19‏/07‏/2021

ستيفن سبندر والحرية الفردية

 

ستيفن سبندر والحرية الفردية

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

..................

     وُلِد الشاعر والناقد الإنجليزي ستيفن سبندر ( 1909_ 1995) في لندن ، لأب كان يَعمل صحفيًّا ليبراليًّا ومُحاضرًا جامعيًّا .

     درس في جامعة لندن ، ثم تابع دراساته العُليا في جامعة أكسفورد ، حيث ارتبط بمجموعة من الشعراء الذين نالوا شُهرةً فيما بعد مِثل : أُودن ، وسسيل دي لويس ، ولويس مكنيس .

     لَم تكن هذه جماعة مُنظَّمة ، لكنها أظهرت تأثرًا كبيرًا بالأحداث التي سادت في ثلاثينيات القرن العشرين، ومِنها الركود الاقتصادي، وظهور النازية، وحملات التطهير الستالينية، والحرب الأهلية الإسبانية، والأحداث التي أدَّت إلى الحرب العالمية الثانية .

     قام بعد الحرب بعدة زيارات للولايات المتحدة ، حيث حاضرَ ودَرَّسَ في جامعاتها . وفي عام 1970 ، عُيِّنَ أستاذًا للغة الإنجليزية في جامعة لندن .

     انعكست أحداث تلك الحقبة في أشعار سبندر ، شأنه شأن أفراد مجموعة الشعراء الذين ارتبط بهم ، إذ تَبَنوا نمطًا من الأفكار الماركسية التي كانت المحرِّك الأساسي في أشعارهم . لكن سبندر تَبَنَّى في مراحل لاحقة مبادئ ليبرالية تُعبِّر عن روح فردية، وعن الدَّعوة للحرية في التعبير. وأخذت كتاباته تُركِّز على مواضيع مُستقاة مِن الشعراء الإبداعيين ( الرومانسيين ) في القرن التاسع عشر، وتدور حول الحب والصداقة والتغيير والموت،وظَلَّت تحتفظ بأسلوب شخصي صادق .

     نشر مجموعته " قصائد " في عام 1933 ، التي تَحمل نَفَسًا سياسيًّا ثوريًّا ، مُستوحى من الاحتجاج الاجتماعي . وفي عام 1936 ، أصبح عُضْوًا في الحزب الشيوعي لبريطانيا العظمى .

     نشر في عام 1955 مجموعة مِن أشعاره ، التي كتبها في الفترة ( 1928_ 1953) تحت عنوان" قصائد مجموعة ".وما لبث أن نشر مجموعة أخرى بعنوان " قصائد مختارة " عام 1964.

     وبالإضافة إلى كتاباته الشعرية ، التي أصبحت قليلة نسبيًّا في مراحل لاحقة مِن حياته ، رَكَّزَ سبندر على الموضوعات النقدية ، وقضايا الظلم الاجتماعي ، والنضال الطبقي .

     وفي كتابه " صناعة القصيدة " ( 1955) يتحدَّث عن تأثره بشعراء أوروبيين مرموقين مِثل ريلكه ، ولوركا .

     حَملت سيرة سبندر الذاتية التي نشرها عام 1951 عنوان " عالَم داخل عالَم " ، وهي سِجل قَيِّم للآراء الفكرية الحماسية التي سادت في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين .

     وفي كتابه " صراع الحديث " ( 1963) ، وصف التحولات في الذوق الأدبي مع نشر القصائد المبكِّرة للشاعرين تي . إس . إليوت ، وعِزرا باوند .

     كان سبندر قد كتب أيضًا القصة القصيرة ، ونشر مجموعة منها تحت عنوان " الصَّبار المحترق " ( 1936) ، إضافة إلى رواية تحمل عنوان " الابن المتخلِّف " . وكتب مسرحية شعرية بعنوان " مُحاكمة قاض " ( 1938) .

     شاركَ في تحرير مجلات أدبية مرموقة مثل مجلتي " هورايزن " ، و " إنكاونتر " التي ترك العمل فيها حِين تبيَّن له أنها تُمَوَّل سِرًّا من المخابرات المركزية الأمريكية .

     بدأ سبندر العمل على رواية في عام 1929، والتي لَم تُنشَر حتى عام 1988 ، تحت عنوان " المعبد " . وتدور أحداثها حول شاب يُسافر إلى ألمانيا ، ويَجد ثقافة مفتوحة أكثر مِن إنجلترا ، خاصةً حول العلاقات بين الرجال ، وتظهر توقعات مُرعبة للنازية التي ترتبط بشكل مُربِك بالانفتاح الشديد الذي تُعجَب بِه الشخصية الرئيسية .

     والجديرُ بالذِّكر أن سبندر يشعر بِقُربه من الشعب اليهودي ، فقد كانت والدته نصف يهودية  ( كانت عائلة والدها من اليهود الألمان الذين تحوَّلوا إلى المسيحية ) . كما أن زوجته الثانية التي تزوَّجها في عام 1941 كانت أيضًا يهودية .

      وفي 16 يوليو 1995 ، تُوُفِّيَ سبندر بسبب نوبة قلبية في وستمنستر ، لندن ، في سِن السادسة والثمانين . ودُفِن في مقبرة القديسة ماري في كنيسة بادينغتون غرين في لندن .