08‏/09‏/2019

ملحمة غزة / قصيدة

ملحمة غزة / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...............

     صَاعِداً إِلى غُيومِ الدَّمِ الحارقِ / لأَخْمِشَ ذُبابَ المهرِّجين / أُمِّي أَعْطَتْنِي بُنْدقيةً / وقالتْ لِي :  (( اغْرُبْ عَن وجهي ولا تَعُدْ ))/ أنا يا أُمِّي لَن أعودَ/ إلا حِينما فلسطين تَعود / لن أعودَ إلى دِماءِ النَّيازك / إلا إذا غَرستُ أعلامي في مَمالكِ بَناتِ آوَى / دخلتْ أَناشيدُ نِصَالِ المقاصل في ذكرياتِ البارود/ لا بُدَّ يا أمطارَ القلوبِ أَنْ نَعُودَ/ سَأَغْسِلُ دِمَاءَ الأسماكِ بِعَرَقِ الشُّموسِ الرَّاكِضَةِ إِلى صَدْرِي / الآنَ تبدأُ مَلاحِمُ الذَّاكِرَةِ بَيْنَ سَيْفِ الشَّمْسِ وأُنشودةِ الرَّعْدِ / يَبدأُ صُعودُ الفَراشاتِ مِن أنقاضِ الشَّرايين / وَلْتُولَد الأرضُ نَقِيَّةً مِن ضَوءِ عِظَامِنا مُسَدَّسَاتِ مَعِدَةِ الرِّيح / رَضِعْنا حَليبَ البنادق / وتَعَلَّمْنا لُغةَ النارِ مِن رُومانسيةِ النار / واعتنقْنا ذَاكرةَ الرصاصِ الحيِّ شَجراً حارقاً /
     على أَرضِنا بَاقُون / كَزَيْتُون المجرَّاتِ / فاذهبوا إلى حِبْرِ الكُتبِ الميْتَةِ / يا جِرْذانَ الحضارة / وَعُودُوا مِنْ حَيْثُ جِئْتُمْ يَا سماسرةَ الحروبِ الدِّيمقراطيةِ / لَيْسَ فِي دَمِنَا إِلا نزيفُ الأنهارِ المتفجِّرُ / فَلا تُتْعِبُوا أَنْفُسَكم في حِساباتِ الهزيمة / وَمَتاهةِ جِنرالاتِ السِّيرك/ أيُّها الوَهمُ المعلَّبُ في جُنونِ الحديدِ/ ارْحَلْ مِنْ أرضِنا / مِنْ قناديلِ الرعد / مِنْ كَسْتناءِ المجزرة / مِنْ زَيْتِ الزَّيتون / مِن زَعْتَرِ المذابحِ / ارْحَلْ / أُحِبُّكِ يا حَيفا كَي أَعشقَ غروزني / أُعانقُ وُجوهَ أجدادي على عِنبِ الخليلِ / كَي تَقْبَلَنِي سَراييفو شَامَةً على خَدِّها / رَضِعْتُ مِن النَّارِ طَعْمَ النارِ/ فَصِرْتُ مُسدَّساً في يَدِ الشَّفقِ /
     انتظري قَليلاً يا شَرْكَسيةً تَمشي في يافا / سأُحرِّرُ فلسطينَ بسرعةٍ / ثم نتزوَّجُ في أعراسِ الطوفان / سَأغْسِلُ دِماءَ الشُّموسِ بماءِ الوَردِ بِدَمْعِ السُّيوفِ / لأُزيلَ أوساخَ الجِرْذان على الكَراسي الجِلْديةِ/ سَأجعلُ جَماجمَ السُّجونِ مَصابيحَ مُنيرةً في عُرْسي/ تَمشي البَنادقُ في كُرَيَاتِ دَمِي / مَهْرُ حَيْفا بُندقيةٌ مَغسولةٌ بدماءِ الأنهارِ / بِجُثثِ الرِّمالِ / بأكفانِ النِّسيان /
     فِئرانُ مَحاكِمِ التفتيش / وَمُخترعو صُكوكِ الغُفران / وَحَضارةُ يَهوذا الإسخريوطيِّ / أثداءُ الجواري التي تَسيلُ نِفطاً لِلتَّوابيتِ الكَهْربائية / كَم يَحتاجُ العالَمُ الحرُّ مِن شُهدائنا نُمُورِ الشَّفق / كَي تَبتعدَ الكِلابُ عن أكلِ أطفالِنا وطائراتِهم الورقية ؟! / وَمَرَّت في لُعابِ الثِّيرانِ خِيَاناتُ الثعالب/ والليلُ يَبْني مِن نُعوشِ أبنائي أبراجاً لِلدَّمْعِ القُرْمزيِّ/ تَركضُ الكِلابُ البُوليسيةُ وَراءَ خَلْخَالِ يَمامةٍ/ تَغتسلُ بِعَصيرِ الاحتضارِ /
     يا ذِئبةً تَكْشِفُ حُزْنَها/ لِيَفْرحَ الغبارُ على طَاولاتِ الْمَطْعَمِ المهجورِ / نُفْطِرُ في مَمالكِ الشَّفقِ / ونتغدَّى على أكفانِ الشَّاطئِ/ ونَتَعَشَّى على ضَوْءِ شموع الانتصارِ / أَطلقتُ على الرَّصاصِ فُؤادي / فَعَادَتْ بِلادي/ سَأُبَرِّدُ حَرارةَ الجثثِ الرَّمْليةِ في مَعِدةِ الشَّاطئِ / وَكُلُّ دُمُوعِ الأطفالِ رَصاصٌ وَلَيْمُون / وَدَجاجاتُ أُمَّهاتِنا تَقْضِمُ صَواريخَ الغزاة / أَظافِرُنا كَاتيوشا الانقلابِ / وقِلاعُنا نارُ الاجتياحِ / وَحَرارةُ المطرِ لَمَعانُ عُيونِنا / لَم تَجْلِس الموانِئُ معَ أُمراءِ الحربِ وَتُجَّارِ الجثثِ / فَلْتَسْكُن البُروقُ في القَلْبِ الذي أَحَبَّها / نَقْلي جَماجمَ الرِّمالِ في دِماءِ العَناكبِ / وَنَنْشُرُ أشلاءَ الرِّياحِ على حَبْلِ الغسيلِ /
     كُلُّ تَارِيخِ الأراملِ يُقَاتِلُ/ وَكُلُّ دَهْشَةِ الأيتام تُقَاتِلُ/ وَكُلُّ خِيَامِ اللاجئين تُقَاتِلُ/ وَكُلُّ مُدُنِ اللهيبِ تُقَاتِلُ / وَكُلُّ أَظَافِرِ الغاباتِ تُقَاتِلُ / لَن أَخْسَرَ سِوى خَيْمتي / أنا النَّجارُ المتخصِّصُ في صِناعةِ نُعوشِ الرِّمالِ الخائنةِ / وَجُيوشُ رِئتي تَحْرُسُ حُدودَ أحزاني / فَشُكْراً لِكُرَياتِ دَمي / التي بَاعَتْ ذِكْرياتي في الْمَزَادِ العَلَنِيِّ /
     نامي يَا حَنجرةَ اللازَوَرْدِ معَ عَشيقكِ بِهُدوءٍ / كَي تَفوزي في انتخاباتِ المجزرةِ/ لَم يَعُد الحطَبُ النُّحاسِيُّ يُمَيِّزُ بَيْنَ نَبيذِ الأميراتِ وَدِماءِ الشُّهداءِ / أُحَرِّرُ البُحَيْراتِ السَّبايا مِن زُجاجاتِ الدَّم / والأرقِ / وَتَعاليمِ أفاعي الضَّبابِ / احْرِقي يَا رُعودُ أجسادَ الصَّمْتِ / كَي تَنْسَى الْمُراهِقاتُ الْمُحْتَرِقاتُ بِقِصَصِ الْحُبِّ الفَاشِلةِ عِيدَ الْحُبِّ / وَلا حُبٌّ في أسْفَلْتِ النَّزيفِ / سِوى حَطَبِ الْمَوْقَدةِ / نَسْطُعُ كالطوفان / نَتداخلُ مَعَ ضَميرِ العشب المبتلِّ بالحديدِ / احْرِقْ وَرَقَ الخريفِ بِأُكسجين رِئةِ المرفأ الفَيْرُوزيِّ / ألْفُ صَليبٍ يَقْتُلُني / وَمَا زِلْتُ أمشي / حَاضِناً دِماءَ الزَّيْتونِ المشْنوقِ / الآنَ بَعْدَ الطوفان الماحِي/ أُعْلِنُ كَبِدي مُنْتَجَعَاً سِياحياً لِلبَارود/ وَنَمْحُو جُثثَ السُّنونو مِن خَارطةِ المطرِ / فلا تَخَفْ مِنْ مَنْظَرِ المصلوبين / قَضَيْتُ حَياتي مُعَلَّقاً على الصَّليبِ / فَنَزَلْتُ حَامِلاً عَلَمَ بِلادي / وَصَلبتُ الصَّليبَ/ وَشَنقتُ المِشنقةَ / وَمَا زِلْتُ أُقَاتِلُ وَأُقَاتِلُ / وَحْدي أعيشُ مَلِكاً / وأفرضُ شُرُوطِي على الملِكاتِ السَّبايا وَمَمالكِ الإِمَاءِ / وأنا العَالي في حَياتي ومَماتي/ (( عُلُوٌّ في الحياة وفي المماتِ بِحَقٍّ أنتَ إحدى الْمُعْجِزات )) /
     وأَعَدْتُ صَلْبَ يَهوذا الإسخريوطيِّ / كَي يَحْدُثَ الطَّلاقُ النِّهَائِيُّ بَيْنَ العَهْدِ القديمِ والعَهْدِ الجديدِ / تتزوَّجُ بُندقيتي جُثَثَ حُرَّاسِ الصدى / فلتَكُنْ أَرصفةُ الموانئِ نُعُوشَاً رُومانسيةً سَابِحَةً / فِي دِماءِ الغزاةِ الرُّومانسيةِ / ينْتَشِرُونَ كَالسُّلِّ في رِئةِ الشَّمسِ النَّقيةِ / كَسُعَالِ العاطلين عَن العَملِ / كَرَجْفَةِ النِّساء اللواتي يَرْقُبْنَ عُيُونَ الْمُغْتَصِبِين/ وَلَم تتقدَّم الثعالبُ العَاطِلةُ عَن العَملِ دِفاعاً عَنْهُنَّ /
     الدِّيَكةُ المذبوحةُ في عِيدِ التَّطهير العِرْقيِّ / كُلُّ جُثَثِ الشُّطآنِ مَجالُ نُفوذي / سَأَخْمِشُ الظلامَ بالبارودِ العاشقِ / بالرَّصاصِ الحيِّ / بأسنانِ المِيناءِ البَعيدِ / (( جِئتُ لأُلْقِيَ على الأرض _ أَرْضِ الكوكايين السِّياسي _ ناراً فَكَمْ أُريد أن تكونَ قد اشْتَعَلَتْ ؟ )) /
     في قَفَصي الصَّدْرِيِّ حَدِيقةُ حَيَواناتٍ غَيْرِ أَليفةٍ / يا مَمَالِكَ إِبْليسَ الدِّيمقراطيةَ / نَمْحُو سُعَالَكِ السَّامَّ مِن الخارطةِ / سَنَدْفِنُكِ في رِمَالِ صَحارينا / فَخُذوا مَجْدَكم أيُّها القَتَلةُ قَبْلَ الذهابِ إِلى ذَاكرةِ ثَمُود / هَذا مُسَدَّسي الجديدُ هُوَ خَارطِةُ العالَمِ الجديدِ / وَهَذا الكِفاحُ المسلَّحُ هُوَ ضَوْءُ البَحرِ البَعيدِ /
     مُسْتَنْقَعُ الضَّفادعِ الْمُتَحَضِّرةِ / مُضَادَّاتُ اكتئابي هِيَ انتحارُ الطغاةِ / يُدَافِعُونَ عَن الكِلابِ وَيَقْتُلونَ الشُّعوبَ / أُخَزِّنُ القَنابلَ في دُموع قِطَطِ الشَّوارعِ / التي انتهتْ مُدَّةُ صَلاحِيَّةِ أُنوثتها / لا فَرْقَ بَيْنَ فأرةٍ وَضِفْدعةٍ / إذا كانَ النِّسيانُ مَهْووساً بالجِنْسِ / تَصيرُ حُفَرُ المجارِي تَاريخاً شَرِيفاً لِلْمُومساتِ الشَّريفاتِ / فَلا تَرْمِ يَا قَمَرَ الآلامِ جُمْجمتي تَحْتَ نِعالِ الرِّياح / كُنْ أيُّها الحطَبُ أكثرَ شَرَفَاً مِنَ الماريجوانا والقَرَاصنةِ المتقاعِدين/ مَتَى يَا نَسْرَ المجاعاتِ والمخيَّماتِ / سَتُلْغِي أحزانَ الشاطئِ البعيدِ ؟ / ذِكرياتُ الأسفلتِ حَشَرَاتٌ على مَكاتبِ أُمراءِ الحرب / سَنَصُبُّ عَلَيْها الْمُبيداتِ الحشَريةَ مِثْلَ عَصيرِ البُرتقال / فَلْيَكُن اسْمَ الصَّحراءِ مَنْجَمَ فَحْمٍ/ وَاحْرِق الرَّايةَ البَيضاءَ/ لا أُريدُ اللونَ الأبيضَ في رَايَاتِ الشَّفَقِ / خُذْ دَمَ السَّوْسَنِ وَرْدَةَ الدَّمارِ النِّهائيةَ / وَرْدَةَ المعنى النِّهائيِّ في احْمرارِ الدِّماءِ / وَلا تُصَدِّقْ وَصْفَ الخريفِ في أمعائي البلاستيكيةِ / تَمُرُّ الأهراماتُ على تَماسيحِ النِّيل / ويَخْرُجُ مِنْ أعماقِ الرَّصاصِ ضَوْءٌ يَكْسِرُ احتضارَ البَحْرِ / وَسَوْفَ يأتي أطفالُ غَزَّةَ حَامِلِينَ في أقلامِ الرَّصاصِ مَرَافِئَ القَمرِ/ أجفانُ بَحْرِ غَزَّةَ مَحْرَقةُ المطرِ الحِمْضِيِّ / وَفِّرْ ثَمَنَ الخشبِ يَا ضَوْءَ الشُّموع / سَنَدْفعُ ثَمَنَ نُعوشِ الغُزاةِ / حِينَ نَبيعُ ذِكرياتِ الضَّفادعِ في سُوقِ النِّخاسةِ / أَصْنَعُ مِن خَشَبِ مَقاعدِ المدارسِ تَوابيتَ لِرِياحِ الخمَاسين / فلا تَبْنُوا يا حَفاري القُبورِ مِنْ جَثَامِين الضَّحايا / نَاطِحاتِ سَحَابٍ لِلتَّحرشِ الجِنْسيِّ /
     نَحْنُ ورِمالُ البَحْرِ مَا زِلْنا نُقاتِل / وَنُدافِعُ عَن شَرَفِ الموْجِ / وُلِدْنا مَعَاً ونموتُ مَعَاً / أَحْرَقْنَا الرَّايةَ البيضاءَ / وَدَرَّبْنَا قِطَطَ الشَّوارعِ على حَمْلِ السِّلاح / وانْتَصَرْنَا في مَعَاركِ كَوْكَبِ المريخ / وَنَقَلْنا الكِفاحَ المسلَّحَ إِلى القَمَرِ / كُلُّ عَنَاصِرِ الطُّوفان سَتُقَاتِلُهُمْ / مِضَخَّاتُ المياهِ في الْمُخَيَّماتِ/ وَالحشَراتُ الضَّوئيةُ / والأعشابُ البَرِّيةُ / وصَهيلُ الأنهارِ / وَبَارودُ الذَّاكرةِ / وَخُطواتُ أَجدادي في أزيزِ المستحيلِ /
     الآنَ أُعْلِنُ بَدْءَ القيامةِ / قِيامَتِنا الخصوصيةِ / وَلْتَكُن المعركةُ بَيْنَ دَمي وَرِياحِ الخمَاسين / هَزَمْنَا جَيْشَ الرِّمالِ الذي لا يُهْزَمُ / وصِرْنا الجيشَ الذي لا يُهْزَمُ / وللآخرينَ رَاياتُ الهزيمةِ المنقوعةِ في نَبيذِ الخديعةِ / نُحَوِّلُ الفَراشاتِ إلى نُسورٍ / وَالخِيَامَ إِلى بَنادق / وَدُموعَ الأراملِ إلى مُسَدَّسَاتٍ / وأكياسَ الطَّحينِ إلى بَارود /  
     صَاعِدَاً إلى ضَوْءِ استقلالِ الْحُلْمِ عَن الرَّصاصة / هَذهِ دِمَاءُ السُّنونو سَجَّادٌ أحمرُ لِعَوْدةِ الجيشِ المهزومِ/ احْتَرِقُوا يَا أبناءَ الصَّمْتِ بِعَرَقِ البَحْرِ تَحْتَ أَقْدَامِ الرَّاقِصاتِ/ فَلَمْ نَستفِدْ مِن رُومانسيةِ بَناتِ آوَى غَيْرَ زِيادةِ العُنوسةِ / فَاشْرَبُوا أنخابَ المجزرة / ولا تَعُودوا إِلَيْنا / مُستنقعُ الدَّمِ في شَلالاتِ جُثثِ الأطفالِ / نُعوشُ أصحابِ عَرَبَاتِ الفَوَاكِه / قَد أَنقلُ يَوْمياتِ عَمُودي الفِقرِيِّ إلى القَمرِ / وَسَوْفَ نُعَبِّدُ أجنحةَ الذُّبابِ بِدُموعِ الرِّمالِ / عَرَقُ الصَّحْراءِ زَيْتُ المصابيحِ الْمُعَلَّقةِ / في سَقْفِ غُرفةِ الإعدامِ / فَكُنْ يا مَطرَ الجروحِ حَيْثُ يَبدأُ طِفْلُ المجزرةِ في البَحْثِ عَن أُمِّهِ / نَبحثُ عَن البَحَّارةِ الضَّائعينَ بَيْنَ بَراميلِ النِّفطِ عَلى رَصيفِ الميناءِ / الذي تَقْصِفُهُ خُدُودُ الدَّبَّابةِ / هَل كَانَ الْجُرْحُ وَحيداً ؟ / هَل كانَ الكابوسُ أَجْمَلَ سِيناريو مَنْطِقيٍّ لِلْمِقصلةِ ؟ / هَل كَانت الغَجَرياتُ في الأندلسِ يَدْرُسْنَ ذِكرياتِ البَدْوِ الرُّحَّلِ ؟/ لَم أَذْكُرْ دَمَ الأراملِ وَعَرَقَ السَّنابلِ / فَابْدَأْ / أَوْ كُنْ بَدْءَ القِيامةِ فِينَا / كَي يَسْكُنَ الشُّهداءُ في أجفانِنا / هَل أَغْلَقَ الزَّبدُ مَعْبرَ الأحلامِ ؟/ هَل فَتَحَ الفِطْرُ السَّامُّ سُجُونَهُ لأنينِ الْمَرْضَى ؟ / هَل اخْتَرَعَ زَنازينَ إلكترونيةً لِلتَّعذيبِ الرُّومانسيِّ ؟ / سَرَقَ الليلُ ضَوْءَ المطرِ / والفقراءُ يَمُوتونَ في طَابُورِ الْخُبْزِ / مُوتِي أيتها الأكذوبةُ الْمُقَدَّسةُ / افْتَحِي سُجُونَكِ لِجُنُونِكِ / انْدَثِرْ أيها الوَهْمُ العَجوزُ / ولا تُوَرِّثْ بِلادَ الشَّمْسِ للدُّخانِ الأجنبيِّ / لأنَّ النَّوارِسَ لَيْسَتْ خَاتَماً في إِصْبَعِكَ / اذْهَبْ إلى دِيمقراطيةِ إِبادةِ الْهُنودِ الْحُمْرِ / (( إِذا جَاءَ موسى وألقى العصا / فَقَدْ بَطَلَ السِّحْرُ يا سَاحِرُ )) /
     وَقَعَ حَدِيدُ الرُّوحِ على نُحَاسِ الجسَدِ السَّاخِنِ / كَأَنَّ جَثَامِينَ العَابِرِينَ إِلى السَّماءِ مَدَى الفراشةِ / فلا تُصَدِّقْ خَاصِرةَ الأمسِ يا وَجْهَ العُشبِ / يا وَجْهَ أُمِّي الضَّائعَ بَيْنَ أوراقي القَديمةِ / وَزُجاجِ القِطاراتِ التي لا تَعودُ / يا قَمَراً يُرَبِّي الماعزَ في مَصَاعِدِ نَاطحاتِ السَّحَابِ / هَل سَيُصَدِّقُ دَمُ الأطفالِ أقنعةَ بَناتِ آوَى ؟ /  
