29‏/09‏/2019

اعترافات ثري عربي أحب أميرة أوروبية / قصيدة

اعترافات ثري عربي أحب أميرة أوروبية / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

........

     أنا هُنا لأنِّي هُنا/ وَأسْتَحِقُّ أن أكُونَ هُنا/ وَلا أعتذِرُ عَن وُجودي / سَأتنازلُ عَن كُلِّ الجِنسِيَّاتِ الغَرْبِيَّةِ التي أحْمِلُها وَأَرْمِيها لَكُم / سَأَحْمِلُ جِنسِيَّةَ عُشْبِ المجرَّاتِ / رَاكِضاً في تُرابِ النَّيازكِ حَافِياً كالطوفانِ / عَارِياً مِن جَوَازِ السَّفَرِ الدُّبْلُومَاسِيِّ / كَاسِراً خَشَبَةَ المذْبَحِ / كَاسِرَاً خَشَبَةَ الصَّليبِ /
     أيُّها الغُزاةُ الْمُثَقَّفُونَ كالضَّفادعِ/ الْمُتَحَضِّرُونَ كَأغْشِيَةِ البَكَارَةِ / الأنيقُونَ كَمِقْصَلَةِ الأميراتِ/ الشُّرَفَاءُ كَقُطَّاعِ الطُّرُقِ / الأذكياءُ كَسَمَاسِرَةِ صُكُوكِ الغُفرانِ / الطَّيِّبُونَ كَقُضَاةِ مَحاكمِ التَّفتيشِ/
يَا مَن تَقْتُلُونَ الإِنسانَ / وَتُدَافِعُونَ عَن الحيَوانِ/ يا مَن تُحَرِّمُونَ تَعَدُّدَ الزَّوْجَاتِ / وتُبِيحُونَ تَعُدُّدَ العَشيقاتِ / لَسْتُ أنا مَارلين مُونرو لِتَلْعَبُوا بِها / ثُمَّ تَرْمُوها لِكِلابِكُم البُوليسِيَّةِ /
     بَعْدَ اغتيالي في خِيَاناتِ الوَرْدِ الصِّناعِيِّ / لا أُريدُ أحَدَاً يَبكي عَلَيَّ غَيْرَ جُسورِ سَراييفو / الذِّكرياتُ عَشيقتي الخائنةُ / اكتئابُ السَّنابلِ يُطَهِّرُ حُقولَ الأشلاءِ / وَالملِكَةُ فِكْتُوريا خَادِمَةٌ في مَطْبَخِ بَيْتي / وَفي مَسْرَحِ العَرَائِسِ أضَعْتُ وَقْتي مَعَ أنصافِ نِسَاءٍ دُمَىً خَشَبِيَّةٍ / عُقُولُهُنَّ بَيْنَ أفخاذِهِنَّ/ أميراتٌ للبَيْعِ مَشَاعِرُهُنَّ في فُرُوجِهِنَّ / يَدْفَعُ القَراصِنةُ ثَمَنَ النُّهودِ / ويَحْمِلُونَ البِضَاعَةَ/
     أضَعْتُ حَياتي مَعَ نِسَاءٍ تافهاتٍ/ وكُنتُ تافهاً مِثْلَهُنَّ/ اشْتَرَيْتُ أجسادَهُنَّ بالبِطَاقاتِ الْمَصْرِفِيَّةِ/ كُنتُ أحْزَنُ عَلَيْهِنَّ / وَأُشْفِقُ عَلَيْهِنَّ / خَرَجْنَ مِن صَدمةِ خِيَانةِ أزواجِهِنَّ / وَلَم يَجِدْنَ سِوَايَ لأُخْرِجَهُنَّ مِن عُزلةِ أشجارِ الخريفِ / أنقَذْتُ أشلاءَهُنَّ مِنَ الاكتئابِ / وأدْمَنْتُ عَلى مُضَادَّاتِ الاكتئابِ / أنَرْتُ لَهُنَّ طَريقَ التَّزَلُّجِ في جِبَالِ الألْبِ / وسَقَطْتُ في مَغارةِ الحضارةِ / وَقَعْتُ في بِئْرِ الذاكرةِ / حُبِّي لَهَا أوْ لَهُنَّ مَخْلُوطٌ بالْمَلَلِ وَالقَرَفِ وَالفَرَاغِ /
     أنا إمبراطُورُ الفَراغِ العَاطِفِيِّ/ ومَلِكُ الفَرَاغِ السِّيَاسِيِّ/ أنا إِمبراطُورِيَّةُ الأشباحِ بَيْنَ الفَرَاغِ والعَدَمِ / مَحطةُ القِطَارَاتِ فَارِغَةٌ / وَالمقاعِدُ الخشبِيَّةُ لا يَجْلِسُ عَلَيْهَا إِلا الذُّبابُ / صَارَ أثاثُ المنافي حَطَبَاً في مَوَاقِدِ الشِّتاءِ / فيا أيَّتُها الفَرَاشَةُ الْمُتَّشِحَةُ بِثِيَابِ الحِدَادِ وحَليبِ البُحَيرةِ / كُوني عَاطِفِيَّةً عِندَما تَرْكُضُ لَيْلَى وَرَاءَ الذِّئبِ /
     يَا أيُّها العَرَبِيُّ الذي يُعَبِّرُ عَن حُبِّهِ بالإنجليزِيَّةِ / أيَّتُها الأيدي السَّمْرَاءُ عَلى الجسَدِ النَّجِسِ في صَالَةِ الرَّقْصِ / عُودِي إلى النِّيلِ والفُرَاتِ / هَل سَيَأتي الفَرَجُ مِن فَرْجِ امرأةٍ ؟ / هَل سَيَأتي الانفراجُ السِّيَاسِيُّ مِن نُهودِ امرأةٍ ؟/ امْرَأةٌ تَبيعُ نَفْسَها كَي تُؤسِّسَ للعَدَمِ/ وَتَفْتَتِحَ سُوقَ النِّخاسةِ / وأنا النَّخَّاسُ الذي يُتَاجِرُ بالرَّقيقِ الأبيضِ في السُّوقِ السَّوْداءِ /
     فُرشاةُ أسناني مَصْبُوغَةٌ بِعَرَقِ الجواري / وكُلَّما مَارَسْتُ الجِنسَ مَعَ الضَّائعاتِ / ضِعْتُ في أنقاضِ قَلبي / قَرِفْتُ مِن نَفْسي / وَقَرِفْتُ مِنَ الرَّاكِعَاتِ أمَامَ هِسْتِيريا الجِنْسِ / الذي يَشْتَعِلُ في أجسادِ الكُوليرا / لُحُومُهُنَّ بُقَعُ نِفْطٍ أوْ مَمَالِكُ طَحَالِب / وَالحِجَارَةُ في قَاعِ قَلْبي تُمَارِسُ الجِنسَ مَعَ الجرادِ/ أُرِيدُ اكتشافَ شَيْءٍ في المرأةِ غَيْرَ الجِنْسِ/ سَاعِدْني أيُّها الْهَوَسُ الجِنسِيُّ/ يا طَبيبي النَّفْسِيَّ الذي لا أثِقُ بِهِ/ يا حَارِسي الشَّخْصِيَّ الذي سَيَخُونُني / سَاعِدِيني يَا قَارورةَ الحِبْرِ كَي أكْسِرَ قَارورةَ السُّمِّ / لا تُخْبِرُوا حِيطانَ بَيْتي بانتحاراتي / قَرِفْتُ مِن شَراييني التي تَصُبُّ في أنابيبِ المجاري / ولا أعْرِفُ هَل أنا عَاشِقٌ أَم نَخَّاسٌ / قَصْري الرَّمْلِيُّ شَرِكَةٌ لِتِجَارةِ الرَّقيقِ الأبيضِ / وذِكْرياتي سَوْداءُ /
     حَيْثُ يَجْعَلُونَ جَسَدَ المرأةِ سَجَّادَةً تَحْتَ بَساطيرِ القَرَاصنةِ / يُسَمُّونَ ذَلِكَ انفتاحاً وحَضارةً / أدْخَلَنِي جِنْسُ الْمَلَلِ في الْمَلَلِ الجِنسِيِّ / والنِّساءُ في حَياتي صُورةُ الأضدادِ / فَكُن نِدَّاً للغُبارِ / ولا تَكُنْ نِدَّاً للتُّرابِ / أنتَ التُّرابُ فَوْقَ التُّرابِ / وَسَوْفَ يَنتصِرُ عَلَيْكَ التُّرابُ حِينَ تَبْلَعُكَ الأرضُ /
     رَصِيدي البَنْكِيُّ يُحَدِّدُ تَضاريسَ مِكياجِ الْمُغَفَّلاتِ / اللواتي يَحْرِقْنَ أحلامي بِبُرُودَةِ أعصابٍ / أيُّها المنبوذُ في تَاريخِ الحضارةِ / قَد حَرَقْتَ تَارِيخَكَ الشَّخْصِيَّ قَبْلَ أن يَشترِيَ لَكَ أبُوكَ سَيَّارةَ مَرْسِيدس / كَي تُطارِدَ بِها الفَتَيَاتِ في شَوارعِ الصَّقيعِ /
     ضَفَائِرُ الأراملِ الْمَقْصُوصَةُ عَلى سَكاكينِ المطبخِ / وأشلائي حُكومةُ وَحْدَةٍ وَطنيةٍ بَعْدَ انتحارِ الوَطَنِ / سَلاماً أيُّها الْحُزْنُ المهاجِرُ مِن صَابُونِ الزَّنازينِ الضَّيقةِ إلى صَابُونِ الفَنادقِ الرَّخيصةِ /
     أرشيفُ الحائِضِ / وَالْهَيَاكِلُ العَظْمِيَّةُ مُعَلَّقَةٌ عَلى حِيطانِ الشَّوارعِ كالمصابيحِ / لماذا تَنتشِرُ النِّساءُ كَالقَشِّ في إِسْطَبْلاتِ البُكاءِ في الرِّيفِ الدَّمَوِيِّ ؟ / نِساءُ رُوما قِنَاعٌ لِنِسَاءِ مانشِسْتَر / وفَتَيَاتُ فرانكفُورت مِكْيَاجٌ لِفَتَيَاتِ مُوسكو / وَإِنَاثُ مُوناكو طَيْفٌ لإناثِ لاس فِيجاس/ وَبَغايا أمِسْتِرْدام ظِلالٌ لِبَغايا ريو دي جانيرو /
     دِمَائي اخْتَلَطَتْ مَعَ دِمَاءِ الغُزاةِ / تُذْبَحُ النِّساءُ كالدَّجاجِ المصعُوقِ بالكَهْرباءِ / وَالمرأةُ صَارَتْ رَبَّاطَ حِذَاءٍ للقُرصانِ / وهَذِهِ حُقوقُ المرأةِ / لَيْتَني مَا قَضَيْتُ طُفولتي في الْمَسْبَحِ الْمُخْتَلَطِ / النُّهودُ مَكشوفةٌ أمامَ الكلورِ السَّام / والفِطْرُ السَّامُّ يَنمو في خُدودِ الصَّبايا / يَصيرُ البِكِيني شَرِيعةً لهؤلاءِ السَّبايا / التَّحَرُّشُ الجِنْسِيُّ في نَاطِحَاتِ السَّحابِ / لَيْتَ أبي لَم يُحْضِرْ تِلْكَ الأرْمَنِيَّةَ لِتُعَلِّمَني العَزْفَ على البيانو / أصَابِعُها الرَّقيقةُ مَغروسةٌ في أصابعي / وَجِسْمُها مُلاصِقٌ لِجِسْمي / وَالموسيقَى تُلْغِينا نَحْنُ الاثْنَيْنِ / وتَكْسِرُ أجنحةَ النُّسورِ/ وتُحَطِّمُ السُّلَّمَ الموسيقِيَّ/ وَكُلُّنا صَاعِدُونَ إلى نَصْلِ المِقْصلةِ/ الذي يَلْمَعُ كالدَّمْعِ في ليالي الشِّتاءِ /     
     كَانَ عَلَيَّ أن أتعلَّمَ القُرآنَ / بَدَلاً مِن تَعَلُّمِ كِتابةِ الرَّسائلِ الغَرَامِيَّةِ لِبَناتِ آوَى / إِنَّ المرأةَ التي تَسْتَحِقُّ أن أنامَ مَعَهَا لَم تُولَدْ / وهذا الْحُزْنُ يَصِيرُ بُرْجاً للمُرَاقَبَةِ أوْ بُرْجاً للحَمَامِ / سَقَطَتْ عُكَّازةُ الرُّبَّانِ / وفِئرانُ السَّفينةِ تَأكلُ جُثْمَانَهُ / وفَساتينُ السَّهْرةِ مُزَخْرَفَةٌ كَشَوَاهِدِ القُبورِ /
     أجدادي فَتَحُوا الأندلسَ/وأنا فَتَحْتُ أغشيةَ البَكارةِ/ لا تاريخَ للأظافرِ سِوى مَحاكمِ التَّفتيشِ/ والجِرْذانُ الْمُثَقَّفَةُ تَتساقطُ مِن رُموشِ الجواري / غَرِقْتُ في سُعالِ القِطَطِ الْمُشَرَّدَةِ / والْمَلَلُ هُوَ شَريعةُ الذبابِ المقتولِ في أوْرِدتي /
     سَنَاجِبُ الْحُزْنِ في عُيُونِ الرَّاقصةِ الشَّابَّةِ/ أيَّتُها الذِّكرياتُ السَّاحِقةُ المسحوقةُ/ لا تَسْكُبِي حَليبَكِ في حُفَرِ المجاري / لَن يَشتاقَ الجنودُ بَعْدَ مَوْتِهِم إلى زَوْجَاتِهِم / أطْمَحُ أن أجِدَ أميرةً تتعاملُ مَعَ جَسَدي لا فُحُولَتي / الاحتضارُ مُسْتَقْبَلِي السِّيَاسِيُّ / والموْتُ مُسْتَقْبَلِي العَاطِفِيُّ / هَاجَرَت الضَّفادعُ مِنَ الْمُسْتَنْقَعَاتِ إلى عُلَبِ البِيرةِ/ فيا أميرةَ القَتيلاتِ/ أنتِ قَتَلْتِ الْمَعْنَى في حَياتي القَتيلةِ/ أنتِ اللبُؤةُ الْمُتَوَحِّشَةُ البَرِّيةُ البِدَائِيَّةُ التي لا تَرْحَمُ / لَكِنَّهَا تَنتظِرُ رَصاصةَ الرَّحْمَةِ /
     لَوْ كُنتُ أثِقُ بِأُنوثةِ الفَراشةِ لَصِرْتُ رُومانسِيَّاً / صُرَاخُ الغَريزةِ يَأتِيني مِن أمواجِ الصَّليلِ / وَفي عُلبةِ السَّرْدينِ رَأيتُ دَيْنَاصُوراً يَتَشَمَّسُ في المساءِ/ وَلَم أَعُدْ أذْكُرُ عَدَدَ النِّساءِ اللواتي نِمْتُ مَعَهُنَّ / دُمَىً في مَسْرَحٍ للعَرَائِسِ مِن قُماشٍ مُسْتَهْلَكٍ / وَالمِكْيَاجُ المسمومُ يَنْمُو كَعُشْبِ المدافِنِ قُرْبَ الفِطْرِ السَّام / سَقَطَتْ أقنعةُ الصَّدأ / وصارَ الانتحارُ هُوَ الصَّوْتَ والصَّدى / الأميرةُ التي أحْبَبْتُها كَي أكْرَهَ نفْسي / هِيَ مَزْهَرِيَّةُ القَتلَى تَحْتَ أمطارِ الخريفِ / الْحُزْنُ والمرأةُ كِلاهُمَا أُلْعُوبةٌ في الذاكرةِ المشلولةِ / أنا ضَيَّعْتُ نفْسي / فلا تُقَلِّدْنِي يَا ضَوْءَ الشُّموعِ / أكتبُ انتحاراتي عَلى أوراقِ الخريفِ/ جَسَدي صَارَ مَزْرَعَةً للبِكْتِيريا / والأمراضُ التَّنَاسُلِيَّةُ سَكَنَتْ في لَحْمي بِلا اسْتِئْذَان /      
     كَوَّنْتُ مِن عَلاقاتي النِّسَائِيَّةِ شَرِكَةً تِجَارِيَّةً / أستثمِرُ أنقاضي في عُقدي النَّفْسِيَّةِ / وعُقَدي النَّفْسِيَّةُ تِجَاهَ النِّساءِ لا يُفَكِّكُهَا غَيْرُ مَقْتَلِي / كُنتُ أُمَارِسُ الجِنْسَ لأُفَكِّكَ عُقَدِي النَّفْسِيَّةَ / لَكِنِّي اكْتَشَفْتُ بَعْدَ فَوَاتِ الأوَانِ أنَّ عُقدي النَّفْسِيَّةَ تَزدادُ شَراسةً /
     إِذَا انقَطَعَت الكَهْرَبَاءُ عَن صَالَةِ الرَّقْصِ / كَيْفَ سَتَذْهَبُ مَاري أنطوانيت إِلى دَوْرَةِ المِيَاهِ ؟ / أنتِ تَعْتَبِرِيني دِيكاً يَبِيضُ ذَهَبَاً/ وَأنا أعْتَبِرُكِ فَريسةً ضِمْنَ الفَرَائسِ / أوْ صَيْداً ثَميناً ضِمْنَ الزَّبائنِ / تَحْلُمِينَ بأرْصِدَتي البَنْكِيَّةِ / وأحْلُمُ بِرَصِيدي في بَنْكِ الجماجمِ / لا تَفْتَحِي فَخْذَيْكِ للجَرَادِ / لا تَفْتَحِي صَدْرَكِ للحَشَرَاتِ / لا تَحْسِبِي عَدَدَ الطَّعَنَاتِ في جَسَدِ الشِّتاءِ / إِنَّ الأمطارَ خَنَاجِرُ / الذِّكرياتُ خَرَجَتْ مِن دَوَّامَةِ قَلبي / ودَخَلَتْ في مَداراتِ الاحتراقِ /
     لا أثِقُ بِكِ / وَلا تَثِقِينَ بِي / كِلانا نَثِقُ بِشَهَوَاتِ الزَّبَدِ / هَل يَقْدِرُ الغريبُ الخائنُ أن يُحِبَّ الزَّوْجَةَ الخائِنةَ وَزَوْجَهَا الخائنَ في نَفْسِ الوَقْتِ ؟ / أطْلَقْتُ الرَّصاصَ الْحَيَّ عَلى النَّهْرِ العاشِقِ / قُتِلْنَا مَعَاً في حَديقةِ الأكفانِ المفتوحةِ للكِلابِ البُوليسِيَّةِ / وُلِدْنا مَعَاً في ضَوْءِ نوافِذِ السُّجونِ التي تُطِلُّ عَلى البَحْرِ البَعيدِ /
     سَأفْسَخُ خُطوبتي قَبْلَ أن أخْطِبَ / هَارِبٌ مِن أُمِّي / خَائِفٌ مِن أبي / لا تاريخٌ لِي ولا جُغرافيا / إنَّ الناسَ يُرِيدُونَ أوْهَامَاً كَي يُقَدِّسُوهَا / وَيُرِيدُونَ أصناماً كَي يَعْبُدُوها / فيا أيَّتها الشَّوارِعُ القَذِرَةُ المرْصُوفةُ بالأجِنَّةِ السَّاقطةِ / والنُّهودِ الْمُسَرْطَنَةِ / والمشاعرِ الميكانيكِيَّةِ / والملابسِ الدَّاخِلِيَّةِ /
