31‏/07‏/2019

نداء أخير إلى مومسات المدينة الجارحة / قصيدة

نداء أخير إلى مومسات المدينة الجارحة / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.............

     لِلْمَجَاعَةِ خَناجِرُ الرِّيحِ وغُرْبةُ الياسمين / صَارَتْ أناشيدُ اليَتامى خَارِطةً لأدَوَاتِ الحدَّادِ / وَهُوَ يُجَهِّزُ السَّيَّارَاتِ الْمُصَفَّحَةَ بِاللحْمِ الأُنْثَوِيِّ / وَحِينَ تَرْكَبْنَ مَعَ زَبُونٍ جَدِيدٍ / تَنْهَارُ أَشْرِعَةُ الْفَيَضَانِ عَلَى ثَأْرِ الْجَاهِلِيَّةِ / وَيَصْحُو النِّسْيَانُ عَلَى أَكْوَامِ الْحَدِيدِ الْعَائِلِيَّةِ / 
     رُكَامٌ يُغَنِّي لِلضَّائِعَاتِ / حَتَّى يَنْسِجْنَ مِنْ سَوَادِ الْغُرَابِ نَظَّارَاتٍ رَخِيصَةً / ذَاتِ إِطَارَاتٍ مِنَ الْبَرَارِي الصَّدِئَةِ / الفَجْرُ الكاذِبُ يُهِيلُ الانْتِحَارَاتِ عَلَى صُدُورِكُنَّ / طَوَابِيرُ مِنَ الشَّابَّاتِ الدُّمَى / يَنْتَظِرْنَ عَلَى أَبْوَابِ الْقَصْرِ / لَعَلَّ رَجُلَ الأَعْمَالِ الثَّرِيَّ يَسْتَأْجِرُ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ أَوْ يَشْتَرِيهَا /
     زُجَاجِ الْفُنْدُقِ النَّظِيفِ/ الطَّابِقُ الْعِشْرُونَ/ وَالظَّلامُ الْمَجْنُونُ / يَلْمَحُكُنَّ الْهُدُوءُ الْقَتِيلُ خَارِجَاتٍ مِنْ دَهْشَةِ الْخَرِيفِ/ مُضَرَّجَاتٍ بِالْمَعَاوِلِ بِالنِّعَالِ بِالْقَحْطِ الْعَنِيفِ/ فُقَاعَاتُ دَمٍ مُتَوَحِّشَةٌ / والصَّدَى يُنْكِرُ صَوْتَهُ/ مَارِيجوَانَا فِي غَثَيَانِ النَّمْلِ الأَحْمَرِ/ عَلَى أَكْتَافِ التَّمَاثِيلِ فِي الْمَيَادِينِ الْعَامَّةِ / وَشُرْطِيُّ الْمُرُورِ يُرَتِّبُ ذَاكِرَةَ الزِّحَامِ / وَيُفَكِّرُ فِي مُظَاهَرَةٍ لِزِيَادَةِ رَاتِبِهِ / غَمَامَةٌ عَلَى سَكَاكِينِ الأُفُقِ / فَتَاةٌ مَشْنُوقَةٌ عِنْدَ الأُرْجُوحَةِ .