     لا لَيْلٌ حَوْلَ لَيْلِ الشُّهداءِ في أظافرِ الذاكرةِ / وَلا دَمعاتٌ مِن الألمنيومِ / تَسيلُ على الأثداءِ المكشوفةِ للمَذْبحةِ / وَبَراميلُ النِّفطِ تَرتدي العَمائمَ / وامرأةٌ صَدْرُها حَقْلُ نِفْطٍ مَسْروقٌ / يَنغمسُ احتضارُ الأرضِ في صُراخِ الأطفالِ / نُهودُ المذيعاتِ مَكْشُوفةٌ للجماهيرِ الثَّوْريةِ الْمُثقَّفةِ / والمشَانِقُ الزُّجاجيةُ تُزَيِّنُ كَواليسَ المسْرَحِ / نِسْوةٌ للبَيْعِ يَقِفْنَ في طَابورِ سُوقِ النِّخاسةِ / يَنْتَظِرْنَ مَنْ يَدْفَعُ أَكثرَ / وَطنٌ يَشربُ دِماءَ الشُّهداءِ / وَيَبْصُقُها نِفطاً / جُمهوريةُ العَوانسِ الدِّيمقراطيةُ / قُولي لِي أيتها العَانِسُ التي تَرتدي تَنورةً فَوْقَ الرُّكبةِ / هَل دَمي في حُفَرِ المجاري هُوَ فَضيحةُ الذِّئبِ الرُّومانسيِّ ؟ / هَل الفأرُ المثقَّفُ يَطْلُبُ مِنْكِ كَشْفَ لَحْمِكِ كَي يَزدادَ سِعْرُكِ ؟ / تُصبحُ المجزرةُ أكثرَ رُومانسيةً في حَقائبِ عَارِضاتِ الأزياء / وَتُصبحُ لُحومُ الأطفالِ المحروقةُ أجْمَلَ هَدِيَّةٍ في رَأسِ السَّنة ؟ /
     اللهُمَّ اغْفِرْ لأمَّتي / فَإِنهم رُعْيانُ غَنَم / مُجْرِمٌ يَلُومُ الضَّحيةَ / وأقاربُ الضَّحيةِ يُصَفِّقُون لِلْمُجْرِم / وَالغاباتُ المحترقةُ تتعلَّمُ عَزْفَ البيانو على أكفانِ الأطفالِ / أيتها الجِرَاحُ الرُّومانسيةُ التي بَاعَتْ قَلْبي في عِيدِ الْحُبِّ / هَل أنتظرُ البَغَايَا يُدَافِعْنَ عَن كُرياتِ دَمي تَحْتَ الرِّمال ؟/ هَل أنتظرُ قُدومَ البَرْقِ كَي يُقْنِعَ الذِّكرياتِ أنَّ جُثْماني حقيقةُ المعنى لا مَجَازٌ شِعْرِيٌّ ؟ / هَل أنتظرُ رِجالَ المافيا لِيَمْنَحُوا المشلولينَ الكَرَاسِي المتحرِّكةَ مَجَّاناً ؟/ شُكراً لَكَ يا قاتِلي/ لأنَّكَ زَوَّجْتَ كَبِدي للنَّيازك !/
     (( كَم فَارِسٍ هُوَ في الحقيقةِ عِندَ رَاتِبِهِ مَطِيَّة / وَمُدَجَّجٍ قادَ السَّرِيَّةَ وَهُوَ قَوَّادُ السَّرِيَّة )) / لا تَدْفَعْ مِن نِفطِ عِظامِ الضَّحايا أَتعابَ القاتِلِ المأجورِ في آخِرِ الليل / وَأَشْعِلْ لَيْلَ العُشَّاقِ بالاجتياحِ البَرِّي / بِالفتوحاتِ الحاسمةِ / كُلُّ تاريخِ الأنقاضِ حَدَّادٌ يُصَفِّحُ قَفَصِي الصَّدْرِيَّ ضِدَّ الألغام / فَلْتَمُتْ يا رَمْلَ البَحرِ / عَارِياً مِنَ المجدِ / لابِسَاً خَنَادِقَ العَارِ / وَلا تَقْلَقْ على زَوْجَتِكَ / فالغبارُ يُعامِلُ السَّبَايا بِاحْتِرَامٍ /
     جُرْحٌ لِكُلِّ الكِلابِ البوليسيةِ وَالسَّائِحاتِ الأجنبياتِ / يَا مَسِيحَ اللهِ / أَنْتَظِرُ نُزُولَكَ مِن السَّماء / حَتَّى تَكْسِرَ الصَّلِيبَ / وَتُعِيدَ تَشكيلَ هَذا العالَمِ المجنون / حُرُوبُنا المقدَّسةُ نَشِيدُ قَوْسِ النَّصْرِ / لا نُريدُ ذِكْرياتِ الْبَدْوِ الرُّحَّلِ / في مَساءِ الأبجدياتِ الْمَنْسِيَّةِ / أَيَّتها الأكواخُ الحاكِمةُ على ذِكريات الغاباتِ / خُذي جَمَاجِمَنا مَجَّاناً / وانصَرِفي إِلى غُرَفِ الاحتضارِ / كأنَّ رِياحَ الخمَاسِين تُخَزِّنُ في بَرَامِيلِ النِّفْطِ دَمَ الحيْضِ / لَمْ يَزْدَهِرْ في مَعِدتي غَيْرُ السُّجون / لَم يَزدهِرْ في قَفَصي الصَّدْرِيِّ غَيْرُ ثَلاجاتِ الموتى / لَم يَزدهِرْ في اكتئابِ الشُّموسِ غَيْرُ حُبوبِ الفياغرا / لا حُزْنَ يَحْرُسُ جَماجِمَنا يا مَرَافِئَ الوَداعِ / قَبائلُ مِيكي مَاوس في ثلوجِ الشَّفق / جُثماني مَشَاعٌ لِبَناتِ الليلِ في قَلْبِ النهار / حَتَّى الدِّيكُ الرُّوميُّ لَم يَعْبَأْ بِدَجاجاتِ الْهَلْوَسَة / لكنَّ مُرَاهِقاتِ رُوما في ملابسِ السِّباحةِ / دَافَعْنَ عَن حُقوقِ السَّبايا / هل أَطْلُبُ النَّجدةَ مِن نِسَاءِ نِكاحِ المتعة ؟ / حَضارةُ الزَّبدِ جُثةٌ هَامدةٌ / قَبَرْناهَا في أغاني الزُّنوج / إنها أكثرُ المومساتِ شَرَفَاً في مُسْتَوْدَعَاتِ الميناء /
     أَسْحَقُ الغُزاةَ بِمِمْحَاةِ النَّار / بَعْدَ أَنْ آخُذَ الصحراءَ سَبِيَّةً / ألغيتُ النشيدَ الوطني لِكُرياتِ دَمي / وأنا السَّاري في شَوارعِ الْمُخَيَّماتِ المطفأةِ / ذِكرياتُ الأزقةِ خَوْخٌ يَبكي /
     يَا بُؤْرَةَ الفجرِ الذَّاكِرَةِ التَّاريخِ / شَرِبْتُ مِن نَهْرِ الْحُزْن/ وَكُلُّ خُدُودِي مَخَازِنُ سِلاحٍ / وَنَظَّفْتُ أَسنانَ النَّخِيلِ بِأجسادِ التَّماسيح / فَمَتَى يا دَمْعَ النُّجومِ سَتُعَلِّقُ مَشَانِقَ جَلادِيكَ عَلَى أبوابِ مَدينةٍ لم يَبْقَ فيها إلا الأراملُ ؟ /
     أيتها الأحزابُ الحاكِمةُ على الجماجم/ أجفاني جُيوشُ الفَراغِ/ نبدأُ الآنَ فَتْحَ المزادِ العَلَنِيِّ لِبَيْعِ ذِكرياتِ النَّهرِ الجريحِ / أمعائي بَاعُوها في سُوقِ النِّخاسةِ/ أشكرُكِ لأنَّكِ قَتَلْتِنِي بِدُونِ بيروقراطيةٍ / وَانْتَشَلْتِ جُثتي مِن تَحْتِ الأنقاضِ بِكُلِّ دِيمقراطيةٍ/ وشُكراً لِلْمُرَاهِقاتِ العَارياتِ / اللواتي سَاهَمْنَ في انتشالِ الضَّحايا / مِن تَحْتِ أنقاضِ هِيروشيما / لَم تَعُدْ جُروحي إلا قبيلةً مِنَ الغَجرياتِ والبَدوياتِ/ وَهَذهِ مُدُنُ سُعالي مَوْتى سَاكِنُونَ في جَواربِ نِسائهم / مَطْرُودُونَ في عَواصِمِ اللهيبِ / كُسِرَتْ أجنحةُ الفَراشاتِ / وسَكَبَ العَبيدُ البِتْرُولَ في أَرحامِ جَواري القَصْرِ /
     الجنودُ يَخافونَ مِن بَريقِ جَماجِمِهم / يَبيعونَ نِساءَهُم في الشَّوارعِ القَتيلةِ / كَي يَقْتلوا الأحزانَ العَالقةَ عَلى إِشاراتِ المرور /  كَانت رُموشُ الرِّيحِ الرُّومانسيةُ سَتَنْتَصِرُ / لَوْ أَنَّ قُمْصَانَ نَوْمِ بَناتِ آوَى / قَاتَلَتْ في المعركةِ عَلى ألحانِ الضَّحايا / لَكِنَّ شَجَرَ المقبرةِ الذي يَضَعُ ألْفَ وِسَامٍ عَلى صَدْرِهِ / ولا يَعْرِفُ شَكْلَ الْمُسَدَّسِ / قَد هَرَبَ مِن المعركةِ بِكُلِّ شَجاعةٍ / وَتَرَكَ الأراملَ يُقَاتِلْنَ القَنابلَ بِآخِرِ عُكَّازةٍ / بآخِرِ حَقيبةٍ مَدْرسيةٍ /
     عُروشُ الذُّبابِ عَلى أشْلاءِ الضَّحايا / سَامِحيني يا مَادونا / لَم أَحْضُرْ حَفْلَتَكِ الأخيرةَ / لأنَّ جُثتي كَانتْ في شَوارعِ غَزَّةَ تُغَنِّي وَحيدةً / أنا الوَحيدُ في أُغنياتِ الكَرَزِ السَّجينةِ/ أنخابُ المذْبَحةِ/ والغزاةُ يَبيعونَ أجسادَ الشُّهداءِ لِمَصانعِ السَّرْدين / ويَشْرَبُونَ نَخْبَ العَامِ الجديدِ / عَلى ضَريحِ الفَراشاتِ الجديدِ / كُنَّا سَنَنْجَحُ في حَياتنا الزَّوْجيةِ / لَو فَهِمْنَا رُومانسيةَ بَلاطِ السُّجونِ / لكنَّ الزِّنزانةَ كَانتْ أكثرَ طُولاً مِن تَنُّورةِ البُحَيْرةِ / ولَمْ يَقْدِر الجيرانُ عَلى إِنقاذِ القِطَطِ الشَّريدةِ / فَمَا الذي ضَاعِ مِن حُمْرةِ دِمائنا زُرْقَةِ شُطآننا ؟ / مَا زَالَ لِحِيطانِ السُّجونِ قُدْرةٌ جِنسيةٌ / ما زالَ لَدَيْنَا السَّائلُ الْمَنَوِيُّ المسْكُوبُ في بَراميلِ النِّفط / أيُّها المطرُ الضَّائعُ في جُنونِ الْهَمْسِ/ لَسْتَ عَازِفَ بيانو لِتَفْرِضَ الإِيقاعَ عَلى الْمُهَرِّجين/ لَسْتَ ضَوْءَ الفَيَضَاناتِ لِتَفْتَحَ ثَلاجاتِ الْمَوْتى في حَفْلِ الزِّفاف / لَسْتَ أُمَّنا الأرْمَلةَ لِتُعَلِّمَنا إِعْدادَ الْمُلُوخِيَّةِ بالأرانبِ / اليَتيمُ في دَمِ القَمْحِ لا يَمْلِكُ غَيْرَ حَقِيبته المدرسيةِ / يَا أسماكَ القِرْش / ادْفِنِي الْحُزْنَ الشَّمْسيَّ تَحْتَ رِمَالِ البَحْرِ/ فَجْرُ التَّحْرِيرِ / وذَاكِرةُ الْحُلْمِ الكَوْنِيِّ / وَزُهُورُ النَّيازكِ الحزينةُ / وبَارُودُ المجرَّاتِ الصَّاعِقُ / يا نُسورَ الأبيضِ المتوسِّطِ / قَد هَزَمْتُم الهزيمةَ / وَبَصَقْتُمْ على قَلْبِ الرُّعْبِ /
     أَجْسَادُنا كَرَزٌ يَضَعُ عَلى صَدْرِهِ أَوسمةَ الوَهمِ / تُوَزِّعُ الأمْطارُ ذِكْرياتِ البُروقِ بَيْنَ التُّرْكياتِ وَالفَارسيَّاتِ / وأظلُّ في شَوارعِ البَارودِ وَحيداً / سَأُهَاجِرُ مِن جِلْدِ البَحْرِ / لِيَرْتاحَ كَوْكَبُنا مِن الجرادِ الدُّبْلُومَاسِيِّ /
     عَلى خُدُودِ الدِّيدان / يَضَعُونَ شَوَاهِدَ قُبُورِهِمْ وَأجسادَ نِسائِهم / وفي ذَلِكَ السُّعالِ زُنوجٌ لا يَقْدِرُون أن يَدْخُلوا كَنيسةً لِلْبِيضِ / مُوتي أيتها الفراشاتُ أَمامَ التِّلفازِ الْمُزيَّنِ بِدماء الضَّحايا / مَا هذا الكوكبُ الذَّاهِبُ إلى الدَّمار ؟ / تَقُودُهُ الكِلابُ البُوليسيةُ إلى هَاويةِ الذاكرة/ هَذا هُوَ احتراقُ أسنانِ الغاباتِ يا جَارتي القَتيلةَ / سَامِحي جُنونَ الحطبِ / ولا تَغْضَبي مِن عُشْبِ الجِنازةِ / يَا كَبيرَ المهرِّجينَ في السِّيرك / يا كُلَّ العَاهِراتِ السَّائراتِ في أناشيدِ بيرل هاربر / ضَحِكْنَا على أنفُسِنا / وَكَذَبْنا على أُمَّهاتِنا / فَلَمْ يُصَدِّقْنا حَليبُ أعشابِ المقابر/ ضَحِكَتْ عَلَيْنا رُومانسيةُ الأمواتِ / وَضَحِكَتْ عَلَيْنا جارتُنا في عِيدِ الْحُبِّ / 
     هذا زَمَنُ مَنْ لا زَمَنَ لِمَوْتِهِ خَارجَ أزمنةِ الرِّيحِ/ لَم أَرْضَعْ مِنْ ثَدْيِ النَّارِ لأرْفَعَ الرَّايةَ البيضاءَ / ولَم أَرْضَع مِنَ الذِّئبةِ لأُعانِقَ بَراري الكُوليرا/ سَنَفْتَحُ ذاكرةَ الحدودِ / سَنُفَجِّرُ حَليبَ السُّدودِ / تَحْتَ مَرْمَى اللهبِ الشَّاسِعِ أُرَتِّبُ تَوَابِيتَ الشُّطآن/ فَابْدَأْ مَطَرَاً يَحْرِقُ شَجَرَ العَتَمة/ نَمْسَحُ أعداءَ الشَّمسِ تَحْتَ كُلِّ شَمْسٍ/ لَنْ تأخذوا عِظَامَ الشُّهداءِ مِكْياجاً لِجَوارِي القَصْر / لَنْ تَمُرُّوا على جُلودِنا الحارِقةِ / لأنَّ أجسادَنا زَلازِلُ / نَحْقِنُ ذَرَّاتِ الأُكسجينِ بالذِّكرياتِ / نَزْرَعُ الأمطارَ في كُريات دَمِ الشَّوارع / كَأَنَّ الرَّعْدَ قَادِمٌ لخطفِ البَراويزِ / والأمواجُ تَرْكُضُ تَغْسِلُ بَلاطَ المطاراتِ بِدِماءِ الوَحْل / أُعيدُ هَندسةَ رُموشي وَفْقَ نَظريةِ البَارودِ /
     كُلُّ رَضِيعٍ مُسَدَّسٌ / وَكُلُّ وَرْدةٍ مِصْيدةُ فِئْران / وَكُلُّ مَاءِ عُيونِنا سُمٌّ في عُرُوقِ الزَّبَد / فَلا تَنْسَ يَا مَلَلَ الضِّباعِ / قَبْلَ انتحارِكَ الرُّومانسيِّ / أن تَكتبَ رِوايةً فَاشِلةً عَن مَذْبَحتي النَّاجحةِ / تَتَزَاوَجُ انتحاراتُنا فَتُولَدُ حَيَاةً جَديدةً لِلْبَنَادِقِ / فَلا تَنْسَ يَا ضَوْءَ الشُّموعِ أن تَخترعَ أُغنيةً عَنْ مَذْبحتي اليَوميةِ / يَا كُلَّ الرَّسائلِ التي لا تَصِلُ أبداً / ازْرَعِي صُندوقَ البَريدِ في قَفَصي الصَّدْرِيِّ / ارْكُضي أيتها الرِّمالُ المتحرِّكةُ / والنُّعوشُ المتحرِّكةُ تَركضُ خَلْفَكِ / هَذهِ أحزاني خَواتِمُ في أصَابعِ السَّبايا/ أَهدابي فَاكِهَةُ الصُّراخِ حِينَ تُصْبِحُ السُّجونُ سَلَطَةَ فَوَاكِه / وَسَوْفَ يُعَلِّقُ الرَّعْدُ على حِيطانِ سُجُونِنا نُعُوشَ السَّجَّانين /
     أبْني مُسْتقبلي السِّياسيَّ تَحْتَ ظِلالِ عُشْبِ القُبور / أَيْقَظَنِي المطرُ المشْتَعِلُ / افْتَرَسَنِي ضَوْءُ المشانِق / أَضَعْتُ رَقْمَ زِنزانتي بَيْنَ أَرقامِ القُبورِ/ فَاخْتَرْ رَقْمَاً يُنَاسِبُ ذِكْرياتِ الضَّحايا الصَّاعِدِينَ إِلى سَرَادِيبِ بُلْعُومِ البَحْرِ / لَم أَفْتَرِسْ احْتِضارَ زُهُورِ النَّار / يَا رُعودَ الجسدِ المنْحُوتِ عَلى مَزْهرياتِ العَارِ / نَحْنُ إِخْوةٌ شُركاءُ في تحليلِ صَمْتِ الذَّبِيح / إِذَا كُنْتُمْ مَوْتَى فَاقْتَسِمُوا عُشْبَ المدافِن / 
     كُلُّ حُفَرِ المجارِي تَعْرِفُ بَصْمَةَ دِمَائي/ كَأَنَّ مَطَرَ الذِّكرياتِ بَصْمَةُ كَوْكَبِ الدَّمِ/ فَاغْسِلْنِي اغْسِلْ جَثَامِينَ رُمُوشي / ارْفُض اسْتقالةَ صَابُونِ المجازِرِ / لا تُحِلْهُ إلى التَّقاعُد / سَنَغْسِلُ جُثثَ الضَّحايا بالصَّابونِ والْمُبيداتِ الحشَريةِ / أنا أَنينُ نَاطِحاتِ السَّحابِ الملوَّثُ باللامعنى / ولا تَتْرُك جُنودَ الفَراغِ يَجْلِسُونَ على أهدابي في انتظارِ الرَّاتبِ الشَّهريِّ / كُلَّمَا أَمْسَكْتُ حَنْجرةَ الفَيَضَان / تَسَاقَطَتْ أصابعي الخشبيةُ / كَشَوْقِ زَوْجاتِ البَحَّارةِ الذَّاهِبِينَ إِلى السُّؤالِ / العائدينَ إلى السُّؤالِ / أَعُدُّ الضَّحايا وَأُخْطِئُ / أستخدمُ آلَةً حَاسِبةً جَديدةً / لإِحصاءِ نُعُوشِ الفَراشاتِ اليتيمةِ / في خِيَامِ الرَّعدِ / فَاخْتَرِعْ أبجديةَ العَوَاصِفِ مِنْ مَطَرِ الغاباتِ الاستوائيةِ / التي تَلِيقُ بالشُّهداءِ الواقِفِينَ على أبوابِ الْمُخَيَّم /
     اخْرُجُوا مِن آلامِ المسيحِ/ لا تَمَسُّوا طَهَارةَ مَرْيَم / خُذي جُثماني أيتها الأمواجُ/ كَي يَكُفَّ المطرُ عَن استئصالِ الغاباتِ/ مِن دِماءِ الأطفالِ المذْبُوحِينَ في حُفَرِ المجارِي/ كأنَّ فِئْرانَ الشَّفقِ تَتَزَوَّجُ الْجُثَثَ المرْمِيَّةَ / في شَوَارِعِ الْمُخَيَّمِ /
