتِ / سَاعِد الفَراشاتِ في دَفْعِ أُجرةِ حفَّارِ القُبورِ / وأرْشِد النَّوارسَ إلى أضرحةِ المطرِ الكريستالِيِّ / أَسْبَحُ في دِماءِ النيازكِ / والعوانسُ يَسْبَحْنَ في عُلَبِ المِكياجِ كأدغالِ الشَّمْعِ /
     أيها الفُرسانُ الواقفونَ بَيْنَ الكِفاحِ الْمُسَلَّحِ والرَّقيقِ الأبيضِ / يا إِخْوةَ الماريجوانا / لماذا تَتقاتلونَ على دُستورِ الوَحدةِ الوَطنيةِ وَزُجاجةِ الويسكي ؟ / بِلادي كَرَاقصةِ الباليه / الكُلُّ يُحِبُّها / ويَستمتعُ بِجَسَدِها/ ولا أحَدَ يَتزوَّجُها/ فَهَل سَيَموتُ الْمُهَرِّجُ مِنَ الجوعِ بَعْدَ تقاعُدِهِ ؟ / يا صَديقي المنفيَّ بَيْنَ شَهيقي وزَفيري / لا تَعْشَقْ لاعبةَ السِّيركِ / لأنَّ حَيَاتَها رَحيلٌ دائمٌ / يا كُلَّ الْمُخبِرِينَ في عُلَبِ المِكياجِ المهجورةِ / اعْذُرْني يا جُنونَ الغاباتِ / لم أُقَدِّمْ لَكَ في عِيدِ مِيلادِكَ سِوى عُكَّازتي الأثَريةِ / أنا المقتولُ العائشُ في ذِكرياتِ الخريفِ / أنا الأخُ غَيْرُ الشَّقيقِ للمَسَاءِ الدَّامي /
     سَيَبدأُ حَبْلُ مِشْنقتي عِندما يَنتهي الشِّتاءُ في ألواحِ صَدْري / فابْنِ في وُعورةِ شَراييني كُوخاً لليَمامِ المنفيِّ / المقاصلُ هِيَ الازدهارُ الاقتصاديُّ / والتاريخُ بُورصةُ الجواري / فما فائدةُ الصليبِ والكاردينالُ المصلوبُ يَتحرَّشُ جِنسيَّاً بالرَّاهباتِ المصلوباتِ ؟ / كُلما أحببتُكِ ابتعدتُ عَنكِ / والفِئرانُ تُقَلِّدُ الأُسُودَ أوْسمةَ الشَّجاعةِ / اقْتُلوني يا إِخوتي لأعْرِفَ أنكم إِخوتي / أنسحبُ مِن حَياةِ الأنهارِ / أنا أرشيفٌ غامضٌ لانتحاراتِ السُّنونو / ولا أُريدُ أن أزيدَ حَياتَكُم قَرَفاً بِسَبَبِ عُقَدي النَّفْسيةِ / نَسيتُ بَابَ دَمي مَفتوحاً للغرباءِ / أنا كُلُّ شَيْءٍ إِلا أنا / فَخُذوا فَتْحَ القُسطنطينيةِ / وأعْطُوني ضَياعَ الأندلسِ / 
     في لَيْلةِ عُرْسي التي لا تأتي / سَأُجَهِّزُ كَعْكةَ المقاصلِ وَعَصيرَ اليُورانيومِ الطازَجَ / كُلُّ ما حَوْلي أقنعةٌ وبَعُوضٌ / وطُموحي أن أجِدَ وَجْهي / أعيشُ خارِجَ العالَمِ / لأنَّ عَالَمَهُم أحضانُ نِسائهم / وفي أجفانِ الإعصارِ شَوْقُ الجنودِ إلى دِفْءِ صُدورِ زَوْجاتِهِم / فلا تُمارِسُوا الجِنْسَ مَعَ الجثثِ أيها القَراصنةُ المثقَّفون / لأنَّ الرُّوحَ هِيَ الحامِلُ / والجسَدَ هُوَ المحمولُ / امرأةٌ يَتَّخِذُها زَوْجُها جَوارِبَ شِتائيةً عَلى مَقاسِ قَدَمَيْهِ / وتُنَظِّرُ في حُقوقِ المرأةِ / أرصفةُ المِيناءِ الباكي/ والعاهِراتُ الْمُثَقَّفاتُ / وطَريقُ البُحيرةِ لا يتَّسعُ للتَّوابيتِ الْمُزَخْرَفَةِ/ والأُنثى الوَحيدةُ التي عَشِقَتْنِي بإخلاصٍ هِيَ مِشْنقتي / والفُقراءُ عَلى أرْصِفةِ الذُّعْرِ / يَأكُلونَ لُحُومَهُم / وَيَشْرَبُونَ حَليبَ زَوْجاتِهِم /
