04‏/04‏/2017

ليالي المايسترو المشلول / قصيدة

ليالي المايسترو المشلول / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

....................

     عِندما يَتفجَّرُ المسَاءُ في جَبيني/ يَرْكُضُ الأمواتُ في غُرْفتي / فَاقْتُلني يا صَلِيلَ أَعمدةِ الكَهْرباءِ / لأُصبحَ شَاهِدَ قَبْرٍ في غَيْمةٍ مَنْسِيَّةٍ / للحجارةِ زَفيرٌ / وَجُلُودُ العَبيدِ سَجَّادٌ أَحْمرُ لِلكَرادِلةِ / كُلُّ شَهْقةٍ سَيْفٌ / وَكُلُّ تَابوتٍ مَدينةٌ /
     أيُّها الغَرِيبُ/ سَتُصْبِحُ جَدائِلُ أُمِّكَ أكفاناً لَكَ/ تَرتدي الهِضابُ قُمْصانَ النَّوْمِ/ وتَسيرُ إِلى الخريفِ الدَّمويِّ / العُشَّاقُ أَمَامَ الموْقَدَةِ الأُرجوانيةِ / وَعَرَقُ الرَّاقِصاتِ يَصُبُّ في حَوْضِ السَّمكِ / وَخَلْفَ النافذةِ الطوفانُ/ التاريخُ فَراغٌ يَمتلئُ بالعُشبِ والدِّماءِ والقِصَصِ الغَراميةِ / وَفي بَيْتي أَلْفُ مَدينةٍ فِيها أَلْفُ أَميرٍ للمؤمِنين/ كُلُّهم يَشْربون دَمْعي الأزْرقَ على مَائدتي الخضراءِ/ تَتركُ الصَّحراءُ جُثمانها عَلى طَاوِلةِ القِمارِ/ وأَتركُ جُثتي على مَكْتبِ النَّهْرِ / وَأَرْحَلُ مِن جِلْدي / الطحالبُ عَلى جُدْرانِ شَراييني / والصَّرَاصيرُ تَمْشي عَلى شَواهِدِ القُبورِ في لَيالي الشَّكِّ /
     لِلْجُثثِ رائحةُ التُّفاحِ / والثَّعالبُ النَّازِفةُ تَجُرُّ الضَّبابَ الصَّخْرِيَّ / لا طِلاءُ أظافرِ النَّاقَةِ قَلْعةٌ لِلمُشَرَّدِين / وَلا ضَوْضاءُ الرِّئةِ الأسيرةِ وَتَرُ رَبابةٍ / تَنامُ الشَّوارعُ في بِنْطالي / حَنْجرتي تَطْحَنُها البَيَادرُ / عِشْتُ تَحْتَ الأرضِ / وَمِتُّ تَحْتَ الأرضِ / وكانَ حُلْمي أن أرى الشَّمْسَ /
     يَا شَعْباً يُباعُ مَعَ التَّوابِلِ وَقُمْصانِ النَّوْمِ / الزَّوْجاتُ الخائِناتُ في مَحطةِ القِطاراتِ / يَنْتَظِرْنَ صُكُوكَ الغُفرانِ / أَشُمُّ رَائحةَ اليَانسون في طَريقِ الشَّمْسِ الذاهِبةِ إلى الرُّكامِ / أنا الطائرُ أتفجَّرُ لأُضِيءَ المدى/ لأُحرِّرَ رِئتي مِن أَرْصِفةِ المِيناءِ / لأُضِيءَ شَوَارِعَ الملاريا أَمَامَ أجسادِ الفُقراءِ /
     البَشَرُ المرقَّمون / وَالزَّنازِينُ المرقَّمةُ / يُولَدُ المطرُ في جُلودِنا مَيْتاً / وَالإِوَزُّ يَقرأُ اسْمي على شَاهِدِ القَبْرِ / أَنا مَن بَكَى / وانتظرَ الأنهارَ النَّائِمةَ / فَاعْشَقي صُداعي أيَّتها اللبؤاتُ / كَي أُشاهِدَ مَصْرَعَ الثلوجِ التي تَشْتهيني/ كُلما حَدَّقْتُ في المرايا رَأيتُ تَضاريسَ قَبْري / كِتاباتُ القَمَرِ تَضِيعُ / والنَّهرُ يَجْتَثُّ مِن سُعالي تَاريخَ الصَّواعِقِ / بِئْرُ قَرْيتي في غَيْبوبةٍ / والطرقاتُ الحزينةُ مُغْمَىً عَلَيْها / فَاقْرأْ حُكْمَ إِعْدامي / لِكَي يَرْمِيَ البُكاءُ شَرايينَ اللوْزِ على المرْمَرِ / أَصْرُخُ في ثُقُوبِ جِلْدي / أَبْني مَمْلكتي فِي قَاعِ البِئْرِ / وَرَاعِيةُ الغَنَمِ تَمُدُّ لِي حَبْلَ المِشْنقةِ / والجنودُ الخاسِرون يَكْتبون رَسائلَ الغَرامِ للأسيراتِ / قَد يُطَالِعُ الشَّعْبُ الأُمِّيُّ أسمائي في صَفْحَةِ الوَفَيَاتِ / قَد تَسْمَعُ جُيُوشُ الهباءِ وَقْعَ أَقْدامِ الأنهارِ / في أدغالِ الْحُلْمِ / لَن يَكْتَرِثَ الذُّبابُ بِقُمْصَانِ النَّوْمِ الملقاةِ في حَاوِيةِ القُمامةِ / مَلامحي أبوابٌ للأغرابِ / والفَراشةُ لَم تَرْجِعْ مِن غُرْفَةِ التَّحْقيقِ /
     بِلادٌ تَضيقُ عَلَيْكَ أَكْواخاً مِن الحرائقِ / تُصبحُ الحمَاماتُ جَارياتٍ في قَصْرِ السُّلطانِ / سُيُوفُ القَبيلةِ وَشْمٌ عَلى صَهيلِ الأراملِ / والبَراكينُ تَحْرُثُ الزِّيَّ الرَّسْمِيَّ للضَّفادِعِ / فَيَا إِخْوتي اللصوص ! / أَعيشُ في غُرْبةِ الرُّوحِ / وَتَعيشون في غُربةِ الجسدِ / أَضَعْنا حَضَارةَ أظافرِ آبائنا / وَلَمْ نَجِدْ تاريخَ دُموعِ أُمَّهاتنا / عَوَاصِمُ تَسْتخدمُ أثداءَ بَناتِها شِعاراً لِتَشْجيعِ السِّياحة / الجِرذانُ تَتشمَّسُ في عُروقي / وبَلْدتي تَطْردني مِن ضَفائرِ الرِّياحِ / يَا وَجْهَ أُمِّي في الغُروبِ / امْنَحْني شَهَادةَ مِيلادي وَصَكَّ وَفَاتي / لِكَي أَعْرفَ أَن لِي وَطَناً كالأسماكِ المشْنوقةِ / لِكَي يَسْمحَ لِيَ التُّرابُ بالبُكاءِ الطويلِ / بِدُونِ مُلاحَقَاتِ العَسْكرِ وأضواءِ المعْتَقَلاتِ / 
     الصَّبايا يَضَعْنَ صُكُوكَ الغُفرانِ في بَراويزَ بَسيطةٍ / وَالأشجارُ تُوقِظني لِصَلاةِ الفَجْرِ / تُنادِيني عِظامي في مَملكةِ الرَّمادِ / والبَحْرُ جَالسٌ على عَرْشي / بُكائي رَقْصةٌ لا تَعْرفها رَاقصاتُ البَاليه / وَأوراقُ الخريفِ تَقُودُ مُظَاهَرَةً في أعصابي / قَد تتجسَّسُ الألوانُ الدَّمويةُ على غُرْبةِ الرَّسامِ / وقد يَبْكي البَجَعُ / حِينَ يَرى دُموعَ أُمِّي عَلى شَاهِد قَبْري/ لَكِنِّي سَأُعَلِّقُ أوْردتي على حِيطانِ بَيْتنا في إِشْبيلية / أُفَتِّشُ في أَجنحةِ النَّوارِسِ عَن أحْزانِ بِلادي / الحطبُ ضَجيجُ الفَتَياتِ المغْتَصَبَاتِ / أَعْجِنُ اكتئابي بِسَاعةِ الْمُنَبِّهِ/ وَأَخْبِزُ أَرَقي في المجرَّاتِ/ يا رِئَتي الرَّاحلةَ إِلى أسرارِ اليَاسَمين / سَتَجِدِيني في قَلْبِ امرأةٍ غَامِضةٍ/ تِلْكَ جُثتي الخشنةُ على الرُّخامِ النَّاعِمِ / وَهذا أنا / أَرْكُضُ في جُلُودِ المرايا / لِكَي أَرْكُضَ تَحْتَ جُسورِ سَراييفو /
