23‏/05‏/2021

جون لو كاريه والجاسوسية في الحرب الباردة

 

جون لو كاريه والجاسوسية في الحرب الباردة

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

..................


     وُلد الكاتب الإنجليزي جون لو كاريه ( 1931 _ 2020 ) في بول ، دورست ، إنجلترا . اسمه الحقيقي: ديفيد جون مور كورنويل .

     بدأ لو كاريه دراسة اللغات الأجنبية في جامعة بيرن،سويسرا خلال الفترة(1948_1949) ثم انضمَّ إلى سلاح الاستخبارات في الجيش البريطاني في عام 1950 . وكانت وظيفته هي مقابلة الناس الذين عبروا الستار الحديدي إلى الغرب ، من أجل أن جمع معلومات استخباراتية منهم . عاد بعد سنتين إلى المملكة المتحدة ، ودرس في جامعة أكسفورد .

     بالإضافة إلى الدراسة، كان يعمل سرًّا لجهاز الأمن البريطاني ، ويتجسَّس على مجموعات أقصى اليسار. تخرَّج في جامعة أكسفورد عام 1956 ، ثم عمل أستاذًا للفرنسية والألمانية في كلية إيتون في بيركشاير لمدة عامين . وأصبح ضابطًا في جهاز الأمن البريطاني عام 1960 ، ونُقِل إلى جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية .

     عمل لو كاريه في السفارة البريطانية في بون وهامبورغ ( ألمانيا) حتى عام 1964. لكن هويته كُشِفت لجهاز المخابرات في الاتحاد السوفييتي ، مِن قِبَل ضابط مخابرات بريطاني منشق ، فترك جهاز الاستخبارات، وقرَّر أن يُصبح روائيًّا .

     نشر روايته الأولى " دعوة للموتى " ( 1961 ) تحت اسم مستعار " جون لو كاريه " ، وهو الاسم الذي كان يستخدمه حين عمل لحساب جهاز الاستخبارات البريطانية في أوروبا . والرواية عبارة عن قصة جواسيس من ألمانيا الشرقية ، يُمارسون نشاطهم في بريطانيا .

     خلال حياته المهنية ، كتب لو كاريه أكثر من عشرين رواية . تَمَّ تحويل العديد منها إلى أفلام ناجحة . وتُركِّز كثير من رواياته على التشويق والتجسس والبيئات السياسية في عصر الحرب الباردة .

     تُعتبَر روايته " الجاسوس الذي جاء من البرد " ( 1963 ) أفضل أعماله على الإطلاق ، وقد أصبحت من أكثر الروايات مبيعًا على مستوى العالم . وكثير من النُّقاد يعتبرونها واحدة من أعظم روايات التجسس على الإطلاق . وهي تُركِّز على الصراع الداخلي بدلاً من الصراع الخارجي .

     استغل لو كاريه تجربته خلال الحرب الباردة في أجهزة الاستخبارات لخلق عالم خيالي، وشديد الغموض ، ومرتبط بفساد المؤسسات .

     تتميَّز روايات لو كاريه بسرد مغامرات الموظفين السياسيين الذين هُم على بيِّنة من الغموض الأخلاقي لعملهم . وتستعرض رواياته النواحي النفسية والعاطفية للشخصيات، وتخوض في الأحداث الدرامية المتسارعة.

     وهذه المواضيع تتكرَّر في رواياته من أجل معرفة الخير من الشر . تمامًا كما في العالَم الحقيقي. والغموض الأخلاقي للسياسة هو الدرس الأكثر أهمية ، الذي يُؤخَذ من أعمال لو كاريه.

     يُعتبَر لو كاريه واحدًا مِن أكثر الكُتَّاب تأثيرًا في عصرنا . وقد ساهم في تحليل السياسة ضمن فترة الحرب الباردة ، وتوضيح الغموض الأخلاقي الذي يُحيط بمصائر الأفراد والجماعات .

مِن أبرز أعماله : الجاسوس الذي جاء من البرد ( 1963) . مُصلح خياط جندي جاسوس ( 1974 ). البيت روسيا ( 1989 ) . خيَّاط بنما ( 1996) . البستاني المخلص ( 2001).