11‏/06‏/2019

الطريق إلى الطريق / قصيدة

الطريق إلى الطريق / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.................

     في مَساءاتِ الزُّمردِ التي تَسْبقُ إِعْدامي / تُلَوِّثُ أجراسُ صَالاتِ الرَّقْصِ دُموعَ الجنرالاتِ / رَملُ القلوبِ أعشابٌ خائنةٌ / تتسوَّقُ الزوجاتُ الخائناتُ في أبجديةِ الرَّصاصِ المطاطيِّ / يَتعرَّفُ الأَسرى عَلى فَتياتٍ جَديداتٍ كَمساميرِ المقاعدِ/ والموْتى يُنشِدون في المعْبدِ نَخْبَ ضَياعهم / تَصْلُبُ الفتياتُ العارياتُ الحزنَ على صُدورهنَّ المصلوبةِ أمامَ تُجَّارِ الرَّقيقِ الأبيضِ / وفي شَمالِ الأكفانِ مَزادٌ عَلنيٌّ لِبَيْعِ صُكوكِ الغُفران ذَاتِ الحجمِ العائليِّ /
     هُنا أو هُناك / رُوما إِلى الهلاك / سَقَطَ البكاءُ الجليديُّ في القُلوبِ النُّحاسيةِ / كِلابٌ بُوليسيةٌ تَقودُ كِلاباً بُوليسيةً/ يَحملُ الرَّمادُ على كَتِفَيْه قَطِيعاً مِن المسدَّسات / والمقاعِدُ الخشبيةُ عَلَيْها مَقاعدُ خشبيةٌ تُدعَى زَبائنَ الحربِ / لا شَيْءَ في الممرَّاتِ الباردةِ سِوى ضَفائرِ النِّساءِ / أكَلَت الفِئرانُ أحْمَرَ الشِّفاهِ / والْتَهَمَت الجِرذانُ خُدودَ العَرَائِسِ / وَنَسِيَت الرَّاهباتُ في غُرفةِ الاعترافِ حُبُوبَ مَنْعِ الْحَمْلِ ومُضَادَّاتِ الاكتئابِ /
     كُونِي شَهوانيةً يَا أمواجَ الحزنِ كَمِقْصلةٍ مِن الكَافيارِ / الحضارةُ هِيَ كُشْكُ سَجائر مَصْنوعٌ مِن خَشَبٍ فاخرٍ ! / تهريبُ الأحلامِ الممنوعةِ في خَاصِرةِ السُّيول / قَد يَغتصبُ الظلُّ الخشبيُّ لَوْنَ صَمْتِنا / صَمْتٌ رماديٌّ أَعْني بُرتقالاً مُحْتَرِقاً بدموعِ اليَتيماتِ / دَخَلَتْ في الدَّيْرِ الموحِشِ الرَّاهباتُ العَمْياواتُ / تَنخرُ أَيامَهنَّ الإعلاناتُ التجاريةُ / والبَرْقوقُ مُخْرِجٌ سِينمائيٌّ للمذابحِ العاديةِ/ إِمبراطوريةُ السُّل على هَامشِ يَوْمياتِ المساجين / يُسْعِفُ نزيفُ العاصفةِ المجروحين / مِن أَرْضِنا نَبتوا سُمَّاً صَارِخاً في تضاريسِ اللوْزِ / أنا الْمُهَاجِرُ في دِمائي / لا أبْحَثُ عَن السَّجَّادِ الأحمرِ في المطَاراتِ / لأنَّ دَمِي هُوَ السَّجَّادُ الأحمرُ في الذِّكرياتِ /    
     أُغنياتُ بَناتِ كِسْرى/ قَمرٌ يَطْلعُ مِن أَزِقَّةِ الجِرذان / غَابةُ الأظافرِ / الذِّكرياتُ المعلَّبةُ كَحَليبِ الرَّاقصاتِ/ نَزيفي أثاثُ قلوبِ اليَتامى / نَرمي دُموعَنا السَّاخنةَ على البَلاطِ الباردِ / وَكُلُّ القَواربِ مُحمَّلةٌ بأكياسِ الذِّكرياتِ وَجُثثِ الصَّيادين / فَكُنْ فَيْلسوفاً كَالحطبِ لِنَفْهمَ فَلسفةَ المحكومين بالإعدام / أو فَلْسفةَ الزَّوْجاتِ الخائناتِ / سَيَحْرِقُ صَوْتُ المطرِ أخشابَ البيانو في ليالي الخريف /
     لا فَرْقَ بَيْنَ الأبيضِ والأسْوَدِ / تُحْلَبُ نُهودُ النِّساءِ في بَراميلِ النِّفْط / وَالشُّطآنُ تَصُبُّ الحليبَ في النِّفْط / يَنهمرُ عَرَقي في حُفر المجاري / أُلَمِّعُ سَيفي بِمِلْحِ دُموعي/ فَادْفِنُوا سَيفي مَعي في قَبري / وُلِدْنا مَعاً / وَمِتْنا مَعاً / انتصَرْنا مَعاً / وانكسَرْنا مَعاً .