     أنا المقتولُ في الذِّكرياتِ الغامضةِ / وشَمْسي تُشْرِقُ في الليلِ / فَاذْبَح النَّهْرَ بِسِكِّينِ العِشْقِ / كَي تَفْرِضَ عَلَيْهِ رَقصةَ الموتِ / أنتَ خاسرٌ يا صَديقي في الحالتَيْن/ سَتُصبحُ عِظامُكَ تفاحاً للعُقبانِ/ ويُصبحُ غِشاءُ البَكارةِ مِثلَ سُورِ بَرْلِين / كُلُّ المحارِبِينَ يَعودونَ إلى قَوْسِ قُزَحَ / وأَعودُ إلى دُموعِ أُمِّي في السَّحَرِ / الجثثُ المجهولةُ هِيَ بَيتي / ولا خارطةٌ لدمائي سِوى الأمواجِ / ولا هُدنةٌ في أشلائي سِوى الزَّوابعِ / فيا عَشيقةَ النَّهرِ / احترِمي جَسَدَ الغبارِ / ولا تَنظري إلى جَسَدِكِ في مَزهرياتِ الشِّتاءِ / يَصْعَقُكِ لَوْنُ جِلْدِكِ / ويُلغي أُنوثةَ دَمعاتِكِ / وتُلَمِّعُ السَّبايا أوتادَ الخِيَامِ بِدَمِ الحيْضِ / نتدرَّبُ عَلى هَلْوسةِ المذابحِ / ونَدْهَنُ خَشَبةَ المذْبَحِ بِلَوْنِ جُلودِنا / والقِطَطُ تُراقبُ لَمعانَ دِمائِنا المتبخِّرةِ على شَفَراتِ السُّيوفِ / كُلما قَرأتُ جَريدةً بَحثتُ عَن اسْمي في صَفحةِ الوَفَيَاتِ / والأسماكُ الصحراويةُ تَنْشُرُ خَبَرَ وَفاتي في ذاكرةِ الموجِ / بَريدي الإلكترونِيُّ سَيَظَلُّ فَارِغاً/ وَصُندوقُ بَريدي صَارَ طَاوِلةَ بِلياردو للجِرْذانِ الشَّاعريةِ/ بَعْدَ مَقتلِ سَاعي البَريدِ / واحتضاري ما زَالَ يُقاتِلُ/ والصَّقيعُ بَنكُ الزَّوْجاتِ الخائناتِ / دَخَلَتْ نُعوشُ اللازَوَرْدِ في قَفَصي الصَّدْرِيِّ / والجرادُ أضاعَ مَفاتيحَ قَلبي المكسورِ / وأضرحةُ الحمَامِ على قُمصانِ النَّوْمِ / لَم أَخْطُبْ غَيْرَ حُزني / ولم أتزوَّجْ غَيْرَ انكساري / ولا مَعنَى لِوَطَني بِدُونِ تَزويرِ الانتخاباتِ /
     أبيعُ كُتبَ الطبخِ للأراملِ الشَّابَّاتِ / اللواتي يَبكينَ في مَأتمِ الحضَارةِ / والحضَارةُ مَأتَمُ النَّعناعِ البَرِّيِّ/ كانت فِئرانُ التَّجاربِ تَبكي نِيابةً عَنِّي/ والرِّيحُ صَارَتْ حَنجرةَ الأسرى في حَديقةِ الجثامين/ والإِمَاءُ يَفْتَخِرْنَ بأثدائِهِنَّ أمامَ أميرِ المؤمنينَ الذي قَتَلَ المؤمنين / سَتَضَعُ الفَراشةُ مَصيرَها العاطفيَّ تَحْتَ أقدامِ الذبابِ / تاريخُ نِساءِ القَبيلةِ صَكُّ غُفْرانٍ بِلا غُفران / وانتهتْ صَلاحِيَّةُ أُنوثةِ التِّلالِ/ ستتزوَّجُ المرأةُ قَاتِلَ زَوْجِها / وأُمراؤُنا أبناءُ الإِمَاءِ / ونَحْنُ السَّبايا في السُّوقِ السَّوْداءِ / وَحْدَهُ الفَيَضانُ يَبكي عَلَيَّ بَعْدَ اغتيالي / فيا مَقبرةَ الحضَاراتِ / لماذا لم تُدافعي عَن الرَّاهباتِ في كنائسِ التَّحرشِ الجِنسيِّ ؟ / 
     أُمراءُ الحروبِ / والجنودُ يَموتونَ في المعركةِ/ لِيَظَلَّ الطاغيةُ نائماً معَ عَشيقتِهِ في غُرفةِ القِيادةِ / والأعرابُ يَشربونَ فَلْسفةَ دَاحِسٍ والغبراءِ في جَماجمِ الشُّعوبِ/ هَكذا يُولَدُ في قَصيدةِ الزَّبدِ يَهوذا الإسخريوطيُّ/ أوثانُ الشَّهْوةِ الجِنسيةِ/ ودَمي هُوَ السَّجادُ الأحمرُ/ولا مَطارٌ حَوْلَ خُطواتِ الأسرى/ ولا جَوْقَةٌ تَعْزِفُ لَحْنَ الجماجمِ الأخيرَ .