09‏/10‏/2019

بستان الجماجم / قصيدة

بستان الجماجم / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.............

     الزِّنجِيُّ المليونيرُ / وَالعَناكبُ البُرونزِيَّةُ/ وكَاتِدرائِيَّةُ الصَّدَمَاتِ العاطفِيَّةِ/ يا أسماكَ الاحتضارِ السَّابحةَ في جَبينِ الشَّمْسِ / هَاجَرَت الصَّبايا الْمُغْتَصَبَاتُ إلى الشُّموعِ / وبَقِيَ البيانو تَحْتَ المطَرِ وَحيداً / وَلَيْسَ في عُرُوقي دِمَاءٌ مَلَكِيَّةٌ / وَحْدَهَا الضَّفادعُ الشَّريدةُ تَسْكُنُ في عُرُوقي / والطيورُ الْمُهَاجِرَةُ تَرْتَاحُ عَلى أهدابي / وتِلْكَ أشلائي مِضَخَّةُ مِيَاهٍ في الأرضِ المحروقةِ / فَلْتَمُتْ طِفْلاً كَي تَظَلَّ طِفْلاً إلى الأبَدِ / تَرْحَلُ قِطَارَاتُ الْمَنَافِي إِلى جَنُوبِ قِصَصِ الْحُبِّ / ويَرْكَبُ التَّائِهُونَ في أنينِ ذُبابةٍ مُسْتَوْرَدٍ / نِساؤُنا بَرَامِيلُ نِفْطٍ خَام/ فَلا تَتَفَاجَأْ إِذا صَارَتْ خُدُودُنا أسواقَ نِخَاسَةٍ/ البَحْرُ يَحترِقُ بِذِكرياتِ أراملِ البَحَّارةِ/ نَامِي أيَّتُها الفَرَاشَاتُ الْمَنْفِيَّةُ عَلى مَساميرِ نَعْشي الْمُسْتَعْمَلِ / الحضارةُ عَلى كُرْسِيٍّ مُتَحَرِّكٍ / والتَّاريخُ بَائِعٌ مُتَجَوِّلٌ في رُكامِ القُلوبِ / يا حَضَارَةَ الوَهْمِ / خُذوا أصنامَكُم / وارْمُوهَا في سُعالِ الضَّفادعِ / التي كَانتْ يَوْمَاً مَا أُسْرَةً حَاكِمةً /
     أُصَفِّي المساءَ جَسَدِيَّاً / أُزَيِّنُ صُداعي بأحجارِ النَّيازكِ في عُرْسِ الزَّوابعِ / يُقَطِّرُ لَيْلُ الشِّتاءِ دِمَائي كالوِيسكي / أُطَارِدُ الأسماكَ في أزِقَّةِ القُرى المنبوذةِ / فَيَا أيُّها السِّنْجَابُ الْمُجَرَّدُ مِنَ جِنسِيَّةِ الغاباتِ/ أنا وأنتَ ضَائِعَانِ في أرشيفِ الصَّدى / وقِطَاراتُ الرَّحيلُ تَعْقِدُ هُدْنةٌ بَيْنَ الصَّدَأ والصَّدى/
     حُقُولُ الضَّوْءِ الأخْرَسِ / وَالْمَلِكَاتُ في شُعلةِ الاحتضارِ/ والأيتامُ يَبيعُونَ التِّيجانَ الْمَلَكِيَّةَ عَلى إشاراتِ الْمُرُورِ بَعْدَ الانقلابِ العَسكرِيِّ / والفَتَيَاتُ العاشِقاتُ يُنَظِّفْنَ العَدَسَاتِ اللاصِقَةَ بِدَمِ الْحَيْضِ / والحمَامُ الزَّاجِلُ يَنْقُلُ البَرِيدَ الإلكترونِيَّ في الْمُدُنِ المهجورةِ / سَوْفَ تَصُكُّ العَوَاصِفُ عُمْلَةً تَحْمِلُ ذِكْرَياتِ إِعْدَامِنَا / يَكْرَهُنِي عُمَّالُ النَّظافةِ / لأنَّ عَرَقِي يَحْفِرُ الشَّوارعَ / صَارَ الشَّلالُ أعْمَى / لأنَّ الأسْرَى يَجْلِسُونَ عَلى رُمُوشِهِ /
     الْمَتَاهَاتُ البلورِيَّةُ / رُؤوسُ الأطفالِ الْمُقَطَّعَةُ يُعَلِّقُهَا اليَمامُ عَلى أعمدةِ الكَهْرباءِ / نَحْنُ الْمَنْبُوذِينَ نَمْسَحُ حِذَاءَ الطوفانِ/ لَكِنَّنَا نَمُوتُ غَرَقَاً/افْرَحْ أيُّها الوَطَنُ العَاشِقُ/ إِنَّ العَبيدَ يَتَغَزَّلُونَ بالجواري/ النَّشيدُ الوَطَنِيُّ للسَّناجِبِ/ أرملةٌ تَبيعُ هَيْكَلَهَا العَظْمِيَّ لِتُطْعِمَ أطفالَها / لَم أتبادَل النِّكَاتِ مَعَ كَهَنَةِ الْمَعْبَدِ الغريقِ / أنا وضُبَّاطُ الْمُخَابَرَاتِ نَدْرُسُ الوَحْدَةَ الوَطَنِيَّةَ / الدُّودُ يَأكلُ أضرحةَ عَشيقاتِ الملوكِ/ والملوكُ في المراحيضِ الْمَطْلِيَّةِ بِدِمَاءِ الشُّعوبِ / دَفَنْتُ في عَرَبَاتِ القِطَارِ حُلْمَ اليَمامِ الذي لا يَعُودُ / تَنتظِرُ الأميراتُ استلامَ رَوَاتِبِهِنَّ في طَابُورِ السَّبايا / أكتبُ وَصايا التُّفاحِ في أدغالِ القَتْلَى / وَالْمَلِكَاتُ يَمْسَحْنَ الصُّحُونَ في مَطْبَخِ بَيْتي .