     لأرصفةِ المِيناءِ أُقَدِّمُ زُهُورَ أسئلةِ الجرحى/ المطرُ يَجْلِسُ على سَطْحِ قِطارٍ يُلَحِّنُ أغاني الشَّفق / أُقَدِّمُ اعتذارَ الموتى عَن حُضورِ حَفْلِ زِفافِ الإِعْصارِ/ السَّناجبُ تَزرعُ أشْجَارَ البِتْرولِ في أجفانِها / ومَعِدتي الخاويةُ تُهاجِرُ إلى قَلْبي المكسورِ / رَاياتُ القَبائلِ تَرْكُضُ في بَرَاميلِ النِّفطِ الشَّمْعيةِ / وجُلُودُ الفَرَاشاتِ مِن صُرَاخِ الضَّحايا / يَصْنَعُونَ مِن جَثامينِ السُّنونو جِسْرَاً تَعْبُرُ عَلَيْهِ السَّبايا / ثُمَّ يُدَافِعُونَ عَن حَدِيقةِ الطُّيورِ في تعاليمِ المنْفَى / نَسِيَ أطفالُ المجزرةِ البُوظةَ في ثَلاجةِ الموْتى / فَلَمْ تَقْفِزْ أسماكُ القِرْشِ في مِقْلاةِ مَطْبَخِ الْمُخَيَّم / النَّارُ هِيَ الغريقةُ / وَأُحَدِّدُ هُوِيَّةَ القَشِّ / خَارطةُ القُلوبِ الكَسيرةِ أرْشِيفُ الكِفاحِ الْمُسَلَّحِ في عِظامي / هَكَذَا يَقْتُلُ وَطَنُ الضَّحايا الْمُرَقَّمِينَ الوُرودَ بِمَاءِ الدَّمْعِ / وَتَنَامُ قُرْبَ قَصَائِدي النَّيَازِكُ /
     أَنصُبُ خِيَامَ أَنهارِي اللاجئةِ / قُرْبَ انتظارِ أُمَّهاتِ الجنودِ الذين لَنْ يَعُودُوا / لَن يُولَدَ الجنونُ الذي سَيَمُرُّ على أصابِعِنا / نَحْنُ أيتامٌ مُذْ مَاتَتْ أُمُّنا القَاسِيةُ / وَقُبُورُنا مَرْمِيَّةٌ في حُفَرِ المجارِي / دُمْيةٌ في مَسْرحِ العَرائِسِ تَعْبُرُ المرايا / سَتُدَافِعُ عَنَّا بَعْدَ عُبورِ الدَّباباتِ على أكفانِنا / هُوَ انكسارُ الْحُلْمِ في بَراري الكُوليرا /
     نَحْنُ سُيوفٌ عَلى خَنَاجِرِ الذِّكْريات / مَمْلَكَتُنا تَحْتَ الأرضِ / لِنَصْنَعَ حُلْمَنا فَوْقَ الأرض / أَختارُ أشكالَ المشانِقِ/ فَاشْنُقْ كُلَّ مِشْنقةٍ مَرَّتْ في أجْفَانِكَ / أُغَيِّرُ لَوْنَ دِمَاءِ الأدغالِ / وَفْقَ مَا يَرَاهُ نَعْشي مُناسِباً / هَؤلاءِ النَّائِمُونَ في صَنَوْبرِ الشَّفق / انتصَرْنا على سُعَالِ قِطَّةِ جَارَتِنا/ انتصَرْنا على ضَوْءِ جَوَارِبِنا/ انتصَرْنا على سَرِيرِ لَيْلةِ الدُّخْلةِ / انتصَرْنا عَلى الكُرْسِيِّ المتحرِّكِ لجارِنا / قُدْنا المسيرةَ على ضَوْءِ تَوابيتِ الأطفالِ /
     دَعُونا نَحْتَفِلْ بِذِكْرى مِيلادِ الأنين / بُقْعَةُ الزَّيتِ تأكلُ الرَّصاصَ المتدفِّقَ تَجْتاحُ/ أَلُفُّ المطرَ الرَّصاصيَّ حَوْلَ خَاصِرةِ دَجَاجَاتِ أُمِّي/ حَوْلَ خَاصِرةِ المِيناء / حَوْلَ خَاصِرةِ البَيَّارةِ / حَوْلَ خَاصِرةِ الصَّحْراء/ يَخْرُجُ الضَّوْءُ صُقُوراً مُشْتَعِلَةً مِن تَحْتِ رِمالِ المتوسِّط / مِن تَحْتِ أظافرِ العُشْبِ / كُلُّ الملايين قَادِمُونَ مِن وَراءِ الشَّمسِ/ مِن أَمَامِ الْهَمْسِ/ مِن رِئَةِ الحدود / كُلُّ شَهيدٍ يَخْرُجُ مِن عُرُوقِهِ مَلايينُ الشُّهداءِ / لا حُدودٌ بَيْنَنا ولا سُدودٌ / البَرْقُ يَذْبَحُ الرَّايةَ البَيْضاءَ بِسَكَاكينِ المطْبَخ /
     مِن وَراءِ أوتادِ الخِيَامِ نَطْلُعُ / مِن وَراءِ البَنَادِقِ نَتَدَفَّقُ / يَخْرُجُ أطفالُ ثَوْرَتِنا مِن كُلِّ ثَوراتِ السَّنابل / حَفَرْنا على حَنْجرةِ الْمَوْجِ خَارِطةَ فِلِسْطين التَّارِيخيةِ / أُحَرِّرُ الذِّكرياتِ مِن الحِكَاياتِ / نَفْرِضُ سَيْطَرَتَنَا عَلَى صُحُونِ مَطَابِخِ الطوفان / تَخْتَرِعُ بَنَادِقُنَا الفِيزياءَ الجديدةَ / التي لا يَعْرِفُها آينِشْتَاين /
     اقْتَحِمْ عُزْلةَ الزَّيتونِ الْمُسَيَّجِ بالجنون / أيُّها الذِّئبُ الحاكِمُ بَأَمْرِ الشَّيطان / يَا مَنْ تَضَعُ على صَدْرِكَ ألْفَ وِسَامٍ / وكلُّ حُروبِكَ بَيْنَ أفخاذِ عَشيقاتِكَ / الضِّباعُ تَشربُ نَخْبَ احتضارِ الغاباتِ في قَصْرِ الحمراءِ / يَبْنُونَ مَجْدَهُم البلاستيكيَّ عَلَى الجماجِم/ وَيُسَمُّونَ ذَلِكَ حُلْمَ المساءِ / الشَّوَارِعُ مَرْصُوفةٌ بِجِيَفِ القِطَطِ الْمُتَحَلِّلَةِ بَيْنَ أصابعِ النَّهر / بَسَاطِيرُ الْمُخْبِرِين / رَكِّزْ في مِكْيَاجِ الدَّجاجاتِ المنثورِ كالسِّيانيدِ عَلَى كَامِيراتِ التِّلفازِ / حَتَّى الفَشَلُ يَفْشَلُ في بِلادِ القُبُورِ المائِيَّةِ الأضْرِحَةِ الصِّنَاعِيَّةِ / وُجُوهُ الأباطرةِ المائِلةُ للاضْمِحْلالِ /
     يا شُرَكائِي في بَسَاتِينِ النَّزِيفِ المجنون / احْتِراقُ زَهْرِ المذابحِ أوسمةُ كِلابِ الحراسةِ / صَارَ الحريقُ هُوَ النَّجاحَ الوَحيدَ لِمُهَنْدِسِي البِتْرُولِ في الرِّمالِ المتحرِّكةِ / فَشُكْراً يَا حُزنَ الذاكرةِ النَّائِمةِ تَحْتَ رِمَالِ البَحْرِ / ثَلاجَةُ الموتى رُمُوشُ الخرائطِ المنسيَّةِ / أَيْنَ خَارِطةُ مَلاقِطِ الغسيلِ التي تَحْمِلُ عُشْبَ المجازِرِ ؟ / هَل تَكُونُ عُرُوشُ الوَهْمِ رُومانسيةَ أزهارِ المقبرة ؟ /
     لَسْتُ المسيحَ المخلِّصَ / لَكِنَّ يَهُوذا خَانَنِي / لَسْتُ عُثْمَانَ / لَكِنَّ الأُمَوِيِّين خَانُونِي / لَسْتُ الْحُسَيْنَ / لَكِنَّ أَهْلَ الكُوفةِ خَانُونِي / لَسْتُ ابْنَ الزُّبير / لَكِنَّ أَصْحَابِي خَانونِي  / لَسْتُ ضَوْءَ الضبابِ / لَكِنَّ الذِّكرياتِ خَانَتْنِي /
     نُنَادِي على العَدَمِ / فَيَأتي العَدَمُ لِيُعْدِمَنَا / يا قَلْبيَ الضَّائعَ في صَدَأ أوسمةِ جُيُوشِ السَّبايا / أَعْطِ الأراملَ خُبْزَ العَشَاءِ النِّهَائِيَّ/ هِيَ الرُّتبُ العسكريةُ سَنَاجِبُ مَشْنُوقةٌ / كالشَّوارِعِ فِي مَوْسِمِ البَيَاتِ الشَّتويِّ / المصْبُوغِ بِمَوْسِمِ تَزَاوُجِ الهواءِ معَ الدِّماء / تَزَوَّجَ أُكسجينُ الجرْحِ هَيدروجينَ الذَّاكِرةِ / فاستخدمتُ مَاءَ تَبْرِيدِ الْمُفَاعِلاتِ النَّوويةِ في تَبْرِيدِ حَرَائِقِ صَدْرِي / أعِيشُ على هَامِشِ الْحُلْمِ / كَقِطَطٍ تُفَتِّشُ عَن طَعَامِها في القُمامةِ / وَتَضْحَكُ عَلَيْها بَنَاتُ الإِقْطَاعِيِّين في المدارسِ الأجنبيةِ / نَحْنُ جَرَادٌ في سَلَطةِ الفَوَاكِه / زَرَعْنَا الطَّعناتِ في ظُهُورِ اليَمام / وأَحْرَقْنَا دَمَ الفَراشاتِ التي تَنتظرُ صَوْتَ الْمَدَافِعِ / لَسْنَا حَظِيرةَ أَبْقارٍ لِيَبِيعَنا العُشبُ / حَسَبَ مَزَاجِ  الطَّبِيبِ البَيْطَرِيِّ / لَن يَصِيرَ عِنَبُ الجزائرِ نَبِيذاً فَرَنسِيَّاً /
     أَخْلَعُ جِنْسيةَ بِرْمِيلِ النِّفْطِ / نتعلمُ السِّباحةَ في الجِنازاتِ / انتهت المجزرةُ بِدَمٍ بَارِدٍ كَعَصيرِ البُرْتقالِ / مَرَّ قِطَارُ التَّارِيخِ أمامَنا فَلَمْ نَرْكَبْ / وَبَقِينا على مَقاعدِ محطةِ القِطاراتِ / نُدَخِّنُ قِرميدَ الأكواخِ البَعيدةِ / لَمْ تَعْرِفْنا نُسُورُ قُرَيْشٍ / وَلَمْ تَنْظُرْ إِلَيْنا شَرِيفاتُ قُرَيْشٍ / وَلَمْ يَكْتَشِفْ مَلامِحَنَا سِوَى المذيعاتِ العَوَانِسِ / لَمْ يُصَافِحْنا التَّارِيخُ لأنَّ أَيْدِينا مَقْطُوعةٌ / وَرُؤُوسَنا مُعَلَّقةٌ على إِشاراتِ المرور / رِجالٌ يُقَدِّمُونَ زَوْجاتِهم إِلى الاغْتِصَابِ مَجَّاناً بِكُلِّ دُبْلوماسيةٍ /
     يا أحزاني المجيدةَ في المذابِحِ الجديدة / الْمُومِسُ تَبِيعُ جَسَدَها لِتَأْكُلَ / وَالمرتزِقةُ بَاعُوا بِلاداً وَأَكَلُوا شُعُوبَها / (( قَدْ يُعْذَرُونَ لَوْ أَنَّ الجوعَ أَرْغَمَهُمْ / وَاللهِ مَا عَطِشُوا يَوْمَاً وَلا جَاعُوا )) / لا تَخُونوا ذِكْرَياتِ الأنبياءِ المقْتُولِين / لا تَرْفَعُوا رَأْسَ الْحُسَيْنِ وَرْدةً في عِيدِ الْحُبِّ / لا تَرْسُمُوا رَأْسَ ابْنِ الزُّبيرِ بِرْوَازَاً على الحِيطان / كُنَّا ثُوَّاراً مُمْتَازِينَ في حِصارِ عُثمان / كُنَّا رِجالاً أشِدَّاءَ في قَتْلِ الْحُسَيْن / كُنَّا أبطالاً فَاتحينَ في خِيانةِ ابْنِ الزُّبير / أحزانٌ حَاسمةٌ من قِشْرِ البِطِّيخِ المنثورِ / على طَاوِلاتِ مَطاعمِ الوَجَباتِ السَّريعةِ / مَاتتْ أعْصَابي في ثَلاجةِ البُوظةِ/ وبَقِيَ البَاعةُ المتجوِّلونَ يَجْمَعُونَ ذِكرياتِ الجثثِ في أكياسِ الطحين/ يَا مَدينةَ الوَهْمِ المقدَّسِ/ التي تَأخذُ دِماءَ الضَّحايا مِكْياجاً لِجُنونها / سَأَنصُبُ قَفَصِي الصَّدْرِيَّ صَاروخاً في الشَّفق / الدِّماءُ أحمرُ شِفَاهٍ في عِيدِ الْحُبِّ /
     أيُّها الرِّجالُ الذينَ يَأْكُلُهُم الدُّودُ/ ارْمُوا الرَّاتِبَ الشَّهريَّ بَيْنَ أسنانِ المِكْياجِ / تُباعُ الجواري للرِّجالِ القادِرِينَ على الدَّفْعِ / والجرادُ أَكَلَ قُمْصانَ النَّوْمِ / لَكِنَّ رَمْلَ قِيعانِ القُلوبِ يُطْلِقُ الألعابَ النَّاريةَ / احْتِفالاً بِتَدْشِينِ عَصْرِ السَّبايا وَمَوْتِ الرِّجالِ في المقابرِ الجمَاعيةِ / انتصارُ طُفولةِ الأولادِ على شَيْخُوخةِ الدَّباباتِ / وَمَسَارِحُ الجماجمِ تُحافِظُ على مَشَاعرِ الجثَثِ في الشَّوارعِ الْمُطْفأةِ / انتَظِرُوا قَليلاً حَتَّى تَكتملَ المجزرةُ / لِتَكْتُبوا مَدِيحَ الضَّحيةِ بَعْدَ تَقَاعُدِ الشُّطآنِ النَّازِفةِ / وَاتْبَعْ يا قَلْبَ العاصفةِ نَشيدَ الرُّوحِ إِلى زُجاجِ العَوَاصِفِ /
     كُلُّ تَاريخِ السَّناجبِ القَتيلةِ / يَركضُ على أظافِرِ صَقْرٍ أَحْوَل / لا يَرى في قَفَصي الصَّدْرِيِّ غَيْرَ ذَبْحتي الصَّدْريةِ / اذْبَحْنِي كَي تَعْرِفَ أنَّ مَوْتَ النوارسِ رَمْلُ البَحرِ/ نَدْرُسُ معَ رِياحِ الخمَاسين فَلْسفةَ المشانِقِ/ لَكِنِّي المصْلُوبُ العَالي/ لأنَّ مِقْصلتي بِطَعْمِ الفَانيلا / وَمِقْصَلَتَكَ بِطَعْمِ الشُّوكولاتة / فَكُنْ صَديقَ الرِّياحِ حِينَ تَموتُ فِينا الأشجارُ / أعْطِ حَفَّارَ القُبورِ شِيكاً بِدُونِ رَصيدٍ/ إِنَّ رَصيدَ لاعبةِ الْجُمبازِ في السِّيركِ قِصَّةُ حُبٍّ تَحترقُ / مُهَرِّجٌ يَسيرُ عَلى حَبْلِ مِشْنقتي وَاثقاً مِن سَاعةِ الصِّفْرِ/ أَلْقَيْتُ اسْتقالتي مِن وَظيفةِ العِشْقِ عَلى مَكْتَبِ قَلْبي / واعتزلتْ أظافري الحياةَ السِّياسيةَ / وَحَمَلَت البُندقيةَ / ولا بُنْدقيةٌ في عَرَقِ الكَواكِبِ سِوَى عُيونِ الغرباءِ / ولا ذَاكرةٌ لأسْمَاكِ الغَيْمِ سِوى دِماءِ الكَواكبِ / قَلْبي يُمارِسُ هِوايةَ التَّطهيرِ العِرْقِيِّ في خِيَامِ كُرَياتِ دَمِي / فَمَارِسْ أيَّةَ هِوايةٍ لا تَدُلُّ على مَرايا المنفَى / كَمْ رَقْمُ خَيْمَتِنا يا أُمِّي في مَطْعَمِ الْمَذْبَحةِ؟/مَا الفَرْقُ بَيْنَ رقْمِ قَبْرِ الصَّنوبرِ وَرَقْمِ طَاوِلَتِنا في الْمَطْعَمِ؟/ بَنَيْتُ مِنْ عَرَقِ الفَلاحِينَ بُرْجَ مُرَاقَبةٍ / تَقْضي فِيهِ أسماكُ القِرْشِ العُطْلةَ الصَّيفيةَ قُرْبَ شِتاءِ الخِيَامِ / مَنَحْتُ شُموعَ عِيدِ ميلادي لِلْحَمَامِ الزَّاجِل / أنا أعْلَى الْمَذْبُوحِينَ قُرْبَ رَاياتِ الطوفان / وأخشابُ سَفِينتي الغارقةِ هِيَ تَوابيتُ الطغاةِ / التي يُرَتِّبُها المرفأُ في فُوَّهاتِ الْحُزْنِ / أَحتفلُ بِذِكْرى زَواجي مِن أعشابِ المجزرةِ / لَكِنَّ نَمْلَ المنفَى يَشْتَهِيني/ تَخْرُجُ مِنْ قِيعانِ عُرُوقي نُسورٌ / وَكُلُّ أَعمدةِ الكَهْرباءِ التي تَحْمِلُها قِطَطُ الشَّوارعِ/ تَئِدُ تاريخَ المتاحِفِ التي تَتَشَمَّسُ في ذِكْرياتِ المجازِرِ / صَحْرَاءُ الذِّئبِ الوَحيدِ/ ويَاقوتُ المذابِحِ/ وَعَشيقةُ الصَّدى/ أَصْعَدُ إلى مَعاركي على سَطْحِ القَمرِ / لَم نُولَدْ لِنَهْرُبَ مِنَ المعارِكِ / الدَّمُ الأبيضُ في شَلالاتِ ذَاكرةِ الْحُزْنِ / وَيُولَدُ أطفالُنا أشْجَاراً / سَيُصبحُ هذا الكَوْكَبُ المجنونُ أكثرَ عَقْلانيةً / حِينَ نُحَوِّلُ أجسادَنا إلى زَعْتَر / هَذا الطِّفلُ لَمْ يَعِشْ طُفولةَ البَحْرِ / لأنَّ البَحْرَ بُنْدقيةٌ يُنَظِّفُها البُكاءُ بِزَيْتِ الزَّيتون/ البُحيراتُ الثائرةُ/ وَصَداقةُ البَارودِ/سَيَخْرُجُ البَحرُ مِن جِلْدِهِ/وَتَخْرُجُ رِمَالُ الشَّفَقِ مِن عَباءةِ البِتْرولِ/ سَنُحَاصِرُ تاريخَ الجماجِمِ في الملاحِمِ/
     نُدافِعُ عَنْ حُقوقِ الإنسانِ بَعْدَ مَوْتِ الإِنسان / هَل يَسيلُ دَمُ الضَّحايا على ثَدْيِ البُحيرةِ ؟ / أنا المواطِنُ العَاطِلُ عَن الوَطَنِ / عِشْنا في المنافي الدِّيمقراطيةِ / نَخيطُ أعلامَ القَراصنةِ / مِتُّ أَوْ عِشْتُ/ لَنْ يَأْتِيَ أَحَدٌ/ فلماذا تُنادي يَا كَفَنِي عَلى حَشَائِشِ مُسْتَوْدَعَاتِ المِيناءِ ؟ / صَارَ مِكْياجُ الجواري سِكَّةَ حَدِيدٍ/ تَعْبُرُ عليها قِطاراتُ الزَّوْبعةِ/ كَوْكَبُنا عَرَبةُ المحكومِ بالإعدامِ/ لا وَقْتٌ لِتَمْشيطِ جِلْدِ قِطَّةِ جَارَتِنا/ وَلا مَكانٌ لأزمنةِ مَعْنى الضَّحايا / أُدَافِعُ عَن حُقوقِ الأراملِ في الذِّكرياتِ / أُدافِعُ عَن حِصَّةِ أطفالِ الشوارعِ في الحِكاياتِ/ لم نُثْبِتْ رُجُولَتَنَا إِلا في ضَرْبِ نِسائِنا / وَقَطيعُ النَّمْلِ يَتَّخِذُ مِن ضَريحِ البَلوطِ سَريراً لِمُمارسةِ الجِنْسِ / هَذهِ جُيوشُ الصَّدى لَمْ تَعْرِفْ غَيْرَ الألعابِ النَّاريةِ / في حَفَلاتِ زِفَافِ بَنَاتِ الملوكِ /