     هِجْرَةُ الطيورِ تاريخُ الأعاصيرِ الْمُعَدَّلُ وِرَاثياً / قَد خَسِرْتُ طَيْفي وعُشْبَ المسدَّساتِ / أنا لَوْحةُ الاحتضارِ بِلا ألوانٍ زَيْتيةٍ / عِظامُ صَدْري طَباشيرُ / وَحَوَاجِبُ الأسرى سَبُّورةٌ للرِّماحِ / تَنْتخبني الهياكلُ العَظْميةُ / وأنا أنتخبُ عِظامَ الموْتى في دِيمقراطيةِ المجازِرِ / فَاجْمَعْ دُموعي لِتَسْتَخْرِجَ مِنها اليُورانيومَ الْمُخَصَّبَ / ذَلِكَ الشَّاطِئُ الأحْوَلُ لا يُفَرِّقُ بَيْنَ قَانونِ الطوارِئِ وَغُرفةِ الطوارئِ في مُسْتَشْفَى / لا يَقْدِرُ الفُقراءُ عَلى دُخُوله /
     يُولَدُ البَحْرُ في جِلْدِ المساءِ / فَعَلِّمْني كَيْفَ أُفَرِّقُ بَيْنَ عَرَقي وَعَرَقِ التِّلالِ / لاعبةُ السِّيركِ تَمْشي عَلى حَبْلِ مِشْنقتي / لَكِنِّي أَمْشي إِلى الأندلسِ / الرِّياحُ الشَّمْسيةُ تَنْشُرُ الغَسيلَ عَلى كَوْكبِ عُطارد / وَقَّعْتُ الأوراقَ اللازمةَ لإِعدامِ خَشَبةِ الإِعْدامِ / خَرَجْتُ مِن دِمَائي / وَدُوارُ البَحْرِ يَضْرِبُ مَاءَ عُيوني / تقيَّأتُ عَلى ثِيابِ النَّهْرِ / أرى عَصِيرَ لَيْمون تَسْبحُ فِيه مَذابِحُنا / وَسَوْفَ أرتدي ثِيابَ العُرْسِ في طَريقِ المِقْصلةِ / خَيْمتي تَبْكي / قَد تَزَايَدَ مُعَدَّلُ هُطُولِ الدَّمْعِ / يَنامُ الأسْفلتُ في وِسادتي / وأنا أَغْرِسُ أظافري في أعصابي /
     قَلْبي يَنْزِفُ رَماداً / نُثِرَتْ أجْزائي عَلى طَاوِلةِ المقامِرِين / اقْتُلِيني قَبْلَ أَن يَقْتُلَكِ الشَّاطئُ / اشْرَبِيني مَعَ الماءِ قَبْلَ أَن تَشْرَبَكِ الزَّوابعُ مَعَ النبيذِ / زَوْجَةُ الفَيَضانِ هِيَ القُربانُ / وَعُروقُ الليلِ هِيَ المذْبَحُ / سَتَسْمعُ القَتيلاتُ النَّشيدَ الوَطَنيَّ للسُّيولِ / التاريخُ في غُرفةِ العِنايةِ المركَّزةِ / وَكُلُّ عَشاءٍ هُوَ عَشاءٌ أخيرٌ / عَلَّمَني السَّرابُ كَيْفَ أَقْطَعُ الشَّارعَ / وَلَم يُعَلِّمْني كَيْفَ أُصادِقُ شَرَاييني / صَوْتُ الدُّموعِ خَنْجَرٌ في قَارورةِ الحِبْرِ / والنَّوافذُ مَساميرُ في نَعْشي البلاستيكيِّ / لَيْتَ الفَراشةَ شَرِبَتْ عِظامي/ لَيْتَ السُّجونَ لَم تَلِدْ رِمالَ البَحرِ/ لا طُيورٌ تُشارِكني انتحاري / وَلا هِضَابٌ تَبيعُ صَرْختي في السُّوقِ السَّوْداءِ /
     رَائعٌ تَوْقيعُكِ على شَهادةِ وَفَاتي / أشلائي بَيْنَ حَبْلِ الغَسيلِ وَغَسيلِ الأموالِ / وَقِطَّتي مَصْلوبةٌ عَلى زُجاجِ السَّياراتِ / خَبَّأْنا الجثثَ في ثَلاجةِ البُوظةِ / وَرأيتُ وَجْهَ قَاتلتي في الدُّخانِ / وَانقطعتْ عَن نَبْضي كَهْرباءُ الشِّتاءِ / أُهَرْوِلُ في أزقةِ مَعِدتي / لأتذكرَ كَلامَ الذبابِ في سَريرِ الطوفان / كأنني جَاسوسٌ أَنقلُ أخبارَ الرَّمادِ إِلى الشَّلالاتِ / وَتِلْكَ لُغتي الأُرجوانيةُ تَنْساني في مَأْتَم /