     هَل تَمْلِكُ الرَّاقِصَةُ أن تَعترِضَ عَلى مُدَرِّبِها ؟ / مَا أصْعَبَ أن تَنْظُرَ المرأةُ في عُيونِ زَوْجِهَا أثناءَ الجِمَاعِ وَهِيَ تَعْلَمُ أنَّهُ خَائِنٌ / ما أصْعَبَ أن يَنْظُرَ الرَّجلُ في عُيونِ زَوْجَتِهِ أثناءَ الجِمَاعِ وَهُوَ يَعْلَمُ أنَّها خَائِنَةٌ /   
     مَرْكَزِيَّةُ الأُنوثةِ في الجسَدِ الْمُشْتَعِلِ جُنوناً / لا دَاعِي للتَّقبيلِ/ رَائِحَةُ فَمِكِ مُقْرِفَةٌ/ وأنا أستعمِلُ مَعْجُونَ أسنانٍ بِنَكْهَةِ رُفاتِ الأمواتِ / كُوني يَا خَارِطَةَ ضَريحي وَاضِحَةً كَمَوَاعِيدِ البَغايا في أزِقَّةِ الشِّتاءِ / سَلاماً أيُّها الوَطَنُ الذي يَشْنُقُ أبْنَاءَهُ لِيُوَفِّرَ نَفَقَاتِ إِطْعَامِهِم / سَلاماً أيُّها البَلَدُ الذي يَضَعُ مُؤَخِّرَاتِ النِّساءِ عَلى طَوابعِ البَريدِ لِتَشْجِيعِ السِّياحةِ / 
     عِندَما تَرْقُصِينَ قُرْبَ الْجُثَثِ المجهولةِ الْهُوِيَّةِ / ألا تَشْعُرِينَ بالثلجِ في رُفَاتِكِ ؟ / ذِكْرَياتُ النَّهْرِ مُوحِشَةٌ / وَضَفائِرُ الفَتَيَاتِ مُتَوَحِّشَةٌ / فَيَا أيُّها الْحُلْمُ الْمَوْلُودُ في الصَّباحِ / المقتولُ في المساءِ / كَم نَحتاجُ مِنَ الاحتضارِ كَي نَرْسُمَ النَّدى عَلى مَساميرِ النُّعوشِ ؟/ يَا وَطَنَ الضَّفَادعِ الْمَقْلِيَّةِ بِدَمْعِ العُيُونِ السَّاخِنِ / أيْنَ الْمُسْتَنْقَعَاتُ ؟ / لَن أُدِيرَ ظَهْري لِذِكْرياتِ شُموسِ بِلادي / أحْرِقُ شَهادتي الجامعِيَّةَ مِن أُكسفورد/ وأتنازَلُ عَن ثَرْوَتي لِجَمْعِيَّاتِ حُقوقِ الحيَوانِ بَعْدَ انتحارِ الإنسانِ/ وأبيعُ العِلْكَةَ عَلى إشاراتِ الْمُرُورِ / والرِّيحُ تَبيعُ عِظَامَ الموتَى في سُوقِ الْخُضَارِ أمامَ المحاكمِ العَسكرِيَّةِ /
     يَا كُلَّ النِّساءِ اللواتي يَتَكَاثَرْنَ حَوْلي كَالفِطْرِ السَّام / تَعْشَقْنَ سِعْرَ بِرْمِيلِ النِّفْطِ / وتَقْرَفْنَ مِن رُؤْيَتي / نَحْنُ جَعَلْنَا النِّفْطَ صَلِيباً بلاستيكِيَّاً / نَصْلُبُ عَلَيْهِ قُلُوبَنا كُلَّ يَوْمٍ / اخْرُجْ يا طَيْفي مِن أشلائي/ ظِلالُ المطرِ تَطْرُدُ الذبابَ عَن جُثماني / هِيَ الأُنثَى الكَهَنُوتِيَّةُ ذَاكِرَةُ الْخُرافةِ/ تَعَمَّدَتْ بِمَاءِ الاكتئابِ وعَصيرِ الوَهْمِ/ واعْتَنَقَت الْخَرَابَ/ تَصُبُّ الآبارُ نِفْطَهَا في تِمْثالِ الْحُرِّيةِ أو العُبُودِيَّةِ/ وَتَصُبُّ الجارِيَةُ حَليبَها في فَمِ القُرْصَانِ / أسْنَانُكِ أيَّتُها الدُّمْيَةُ قَد نَخَرَهَا الرَّمْلُ الأزرقُ / وَرَائِحَةُ فَمِكِ الكَريهةُ تُوقِظُ زُجاجاتِ الفُودكا مِن جُثَثِ فَتَيَاتِ مُوسكُو / اللواتي صَلَبَهُنَّ البَلاشِفَةُ /
     أعيشُ في سَراديبِ الفَنادقِ الرَّخيصةِ مِثْلَ الجِرْذانِ الرُّومانسِيَّةِ / أموتُ في دَهاليزِ مَحاكمِ التَّفتيشِ مِثْلَ الجرادِ الذهبيِّ / تَزَوَّجْتُ كُلَّ النِّساءِ إِلا المرأةَ التي أحْبَبْتُهَا / وأحْبَبْتُ كُلَّ النِّساءِ إلا زَوْجتي الافتراضِيَّةَ / سَجِينٌ أنا في جَسَدي / وَالعَصافيرُ السَّجينةُ في قَفَصي الصَّدْرِيِّ لا تَعْرِفُ وَجْهي/ لا أُحِبُّ مَن يُحِبُّني / ولا أُحِبُّ مَن يَكْرَهُني / لا أُحِبُّكِ وَلا أُحِبُّ نَفْسي / مَشَاعِري كَوَخْزِ الشِّعابِ المرجانِيَّةِ / وَلَيْلَةُ الدُّخلةِ هِيَ غُرفةِ الإعدامِ بالكُرْسِيِّ الكَهْرَبائِيِّ /
     سَأتَصَدَّقُ عَلَيْكِ بِثَمَنِ مِرْآةٍ كَي تَنْظُري فِيها / وتَعْلَمِي كَم أنتِ فَاشلةٌ / لا أَقْدِرُ أن أعيشَ مَعَ نفْسي أكثرَ مِن يَوْمٍ / ولا أقْدِرُ أن أحتفِظَ بامرأةٍ أكثرَ مِن يَوْمَيْنِ / أنا أُبَدِّلُ النِّساءَ مِثْلَمَا أُبَدِّلُ زُجاجاتِ العِطْرِ وعُلَبَ السَّرْدِين /
     تَسَاوَت النِّسَاءُ بِالنِّسْبَةِ إِلَيَّ / لأنَّهُنَّ خَارِجَ حِسَاباتِ العَقْلِ/ دَاخِلَ حِسَاباتِ الْجُنونِ / خَارِجَ هُوِيَّةِ الْجُثَثِ المجهولةِ / دَاخِلَ نِهَاياتِ التاريخِ / اسْتَغْنَيْتُ عَنِ العَناصرِ/ فَتَسَاوَتْ عِندي العَناصرُ/ وُجودُ المرأةِ في السَّريرِ كَعَدَمِهِ / ففي الحالَتَيْنِ أنا أعْمَى / وَكُلُّنا عُميانٌ في نِهاياتِ الموْجِ / والحضَارةُ هِيَ عُكَّازةُ الأعْمَى /
     حِينَ أقْرَفُ مِن حُكومةِ الإبادةِ / أهْرُبُ مِن النَّشيدِ الوَطَنِيِّ إلى الأعلامِ الْمُنَكَّسَةِ / وحِينَ أقْرَفُ مِن سُوقِ النِّخاسةِ / أهْرُبُ إلى بُورصةِ الْحَريمِ / أبني مَملكتي بَيْنَ سُوقِ الْخُضَارِ وسُوقِ الرَّقيقِ الأبيضِ / وحِينَ أقْرَفُ مِنَ الْحُكومةِ وأميراتِ الأنقاضِ / أهْرُبُ مِن كَوْكَبِ الأرضِ إلى كَوْكَبِ الْمَرِّيخِ / لَن تَتَحَقَّقَ أُنُوثَتُكِ بِرُكُوبِ سَيَّارةِ المرسيدسِ / لأنَّكِ لَن تُصبحي أُنثَى في كُلِّ الحالاتِ /
     أنا أُحِبُّكِ وَلا أُحِبُّكِ في نَفْسِ الوَقْتِ / أنا أكْرَهُكِ ولا أكْرَهُكِ عَلى خَشَبَةِ الإعدامِ / عِندَما أجْلِسُ مَعَكِ أشْعُرُ أنِّي أجْلِسُ مَعَ البُحَيرةِ العَجُوزِ / لا أعْرِفُ مَن أنا / وَلا أعْرِفُ مَن أنتِ / حَتَّى حُرَّاسي الشَّخْصِيُّونَ لا أعْرِفُهُم / وَلا أعْرِفُ لِمَاذا يَمُوتونَ دِفَاعاً عَنِّي /
     وُلِدْتُ وأنا أرْتَدي وَاقِيَاً ضِدَّ الرَّصاصِ / وأنامُ مُرْتَدِيَاً وَاقِيَاً ضِدَّ الرَّصاصِ / وَأُمَارِسُ الجِنسَ مُرْتَدِيَاً وَاقِيَاً ضِدَّ الرَّصاصِ / وَأُطْلِقُ عَلى نفْسي الرَّصاصَ مُرْتَدِيَاً وَاقِيَاً ضِدَّ الرَّصاصِ / أنا القَلْبُ الميْتُ في صَوْتِ الرَّصاصِ الْحَيِّ / أنا الرَّصاصةُ الأخيرةُ في مُسَدَّسٍ مَجهولٍ غَيْرِ مُرَخَّصٍ / لَم أَنَمْ مُنذُ زَواجِ أبي مِن أُمِّي/ أنا صَرْخَةُ الذِّئبةِ في وِلادةِ أوراقِ الخريفِ/ لا الصَّرْخَةُ تَصِلُ إلى رِئَةِ المكانِ/ ولا الوِلادةُ تُعَانِقُ قَلْبَ الزَّمانِ/ الأُسْرَةُ الوَحيدةُ التي كَوَّنْتُها هِيَ أُسْرَةُ سَيَّارَاتِ المرسيدس/ لا زَوْجَةٌ في حَوَاسِّي الْمَيْتَةِ ولا أطفالٌ / أنا طِفْلُ كُلِّ هَؤلاءِ الأمواتِ / والأحزانُ زَوْجتي وَعَشيقتي وَطَليقتي/ وتاريخُ الذبابِ هُوَ احتضاري / العَرُوسُ للعَرِيسِ / والذاكرةُ للكَوَابيسِ /
     تَظَلُّ الفَتَيَاتُ يَنتظِرْنَ الخاطِبِينَ في سَاحَةِ الكَنيسةِ / ذَهَبَ الرِّجالُ إلى الموْتِ / وَلَن يَأتِيَ أحَدٌ / خُذي مِفتاحَ سَيَّارتي أيَّتُها الرِّياحُ الزَّرقاءُ/ واشْتَعِلِي في أيِّ مَكَانٍ سِوَى قَلْبي/ رَائِحَةُ جَسَدِكِ تُذَكِّرُني بِرَائِحَةِ حِبَالِ المشانِقِ / ورَائحةُ فَمِكِ تُذَكِّرُني بِعُلَبِ الكِبْرِيتِ في مَطْبَخِ بَيْتِنا الأندَلُسِيِّ / نَسِيَت السَّبايا مَناديلَ الوَداعِ بَيْنَ سَكاكينِ المطبخِ / وَذَهَبْنَ إلى فِرَاشِ الموْتِ أوْ فِرَاشِ الجِنْسِ / أُطَالِبُ بِرَائِحَةِ ثِيَابِ الشُّموسِ في وَطَني الأندَلُسِ / أُطَالِبُ بِدِمَاءِ آبائي الْمَسْكُوبةِ في آبارِ الْحُلْمِ / أرى التَّماسيحَ الْمَوْلُودةَ حَديثاً تَتَعَلَّمُ عَزْفَ البيانو في كُوبِ اليانسُون / فلا تَسْكُبِي جَسَدَكِ الشَّائِكَ في جَسَدي الْمُحَطَّمِ / امْنَحِي جَسَدَكِ للأعاصيرِ / كَي تَتَّحِدَ أعْضَاؤُكِ بالمرايا المشْرُوخةِ وَشَظَايا المزهرِيَّاتِ / وأنا رِحْلَةُ الذبابِ مِن مَحاكمِ التَّفتيشِ إلى المحاكمِ العَسكرِيَّةِ /
     أنا غَريبُ الغُرباءِ وغُربةُ المعنَى في شَاطئِ الرِّمالِ الْمُتَحَرِّكَةِ / قَرِفْتُ مِنِّي وَمِنْكِ / سَأموتُ مِن أجْلِ الوَهْمِ النِّسَائِيِّ / المحاكِمُ العَسكرِيَّةُ / وقَوانينُ الطوارِئِ / وَدِيمقراطِيَّةُ البَغايا / أنتُم شُرَكَاءُ في قَتْلي / والثلجُ يَقْتَسِمُ الغنائمَ / يَظَلُّ دَمي جَارِيَاً في أزِقَّةِ المرفأ بِلا هُوِيَّةٍ / ولا أحَدَ يُطَالِبُ بِدَمي / دَفَنَ القَتلَى قَتْلاهُم / وَجَدْتُ جِسْمي لَكِنِّي أضَعْتُ ظِلالي / أشتري المرأةَ بِأموالي / وبَعْدَ أن أشْبَعَ مِنها / أرْمِيها لِحُرَّاسي الشَّخْصِيِّين / أبني هَلْوَستي بَيْنَ القُصورِ الرَّمْلِيَّةِ وكِلابِ الحِرَاسةِ / والعُشَّاقُ يَقْطَعُونَ الطريقَ بَيْنَ البَحْرِ والذِّكرياتِ / أفْرِضُ شُروطي عَلى تُجَّارِ الأسلحةِ / أفْرِضُ أحزانَ النِّساءِ عَلى أصحابِ النَّوادي الليْلِيَّةِ/ وأفْرِضُ عَلى أميراتِ الرُّكامِ ماذا يَرْتَدِينَ في الْحَفْلَةِ التَّنَكُّرِيَّةِ/ وحَيَاتُنا كُلُّها حَفْلةٌ تَنَكُّرِيَّةٌ /
     قَبْلَ أن يَأخُذُوكَ إلى حَفْلةِ الشَّنْقِ / حَاوِلْ أن تُحْصِيَ انتحاراتي / حَبْلُ مِشْنقتي مَاركةٌ مُسَجَّلةٌ / وسَكاكينُ المطبخِ مُعَلَّقَةٌ في حَنَاجِرِ الجواري / والطِّفلاتُ الجائعاتُ يَبِعْنَ العِلْكَةَ في عَاصِمَةِ الانقلاباتِ / وأغشيةُ البَكارةِ للإِمَاءِ مَنْسُوجَةٌ مِن خُيوطِ العَنْكَبُوتِ / أعْشَقُكِ أيَّتُها الذِّئبةُ الخائنةُ حَتَّى الابتعادِ عَنْكِ / والرَّحيلُ هُوَ خَيَالُ الْجَسَدَيْنِ الْمُلْتَصِقَيْنِ في لَيْلٍ يَنْزِفُ صَهيلاً وذِكرياتٍ /
     حُلْمي أن أجِدَ تفسيراً اقتصادِيَّاً للأسْهُمِ في بُورصةِ الحريمِ / أهراماتٌ مِنَ الدَّمْعِ والمِكْياجِ عَلى ضَفائرِ الجواري / والزَّوابعُ تَسْرِقُ دُموعَ الأراملِ / تَزْرَعِينَ في جَسَدِكِ الخشَبِيِّ عَمَلِيَّاتِ التَّجميلِ / بَعْدَ أن تَسْرِقي مَلابِسَ الجنودِ القَتْلَى في المعركةِ / فاكْسِري قِنَاعَكِ أمامَ مِرآةِ غُرفةِ النَّوْمِ أو الموْتِ/ سَيَظَلُّ سَريرُكِ شَاهِدَ قَبْرٍ للبَجَعِ / وَإِذا كَانَ لَدَيْكِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ عَشيقاً / فَلْيَكُنْ جُثماني رَقْمَ مِئةٍ/ يَتَحَوَّلُ تاجِرُ المخدِّراتِ إلى رَئيسِ دَوْلةٍ / وتَصيرُ القِطَطُ مُدَافِعَةً عَن حُقوقِ الجِرذان / ويَصيرُ الشَّعْبُ فِئرانَ تَجَارُبَ /
     إِذا اكْتَشَفَ الغُزاةُ في جَوَاربي بِئْرَ نِفْطٍ / سَيَتَجَمَّعُ الملوكُ اللصُوصُ في حِذائي/ لَسْتُ قلقاً عَلى مُسْتَقْبَلِ الأميرةِ وَهِيَ في أحضانِ الزَّبَدِ / لأنَّها وُلِدَتْ بِلا مُسْتَقْبَلٍ / تُرَبِّي أبْنَاءَهَا بِإِخْلاصٍ / وَتَخُونُ زَوْجَها بِإِخْلاصٍ/ كُلَّما جَاءَ المساءُ/ رَأيتُ الأمواتَ يَشْرَبُونَ الشَّايَ مَعي/ قِصَّةُ حُبٍّ فَاشِلةٌ بَيْنَ قِطَّتي وَكَلْبِ جَارَتِنَا / ولا أخافُ عَلى مُسْتَقْبَلِي / لأنِّي بِلا مُسْتَقْبَلٍ /
     في طُفولةِ الرَّمادِ / وَقَبْلَ مِيلادِ التَّماسيحِ الرُّومانسِيَّةِ / كُنتُ أقْضِي طُفولتي في تَنظيفِ مُسَدَّسِ أبي / وَكَانت الطِّفلاتُ يَعْبَثْنَ بِمِكْيَاجِ أُمَّهَاتِهِنَّ القَتيلاتِ / ذَهَبَت الأُمَّهاتُ إلى الاحتضارِ / وَبَقِيَ المِكْياجُ عَلى مَساميرِ النُّعوشِ / حُكوماتُ الإِبادةِ هِيَ ارتباكُ بَغِيٍّ مُبْتَدِئَةٍ / الأميراتُ دُمَىً في مَسْرَحِ العَرائسِ / والمرأةُ العارِيَةُ كَسَاعَةِ الحائطِ في سِجْني / لا أرَاهُما لأنَّني أعْمَى / مَاتَت المرأةُ في عُيوني / وَلَم يَبْقَ أمامي إلا أن أُطَارِدَ أشباحَ النِّساءِ / وأُلاحِقَ أطيافَ الجريحاتِ /
     قَبْلَ أن ألْعَبَ بِأيَّةِ امرأةٍ / أسْتَشِيرُ وَلاعَتِي الذهبيةَ / كَي تُعَلِّمَنِي كَيْفَ تَحْتَرِقُ الذِّكرياتُ في شَهيقِ البَحْرِ / سَأكونُ أوَّلَ رَجُلٍ في حَيَاتِكِ / يَئِدُكِ وأنتِ عَلى قَيْدِ الاكتئابِ / ويَقُولُ لَكِ / أنا أكْرَهُكِ مِن كُلِّ قَلبي / لأنِّي أشتهي طَحَالِبَ جَسَدِكِ الْمُرَقَّطِ / سَأَقْذِفُكِ في فُوَّهَةِ الدَّمْعِ السَّاخِنِ /
