09‏/03‏/2021

تشيسلاف ميلوش ومساعدة اليهود

 

تشيسلاف ميلوش ومساعدة اليهود

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

..........

     وُلد الشاعر والدبلوماسي البولندي تشيسلاف ميلوش ( 1911_ 2004) في ليتوانيا . درس في جامعة ويلنو ، ثم انتقل إلى وارسو خلال الحرب العالمية الثانية ، حيث أصدرَ أنطولوجيا تضمُّ شعراء مُناهضين للنازية.

     وخلال الاحتلال النازي لبولندا ، كان ميلوش ناشطًا في أعمال " منظمة الحرية الاشتراكية " التي تُؤيِّد الاستقلال . وقد قَدَّمَ المساعدات ليهود وارسو ، وكان شقيقه أيضًا يُساعد اليهود في بولندا المحتلة مِن قِبَل النازية .

     في عام 1931 سافر إلى باريس ، حيث تأثَّرَ بابن عَمِّه أوسكار ميلوش، وهو شاعر يحمل الجنسية الفرنسية . وفي نفس العام شَكَّلَ مجموعةً تضمُّ بعض الشعراء الشباب .

     في عام 1934، نشر مجلدًا يحتوي على أشعاره ، وذلك بعد حصوله على درجة القانون . وقضى سنةً أُخرى في باريس للحصول على الزمالة . ولدى عَودته ، عمل كمُعلِّق في إذاعة ويلنو . ولكنَّه واجهَ مشكلاتٍ بسبب آرائه ، وأفكاره ، ومُيوله السياسية . 

     كان ميلوش يكتب الشعر والمقالات باللغة البولندية ، كما أنه ترجمَ مزاميرَ العهد القديم إلى اللغة البولندية .

     بعد الحرب العالمية الثانية ، عمل ميلوش كمُلحَق ثقافي لجمهورية بولندا الشعبية في واشنطن وباريس. حيث اختارَ أن ينشق عن نظام بلاده، ويختار المنفى ملاذًا. وحصل على اللجوء السياسي في فرنسا . ووصفَ حياته في باريس بأنها صعبة.وقد سانده الكاتب الفرنسي ألبير كامو ، أمَّا الشاعر التشيلي بابلو نيرودا ، فقد وصفه بأنه " الرجل الذي هرب " .

     في عام 1953، نشر كتاب " الفكر الأسير " ، وهو دراسة تتمحور حول كيفية تصرُّف المثقفين في ظل نظام قمعي . وقد انتقدَ الستالينية وتواطؤ المثقفين في أوروبا الشرقية . وكثيرًا ما تَمَّ الاستشهاد بهذا الكتاب مِن قِبَل المعلِّقين المحافظين في الولايات المتحدة،وذلك خلال الحرب الباردة. وفي نفس العام ، حصل ميلوش على الجائزة الأدبية الأوروبية .

     في عام 1960، هاجرَ إلى الولايات المتحدة ، ودُعِيَ إلى جامعة بيركلي في كاليفورنيا ، لتقديم سلسلة من المحاضرات الأدبية والفكرية ، فَقَرَّرَ البقاء فيها لِيُدرِّس مادة اللغة السلافية وآدابها . وفي عام 1970حصل على الجنسية الأمريكية .

     في عام 1978، حصل على جائزة نيوستاد الدولية للأدب . وفي عام 1980حصل على جائزة نوبل للآداب . وبما أن أعماله كانت محظورةً في بولندا مِن قِبَل الحكومة الشيوعية ، كانت هذه المرة الأولى التي يَسمع العديد من البولنديين بِه . وبعد سقوط الستار الحديدي ، تَمَكَّن من العودة إلى بولندا .

     تَمَيَّزَ أسلوب ميلوش بالقوة الشِّعرية والفخامة اللفظية ، وامتلاكه لناصية اللغة ، وسيطرته على المفردات والمعاني . كما أن شِعره قائم على المنطق الشِّعري والتأمل الفلسفي ، وهذا النوع من الشِّعر يهتم بالتفكير والتحليل العقلاني .

     مِن أبرز أعماله الفكرية: أوروبا الأخرى ( 1964). أرض أولرو ( 1985) . شهادة الشِّعر ( 1987). خلود الأدب ( 1988) . من البلطيق إلى الباسيفيك ( 1990) .

     وفي الشِّعر : قصائد " 1934_ 1982" ( 1983) .

     ومِن رواياته : الاستيلاء على السُّلطة ( 1954) . على ضفاف إيسار ( 1956) . وإيسار نهر ينبع من جبال الألب ، ويعبر ألمانيا والنمسا .