29‏/10‏/2021

كنزابورو أوي ومناهضة الأسلحة النووية

 

كنزابورو أوي ومناهضة الأسلحة النووية

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

......................


     وُلد الروائي الياباني كنزابورو أوي ( 1935_ ... ) في محافظة إهيمه في جزيرة شيكوكو . حصل على جائزة نوبل للآداب عام 1994، بسبب " صناعة عالَم مُتخيَّل حيث تتكثَّف الحياة والأسطورة لتشكيل صورة مُثيرة للقلق مِن المأزق الإنساني اليومي " . وعندما حصل عليها أعلنَ توقفه عن الكتابة ، مُعْلِنًا بأن ابنه مِن ذوي الاحتياجات الخاصة أصبح صَوْتَه .

     كَرَّسَ أوي جُزءًا كبيرًا مِن خطاب استلامه لجائزة نوبل عن مواطنه ياسوناري كاواباتا ( أول ياباني يفوز بجائزة نوبل للآداب ) ، قائلاً إن غموض قصائد كاواباتا خاضع لتأثير الرهبان البوذيين في العُصور الوسطى ، الذين كانوا مصدر إلهام لكاواباتا . وبدلاً من الشعور بالتقارب الروحي مع مواطنه كاواباتا ، قال إِنه يشعر بتقارب أكبر مع الشاعر الأيرلندي وليام بتلر ييتس الذي كان له تأثير على كتاباته وحياته .

     يُعتبَر أوي شخصيةً كبيرة في الأدب الياباني المعاصر . كما أن رواياته وقصصه القصيرة ومقالاته المتأثِّرة بقوة بالأدب الفرنسي والأمريكي والنظرية الأدبية،تتعامل مع القضايا السياسية والاجتماعية والفلسفية ، بما فيها الأسلحة النووية، والطاقة النووية، وعدم التوافق الاجتماعي ، والوجودية .

     ويُعَدُّ أحد أبرز مُمثِّلي جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية في الأدب الياباني ، على نحو يتَّضح في الكتابة، كما مِن أفكاره وموضوعاته القصصية وغَيرها .

     لفت أوي انتباه الوسط الأدبي عام 1957بعمل قصصي عنوانه " مِعطاؤون هُم الموتى " . وكانت روايته الأولى " أُقْطُف البُرعم ودَمِّر الذُّرِّية ( 1958) لَقِيَت إعجابًا واسع النطاق . ثم نال جائزة قَيِّمة بالنسبة لكاتب شاب على قصة له نُشرت عام 1958 أيضًا . إلا أن روايته " جيلنا " ( 1959) لَم تنل نفس التقدير .

     انشغل أوي بعد ذلك بالنشاط السياسي حيث كان ضمن اليسار الجديد،وألَّف في هذا السبيل عملاً بعنوان " مسألة شخصية " ( 1964) ، تناول فيه مشكلات الشباب في مرحلة ما بعد الحرب ، مُتَّخِذًا من شخصية ابنه هيكاري الذي وُلد مُعَاقًا ، محورًا ورمزًا لإعاقة أشمل .

     مِن أعمال أوي الأخرى الروايتان : " عَلِّمْنا كيف نتجاوز جنوننا " ( 1969) ، و" استيقظ أيها الإنسان الجديد " ( 1983) ، ودراسة للأساطير الإقليمية نشرت عام 1986 .

     وصدرت له بالإنجليزية مجموعة من المحاضرات التي ألقاها في السويد والولايات المتحدة بعنوان " اليابان الغامضة وأنا " ( 1995) . مِنها محاضرته في ستوكهولم ( عاصمة السويد ) ، والتي عَبَّرَ فيها عن شُعوره بتحوُّل اليابان إلى بلد غامض ، يَغترب عن تُراثه وانتمائه الثقافي القاري في محاولته لمواكبة رَكْب الحضارة الغربية .

     عُرف أوي بالتزامه المزدوج بمبدأين لَم يَحِد عنهما ، وهُما : الوصف الدقيق لمشاعر وخلجات الروح البشرية ، والتَّمسك بالمبادئ السياسية التي قامت عليها نهضة اليابان في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية .

     وقد شاركَ في حملات سلمية مُناهِضة للأسلحة النووية ، وألَّف كُتُبًا عن القصف الذَّري لهيروشيما وناغازاكي .

     وفي أعقاب كارثة فوكوشيما النووية عام 2011 ، حَثَّ أوي رئيسَ الوزراء الياباني على وقف خطط إعادة تشغيل محطات الطاقة النووية والتخلي عنها . وقال إن اليابان تتحمل مسؤولية أخلاقية في هذا المجال .