08‏/06‏/2021

خوان رولفو وتأسيس الواقعية السحرية

 

خوان رولفو وتأسيس الواقعية السحرية

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

................


وُلد الكاتب المكسيكي خوان رولفو ( 1917 _ 1986 ) في سايولا ، إحدى أفقر مناطق المكسيك ، وتُوُفِّيَ في مدينة مكسيكو .

عندما بلغ رولفو السادسة من عُمره أصبح يتيم الأب، وبعد ذلك بأربع سنوات لقيت والدته حتفها . وفي عام 1929 ، تم نقله إلى سان جابرييل حيث عاش هناك مع جدته، وبعد ذلك عاش بملجأ لويس سيلبا، المعروف حاليًّا بمعهد لويس سيلبا ، بمدينة جوادالاخارا .

بدأ دراسته الابتدائية عام 1924 . وفي عام 1933 ، التحقَ بجامعة جوادالاخارا . وفي عام 1934 ، بدأ رولفو كتابة أعماله الأدبية . ويُعتبَر الكاتب المكسيكي الأشهر ، والأب الروحي للواقعية السحرية في أدب أمريكا اللاتينية .

عمل رولفو في شركة لبيع الإطارات ، وفي مشاريع الري ودائرة الهجرة ، وكَتَبَ للسينما ، لكنه جعل من المدينة التي وُلِد فيها محورًا لأحداث قصصه . وقد حقَّق رولفو شهرة عالمية بفضل مجموعته القصصية " السهل يحترق " ( 1953 ) ، التي تُرجِمت إلى عِدَّة لغات ، وكان له تأثير حاسم في مسار أدب أمريكا اللاتينية . وكان لظهور روايته " بيدرو بارامو" ( 1955) دَور كبير في التعريف باتجاه الواقعية السحرية ، وهي من أشهر مدارس الكتابة في أمريكا اللاتينية .

يُعتبَر رولفو من أهم الكتاب العالميين في القرن العشرين على الرغم من قِلَّة إنتاجه القصصي، وتُضاهي قامته الأدبية الكاتب الأرجنتيني بورخيس . وترجع شُهرة رولفو إلى مقدرته على المزج بين الواقع والخيال،حيث قدَّم في أعماله أحداثًا لها علاقة بمجتمعه ، بجانب شخصيات تُقدِّم وتعكس نمطية المكان والمشاكل الاجتماعية والثقافية ، وذلك بعد مزجها بالعالم الخيالي .

شارك رولفو في مجلة مكسيكو في عام 1930 . وفي عام 1945 ، نشر قصتين في مجلة بان في مدينة جوادالاخارا، وهُما: قد أعطونا الأرض ، وماكاريو .

وفي عام 1946 ، نُشِرت ماكاريو في مجلة أمريكا . وكتب رولفو روايته " ديك من ذهب " خلال الفترة ( 1956 _ 1958 ) ، والتي ظلَّت غير منشورة حتى عام 1980 .

تُعتبَر روايته " بيدرو بارامو " من أبرز أعماله على الإطلاق . وهي عمل أدبي ثمين بالنسبة لكثير من الأدباء كبورخيس ، الذي قال : (( إن " بيدرو بارامو " واحدة من أفضل الروايات في الأدب الإسباني ، بل الأدب العالمي ككل )) .

وقد قال الروائي الكولومبي الشهير ماركيز عن رولفو:(( كتاباته المنشورة مجتمعة لا تتجاوز 300 صفحة، لكنها كما أعتقد تُماثل ما نعرفه من أعمال سوفوكليس ، عددًا واستمرارية )) . وعن رواية " بيدور بارامو " قال ماركيز إنها عبَّدت طريقه لبناء رائعته " مئة عام من العزلة " .

وقد قالت سوزان سونتاغ عنها أيضًا : (( إن رواية رولفو لا تُعتبَر فقط من الروايات الرائدة في القرن العشرين ، ولكنها تُعتبَر أيضًا من الأعمال الأكثر تأثيرًا في نفس القرن )) .

تَمَّ وضع رواية " بيدور بارامو " في قائمة أهم مئة كتاب في تاريخ الأدب العالمي قاطبةً، وعدَّها نُقاد وكُتَّاب أمريكا اللاتينية أفضل رواية في القرن العشرين ، وفي تاريخ رواية أمريكا اللاتينية، وهي تسبق حتى روايات أخرى مهمة وأكثر شهرة مِثل " مئة عام من العزلة " للكولومبي ماركيز .

ورواية " بيدرو بارامو " و هو اسم بطل الرواية ، ومعناه " الأرض القاحلة " ، تجري أحداثها في قرية " كومالو "، وفيها شخص " هو الراوي" الذي جاء إليها يبحث عن والده الذي قيل له إنه يعيش فيها.وهذه الرواية أدهشت القُرَّاء ، ولا تزال تُسجِّل أرقامًا كبيرة في المبيعات بكل اللغات.

لقد كان رولفو مسافرًا لا يَكَل ولا يَمَل ، وشاركَ في العديد من المؤتمرات واللقاءات العالمية. وفي عام 1976، تَمَّ اختياره عضوًا في المجمع اللغوى المكسيكي، وقد حصل رولفو على جائزة أمير أستورياس في إسبانيا عام 1983 .