     لا امرأةٌ تَسْتَحِقُّ أن تَبْكِيَ عَلَيْها/ حَتَّى أُمِّي عِندَما مَاتَتْ لَم أبْكِ عَلَيْهَا/ عِندَما احْتَاجَتْني لَم تَجِدْني / لأنَّني عِندَما احْتَجْتُهَا لَم أَجِدْهَا / لا امْرَأةٌ نِهَائِيَّةٌ وَحَاسِمَةٌ في حَيَاتي الْحَلَزُونِيَّةِ / حَتَّى أُمِّي لَيْسَت النَّمُوذَجَ الأُنْثَوِيَّ النِّهَائِيَّ الحاسِمَ في حَيَاةِ مَوْتي /
     أميراتي القَتيلات / أُحِبُّهُنَّ وأكْرَهُهُنَّ / أبيعُ وأشتري كأنَّني زَعيمُ مَافيا أرُسْتُقْرَاطِيٌّ في سُوقِ نِخَاسَةٍ شَعْبِيَّةٍ / أنا حَقيرٌ وَتَافِهٌ / وَلَسْتُ وَحْدي عَلى هَذِهِ الأرضِ الخرابِ / أنا غَبِيٌّ / وَذِكْرياتي سَرابٌ / وأسألُ حُطامَ القُلوبِ في بَراري الشَّكِّ / مَن سَيَحْصُلُ عَلى المركزِ الأوَّلِ في الغَباءِ ؟ /
     كُلُّ طِفْلَةٍ أنظُرُ إِلَيْها أرَاهَا في شَيْخُوخةِ الأحزانِ/ كُلُّ عَرُوسٍ تَضْحَكُ في عُرْسِها أرَاهَا مِمْسَحَةً لِحِذَاءِ زَوْجِها/ والأُنثَى هِيَ الْمُعَادِلُ الذِّهْنِيُّ للاحتضارِ النَّقِيِّ/ الثلجُ يَكْسِرُ قِرْمِيدَ أكواخِ الزَّوْجَاتِ الخائناتِ/ امْرَأةٌ مُقْرِفَةٌ تُحَاوِلُ أن تَكونَ دَلُّوعَةً وَخَفيفةَ الظِّلِّ/ مَعَ أنَّها تَفْقِدُ ظِلَّهَا تَدْرِيجِيَّاً/ أرْجُوكِ اسْمَحِي لأصْدِقَائي أن يَلْعَبُوا بِكِ/ لا فَرْقَ بَيْنَ لاعبٍ ولاعبٍ إذا تَشَابَهَ عُشْبُ الملاعبِ/ أميرةٌ خَجُولةٌ تَذْهُبُ إلى الكَنيسةِ/وَيَغْتَصِبُهَا الكَاهِنُ عَلى خَشَبَةِ المذْبَحِ/والأمواجُ تَغتالُ أجسادَ الرَّاهباتِ/ والإعصارُ يَكْسِرُ أبراجَ الكَنائسِ / والجرادُ يَأكلُ الأجراسَ / لا صَوْتٌ بَعْدَ اليَوْمِ ولا صَدَى /
     أنتِ يَا مَن تَعْشَقِينَ مُغْتَصِبَكِ / حَتَّى تُعِيدي سِيناريو اغْتِصَابِكِ بِكُلِّ ثِقَةٍ / أنا أستاذُ نَفْسي / أنا رَئيسُ جُمهورِيَّةِ نفْسي / رَايةُ قَلْبي مُنَكَّسَةٌ / ونشيدي الوَطَنِيُّ أُغْنِيَةٌ غَرَامِيَّةٌ / أنا وَطَنٌ بِلا نَشيدٍ / وجُغرافيا بِلا خَرائط / وَوَجْهٌ بِلا مَلامِح / أنا تِلالٌ لَم يَزُرْهَا ضَوْءُ القَمَرِ / أحْفِرُ قَبْري في الثلوجِ / قُرْبَ أعوادِ المشانقِ / وأدْفِنُ أحلامي تَحْتَ الْجُسُورِ التي قَصَفَتْهَا الطائراتُ / وتَذْهَبُ عَشيقاتي إلى الزَّبائنِ الْجُدُدِ /
     يَا تُولِسْتُوي / وَاصِلْ ثَوْرَتَكَ ضِدَّ الكَنيسةِ الأُرْثُوذُكْسِيَّةِ / وَدُلَّني عَلى الفُودكا التي تُفَضِّلُهَا أنَّا كارنينا قَبْلَ انتحارِهَا / سَيَرْمي الْحُزْنُ مَناديلَ الوَدَاعِ عَلى سِكَكِ الحديدِ / وتَرْمي الْمُطَلَّقَةُ قَميصَ نَوْمِهَا عَلى فِرَاشِ الموْتِ / يَقْتَسِمُ الصَّدى غَنَائِمَ الْحَرْبِ بَعْدَ هُرُوبِ الجنودِ / الْحُبُّ الضَّائعُ في الوَطَنِ الضَّائعِ / أَرْحَلُ مِن ذِكْرَياتِ دُودي الفايدِ إلى بُنْدُقِيَّةِ شَامِل باساييف/ لَكِنَّ الأُمَّ تِيريزا تَنتحِرُ في أحضانِ المطرِ /
     أُعْطِي ظَهْري للمَلِكَاتِ / وأمشي إلى البَحْرِ في لَيْلَةِ الانقلابِ العَسْكَرِيِّ / أتجوَّلُ في ضَريحِ الشُّموسِ الْمُزَيَّفَةِ / نَحْنُ السَّبايا / لا رِجَالٌ يُدَافِعُونَ عَن لَوْنِ الشَّعِيرِ في قَمْحِ رُمُوشِنَا / ولا نِسَاءٌ يَبْكِينَ عَلَيْنا بَعْدَ اغتيالِنا / نَحْمِلُ ذِكرياتِنا عَلى ظُهورِنا فَرَاشَاتٍ وَغَابَاتٍ /
     تُهَاجِرُ العَوَانِسُ مِن كِتَابَةِ دُستورِ الوَحْدَةِ الوَطَنِيَّةِ إلى رَقصةِ الوَدَاعِ/ كَي تَتَفَكَّكَ العُقَدُ النَّفْسِيَّةُ للسُّجَناءِ / الذينَ يَنَامُونَ في مَعِدَةِ المطَرِ / بِلادي جَارِيَةٌ تَنامُ في سَريرِ هُولاكو / والملوكُ خَوَاتِمُ في أصابعِ الغُزاةِ / فَلا تَسْألِيني يَا أمواجَ الشَّفَقِ / لِمَاذا رَمَيْتَ ذِكْرَياتِ البَحْرِ في بُكاءِ دُودةِ القَزِّ ؟/
     أحزانُ الشُّطآنِ سُوقٌ للمُتَاجَرَةِ بالرَّقيقِ الأبيضِ / والمساءُ سَاعَةُ حَائِطٍ قُرْبَ سُورِ المقبرةِ / وَذِكْرَيَاتُ الرَّمْلِ لُصوصٌ / والأميراتُ يَتَزَوَّجْنَ الزَّبَدَ في أعراسِ سَرَطَانِ الثَّدْيِ / رِجَالُنَا قَتْلَى في الشَّوارعِ البَاردةِ/ وَنِسَاؤُنا سَبَايَا في خِيَامِ الطوفانِ / وَجُثةُ الرِّياحِ تَغْرَقُ في صَحْنِ الفَاصُولياءِ / فَهَلْ رَأيْتَ شَجَرَاً يَخْطِبُ ابنةَ البُحَيرةِ مِن تَابُوتِ الأعاصيرِ الزَّهْرِيَّةِ ؟ /
     كُونِي زَوْجَةَ الصَّقْرِ الجريحِ/ لَسْتُ أنا صَقْرَ قُرَيْشٍ / لَكِنِّي أُزَوِّجُ البُحَيْرَاتِ للرِّيحِ / لا يَقينَ في حياتي إلا الشَّك / واليَقينُ هُوَ أنَّ كُلَّ شَيْءٍ ضَاعَ / وَلَم يَعُدْ هُناكَ شَيْءٌ نبكي عَلَيْهِ / لا طَريقٌ للذِّكرياتِ/ وَلا مَطَرٌ للصُّوَرِ التِّذْكَارِيَّةِ/ أكَلَ البَقُّ خَشَبَ البَرَاوِيزِ/ لا بَحْرٌ للمَوْتِ/ وَلا جِنْسِيَّةٌ لأعشابِ المقابرِ / يَحْرُثُونَ نُهُودَ نِسَائِهِم / وَيَزْرَعُونَها بالمارِيجوانا / صَارَتْ رَاقصةُ البَاليه ضَابِطةَ مُخَابَرَاتٍ / وَتَبيعُ الرَّاهباتُ المارِيجوانا في مَمالكِ الصَّقيعِ / وَتُوَزِّعُ الرَّاهباتُ مُضَادَّاتِ الاكتئابِ عَلى حَرَسِ الحدودِ / وَلا حُدُودٌ بَعْدَ انتحارِ الوَطَنِ وَلا جُنودٌ / مُرْتَبِكٌ أمامَ لَيْلةِ الدُّخلةِ / وَاثِقٌ أمامَ نَصْلِ المِقْصَلَةِ / وَعِندَما أموتُ سَيَرِثُنِي وَحْلُ النَّيازكِ / ويَرْثِيني صَوْتُ المطَرِ في لَيْلِ الشِّتاءِ الحزينِ / مَاتَ أُستاذُ الرِّيَاضِيَّاتِ / وَلَم يُعَلِّمْني جَدْوَلَ الضَّرْبِ كَي أعْرِفَ رَقْمَ زِنزانتي أو رَقْمَ ضَريحي /
     الوَهْمُ الْمُرَصَّعُ بالأوسمةِ الملَكِيَّةِ / أنا مُسْتَعِدٌّ أن أدفعَ لَكَ أيُّها العَارُ مِلْيُونَ دُولار / مُقَابِلَ أن تَتنازلَ لِي عَن زَوْجَتِكَ لَيْلةً وَاحدةً / تَضَعِينَ أطْفَالَكِ في الْحَضَانةِ / كَي يَسْهُلَ عَلَيْكِ التَّركيزُ في خِيانةِ زَوْجِكِ/ أعْرِفُكِ جَيِّداً أيَّتُها الدُّميةُ الوَحْشِيَّةُ/ مُذ كَانَ أجْدَادُكِ في الحمَلاتِ الصَّليبيةِ يَقْتُلُونَ الأبرياءَ في بَيْتِ الْمَقْدِسِ / أعْرِفُكِ جَيِّداً فلا تَنْتَعلي أُنوثَتَكِ / وَتَضَعِي تِلالاً مِنَ المِكياجِ عَلى قِنَاعِكِ المخدوشِ / وَأعْرِفُ أنَّ تعاليمَ احتضارِكِ / مَا فَائِدةُ أن تَكونَ الزَّوجةُ مُخْلِصَةً لِزَوْجٍ يَخُونُها ؟ /
     انصَرِفي مِن أمامي / انتهت الْمُقَابَلَةُ / أنا أُحَدِّدُ مَوْعِدَ بَدْءِ اللقاءِ ونِهَايَتِهِ / وأنا أفْرِضُ شُروطي عَلى الغُزاةِ والطُّغاةِ والسَّبايا / دَساتيرُ الإِبادةِ للدُّوَيلاتِ اللقيطةِ والدُّوَلِ الوَرَقِيَّةِ /
     أظَلُّ أنزِفُ حُبَّاً حتَّى الكَرَاهِيَةِ/ أتخيَّلُ نفْسي جَالِسَاً مَعَ الزَّوجاتِ الخائناتِ في أنقاضِ الحضَارةِ/ نَشربُ الفُودكا / ونتعاطَى الكُوكايين / ونَتبادلُ النِّكاتِ الإباحِيَّةَ / ونَبحثُ أسبابَ انهيارِ الاتِّحادِ السُّوفييتي / بَناتُ القَيَاصِرَةِ سَبَايَا في قِلاعِ البَلاشِفَةِ / وأنا أَتصَدَّقُ عَلى أميراتِ الخديعةِ بِثَمَنِ الأكفانِ / الْتَهَمَ النَّمْلُ البيانو الخاصَّ بِحَفَّارِ قَبْرِكِ/ وَالرَّصيفُ يَعْزِفُ عَلى جَسَدِكِ العَاري / سَأُعْطي صَوْتي للعُشْبِ/ كَي يَحْصُلَ عَلى جِنسِيَّةِ الشَّمْسِ/ مُحَاصَرٌ بالأرَقِ النِّهَائِيِّ/ لأنَّ المطَرَ يُرَبِّي دِبَبَةَ الباندا في وِسادتي / عِطْرُكِ يَا أُنثَى المنافي كَرَائِحَةِ جَوَارِبِ النَّهْرِ / هذا العِطْرُ القاتلُ يَشْنُقُ أزهارَ النَّيازكِ/ يَخْنُقُ ذَاكرةَ البَحْرِ/ ويَحْتَكِرُ جُثمانَ البُحَيرةِ/ والشَّاطئُ الحزينُ يَبني السُّدودَ الأسْمَنْتِيَّةَ في عُروقي / مَلِكٌ لا يَعْرِفُ خَارِطَةَ وَطَنِهِ / وَلا يَعْرِفُ عَلى مَاذا يُوَقِّعُ / الْمُهِمُّ أنَّهُ يُوَقِّعُ/ سَيُعْلِنُ الرَّمادُ زَوَاجَهُ مِنَ النَّعَامَةِ / في حَفْلٍ عَائِلِيٍّ تَحْضُرُهُ الحيَوَاناتُ الْمُنْقَرِضَةُ /
     لَوْ رَأيتُ الصَّحراءَ عَارِيَةً تَمَامَاً / فَلَن يَهْتَزَّ رَبَّاطُ حِذائي / لأنَّ حِذائي بِلا رَبَّاطٍ / الجِنسُ عِندي مِزَاجٌ هِسْتِيرِيٌّ لا شَهْوَةٌ وَظِيفِيَّةٌ / خُذِي حِصَّتَكِ مِنَ التَّفاهةِ / وَاتْرُكي لِي ذِكرياتِ الذبابِ الذي يَتجمَّعُ عَلى الجِيَفِ / آخُذُ حِصَّتي مِنَ الغباءِ السِّياسِيِّ / أنا الذي أنقذَ الموْجَةَ عِندَما حَاوَلَ الرَّمْلُ اغتصابَها/ لَكِنَّ أحَدَاً لَم يُنْقِذْني عِندَما اغْتَصَبَنِي فِرَاشُ الموْتِ / سَيَتَفَرَّقُ دَمي بَيْنَ فُوَّهاتِ المدافِعِ وَحُفَرِ المجاري / وَيَبْقَى الرَّصاصُ الْحَيُّ في الوَطَنِ الميْتِ / 
     قُطعانُ الشَّوَاذِّ جِنسِيَّاً / وَمَسَارِحُ عَارِضَاتِ الأزياءِ / أدْرُسُ الفِيزياءَ لأحْسِبَ سَرْعَةَ نَصْلِ المِقْصلةِ / حِينَ يَقْطَعُ عُنُقَ الملِكِ / وأدْرُسُ الكِيمياءَ لأُحَلِّلَ جِيناتِ حَبْلِ المِشْنقةِ / الزَّوابعُ تَخيطُ أكفانَ الحمَامِ / وأوْعِيَتي الدَّمويةُ مِثْلُ حِيطانِ السُّجونِ / كُلُّها بِدُونِ بَرَاوِيز / الشُّطآنُ تُقَلِّمُ أظافرَ الموْجِ بِسَكَاكِينِ المطبخِ / تُنادي البُحَيرةُ عَلَيَّ في مَحطةِ القِطَاراتِ / والإعصارُ يُحَرِّرُ قَلبي مِن قَبْضَةِ النِّسيانِ /
     يُهَاجِرُ الملوكُ المخْلُوعُونَ مِن رِئةِ البَحْرِ/ إلى سِكَّةِ الحديدِ الفاصلةِ بَيْنَ ثَدْيَي الضَّحِيَّةِ / ويُهاجرُ الضَّوْءُ المكسورُ إلى جَسَدِ التُّفاحِ / أنا وأنتِ وَصَلْنا إلى نُقطةِ اللاعَوْدَةِ / فَلا تَقْلَقي أيَّتُها الذابحةُ المذبوحةُ / لأنَّ كَوْكَبَ الأرضِ يَسيرُ إلى نُقطةِ اللاعَوْدَةِ / الدَّمارُ يَخْرُجُ مِن كُلِّ شَيْءٍ / والصَّدى يَمْلأُ مَخَازَنَ الموانئِ الغارقةِ/ وَالرَّمادُ يُغَطِّي كُلَّ شَيْءٍ/ والسَّناجبُ في كُوخِ القَتْلَى/الذينَ يَحْتَفِلُونَ بِهِجْرَةِ النَّهْرِ مِن دِمَاءِ البُحَيرةِ /  
     وَدَاعَاً يَا ضَوْءَ القَمَرِ/ حِينَ تَسْقُطُ عَلى مَساميرِ النُّعوشِ / وتَصْعُدُ مِن أشلاءِ النُّسورِ / بِعْنا رَاياتِ القَبائلِ/ نَسِينا دِمَاءَ آبائِنا في أوْرِدَةِ الرَّمْلِ/ مَزَّقْنا أحلامَ الفَراشةِ كَي نَزيدَ أرْصِدَتَنَا البَنْكِيَّةَ/ يُجَامِعُ القَرَاصِنَةُ السَّبايا بَيْنَ جُثَثِ الفُقَراءِ / التي لَم تَجِدْ حَفَّارَ قُبورٍ يَتَبَرَّعُ بِدَفْنِهَا /  
     وَدَاعَاً يا ذِئبةَ الصَّدى/ إلى اللقاءِ يا وَرْدَةَ الصَّدَأ / يا قِرْمِيدَ الأكواخِ الْمُحْتَرِقَةِ في الشَّفقِ الْمُحَاصَرِ بالطائراتِ الحربِيَّةِ / الملابسُ الدَّاخِلِيَّةُ مِن عَرَقِ الشُّعوبِ الكَادِحَةِ / أيَّتها الرَّاهبةُ العَمْياءُ/ السَّائِلُ الْمَنَوِيُّ عَلى فُرْشَاةِ أسنانِكِ /
     اذْهَبِي إلى عُرْسِ الأمواتِ/ سأذهبُ إلى عُرْسِ الإِمَاءِ/ لَسْتُ الْحُلْمَ الْمَنْسِيَّ بَيْنَ المقابرِ الجمَاعِيَّةِ والْجُثَثِ المجهولةِ الْهُوِيَّةِ/ ذَاهِبٌ أنا إلى عُرْسِ الدَّمِ / الرَّصاصُ نَخَرَ جَسَدَ المطرِ / زَرَعْتُم في جَسَدي رَصَاصَ العِشْقِ والخِيَانةِ / أُريدُ امْرَأةً أبكي في أحْضَانِها / ثُمَّ أدْفَعُ لَهَا أُجْرَتَها / وتَرْحَلُ مِن عَالَمِي /
     أيَّتُها اللبُؤةُ التي تَكْشِفُ ثَدْيَيْها للكِلابِ البُوليسِيَّةِ / هَل تَذْكُرِينَ إنجازاتِ المومِسَاتِ في الكِفَاحِ الْمُسَلَّحِ ؟ / اعترفَ الحطَبُ بِحُبِّهِ للبُحَيرةِ الْمُتَزَوِّجَةِ / سَأفْسَخُ خُطُوبتي مِن كُرَةِ الثلجِ / مَعَ أنَّني غَيْرُ خَاطِبٍ/ كُلُّ امرأةٍ في حَياتي يَنْقُصُها شَيْءٌ مَا/ وَأنا عَاجِزٌ عَن اكتشافِهِ / وَحْدَهُ الموْتُ مَن يَكْتَشِفُني وَيَكْتَشِفُها / لَم أتزَوَّجْ / لَكِنَّ شَنْقي هُوَ عِيدُ زَواجي / وَدَفْني هُوَ عِيدُ طَلاقي /
