24‏/07‏/2016

الشاعر هايدنستام وفرح الحياة

الشاعر هايدنستام وفرح الحياة

للكاتب / إبراهيم أبو عواد

جريدة رأي اليوم ، لندن ،23/7/2016

.....................

    إنَّ الشاعر السويدي فرنر فون هايدنستام ( 1859_ 1940 ) يُعتبَر من أعمدة الأدب السويدي . التحق بالأكاديمية السويدية عام 1912 ، وحصل على جائزة نوبل للآداب عام 1916.
     تمتلئ قصائده بالبُنى الشعورية الإنسانية ، ويبرز فيها المسار النثري مع الفرح العظيم بالحياة وللحياة. وهذه القصائد مُشَرَّبة في بعض الأحيان بحب تاريخ السويد وتعظيمه،وممزوجة بالذكريات الآتية من المناظر الطبيعية ، ومُعتمِدة على الجوانب المادية للطبيعة .
     لقد كانت القصيدة في حياة هايدنستام عالَماً من الأحاسيس والمشاعر المرتبطة بالواقع المعاش ، وهذا الواقع يتحول إلى شعور غامض لذيذ ، له انعكاسات على طبيعة الوجود الإنساني بِرُمَّتِه . وتقديمُ النثر في الإطار الشعري دليلٌ على التمازجِ المعرفي ، واختلاطِ الأنماط الإبداعية في بَوتقة واحدة ، وهذا يُساعد على تحقيق الهدف الفكري المرسوم في ذهن الشاعر .
     كما أن قيمة الفرح المنتشرة في أعمال الشاعر ، هي تعظيم للحياة بكل أحلامها وآمالها وذكرياتها . وهذا الفرح ليس ساذجاً أو تفاؤلاً أعمى ، بل هو احتفال بالحياة باعتباره القيمة الوجودية الكبرى ، والفرصة الوحيدة الممنوحة للإنسان كي يَبنيَ الحضارةَ ، ويصنع التاريخ .
     وُلد الشاعر في مقاطعة أوريبرو لعائلة نبيلة . درس تاريخ اللوحات الفنية في أكاديمية ستوكهولم، ولكن سرعان ما غادر بسبب سوء حالته الصحية . ثم سافر في أوروبا وإفريقيا والشرق . وقد نشر مجموعته الشعرية الأولى " الحج " في عام 1888م . وهي عبارة عن مجموعة من القصائد مستوحاة من تجاربه في الشرق ، ورحلاته المتعددة ، وجَولاته في الأمكنة والأزمنة المختلفة . وهذه التجربة الشعرية تُمثِّل تَخَلِّياً عن المذهب الطبيعي الذي كان مُهيمناً على الأدب السويدي .
     ويظهر حُب هايدنستام للجمال في قصيدته الطويلة هانز من مجموعة ( قصائد / 1895 ). وفي عام 1897 قدَّم سلسلةً من الصور التاريخية للملك تشارلز الثاني عشر مُحاطاً بالفُرسان المخلصين له ، وهذا العمل يُظهِر عاطفة قومية قوية . وفي عام 1905 ، قدَّم قصة ملحمية عن زعماء السويد في العصور الوسطى .
     وفي عام 1910 احتدمَ الجدل في الصحافة السويدية بين عدد من الأدباء السويديين بسبب موضوع تدهور البروليتاريا في الأدب . وانقسم الأدباء السويديون إلى معسكرين متضادين ، وقد ساهم هايدنستام في هذه المعركة الأدبية ، فألَّف كُتَيِّباً يشرح وجهة نظره في موضوع انحطاط وسقوط فلسفة البروليتاريا في الأدب .
     جمع هايدنستام إنتاجه الفلسفي ، ونشره في عام 1915 . وهو يشتمل على موضوعات فلسفية تتمحور حول البُنية الطبقية البشرية، والرُّقِيِّ الإنساني، وماهية العزلة، وطبيعة العلاقات الاجتماعية .

     من أبرز أعماله : صُوَر من السَّفر ( 1888 ) ، تشارلز ( 1897 ) ، الملك ونشطاء حزبه (1902) ، الغابة ( 1904) .