     لا تَموتوا في طَوابيرِ الْخُبْزِ / اذْهَبُوا شُهداءَ سَائِرينَ في مَجْدِ أرضِ الأنبياءِ / حَواجِبُ البَناتِ مُسدَّساتٌ في دُروبِ المجزرةِ / وكُلُّ الدُّروبِ تُؤدِّي إلى دَمِي المسفوحِ / الذي يَصْقُلُ ضَفَائِرَ الأعشابِ / نَحْنُ ضَوْءُ الاحتضارِ نَقْضي وَقْتَنا تَائهينَ في الصَّحاري / كَمَا قَضَى بَنُو إِسْرائيلَ نَصِيبَهُمْ مِنَ التِّيهِ /
     أُفَتِّشُ في كُثْبانِ الرَّملِ عَن ذِكرياتِ الضَّحايا / أَسألُ نَيَازِكَ السَّماءِ عَن يَوْمِيَّاتِ شَرِيفاتِ قُرَيْشٍ / فَلا أَرى أَمَامِي غَيْرَ اكتئابِ المرافِئِ / الرَّحيلُ صَقَلَ أجفانَ النِّساءِ بِعُشْبِ المذابحِ / أَسألُ إِجاصَ الليلِ عَن المفاوَضاتِ السِّريةِ بَيْنَ الأُمويين والعباسيين / لم أَعُدْ قَادِراً على النَّظرِ في عَيْنَيْكِ/ وَلُحومُ الأطفالِ تَتساقطُ حَوْلِي كَصُحونِ المطبخِ/ فاخْلَعيني/ وابحثي عَن غَيْرِي/ وَحَاوِلي نِسْيانَ وَجْهي بَيْنَ مَلاقطِ الغَسيل / ابْحَثِي عَنْ جَيْشٍ يَحْرُسُ ذِكْرياتِكِ/ أَدُورُ في بَراري ذَاكرةِ الصَّحْراءِ/ أُفَتِّشُ عَن رَأسِ الْحُسَيْن / كأنَّ جَماجِمَ الضَّحايا تُفَّاحاتٌ نَاضِجةٌ / أجسادُ البَشَرِ مَصْبُوغةٌ بِوَحْلِ الْمُخَيَّماتِ / والأحزانُ عِلْكةٌ بِطَعْمِ النَّعْنَاعِ / أَدُورُ في أبراجِ المراقَبَةِ ومَصَافِي النِّفْطِ / بَاحِثاً عن اسْمِي التَّائِهِ بَيْنَ أسماءِ الشُّهداءِ وأرقامِ الضَّحايا / أَهيمُ عَلى وَجْهي في الصَّحاري / بَاحِثاً عَن ذِكْرياتِ عِمَامةِ النَّبِيِّ / وَسَيْفِ عَلِيِّ بنِ أبي طَالب /
     يَعْبُرْنَ صُراخَ الضَّحايا أعمدةً مِن دُخانِ الْحُلْمِ/ يُوصِلْنَ سُعالَ البَحْرِ إلى حَقِيبةِ أُمِّهِ الجِلْديةِ / لا تُحَاصِرْ مَوْتَ البَجَعِ بالذِّكرياتِ العَاطفيةِ / توابيتُ النِّساءِ مَنْسِيَّةٌ في الحِكَاياتِ الشَّعْبيةِ / فَلا تَخْدَعِيني يَا جَارتي بالرُّومانسيةِ/ إِنَّ بُندقيتي رُومانسيةُ الأنهارِ الْمُقَاتِلةِ / لَنْ أكونَ في بِلادي سَائِحاً / أُعيدُ شَعْبِي إلى فِلِسْطين / وَأُعيدُ فِلِسْطينَ إلى الخارطةِ /
     أنا رُومانسِيٌّ أَكْثَرُ مِن دُودي الفايد / لكنَّ قِطاراتِ المنفَى تَغْتَصِبُني / دَفَنْتُ حُبِّيَ الأوَّلَ / لأنَّ البُنْدقيةَ زَوْجَتي / لَكِنَّ البُنْدُقِيَّةَ أَذْكَى مِن أوراقِ الخريفِ / تَنكسرُ قَارورةُ الحِبْرِ بَيْنَ السِّكينِ وقِطْعةِ الْجُبْنِ / وَغَزَّةُ هِيَ الجناحُ العَسكريُّ للبَحرِ / نَحْنُ رَسَمْنا شَواهِدَ قُبورِنا بِقَلَمِ الرَّصاصِ/ وأنتُم حَفَرْتُمْ خَنَادِقَ الرَّصاصِ/ أنتُم تَكتبونَ الرَّسائلَ الغَرَامِيَّةَ لِلْحُورِ العِين / ونَحْنُ نَركضُ وَراءَ مِكْياجِ المذيعاتِ العَوانِسِ /
     عُشْبُ الْجُثَثِ / خُضْنا مَعركةَ التَّوابيتِ في أحْضَانِ دُمَى مَسْرَحِ العَرَائِسِ / فَهَلْ سَتَحْمَرُّ خُدودُ المراهِقاتِ حِينَ يَقْرَأْنَ سِفْرَ حِزْقِيَالَ في الكَنيسةِ ؟/ لَمْ تَعْرِفْ وُجُوهَنا الْمُلَطَّخَةَ بِدِماءِ الغاباتِ الاستوائيةِ وُجوهُ الرَّاهباتِ / الْخَجُولاتِ مِن الْحُبِّ / الوَاثِقاتِ مِن انكسارِ الْحُلْمِ عَلى الصَّليبِ / ثَلاجةُ الموتى مُمتلئةٌ / فَرَكَضْتُ نَحْوَ حُلْمِي / فَلَمْ أَجِدْ غَيْرَ جُثْمَانِ أَبِي / قَدْ تحتاجُ أجسادُنا المنطفئةُ إلى قَبْرٍ / يَتَّسِعُ لِلمَطرِ الحِمْضِيِّ والعُشْبِ مَعَاً / عَانَقْنَا كُلَّ الذِّكرياتِ في طَريقِ صَلاةِ الجِنازةِ / ولَمْ يَعُدْ تاريخُ أعضَائِنا الْمَيْتَةِ إلا مُذيعةً / تَكْشِفُ نَهْدَيْها كَي تَحْصُلَ عَلى الوَظيفةِ /
     عَلى جُثةِ الْحُلْمِ حَفْلةُ تَعارُفٍ / بَيْنَ الطابورِ الخامِسِ والطابورِ السَّادسِ / فَاصِلٌ مِن عُروضِ الأزياءِ بَيْنَما تَكتملُ المجزرةُ / وَيَلتصقُ على الكَاميراتِ النَّاعِمةِ دَمُ الضَّحايا الْخَشِنُ / أُعِيدُ إِحياءَ البَحْرِ الْمَيْتِ / أُحَوِّلُ مَجْرى النِّيلِ لِيَصُبَّ في أوْردتي البلاستيكيةِ / سَيَصُبُّ الفُراتُ في الأمازون / وَنَموتُ في مَمالكِ العَطَشِ / أُرشدُ عَاهراتِ باريسَ إلى لَيْلةِ القَدْرِ / وَابْنُ الجِيرانِ يَضْحَكُ على ابْنةِ الجِيران / وَابْنةُ الجِيرانِ تَضْحَكُ عَلى ابْنِ الجِيران / وَمُراهِقةٌ في أزقةِ الفِئران / تَبْحَثُ عَن فأرٍ تَضحكُ عَلَيْهِ / هَذا مَوْسِمُ الضَّحِكِ في مَملكةِ السَّرابِ /
     لَم أشْرَب البِيرةَ معَ نِساءِ بَرْشَلُونة / لأنَّ حُزْني يَشْرَبُني في الأندلسِ / نَسِيَ شُيوخُ القَبائلِ الأعلامَ الْمُنَكَّسَةَ بَيْنَ الزَّيْتِ والزَّعترِ/ وكلُّ طُرقاتِ سُعالي أعوادُ مَشَانِقَ وذِكْرياتُ أرامِلَ شَابَّاتٍ / حَضاراتٌ تُسْحَقُ في السُّجونِ اللازَوَرْدِيَّةِ / ولم يَعْشَقْني غَيْرُ امرأتَيْن : (( ضَابطةُ المخابراتِ وحَفَّارةُ القُبورِ )) /
     لم نَسْتَفِدْ مِن رُومانسيةِ دُودي الفايد / سِوى حُبوبِ مَنْعِ الْحَمْلِ للأميرةِ دَيَانا / ولم نَأخذْ مِن احتضارِ أُنوثةِ الموانِئِ / إلا بِقَدْرِ مَا نُزَيِّنُ بِهِ جَمَاجِمَ الأطفالِ / والعاصفةُ تُزَيِّنُ أشلاءَنا بِمِكْياجِ المجازِرِ / فَكُنْ يَا مَطَرَ الأكفانِ الضَّوْئيةِ أَرْحَمَ بجثثِ الأطفالِ مِن تُفَّاحِ النَّيازِكِ / لم تَذْهَبْ غَزَّةُ إلى الأوسمةِ العَسْكريةِ / لَكِنِّي رأيتُها تُعْطِي أسماكَ المتوسِّطِ دَوْرةً عَسْكريةً مَجَّانيةً / لَيْتَنِي نَيْزَكُ الذاكرةِ لأَحْرِقَ جُلُودَ الشَّاطئِ بالْمُسَدَّساتِ الخشَبيةِ / وَالأعداءُ يَنْقَعُونَ أَكْفَانَنَا في بَرَامِيلِ نِفْطِنا / لَكِنَّ الأراملَ يُدَافِعْنَ عَنَّا في شَهْرِ العَسَلِ /
     يَا مُدُنَ الضَّوْءِ الْمُقَاتِلِ / رُدِّي لَنَا مَعْنى الفَراشاتِ / وَشَرْعِيَّةَ وُجودِ أظافرِنا في مَجَرَّةِ البَنَادِقِ / بَدَأَ احتراقُ الجسدِ المصْبُوغِ بأدغالِ الشَّمْعِ / فَابْدَأْ حَيَاتَكَ مِن نَشيدِ الْمُذَنَّباتِ / كَسَرْتُ ظِلَّ البُندقيةِ على لَحْمِ البَحْرِ / فَلَم يَنْتَبِه الرَّصاصُ الحيُّ إلى قَلَمِ الرَّصاصِ / أنتَ المعْنَى / فَاحْمِلْ أكتافَ الرِّيحِ على ظَهْرِ البُندقيةِ / أتزوَّجُ شَوارعَ البُوسنةِ / وأحتفلُ باسْتقلالِ كُوسُوفو / كَي يَصْعَدَ دَمي إلى خُدودِ فِلِسْطين /
     يا أسماءَنا البَعيدةَ عَن البُحيراتِ العَوَانِسِ / تَزَوَّجي خَنادقَ اللحْمِ / تَبْدَأُ الحقيقةُ تَغِيبُ بَنَادِقُ الشُّطآن/ لم يَرْكُضْ حُزْنُ الأرضِ في خَاصِرةِ الموْجِ/ لكنَّ الأطفالَ يَمُوتونَ تَحْتَ هِضَابِ الطباشير / فَاحْرِقْ حُزْنَ حَبْلِ الغَسيلِ / وَاعْبُرْ في حَقائبِ التَّلاميذِ العائِدِينَ مِنَ المجزرةِ / الذَّاهِبِينَ إلى القَصْفِ الْجَوِّي / سَقَطَت الطباشيرُ عَن آخِرِ سَبُّورةٍ / مَرَّتْ عَلَى جَثَامِينِ مَنْ مَرُّوا قُرْبَ مُرورِ الصَّدى / فلا تَنْسَ احتضارَ الوَرْدِ الصِّنَاعِيِّ عَلى بَرَاوِيزِ أنهارِنا المنْفِيَّةِ /
     الليلُ المريضُ يَصنعُ مِن فَرْوِ الثعالبِ فِرَاشَ الموْتِ/فاذهبْ إلى أناشيدي الجريحةِ/ كُحْلُ الصَّبايا هُوَ طَريقُ المقاصِلِ / فافْرُشْ جُلودَ النُّمورِ عَلى أرصفةِ المِيناءِ الغريقِ / أسنانُ أسماكِ القِرْشِ عَلى طَاولاتِ المقهَى / نَسِيتُ تِلالَ الرَّعد / ولم نختبئْ في عَباءةِ السَّنابلِ / هِيَ الأرضُ أُمُّنا التي تَدْفِنُنَا في فُوَّهاتِ المدافِع / لِنَحْيَا في حُقولِ البارودِ نَشيداً للبَنادقِ / كُلَّما مَشى الزَّيتونُ إلى أوْردةِ البَحرِ / تَسَاقَطَتْ عُرُوشُ الحِيتانِ الزَّرقاءِ على أَصابعي / فَخُذْ زَوْجةَ الرَّمْلِ إلى مَلْجأ الطوفان / ولا تَتْرُكْ لأظافِرِ الْحُلْمِ طِلاءَ الأظافِرِ المغشوشَ / جَارَتُنا تَذْهَبُ إلى عُرْسِها عُرْسِ الشَّظايا في اكتئابِ اللوزِ / فَكُنْ شَظايا الاحتفالِ بِمَوْسِمِ عَوْدةِ الشُّطْآنِ إِلى شُطْآنِ قلبي / هَذا أنا وَرْدَةُ الجِنازَاتِ البَعيدةِ/ والصَّبايا يَمْشِينَ عَلى هِضابِ الاحتضارِ/ يَجْمَعْنَ أحزانَ النَّيازكِ / يَأْكُلْنَ ظِلالَ اليَاسمين / فَاحْتَرِمْ مَشَاعِرَ خِيَامِنا يَا جُوعَ النَّهْرِ / احْتَرِمْ مَا تَسَاقَطَ مِن أَجِنَّةِ الغَسَقِ / قُرْبَ احتفالاتِ سُخُونةِ الدَّمْعِ / سَيَحْرِقُ الشِّتاءُ رَسائلَ الشَّفَقِ بِدَمْعِ العَيْنِ / هَذهِ أظافرُ بُندقيتي / نَسَجَتْ مِن اللامِ والأَلِفِ مُدُنَ الرَّفْضِ / ولم تَحْمِلْ على ظَهْرِها عَرْشَ الحوتِ الأزرقِ / انتشرتْ في عُروقِ الرَّصاصاتِ سُفُنُ الرَّحيلِ / ولا بُدَّ أن أصيرَ شَهيداً / كَي تُصَدِّقَ جَارَتي أَنَّ حياتي الزَّوْجِيَّةَ مَعَ البَارود / وُمُسْتَقْبَلِي العَاطِفِيَّ مَعَ الحورِ العِين /
     الصَّدى الرَّمْلِيُّ رَمَى جِرَاحَنا في البُحيرةِ / طُعْماً لِحَطَبِ الذِّكرياتِ / يَلْعَبُ الأطفالُ بالألغامِ تَحْتَ قَمرِ النَّزيفِ / والخريفُ يُولَدُ في الزَّنازين / ويَموتُ على أصابِعِنا / وذِكْرياتُ السُّجونِ مُلْقاةٌ في أقفاصِنا الصَّدْريةِ / وَصَنَوْبَرِ المدافِن / وصُحونِ المطبخِ / والمساءُ يَزْرَعُ في خُدودِنا شَجَرَاً / يَسْرِقُ ذِكْرياتِ المطرِ / فصَدِّقْ كَلامَ حُزْنِ الأراملِ في خَرِيفِ الرُّعودِ/ يُخَزِّنُ البَرْقُ الرُّومانسيةَ في أكياسِ الطحين / يَذهبُ الفُقراءُ إلى البَحرِ الْمُكَهْرَبِ / خُذُوا مَذَابِحَكُم / وَاتْرُكُوا لَنَا أثاثَ المنفَى تَجْلِسُ عَلَيْهِ ذِكْرياتُ الدُّودِ / أمعائُنا الْمُلقاةُ عَلى الرَّصيفِ أكثرُ حَداثةً مِن شُعراءِ الحداثة / ولم يَصْمُدْ  مَعي في المعركةِ غَيْرُ دَجَاجِ جَارَتِنا الْمُطلَّقةِ  /  ولم يَلْتَقِطْ صُوَرَنا التِّذْكَارِيَّةَ غَيْرُ مُخْرِجي الفِيديو كليب في الكِفاحِ المسلَّحِ /
     أَكْثَرُ مِنْ حُزْنٍ يَتكدَّسُ مِثْلَ كُؤوسِ الدَّمِ أو الخمرِ / أَكْثَرُ مِنْ مَوْتٍ / أكثرُ مِن انهيارٍ / ماذا أفعلُ يا أسنانَ الجماجمِ المبتسمةِ / عِنْدَما أموتُ في منفى الذَّاكِرةِ / بِلا رَقْصَةِ الوَدَاعِ الأخيرِ ؟ / زُجَاجُ المحالِّ التِّجاريةِ يَشْهَدُ ضِدَّ تَوابيتِ البَجَعِ / لَكِنَّ أنهاري تُحَوِّلُها الذِّكرياتُ إلى رَصَاصٍ / فَهَلْ أُطْلِقُ جُرْحِي على الرَّصَاصَةِ / لِيَرْتاحَ الشَّاطِئُ مِنْ صُراخِ أبنائه العائِدِينَ / إِلى مُخيَّماتِ الشِّتاءِ السَّاخِنِ ؟ / أقلامُ الرَّصاصِ هِيَ هُدْنةٌ مَعَ أمواجِ الذِّكرياتِ / أنا والمطرُ رَصَاصتان / دَخَلْتُ في خُشُوعِ المطرِ عَارِياً إلا مِنَ البَنَادِقِ / قِطَّتي تَفْرِضُ شُروطَها على سَوَاحِلِ الدَّمْعِ / والطريقُ إلى حُفَرِ المجاري يُؤدي إلى دَمي / فَاصْعَدْ شَجَرَاً وَاثِقاً يَا ظِلَّ النَّوْرَسِ / الشُّطآنُ تُحْتَضَرُ / وَصَوْتُ الرَّصاصِ أحْيَاها / اقْتُلْني أيها الليمونُ / كَي أرى فِيَّ ما انكسرَ مِن مُعسكراتِ الهديلِ  / أَعْرِفُ لَمعانَ الخناجرِ حِينَ يُقَشِّرُ جُلودَ الإِمَاءِ /   لا دَمٌ مُحَايِدٌ / ولا خَنْجَرٌ دُبْلُومَاسِيٌّ / الرَّعْدُ يُخَزِّنُ نُعوشَ النِّساءِ في أكياسِ القَمحِ الفارغةِ / ولم يَعْرِفْ لَهَبُ الشَّمعةِ خَنادِقَ حُزْنِنا الرَّصاصيِّ /
     بَيْنَ مُضَادَّاتِ الاكتئابِ والحبوبِ المنوِّمةِ / يَمُرُّ مَوْكَبُ الحشَراتِ الملَكِيُّ / كُلُّ شَيءٍ في ضَحِكاتِ الشَّجرِ رُومانسِيٌّ / كالدَّمِ البَارِدِ في الشِّتاءِ السَّاخِنِ / قَتَلَ الغُزاةُ ظِلالَهم / لِيُخْفُوا آثَارَ احْتِضَارِهِم في الْمَوْجِ الْمُحَصَّنِ بالنَّعْناع / أَحْمِلُ على ظَهْرِي ظِلالي الثقيلةَ/ فَأَسْقُطُ في فُوَّهاتِ الْمَدَافِعِ نَسْراً/ قَصَفْتُ ظِلالَ الشَّجَرِ بمطرِ الجروحِ الطازَجةِ / وَقَصَفَ قَلْبي تُرابُ الشَّفقِ/ وتَصَاعَدَ مِن قَفَصِي الصَّدْريِّ دُخانُ الأرضِ /
     كُلَّ يَوْمٍ تَقْتُلُونَ الْحُسَيْنَ / إلى مَتى تَظَلِّينَ في ثِيابِ الحِدَادِ يَا فَارسيةً تَعتنقُ الإجهاضَ بَعْدَ نِكاحِ الْمُتْعَةِ ؟ / في الطريقِ إلى المذْبَحةِ صَادفتُ قَلبيَ القديمَ / مَشَى المطرُ إلى حِضْنِ أُمِّهِ / تَعَالَ يَا قَبْرِي إِلى حِضْنِي / ارْكُضْ يا ضَريحي كَحِصَانٍ هَارِبٍ مِن حُمْرةِ الشَّفقِ / هَذهِ حَشائِشُ المدافِنِ جَوَازُ سَفَرٍ للخُيولِ / وَلَيْسَ فِي يَدِي سِوى حُمْرَةِ الدِّماءِ / ولَيسَ في قَلْبي غَيْرُ أحْمَرِ الشِّفاهِ لِصَديقتي الْخَيْمَةِ / مَضَيْتُ إِلى قُماشِ رَاياتِ الغُزاةِ / فَعَبَرْتُ بَحْراً لم تَعْرِفْ وَجْهَهُ الأميراتُ السَّبايا / فَانْصُبْ خَيْمَتَكَ في تِلالِ الطاعون / أو تِلالِ النَّزيفِ البَرِّي /
