05‏/09‏/2019

أغنية سريعة لثوار جنوب تايلند / قصيدة

أغنية سريعة لثوار جنوب تايلند / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

................

     نَحْنُ نُقَاتِلُ / لِكَيْ يَظَلَّ الآخَرُونَ نَائِمِينَ مَعَ نِسَائِهِمْ / فِي غُرَفِ النَّوْمِ / كُلُّ الْحَمَلاتِ الصَّلِيبِيَّةِ لَنْ تَهُزَّ خُيُوطَ جَوَارِبِنَا / نُؤَذِّنُ فِي سُجُونِ الْوَهَجِ / وَنُصَلِّي عَلَى الْبَلاطِ الْبَارِدِ / وَكُلُّ أَشْيَاءِ الزَّنَازِينِ تُصَلِّي وَتُقَاتِلُ / وَتُقَاتِلُ وَتُصَلِّي / سُجُونُنَا أَحْزِمَةٌ نَاسِفَةٌ / وَكُرَيَاتُ دَمِنَا ذَاكِرَةُ الْمَنْجَنِيقِ / نَخْلَعُ دُودَ الْمَنَافِي مِنْ جِلْدِ الضَّبَابِ / خَطِّ الاسْتِوَاءِ / صَفِيحِ الطُّوفَانِ / وَنَخْرُجُ مِنْ جُلُودِنَا / أَسْرَابَاً مِنَ الْفَيَضَانَاتِ الْحَارِقَةِ /
     كُنْ دَمِي الْمُتَفَجِّرَ / أَوْ جَوَازَ سَفَرٍ لِلصَّاعِقَةِ / سَنُعْلِنُ اسْتِقْلالَنَا عَلَى أَرْضِنَا / وَحُلْمِنَا / وَذِكْرَيَاتِ أُمَّهَاتِنَا / وَنُوَزِّعُ الْحَلْوَى عَلَى الطُّيُورِ / فِي هِجْرَتِهَا إِلَى أَقْفَاصِنَا الصَّدْرِيَّةِ / مَآذِنُنَا إِعْلانُ اسْتِقْلالِنَا / وَقُرْآنُنَا دُسْتُورُ دَوْلَتِنَا/ وَعِيدُ اسْتِقْلالِنَا جُثَثُ الْغُزَاةِ/ الَّتِي جَرَفَتْهَا سُيُولُ دَمِنَا الْمَاحِقَةُ / فِي الْمَسَاءِ نَعْمَلُ عُشَّاقَاً لِلأَلْغَامِ / لا عُشَّاقَاً لِلْمَلِكَاتِ التَّافِهَاتِ /
     لا تَنْتَظِرْ مَلَكَ الْمَوْتِ كَيْ يَأْتِيَكَ / اذْهَبْ إِلَيْهِ وَاثِقَاً بِالَّذِي سَيَنْزِعُ حَيَاتَهُ / قَالَ الْوَرْدُ الْبَرِّيُّ الَّذِي يُقَدِّمُ لَنَا الدَّعْمَ اللوجِسْتِيَّ : (( عِنْدَمَا أَمْسَكْتُ الرَّشَّاشَ لأَوَّلِ مَرَّةٍ تَذَكَّرْتُ أَوَّلَ امْرَأَةٍ أَحْبَبْتُهَا وَأَحَبَّتْنِي ))/ لا فَرْقَ بَيْنَ خَنَاجِرِ الْعِشْقِ وَالْقَنَابِلِ الْهَيْدرُوجِينِيَّةِ / لأَنَّ الذَّهَابَ إِلَى الْمَعْرَكَةِ فَلْسَفَةُ لَيْلَةِ الدُّخْلَةِ /
     يَا مَنْ وُلِدْتُمْ فِي الْمَعَارِكِ/ وَوَلَدْتُمُ الْمَعَارِكَ/ ادَّخِرُوا الرُّومَانسِيَّةَ/ حَتَّى تُغَازِلُوا الْحُورَ الْعِين / لا وَطَنٌ / وَلا حَاكِمٌ / وَلا حُكُومَةٌ / وَلا شَعْبٌ / نَحْنُ الْوَطَنُ وَالْحَاكِمُ وَالْحُكُومَةُ وَالشَّعْبُ / إِنَّ الْمُجْتَمَعَ الدَّوْلِيَّ ذُبَابَةٌ نَبْصُقُ عَلَيْهَا وَنَدُوسُهَا /
     ادْفِنْ هَذِهِ الأَرْضَ الْعَرْجَاءَ / وَاصْنَعْ أَرْضَاً حَالِمَةً بِلا أَمريكا / ادْفِنْ هَلْوَسَةَ الشَّرْعِيَّةِ الدَّوْلِيَّةِ / وَازْرَعْ شَرْعِيَّةَ وُجُودِكَ الدَّوْلِيَّةَ / خَالِيَةً مِنْ كِلابِ الْفِيتُو / لَكِنَّ الْمَلِكَةَ فِكْتُوريَا كَبِيرَةُ الدُّمَى / فِي مَسْرَحِ الْعَرَائِسِ الْمَحْرُوقِ / لَنْ تَقْتَنِعَ بِغَيْرِ شَهْوَتِهَا الْجِنْسِيَّةِ الْمَهْوُوسَةِ / خُذْهَا سَبِيَّةً / وَتَاجَهَا غَنِيمَةً / وَاتْرُكْ لَهَا ذِكْرَيَاتِ عُشَّاقِهَا الْعَاطِلِينَ عَنِ الْعَمَلِ /
     بَيْنَ عُيُونِنَا / يَسْهَرُ الثُّوَّارُ عَلَى حِرَاسَةِ قُطْعَانِ الانْقِلابَاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ / وَدُودَةُ الْقَزِّ تَحْمِلُ عَلَى ظَهْرِهَا مِصْفَاةَ نِفْطٍ عَمْيَاءَ/ وَتَلْعَبُ الشِّطْرَنجَ مَعَ صَدِيقَاتِهَا الْعَوَانِسِ / حَاوِلْ يَا صَوْتَ الرَّعْدِ / أَنْ تُصَمِّمَ عَلَمَاً لِدَوْلَتِنَا الْجَدِيدَةِ.