22‏/03‏/2021

توني موريسون ومأساة السود

 

توني موريسون ومأساة السود

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

............

     وُلدت الروائية الأمريكية الزنجية توني موريسون ( 1931_ ... ) في أوهايو . فازت بجائزة نوبل للآداب عام 1993عن مُجمَل أعمالها، وجائزة بوليتزر عام 1988عن روايتها " محبوبة "  ( 1987) . تُرجِمت أعمالها إلى مختلف لغات العالَم ، ومِن بينها العربية.

     في بيان جائزة نوبل عن فوز الكاتبة موريسون بالجائزة ورد أن " رواياتها تمنح الحياة لجانب أساسي في الواقع الأمريكي ".

     ورواياتها تُضيء جوانب مهمة من ذلك الواقع،لا سِيَّما المتصل منه بحياة السُّود الأمريكيين  .

ففي رواية " محبوبة " مثلاً ، تُطارد الذكريات امرأة كانت في أَسْر العبودية ، بما قاسته في تلك الظروف، وكيف أنها اضْطُرَّت لقتل طفلها لإنقاذه من مصير مُشابِه .

     وفي رواية " طِفل القَطِران" ( 1981) ينفصل زَوجان أسودان ، بعضهما عن بعض ، لعجزهما عن مقاومة تأثير الاختلاف الطبقي على علاقتهما .

     كانت موريسون الطفلة الثانية مِن بين أربعة أطفال في عائلة تُقيم في أوهايو. وكان على السُّود أن يسافروا في قطارات منفصلة عن البِيض .

     وتقول موريسون إنها لا تستطيع أن تتذكر مكانًا لَم يكن فيه تفرقة عنصرية . وبينما كانت والدتها تُربِّيها على مبادئ المساواة والحرية ، كان والدُها يَكره التعامل أو الاتصال بالبِيض ، ويَرتاب في كُل ما يقولونه ويفعلونه ، وكان يعتقد بعدم وجود أمل للسُّود في أي شيء .

     تُعتبَر موريسون قارئةً نهمةً مُنذ طفولتها . وَمِن كُتَّابها المفضَّلين جين أوستن وليو تولستوي . وكان والدها يروي لها العديد من الحكايات الشعبية عن مجتمع السُّود بطريقة السرد القصصي ، والتي سَتُؤثِّر لاحقًا على أسلوبها في الكتابة .

     في عام 1949،التحقت موريسون بجامعة هاوارد. وفي عام 1953حصلت على بكالوريوس في الأدب الإنجليزي . وفي عام 1955نالت شهادة الماجستير من جامعة كورنيل .

     تزوَّجت مِن المهندس المعماري الجامايكي هارولد موريسون عام 1958، وتَطَلَّقت مِنه عام 1964، بعد أن أنجبت مِنه طفلين .

     عملت مُحرِّرة كُتب منهجية ، ثُمَّ مُحرِّرة في المقر الرئيسي لدار النشر راندوم هاوس ، حيث لعبت دورًا حيويًّا في دفع أدب السُّود إلى الواجهة .

     بدأت موريسون كتابة الروايات الخيالية عندما كانت مشتركةً مع مجموعة من الكُتَّاب والشعراء في جامعة هاوارد ، الذين كانوا يلتقون ويُناقشون أعمالهم . وفي إحدى المرات ، ذهبت موريسون إلى الاجتماع، وهي تحمل قصة قصيرة عن فتاة سوداء تتوق للحصول على عيون زرقاء. وقد طَوَّرت هذه القصة فيما بعد لتصبح روايتها الأولى التي تحمل عنوان " العَين الأكثر زُرقة " نشرتها عام 1970. كتبت موريسون هذه الرواية في الوقت الذي كانت تُربِّي طفليها ، وتعمل في جامعة هاوارد. وفي عام2000 اختيرت هذه الرواية كواحدة من مختارات نادي أوبرا للكتاب.

     وفي عام 1975، رُشِّحت روايتها "سولا" التي كتبتها عام 1973لجائزة الكتابة الوطنية ، أمَّا روايتها الثالثة " نشيد سُلَيمان " ( 1978) فقد اختيرت كتاب الشهر ، وحصلت على جائزة النُّقاد الوطنية .

     تَمَيَّزت روايات موريسون بقوة البصيرة ، والمضمون الشاعري الذي يمنح الواقع الأمريكي ملامحه الأساسية . كما ساهمت موريسون في إثراء وإغناء التراث الأدبي الأمريكي ، ولهذا منحتها مؤسسة الكتاب الوطنية في عام 1996ميدالية المساهمة المتميزة في الآداب الأمريكية .

     يَتَّسِم أسلوب موريسون بلغة غنائية عذبة، وتشخيص حي، بالإضافة إلى القدرة على إقناع القارئ بقبول ما ليس عاديًّا كما لو كان عاديًّا مألوفًا .

     وتُعتبَر كتاباتها مع غَيرها من الكُتَّاب الأمريكيين السُّود جزءًا من ظاهرة إبداعية بارزة ومتزايدة في الأدب الأمريكي المعاصر .

     وعلى الرغم مِن أن رواياتها رَكَّزت على النساء السُّود ، إلا أنها ترفض أن يُوصَف نتاجها الأدبي بأنه أدب يختص بالحركة النسوية. وبالإضافة إلى رواياتها ، ساهمت مع ابنها الذي يعمل رَسَّامًا في تأليف كتب للأطفال.