     مِن زَمانِ الموتى الأخضرِ تَأْتي / فِلِمَاذا بَكَيْتَ على كَتِفِ الطوفان ؟ / اتْرُك الدَّمْعَ كَي يَقُودَ المجروحِينَ إِلى دَبابيسِ مَناديلِ الأراملِ في مَحطةِ القِطارات / عَلَى مَقْعَدِ الأحزانِ أَحرقتُ أحزاني / واختبأت المسدَّساتُ في أسمنتِ سَقْفِ حَلْقي / خُذْ مِفتاحَ قَفَصي الصَّدْريِّ تِذْكاراً / ولا تتذكرْ سُعالي على فِرَاشِ الموتِ/ سَيَأتي الصَّيْفُ مِن وَراءِ قُلوبِ الصَّبايا / نَفْرُشُ عِظامَ الأنهارِ نَقَّالةً لأناشيدِ الغابةِ المحترِقةِ بالهديلِ / حَفَرَت الرُّعودُ على سُطوحِ أنيني وَشْمَ القَصيدةِ/ وَنَظَرَت البَلابلُ في دَمِي فَلَمْ تَجِدْهُ أَزْرَقَ / لَكِنِّي أَحْمِلُ جُثَّتي على ظَهْري / بَعْدَ انتشالِها مِن حُفَرِ المجاري /
     يا أَجْمَلَ الأراملِ في خَيْمةِ السُّيولِ / سَتُشْرِفِينَ عَلى جِنَازَةِ العَالَمِ / يَا أرْملتي المحترِقةَ بِحِبْرِ القَنابلِ / اكْتُبي الرَّسائلَ الغراميةَ للرَّصاصِ الحيِّ / تَلْمَعُ فَراشاتُ المسدَّسِ في ليالي الحطبِ / فلا تَضَع المسدَّسَ تَحْتَ وِسَادةِ الْحُبِّ الضائعِ / كُنْ صَديقاً لِلْجَرْحَى / كَي تَكتشفَ بَيْنَ أسنانِكَ تاريخاً مِنَ الغاباتِ المحروقةِ / زَنازينُ الفَيَضانِ الوَرْدِيِّ/ وَظِلالُ البَنَادقِ عَلى خَارطةِ القلب/ يا بِلاداً مَحْبُوسةً في قَفَصِي الصَّدْريِّ / خُذِي مِفْتَاحَهُ / وَاخْرُجِي مِن صَدى الظِّلِّ / ظِلالِ القُيودِ عَلى خُدودِ البَحرِ الدَّمويةِ / آثارُ دِماءِ أطفالِ الخِيَامِ / وَجِيَفُ قِطَطِ المجازِرِ / لم نَكْبُرْ كَثيراً مُذْ رَحَلَت الأنهارُ إلى صُراخِ الرِّئَتَيْن / أُقولُ لِلْمَوْتى إِنَّ دَمِي قَطيعُ الرَّصاصاتِ / أو سِرْبُ أَقلامِ الرَّصاصِ / وَلَم يُصَدِّقْني الرَّصاصُ الحيُّ / سأمشي كَي أمشيَ إلى ذَاكرةِ البَدْوِ الرُّحَّلِ على أظافِرِ البَارودِ / سأعودُ طِفلاً كَي تُصَدِّقَني الطائراتُ الوَرقيةُ / وَلَم أرَ في بَيْتِنا المهجورِ سِوى صُورةِ أبي / عَلى جُدْرانِ شَرايينِ الرِّياحِ / وَلَم نَسْتَفِدْ مِن الرُّومانسيةِ غَيْرَ ضَياعِ الأندلسِ وَمَقْتلِ دُودي الفايدِ / وَكُلُّ الجثثِ المعلَّقةِ عَلى حَبْلِ الغسيلِ / أَعْرِفُها ولا تَعْرِفُ أصابعَ أُمِّي / فابْحَثْ أيها الشَّفقُ الذبيحُ عَن عَائلتي الذبيحةِ بَيْنَ مَلاقِطِ الغسيلِ / عَلى سُطوحِ الموْجِ قُرْبَ خَنادِقِ المعْنَى /
     سَتَحْفِرُ البَناتُ في ظِلِّي المصْلوبِ مَسْرحاً لِلْعَرَائِسِ / احْتَفِلُوا في عُرْسِ الدَّمِ بِزَواجِ تُحَفِ الكاتِدرائياتِ / قَبْلَ أن تَزُورَ قَبْرَ لُوركا النِّسوةُ المتَّشِحاتُ بِمَحاكمِ التَّفتيشِ وَالصُّلبانِ السَّوْداءِ / كَوْكَبُ الدَّجاجِ مُعَسْكَرُ اعْتِقَالِنا / نَعِيشُ على هَامِشِ الرَّعْدِ / فَلَمْ يَعْرِفْ وُجُوهَنا بَرْقُ الكَلِمَاتِ الْمُقَاتِلةِ / هَل تَعْرِفُ وُجُوهَنا شِعَابُ مَكَّة ؟ / هَل نُدافِعُ عَن ذِكْرَياتِ شَريفاتِ قُرَيْشٍ ؟ /
     مَشَيْنا حَامِلِينَ قُمْصانَ النَّعناعِ البَرِّي / عَلى ظُهورِ أبقارِنا الهزيلةِ / رَكَضَتْ أشجارُ الرُّمانِ إلى بُنْدقيةِ الشَّهيدِ/ فلا تَقْرَأْ أسماءَ أراملِ الشُّطْآنِ عَلى مَسْمَعِ البَحر/ إِنَّ سَمَكَةَ القِرْشِ تُعَانِي مِنَ الرَّبْوِ/ وَالحوتُ الأزرقُ مُصَابٌ بأزمةٍ قلبيةٍ / كأنَّ جَسَدَ الطوفانِ قَميصُ العَاصفةِ/ كَتَبْتُ اسْمَ الرِّياحِ عَلى تُفاحِ دِمَائِنا / فَهَل أبحثُ في حُفَرِ المجاري عَن جَماجمِ الأطفالِ ؟ / هَل تَسيرُ الرَّاقصاتُ على خُطَى الفِئرانِ في مَدينةِ الطاعونِ الأسْوَدِ ؟ / يَا مَمَالِكَ الذُّعْرِ / مَاذا سَتَفْعَلُ العاصفةُ بِخَاتَمِ الخطوبةِ بَعْدَ مَقْتلِ رِمَالِ المجرَّاتِ ؟ /
     أَمُرُّ عَلى اللازَوَرْدِ / فَيَمُرُّ على تَعَرُّجاتِ عُرُوقي قُرْبَ سُجوني / أَكْسِرُ بُرْتقالَ النِّسيانِ أَم أَبْنِي نِسْيانَ البُرْتقالِ عَلى تَابوتِ الليمون ؟ / أَطرحُ أسئلةَ الفَيَضَانِ عَلى كَراسي غُرْفةِ التَّحقيق/ الكَاهنةُ نائمةٌ في غُرْفةِ الاعترافِ المعْدَنيةِ / وأجراسُ الكَنيسةِ تَجْرَحُ خُدودَ الرَّاهباتِ / المسدَّساتُ وَرْدَةُ الْحُبِّ الضَّائعِ / والبَنادقُ مَناديلُ العِشْقِ القاتِلِ/ سَتَأتي الفَراشاتُ الجريحةُ مِن حُمْرةِ دِمَائِنا / مِن أحْمَرِ شِفَاهِ حَفَّاراتِ القُبورِ/ مُلُوخِيَّةٌ بالدَّيناصوراتِ الْمُنقرِضَةِ/ والدُّولُ تَنقرِضُ كأجنحةِ الذبابِ / رَتَّبْنا أشلاءَ النَّهرِ عَلى رُفوفِ غُرْفةِ الإعدامِ بِالغازِ / وأحزانُ القَمرِ مُسْتَوْدَعٌ لِمَزْهرياتِ النَّزيفِ/
     لم تَتَّسِعْ لَنَا ثَلاجةُ الموْتى يَا صَديقي / فَخُذْ مَكَاني في تِلالِ الصَّهيلِ / وَتَذَكَّرْ كُلَّ أَصابعي التي مَرَّتْ عَلَيْها خَيْمةُ الأعاصيرِ / لم أستطعْ أنْ أَحْضُرَ عُرْسي / لأنَّ البَحرَ طَوَّقَ نَعْشِي بِالْمَرْجَان / لا تُغادروا أيُّها الضيوفُ الجالِسُونَ عَلى زُجاجِ المقابرِ / سَتَصُبُّ البُروقُ البَعيدةُ دَمِيَ البارِدَ / في أَوردةِ الشِّتاءِ السَّاخِنِ / قُرْبَ كُؤوسِ المنفَى/ فَاشْرَبِيني يا غُرَفَ الفَنادقِ الشَّعْبيةِ قُرْبَ المجازِرِ الشَّعبيةِ / حتَّى المنفَى يَنفِينا / ولم تَعُدْ شَرايينُ رِقَابِنا قَادِرةً عَلى تَلْمِيعِ سُيوفِ أجْدَادِنا /
     في مَوْسِمِ هِجْرتي / أَطْمَئِنُّ عَلى صُعودِ الكَائناتِ مِنَ البَيَاتِ الشَّتويِّ في لَيالي الصَّيْفِ / بَيْرُوتُ هِيَ أيْلُولُ حِينَ يَذْبَحُنا حُزَيْرَان / نَتْرُكُ رَسائلَ الْحُبِّ عَلى طَاولةِ غُرفةِ الفُندقِ / وَنَبْحَثُ عَن مَنْفَىً أكثرَ دِفْئاً / مِن ظِلالِ انتحارِ المعنَى /
     وَبَقِيَ الأطفالُ مُعَلَّقِينَ بِجُثَثِ أُمَّهاتِهم / دَهْشةُ التُّوتِ هِيَ دِمَاءُ اليَاقوتِ وضِحْكةُ يَافا / لا تَتْرُكِيني عَارِياً تَحْتَ المطرِ / وَحْلُ النَّيازكِ عَلى قَميصي / وَقُبورُ السَّمَكِ مُبْتَلَّةٌ بالقَنابلِ الفُسْفُوريةِ / حَيْفَا بَعيدةٌ عَن نَعْشي / لَكِنَّها تَحْمِلُ نَعْشَ البَحرِ / لا تُصَدِّقي ما تَقُولُهُ الحِيتانُ الزَّرْقاءُ عَن نِهايةِ قِصَّةِ حُبِّنا / لا تَحْرِقي رَسائلَ الغَرَامِ فِيما بَيْنَنا/ لا تُصَدِّقي الْخَوْخَ الذي حَكَمَ على ضَحِكاتِنا بالإِعدامِ / أرجوكِ / قُولي للشُّطآنِ كَمْ مَشَيْنا مَعَاً في نَشيدِ الأمطارِ حُفَاةً / نَرتدي أدغالَ اليورانيومِ الْمُشِعِّ / كَشَواهِدِ القُبورِ الْمَطْمُوسةِ في وَحْلِ الْمُخَيَّماتِ /
     لَسْتُ حُلْماً لأنسَى يَدَيْكِ في سُجونِ رِئتي / يَا وَرْدةً تأخذُ دَمِي أحمرَ شِفَاهٍ / وَبُنْدُقِيَّتي كُحْلاً / وَبُكائي حِبْراً لِرَسائلِ العِشْقِ في مُنْتَصَفِ الليلِ / كَلا يا عَكَّا / لَسْتُ أنا مَن باعَ أجفانَكِ / لأشْرَبَ الخمرَ معَ أميراتِ مُوناكو / مَرَرْتُ في جِلْدِ الشِّتاءِ صَيْفاً/ وكانَ قَطيعُ السَّلاحفِ البَحريةِ يَموتُ/ والمساءُ يَكتبُ قَصائدَ الرِّثاءِ / حَضَنْتُ دَمَاً لا أَعْرِفُ فَصيلَتَهُ / وجُغرافيا الْمَذْبَحَةِ طِفْلٌ يَرْتَعِشُ عَلى صَدْرِ أُمِّهِ الذبيحةِ / فَكُنْ طَريقي لأكتشفَ آخِرَ الضَّوْءِ في نَفَقِ الذِّكرياتِ / الجثامِينُ مُعَلَّقَةٌ عَلى جُسورِ البَنَفْسَجِ / فَابْتَعِدْ يا مَسَائي عَن دَفاترِ التِّلميذاتِ / لن أَنسَى مَدْرسةَ الطوفان/ والأسوارُ تَصيرُ نَشِيداً للرَّصاصاتِ الحالِمَةِ/ نَجَحْتُ في امْتحانِ لُغَةِ الثَّوْرةِ/ بَكَيْتُ في امتحانِ الحنين / أَظَلُّ أَحْفِرُ في بُرتقالِ الموْتِ أناشيدَ الزِّلزالِ / وأَتلُو تَعاليمَ المطرِ أمَامَ الزَّوابعِ التي تَغْسِلُ أكفاني / ولم أَعْرِفْ رِجالَ القَبيلةِ الذينَ يُغَسِّلُونَ أبي القَتيلَ /كانَ الْحُزْنُ حَطَباً مُسْتَوْرَدَاً / لَكِنَّ نِساءَ القَبيلةِ يَغْسِلْنَ الأشْلاءَ بِمَاءِ الزَّهْرِ /
     هَاويةُ المعنَى تَمشي في نارِ الأبجديةِ / لا تَحْرِقيني / سأحترقُ بِقُبُلاتِ الموْجِ في صَوامعِ قَلْبي الجريحِ / حَجَرُ النَّرْدِ تابوتٌ / والرَّعْدُ يُغَسِّلُ الأمواتَ في مُسْتَوْدَعاتِ المِيناءِ / خُذ بُكائي تِذكاراً ولا تَذْكُرْني / سَأمشي أنا وجُثتي على شُطآنِ المساءِ / كَبُرْتِ يا أُمِّي بَعيداً عَن سُعالِ أبي/وَكَبُرْتُمَا مَعَاً في ذِكْرى زَواجِ الشَّاطِئِ مِن لَحْمي/ وَبَقِيتُ أعْزَبَ/لكني تَزَوَّجْتُ نُعوشَ الطريقِ/ أبكي بَيْنَ قَارورةِ الحِبْرِ وقَارورةِ السُّم/ وأَقرأُ مُؤلفاتِ الثلجِ/ أظافري مَصْقُولةٌ كَخَشَبِ التَّوابيتِ/ ولم أُمَزِّقْ أوراقَ الخريفِ/ كَي أَعْتَرِفَ أمامَ مَذْبَحِ العِشْقِ أنَّكِ قَاتِلتي /
     يا كُلَّ تَواريخِ الأحْجارِ الكَريمةِ / الأندلسُ هِيَ أُمِّي / فَمَن وَلَدَنِي أوَّلاً : أسوارُ عَكَّا أَم بُحيرةُ طَبَرِيَّا ؟ / خائفٌ أنا مِنَ الذِّكرياتِ / وخَلاخيلُ الرَّاهباتِ تَرِنُّ كالأجراسِ / كأبْوَابِ غُرْفةِ الاعترافِ / الحطبُ هُوَ الجوازُ الدُّبلوماسِيُّ يا سَجَّاني الدُّبلوماسيَّ / ذَوِّب الأحكامَ العُرْفيةَ في عَصيرِ البُرتقالِ / كَي تَرى في ضَوْءِ الغاباتِ جُمْجُمةَ الموْجِ/ أُذَوِّبُ مِلْحَ دُموعي في كُوبِ الشَّاي / والبُروقُ تَزرعُ في جَسَدي قَصَبَ السُّكَّرِ/ فاسْكَرْ بِدَمْعي أوْ دَمي/ أَعْطِني مِفتاحَ قَبْري المفتوحِ أمامَ السَّائحاتِ/ وَخُذْ ما بَقِيَ في غُرْفةِ إِعْدامي/ مِن بَراويزِ الأنهارِ المنفِيَّةِ/ 
     يَا أطفالَ غَزَّةَ الصَّاعِدِينَ إلى رَايةِ الذاكرةِ/ النَّازِلِينَ إلى أكواخِ قَانونِ الطوارِئِ / يا مَنْ أَنجبْتُم البَارودَ قَبْلَ سِنِّ البُلُوغِ/ لا تَسْمَحُوا لأسْمَاكِ القِرْشِ أن تُتَاجِرَ بِدِمائِكُم المعلَّبةِ في مِنْفَضةِ السَّجائرِ / كُلُّ شَيْءٍ يَركضُ إلى الانطفاءِ / ذَهَبَ الرِّجالُ إلى الانطفاءِ / ذَهَبَت النِّساءُ إلى الانطفاءِ / ذَهَبَ الانطفاءُ إِلى الانطفاءِ / فَلا تَنتظِر الْمُخَلِّصَ / أنتَ الْمُخَلِّصُ / ولا شَيْءَ يَلْمَعُ سِوَى القَنابلِ الفُسْفوريةِ وَشَواهِدِ القُبورِ/ أُفَتِّشُ في أضْوَاءِ السَّياراتِ عَن دِمَاءِ الضَّحايا/ أَقْسِمُ لَيْمُونةَ الاحتضارِ بِخَنجَرِ الرَّعْدِ/ وأُخَزِّنُ فِيها المقابرَ الجماعِيَّةَ وَدُستورَ التَّطْهيرِ العِرْقِيِّ/
     دَخَلَت أشجارُ الذاكرةِ في شَيْخوخةِ السَّيفِ الذي لَن يُغْمَدَ / صَارَتْ خَنَاجِرُنا أَقْصَرَ مِن الطريقِ الصَّحراويِّ بَيْنَ الرِّئتَيْن / فَخَسِرَتْ هِضَابُ الْحَنينِ طَعْمَ اليَانسون / والعَواصِفُ الرَّمليةُ تَرْمي كَبِدي طُعْماً للأسماكِ/ تَخْبِطُ في دَمِي وَحْشَةُ الأرصفةِ القَذِرةِ / والمساءُ يَصْطادُ أُمْنِيَّاتِ الخريفِ /
     أتى الشِّتاءُ السَّاخِنُ/ فَجَهِّزي يَا أرْمَلَتي كُوباً مِنَ الشَّاي الأخضرِ / لِلْقِطَّةِ الهارِبةِ مِنَ القَصْفِ الْمَدْفَعِيِّ / مِتُّ في شَمالِ القَلْبِ / وَمَاتَ ظِلِّي في جَنوبِ العَاصفةِ الثَّلجيةِ / رَجَعْنا إلى حَفْلةِ الجمَاجمِ / نَحْمِلُ وَقْتَ السَّنابلِ في الحقائبِ / فَلَم نَنْتَبِهْ إلى حَفْلةِ رَأْسِ السَّنةِ / في مُنْتَجَعَاتِ الدِّماءِ اللزِجَةِ / سَتَكُونِينَ يا غَزَّةُ لَوْحَةً زَيْتِيَّةً على جُدْرانِ المتاحِفِ / حَيْثُ السَّائحاتُ العَارِياتُ يَضْحَكْنَ أمَامَ أجفانِ الشُّهداءِ / حَيْثُ الجنودُ يَسْرِقُونَ عِنَبَ المجرَّاتِ/ وَيَعْبُرُونَ إِلى الإِبَادةِ وَاثِقِينَ مِنَ الفِيتو / رَسَمُوا على قُبورِ البَجَعِ اتفاقيةَ جِنيفَ الرَّابعةَ / يَتَجَوَّلُونَ في دِمَاءِ الْحُزْنِ الثالثِ / دَخَلْتُ إِلى خَشَبِ الأعاصيرِ/ إِنَّ حُزْني سِكِّينُ الْمَطْبَخِ / وَلَم يَعُدْ هُناكَ مَطْبَخٌ وَلا سَكاكين / نَطْبُخُ حُزْنَ الشُّموسِ في مَعِدَةِ الإِعْصَارِ / وَنَقْطَعُ لَحْمَ البُحَيْرةِ بِسِكِّينِ جَارَتِنا الْمَنْفِيَّةِ في مَملكةِ اليَتامى /
     كُلُّ الأمواتِ يَعيشُونَ في أزِقَّةِ المرفأ / مَناديلُ الوَداعِ تَتساقطُ عَلى الأرْصِفَةِ كالخناجرِ / غَابَت الصَّبايا في خَوَاتِمِ الخطوبةِ / وَذَهَبَ الْمُزارِعُونَ إِلى الشَّفَقِ يَصْطَادُونَ المطرَ الحِمْضِيَّ / وَيَحْصِدُونَ أجنحةَ النَّوارِسِ/ لا أَقْدِرُ أن أُحدِّقَ في عُيونِ البُحَيْرةِ العَانِسِ / أنا آسِفٌ يا قَاتِلي / لأنَّ طَعْمَ دَمِي لَم يُصْبِحْ مِثْلَ عَصيرِ الليمونِ /
     التِّيجانُ على الرُّؤوسِ المقْطُوعةِ / والسُّيوفُ مُعَلَّقةٌ في أجفانِ الزَّوابعِ / والقِطاراتُ لَن تَصِلَ أبَداً / أَخْجَلُ أن أَكُونَ رُومانسياً / وَالعَالَمُ يَنتحرُ مِنْ حَوْلِي / يَتساقطُ قِلاعاً مِن هَلْوَسةٍ / تَبحثُ خُيولُ الشَّفَقِ عَن تَوابيتِ الأطفالِ / كَسَرْتُ كُلَّ المرايا على حِيطانِ بَنْكِرياسي / لا أَقْدِرُ أن أُحَدِّقَ في عُيوني / وأشلائي مُلْقاةٌ تَحْتَ سَيَّاراتِ الإِسعافِ/ كَانَ الإِوَزُّ اسْماً سِرِّياً للمنفَى/ والفَيضانُ فَقَدَ ذِرَاعَهُ في المعركةِ/ وما زَالَ يُقاتِلُ / فَخُذ الحِكْمَةَ مِن رُعْيانِ الغَنَمِ / الذينَ يَدْرُسُونَ فَلْسَفةَ الغجرياتِ/ الهارِباتِ مِنَ الأندلسِ / البَاكِياتِ أمامَ بَراميلِ النِّفطِ /
