24‏/12‏/2021

نادين غورديمير والتفرقة العنصرية

 

نادين غورديمير والتفرقة العنصرية

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

.................

     وُلدت الأديبة الجنوب أفريقية نادين غورديمير ( 1923_ 2014) في بلدة سبرينغز في منطقة المناجم في إيست راند بالقرب من جوهانسبرغ ، مِن أب ليتواني يهودي وأم إنجليزية مسيحية ، وتَرَبَّت في بيئة برجوازية بيضاء بمرجعية كاثوليكية . وبسبب مُعاناتها من مرض القلب في طفولتها ومُراهقتها ، كانت تقضي جُل وقتها في المطالعة والقراءة وهي طريحة الفِرَاش .

     ترعرعت في بيئة شهدت الكثير من فترات التفرقة العنصرية ، التي كانت تُمَيِّز أو تُؤمن بتفوُّق العِرْق الأبيض على نظيره الأسود، ولكنها لَم تحمل التفرقة العنصرية والمشكلات العِرقية في بلدها. وكتبت أول قصة لها في سن التاسعة ، وكانت عندها متأثِّرة بما قامت به الشرطة بجنوب أفريقيا مِن عملية مُداهَمة وتفتيش لمنزل خادمتها السَّوداء .

     تُعتبَر ناشطةً حقوقية ، وكاتبة مُناهِضة لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا . كتبت ما يزيد على ثلاثين كِتابًا ، وحصلت على جائزة نوبل للآداب عام 1991 عن مُجمَل أعمالها المناهِضة للتمييز العنصري في بلادها . وقد حصلت سابقًا على جائزة بوكر الأدبية عام 1974 .

     وُصِفَت بأنها " سيدة الأدب الأفريقي " ، وأنها من " كُتَّاب الضمير " ، وَوَصفت هي نفسها بأنها " أفريقية بيضاء " .

     بدأت الكتابةُ مُبَكِّرًا ، فَقَدَّمت أُولى رواياتها "تعال غدًا ثانيةً " وهي في الخامسة عشرة . وفي نفس العُمر نشرت بعض كتاباتها في عدد من المجلات الأمريكية ، ثم نشرت مجموعتها القصصية الأولى " فحيح الحيَّة الخافت " عام 1952، وتوالت أعمالها بعد ذلك ، فأصدرت خمس عشرة رواية ، وخمس عشرة مجموعة قصصية ، إضافة إلى بعض الأعمال النقدية .

     تَنَوَّعت أعمالُها بين الروايات والقصص القصيرة، وكانت موضوعاتها الرئيسية تتناول تبعات الفصل العنصري والمنفى والاغتراب .

     وكانت آخر رواياتها " لا وقت كالوقت الحاضر " التي نُشرت عام 2012، عن مُناضِلين مخضرمين في مُقاومة نظام الفصل العنصري ، يُعالِجون القضايا التي تُواجِه المجتمع الحديث في جنوب أفريقيا . وكانت الكاتبة_ التي كرَّست جهودها لمجابهة نظام الفصل العنصري_ عُضْوًا قياديًّا بارزًا في المؤتمر الوطني الأفريقي، وحاربت من أجل إطلاق سراح الزعيم نيلسون مانديلا ، لِيُصبحا بعد ذلك صديقَيْن حميمَيْن .

     منعت الحكومةُ في جنوب أفريقيا عددًا من كُتب غورديمير في فترة الحكم العنصري في البلاد ، وقامت بالتَّضييق على الكاتبة من أجل إسكاتها وتهميشها ، ومنعها من إيصال صوتها الأدبي المؤثِّر .

     كانت غورديمير على علاقة مُميَّزة مع العالَم العربي والثقافة العربية ، وربطتها علاقة وثيقة بالروائي المصري نجيب محفوظ، وكانت مهتمة بأعماله . وقد كتبت مقدمة الترجمة الإنجليزية لكتابه " أصداء السيرة الذاتية " ، فضلاً عن مُناصرتها للقضية الفلسطينية ، ودعوتها لإيجاد حل يكفل حقوق الشعب الفلسطيني ، وإِن كان يُؤخَذ عليها حضور احتفالات الذكرى السِّتين لتأسيس الكيان الصهيوني ( ما يُسمَّى بدولة إسرائيل ) .

     تُرجِمت لها عِدَّة أعمال إلى اللغة العربية، مِنها " ضَيف الشرف "، و"قوم جولاي" ، و" العالَم البرجوازي الزائل " ، و " بلد آخَر".

     مِن أبرز رواياتها : أيام الكذب ( 1953) . عالَم من الغرباء ( 1958) . ضيف الشرف ( 1970) . شعب يوليو ( 1981) . قصة ابني ( 1990) . الحصول على حياة ( 2005) .