     أكْثَرُ الزَّوْجَاتِ الخائناتِ إِخلاصاً هِيَ الذبابةُ / قَالَ البَحْرُ للبُحَيرةِ / خُونِي زَوْجَكِ مَعَ رَجُلٍ غَيْري / لَسْتُ الطِّفْلَ الْمُدَلَّلَ لأشجارِ المقابرِ / وَلَسْتُ الطالِبَ الْمُجْتَهِدَ في أُكسفُورد / أنا نَخْلَةُ الوَدَاعِ في الغُروبِ / والحشَراتُ تَقِفُ عَلى الجِسْرِ الوَاصِلِ بَيْنَ الرِّئَتَيْنِ / نَحْنُ أحْبَبْنَا بَعْضَنَا لأنَّنا نَكْرَهُ بَعْضَنَا / وَنَحْنُ ضَحِيَّتَان / لأنَّنا أضَعْنا وَقْتَ النَّهْرِ في تَشْرِيحِ الْجُثَثِ ودَفْنِ الموتى / عَلَّمَنَا البَحْرُ القَسْوَةَ لا الرَّحْمَةَ / لكنَّ المطَرَ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُطْلِقُ رَصاصةَ الرَّحمةِ عَلى البَحْرِ /
     يَا مَلِكَةَ الْحُطَامِ / عِندَما يَمُرُّ مَوْكِبُ الملوكِ القَتلَى أمامَ أعضائي الْمُرَاقَبَةِ / أمامَ أشلائي الْمُحَاصَرَةِ / يُغْلِقُ الْحُرَّاسُ بَوَّاباتِ شَراييني / كَي أموتَ مِثْلَمَا يَمُوتُ أطفالُ القَبيلةِ في الحِصَارِ / نَعيشُ في مَملكةِ الْخَشْخَاشِ / وَنَمُوتُ في جُمهورِيَّةِ الماريجوانا /
     يَعْقِدُ تُجَّارُ الْمُخَدِّرَاتِ هُدنةً بَيْنَ تُجَّارِ الرَّقيقِ الأبيضِ وتُجَّارِ الأسلحةِ / وأنا المنبوذُ في شَوارعِ الصَّقيعِ / أعْقِدُ هُدنةً بَيْنَ الكِلابِ البُوليسِيَّةِ والقِطَطِ الْمُشَرَّدَةِ/ يا صَحْرَاءَ اللازَوَرْدِ / فَلْنَتَزَوَّجْ لِتَكُونَ العَلاقةُ بَيْنَنَا مُتَوَافِقَةً مَعَ دُستورِ الدَّولةِ البُوليسِيَّةِ / وَنُكَوِّنَ أُسْرَةً مِنَ الرِّمالِ المتحرِّكةِ في الوَطَنِ المشلولِ / عِلْيَةُ القَوْمِ في صَالَةِ الرَّقْصِ / والفُقَراءُ نائمونَ عَلى رَصيفِ الجليدِ / اتْرُكي لِي أزرارَ مِعْطَفِ كَلْبِكِ أمامَ مَوْقَدَةِ الخريفِ يا أميرةَ الأنقاضِ / وَاذْهَبي مَعَ زَوْجِكِ الخائنِ للاحتفالِ بِرَأْسِ السَّنةِ / امْرَأةٌ سَاذَجَةٌ تَجْلِسُ عَلى مَقْعَدٍ في حَديقةِ الحيواناتِ الْمُنْقَرِضَةِ/ تَنتظِرُ رَجُلاً تَافِهاً كَي يَلْعَبَ بِمَشَاعِرِها / ثُمَّ يَتْرُكَها لِوَحْشَةِ الصَّهيلِ في ليالي الْخَوْفِ /
     أدخلُ إلى غُرفةِ نَوْمي / فلا أَسْمَعُ صُراخَ طِفْلٍ / ولا أرى عِندَ المِرْآةِ امْرَأةً تَتَزَيَّنُ لِي / لَيْلَةُ الدُّخلةِ هِيَ غُرفةُ الإعدامِ بالكُرْسِيِّ الكَهْرَبائِيِّ/ وَدَاعاً يا أصدقائي المصْلُوبينَ عَلى أعمدةِ الكَهْرباءِ / بَاعَت الأرملةُ شَرَفَهَا كَي تُطْعِمَ أبناءَهَا في وَطَنٍ بَاعَ شَرَفَهُ / دِمَائي هِنْدِيٌّ أحمرُ في ذَاكرةِ الأمواجِ / والزَّبَدُ صَارَ ناقداً سِينمائِيَّاً بَعْدَ انهيارِ القُصورِ الرَّمْلِيَّةِ / بَنَى الرَّجَلُ الأبيضُ حَضَارَتَهُ السَّوْدَاءَ على أشلاءِ الْهُنودِ الْحُمْرِ / أكَلَ الجرادُ أعلامَ القَبائلِ / فَكَيْفَ نُنَكِّسُ الأعلامَ بَعْدَ الآنَ ؟ / أكَلَت الحشَراتُ قُماشَ الأكفانِ / فَكَيْفَ نَمُوتُ بَعْدَ الآنَ ؟ /
     مِنَ السَّهْلِ أن تَجِدَ امْرَأةً غَنِيَّةً وَجَميلةً / تَلْعَبُ بِعَوَاطِفِهَا وَتَضْحَكُ عَلَيْها / لَكِنَّ المجدَ أن تَنتشِلَ امرأةً مُغْتَصَبَةً مِن انتحارِها البَطِيءِ لِتُعِيدَها إلى الحياةِ / مِنَ السَّهْلِ أن تَكُونَ زِيرَ نِسَاءٍ مُتَخَصِّصَاً في عِشْقِ صَاحِبَاتِ الدِّماءِ الزَّرقاءِ/لَكِنَّ الذِّكرياتِ هِيَ أن تُوقِظَ الأشجارَ لِتَنْظِيفِ رُقعةِ الشِّطْرَنجِ مِنَ الدِّماءِ الخضراءِ / خُذ الحِكْمَةَ مِن أفواهِ المجانين / أنا المجنونُ الأخيرُ في مَدينةِ الكُوليرا/
     أعْشَقُ الصَّنَوْبَرَ لأنَّهُ الشَّاهِدُ الوَحيدُ عَلى مَوْتِ قُلوبِنا / أنا تافهٌ لأنِّي أحْبَبْتُ امرأةً تافهةً مِثْلَكِ/ وَزَوْجُكِ تَافِهٌ لأنَّهُ يَخُونُكِ مَعَ امرأةٍ تافهةٍ / يا عزيزتي / كُلُّنا خُرَافاتٌ تَنتظِرُ فَيْلَسُوفاً مُحْتَرِفَاً لِيَدْرُسَهَا / صَوْتُكِ الْمُزْعِجُ يُشْبِهَ صَرِيرَ أسنانِ الضَّبابِ الحامِضِ / أميراتُ أُورُوبَّا خَادِمَاتٌ في مَطْبَخِ قَصْري / كَم عَدَدُ النِّساءِ اللواتي تَمَّ افْتِرَاسُهُنَّ في سَراديبِ الكَنيسةِ ؟ / تُفَّاحةٌ نِصْفُها دَمي ونِصْفُها الآخَرُ بُرتقالةٌ / يَسيلُ دَمُ الغَسَقِ عَلى قَميصِ النَّوْمِ لِزَوْجَةِ الوَحْلِ / قَضَيْتُ حَيَاتي في المسابحِ الْمُخْتَلَطَةِ / تَزَوَّجْتُ فُقَاعاتِ الكلورِ في أعراسِ دَمِ الحيْضِ / يَمُوتُ الأيتامُ مِنَ الجوعِ / وأموتُ مِنَ التُّخمةِ / أميرةٌ لا تَعْرِفُ مِنَ الحياةِ غَيْرَ خِيَانةِ زَوْجِها / لَكِنَّها تَدْرُسُ الفِيزياءَ النَّوَوِيَّةَ مَعَ عَامِلِ النَّظافةِ/ حَضارةٌ تَفْتَحُ فَخْذَيْهَا للسَّرابِ/ وَطَنٌ أعمَى يَتَوَكَّأ على عُكَّازةِ الْحُزْنِ / ويَسْرِقُ ضَحِكَاتِ الأيتامِ مِن أجنحةِ الذبابِ /
     عِطْرٌ بِرَائحةِ فِرَاشِ الموْتِ / مَناديلُ الوَداعِ مُعَلَّبَةٌ في دَبَّاباتِ الشَّفقِ / القلبُ أنقاضُ الماضي / ولا مُسْتَقْبَلَ لِبَناتِ آوَى إِلا الوَأْد / عُرُوشي هِيَ الرِّمالُ المتحرِّكةُ بَيْنَ الصَّدى والصَّدَأ / أجسادُ البَشَرِ مِن أخشابِ التَّوابيتِ أو أخشابِ المطابخِ / فَخُذْ دَمَ الغروبِ الأزرقَ طَاوِلةً في مَطْعَمِ الجنودِ/ الذينَ هَرَبُوا مِنَ المعاركِ / ضَعْ تعاليمَ الشَّرَفِ وَفْقَ دُستورِ البَغايا / الحطَبُ الأُرْجُوَانِيُّ / والْحُزْنُ المسعورُ / وصَهيلُ أخشابِ المرفأ / وهَديلُ أرصفةِ المِيناءِ / ماتَ المساءُ على أظافري الوَهَّاجةِ / وأظافرُ المطرِ مَغروسةٌ في لَحْمِ الليلِ /
     أيَّتُها الْمُدُنُ الحزينةُ التي تَضيعُ بَيْنَ صَفيرِ القِطَاراتِ وصَفَّاراتِ الإنذارِ / سَلامٌ للمَرأةِ التي تُخْلِصُ لِزَوْجِهَا كالفَراشةِ التي كَسَرَتْ عُلبةَ المِكياجِ / وتُرَبِّي أيْتَامَ النَّهْرِ كالأحزانِ الصَّاعدةِ إلى قَوْسِ قُزَحَ / سَلامٌ لليَتِيمةِ تَزرعُ السَّنابلَ في دَفْتَرِ الرِّياضياتِ / وتَحْفَظُ جَدْوَلَ الضَّرْبِ لِتَحْسِبَ عَدَدَ الضَّحايا/ وتُخَزِّنُ ذِكرياتِ الرَّحيلِ في أكياسِ القَمْحِ/ وتُخَبِّئُ فِرَاشَ الموْتِ في الحقيبةِ المدرسِيَّةِ/
     أرى في الْحُلْمِ بَنادِقَ مُصَوَّبَةً نَحْوَ دَمْعِ النَّوارِسِ/ صَارَ جِسْمي غِرْبَالاً مِن أثَرِ الرَّصَاصِ / لَسْتُ صُوفِيَّاً / لَكِنَّ ثِيَابَ الإعدامِ مِنَ الصُّوفِ / وحَبْلُ المِشْنقةِ مِنَ الكِتَّانِ / وَمِقْصَلتي مِنَ الفِضَّةِ / أرعَى قَطيعَ الدُّموعِ/ وتَاجرُ المخدِّراتِ تَخَرَّجَ مِن هَارفارد / أنا الفَتَى الْمُدَلَّلُ للجُنُونِ / تَنتشِرُ جَماجمُ الفَتَيَاتِ مِثْلَ كُرَاتِ التِّنسِ / وحُزْنُ المساءِ يَسْكُبُ بَراميلَ النِّفطِ في حَقْلِ القَمْحِ /
     لِكُلٍّ مِنَّا لَيْلَةُ دُخلةٍ خَاصَّةٌ بِهِ / ولَيْلَةُ دُخلتي هِيَ سِفْرُ الخروجِ مِنَ أثاثِ البَحْرِ / إلى حَبْلِ غَسيلٍ في مَنْفَىً بَعيدٍ / الأيتامُ حَائِرُونَ بَيْنَ خَشَبَةِ المسْرَحِ وخَشَبَةِ الإعدامِ / لا الْحُكُومَةُ التي تَسْرِقُ الشَّعْبَ سَتُدَافِعُ عَنِّي/ ولا الزَّنابقُ سَتَعْرِفُ طَريقَ قَبْري / وَقَعَ سَقْفُ المعْبَدِ عَلى أجسادِ الرَّاقصاتِ/ وانتهت حِكَايَاتُ الرَّحيلِ وأساطيرُ المنافي / فَكُنْ أنتَ المنفَى / لأنَّ الوَطَنَ ضَاعَ في جَدائلِ النِّساءِ الْمُغْتَصَبَاتِ/ أظلُّ أسمعُ أحَداً يُنادي عَلَيَّ / ولا أراهُ / أركضُ وَرَاءَ نِدَاءٍ قَديمٍ / يَتَفَرَّقُ دَمي بَيْنَ القَبائلِ كَأنَّ شَيئاً لَم يَكُنْ / لِمَاذا كَوَّنَ جُرْحي الأخضرُ دَوْلَةً مِنَ العَشيقاتِ ؟/ الذِّكرياتُ مَكسورةٌ بَيْنَ مَوْسِمِ حَصَادِ القَمْحِ وَمَوْسِمِ الانقلاباتِ العسكريةِ / انكَسَرَ الْحُلْمُ بَيْنَ الرَّصاصِ الْحَيِّ وقَلَمِ الرَّصاصِ/والبَحْرُ يَتَحَطَّمُ بَيْنَ حَصَادِ الذِّكرياتِ وحَصَادِ الرُّؤوسِ / هَرَبَ الجنديُّ الأعزلُ مِنَ المعركةِ/ وَكَانتْ مُؤَخِّرَاتُ النِّساءِ مِنَ الأسْمَنْتِ الْمُسَلَّحِ / لا أُريدُ الصَّليبَ عَلى صَدْرِكِ / أُرِيدُ صَدْرَكِ/ يَا كُلَّ الدِّماءِ الغريبةِ في عُروقي البلاستيكِيَّةِ/ سُوبَر مَاركِت لِصُكُوكِ الغُفرانِ / تَبيعُ فِيهِ مَامَا الفَاتيكان / إذا اسْتَغْنَيْتَ عَنِ العَناصرِ تَسَاوَتْ في عَيْنَيْكَ الأضدادُ / فَكُن أنتَ العُنصرَ وضِدَّهُ مَعَاً / سَيَخْرُجُ القَتلَى مِن عَباءةِ الأمواجِ / وتَنتهي اللعبةُ قَبْلَ أن تَبْدَأَ /
     هَذِهِ سَنابلُ المطَرِ تَنمو بَيْنَ كُرَيَاتِ دَمي / مُضَادَّاتُ الاكتئابِ تَزِيدُني اكتئاباً / لأنِّي لَم أعُدْ قَادراً عَلى التَّخلصِ مِنها / تَنْبُتُ حَياتي تَحْتَ ظِلالِ أشجارِ المقابرِ / أيَّتُها الذِّكرياتُ التي تَبدأُ مِنَ الأفيونِ وتَنتهي بالجنونِ / هَل يَستطيعُ خَفْرُ السَّواحلِ أن يَضَعُوا السَّبايا في ناطحاتِ السَّحابِ ؟/ حَيْثُ الْمُدَرَاءُ يَتحرَّشُونَ جِنسِيَّاً بالْمُوَظَّفَاتِ / أنا قَائدٌ مَهزومٌ / لَكِنِّي لَم أَبِعْ فِلِسْطِينَ أو الأندلسَ /
     لا أُحِبُّ أن أُنْجِبَ أطفالاً / أُحِبُّ أن أُنْجِبَ حِيتاناً زَرْقاءَ / لا أُريدُ الزَّوْجَاتِ والعَشيقاتِ / أُريدُ الخادماتِ والجواري / ولا أَقْدِرُ عَلى تَحَمُّلِ دَلَعِ الْمُرَاهِقَاتِ / أوْ قَرَفِ الزَّوْجاتِ الخائناتِ /
تَرْتَدِينَ البِكِيني / وأنا أرْتَدي وَاقِي الرَّصاصِ / تَبْحَثِينَ عَن رَجُلٍ يَلْعُبُ بِكِ / وأنا أبحثُ عَن امرأةٍ تُنَظِّفُ بَلاطَ المطبخِ أوْ بَلاطَ السِّجْنِ / أَرْحَمُ المرأةَ مَا دَامَتْ تُحَقِّقُ شَهْوتي / وَبَعْدَ أن أقْرَفَ مِنها / أُطْلِقُ عَلَيْها رَصاصةَ الرَّحمةِ /
     إذا احْتَجْتِ مَالاً / أنا مُسْتَعِدٌّ أن أدْفَعَ / وَلا دَاعِي أن تُتاجري بِثَدْيَيْكِ في السُّوقِ السَّوداءِ /  يَا جَارتي الأُرْثُوذُكْسِيَّةَ التي تُهَنِّئُ الشَّيطانَ بِعِيدِ مِيلادِهِ/ اتْرُكي الفُودكا قَليلاً/ وَرَكِّزي في الطوفانِ الآتي مِن وَراءِ هِضَابِ الألَمِ / كُلُّ أُنثى في حَضارةِ الخرابِ لها حِصَّةٌ في جَسَدي / وَكُلُّ امرأةٍ في نشيدِ السَّرابِ لها نصيبٌ في أشلائي / أمنحُ أوْرِدتي لِذِكْرَيَاتِ الخريفِ / وأمنحُ جَسَدي لِكُلِّ نِسَاءِ الأرضِ / وَلَن أسْمَحَ لَكِ أن تَتَزَوَّجِيني / لأنِّي غَبِيٌّ مِثْلُكِ تَماماً / لا فَرْقَ بَيْنَ قَاتِلٍ وَقَاتِلٍ / لا فَرْقَ بَيْنَ ضَحِيَّةٍ وضَحِيَّةٍ /
     ذِكْرياتي المشنوقةُ سَتَأتي في عَرَبَاتٍ يَجُرُّها النَّخْلُ الفِضِّيُّ / حَيَاةُ الْمَوْؤُداتِ / امرأةٌ تَشتري في رَأْسِ السَّنةِ هَدِيَّتَيْنِ / وَاحِدةٌ لِزَوْجِها / والثانيةُ لَعَشِيقِها / وَتَظَلُّ مُكْتَئِبَةً لأنَّ زَوْجَهَا وَعَشِيقَهَا وَجْهَانِ لِعُمْلَةٍ وَاحدةٍ اسْمُها الخِيَانةُ / لَم أستطِعْ أن أُوَدِّعَ قَلْبي / لأنِّي وَصَلْتُ إلى مَحطةِ القِطَاراتِ مُتَأخِّراً/ سَأُفَصِّلُ دُستوراً مِن خُيوطِ العَناكبِ/ عَلى مَقَاسِ قَميصِ النَّوْمِ للسَّجَّانةِ/ مُصَابٌ أنا بالأرَقِ الوَحْشِيِّ / مُنذُ طُوفانِ نُوحٍ حَتَّى الآنَ / مُصابٌ أنا بالْمَلَلِ الْمُوحِشِ / مُنذُ اغتيالِ الفَراشاتِ في الحِكَاياتِ / قَلْبي يَضُخُّ النِّفْطَ في شَرايينِ الرِّيحِ / طِفْلٌ يَحْمِلُ جُثةَ أُمِّهِ عَلى ظَهْرِهِ / ويَسيرُ في الصَّحاري الجليدِيَّةِ /