     وَداعاً يَا اسْمَ تَابوتِ الأزهارِ / تَحْمِلُه القِطَطُ العَرْجاءُ إِلى أغاني المنفَى الثلجيِّ / اخْلَعْ جِلْدَكَ قُنْبلةً فَرَاغيةً/ لِتَملأَ فَراغِي العاطفِيَّ / وَتُخَبِّئَ في وَقْتِ الفَراغِ أجنحةَ الفَراشاتِ وَمَخازِنَ الأسلحةِ / وَاكْسِرْ أَنفَ الخيمةِ / لَم تُخْلَقْ لِلْخِيامِ / يا نَسْراً يَغْمِسُ عُنفوانَه في الوَهَجِ / وَيَبْسُطُ أجنحةَ النارِ عَلى صَحاري الحطبِ / خَشَبُ التَّوابيتِ يُقَاتِلُ/ فَلا تَبْكِ عَلى مَقتلِ المزهرياتِ / قَطَعَت الذِّكرياتُ أصابعَ السُّيولِ / والأراملُ يَنتظرِنَ الفَيَضانَ الزُّمرديَّ / خَرَجْتُ مِن رُومانسيةِ الجسَدِ الملوَّثِ بالغِزْلانِ القَتيلةِ / وَدَخَلْتُ في رُومانسيةِ الأحزمةِ النَّاسِفةِ / أُرَتِّبُ الصَّدماتِ العَاطفيةَ في ذَاكرةِ رِيَاحِ الخمَاسِين / وأَصُفُّ أشلاءَ النَّيازِكِ على جُدْرانِ شَراييني كأحجارِ الشِّطْرَنجِ / وَدَهْشةِ الرَّاهِباتِ في طَابورِ صُكوكِ الغُفْران /
     أَخْرُجُ مِن حِبَالِ الغسيلِ / أَصْعَدُ مِن أكوامِ الرَّصاصِ المطاطِيِّ / أكتبُ قَصَائدَ العِشْقِ لِلْحُورِ العِين / وَأَمُرُّ على أضرحةِ المطرِ العَارِي مِن البَارودِ / أَحْقِنُ الأمطارَ الحِمْضِيَّةَ بأقواسِ النَّصْرِ / وكلُّ بُحَيْراتِ البَارودِ تَصُبُّ في شَراييني / وَتُحرِّكُ قَلْبَ الثورةِ/ أنا ثَوْرتي / مَسَاءاتُ حَليبِ السَّنابلِ/ ذَاكِرةٌ تتزوَّجُ التِّينَ في حَديدِ الدَّباباتِ/ أَعْصِرُ دَمْعي لأَمْنَحَ الجوْعَى مِلْحَ الطعامِ / وَلَم أُمَيِّزْ بَيْنَ السِّلْكِ الدُّبْلوماسِيِّ / والأسلاكِ الشَّائِكةِ على أسوارِ رِئَتي / وكلُّ الأسلاكِ الكَهربائيةِ سِيَاجُ قَفَصي الصَّدْرِيِّ / فَافْتَحْهُ لاستراحةِ المحارِبِ / الذي لا يَستريحُ / 
     رَسَمْتُ ذَاكرةَ الحقولِ خُيُولاً / تُرَمِّمُني البَنادقُ / وَرَمَّمْتُ أبجديةَ السَّنابلِ / فَلْتُقَاتِلْ / النارُ تَرْعَى قَطيعاً مِن جَماجمِ السُّنونو / أَخْرَجْتُ أرقامَ ظِلالِ الضَّحايا مِن حِسَاباتِ الغَسَقِ / تَرقصُ الإِمَاءُ في السِّجْنِ الانفراديِّ / ولم تَزُر النَّهْرَ السَّجينَ شَريفاتُ قُرَيْشٍ / ولم نَجْرُؤْ على النَّظَرِ في عُيونِ نِسائِنا/ لَسْنا رِجَالاً لِكَي نُعَلِّقَ أُنوثةَ البَنادقِ على حَبلِ الغسيلِ / وَنَصْلُبَ الأسطورةَ على أعمدةِ الكهرباءِ /
     المنفَى الرُّخامِيُّ وَنَقِيضُ العُشْبِ / وَجْهانِ لِمُسَدَّسِ البَرْقُوقِ / أمعائي مَدينةٌ مَهْجورةٌ / تَنامُ في الحضاراتِ المنقَرِضَةِ/ وشَظايا رِئتي مُوَزَّعَةٌ بالتَّساوي عَلى الحواجِزِ الأمنيةِ / وأبراجُ الْمُراقَبَةِ تَنمو في كَبِدي/ والكِلابُ تَحْرُسُ أوْرِدتي/ وأسْماكُ الغروبِ تَحْمِلُ القَنابلَ / وَتُدافِعُ عَن دُموعِنا النُّحاسيةِ / لا نَقْدِرُ أن نَحْمِيَ قِطَّةَ جَارَتِنا مِنَ الاغتصابِ/ اغْتَصَبْنا رُموشَنا / فَصِرْنا طَيْفاً للكُهوفِ السَّائرةِ على زُجاجِ القِطَاراتِ/ وَصَوْتُ الرَّصاصِ هُوَ الرُّومانسيُّ الوَحيدُ في أزِقَّةِ المجرَّاتِ /  
     لَمْ نَسْتَفِدْ مِنَ العَالَمِ الْحُرِّ سِوَى مَقْتَلِ دَيَانا / وَلَم نَسْتَفِدْ مِن أُكسفورد غَيْرَ مُصَاحَبةِ الإِنجليزياتِ / في أريافِ التَّطْهيرِ العِرْقِيِّ / القِرْميدُ يَحترقُ في الحبِّ الأوَّلِ / وأكواخُ الصَّفيحِ تتفجَّرُ في سُعالِ العُشَّاقِ / والمذْبَحةُ تَذوبُ بَيْنَ أزرارِ قَميصي/ كَمَا يَذُوبُ المطرُ في فِنْجانِ القَهْوةِ / نَسِيتُ جِلْدي على أوتادِ خَيْمتي / وَبَرَاويزُ الصُّوَرِ التِّذكاريةِ مُسْتَوْدَعٌ للذَّخيرةِ / والشُّعوبُ تُفَّاحاتٌ على رُؤوسِ الرِّماحِ /
     حَاضِناً أشلاءَ الأطفالِ المعلَّقةَ عَلى حَبْلِ الغسيلِ / اكتشفتُ مَطَراً يَخْرُجُ مِن رِئةِ الشَّمْسِ / يَصْقُلُ حِبَالَ المشانقِ / فَلا تُعَانِق القَاتِلَ / واسْكُن في الشَّفَقِ صَهيلاً وزَعْتراً / وازْرَعْ حُرُوبَكَ في قَوْسِ قُزَحَ / دِيمقراطيةُ الْمَقَاصِلِ / سَأقولُ لِلشُّموسِ الْمُزيَّفةِ : لا / فلا تُعانِقِيني / لا تَخْتَبِري حِبْرَ أشعاري في عَرَباتِ نَقْلِ الجنودِ / لا أُريدُ لَمَعانَ الأمواجِ / إِنْ كانَ سَرَطانُ الجِلْدِ نشيداً وَطَنياً / وَالرَّمْلُ يَقضي الليلَ في كُهوفِ زَوْجَتِه/ ويَطْعَنُ الشُّموسَ التي تَقْضي الليلَ في المعاركِ/ لَو ضَاعت الأندلسُ فَقَد رَبِحْنا غَرَامياتِ ابْنِ زَيْدُون / وَلَو ضَاعَت كَشميرُ فَقَد رَبِحْنا سِينما بُوليود / وَلَو ضَاعَت الشِّيشانُ فَقَد رَبِحْنا لاعباتِ التِّنسِ الرُّوسياتِ/ وَلَو ضَاعَت القُدْسُ فَقَد رَبِحْنا آبارَ النِّفْطِ/ 
     حَاضِناً ضَوْءَ عِظَامِ الموْتى / ولا قَتْلَى على حِيطانِ كَبِدي إِلا رُمُوشِي/ قَتَلْنَاكُمْ ثُمَّ سَرَقْنا مِنْكُمْ ثمنَ أكفانِكم/ فَسَامِحُونا / نَحْنُ المسدَّساتُ البلاستيكيةُ / التي تُحلِّلُ الوَضْعَ الإِستراتيجيَّ لِلْجُثَثِ / لا عُشْبٌ يَعْتَرِفُ بِنا سِوَى مَرايا المنفَى / وَلا مَنفَى يُوافِقُ على استقبالِ رُؤوسنا المقطوعةِ / تَلتصقُ دِمائي عَلى حِيطانِ حُفَرِ المجاري / وَجُثماني سَيَرْفَعُ أَسْهُمَ البُورصةِ / وَشَراييني في مَمَالِكِ القَاتِ مُزِيلُ عَرَقٍ فَاخِرٌ /
     نَحْنُ سَبايا حَافياتٌ في طُرْوادة / وَنَحْلُمُ بالأندلسِ تَحْتَ نَوافذِ سُجُونِنا في الْجُزُرِ النَّائيةِ / نَركضُ في رِئةِ التفاحِ المسمومِ / وَنشربُ نَخْبَ المجزرة / بَارِكُوا لِلْجُنونِ يا رِفَاقَ السِّلاح/ اكْتَشَفْنا في أجسادِ الفُقراءِ حُقولَ نِفْطٍ / بلادي التي تَقْتُلُ بلادي/ اقْتُلِيني وَامْشِي في جِنازتي/ يَا وَطَنِي القَاتِلَ المقتولَ/ اذْبَحْني وأَوْقِف المهْزَلةَ / بِلادي التي حَلُمْتُ بِها أبادتْ كُلَّ أحلامي /
     أنا فِيزياءُ الانقلاباتِ/ وكِيمياءُ البَنادقِ / أَزرعُ أشلائي في الإعصارِ / كي تَنْبُتَ رَصاصاً ولَيْمُوناً / أخافُ مِن وَجْهي المنثورِ في المرايا / يا بِلاداً تَقتلُ أنبياءَها / وتُقدِّسُ عَاهراتِها / اذهبي إلى أرشيفِ حِجارةِ النيازكِ المكسورةِ / يتكاثرُ اللصوصُ المصْلُوبونَ على رَبطاتِ العُنُقِ/ فَلْتَكُن الضَّحيةَ أو رَقْمَ الضَّحيةِ التي تَهْتِفُ لقاتلها / ستأخذُ رَقْماً جَديداً للزِّنزانةِ يتناسبُ معَ جَدْولِ الضَّرْب / اقتليني يا بِلادي / ثُمَّ قَدِّمي اعتذاراً رَسْمياً لأرْمَلتي / أرشدتُ الْمُخْبِرَ المكلَّفَ بِمُرَاقبتي إلى مَوْقعِ حُزني/ صَارت المرأةُ قَميصاً للنَّخاسِ الْمُكْتَئِبِ/ تَقفزُ أسماكُ القِرْشِ كالتَّوابيتِ في أحاسيسِ الرَّاقِصةِ/ بَعْدَ انتهاءِ رَقْصتها المصيريةِ /
     ادْفِنْ ظِلالَ الموتى في توهُّجاتِ الكَرَزِ / سيتوهَّجُ الْحُلْمُ في أجفانِ الغصونِ الخائفةِ / يا كُلَّ فُقراءِ حُفَرِ المجاري الخائفينَ / مِنَ اللوحاتِ الدُّبلوماسيةِ للسَّياراتِ السَّوْداءِ / ازْرَعُوا احتضارَكم في أجراسِ السَّنابلِ / يُرَبِّي الدُّودُ هَلْوَسةَ العُشبِ في حَنجرتي / سَأُقَدِّمُ رِسالةَ مَاجستير عَن أناقةِ رَجُلِ المافيا / وَشَرَفِ ابنةِ القُرْصانِ / والكَبْتِ الجِنسيِّ في جَسَدِ الكَاردينالِ النُّحاسيِّ / أُضَيِّعُ وَقْتي في اصطيادِ الأسماكِ مِنَ البَحْرِ الْمَيْتِ / نُدْخِلُ الإنسانَ في الانقراضِ/ وَنُنْقِذُ الرَّقصَ الشرقيَّ مِنَ الانقراض /
     شَهْرُ العَسلِ هُوَ استراحةُ المحارِبِ/ بَيْنَ دُخولِ الليلِ ولَيْلةِ الدُّخلةِ/ اجتمعَ الضِّدانُ في جِلْدي / فلا تَحْزَنْ عَلَيَّ / سيُصبحُ زُجاجُ نَظَّارتي الشَّمْسيةِ وَاقياً ضِدَّ رَصاصِ العِشْقِ / فلا تَقْلَقْ عَلَيَّ / سأكتشفُ الرُّومانسيةَ في تحوُّلاتِ عُشبِ المقبرةِ / حَيْثُ يَصيرُ ضَابِطُ المخابراتِ عَازفَ كَمَان/ وتَعْزِفُ الأمطارُ على البيانو / وأَعْزِفُ عَلى حَبْلِ مِشْنقتي / جَسَدُكِ الطَّرِيُّ مِثْلُ البيانو / كِلاهما تَأكلُه الدِّيدانُ / لا أُريدُ حَفَّارَ قُبورٍ مُسْتَوْرَدَاً/ أنا أَحْفِرُ قبري بِيَدَيَّ/ أُنادي عَلى الْجُثَثِ المنسيةِ تَحْتَ المطرِ / وأَصْرُخُ في قَشِّ الإِسطبلاتِ الأزرقِ / أيتها الخرافةُ المقدَّسةُ / والأكذوبةُ الْمُطهَّرةُ / كَم عَدَدُ الجماجمِ الْمُغَطَّاةِ بالنَّعناعِ في الطريقِ إِلَيْكِ ؟ / مَا فائدةُ غُرفةِ النَّوْمِ إذا كَانتْ حياتي ثُلوجَ الأرَقِ ؟/ أستقيلُ مِن مِهنةِ اصْطِيادِ ذُبابِ المقابرِ/ وأَضَعُ استقالتي على مَكتبِ الطوفان / لَيْسَتْ شَرايينُ البَجَعِ سِوَى بُكائي / خَارِجَ حُدودِ أمعائي / والنَّيازكُ أَسْقَطَت الجِنسيةَ عَن حديقةِ أكفاني / نَزرعُ رُموشَنا في أجنحةِ النُّسورِ / وَنُقاتِلُ حتى انفصالِ الرأسِ عن الجسَدِ /
     لا تُزْعِج النَّمْلَ الذي يأكلُ عُرُوقي القُرْمزيةَ / الْحُزْنُ الْمُزَرْكَشُ / وَرَقْصةُ الخرابِ / وَأقواسُ النَّصرِ في المذابح / يا عَرَقَ الرَّصاصةِ الذي بَصَقَ عَلَيْنا / وَرَحَّبَ بالسَّائحين / لَوِّنْ أحذيةَ الإِمبراطورةِ بِجَماجِمِ الملوكِ / وَطَنٌ لَم يَعُدْ لنا / فيا قاتلي العزيزَ / خُذْ سَريري في غُرفةِ العِنايةِ المركَّزةِ / خُذْ مَجْدَكَ في الرَّقْصِ على أنغامِ التَّطْهيرِ العِرْقِيِّ / يَا رَاقِصةَ الدَّمارِ / تَصَدَّقي على البَشَرِ النَّائمينَ في سِلالِ القُمامةِ /
     وَحيداً أَعيشُ في البَارودِ مَلِكَاً / أَلْهَثُ في طُرقاتِ الجثامينِ الطازَجةِ / حُفَرُ المجاري تَصيرُ دُسْتوراً لِلْجِرْذانِ الأنيقةِ / وَسَرِقةُ الجثثِ تتوهَّجُ كَغُموضِ ابتسامةِ لاعبةِ التِّنسِ / يَا مَنْ قَتَلْتُمْ دُودي الفايد / وأَقَمْتُم عَلى ضَريحِهِ شَعائرَ عِيدِ الحبِّ / شُعوبٌ مِن دُخَانِ القِطاراتِ / أنا وَالْمُخْبِرُونَ نُعاني مِنَ الفَراغِ العَاطفيِّ / فَاشِلُونَ في الْحُبِّ لأننا لَم نتعلَّمْ أن نُحِبَّ / فاحْسِبْ سُرعةَ الضَّوْءِ في أشلائِنا المخلوعةِ كالملوكِ المخلوعين / لن تُفَرِّقَ مُضَادَّاتُ الاكتئابِ بَيْنَ حَليبِ النِّساءِ وآبارِ النِّفْطِ /
     مِن دِمَاءِ الضَّبابِ/ يُولَدُ ضَبابُ كُؤوسِ الْحُزْنِ / فاشْرَبْ ظِلَّ الأمواتِ الباردَ / الأشلاءُ تَسْبَحُ في عَصيرِ البُرتقالِ/ والتفاحُ يَنامُ في مِلْحِ الدُّموعِ / فَعِشْ في أقصَى ذِكْرياتي / وافتَحْ قَلْبَكَ أمامَ الجرادِ الدُّبلوماسِيِّ / لَن يُفَرِّقَ البَعوضُ بَيْنَ الفَجْرِ الصادقِ والفجرِ الكاذبِ/ تَلْمَعُ رُؤوسُ الدَّبابيسِ عَلى حِيطانِ رِئتي مِثْلَ الكَوابيسِ / والكُوليرا تَخْدُشُ ظِلالَ جَاريةٍ فَارسيةٍ مَكْسورةٍ / تَعْشَقُ خَليفةً عَبَّاسياً مَكْسُوراً / (( فابْكِ كَالنِّساءِ مُلْكاً مُضَاعاً / لَم تُحَافِظْ عَلَيْهِ كَالرِّجالِ )) /
     البَرقُ يَكتبُ رَقْمَ جُثتي على حَوافِّ جُمْجمتي / وَالفقراءُ يَحْصِدُونَ جماجمَ الأطفالِ / عَلى عُشْبِ الزِّنزانةِ الانفراديةِ / وَعَرَّابو دَاحِسَ والغبراءِ رَفَعُوا الرَّايةَ البَيضاءَ / دِماءُ الأطفالِ ألوانٌ جَديدةٌ لِرَبطاتِ العُنُقِ / وَالقِطَطُ الضَّالةُ تَلْعَقُ دِماءَ أبنائي في شَوارعِ الأنقاضِ / تَحْمِلُ إِوَزَّةُ الطوفانِ عَلى ظَهْرِها أثاثَ المنفَى / وَتَرْحَلُ إِلى حَرائقِ صَدْري / فَكُنْ مَوْتاً لأغصانِ النَّزيفِ لِكَي تَرَى / كُنَّا سنتزوَّجُ ذِكرياتِ المطرِ / لَو أنَّ رُومانسيةَ البَنادقِ لَم تُصَب بالاكتئابِ / كُنَّا سَنَجِدُ لأنفُسِنا مَرايا غَيْرَ مَشْروخةٍ / لَو أنَّ الظلالَ لَم تَبِع الوَطنَ والمنفَى في صَفْقةٍ وَاحدةٍ/ كانَ قَلبي سَيَحتفلُ بِعِيدِ استقلالِهِ / لَو أنَّ بَنْكِرياسي أكثرُ رُومانسيةً مِن لاعباتِ التِّنسِ الصِّرْبياتِ / يَختفي المعنَى في مَجازِرِ الغروبِ / وَحْدِي أَسيرُ في طُرقاتِ المجزرةِ ذَاكرةً للأنقاضِ / أرعَى قَطيعَ الدَّمعاتِ وَحيداً في الصَّحاري الجليديةِ/ وعائلتي تَموتُ حَوْلي / ومصافي النِّفطِ تَصْعَدُ مِن أجسادِ الأمواتِ / دَمي هُوَ الحِبْرِ السِّريُّ / واحتضاري هُوَ الشِّيفرةُ الغامضةُ بَيْنَ قَلْبي وَعِظَامي / وَدُموعُ السُّنونو رَسائلُ مَنْسِيَّةٌ في صناديقِ البَريدِ الصَّدئةِ / فَيَا قَلْبي الْمُسَيَّجَ بِخِيَامِ النَّعْناعِ / لا تَنْسَ وَجْهَ تَاريخِ البَارودِ / امتصَّ شمسَ الدُّخانِ جَيْشُ السَّبايا/ ولم يَسْتَفِد الفُقراءُ مِنَ النَّشيدِ الوَطَنِيِّ / سِوى الموتِ في طَوابيرِ الخبزِ/ يَنامُ الرِّجالُ معَ جُثثِ نسائهم النُّحاسيةِ / قُرْبَ حَشائشِ الهاويةِ/ وَالصَّحراءُ وَضَعَتْ على مَكتبي اسْتِقَالَتَهَا / هذا الميْتُ هُوَ أنا / أَجْمَعُ رُفَاتَ أبي في أَزِقَّةِ الْمُخَيَّماتِ/فازْرَعُوا الجثثَ في جُثتي/ أيْنَ أذهبُ يَا دُموعَ الكَوَاكِبِ المهاجِرةِ ؟/ الكِلابُ تَعُضُّ ضَوْءَ القَمرِ / فَكُنْ قَمَرِي يا مُقاتِلاً تَختلطُ أحشاؤُهُ بِالشَّفَقِ / وَلا يَسْقُطُ قُرْبَ اسْمِ الرِّيحِ / كأنَّ دِماءَ دُودي الفايدِ تَصرخُ في غِمْدِ سَيْفي / أَحْمِلُ كُلَّ تَاريخِ شَريفاتِ قُرَيْشٍ على كَتِفِي/ فَلَن أَنزِعَ بُندقيتي مِن لَحْمِ النَّيازكِ/ جَبينُ عكَّا وَرْدَةٌ عَلى خَنجرِ الرَّعْدِ / وَالغريبُ تَزَوَّجَ الغريبةَ/ فَيَا رَاهِبةَ الاكتئابِ المعدنِيِّ/ خُذِي خَارطةَ أضرحةِ عَائلتي / وَلا تَرْسُمي الصَّليبَ عَلى صَدْرِكِ قَبْلَ انتحارِكِ / قَد كَسَرَ ابْنُ الزُّبيرِ صَليبَهُ / كُنْ يا حُزْني أكثرَ شجاعةً مِنَ الغبارِ/ احتضارُ النيازكِ تَحْمِلُهُ طُيورُ الشَّفقِ / فلا تُشْفِقْ عَلَيَّ يا رَمْلَ البَحْرِ/ هذا دَمِي ضَفائرُ الشَّجراتِ / لكنَّ الأعاصيرَ أَحْرَقَتْ ضَفائرَ الرَّاهباتِ / أُخَزِّنُ بَيْنَ أسناني بَنادقَ الرُّوحِ / نَزِيفي بُرْجٌ سَكَنِيٌّ تَقْطُنُهُ النوارسُ المشرَّدةُ / والبَحْرُ حُفْرةُ دَمٍ أسْوَد/ والأسماكُ تَخْبِطُ في دِمَاءِ القَراصنةِ/ لكنَّ دَمي جَالِسٌ في مَقْهَى العَوَانِسِ / يَشْرَبُ زَنجبيلَ المذبحةِ /
