29‏/05‏/2017

جنازة الفيلسوف المجهول / قصيدة

جنازة الفيلسوف المجهول / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد 

...............

     لَمْ يَرْجِعْ مِنْ وَجْهِي سِوَى الْمَرَاعِي/ أَنَا القَتيلُ ضِمْنِيَّاً فِي جِهَةٍ مَا/ الأُفُقُ النَّابِتُ في شُعَيْراتي الدَّمويةِ/ السَّائِرُ فِي هَلَعِ الشَّوَارِعِ/ أُوصِي الموتى أن يَناموا مع نِسَائهم / وَلا دَاعِي أَنْ يُسَانِدُوا ثَوْرَتِي / لأَنَّهُمْ أَهْلُ الْكُوفَةِ الْخَائِنُونَ / وَرَأْسِي لَيْسَتْ رَأْسَ الْحُسَيْنِ /

     عَاصِمَتِي غُرُورُ الضَّبَابِ شَلَلُ ضَفَادِعَ / كَمْ مَشَتْ تَحْتَ أَعْمِدَةِ الكَهْرباءِ شَقائقُ النُّعْمَانِ / وَالضَّوْءُ يَنْبُشُ قَبْرَ جَدَّتِي / فأرٌ يَخْطُبُ فِي مَجْلِسِ النُّوَّابِ التَّابِعِ لِلطُّوفَانِ الصَّاعِدِ إِلَى رَايَاتٍ لا تَعْنِينِي/ سُفُني الغارِقةُ تُسْنِدُ ظِلالَها إلى رِئَتِي الْحُبْلَى/ تَخُطُّ الرَّصَاصَاتُ تَارِيخَ مِيلادِي / وَمُلوكُ الطوائفِ يُوزِّعُونَ الغنائِمَ على الذباب /
     صَدَاقَةُ السُّدُودِ / وأَجْوِبَةُ الْغَسَقِ / وسُطُوحُ مِمْحَاةِ الْحُلْمِ / أَرَقُ الْحِبْرِ لَحْظَةَ وِلادَةِ الْكَلِمَةِ / وَيَتَجَمَّعُ دُخَانُ السَّيَّارَاتِ فِي زَهْرَةِ الْوَرِيدِ / الْمُطِلِّ عَلَى يَقِينِ الضَّوْءِ / سُحُبٌ تَلْتَصِقُ بِحَنِينِي / سَقَطَ حَجَرُ الْخَوْفِ مِنْ قِرْمِيدِ النَّفْيِ إِلَى قَاعِ سَفِينَتِي / وَالْبَحْرُ مُجَفَّفٌ / وَدُسْتُورُ الأَلَمِ يُعَدِّلُ قَانُونَ أَنِينِي /
     انْعَقَدَ الْمُؤْتَمَرُ الْقَوْمِيُّ للجَرادِ / مَدِينَةٌ تُولَدُ مِنْ جِرَاحِي الْحَجَرِيَّةِ / كَانَت الْمُسَدَّسَاتُ تَنْبَعِثُ فِي الْخَوْخِ / مِثْلَمَا تَمُوتُ الشَّلالاتُ فِي قَلْبِي / مَارَّاً بِكُلِّ دَمٍ امْتَصَّنِي / اكْتَشَفْتُ أَنَّنِي الْمَشْهَدُ الشِّعْرِيُّ / فَلَمْ أَجِدْ فِي تَقَاسِيمِ رَقَبَتِي غَيْرَ قَرْيَتِي الْمُحَاصَرَةِ / رَصَاصَاتُ الْحُلْمِ الْقَمَرِيِّ تَهُزُّنِي /
     سَمِّنُوا بَنَاتِكُمْ وَزِيدُوا أَوْزَانَهُنَّ / لَعَلَّكُمْ تَحْصُلُونَ عَلَى سِعْرٍ جَيِّدٍ مِنْ شُيُوخِ الْبِتْرُولِ / اغْسِلُوا أَيْدِيكُمْ جَيِّدَاً قَبْلَ افْتِرَاسِي / وَبَعْدَ الْتِهَامِ عُيُونِي مَعَ التَّوَابِلِ / تَصِيرُ أَعْضَاءُ الْفُقَرَاءِ الْجَدِيدَةُ قِطَعَ غَيَارٍ عَلَى رُفُوفِ أَجْسَادِ الأَغْنِيَاءِ / واليَتيماتُ في صَباحِ الْعِيدِ / يُغْرِقْنَ دَمِي الْمُؤَقَّتَ الْمَسْفُوحَ عَلَى الْهَوَادِجِ / فِي الْفَطَائِرِ الذَّابِلَةِ / سَأَحْضُنُ طُرُقَاتِ الْمُدُنِ الْمَحْرُوقَةِ بِالدِّعَايَاتِ الانْتِخَابِيَّةِ / ونَظَرَاتِ الشَّعْبِ الْمَسْرُوقَةِ / سَأَنْتَظِرُ أَمْطَارَاً تُرَتِّبُ شَعْرَهَا بَعْدَ أَنْ تَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ / سَأَنْتَظِرُ حَشَائِشَ وَفِيَّةً لا تُسْحَقُ تَحْتَ بَسَاطِيرِ الْمُجَنَّدَاتِ الْمُلَمَّعَةِ / سَأَنْتَظِرُ شَمْسَاً سَقَطَ مِشْطُهَا فِي أَرْضِ المعركةِ /

     انْتَظِرُوا قَلِيلاً حَتَّى أُقْتَلَ / لِكَيْ تُتَاجِرُوا بِجِرَاحِي الْمَنْشُورَةِ فِي الصَّفْحَةِ الأُولَى مِنْ وُجُوهِ شَعْبِي / وَتَفُوزُوا فِي الانْتِخَابَاتِ الْمُزَوَّرَةِ/ حَيْثُ تَتَعَلَّمُ الصَّبَايَا وَالْوَزِيرَاتُ الأَنِيقَاتُ تَفَاصِيلَ الْمُوضَةِ / عِنْدَ رُسُومَاتِ مَذْبَحَتِي .