     أيَّتُها الفَرَاشةُ التي تَلتقِطُ الصُّوَرَ التِّذكاريةَ مَعَ زُعماءِ المافيا الأنِيقِين / تُهاجرُ الأرُسْتُقْرَاطِيَّاتُ مِنَ الْخَشْخَاشِ إلى الصَّدَماتِ العاطِفِيَّةِ / شَراييني مُبْتَلَّةٌ بالعَارِ / رَمَيْتُ قَلبي في صَوْمَعةِ الْحُبُوبِ / والقِطَّةُ الضَّالَّةُ في مَرفأ الجليدِ/ تَحْمِلُ جُثماني عَلى ظَهْرِها/ وتَرْحَلُ إلى ذِكرياتِ الكِلابِ البُوليسِيَّةِ/ رَمَيْتُ قَفَصي الصَّدْرِيَّ في مُسْتَوْدَعِ الأسلحةِ الصَّدِئةِ / بَعْدَ هُروبِ الجيوشِ مِنَ المعاركِ / وأجْرَيْتُ للنَّهْرِ تَنَفُّسَاً اصْطِنَاعِيَّاً / وألْقَيْتُ شَهيقي في رِئَةِ البُحَيرةِ / هذا أنا / أدْرُسُ التاريخَ لأعْرِفَ مَوْعِدَ إعدامي / وأدْرُسُ الْجُغرافيا لأعْرِفَ الطريقَ إلى شَاهِدِ قَبْري / أمشي إلى ضَريحي بِكُلِّ ثِقَةٍ / لأنَّ مَعَي دَليلاً سِيَاحِيَّاً يُرْشِدُني إلى حُفرتي / ضَوْءُ القَمَرِ يُوَزِّعُ خَريطةَ مَقبرتي عَلى السَّائحاتِ / والمساءُ الخريفيُّ شَاهِدٌ عَلى خُروجِ الدُّودِ مِن جُثتي /
     سَيَطْفُو دَمُ الحيْضِ عَلى سَطْحِ النِّفْطِ / آثَارُ أقدامٍ بَيْنَ نُهُودِ النِّساءِ / قُتِلْتُ تَحْتَ جُسورِ سَراييفو / قَبْلَ أن تَكتشِفَ الصِّرْبِيَّاتُ مُزيلَ العَرَقِ / وَهُنَّ يَلْعَبْنَ التِّنسَ الأرْضِيَّ أمامَ كَامِيراتِ المذْبَحةِ / تَرْمِينَ نَفْسَكِ في بِئْرِ الحضارةِ / ثُمَّ تُنادِينَ عَلَيَّ لأُنْقِذَكِ / كُلُّ امرأةٍ خَرَجَتْ وَلَم تَعُدْ / يُفَتِّشُونَ عَنها في غُرفةِ نَوْمي / وأنا نائمٌ عَلى فِرَاشِ الموْتِ / 
     يا عِطْرَ الْمَزْبَلَةِ / متى تَنتهي الْمَهْزَلَةُ ؟ / عَلَّمَتْني الحياةُ ألا أثِقَ بِامْرَأةٍ / وأنا لا أثِقُ بِنَفْسي / عَلَّمَتْني الذِّكرياتُ كَيْفَ تُصبحُ المرأةُ مِمْسَحَةً لِحِذَاءِ زَوْجِها / إذا كَانَ جُرْحُكِ قَاعدةَ الصَّحْرَاءِ / فَإِنَّ دَمْعي اسْتِثْنَاءُ الماءِ / والغُزاةُ يَأخُذونَ حَليبَ الرَّاقصاتِ لِتَبْرِيدِ الْمُفَاعِلاتِ النَّوَوِيَّةِ / سَيَكُونُ مُسْتَقْبَلُكِ يَا صَاحِبَةَ السُّمُوِّ مُشْرِقَاً في الخِيَانةِ الزَّوْجِيَّةِ / وأنا الْحُلْمُ الْمُخْتَبِئُ بَيْنَ كُرَيَاتِ دَمي / يَنتظِرُني مُسْتَقْبَلٌ بَاهِرٌ في المقبرةِ / حَيَاتي كُلُّها فِعْلٌ مَاضٍ / لا حَاضِرٌ لِي ولا مُسْتَقْبَلٌ /
     أيَّتُها اللبُؤةُ التي لا تَعترِفُ بِغِشَاءِ البَكَارةِ / انكَسَرَتْ عُذوبةُ الرُّوحِ / أيَّتُها الذبابةُ الأنيقةُ / سَقَطَ شُموخُ الأُنوثةِ / غارقٌ أنا في بُؤرةِ الجِنسِ / أنتظِرُ السَّرابَ ولا يَأتي / أنا السَّرابُ / أخرجُ مِن دَمي/ وأغْرَقُ في دَمي/ أحْبَبْتُ جَسَدَ المرأةِ / وَكَرِهْتُ المرأةَ / أحْبَبْتُ ثَدْيَ المرأةِ / لَكِنَّ سَرَطَانَ الثَّدْيِ أحرقَ ذِكرياتِ المساءِ / وكَسَرَ طُفولةَ البُحَيراتِ /
     عَشيقةَ رُكامي/ صَديقةَ أنقاضي/ سأعترِفُ أمامَ انتحاراتي أنَّني أكْرَهُ نفْسي/ يَنمو النَّعناعُ في فِرَاشِ الموْتِ كالدَّبابيسِ/ فاعْتَرِفْ يا مَوْتي بِعِشْقِكَ للشَّجَرِ المصلوبِ عَلى جَسَدي / اعْتَرِفْ بِحُبِّكَ للأنهارِ المشنوقةِ / سَتَعُودُ جارتي إلى زَوْجِها السِّكِّيرِ / يَضْرِبُها ثُمَّ يُجَامِعُها /
     صَقيعُ الدِّماءِ يَمشي عَلى أظافرِ النِّساءِ / فَسَخْتُ خِطْبتي مِن عُلبةِ البِيرةِ / وَخَطَبْتُ حَديقةَ الحيَوَاناتِ / طَلَّقْتُ عُلبةَ السَّرْدين / وَتَزَوَّجْتُ شُطآنَ السُّلِّ / النِّساءُ الضَّائعاتُ أقنعةُ الوَهْمِ البَنَفْسَجِيُّ / احْتَلَّتْ شَهوةُ الثلجِ قِرْمِيدَ كُوخي / لَم أتَزَوَّجْ / لَكِنَّ أرْمَلتي تُجَهِّزُ لِيَ الطعامَ الذي أُحِبُّهُ / وَتَضَعُ العِطْرَ الذي أكْرَهُهُ / فيا أيُّتها الْمُوَظَّفَاتُ الْمُتَخَصِّصاتُ في نَمْصِ الحواجبِ وَوَضْعِ أطنانِ المِكياجِ/ أنا آسِفٌ لأنَّ اغتيالي عَكَّرَ مِزَاجَ فَساتينِ السَّهْرَةِ / انكَسَرَتْ حَضارةُ الزَّبَدُ بَيْنَ مَلاقِطِ الحواجِبِ ومَلاقِطِ الغسيلِ / وبَيْني وبَيْنَ البَحْرِ مُشَادَّةٌ كَلامِيَّةٌ /
     انكَسَرَتْ جَدائلُ النِّساءِ في قَارُورةِ العِطْرِ / والفَيَضَانُ هُوَ مُسْتَقْبَلِي السِّيَاسِيُّ / لَم يَعُدْ في ثُنَائِيَّةِ الْمُذَكَّرِ والْمُؤنَّثِ سِوَايَ/ صَنَعْتُ نَمُوذجَ المرأةِ الفَلْسَفِيَّ/ وأحْرَقْتُهُ خَيَالِيَّاً/ هَضَمْتُهُ وَتَجَاوَزْتُهُ / وأخافُ أن أجِدَ امرأةً مُحْتَرَمَةً تُقْنِعُني بالزَّواجِ مِنها /
     عِندَما يَموتُ الْمُهَرِّجُ / مَن سَيَمْشِي في جِنَازَتِهِ ؟ / السِّيركُ مُغْلَقٌ بالشَّمْعِ الأحمرِ / ولاعبةُ السِّيركِ سَقَطَتْ عَنِ الحبْلِ / لا أقْدِرُ أن أُعْطِيَ قَلْبي وَجَسَدي لِنَفْسِ المرأةِ / أنا مُنَظَّمَةُ الأُمَمِ الْمُفَكَّكةِ للخِيَاناتِ الزَّوْجِيَّةِ / أنا جِهَازُ الْمُخَابَرَاتِ بِلَحْمِهِ وَشَحْمِهِ / وَلَوْ نَشَرْتُ مُذَكَّرَاتي لَقَامَتْ حَرْبٌ نَوَوِيَّةٌ في العالَمِ / لَوْ كَتَبْتُ سِيرتي الذاتيةَ لَتَمَّتْ تَصْفِيَتِي جَسَدِيَّاً /
     في زَحْمَةِ الطاعونِ في أجسادِ النِّساءِ/ نَسِيتُ اسْمَ أُمِّي/ وفي مَوْسِمِ تَكَاثُرِ وُجُوهِ تُجَّارِ الأسلحةِ/ نَسِيتُ وَجْهَ أبي / الطريقُ إلى ضَريحي يَمُرُّ عَلى أشلاءِ القِطَطِ الْمُشَرَّدَةِ / ذَلِكَ القَتيلُ هُوَ طَيْفي / وأنا ظِلالُ القَتلَى عَلى نَوافذِ القِطَاراتِ / أكتشِفُ احتضاري بَيْنَ فِرَاشِ الموْتِ وفِرَاشِ الجِنسِ / والجِنسُ هُوَ الموْتُ / والموْتُ جِنسِيَّتِي وجَوَازُ سَفَرِي /
     أضَعُ نِقَاطَ حُلْمي عَلى حُروفِ العَدَمِ / أفِيقُ مِن كَابُوسي صَارِخاً / لا تَتْرُكُوني في لَيْلَةِ الدُّخلةِ وَحيداً / أُرِيدُ أن أَعُودَ إلى حِضْنِ أُمِّي / صَحيحٌ أنَّني تَافِهٌ / لَكِنِّي لَم أبِع الأندلسَ / لأُنفِقَ عَلى الصَّبايا اللواتي يَتَزَلَّجْنَ في جِبَالِ الألْبِ / لَم أبِعْ قُرْطُبَةَ لأُتابِعَ مُبَارَيَاتِ رِيالِ مَدْرِيد / مَاتَت المرأةُ / وذَهَبَتْ أطنانُ المِكْياجِ في أنابيب الصَّرْفِ الصِّحِّيِّ / فيا طِفْلَ الأنابيبِ/ أيْنَ هُوَ الوَطَنُ حتَّى نَنتمِيَ إلَيْهِ ؟ / أُمِّي الافتراضِيَّةُ تَرى دُموعي / زَوْجتي الافتراضِيَّةُ تَرى عَرَقي / مَعَ أنَّ دِمائي أحْرَقَتْ دُموعي / تَنْطَفِئُ ابتسامةُ العاشقِ كالوَمْضَةِ / عِشْنا في السَّرابِ الأُرْجُوَانِيِّ / كانت الأسماكُ تَسْبَحُ في الشَّفقِ / وَكُنَّا نَسْبَحُ في دِمائنا الفِضِّيةِ / وَلَم أُدَرِّبْ أسْمَاكَ القِرْشِ عَلى اصْطِيَادِ نُهودِ النِّساءِ /
     يا أنا / أحتاجُ إلى امْرَأةٍ أُسْطُورِيَّةٍ تُفَكِّكُ عُقدي النَّفْسِيَّةَ / أحتاجُ إلى جَواري القَصْرِ حَتَّى أهْتَدِيَ إلى غُرفة نَوْمي أوْ مَوْتي / وأنا العُصفورُ الضَّالُّ / كُلُّ مَمَرَّاتِ بَيْتي تُؤدِّي إلى فِرَاشِ الموْتِ / وكُلُّ جَدائلِ النّساءِ تُؤدِّي إلى سُورِ المقبرةِ /
     تَنْشُرُ الرَّاهباتُ الغسيلَ على أبراجِ الكَنيسةِ / ويَنْشُرُ السُّجناءُ الغسيلَ على أبراجِ الْمُعْتَقَلِ/ نَسِيتُ أحزاني عِندَ شَاهِدِ قَبري / وكانتْ أسنانُ الضَّبابِ مَغروسةً في لَحْمِ السُّنونو / نَسِيتُ فَمي عَلى فَمِ الرِّياحِ / فَكَيْفَ أُقَبِّلُ عَشيقاتي التَّافِهَاتِ ؟ / كانَ الخليفةُ يَتبادلَ النِّكاتِ الجِنسِيَّةَ مَعَ السَّبايا / والممالِكُ تَتساقطُ كُحْلاً للجَليدِ / بُؤرةُ الجِنسِ في الجسَدِ الْمُسْتَهْلَكِ / والفِئْرَانُ تَأكُلُ أقنعةَ المِكْياجِ / الفِئرانُ والأقنعةُ مُتَشَابِهَةٌ / لأنَّ الوَحْلَ الجِنسِيَّ يَلتصِقُ عَلى لُحومِ التَّافِهَاتِ / كَمَا تَلتصِقُ الطحالبُ عَلى حِيطانِ الآبارِ / حَصَلَت الأميراتُ على الدُّكتوراةِ في الخِيَانةِ الزَّوجيةِ / والعِشْقُ اختراقٌ أمنيٌّ / والمرأةُ صَفقةٌ خاسرةٌ / كَسَرْتُ الصَّليبَ / وَنُهودُ الرَّاهباتِ عَلى الصُّلبانِ /
     وَدَاعَاً يا امرأةً لا يُشْبِعُهَا زَوْجُها جِنسِيَّاً / تُنَظِّرُ عَشيقاتي في الشَّرَفِ / جَاءَت العاصفةُ كَي تَحْصُدَ / وأنا الحاصدُ والمحصودُ / جَسَدي مَزرعةُ الماريجوانا / قَد أتأخَّرُ عَن حَفْلَةِ إعدامي / أمْتَطي أجسادَ السَّبايا كالأحصنةِ الخشَبِيَّةِ / لَم أُوَدِّع نَوارِسَ البَحْرِ في مَحطةِ القِطَاراتِ / لأنِّي كُنتُ مَشْغولاً بِحَفْرِ القُبورِ الجمَاعِيَّةِ / فلا تَكْسِري شَرايينَ النَّهْرِ / لَوْ رَآكِ الشَّاطئُ الحزينُ لانتَحَرَ قَبْلَ مَوْعِدِ انتحارِهِ/ رَاحِلٌ أنا إلى دَمي / فَكُن أنتَ رَايةَ القبيلةِ الْمُنَكَّسَةَ / لأنَّني النَّشيدُ الوَطَنيُّ للحُطامِ/
     يَا قَاتِلتي المقتولةَ بِسَيْفِ العِشْقِ / صَارَ العُشَّاقُ عَاطِلِينَ عَنِ العَمَلِ / كَيْفَ أُصْبِحُ زِيرَ نِسَاءٍ وقَد كَسَرْتُ الزِّيرَ في بَيْتي ؟/ ولا مَاءَ في صَحراءِ القَلْبِ المكسورِ/ صَارَ العَطَشُ عُنوانَ بَيْتي / فيا أيَّتها المكسورةُ كَشَظَايا المزهَرِيَّاتِ / أنتِ تَعْشَقِينَ رَجُلاً يَكْرَهُ نَفْسَهُ / أُحِبُّ فِيكِ كُلَّ شَيْءٍ سِوَاكِ / ضَريحُ النَّهْرِ تَحْتَ رِمَالِ البَحْرِ / وَأسْمَاكُ القِرْشِ تَحْرُسُ المقبرةَ القديمةَ / حَبْلُ الغسيلِ عَلى سُورِ المقبرةِ / وبَناتُ حَفَّارِ القُبورِ يُشَاهِدْنَ التِّلفازَ /
     ألْغِ دُستورَ العَاهِرَاتِ / وَكُن دُستورَ الفَرَاشَاتِ / ألْغِ الشَّرْعيةَ الدَّوليةَ / وَكُن أنتَ الشَّرعيةَ الدَّوليةَ / مَاتَ الْمُهَرِّجُ في لَيْلةٍ خَريفِيَّةٍ حَزينةٍ / وَصَارَتْ خَيْمَةُ السِّيركِ خَيْمَةَ اللاجِئينَ / لَم أعِشْ لَكِنِّي سَأموتُ / وَقَد مِتُّ فِعْلاً / ثُقُوبُ رِئتي مَفتوحةٌ للجَرَادِ والأعاصيرِ والذِّكرياتِ / وَلَسْتُ مُتَأكِّداً أنَّ لِي قَلْبَاً/ ضَيَّعْتِ حَياتي يَا حَياتي/ لَكِنِّي لا أَلُومُكِ/ فَقَد دَفَنْتُ حَياتي بِيَدَيَّ / لا أُكسجينُ رِئتي إِبْرَةُ خَيَّاطِ الملِكَةِ / وَلا جِلْدي سَجَّادٌ أحْمَرُ تَحْتَ أقدامِ الملوكِ اللصُوصِ / لا تُقَارِنْ بَيْنَ السَّادةِ والسَّبايا / أنا الحاجِزُ العَسكرِيُّ بَيْنَ الطُّغاةِ والغُزاةِ / وَالبَجَعَاتُ تَصنعُ مِن دُمُوعِها مَلابِسَ عَكسرِيَّةً لِكِلابِ الخليفةِ /
     مِن كَثْرةِ مَا رَأيْتُ زَوْجَاتٍ خَائناتٍ / صِرْتُ أخافُ مِنَ الزَّواجِ / يَا أميرةَ الزَّبَدِ/ أنتِ تَصْلُحِينَ  أن تَكُوني أيَّ شَيْءٍ إلا زَوْجَةً / وَلَوْ كُنتُ مُتَزَوِّجَاً لَطَلَبْتُ مِن زَوْجتي أن تَخْطِبَ لِي بَناتِ آوَى / أُعَلِّقُ دُموعي عَلى أكتافِ السُّنونو / وأنا الرَّاعي المقتولُ بَيْنَ القَطيعِ/ لَم أسْمَحْ لأيَّةِ امْرَأةٍ أن تَصْدُمَني عَاطِفِيَّاً / أنا الْمُبَادِرُ وْالْمُبَادَرَةُ / أنا الصَّيادُ والفَريسةُ / أنا القاتلُ والضَّحِيَّةُ / أنا صَدْمَةُ الشَّبَقِ وَصِدامُ الحضاراتِ / وَلَم يَعُدْ هُناكَ ذِكْرياتٌ ولا حِكَاياتٌ / كُلُّ شَيْءٍ مَات / ذَهَبَ الرِّجالُ إلى الموْتِ/ ذَهَبَت النِّساءُ إلى الموْتِ / ذَهَبَ الوَطَنُ إلى الموْتِ / الأعلامُ مُنَكَّسَةٌ كالملابِسِ الدَّاخليةِ/ والنَّشيدُ الوَطنيُّ شَظَايا كالأغاني الرُّومانسِيَّةِ /
     كُنتُ كَالطُّفَيْلِيَّاتِ عَائِشَاً عَلى الزَّوْجَاتِ الخائناتِ / كُلَّما سَأَلْتُ عَن امرأةٍ عَرَفْتُ أنَّها مَاتتْ / كُلَّما سَألتُ عَن نفْسي عَرَفْتُ أنِّي مِتُّ / خُضْتُ في غُرَفِ النَّوْمِ مَعَارِكَ مَصِيرِيَّةً أكثرَ مِن عَدَدِ نَوْبَاتِ اكتئابي / أرقامُ الأضرحةِ أكثرُ مِن أرقامِ الزَّوْجاتِ الخائناتِ / مَا أصْعَبَ أن تعيشَ مَعَ امْرَأةٍ مَجنونةٍ/ أُريدُ أن أشكُرَ زَوْجَكِ يا مَلِكَةَ الأساطيرِ/ لأنَّهُ حَبَسَكِ في قَلْعَتِهِ / وأراحَ العالَمَ مِن قَرَفِكِ/