     الأمطارُ العَاريةُ / وبُوصلةُ رُموشي في الفَيَضاناتِ / سَالَ جَبيني بَاروداً / وُلِدْتُ قَبْلَ شَنْقِ اليَمامةِ / وَمِتُّ بَعْدَ انتحارِ البُحَيْرةِ / أشجاري أُغنيةٌ لأطفالٍ تَقَمَّصَت الألغامُ أَطْرَافَهم / أَنامُ مَعَ جُثتي / وَلا أَشْعُرُ بِالكَوَابيسِ / يُطْلِقُ المساءُ عَلَيَّ الرَّصاصَ المطاطِيَّ / وَأُطْلِقُ عَلى البَحْرِ الرَّصاصَ الْحَيَّ / وَكِلانا مَيِّتٌ / نافذتي تُطِلُّ عَلى دِمائي / والشُّطْآنُ تَمْشي إِلى بُكاءِ نِسَاءِ القَبيلةِ / 
     عَلى المسْرَحِ المهْجورِ / يُمَارِسُ الضَّبابُ الذبيحُ هِوَايته في التَّمْثيلِ / تتفجَّرُ غَابةُ الجثَامِين في سِحْنتي / نَسِيَت النِّساءُ جُثثَ أبنائهنَّ على الأراجيحِ / وَالطاعونُ يَزْرَعُ الألغامَ في أصابعِ النَّهْرِ / كُونوا نَوافذَ لِلمَجْزَرةِ / كَي تَدْخُلَ العَواصفُ في القُلوبِ الحزينةِ / وارْحَموا الأطفالَ الذين يَزْرَعون في خُدُودهم الأسمدةَ الكِيماويةَ /
     وِشاحُ غَيْمةٍ عَلى كَتِفِ البَارودِ / البَعُوضُ عَلى الكَمَانِ / هَاجَرَ المايسترو إِلى حَلَبةِ مُصَارَعةِ الدِّيَكَةِ / يَقْتلني كُلُّ مَن يَراني / أباريقُ الفَخَّارِ عَلى عُيونِ الثِّيرانِ / وَضُبَّاطُ المخابراتِ يَسْألون عَن الفَرْقِ بَيْنَ البَقَرةِ والجاموسةِ / سُؤالٌ هَامِشِيٌّ كأجسادِ الفُقراءِ /
     أحزاني هِيَ الاسمُ السِّريُّ للحُقولِ / والأعرابُ يُزَوِّرون تاريخَ الصَّهيلِ / مَا الفَرْقُ بَيْنَ المنفى الذي وُلِدَتْ فِيه العُقبانُ والمنفى الذي مَاتتْ فيه ؟ / تَنمو أجوبةُ الصَّدى على آثارِ السِّياطِ/ والهديلُ يُحاصِرُ طُرْوادة/ أيها الضَّبابُ الملوَّنُ بالأشلاءِ / عَلِّمْني أبجديةَ النَّيازكِ / لأكتشفَ الحزنَ في عُيونِ الشَّرْكسياتِ /
     المواطنُ الذي لا يَعْرفُ أنهُ مُواطِن ! / والأكفانُ مُعَلَّقةٌ على أبوابِ العَاصفةِ / دُموعُ الصَّبايا في البُيوتِ المهْجورةِ / والأسمنتُ المسلَّحُ بالذِّكريات / انتحاراتي أعْوادُ مَشانقَ تتزوَّجُ أعوادَ الثِّقابِ / القَرابينُ في جَسَدِ الشَّفقِ / والبُرتقالُ قَارَّةٌ مِن النَّزيفِ المتواصِلِ / مَاتَ الموْجُ لِكَي يُولَدَ البَحرُ في عمليةٍ قَيْصريةٍ/ لكي نُشَيِّدَ مَصْنعاً من جَماجمنا/ وَأُمَّهاتُنا لا يُفَرِّقْنَ بَيْنَ حَبْلِ المِشْنقةِ وَحَبْلِ الغَسيلِ / سَتَنْبُتُ الطحالبُ على جُثةِ الإعصارِ / وَعُمَّالُ المناجمِ يُغَطُّون ذاكرةَ الصحراءِ بالنُّعوشِ / 
