02‏/06‏/2021

جين أوستن وطبقة مُلاك الأراضي

 

جين أوستن وطبقة مُلاك الأراضي

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

................


وُلِدت الروائية الإنجليزية جين أوستن ( 1775_ 1817) في أبرشية ستيفنتون ، لأب يعمل كاهنًا أنكليكانيًّا ، وأم أرستقراطية .

اشْتُهِرت أساسًا بست روايات رئيسية ، تُوضِّح وتنقد وتُعلِّق على حياة طبقة مُلاك الأراضي البريطانيين، في نهاية القرن الثامن عشر . روايتها الأكثر نجاحًا خلال حياتها هي " كبرياء وهوى". وتكشف حَبكتها الدرامية عادة اعتماد النساء على الزواج ، سعيًا وراء مركز اجتماعي ، ومِن أجل الحصول على دخل ثابت .

ما زالت رواياتها الرئيسية تُنشَر حتى الآن على الرغم مِن أن بداية نشرها كانت دون اسمها ، ولَم تجلب لها سوى القليل مِن الشُّهرة أثناء حياتها. ثم حدثت مرحلة انتقالية مهمة لشهرتها ككاتبة بعد وفاتها باثنين وخمسين عامًا، أي في عام 1869 ، عندما نشر ابن أخيها سيرتها الذاتية ، فقدَّمها إلى جمهور أعرض، فزادت شعبيتها وقاعدتها النقدية بشكل كبير. وشهدت الفترة ( 1870_ 1930) ارتفاعًا مُضَاعَفًا في شهرة أوستن ، مِن خلال ترجمة أعمالها إلى لغات مُتعدِّدة .

في بداية عام 1787 ، بدأت أوستن بكتابة قصائد وقصص ومسرحيات لمتعتها الخاصة ولعائلتها . لاحقًا جُمِعَت نُسخ مُنقَّحة مُكوَّنة من 29 عملاً من تلك الأعمال الأولية في ثلاث مُفكِّرات معروفة الآن باسم " الصِّبا " . وقد كتبت أوستن عملاً بعنوان "التاريخ" حاكت فيه كتابات تاريخية شهيرة ، بالأخص " تاريخ إنجلترا " الصادر عام 1764 .

ظَلَّت أوستن تحيا في منزل العائلة ، وتشترك في الأنشطة التقليدية للنساء اللواتي في سِنِّها ومستواها الاجتماعي . مارست العزف على البيانو ، وساعدت أمها وأختها في الإشراف على الخدم، وساعدت الأقارب أثناء الولادة أو الاحتضار .

في عام 1793 ، بدأت أوستن في كتابة مسرحية قصيرة " سير تشارلز جرانديسون " . وفي الفترة ( 1793_ 1795) كَتبتْ الرواية الرسائلية "السيدة سوزان" التي اعْتُبِرَت مِن أكثر رواياتها عُمقًا . وبعد الانتهاء من رواية "السيدة سوزان " ، كتبت أوستن روايتها "إلينور وماريان " . ثم بَدأت العمل على روايتها " الانطباعات الأولى " في 1796 . أنهت أوستن النسخة الأولية في أغسطس 1797 ، ولاحقًا صار اسم الرواية " كبرياء وهوى " .

في ديسمبر 1802 تلقت أوستن عرض الزواج الوحيد في حياتها ، مِن أحد الشباب الأغنياء. وافقتْ في البداية من أجل المال ، ثم سحبت موافقتها .

نشرت أوستن رواية " العقل والعاطفة " في عام 1811 ، وكانت الآراء مُشجِّعة ، وصارت الرواية منتشرة وسط النقاشات ، وبِيعت الطبعة كُلها . وقد أعطتْ أرباح أوستن من مبيعات الرواية استقلالاً ماديًّا ونفسيًّا .

في بداية عام 1816، أُصيبت أوستن بالمرض ، وبدأت تشعر بالتعب . تجاهلت المرض في البداية ، واستمرت في العمل ، وشاركت في الأنشطة العائلية المعتادة . وبحلول منتصف العام ، تراجعت صحتها بوضوح لها ولعائلتها، وبدأت حالة طويلة وبطيئة وغير مستقرة من التدهور الذي أدى لوفاتها في العام التالي . أجرى أخوها هنري اتصالاته بالكهنة ، لترتيب دفنها في الممر الشمالي مِن بَهْو كاتدرائية وينشستر .

في أكتوبر 1833 ، نُشِرت الطبعة الأولى الْمُجَمَّعَة مِن أعمال أوستن . ومُنذ ذلك الوقت استمرت رواياتها في الطبع باستمرار. وعلى الرغم من أن روايات أوستن كانت دَوْمًا رائجة ، قَلَّلَ مِن شأنها باحثو الأدب الإنجليزي، حتى قام مجموعة مِن النُّقاد بإعادة تقييم أعمالها في منتصف القرن العشرين ، واعترفوا بأهميتها في تطوير الرواية الإنجليزية .

عجزت روايات أوستن عن الالتزام بمبادئ أدب المدرسة الرومانسية الفكتورية ، مِن ناحية العاطفة القوية التي يُقدِّمها عرض رائع للصوت والألوان في أسلوب الكتابة ، لذلك فَضَّلَ معظم نُقاد وقُرَّاء القرن التاسع عشر كتب تشارلز ديكنز وجورج إليوت .

أنتجت إحدى الشركات أعمالاً قائمة على روايات أوستن . وخلال منتصف القرن التاسع عشر ، نشر أفراد من عائلة أوستن نهايات لرواياتها غير المكتملة . وبحلول عام 2000 كان هناك ما يزيد على مائة مُؤلَّف مطبوع مبني على روايات أوستن . وأول فيلم تَمَّ إنتاجه عن رواية لأوستن كان " كبرياء وهوى" عام 1940 . وفي عام 1995، ظهر عملان قائمان على روايات أوستن ، الأول هو فيلم " العقل والعاطفة " للمخرج أنج لي ، وقد حازت بسببه كاتبة السيناريو والنجمة إيما تومبسون على جائزة الأوسكار . وثاني عمل هو مسلسل قصير من إنتاج البي بي سي بعنوان " كبرياء وهوى " . وفي عام 2005، ظهر إنتاج بريطاني لفيلم " كبرياء وهوى " .

مِن أشهر رواياتها : العقل والعاطفة ( 1811) . كبرياء وهوى ( 1813) . مانسفيلد بارك ( 1814). إيما ( 1815). دير نورثانجر ( 1818 ). إقناع ( 1818) ، " نُشِرَتا بعد وفاتها".