     صَارَت المرأةُ الْمَهْوُوسةُ جِنسِيَّاً وَرقةً مَحروقةً/ وأنا لاعِبُ قِمَارٍ مُحْتَرِفٌ / والأعرابُ خَسِرُوا فِلِسْطِينَ في لُعبةِ قِمَارٍ / لَم تَعُدْ أعضاءُ المرأةِ تَسْتَفِزُّني / جَسَدُها حُطامُ السُّفُنِ / وأحزانُ الأُنوثةِ تنتشرُ بَيْنَ القَواربِ المطاطِيَّةِ والرَّصاصِ المطاطِيِّ / تَعَلَّمْنَا العِشْقَ وَفْقَ نَظَرِيَّاتِ البَدْوِ الرُّحَّلِ / وكانت أجسادُ النِّساءِ هِيَ الْهَوَادِجَ / بَلَعْتُهَا وَلَم أستطِعْ هَضْمَهَا / فَقَذَفْتُها لِكِلابِ الحِرَاسَةِ /
     أَضْحَكُ عَلى المرأةِ وَتَضحكُ عَلَيَّ / نَصَبْنا خَيْمَةَ السِّيركِ كَي نَقْضِيَ فِيهِ وَقْتَ الفَراغِ / وَكُلُّ حَيَاتِنَا فَراغٌ / القاتلُ والضَّحِيَّةُ يَلْعَبَانِ لُعبةَ القِطِّ والفَأرِ / ألعبُ لُعبتي الأخيرةَ / وَأَفْرِضُ إِيقاعي عَلى الفِطْرِ السَّامِّ في فَساتينِ السَّهْرَةِ / لَوْ تَزَوَّجْتُ فَلَن أُحِبَّ زَوْجتي / اخْتَرْتُها كَي أنسَى النِّساءَ اللواتي قَبْلَهَا/ كَرِهْتُ نفْسي كَي يُحِبَّني الآخَرُون/ فَخَسِرْتُ حُبَّ نفْسي/ وَخَسِرْتُ حُبَّ الآخَرين/
     أنتِ بُركانُ أُنوثةِ الْهَلْوَسَةِ / فاحْرِقي ذِكْرياتي بِسُرْعَةٍ / كَي تَستطيعَ حُكومةُ الْمُرْتَزِقَةِ أن تَبيعَ رُفاتي بِسُرْعَةٍ / حَليبُ الرَّصاصةِ مَنْفَىً للزَّوجاتِ الخائناتِ / وَلَم أحْضُرْ عُرْسَ بَناتِ أفكاري / لأنِّي كُنتُ مَشغولاً بِعُرْسِ بَناتِ آوَى /
     في كُلِّ عَوَاصِمِ الْخُرَافَةِ/ كَانَ حُلْمي أن أجِدَ امْرَأةً مُخْلِصَةً لِزَوْجِها / كَمَا أنا مُخْلِصٌ لِحَفَّاري قَبْري / أنا العَريسُ الدَّائِمُ بِلا عَرُوسٍ / أنا العَريسُ في مَوْسِمِ تَزَاوُجِ البَعُوضِ / وَإِذا أرادتْ أميرةُ الأنقاضِ أن تَعيشَ مُرَاهَقَتَهَا الْمُتَأخِّرَةَ / فَلْتَبْحَثْ عَن غَيْري / أنا الخارجُ مِن لَيْلةِ الدُّخلةِ / الدَّاخلُ في الصَّدى / أنا حُكومةٌ قَائمةٌ بِذَاتِهَا / لَم أَقْرَأ الفَاتِحَةَ عَلى قَبْرِ الملِكَةِ فِكْتُوريا / وَجَارَتُنا القَديمةُ تُصَمِّمُ شَاهِدَ قَبْري/ وَتَقْرَأُ عَلى رُوحي الفاتحةَ/ وَتَمْسَحُ دُموعَ أشجارِ حَديقتي أوْ جِنازتي / وَضَعْتُ فَلسفةَ الكِفَاحِ الْمُسَلَّحِ في غُرَفِ النَّوْمِ / لَكِنَّ احتضاري طَريقُ السَّناجِبِ وَالْمُخْبِرِينَ وَالسَّاقِطَاتِ/
     مَارَسْتُ الجِنْسَ لأَكْسِرَ الْمَلَلَ / فَصَارَ الجِنسُ هُوَ الْمَلَلَ / مَارَسْتُ الجِنسَ لأُفَرِّغَ الحِقْدَ في عِظَامي/فَصَارَ جَسَدي مَملكةَ الكَرَاهِيَةِ في قَشِّ الإسْطَبْلاتِ/ أنا فَأْرُ التَّجَارُبِ واستراحةُ الْمُحَارِبِ/ لَحْمي يَنتقِمُ مِنِّي/ دَمي صَوْمَعةُ القَمْحِ/ ودَمْعي مُسْتَوْدَعُ الكُوليرا/ والحشَرَاتُ تأكلُ قُماشَ أكفاني/ وكُلُّ مَعَارِكي خَاسرةٌ/لَكِنِّي أجْمَعُ الأوسمةَ العَسكرِيَّةَ كالنِّساءِ/ وأختارُ الوِسَامَ الذي يُنَاسِبُ لَوْنَ قَميصي / ولَيْسَ قَميصي قَميصَ عُثمان /
     فَتِّشْ في حَاوِيةِ القُمامةِ عَن زُجاجةِ عِطْرٍ فَارغةٍ / اختَفَت الضَّحِكَاتُ في الممرَّاتِ البَعيدةِ / وَبَقِيَت الذِّكرياتُ عَلى فِرَاشِ الموْتِ/ مَاتت النِّساءُ في الخريفِ السَّحيقِ / وَبَقِيَت الضَّفائرُ عَلى حَبْلِ الغسيلِ/ والطاعونُ يَتَّخِذُ مِن جِلْدِ المساءِ رُقعةَ شِطْرَنج/ أنا الْمَرْفَأُ المهجورُ بَيْنَ أحْمَرِ الشِّفاهِ واحمرارِ إشارةِ الْمُرُورِ / أبحثُ عَن مَجْدٍ زَائلٍ / فَلْتَمُتْ يَا وَطَنَ السَّرابِ / كَي يَبْنِيَ الأغرابُ عَلى عِظَامِكَ مَجْدَهُم / يَتَنَاثرُ الليلُ عَلى حِبَالِ المشانقِ / والوَطَنُ تُفاحةُ الإعدامِ وبُرتقالةُ الاحتضارِ /
     أيُّها الرَّمْلُ الفِضِّيُّ / مَن الكاذبُ فِينا ؟ / وَمَن الصَّادقُ ؟ / سأسحقُ التُّرابَ تَحْتَ قَدَمِي / لكنَّ التُّرابَ سَيَعْلُو فَوْقي بَعْدَ مَوْتي / مَن يَضْحَكْ أخيراً يَضْحَكْ كَثيراً / كُرَيَاتُ دَمي البَيضاءُ صَارَتْ رَاياتٍ بَيْضَاءَ / وأعلامُ القَبائلِ في الْحُرُوبِ الأهلِيَّةِ مُنَكَّسَةٌ / 
     في سَريري بَقِيَت الرِّياحُ تَنْزِفُ حَتَّى الموْتِ / هَذِهِ شَراييني البلاستيكِيَّةُ وَصِيَّةُ الشَّجَرَاتِ ومَهْرُ الحشَرَاتِ / كُلُّ شَيْءٍ في بِلادي يَنتحِرُ / لَم يَعُدْ غَيْرُ الصَّدى / الشَّوارعُ فَارِغةٌ إِلا مِنَ الجمَاجِمِ / والثعالبُ تَلْعَبُ النَّرْدَ عَلى جُثَثِ البَشَرِ / يَتَنَفَّسُ المطَرُ الكُوليرا / وَأنا أُفَتِّشُ عَن جُمجمةِ النَّوْرسِ اليَتيمِ تَحْتَ نِعَالِ الملِكَاتِ السَّبايا / بِلادي امْرَأةٌ أهْدَتْ ثَدْيَيْها لِقَاتِلِ زَوْجِها / فَلا تُسَجِّلْ بَراري الطاعونِ بِاسْمِ ذِكرياتِ النَّهْرِ / الجوعُ شَريعةُ النَّمْلِ العَاشِقِ / وَالفُقَرَاءُ يُجَامِعُونَ زَوْجَاتِهِم في عَرَبَاتِ القِطَاراتِ /
     أُرَتِّبُ عَلى طَاوِلةِ النَّرْدِ الخِيَاناتِ الزَّوْجِيَّةَ/ وأفتحُ قَفَصي الصَّدْرِيَّ للبُحَيرةِ كَي تَنتحِرَ فِيهِ / والبَاعَةُ الْمُتَجَوِّلُونَ يَبِيعُونَ الرُّومانسِيَّةَ في الشَّوارعِ لِبَناتِ آوَى / اغتالَتْني الأنهارُ فَصِرْتُ شَابَّاً إلى الأبَدِ / تَوَقَّفَ عُمري عِندَ سَاعةِ الحائطِ / وَحَيَاتي كُلُّها مِسْمَارٌ في نَعْشِ الرِّياحِ / يَحْسُدُني النَّهْرُ لأنَّ مِشْنقتي أجْمَلُ مِن مِشْنَقَتِهِ / أخُونُ الأمطارَ مَعَ الأمطارِ / فيا أيَّتُها الجاريةُ التي تَتَّجِهُ مَشَاعِرُها إلى سَيَّارةِ المرسيدسِ / أنا هُنا / وَلَسْتُ هُنا / هَذا عُودُ مِشْنَقتي حَاسِدٌ يَنْقُلُ رَسَائِلَ الغَرامِ / والمقاصِلُ حَمَامٌ زَاجِلٌ بَعْدَ ضَياعِ رَسائلِ العُشَّاقِ / لَيْلَةُ الدُّخلةِ هِيَ رَصاصةُ الرَّحمةِ / والاحتضارُ يَتكاثرُ في أجفانِ المساءِ / فَيَا طَبيبي النَّفْسِيَّ / ادْفَعْ أُجْرَةَ حَفَّارِ القُبورِ في عِيدِ مِيلادِ الرُّخامِ/ حَبْلُ مِشْنقتي هُوَ دَلَعُ الملِكَاتِ الإِمَاءِ / وَبُكائي تَحْتَ أشِعَّةِ القَمَرِ يَعْمَلُ بالطاقةِ الشَّمْسِيَّةِ / وَمِقْصَلتي تَعْمَلُ بِطَاقَةِ الرِّياحِ / قَد قَتَلْنا المرأةَ / وَدَافَعْنا عَن حُقوقِ المِكياجِ /
     أنا كَوْمَةُ القَتلَى في المدينةِ المهجورةِ / كَسَرَ الرَّعْدُ قِنَاعي / وَفي دَمي اليابِسِ شَجَرَةٌ تَجْلِسُ عَلى جُمْجُمةِ الرِّيحِ/ أنا خَائفٌ يا أُمِّي/فَلا تَتْرُكي أصابعَ البَحْرِ المقطوعةَ عَلى مَرايا السَّياراتِ العَسكرِيَّةِ/ كَيْفَ أنسَى صَحْنَ الفَاصُولياءِ / الذي تَسْبُحُ فِيهِ جُثَثُ الملوكِ المخْلُوعِين ؟ /
     أبي مَا زَالَ يُنادي عَلى السَّرابِ / والرَّاهبةُ العَمياءُ نَسِيَتْ صَليبَهَا في دِمَاءِ البُحَيراتِ / والصَّليبُ نَسِيَ وَجْهَ الرَّاهبةِ في أجفانِ القِرْمِيدِ / تَقُولِينَ عَنِّي خَائِنٌ / وَمَن فِينا الْمُخْلِصُ ؟ / شَعْرُ اليَتيماتِ مِنَ الفِضَّةِ / والكُحْلُ في عُيونِ البُحَيرةِ قَتَلَ البَحْرَ / فارْحَمِيني يَا رَصاصةَ الرَّحمةِ / يَنمو التُّفاحُ في خُدودِ النَّيازكِ / وَفَمُ الرِّياحِ كَحَبَّةِ الفَرَاولَةِ / ورَقَبَةُ الأميرةِ مِنَ العَاجِ / لَكِنَّ المِقْصَلةَ سَوْفَ تَقْطَعُ هَذِهِ الرَّقَبَةَ الرَّقيقةَ /
     كَيْفَ أُمَيِّزُ بَيْنَ السِّلْكِ الدُّبْلُومَاسِيِّ وأسلاكِ الْمُعْتَقَلِ ؟/ أيَّتُها البَغايا الواقفاتُ بَيْنَ شَهيقِ النَّهْرِ وَزَفيرِهِ / هَذِهِ طَهارةُ الأمواجِ في جَسَدِ قَوْسِ قُزَحَ / أيْنَ عُزلةُ الأميراتِ في رُومانسِيَّةِ الانقلابِ العَسْكَرِيِّ ؟ / تنامُ القِطَاراتُ عَلى رُموشِ السَّبايا / وجَدائلُ الملِكَاتِ مَنْسِيَّةٌ عَلى سِكَكِ الحديدِ /
     أنا العُشْبُ اليَتيمُ في مَقبرةٍ رِيفِيَّةٍ مَنْسِيَّةٍ / لا زَوْجَةٌ لِي ولا أولادٌ / أحْمِلُ اسْمَ الأضرحةِ / ولا شَارعٌ يَحْمِلُ اسْمي / ولا ضَحِيَّةٌ تَحْمِلُ اسْمَ قَاتِلِهَا / أحكامُ الإعدامِ هِيَ بَراويزُ ذَهَبِيَّةٌ عَلى أوْعِيَتي الدَّمَوِيَّةِ / وَسَاعَةُ الحائطِ في الزِّنزانةِ هِيَ ذِكرياتُ الطحالبِ / عَلى حِيطانِ الآبَارِ في قَريتي المنسِيَّةِ /
     دَمي أحَدُ مُشْتَقَّاتِ النِّفْطِ / تَرْعَى رَاقِصَاتُ البَاليه الغَنَمَ عَلى المسْرَحِ المهجورِ / وأعيشُ مُرَاهَقَتِي الْمُتَأخِّرَةَ في ثَلاجةِ الموتى / وَلَم أعْرِف الفَرْقَ بَيْنَ خَشَبَةِ المسْرَحِ وَخَشَبَةِ الإعدامِ / كانت حَنجرةُ الْخَوْخِ طَريقاً للصَّدى في غَاباتِ الدَّمْعِ / والأميراتُ الْمُحَنَّطَاتُ في عَصيرِ البُرتقالِ / هُنَّ دُمَىً في مَسْرَحِ العَرائسِ / أوْرِدتي رَايةٌ مَكْسُورةٌ في الرِّيحِ / دُودةُ القَزِّ تَحْمِلُ عَلى ظَهْرِها جُثةَ رَاهبةٍ مَجهولةٍ / والملِكَاتُ في سُوقِ النِّخاسةِ للبَيْعِ /
     في دَمْعِ الغُروبِ امرأةٌ تَكْرَهُ زَوْجَهَا / فَلْيَمُت العُشْبُ في دِمَاءِ الفِضَّةِ / انطفأَ العالَمُ / حَوْلي تتساقطُ أشلائي تَحْتَ قَمَرِ الخريفِ / الأعاصيرُ تُعَلِّقُ قَناديلَ الْحُزْنِ في كُرَيَاتِ دَمي / وَدَمي يُنيرُ الطريقَ لِبَناتِ آوَى في أدغالِ الشَّمْعِ /
     في أعماقِ البَحْرِ اكْتَشَفْتُ ذَاتي / رَأيتُ أحزانَ الفَرَاشَاتِ / وَرَأيتُ مَوْتي ومِيلادي / أَحْبَبْتُكِ لِئَلا تَتَشَابَهَ أيَّامي / فَصِرْتِ الكُوليرا في عِظَامي / هَذا حَبْلُ مِشْنقتي دَليلٌ سِيَاحِيٌّ لِبُوصَلَةِ المنافي / والرُّبَّانُ مَاتَ في لَيْلَةٍ خَريفِيَّةٍ باردةٍ / وفِئرانُ السَّفينةِ تَأكلُ جُثَثَ البَحَّارةِ الغَرْقى / وحِبَالُ المشانقِ مُعَلَّقَةٌ عَلى جُسورِ المدينةِ المهجورةِ / اقْتُليني يَا أعشابَ شَاهِدِ قَبري / كَي يَتَفَرَّقَ دَمي بَيْنَ قَبائلِ رَمْلِ البَحْرِ / كُلَّما افترسَ الليلُ ثُقوبَ رِئتي / رَأيتُ وُجوهَ القَتلى عَلى نافذةِ غُرفتي / كُلما هَجَمَ المساءُ على جِلْدي / رَأيتُ أجفانَ الموتى عَلى زُجاجِ القِطَاراتِ / تَغْرَقُ تِلالُ الشِّتاءِ في حَنجرةِ الغروبِ / وطِلاءُ الأظافرِ يَسيلُ عَلى رُموشِ الجواري /
     القَيْصَرُ والفياغرا / والموْتُ السَّاكِنُ في أجفانِنا / تَزرعُ السَّبايا الأوسمةَ العَسكرِيَّةَ في تَوابيتِ الجنودِ المهزومين / أَعْدَمَ الخريفُ أهْلِي في مَجاعةِ السَّنابلِ / وَصَارَ ضُبَّاطُ الْمُخَابَرَاتِ أهْلِي / يَذهبُ الرِّجالُ مَعَ نِسَائِهِم إلى الذِّكرياتِ المحروقةِ / وأذهبُ إلى خَفْرِ السَّواحِلِ كَي نَبْكِيَ عَلى البَحْرِ/ ويَبْكِيَ البَحْرُ عَلَيْنا في شِتاءِ الانقلاباتِ العَسكرِيَّةِ / يَنْشُرُ المطَرُ الغسيلَ عَلى حِبَالِ مَشَانِقِنا/ وتَنْشُرُ بَناتُ آوَى عَلى أجسادِنا شَوارعَ السُّلِّ / التي تَتجوَّلُ فِيها حِيطانُ الزِّنزانةِ /   
     هَذا فِرَاشُ الموْتِ عَلى الأثاثِ الْمُسْتَعْمَلِ/ لَبُؤةٌ تَضَعُ حِذَاءَهَا الفِضِّيَّ عَلى قَبْرِ النَّهْرِ / والجيوشُ المهزومةُ لَم تُدَافِعْ عَن النَّهْرِ/ دَمْعي يَقْلي أجنحةَ النُّسورِ في مَعِدَةِ الرِّمالِ/ وفي ليالي الْهَلَعِ يَتَزَوَّجُ عُمَّالُ المناجمِ الْمُوميَاوَاتِ/ أيْنَ المسْرَحُ الذي سَتَرْقُصُ عَلَيْهِ أشلاؤُنا يا قَمَحَ المجازرِ ؟ / نَزرعُ التُّفاحَ في فُوَّهاتِ المدافِعِ / ويَنمو النَّعناعُ عَلى فِرَاشِ الموْتِ / ونَحْصُدُ أوْرِدَةَ الغَسَقِ في خَريفِ الذاكرةِ /