     هَل خَانَ لاعبُ التِّنسِ المِضْرَبَ أَم خَانَ المِضْرَبُ لاعبَ التِّنسِ ؟ / أَعيشُ مُرَاهَقَتي المتأخِّرةَ تَحْتَ ضَوْءِ الخناجرِ / تَناثرَ الجنودُ بَاعَةً مُتَجَوِّلين / في وَقْتِ إِغلاقِ سُوقِ النِّخاسة / نَمْلةٌ تُدَرِّسُ ابنتها لُغةَ الضَّبابِ / أَحْفِرُ القَبْرَ بأظافري / والأعاصيرُ تَموتُ جُوعاً /
     بِاسْمِ الشَّعْبِ أُعْلِنُ مَوْتَ الشَّعْبِ !/ أيها الثوارُ مِن أجْلِ تحريرِ السَّردين مِن مَجَرَّاتِ الرِّعْشةِ / أَنعي إِليكم وَطناً تناثرَ في زُجاجِ النوافذِ المكْسورةِ / بِاسْمِ الشَّعْبِ الميْتِ في صَحاري البَحر / القُضاةُ يُصْدِرون أحكامَ إِعْدامي/ ثُمَّ يَنامون مَعَ زَوْجاتهم/ وَسَلاسِلُ الجِبالِ تَفُكُّ سَلاسلَ القَصيدةِ / يَحْقِنُ السَّيافُ أوردةَ الموْجِ بالدُّخانِ / والرَّصيفُ يَقْتلني بِسُرعةٍ / لأنَّ زَوْجته تَنتظره عَلى الغَداءِ /
     عَلَّمَني حَبْلُ مِشنقتي شُرْبَ الشَّاي بالنَّعناع / هَذَيانُ المعْتَقَلاتِ الصَّحْراويةِ / حِينَ يُمارِسُ الصَّدأُ الجِنسَ مَعَ حَديدِ الزَّنازين / أَعْلامُ القَراصنةِ في مَطاعمِ الوَجَباتِ السَّريعةِ / والجرادُ يُلْقي النظرةَ الأخيرةَ على جُثمانِ البُرتقالِ / كأنَّ جُسورَ سَراييفو رَنينُ الخلاخيلِ / والهديلُ يَأكلُ أطفالَ القُشَعريرةِ / يُمارِسُ الأمواتُ هِوايَتَهُم في تغسيلِ الأمواتِ / سَتُنادي عَلَيْكَ الفَراشةُ لِتَقْتُلَكَ / سَتركضُ وَراءَ النِّداءِ الغامضِ في ليالي الخريفِ الجارحةِ / سَتَصرخُ عُروقُكَ في مُدُنِ الصَّمْتِ / كَي يَجرحَ الصَّوْتُ الصَّدى / والقَتيلُ هُوَ قَاتِلُ الصوتِ / والقاتلُ هُوَ قَتيلُ الصدى / وأنتَ الصوتُ والصدى / فَكُنْ كُنْيةَ عِظامي في المقابرِ الجمَاعيةِ / وَزَيِّنْ سُورَ المقبرةِ بالمصابيحِ والبنادقِ الخشَبيةِ /

     عِندما تَدْخُلُ الملكةُ فِكْتوريا في الرِّيجيمِ / وَيَخْرُجُ الأغرابُ مِن لَيْلةِ الدُّخلةِ / وَيَرْحَلُونَ عِندَ الفَجْرِ / سَأكتبُ اسْمي على غِمْدِ سَيْفي / وأبكي عِندَ قَبْرِ أُستاذي / أقدامُ الرَّحيلِ/ والخطواتُ الجريحةُ تَذوبُ في خُضرةِ الظِّلالِ/ وَحِينما طَرَدَتْني القبائلُ مِن ضَوْءِ الرِّماحِ / لم أَجِدْ غَيْرَ جُثتي أنامُ مَعَها في بِئرِ الدَّمْعِ / يَنْقُلونَ قُيُودي عَلى ظَهْري/ والبُكاءُ يَضْرِبُ الهيكلَ العَظْمِيَّ لِلْخَوْخِ/ كَم عَدَدُ النِّساءِ الباكياتِ وَراءَ أجنحةِ الجرادِ الكِلْسِيَّةِ ؟/ مَا جِنسيةُ الأدغالِ السَّائرةِ تَحتَ لِسانِ بَغلتي ؟ .