     كَتَبْتُ قِصَّةَ حُبِّنا تَحْتَ جُسورِ سَرَاييفو / وكانَ القَمَرُ يَخْلَعُ قَميصي / كَي يَفتحَ رِئتي للخيولِ القادمةِ مِن مَعِدَتي / أَفْرِضُ على أحزاني الإقامةَ الجبريةَ / فَاصْنَعْ نَشيدَ المطرِ بَيْنَ حُبِّنا الأوَّلِ وَمَجْزرتنا الثانيةِ / يَا مَن تَقْضُونَ شَهْرَ العَسَلِ في ثلاجةِ الموتى / لا تَنسَوا البُوظةَ بِالفانيلا معَ فَتياتِ شَواطئِ الطاعون / الذِّكرياتُ اختراقٌ أمنيٌّ / فلا تَتذكَّرْ نَعْشِي في خَيمةِ اللاجئِ / إِنَّ التوابيتَ البازِلتيةَ تتعلمُ الكَرَاهِيَةَ في عِيدِ الحبِّ / أَسْكُبُ المنفَى في أباريقِ الفَخَّارِ / والثلجُ على صَناديقِ البَريدِ / كانَ التطهيرُ العِرْقِيُّ تاريخَ مَن لا تاريخَ لَهُ / يَنكسرُ الجليدُ بَيْنَ أصابعي / فَكُن يا حُزني مَجْدَ مَن لا مَجْدَ لَهُ / واعْبُرْ أرقامَ القُبورِ في رُموشِ المنافي /
     بَيْنَ حَبْلِ مِشْنقتي وَنَصْلِ مِقْصلتي / تَبْني السَّناجبُ عَرْشي / فَامْشِ إلى أجفانِ الحطَبِ / سَيَكُونُ العَصْفُ مَجْدَنا الزَّائلَ في أُغنيةِ الجماجمِ الرَّخيصةِ / سَيَكُونُ خَشَبُ البَلوطِ مَطْبَخَاً للمَنفَى ونَعْشاً للمَنفِيِّ / فلا تُصَدِّقْ مَشاعرَ لاعباتِ التِّنسِ / وَصَدِّقْ جُثةَ النَّهرِ الْمُلقاةَ على صُدورِ أراملِ الجنودِ/ واشْكُرْ مُومساتِ العالَمِ الْحُرِّ/ اللواتي يَحْتَرِمْنَ مَواعيدَهُنَّ / وَيَدْفَعْنَ الضَّرائبَ في المواعيدِ الْمُحَدَّدةِ /
     هَذا خُبْزُ الأعاصيرِ بَيْنَ أسنانِ العاصفةِ / فَكُونِي عَاصمةَ السُّنونو يَا سُجونَ عِظَامِ الغَيْمِ / سَجينٌ أنا في أغاني البَحْرِ / مَقْتُولٌ أنا على رُخامِ الزِّنزانةِ الانفراديةِ / فانْسَ مَوْسِمَ تَزاوُجِ الخِيَامِ قُرْبَ رَمْلِ البَحْرِ / أَعْطِ لِلْمَوْتَى الْمُرَقَّمِينَ في نَشيدِ الزَّنازينِ دُخَانَ جَدائلِ الأراملِ / أَعْطِ هَذا العالَمَ الأعمى عُكازةً / كَي يمشيَ إلى القَبر /
     أيها الملِكُ الْمُتَوَّجُ عَلى شَواهدِ القُبورِ / خُذْ مَقْعَدَ الشَّاطئِ القتيلِ في حَديقةِ النُّعوشِ / لِي سِيادةُ الكَلِماتِ على البُحيراتِ النازفةِ / فَانزِفْ حتى خُروجِ قَوانينِ الفِيزياءِ مِن عَباءةِ الضَّبابِ/ كَي تُصَدِّقَ الشُّموسُ الذبيحةُ أنَّكَ قَتيلٌ / هذه الأشجارُ المنفيَّةُ مَلاعِقُ على طَاولةِ الغاباتِ اليَتيمةِ / خُذْ نَصيبي مِنَ الدَّخْلِ القَوْمِيِّ / وأَعْطِني نَصيبي مِنَ الصَّدماتِ العاطفيةِ / جَسدي يَعتقلُ أشعةَ الشمسِ / أشلائي لَيْمونةُ الصَّدى / وَجُثماني تفاحةٌ مُتعفِّنةٌ / وَالبَدويةُ تَتقمَّصُ جُودي فُوستر /
     مُدُنٌ مَنذورةٌ لِلطوابيرِ/ طَابورٌ خَامِسٌ/ طَابورٌ أمامَ المخبزِ / طَابورٌ أمامَ السِّينما / طَابورٌ أمامَ قَصْرِ السُّلطان / طَابورٌ أمامَ السَّفاراتِ الأجنبيةِ / لا تَسمحوا لِدِماءِ الضفادعِ أن تَسيرَ في دِماءِ الشُّموسِ / لا أَثِقُ بِحِذائي / فَكَيْفَ أَسيرُ إلى المجزرةِ وَاثقاً مِنَ البَياتِ الشَّتويِّ لِدُموعِ التماسيحِ ؟ /
     غَيْمٌ تَكدَّسَ عَلى بُندقيةِ حَواجبي / فَامْشِ قُرْبَ نَشيدي عَارِياً مِن طَواحينِ الدِّماءِ/ غابَ الأكسجينُ في قَذائفِ الرِّمالِ / ثِقْ بِكُلِّ الأمواتِ القَادِمِينَ مِنَ البَحْرِ / كَسَرْتُ رُموشَ جُرْحي / فَجَرَحْتُ أغاني المطرِ / وَعَبَرْتُ عِنْدَ عُبوري / وَكانَ النهرُ يَتَّكِئُ عَلى جُثةٍ مَفْصولةِ الرأسِ / كُلُّ سِكَّةِ حَديدٍ مَخْزَنُ سِلاحٍ / أنا حَديدُ عَرَباتِ نَقْلِ الجنودِ إلى الشَّفَقِ / فَلا تُشْفِقْ على جُثْماني في كياني / ولا تَتَخَيَّلْ وردةَ الأنهارِ تُعَلِّم سُجوني تعاليمَ الجنونِ / إِنَّ الحزنَ المسلَّحَ بُنْدقيةٌ عَلى كَتِفِ الأسمنتِ المسلَّحِ /
     بَيْنَنا بُرتقالُ الكِفاحِ المسلَّحِ / فَابْدَأْ / لماذا أَخلعُ قُضْبانَ قَفَصي الصَّدْريِّ ؟ / كَي يَدخلَ البَحرُ اليتيمُ / فَادْخُلْ معَ نزيفِ الرِّمالِ / ولا تسألْ مَلَكَ الموتِ لماذا تموتُ / الرِّياحُ تَقْلي عِظامي في خُيوط مِعْطفي / خَلَعَهُ الرَّصاصُ/ والتوابيتُ مَلْفوفةٌ براياتِ القبائلِ / ولم أنتظِرْ جَيْشاً يَمُدُّ حَبْلَ مِشْنقتي في بِئرِ الطيورِ المهاجِرةِ /
     يا كُلَّ أضرحةِ الياقوتِ/ التي تَحُجُّ إلى البُحيرات المنفيَّةِ / إِنَّ النهرَ يَضعُ على خَصْرِه مُسدَّساً / فَضَعْ على قَبْرِ العَالَمِ مُسدَّساً مَائياً لِطِفْلٍ يَتسلقُ جُثةَ أُمِّه / صَاعِداً إلى أعصابِ الزَّيتون / أرتمي على صَدْرِكِ الْمُسَيَّجِ بالدموعِ / وأبكي في لَيْلِ الصُّراخ حتى يَصعدَ أذانُ الفَجرِ أعلى مِن الطائراتِ / وَيَمْشي الدِّيكُ في طُرقات المجزرة وحيداً / فيتعثرُ بأجسادِ الشُّهداءِ على الأرصفةِ القُرمزيةِ / هَل كَانت مِسْبحةُ أبي في جَيْبِهِ يَوْمَ قُتِلَ ؟ / هل انتحرَ الهديلُ في أمعاءِ الزَّوْبعةِ ؟ /
     أُعطي لرمالِ بَنكرياسي حَقَّ التنقيبِ في نخاع عَظْمي / عَنْ مَناجمِ النَّعناع الملوَّثةِ بِزَوْجاتِ القياصرة/ وَكُلُّ ضفائرِ أرملةِ الفيضانِ مُلَوَّثةٌ بِجَواري القَيْصر / كأنَّ نظراتِ عَواصمِ السُّل تُحاصِرُ جُثمانَ مِيكي ماوس / الخارجِ مِن حِصار ستالينغراد إلى عَرْشِ الزَّبد / أنامُ في دماءِ الزيتون / وأصحو في زئبقِ المنافي / فلا أجدُ في دُموعِ الأرصفةِ غَيْرَ رُومانسيةِ سَرطانِ الثدي / وَجَدْنا مِكياجَ المذابحِ فأين عاملاتُ الإنقاذ ؟ / أنقذتُ ظِلِّي من السقوط في يانسون الإبادة / والبحيرةُ مِقْلاةُ الفقراء / والحزنُ يَطبخ أدمغةَ الغابات / ضَفائرُ الموؤداتِ تجلسُ على عِظامِ الغَسقِ / وتُراقبُ فراشاتٍ يَلْعَبْنَ الشِّطرنجَ في أجفانِ الأسماكِ الذبيحةِ / كُلُّ غُرفِ التشريحِ أحجارُ جُفوني / وَطَنٌ في عُلْبةِ طَباشير لِكُلِّ رَاقصاتِ الباليه / وَثَوْرةٌ على سَبُّورةِ التلالِ يَقُودها الرُّومانسيون / ماتت الذبابةُ بِدُونِ طِلاءِ أظافر / وماتَ الغريبُ بِدُونِ قَبيلةٍ /  
     يَا كَلْبَ جَارتنا / لماذا أكلتَ جارتنا ؟ / الذبابُ يُشَكِّلُ في نُخَاعِ الفيضانِ حُكومةَ وَحْدةٍ وطنيةٍ بعد ضياع الوطن / أَبْعِدُوا الجثثَ عن صهيل المسدَّساتِ / كي يَلعب أولادُ الطوفان في شوارعِ المذبحةِ كرةَ القدم / فَقَدْتَ قَدَمَكَ في حَرْبِ دَاحِس والغبراء / فَخُذْ عُكَّازةَ النَّهرِ قَدَمَاً صِناعيةً/ ولا تنتظِرْ هِنْدَ بنت النُّعمان كَي تُحِبَّ مَوْتَكَ/ وَتُشْفِقَ على دُموع أُمِّكَ في أباريقِ الفخَّارِ/ الخادماتُ يَمْنَحْنَ صحونَ المطبخ ذاكرةً لنمورِ التاميل / والجرادُ يَرقصُ في حَفْلِ زِفاف عُشب الأضرحةِ / فلا تَقتنِصْ نُمورَ صدري / وَكُنْ حَوْلي تراباً لأكتشفَ فِيكَ ذَهَبَ الملاجئ /
     ماذا سَتَفعلُ مَرْيَمُ العذراءُ بين بغايا بني إسرائيل ؟ / ما فائدةُ نُعومةِ لَيْلةِ الدُّخلة إذا كانتْ جُثةُ كَوْكبنا تنامُ على سَريري؟/ لن تنتظرَ الأسلاكُ الشائكةُ تحت المطر طويلاً/ لأنَّ المخْبِرِين والرَّاقِصات جاؤوا في الموعد المحدَّد / لِبَدْءِ العَرْض السِّينمائي في أوردة الشهداء / وَاكْتَشَفْنا في عُلْبةِ السَّردين حُلْماً للشوارع / لكنَّ وُعُودَ بَناتِ الجيران لِلْحَمَامِ الزَّاجل / لم تَنْقُلْ وُجهةَ نظرِ الموتى إلى حَفَّاري القبور / هذا جُرْحي نِظامٌ جُمهوري فَانقَلِبْ عَلَيْه / ولا تَفْرِضْ على كُرياتِ دمي الإقامةَ الجبريةَ كَبَناتِ القَياصرة /
     كُلُّ النيازكِ مَسْقَطُ رَأسي / ولا يَسْقُطُ رَأسي إِلا في لَيْمونِ المقاصلِ / يا قلبي الوحيدَ في غَابةِ النِّساءِ المتوحِّشاتِ / اعْتَنِق الكِفاحَ المسلَّحَ تَنْسَ صَدماتِكَ العاطفيةَ / قَبِّلْ خُدُودَ البنادقِ تَنْسَ مُضَادَّاتِ الاكتئاب / لا تَصْدُمْ قِطةَ الجيرانِ بالسَّيارةِ العسكريَّةِ/ زَرعت الجيوشُ الحواجزَ الأمنيةَ في ضَفائرِ النِّساءِ / فانْقَلِبْ يَا اكتئابَ البَراري عَلَيْكَ تَجِدْكَ/ وازرعْ في عُيونكَ مِضَخَّةً لِرَيِّ مَا تَسَاقَطَ مِن أنوثة الأرصفةِ / على قَميصِ القاتلِ في أزقةِ المذبحةِ /
     عِندما تَكتبُ رَسائلَ الغرامِ للمَلكاتِ السَّبايا / ارْمِ مَاءَ عُيونكَ مِن شُرْفة صَنوبرِ المجزرةِ / لترى بَائعاتِ العِلكة على إشاراتِ المرورِ / مُرورِ دَمي في أنابيبِ النِّفْطِ / وَحِينَ تُخزِّنُ جَدائلَ الراهباتِ القتيلاتِ في زُجاجِ الكاتدرائياتِ / تَخَيَّلْ فِقْراتِ ظَهْرِ الرِّياحِ / التي تَجْمَعُ جُثثَ أراملِ الجنودِ في أكياسِ القُمامة / وَحِينَ تَشربُ أشجارَ الطوفانِ معَ أميراتِ سَدُوم / تَخَيَّلْ نِساءَ بني إسرائيل الغاطِساتِ في ذاكرةِ قتل الأنبياء /
     أُجهِّزُ أكفانَ العالَمِ في خَريفِ الطيورِ / التي هاجَرَت ولم تَرْجِعْ / ولا أدري هَل سَأَدْفِنُ العالَمَ أم العَالَمُ سَيَدْفِنُني ؟ / عُنوسةُ الحضارةِ / وانتحارُ ظِلالِ النَّوْرسِ / والملكاتُ السَّبايا / والحيواناتُ المنَوِيَّةُ في أقفاصِ حَديقةِ الحيواناتِ / أَقْلِبُ في شَراييني نِظامَ الْحُكْمِ / فَادْفِنْ شَرايينَ البَحرِ في عُلَبِ السَّردين / أُزَوِّجُ دَمي للرَّصاصةِ / وأرقصُ في حَفْلِ زِفافِ الشُّطآن / كَما تَرقصُ الهياكلُ العَظميةُ /
أُفَكِّكُ العُقَدَ النَّفْسيةَ للبَحْرِ في مَخازنِ السِّلاحِ / وأُهَرِّبُ قلبي تحتَ رِمالِ المجرَّاتِ / وشاطئُ الياقوتِ يُنَظِّفُ مُسدَّسي بِلُعَابِ البُحيراتِ / هذا البارودُ أخي الشقيقُ / يُحلِّل عُقَدِي النَّفسيةَ صَقْراً صقراً / فلا تَزُرْ حَديقةَ الطيورِ في أرشيفِ أحكامِ الإعدامِ / إِلا حِينَ يَضعُ النَّسرُ واقياً ضِدَّ الرَّصاص / على صَدْرِ الزَّوْبعةِ /
     كَلْبُ الإمبراطورةِ اعْتَزَلَ الحياةَ السياسيةَ / قُرْحَةٌ في مَعِدَةِ الصَّحراء / لَبِسْتُ غاباتِ الزِّئبق / أسألُ حِجارةَ أُورُشَليمَ عَنْ دِماءِ الأنبياءِ / أسألُ جُثةَ أبي عَن جُثةِ أُمِّي / أَجِّلوا قَتْلَ دُودي الفايد / كَي نَدعمَ مَسيرةَ الرُّومانسيةِ في غُرفِ العِنايةِ المركَّزة / اخترتُ لونَ الرصاصةِ / لأبْنِيَ الجناحَ العسكريَّ لِرِئَتِي / مِن سِكَكِ الحديدِ حتى أبراجِ الذاكرة /
     انتصرتْ نظريةُ قَفَصِي الصدريِّ في الكِفاحِ المسلَّحِ المغطَّى بالرُّومانسيةِ / كالجوْزِ المغطَّى بِشُكولاتةِ البَارودِ / والليلُ يَطبخُ أحزاني / والرَّصِيفُ يُشَرِّحُ جُثةَ المطرِ / هَذهِ رُموشي بِطِّيخةٌ نَاضِجةٌ مِثْلَ لَوْنِ الأكفانِ / خُذْ أحمرَ الشِّفاهِ لِزَوْجةِ الأسفلتِ / واتْرُكْ لي خُضْرةَ عُشْبِ الجنازاتِ / اتْرُك رَقْمَ زِنزانتي للذينَ يَحْمِلُونَ نَعْشَ البُحيرةِ على ظَهْرِ حِمارٍ وَحْشِيٍّ / وَيَجلسونَ في كُوخي مُنتظرينَ البَرابرةَ /
     أثداءُ السِّيليكون / وَمَلَلُ نِساءِ القَبيلةِ الواقفاتِ أمامَ نعشي  / خَانَتْني رَاياتُ القبائلِ / فَكَيْفَ يَحرقُ عِشْقُ الأسمنتِ صُدورَ السَّناجبِ ؟ / مَاتتْ صُورتي في المِرآةِ الصَّدئةِ / لكنَّ البَراويزَ تُحيطُ بأشلاءِ أطفالي / سَيَقْتُلُني إِخوتي / ويَرْمونني في البِئرِ / ويَرْثيني الليلُ المسقوفُ بالبَنادقِ / تُصبحُ مِضَخَّةُ دَمِي زُجاجةَ ويسكي / في كُوخِ العُشَّاقِ الفاشِلين / وتأكلُ الدِّيدانُ أجسادَ العصافيرِ / عَشيرةُ الموجِ أطفأتْ رَمادَ الذِّكرياتِ / وَرَحَلَتْ / وَالْبَدْوُ الرُّحَّلُ يَسْتَثْمِرُونَ في طُبولِ الحربِ / أينَ نِيرانُ القبائلِ في مَوْسمِ هِجرةِ الرُّعودِ إِلى المنافي ؟ /