     يَا مِقْصَلتي اليَتيمةَ / تَسْتَحِقِّينَ زَوْجَاً أفضلَ مِنِّي / يَا حَبْلَ مِشْنقتي / تَسْتَحِقُّ أُنثى أفضلَ مِن سَاعَةِ يَدِي / ضَوْءُ القَمَرِ يُعَبِّدُ طُرُقَاتِ رِئتي بِجُثَثِ السُّجناءِ / سأفتحُ قَفَصي الصَّدْرِيَّ بِمِفْتَاحِ السَّيارةِ / زِنزانتي مُرَقَّمَةٌ / وضَريحي مُرَقَّمٌ / لَكِنَّ الطِّفْلَ اليَتيمَ لَم يَحْفَظْ جَدْوَلَ الضَّرْبِ / الرِّيحُ تَحْفِرُ طَريقَها في جِلْدي / وأركضُ في غَاباتِ الضَّوْءِ بِلا مَطَرٍ ولا ذِكرياتٍ / سَيَنْمُو اللوْزُ في خِيَامِ اللاجِئينَ / والأمطارُ تُحَطِّمُ قَوَارِبَ الصَّيْدِ الفَارغةَ / وتَأخذُ المشنوقِينَ في رِحْلَةٍ سِيَاحِيَّةٍ إلى كُرَيَاتِ دَمي /
     عِطْرُ ضَابِطِ الْمُخَابَرَاتِ / وَأَحْزَانُ الشِّتاءِ يُلْقِيها الموْجُ عَلى أجسادِ النِّساءِ المسحُوقاتِ في فِرَاشِ الزَّوْجِيَّةِ / عَوَاصِمُ التَّطهيرِ العِرْقِيِّ في خُدودِ اليَمامِ / أُفَكِّرُ كَعَمِيلٍ مُزْدَوَجٍ حَائِرٍ بَيْنَ قَلبي وَرِئتي / أخُونُ ذِكرياتي مَعَ أرصفةِ المِيناءِ / ضَوْءُ المرافئِ الأُرْجُوَانِيُّ يَتَلاشَى / مِثْلَ لَمَعَانِ عُيونِ رَاقصةٍ اغْتَصَبَهَا مُدَرِّبُها / وتَزرعُ عَنَاكِبُ المنفَى عُرُوقَ الأسْرَى / بَيْنَ ذِكرياتِ أشجارِ المدافِنِ /   
     أيَّتُها النِّساءُ الْمُسْتَحِمَّاتُ بِالْمُبِيدَاتِ الحشَرِيَّةِ / إِنَّ تَوابيتَ الجنودِ طَاوِلاتٌ للعُشَّاقِ في مَطْعَمِ الخِيَانةِ / ومَساميرُ النُّعوشِ مَنقوعةٌ في عَصيرِ البُرتقالِ / وَفَواتيرُ دِمَاءِ اليَانسونِ يَدْفَعُهَا الفَيَضَانُ / فَاحْتَرِمْ مَشَاعِرَ السَّبايا / أيُّها القَيْصَرُ المهزومُ بَيْنَ الأفخاذِ / الْمُنْتَصِرُ في ذِكرياتِ السَّبايا / اكْتَشَفْنَا حُقوقَ الإِنسانِ بَعْدَ انتحارِ الإِنسَانِ / فلا تَكْرَه السَّبايا / كُلُّنا سَبَايا /
     ذَلِكَ السَّجَّانُ خَسِرَ زَوْجَتَهُ في لُعبة قِمَارٍ / الدِّيمقراطِيَّةُ البَدَوِيَّةُ / وَدِيمقرَاطِيَّةُ لَيْلَةِ الدُّخلةِ / وانتظارُ الْمُخْبِرِينَ في مَحطةِ القِطَاراتِ / كُلُّنا نَدْفِنُ أجنحةَ السُّنونو في مَقابرِ الخريفِ / ونَنتظِرُ دَوْرَنا كَي نَمُوتَ / وانتظارُ الموْتِ مَوْتٌ /
     كُنتُ سَأُصْبِحُ طَاهِرَاً مِثْلَ قَارُورةِ الحِبْرِ في كُوخِ الصَّفيحِ / لَوْ أفْلَتَتْ ظِلالي مِن طَيْفِ النِّساءِ الْمُوحِشِ / وظِلِّ الإِمَاءِ الْمُتَوَحِّشِ / لَم أَتْرُكْ بُوَيْضَةً إلا لَقَّحْتُهَا / لَذَّةُ دُموعي في غُموضي / وَمَوْتي الغامِضُ يَصنعُ أُسطورتي /
     لَوْ أستطيعُ أن أفُكَّ ضَفَائِرَ البُحَيرةِ / لِيَنْتَشِرَ شَعْرُها عَلى كَتِفَيْهَا مِثْلَ غَابَةٍ في مَساءٍ مَاطِرٍ / دِماءُ الجواري عَلى بَلاطِ السُّجونِ أوْ بَلاطِ غُرَفِ النَّوْمِ / لا امْرَأةٌ تَحْلُمُ بِي حِينَ يَبيعُهَا أهْلُها في سُوقِ النِّخاسةِ / ولا تِلالٌ تَتَذَكَّرُ رَاياتِ القَبائلِ الْمُتَحَارِبَةِ / فَشُكْراً للسَّيداتِ الآتِيَاتِ مِنَ الخِيَانةِ الزَّوْجِيَّةِ / الذاهباتِ إلى مَرَاكِزِ التَّسَوُّقِ /
     يَا سَيِّدَةَ الأشجارِ الميْتَةِ / أكفانُكِ الْمُسْتَعْمَلَةُ عَلى الأثاثِ الْمُسْتَعْمَلِ / مَتَى يأتي الحمَامُ الزَّاجِلُ مِن المنافي ؟ / مَتَى تُولَدُ الأمطارُ في الخريفِ البَعيدِ ؟/ أيْنَ تاريخُ أظافرِ الغاباتِ ؟ / يا أسماكَ القِرْشِ النائمةَ عَلى وِسادتي / مَن أنا لِتَخْلَعَ الأميرةُ زَوْجَهَا مِن أجْلِي ؟ / أنا الملِكُ المخلوعُ / خَلَعَتْني زَوْجتي / وَخَلَعَنِي جَيْشي البَدَوِيُّ /
     رَاقصاتُ التَّانغو يَدْرُسْنَ كِيمياءَ دِمائي / لَكِنَّ العُشَّاقَ الفَاشِلِينَ يَصِلُونَ دَائِماً مُتَأخِّرِين / مَحطةُ القِطَاراتِ خَرْسَاءُ / والإِضْرَابَاتُ أكَلَت المقاعِدَ الخشَبِيَّةَ / وَذِكْرَيَاتُ النَّوارِسِ عَلى البَلاطِ الباردِ / وُجوهُ النِّساءِ وَراءَ زُجاجِ القِطَاراتِ / والدَّمعُ السَّاخِنُ يَلتصِقُ عَلى الزُّجاجِ الباردِ / وَصَلْتُ إلى حَبْلِ مِشْنَقتي مُتَأخِّرَاً / لأنِّي كُنتُ ألْعَبُ الشِّطْرَنجَ مَعَ سَجَّاني / لا عَرْشٌ أمَامِي / وَلا دَوْلَةٌ وَرائي / تَركضُ الشُّطآنُ في دِمَاءِ المِقْصَلةِ / وأحزانُ الخريفِ تَجْمَعُ النِّساءَ كَطَوَابِعِ البَريدِ / أطْلَقْتُ رَصاصةَ الرَّحمةِ عَلى النَّهْرِ / وثُقوبُ جِلْدي هِيَ أرشيفُ الذينَ ماتوا مَرَّتَيْنِ / وَخُبْزُ المجرَّاتِ يَكتشِفُ آبارَ النِّفْطِ في الْهَيَاكِلِ العَظْمِيَّةِ /
     في تِلْكَ الْحَنْجَرَةِ النُّحَاسِيَّةِ / امْرَأةٌ يَتَنَاوَبُ الأغرابُ عَلى اغتصابِها / فيا صَديقةَ أشلائي /    يا عَشيقةَ أنقاضي / مَا الذي يُعْجِبُكِ في رَجُلٍ يَحْمِلُ جَائِزَةَ نُوبِلَ في الفَشَلِ العَاطِفِيِّ ؟! / العَوانِسُ في عَرْضِ الأزياءِ / وخَشَبَةُ المسْرَحِ هِيَ تَابوتُ الرِّياحِ / ذِكرياتي الاستثناءُ لا القاعدةُ / والحواجِزُ الأمْنِيَّةُ تَنتشِرُ بَيْنَ الرِّئَتَيْنِ / والكِلابُ البُولِيسِيَّةُ تَمْنَعُني مِنَ الدُّخولِ إلى قَلْبي / مَمنوعٌ أنا مِن دُخولِ قلبي/ فلا تَقْتُلي الذاكرةَ المقتولةَ / وَكُوني ضَحِيَّةً تَتَغَزَّلُ بالضَّحايا / أنا الضَّحِيَّةُ التي تَتَغَزَّلُ بِقَاتِلِهَا /
     أنشُرُ ذِكْرَيَاتِ طُيورِ البَحْرِ عَلى حَبْلِ الغسيلِ/ وَزَوْجَةُ المطَرِ مَاتَتْ في أحضانِ الإعصارِ /     لا يَقْدِرُ الموْجُ أن يَكونَ زِيرَ نِسَاءٍ / والضَّحايا يَتَسَاقَطُونَ حَوْلي كَمَلاقِطِ الغسيلِ أوْ مَلاقِطِ الحواجِبِ /   
     أنا مَملكةُ الجِيَفِ / فلا تَرْحَمِيني أيَّتُها النُّسورُ / اكْسِري ذِكْرياتي كالمزهرِيَّاتِ في آخِرِ الصَّيْفِ/ نُفَصِّلُ دُستورَ الدَّولةِ البُوليسِيَّةِ مِثْلَ التَّنورةِ فَوْقَ الرُّكبةِ / دَمُ الحيْضِ على فُرشاةِ أسنانِكِ أيَّتُها اللبُؤةُ / ودَمُ الضَّحِيَّةِ عَلى فُرشاةِ أسنانِ القاتلِ / أقضي شَهْرَ العَسَلِ في ثَلاجةِ الموتى / وأقضي لَيْلَةَ الدُّخلةِ في الزِّنزانةِ الانفرادِيَّةِ / أنا والشَّاطِئُ صَدِيقان / لأنَّنا في الْحُبِّ فَاشِلان / دَخَلْتُ في أبجدِيَّةِ الْحُزْنِ / لأنِّي جَرَحْتُ مَشَاعِرَ الرَّمْلِ / أنا البَدَوِيُّ الرَّاحِلُ عِندَ الفَجْرِ / العِشْقُ هَوْدَجُ الإِمَاءِ / ونَحْنُ في العِشْقِ بَدْوٌ رُحَّلٌ/ تَابُوتي بَيْتُ الشَّعْرِ/ كُرَيَاتُ دَمي مَاعِزٌ يَحْمِلُ عَلى ظَهْرِهِ نَعْشَ الحضارةِ وجُثمانَ الدَّولةِ / ولا دَوْلَةٌ إلا الصَّدى / ولا رَايةٌ إلا الذِّكريات /
     أُفَتِّشُ عَن الدَّمارِ الذي يَلِدُني / أَغْرِسُ في جَسَدِ البَحْرِ خَنْجري الْمَسْمُومَ / وأنتظِرُ قُدومَ الرِّيحِ لِنَبْكِيَ عَلى مَوْتِ الشَّفَقِ / وَكَانَ الزَّبَدُ يَضَعُ رِجْلاً عَلى رِجْلٍ / وحِذَاءُ البُحَيرةِ عَلى رَقَبَةِ البَحْرِ / قَتَلْتُ آبائي القَرَاصِنَةَ / خَلَعْتُ صَدَاقَةَ النَّخَّاسِين / أنا انقلابُ البُوظةِ عَلى الفانيلا / والسَّبايا شُوكولاتةُ الدِّماءِ / أنا انقلابُ ضَوْءِ الزَّنازينِ عَلى أجسادِ السُّجناءِ / وأشِعَّةُ القَمَرِ هِيَ خَيْمَةُ اللاجئين / أنتَ وَحْدَكَ يَا صَدِيقَ الْجُثَثِ / مَن سَتَمْشي في دَرْبِ الفَرَاشَاتِ العَمياءِ / وَالرِّيحُ تَلِدُني كُلما تَآمَرَتْ كُرَيَاتُ دَمي البَيْضاءُ عَلى الحمراءِ / تَزدادُ غُربتي كُلما نَظرتُ إلى المِرْآةِ / والرَّاياتُ حَوْلي مُنَكَّسَةٌ /
     مُتَأثِّراً بِجِرَاحِهِ مَاتُ المطَرُ في أحضاني / هَذا الشَّعْبُ فِئرانُ تَجارُب / ضَاعَت المِصْيَدةُ / ضاعَ العَرْشُ / هذا الوَطَنُ المقتولُ يَقْتُلُنا / وَلَوْنُ قَميصي يُناسِبُ لَوْنَ مِشْنقتي / أمْلأُ فَراغي العاطفيَّ بالْجُثَثِ المجهولةِ الْهُوِيَّةِ / وأعيشُ مُرَاهَقَتي الْمُتَأخِّرَةَ بَيْنَ أكفانِ النَّوارِسِ / وَحَبْلُ الغسيلِ الذي تَنْشُرُ عَلَيْهِ أُمِّي ذِكْرَيَاتِ النُّسورِ / لَهُ طَعْمُ حَبْلِ مِشْنقتي /
     أَحْبِسُكِ في انطفاءِ حِيطانِ السُّجونِ لأبْكِيَ عَلَيْكِ / وتَحْبِسِيني في حَنَاجِرِ المطَرِ لِتَضْحَكِي عَلَيَّ/ أنقِذْني يَا صَوْتَ الرَّعْدِ مِن خُشونةِ جِلْدي لأتحرَّرَ مِن ذِكرياتي / كَم أنا حَزينٌ يَا شُطآنَ الإِبادةِ / النَّهْرُ زَوْجُ أُمِّي / وَالرِّمالُ خَالَتي الْمُطَلَّقَةُ / أُوصِي الموتى ألا يَمُوتوا عِندَ مَوْتي / فيا عَشيقةَ حُطامي/ أرْشِدي بَناتِ آوَى إلى مَوْقِعِ نَعْشي عَلى الإنترنت / إنَّ الزَّبَدَ يَقرأُ هَذَيَاني في عُنفواني /
     أيُّها النَّسْرُ المصْلُوبُ عَلى رِئتي / ادْفِن الذُّبابَ الملَكِيَّ المنثورَ عَلى لُحُومِ الصَّبايا الجريحاتِ / قَبَّلْتُ يَدَ الرِّياحِ / كَي تَرْحَمَ اليَمَامَ الكريستالِيَّ في قَفَصي الصَّدْرِيِّ / وَضَعْتُ استقالتي مِن مِهْنَةِ العِشْقِ عَلى مَكْتَبِ الشَّفَقِ/ وكانَ الْحُزْنُ يَطْبُخُ أجنحةَ النُّسورِ في الْمُلُوخِيَّةِ / يَفْرُشُ المساءُ الكاسِرُ السَّجَّادَ الأحمرَ عَلى جَمَاجِمِنا لاستقبالِ نُعُوشِنا / وَلَم تَجِئ الملِكَاتُ السَّبايا /
     هَيْكَلي العَظْمِيُّ مِنَ الأسْمَنْتِ الْمُسَلَّحِ / لَكِنِّي قُتِلْتُ وأنا أعْزَلُ / النَّشيدُ الوَطَنِيُّ مَشْلُولٌ / وبِلادي تَمُوتُ في أحضاني / والنَّهْرُ جَالِسٌ عَلى كُرْسِيٍّ مُتَحَرِّكٍ / والرِّمالُ المتحرِّكةُ عَلى الكُرْسِيِّ المتحرِّكِ / رَمَيْتُ مَعِدَتي عَلى حَبْلِ الغسيلِ / وَكَانَ حُلْمُ الأمطارِ يَموتُ بَيْنَ الحبْلِ الشَّوْكِيِّ وحَبْلِ الغسيلِ / الْحُزْنُ طَعَامي / والاكتئابُ شَرابي / لَيْسَ لِي زَوْجَةٌ أبْكِي عَلى صَدْرِها / فَبَكَيْتُ عَلى صَدْرِ ضَابِطِ الْمُخَابَرَاتِ / خَسِرْتُ كُلَّ حُروبي / لَكِنِّي أشعرُ بالنَّصْرِ / وأشتري الأوسمةَ العَسكرِيَّةَ مِنَ البَاعةِ الْمُتَجَوِّلِينَ / أنا فَأْرُ التَّجَارُبِ / ولَم تَقْدِر امرأةٌ عَلى إيقاعي في مِصْيَدةِ الزَّواجِ /
     بَعْدَ ضَياعِ الوَطَنِ والمنفَى مَعَاً / صَارَت القصيدةُ وَطني ومَنْفَايَ / أعيشُ فِيها وأموتُ فِيها /  أنا البائعُ الْمُتَجَوِّلُ في سُوقِ النِّخاسةِ/ سَائِحٌ في بِلادي / وَحْدَهُم الْمُخْبِرُونَ يَتَذَكَّرُونَ عِيدَ مِيلادي/ وَلا أحَدَ يَسْألُ عَنِّي سِوَى البُوليسِ السِّياسِيِّ / أنا صَاحِبُ الرَّقْمِ القِيَاسِيِّ في الصَّدَمَاتِ العاطفِيَّةِ / أغارُ عَلى المرأةِ مِن زَوْجِها/ أنا الفَأْرُ العائشُ تَحْتَ الأرضِ/ لَم أعُدْ أتخيَّلُ حَياتي بِلا اكتئابٍ /
     أنا مَريضٌ نَفْسِيٌّ / وَضَعْتُ قَدَمِي عَلى طَريقِ الجنونِ / وأنا في سِبَاقٍ مَعَ الزَّمَنِ / فاذْكُرُوني دَائماً يا إِخْوتي الذينَ سَلَّمُوني للسَّيَّافِ / اذْكُرُوني يا أصدقائي الذينَ خَانوا وَجْهي / وعَلَّقُوني عَلى الصَّليبِ / صِرْتُ أستمتعُ بِالْحُزْنِ الصَّاعِقِ / وَكُرَيَاتُ دَمي أحجارُ شِطْرَنجَ لِبَناتِ آوَى /
     أيُّها الوَطَنُ التَّائِهُ بَيْنَ شُيوخِ العَشائرِ وَرَاياتِ القَبائلِ / أيْنَ ذِكرياتُ النِّساءِ المسْحُوقاتِ في هَوَادِجِ الرَّحيلِ ؟ / أيْنَ ضَحِكَاتُ الفُقَراءِ بَيْنَ صَفَّاراتِ الإِنذارِ وَصَفيرِ القِطَاراتِ ؟ / يَنامُ الأيتامُ عَلى سُطوحِ القِطَاراتِ / فيا أيُّها الأغرابُ الذينَ يَبِيعُونَ حَليبَ زَوْجَاتِهِم لِعُمَّالِ المناجِمِ / الْمُحَاصَرِينَ تَحْتَ الأرضِ / هَذا قِطارُ الاحتضارِ فَارْكَبُوا / دَافِعُوا عَن شَرَفِ الوَحْلِ / وَلا تَلْعَبُوا بِمَشَاعِرِ الزَّبَدِ / الذِّكرياتُ مُعَدَّلَةٌ وِرَاثِيَّاً / فاقْرَأْ وَصِيَّةَ الزِّلزالِ أمامَ بُكاءِ البَراكين / ولا تَتَذَكَّرْ وُجوهَ القَتلَى أثناءَ صُعُودِهِم إلى دُموعِ الصَّقيعِ وصَحراءِ الجليدِ /
