15‏/06‏/2019

خواطر جندي فرنسي / قصيدة

خواطر جندي فرنسي / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.............

     يا قَائِدي / لا تَنْسَ أن تُمَثِّلَ بِجُثتي / لترتاحَ نفسُكَ النَّازفةُ عُشْباً للأضرحةِ / وتتأكَّدَ أنَّكَ مِن الغُزاة / وَلْتَفْرَحْ بَناتُ بَاريس حِين يَتذكرنَ انكساري / وَيَذْهبنَ إلى حَفْلةِ الجماجم / في أُمسياتِ لاس فِيجاس /
     كُنتُ في الحانة الرَّمْلية مَعَ عَشيقتي / نَشْربُ هَزائِمَ نابليون / ونأكلُ منافي فيكتور هوغو / فيا كَتيبةَ الدِّيدانِ /  اذْهَبي واسْرِقي الجزائرَ / عِنَبُ الجزائرِ نَبيذُنا / وَنَحْنُ شَوارعُ الضَّجرِ /
     يَا زَوْجاتِ الجنودِ السَّميناتِ / أَجِّلْنَ الخِيانةَ الزَّوْجيةَ قليلاً ! / لا تُسْرِعْنَ في المشي على الأكفان / لَدَيْنا الوقتُ الطويلُ لإِحراقِ المحاصيلِ الزِّراعية /
     دِيغولُ يا رَمزَ الجريمةِ المرصَّعةِ بأوسمةِ الفِيتو / تَقَدَّموا يَا شَبابَ هَوَسِ القَتْل / اسْحَقُوا جِرَارَ الماء لِيَعْطشَ أطفالُهم / اشْرَبُوا بَحْرَهم لتُصَابَ سَوَاحِلُهم بالجفاف / أَحْضِروا عُكَّازاتِ العجائز إلى مَتاحفنا /
     أيها الجنديُّ النُّحاسِيُّ / يَا ذَا الأصابعِ الحاقدةِ / كَرِّرْ أَوهامَكَ حتى تُصَدِّقَها / كَرِّرْ إِجْرامكَ حتى تَراه حُرِّيةً / مَزِّقْ ذاكرةَ الأشجار / واغْرَقْ في ألحانِ دُموعِ المتوسِّط .