     قَد يَنهزمُ الحبُّ الأولُ أمامَ الجثمانِ الأولِ / لكني لَن أُوَقِّعَ على مُعاهدةِ الاستسلامِ / أَرجوكُنَّ يا بَغايا بوينس آيرس أنْ تُرْشِدْنَ طُيورَ احتضارِ البحرِ / إلى جُثةِ غيفارا قُرْبَ فِئْرانِ البراري / إِنْ مِتُّ يا قِطتي فَتَزَوَّجي مُسَدَّسي / هَذا جَسَدُ صَحاري النَّزيفِ / وِزارةُ الْبَدْوِ الرُّحَّلِ / فِقراتُ ظَهْري مَخَازِنُ أَسلحةٍ / أَدْخُلُ في أغاني الرِّيح مُسَلَّحاً بالموجِ الأخضرِ / يُوَزِّعُونَ على الطحالبِ صُكوكَ الغُفرانِ / كما تُوَزِّعُ خَنادقُ الحربِ المِكياجَ على السَّبايا /
     أخاديدُ الوَجْهِ المحترِق بالصَّدى / لا وَقْتَ للرُّومانسيةِ في عَالَمٍ يَغْتَصِبُ المرأةَ حَيَّةً ومَيْتةً / كُنتُ في المطارِ أنتظرُ قُدومَ جُثْماني / مَعْكرونةٌ بالمقاصلِ / وَعَصيرُ المشانقِ الطازَجةِ / والطابورُ الخامسُ / وكلُّ الغيومِ التي تَشربُ دِماءَ الطيورِ المهاجرةِ وطنٌ لمرايا المنافي / فاشْرَبْني كما تَشربُ رَائحةُ الخشَبِ غُرفةَ التشريحِ / أُشَرِّحُ ذَاكرةَ الجنونِ لِيَصْعَدَ العُشبُ ناراً / بَدَوِيَّةٌ نَسِيَتْ تَاجَها عَلى ظَهْرِ حِمارٍ وَحْشِيٍّ / والجرادةُ الناجيةُ مِن المذبحةِ تَرْعى الأبقارَ في ممالكِ الجثثِ / سأذبحُ ظِلالي بِسُيوفِ التِّلالِ/ أنا تِلالُ المجزرةِ / وآخِرُ مَن تَمُرُّ على جَسَدِهِ البُحيراتُ / فَتحتُ قَفَصي الصَّدْرِيَّ للثائرين / والأيتامُ يَأكلونَ أمعاءَ الدَّباباتِ / فَلا تَرْجِعْ إِلى رِئتي إلا إِذا أَكَلَ الجيوشَ حَطَبُ الذاكرةِ / أختارُ طَريقاً لم يَخْتَرْهُ الأُمويون ولا العبَّاسيون / أنا بُندقيةُ الشَّمْسِ / وكُرياتُ دَمِي شموسُ البُكاءِ / أَحرقَ المساءُ أعلامَ الهزيمةِ / نَسَفْتُ أُلوهيةَ الأصنامِ / وَاعتنقتُ البارودَ قَمَراً للقتالِ والأحلامِ / والبَدوياتُ المجروحاتُ عَاطفياً في سَيَّاراتِ المرسيدس / وَنَحْنُ نَمشي إلى أضرحةِ آبائنا تَحْتَ قَمَرِ الخريفِ / 
     اسْتَرِحْ بَيْنَ غَضاريفِ عِظَامي لِتَشْتعلَ عِظَامي بالمطرِ / حَرِّر البُحيرةَ مِن ظِلِّها / حتى تَخرجَ الصَّحراءُ مِن جِلْدِها / وأنا جُلودُ الثائرينَ في ظَهيرةِ أقواسِ النَّصْرِ / ازْرَعْ رَاياتِ الرَّصاصِ قُرْبَ قُبورِ الغزاة / تَجِدْ عَصافيرَ شَراييني تَشربُ رِمالَ البَحرِ / يا أيتها الأطلالُ الصاعدةُ مِن حُزْنِ الأراملِ لَوْزاً وأقماراً وخنادقَ / هَذهِ خُدودي مَخازنُ السِّلاحِ / وَجَسَدي أُخدودُ الدِّيناميتِ / اسْكُبْ ضَوْءَ عُيونِكَ في بَراميلِ البَارودِ / وأَطْلِقْ عَلى حُزْنِكَ الرَّصاصَ إِنْ رَفَعَ الرايةَ البيضاءَ  / وَلا تُوَدِّع الإِوَزَّ القتيلَ في المجرَّاتِ / أنا نشيدُ النَّصْرِ / فَاعْبُرْ طَيْفَ الهاويةِ عَلى حَشائشِ الصَّدى / كَي ترى عَمُودي الفِقريَّ عَرَباتٍ / لِنَقْلِ جُنودِ الشمسِ إلى جَبهةِ المعنى / وَادْخُلْ جَبهتي زَيتوناً وَتَمْراً للفجرِ / لم تُولَدْ لِتُوَزِّعَ الأوتادَ عَلى شَعْبِ الخِيَامِ / لم تُنْجِبْكَ الرصاصةُ لِتَموتَ قُرْبَ مَوْتِ المسدَّساتِ الخشبيةِ / خَنقتَ دَمْعَكَ / فَاخْنُقْ جُنونَ أرصفةِ بُكائِكَ / واكْسِرْ ألواحَ صَدْرِكَ / وَلْيَكُنْ شَعْبُكَ بنادقَ / وعيونُ أولادِكَ رَصاصاً /  
     وُلِدْتَ لِتَنْشُرَ ضَوْءَ رُموشِكَ / على حَبْلِ مِشنقتكَ وحَبْلِ الغسيلِ / وَتشنقَ كُلَّ مَشانقِ الرملِ بين أجفانِكَ والخِيَامِ / وَلَدَتْكَ الصاعقةُ لِتَأخذَ الملكاتِ سَبايا / فلا تَحْرُسْ بُرتقالَ سُوقِ النِّخاسةِ / يَا أيها الموْلُودُ لِتَحْيا أبَدياً نَقِيَّاً / انْسَ حِصَّةَ الرياضياتِ في مَدرسةِ الطوفان / وَمَزِّقْ رَقْمَ الهويةِ وَأرقامَ الزَّنازين / سترى أقواسَ النصرِ على جَدائلِ الرِّياح / وَتذهبُ إلى لقاءِ اللهِ / اذْهَبْ شَهِيداً خَارِجاً عَلى قَوانينِ الحطَبِ / وَطَوِّرْ أُسلوبَكَ في كِتابةِ الرَّسائلِ الغراميةِ لِلْحُورِ العِين / فِلِسْطينُ خَنْجرٌ فَاغْرِسْهُ في قَلْبِ الصَّمْتِ/ وَانقُلْ مَعدتَكَ إِلى الشَّفقِ / حتى تُنَظِّفَ ذِكرياتُ الموانئِ مُسدَّسَكَ الشَّخْصِيَّ / فَكُنْ رُومانسياً صَقْراً / يَرْسُمُ خَريطةَ العِشْقِ عَلى لَيْمونِ الجسورِ / ولا تَجْرَحْ عُيونَ امرأةٍ صَرختْ في وِدْيانِ حُلْمِكَ / اسْتَخْرِجْ مَاءَ وَجْهِكَ مِن دِماءِ جُيوشِ السَّرابِ / أنتَ صَانعُ النَّصْرِ في مَمالكِ النِّسْرين/ لا ذَاكرةٌ حَوْلَ دَمِكَ سِوَى عُيونِ المقاتِلين/ وَلا رَايةٌ عَلى جَسَدِكَ سِوَى بَرْقُوقِ المدافِنِ/ فَاحْرِق الرَّايةَ البَيضاءَ / وَارْفَعْ رَاياتِ مَجْدِكَ في طَريقِ الرَّعْدِ / وناظِر البَحْرَ / أنتَ البحرُ/ولن تَغْرَقَ/ اكْسِرْ أُمْنِيَّاتِ الزَّوبعةِ/ احْرِقْ ذِكْرياتِ العُشَّاقِ على الشَّاطئِ / لا وَقْتَ للعِشْقِ/ أنتَ الوقتُ/ حَطِّمْ عقاربَ الساعةِ بَيْنَ الزَّمانِ والمكانِ/ أنتَ الزَّمانُ والمكانُ / أنتَ ابْنُ الرصاصةِ / وَوَالِدُ البُندقيةِ / وأنا المؤذِّنُ الجوَّالُ في الطرقاتِ الخرساءِ / وَالبارودُ جَسَدُ العواصفِ / فَتَجَسَّدْ /
     خُطُواتُ الأنهارِ عَلى مَناديلِ الغريباتِ / فَارْكُضْ عَلى رُموشِ القِطاراتِ / لا قِطارٌ في قَفَصِكَ الصَّدْرِيِّ سِوَاكَ / ولا سِكةٌ على بَارودِ عَيْنَيْكَ إِلاكَ / يَا حَفيدَ الزِّنزانةِ / إنَّ جَدَّتي البُندقيةُ / وَالبَارودَ أبي الرُّوحيُّ / نَتَشَمَّسُ في مَوْتِ الرِّيح / فَأَرِحْني مِن حَمْلِ أجفاني في شَمالِ ثِيابِ الحِدَادِ / كُنْ أَجملَ حَطَّابٍ في غَاباتِ رئتي / ولا تُصَدِّقْ مَواعيدَ المخبِرِينَ والزَّوجاتِ الخائناتِ / هِيَ الأرضُ أُمِّي التي وَلَدَتْ مَطَراً تَزَوَّجَ ثَوْرتي / فَأيْنَ جُثةُ السُّيولِ التي وَلَدَتْ سَنابلَ الحقلِ وَنَسِيَتْ أنْ تُرْضِعَني حَطَبَ الأكواخِ ؟ / رُبَّ أَخٍ لَكَ لم تَلِدْهُ السَّنابلُ وَوَلَدَتْهُ الزَّلازلُ/ يا خَيْمَتَنَا الرَّصاصيةَ / كلُّ الأكسجينِ زِئْبقٌ مُعَطَّرٌ بأشلاءِ القَمرِ / أنا قَمَرُ المجزرةِ فأصعدُ / وَعُيونُ السناجبِ أسلحتي الأُتوماتيكيةُ / وَحَوْلَ خَصْري مُسْتودعاتُ مِيناءِ البَنادقِ /
     عَائِشاً بَيْنَ غُرفِ الفَنادقِ الرَّخيصةِ وَخِيَامِ الطوفانِ / لَم يَتذكر الشَّفقُ زَيتونةَ الأغاني / فَغَنَّيْتُ دَمِي إعصاراً للغُرباء / وكلُّ غَريبٍ هُوَ لِحْيةُ النَّهْر / فَيَا ضَوْءاً يُزَوِّجُ رِئتي الأُولى لِرِئتي الثانيةِ في أعراسِ البُكاءِ / ستظلُّ الشُّطآنُ بَيْنَ الرِّئتينِ مَنفىً للأزواجِ العُشَّاقِ / فَلا تَعْشَقْ دِماءَ دُودي الفايدِ في أنفاقِ باريس / هَذهِ دِماءُ اللوْزِ في عُرْسِ غَزَّة / وَالمطرُ عَرِيسُ الجِرَاحِ / نَيْزَكٌ يَمُرُّ عَلى خَارطةِ خُدودِ الموجِ / ولا يُقَبِّلُ أيتامي بَعْدَ احتضارِ الرِّياحِ / والزِّنزانةُ تَطلبُ الطلاقَ مِن زَوْجها /
     قَسَماً بِخَالِقِ دِمَائِنا الصَّاعِدةِ إِلى السَّماءِ / إِنَّ وُجوهَ الحزانى تَنتظرُ نُزولَ المسيحِ مِنَ السَّماءِ / كُنْ قَريباً مِن قُطْنِ المجرَّاتِ / حِينَ يَتمدَّدُ المرفأُ عَلى فِرَاشِ الموتِ / رِجَالٌ يَحْمِلُونَ تاريخَ الشُّموسِ في مَخازنِ الأسلحةِ / وَيَرْمُونَ أظافِرَهم خَريطةً للزَّيتونِ / سَيَنتصرُ الْحُلْمُ على السُّم / ولَن تُمَيِّزَ الأميرةُ العاشقةُ بَيْنَ كأسِ النبيذِ وكأسِ السُّم / تَحتكرُ الضَّحيةُ أسماءَ الضَّحايا / فادْفِن الرايةَ البَيضاءَ في جَناحِ بَعُوضةٍ/ الأمواجُ تُنَقِّي الكُوليرا مِن الغزاةِ/ والفُقراءُ يَمشونَ تَحْتَ أقواسِ النَّصْرِ/ والغاباتُ تَسيرُ حَوْلَ عُيونِ الأراملِ ظِلالاً لِلفَراشاتِ / لا ذُبابٌ على نَحَافَةِ عَارِضاتِ الأزياء / ولا سَجَّادٌ أحمرُ للأميراتِ السَّبايا / أَعيدوا تَسميةَ المتوسِّطِ وَفْقَ أبجديةِ اللهبِ / وَلْتَكُن الأمواجُ هُدْنةً بَيْنَ جَبينِ الثائرِ وَصَنوبرِ المقابرِ /
     زَمَناً مِن التُّفاحِ تَلْمَعُ أظافرُ الزَّنجبيلِ في مدى النِّيرانِ / كُلما اقتربتُ مِن اسمي رَأيتُ عَمُودي الفِقريَّ حارساً لأنفاقِ البارودِ / نَزعتْ غَزَّةُ خَلْخَالَها  / وتَزوَّجتْ أُكسجينَ الانقلابِ الكَوْنِيِّ  / أنا مَاءُ البنادقِ / وأوَّلُ سَطْرٍ في كِتابِ المسدَّساتِ / أَرفعُ رِمالَ البَحْرِ إِشارةَ مُرورٍ لأسماكِ القِرْشِ / كأنني هَوْدَجُ الرَّعْدِ / أنتظرُ رِعشةَ أوْردتي في مَحطةِ القِطاراتِ / وأَكسرُ عُزلةَ الْخَوْخِ في دِمائي / أصدقائي مُعَلَّقُونَ على الصُّلبانِ حَوْلَ مَرايا جُرْحي / فيا لَمعانَ الخِيانةِ على أسوارِ المقابرِ / أَبْعِدْ غِزْلانَ الملاريا عَن دُبْلُوماسيةِ عِظامِ قِطتي / الصَّبايا تائهاتٌ بَيْنَ حَبْلِ الغسيلِ وَتَغسيلِ الموتى / غَسَلْتُ مَاءَ عُيوني بِدُموعي / وتُرابُ قَبْري هُوَ ضَفائرُ العاصفةِ / والفَيَضَانُ هُوَ اسْمُ الميرميَّةِ في أزقةِ المخيَّمِ / مَاتَ الْمَلِكُ / وانتهتْ لُعبةُ الشِّطْرَنجِ / وَصِرْتِ مَلِكةَ السَّبايا نَادِلةً في مَطْعَمِ هُولاكو / وَبَناتُ القياصرةِ في أيدي البلاشفةِ / فَانصُبْ خِيَامَ جَيْشِ كُرَياتِ دَمِكَ على كَوْكَبِ زُحَلَ / واحْرِقْ ذِكْرياتِ هُبَلَ بِهَاويةِ الصَّدى بِمِلْحِ دُموعِ الغَيْمِ /
     شَطَرْتَ طَيْفَكَ نِصْفَيْن / نِصْفٌ للكِفاحِ المسلَّحِ / وَنِصْفٌ لِتَسليحِ طُيورِ البَحْرِ / خَانكَ أخوكَ فَاقْلِبْ نِظامَ الْحُكْمِ في رِئته / خَانتكَ بِلادُ الرَّاقصاتِ في القُبلةِ الأُولى / فَافْرُشْ عِظامَكَ سَجَّاداً للسُّيوفِ الراكضةِ إلى القِبْلةِ الأُولى / تمتدُّ مَملكةُ السَّبايا مِن رِمَالِ غَضَبِ أظافرِكَ / حَتَّى هُدوءِ أسماكِ القِرْشِ / فَاشْكُرْ حَواجِبَ شُطآنِ النارِ / وَحَاصِر احتضارَ السَّنابلِ / وَعَلِّقْ جَماجمَ الفِئرانِ مَصابيحَ في شَوارعِ مَجْدِ المسدَّساتِ / سَامِح الأمطارَ بِثَمَنِ التَّوابيتِ التي صَنَعَها جَبينُكَ المنصورُ /
     كلُّ أشجارِ حَديقتي فَلسفةُ البنادقِ / كُلُّ أظافري تعاليمُ الرَّصاصةِ / كُلُّ تَوَاريخِ أجفاني زَهْرةُ اللهيبِ / كُلُّ مَمالكِ حَنجرتي رُومانسيةُ الأعاصيرِ / كُلُّ جُدرانِ شَراييني مُدُنُ القِتالِ / كُلُّ أنهارِ عُيوني رَصاصُ الرِّئتين / دَمي مِن فَصيلةِ الانقلابِ / مَنصورونَ تَحْتَ الأرضِ وَفَوْقَ الأرضِ /
     أيها الأُسُودُ الذينَ يَحْرُسُونَ خُدودَ البَحْرِ/ كَيْفَ عَلَّمْتُمْ أَسماكَ القِرْشِ أساليبَ القِتالِ الجديدةَ/ خُذُوا ذِكْرياتِ البَرْقِ مَعَكُمْ إِلى أقواسِ النَّصْرِ / أنتُم دَمُ الشُّموسِ في زَمَنِ بَراميلِ النِّفْطِ / فَاعْبُرُوا ضَرِيحَ الثعالبِ النائمةِ في قُرْصِ العَسَلِ / نَسِيَ قُبورَنا قُرْصُ الشَّمسِ / نَسِيَها وَجْهُ الشَّفَقِ الصَّاعِقِ/ وَكُلُّ مَوْتٍ في أجفانِ النِّعاجِ / يَصْعَدُ إلى أظافرِ قَوْسِ قُزَحَ / أنا خَارِطةُ الرَّعْدِ / وَأرشيفُ غُرفةِ الإعدامِ / نَخْرُجُ مِنْ دُموعِ الأراملِ الوَاقفاتِ كالخنادقِ / نَخْرُجُ مِنْ حُفَرِ المجاري / نَزْرَعُها بِالْحُزْنِ المتفجِّرِ / نَخرجُ مِن أوحالِ المخيَّماتِ/ نَرْصُفُها بِجَثَامِينِ الخديعةِ / نَخرجُ مِن بُكاءِ الحمَامِ الزَّاجلِ / نَحْقِنُهُ بالثورةِ / نَخرجُ مِن مَذَابِحِنا نُسوراً للثأرِ / نَخرجُ مِن أوتادِ خِيَامِ اللاجئينَ ضَوْءاً للمعنَى / نَخرجُ مِن عُكَّازةِ جَدَّةِ النَّهرِ ألغاماً بَحْرِيَّةً في الشَّفَقِ الْحُرِّ / نَخرجُ مِن رِمالِ البَحْرِ / نَخْلَعُ أسنانَ الضِّباعِ بأسناننا / نَحْرِقُ دُموعَ التماسيحِ بِدُموعِنا / نَخرجُ مِن جَنازيرِ الدَّباباتِ / نَنْسِفُها بأطرافِ أصابعنا/ فَتَسقطُ راياتُ الطُّغاةِ كالضفادعِ المقلِيَّةِ / نَخرجُ مِن ثِيابِ الطوفان/ نأكلُ المطرَ الحِمْضِيَّ/ أيْنَ أنتَ يَا فَاروقُ/ لِتُطْعِمَ الموتَى في طَوابيرِ الْخُبْزِ/ كأنني أَنزلتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَن الصَّليبِ / لم أُرافِق آلَ البَيْتِ في طَريقِ كَرْبلاء / كانَ جِلْدي يَخونُ رِئتي / وكانَ أهلُ الكُوفةِ يَخُونونَ القَمَرَ / ذَلِكَ دَمي سَجاجيدُ لليتامى تَحْتَ جُسورِ سَراييفو/ كأنَّ حَنجرةَ الموجِ المشْنُوقةَ مُزِيلُ عَرَقٍ لِعَارضاتِ الأزياءِ/ جُثةٌ عَائشةٌ عَلى التَّنفسِ الاصطناعيِّ/ وشُعوبٌ تَعيشُ في أنابيبِ المجاري/ فَكُنْ مَعَ الْمَلِكِ / وَدَعِ العَبيدَ للعبيدِ / لا بُدَّ أن أصيرَ شَهيداً / كَي يَتأكدَ دُودي الفايدِ أني اخترتُ شامل باساييف / نُعوشُ الرَّمادِ هِيَ خَيْمةُ العُشْبِ اللاجِئِ / أنا الانقلابُ فَكَيْفَ تَنقلبونَ عَلَيَّ ؟ / لا تَرْفَع الرَّايةَ البَيضاءَ في قُرى العُشْبِ الباكي / سَأُقيمُ صَلاةَ الفَجْرِ في البَحْرِ المتوسِّطِ / فَانْقُلْ مَعركةَ رُموشِكَ في أمطارِ الحريةِ / فَإِمَّا أن تَكونَ أو لا تَكون .