     حَاوِلِي إِغْرَائي أيَّتُها العَانِسُ / لا تَفْقِدي الأمَلَ / أنتِ أجْمَلُ جَارِيَةٍ في سُوقِ النِّخاسةِ / سَأدفعُ ثَمَنَكِ عَاجِلاً أو آجِلاً / وَقَد أُقَرِّرُ الزَّواجَ في سَاعَةِ نَحْسٍ / لا تَقْلَقْ عَلى زَوْجَتِكَ أيُّها القُرصانُ / سَيُجَامِعُها البَحَّارَةُ ثُمَّ يُعيدُونَها إِلَيْكَ / مَهْمَا سَافَرَتْ في أحزانِ البَحْرِ / سَتَعُودُ إِلَيْكَ في نِهايةِ الْمَطَافِ/ كُنَّا سَنَنْتَصِرُ عَلى أثاثِ المنافي الْمُسْتَعْمَلِ/ لَوْ كَانت أسعارُ النِّساءِ أعْلَى قَليلاً / مِن أسعارِ البَطاطا الْمَقْلِيَّةِ في مَطَاعِمِ الوَجَبَاتِ السَّريعةِ /
     أيَّتُها البُحَيرةُ البَدَوِيَّةُ / أنا رَاعي الغَنَمِ المقتولُ في أمعاءِ المجرَّاتِ / تَكتبُ الرِّيحُ وَصِيَّتي عَلى النَّيازكِ / وأكتبُ دِماءَ الرِّيحِ بِدَمٍ بَاردٍ / أكتبُ أبجدِيَّةَ أمعاءِ الشَّفَقِ عَلى دَمْعي حَجَرَاً حَجَرَاً / لأكْسِرَ رُوتينَ المشانِقِ في جَوَارِبِ البُحَيرةِ / وَهَذِهِ الأنهارُ أنْهَت الخِدْمَةَ العَسكرِيَّةَ في سُعالي / أُقاتِلُ النَّوْمَ كَي أَنامَ / وأنا مُنذُ طُوفانِ نُوحٍ لَم أنَمْ / أنا حَامِلُ لِوَاءِ الرُّومانسِيَّةِ في الْمَحَافِلِ الدَّوْلِيَّةِ / رَايتي مُنَكَّسَةٌ / وَثِيَابي تَقَاسَمَهَا الغُرباءُ / وَلَم أسْتَوْرِدْ حِبْرَ دُموعي مِنَ القَرَاصِنَةِ وَرَاءَ أشلاءِ البِحَارِ/
     يَا حَامِلِينَ الرَّقْمَ القِياسِيَّ في الاحتضاراتِ/ أيُّها الحاصِلُونَ عَلى أوسمةِ الثلجِ في انتحاراتِ النَّهْرِ/ أيَّتُها المرأةُ التي تَحْمِلُ جَائزةَ نُوبِلَ في الخِيانةِ الزَّوْجِيَّةِ / يُطْفِئُ القَوَّادُونَ سَجَائِرَهُم في نُهودِ الإِمَاءِ / فلا تَخُونوني مَرَّتَيْنِ / الْحُزْنُ تِمثالٌ في حَضارةِ الشَّوَاذِّ جِنسِيَّاً /
     هَؤلاءِ الأمواتُ سَائِرُونَ في طُرُقَاتِ الزَّبَدِ أقنعةً للوَهْمِ الْمُعَلَّبِ / تَزدادُ أرصِدةُ الكِلابِ البُوليسِيَّةِ في بَنْكِ التَّوابيتِ / وأجنحةُ الجرادِ تَتَسَاقَطُ في أدغالِ الشَّمْعِ / يَذهبُ الرِّجالُ إلى لَيْلةِ الدُّخلةِ / وأذهبُ إلى الزِّنزانةِ الانفرادِيَّةِ / إنَّ لَيْلَةَ الدُّخلةِ هِيَ الزِّنزانةُ الانفرادِيَّةُ / والزَّوبعةُ الفِضِّيةُ بَصَقَتْ أسنانَها في عُرُوقي / فَلا تَسْتَثْمِرْ دُموعَ النِّساءِ الْمُغْتَصَبَاتِ في بُورصةِ الأنهارِ القُرْمُزِيَّةِ / حِيطانُ الزِّنزانةِ حُبْلَى بالفَرَاشَاتِ الْمَشْلُولَةِ / وبُكائي الْمَعْدَنِيُّ يُلَمِّعُ بَوَّابَةَ المقبرةِ الصَّدِئَةَ /  
     أوْرِدتي صَحراءُ الفِضِّةِ / وَعِظَامُ الضَّحايا تَحْتَ رِمَالِ الصَّقيعِ / فَكُن نشيدَ السَّرابِ في مَملكةِ النَّزيفِ / أكَلَت الفِئرانُ مِكياجَ البَدَوِيَّاتِ / وَذِكرياتُ القَوَّادِينَ في العِيدِ الوَطَنِيِّ للوَحْلِ / وَالْجُثَثُ الْمَجْهُولةُ الْهُوِيَّة / ويَلعبُ خَفْرُ السَّوَاحِلِ كُرَةَ السَّلةِ مَعَ أسماكِ القِرْشِ / وفي أكواخِ الحِبْرِ امرأةٌ تَلْعَبُ الشِّطْرَنجَ مَعَ مُغْتَصِبِهَا /
     سَامِحُوني أيُّها القَياصرةُ/ أنتُم فُرسانُ الوَطَنِ/وَأنا عَامِلُ النَّظافةِ/سَامِحُوني يَا ضُبَّاطَ الْمُخَابَرَاتِ/ أنتُم الرِّجالُ الْمُخْلِصُون / وَأنا ذَاكرةُ الطابورِ الخامسِ بَعْدَ هَزيمةِ الطوابيرِ الأربعةِ / سَامِحُوني أيُّها الْمُقَامِرُونَ / أنتُم حُرَّاسُ الوَحْدَةِ الوَطَنِيَّةِ / وَأنا مُوَاطِنٌ غَيْرُ صَالِحٍ / سَامِحُوني أيُّها القَوَّادُون / أنتُم الْمُدَافِعُونَ عَن حُقوقِ المرأةِ / وأنا العُنْصُرُ الشَّاذُّ في المجتَمَعِ / سَامِحُوني أيُّها القَادَةُ العَسْكَرِيُّونَ / أنتُم أوسمةُ الشَّرَفِ / وأنا الخائِنُ المنبوذُ / سَامِحُوني أيُّها الخوَنةُ / أنتُم الْمُنْتَمُونَ للوَطَنِ / وأنا الْمُنْشَقُّ الطريدُ /
     أُقِيمُ مَملكتي عَلى بَقايا أشلائي / وَلَم يُفَرِّق النَّخَّاسُونَ بَيْنَ النِّساءِ والأبقارِ / لأنَّ أثداءَ النِّساءِ تُباعُ مَعَ أثداءِ الأبقارِ في سُوقِ النِّخاسةِ / فابْدَأْ مِن وِلادةِ القَصيدةِ في دَمْعِ النَّيازكِ / وَكُن مَوْتَ الأشجارِ في أوْرِدةِ الزَّوابعِ / كَي يَنتهيَ تاريخُ الرَّمْلِ في خُدودِ الشَّفقِ / اكتئابُ أشجاري كَفَتْرَةِ الحيْضِ للذبابةِ / والرَّسائلُ الغرامِيَّةُ خَاضعةٌ لِدُستورِ الدَّوْلةِ البُوليسِيَّةِ / وأمعاءُ اليَتامى تَنكسِرُ بَيْنَ قَوانينِ الطوارِئِ والأحكامِ العُرْفِيَّةِ /
     كُن وَاقِعِيَّاً كَزَوْجةِ حَفَّارِ القُبورِ / فَراشةٌ حُبْلَى بِدَيْناصُور / أرمي في عُلَبِ الكِبْريتِ حِبَالَ المشانقِ / أُولَدُ وأموتُ في عُلبةِ السَّرْدين / أُخَزِّنُ الرِّمالَ الْمُتَحَرِّكَةَ في وِسادتي / كَمَا يُخَزِّنُ الموْجُ القَاتَ في أرصفةِ المِيناءِ/ أحزاني هِيَ غُرفةُ نَوْمي/ لكنَّ الأرَقَ هُوَ نشيدي الوَطَنِيُّ بَعْدَ ضَياعِ الوَطَنِ/
     الاختناقُ ضَوْءُ شَراييني / والنَّدى يَنهمِرُ عَلى مَساميرِ نَعْشي / يَحترِقُ المطَرُ بأعشابِ المدافِنِ / وهَذِهِ أسناني خَارطةٌ للعُصفورِ المشنوقِ / يَتَحَوَّلُ الرِّجالُ إلى ذُبابٍ يَختبِئُ بَيْنَ نُهودِ النِّساءِ العَقيماتِ / تَتَحَوَّلُ النِّساءُ إلى حَشَرَاتٍ تَحْتَ خَوَاتِمِ النَّخَّاسين / أرْمِي مَعِدَتي في الشَّفقِ الحزينِ / وأتزوَّجُ أحزانَ رِمَالِ البَحْرِ / أنا تَافِهٌ أيَّتُها الرِّمالُ التَّافهةُ / أشتري أعضاءَ النِّساءِ كَقِطَعِ السَّياراتِ الْمُسْتَعْمَلَةِ / أجْمَعُ جَماجِمَ الملوكِ كالعُملاتِ النَّادرةِ / فَلا تَرْكُضْ وَرائي أيُّها الشَّاطِئُ الوَحيدُ / ولا تَلْهَثْ وَراءَ خُطُوَاتِ إعدامي / يا نَهْراً يَنْبُعُ مِن حَبْلِ مِشْنقتي / وَيَصُبُّ في الرَّصيدِ البَنْكِيِّ لِحَفَّارِ القُبورِ /
     أيُّها الشَّاطِئُ المصلوبُ عَلى تَوابيتِ البَحَّارةِ / هَل تَعْرِفُ ذِكرياتِ الأراملِ في ليالي الشِّتاءِ ؟ / عَلِّمْني كَيْفَ أُفَرِّقُ بَيْنَ الملوكِ والضَّفادعِ / أُحِبُّكِ يَا بَدَوِيَّةً تَحْمِلُ الدُّكتوراةَ مِن هَارفَارد / وَتَرْعَى الغَنَمَ في جُثماني الْمُلْقَى لِطُيورِ البَحْرِ / أحْزَاني مَهْدُورةُ الدَّمِ / وَالقَبيلةُ بَصَقَتْ في وَجْهِ النَّهْرِ / ودِماءُ البَجَعِ تَفَرَّقَتْ بَيْنَ القَبائلِ /
     كَالعَانِسِ التي تَعيشُ وَحيدةً في لَيالي الشِّتاءِ / أعيشُ وَحيداً في لَيالي الانقلاباتِ العَسكرِيَّةِ / كُرَيَاتُ دَمي تَحْرُسُ الصَّدى بَعْدَ اغتيالِ الصَّوْتِ / وعَمُودي الفِقرِيُّ هُوَ الحارسُ الشَّخْصِيُّ للزَّبَدِ/ صِرْتُ أستمتِعُ بالاكتئابِ / أحْمِلُ جُثةَ الرِّيحِ عَلى ظَهْرِ فَرَسِي / وأرى دُموعَ القَمَرِ عَلى ثِيَابي / أشلاءُ المطرِ عَوانِسُ / وَالبَحْرُ مَهْرُ الموْتَى القَادِمِينَ مِنَ الرِّمالِ / خُذي أمعائي أيَّتُها الرِّياحُ بُوصَلَةً لأحزانِ النِّساءِ / خَلَعْتُ الرُّومانسِيَّةَ عِندَما قُتِلَ دُودي الفايد/ وَاعْتَنَقْتُ الكِفَاحَ الْمُسَلَّحَ في أسواقِ الرَّقيقِ الأبيضِ / أنا تاجرُ الأسلحةِ / لَكِنَّ الجيْشَ هَرَبَ مِنَ المعركةِ / أعيشُ مَعَ مُضَادَّاتِ الاكتئابِ وَخَفْرِ السَّوَاحِلِ / لكنَّ البَحْرَ ماتَ / أكتبُ مَأساةَ شَراييني كَمَلِكٍ / وَالملِكَاتُ خَادِمَاتٌ في مَطْبَخِ قَلْعتي /
     في مَمَالِكِ انتحارِ الضَّوْءِ / تُرْمَى أثداءُ النِّساءِ في حَاوِيةِ القُمامةِ/ أعْمِدَةُ الكَهْرَباءِ بَيْنَ أفخاذِ الملِكاتِ / والممالِكُ تنهارُ / والملوكُ يَتساقَطُونَ كالشَّايِ الأخضرِ في الدَّمِ الأخضرِ / حَصَلَت البَغايا عَلى جَوازاتِ السَّفَرِ الدُّبْلُوماسِيَّةِ / وأنا مَمنوعٌ مِنَ السَّفَرِ / يا وَطَني المقتولَ في عَصيرِ البُرتقالِ / الذي نَسِيَهُ العَاشِقَانِ عَلى طَاوِلَةِ المطْعَمِ / ومَشَيَا إلى حَافَّةِ الجبَلِ تَحْتَ أشِعَّةِ القَمَرِ /
     مَاذا تُرِيدينَ مِنِّي أيَّتُها العانِسُ ؟ / هَذا دَمي المنثورُ تَحْتَ أقدامِ الكِلابِ البُوليسِيَّةِ / وَمَرَاكِبُ الصَّيْدِ تَعُودُ في المساءِ فَارِغَةً / وَبُوصَلَةُ دَمْعي تَدُلُّ عَلى الفَرَاشاتِ المصْلُوبةِ عَلى أعمدةِ الكَهْرباءِ / والشَّاحناتُ تَنْقُلُ العَوَانِسَ إلى مُعَسْكَرَاتِ الاعتقالِ /
     تَحَرَّرْ أيُّها البَحْرُ مِن عِشْقِ البُحَيرةِ / لا أحَدَ يَمْلِكُ الحياةَ إلا الْمَلِك / ولا مَلِكَ إلا الْمَلِكُ / أموتُ في الغُربةِ مَنبوذاً / لا نِسْوَةٌ يَبكِينَ عَلَيَّ / ولا رِجَالٌ يَعْرِفُونَ رَقْمَ قَبْري في المقابرِ الجمَاعِيَّةِ / وَحْدَها الشُّطآنُ الْمُتَّشِحَةُ بالسَّوادِ / سَتَمشي في جِنازةِ البَجَعِ / أنشرُ الغسيلَ عَلى أعصابي / والمرأةُ الأنيقةُ تَتَزَيَّنُ لِحَفَّارِ قَبْرِها / يُنْجِبُ الغُبارُ ابْنَهُ الشَّرْعِيَّ مِنَ الأمواجِ / والنَّهْرُ قَد تَبَرَّعَ بأعضائِهِ للبُحَيرةِ/ التي تَبيعُ العِلْكةَ عَلى إشاراتِ الْمُرُورِ / أجْمَعُ الخِيَاناتِ الزَّوْجِيَّةَ كَطَوَابِعِ البَريدِ/ ونُطْلِقُ أسماءَ المشنُوقِينَ عَلى أعوادِ المشانِقِ / كما يُطْلِقُ ضَوْءُ القَمَرِ أسماءَ الموتى عَلى الشَّوارعِ الخلفِيَّةِ /
     رَمْلُ البَحْرِ مُخْلِصٌ للوَهْمِ / الذي يُولَدُ في دِمَائِنا / وَيَمُوتُ في حَنَاجِرِنا / لا أبناءَ لِي يَحْمِلُونَ حَبْلَ مِشْنقتي / وَيَرِثُونَ دُموعي/ وَيَرْثُونَ القَتلَى/ لَكِنَّ الزَّوابعَ سَتَرِثُ عُيوني/ عَادَ الجنودُ المهزُومُونَ إلى ضَرْبِ زَوْجَاتِهِم/ ولا وَقْتَ للرُّومانسِيَّةِ في دِمَاءِ الصَّنوبرِ / هَذِهِ أشلائي لَيْمُونةُ الكِفَاحِ الْمُسَلَّحِ في دَمْعِ البيانو / أَشُكُّ في نَسَبِ الرِّمالِ / لأنَّ البُحَيرةَ أجَّرَتْ رَحِمَهَا للشَّاطئِ /
     أحزاني هِيَ مَلِكَةُ الزَّبَدِ المخلوعةُ / وتُجَّارُ الآثارِ يُهَرِّبُونَ أشلاءَ الضَّحايا في حَقائبِ السَّفَرِ / تَرْمي الجواري قُلُوبَهُنَّ في رَصيدي البَنكيِّ / كَرِهْتُ نفْسي / واعْتَزَلْتُ سِيَاسَةَ الْحُبِّ الأوَّلِ / وصارَ الْحُبُّ هُوَ احتضاري الأوَّلَ / لَم يَتَعَلَّم الشَّاطِئُ السِّباحةَ في جُثمان البَحْرِ/ لأنَّ أسماكَ القِرْشِ تَنامُ في قَفَصِي الصَّدْرِيِّ/ وَمِن كَثْرَةِ الزَّوْجاتِ الخائناتِ اللواتي يَلْهَثْنَ وَرائي / صِرْتُ أَشُكُّ في أُمِّي/ فَكَيْفَ أثِقُ بالغريباتِ السَّائراتِ في جِنازةِ المطرِ ؟ /
     أحزاني مَلِكَةٌ تَجْلِسُ عَلى عَرْشِ السَّرابِ / والدُّودُ يَأكلُ العُروشَ والنُّعوشَ والجيوشَ / أيَّتها الملِكةُ المتروكةُ للسَّبْيِ / هَرَبَ عُشَّاقُكِ مِنَ المعركةِ وتَرَكُوكِ وَحيدةً / لأنَّكِ عَجُوزٌ سَقَطَ مِكْيَاجُكِ في أنابيبِ الصَّرْفِ الصِّحِّيِّ / وَسَقَطَ الإِغْرَاءُ في نِهاياتِ بُرتقالِ الخريفِ/ النُّعُوشُ تَطْفُو عَلى مِيَاهِ المجاري / وحُزْنُ المساءِ يَصطادُ عُيونَ الجِرْذان /
     في جُثمانِ نَهْرِ الحطَبِ / أُمَّهَاتٌ يُرَبِّينَ بَنَاتِهِنَّ عَلى الخِيَانةِ الزَّوْجِيَّةِ / فلا تَخُنْ ضَوْءَ جِنازتي /  يَا فَأْسَ حَفَّارِ قَبْري / هَذِهِ الرِّياحُ تَتَّكِئُ عَلى عُكَّازةِ الصَّحراءِ / وَفي ذِكرى زَواجِ المقاصِلِ مِن نَهْرِ الدِّماءِ / أُعْلِنُ طَلاقَ التِّلالِ مِن ضَوْءِ القَمَرِ / وأُعْلِنُ طَلاقَ البُحَيرةِ مِن زَوْجِها الحطَبِ .