13‏/11‏/2019

ما هو الحب ؟ / قصيدة

ما هو الحُب ؟ / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

................

     الحُبُّ رَصاصةٌ تَخترِقُ قَلْبَ المساءِ / وَالْمُسَدَّسُ الْمَطْلِيُّ بأعشابِ المقابِرِ يَعْمَلُ بالطاقةِ الشَّمسيةِ / الْحُبُّ نَجَّارٌ يُفَصِّلُ التَّوابيتَ مِن أخشابِ المطبخِ / الْحُبُّ أرْمَلةٌ تَخِيطُ أكفانَ العُشَّاقِ مِن زُجاجِ القِطَاراتِ / جَدائلُ النِّساءِ في صُحُونِ المطبخِ البلاستيكِيَّةِ/ وَدُمُوعُهُنَّ تَسِيلُ بَيْنَ العَناكبِ الذهبيةِ وأكفانِ الزَّوابعِ / مِثْلَ السَّائِلِ الْمَنَوِيِّ أوْ سَائِلِ الْجَلْيِ/ أخشابُ السُّفُنِ الغارقةِ هِيَ أثاثُ الجِنازةِ العسكريةِ/ مَاتَ ضَوْءُ الشُّموعِ في الْحُبِّ / وانبَعَثَ في الذِّكرياتِ / وَأحزاني هِيَ الحياةُ والموْتُ والبَعْثُ / وَالرِّيحُ تَبْحَثُ في قَصيدتي عَن مَوْتٍ لا قِيَامَةَ بَعْدَهُ /
     جُمْجُمَتِي الْمُضيئةُ في قَاعِ البِئْرِ / والذبابةُ التي تَخيطُ أكفاني مِن خُيوطِ العَنْكَبوتِ مُطْمَئِنَّةٌ / لأنَّ ضَوْءَ القَمَرِ سَيَكْسِرُ الحِجَارَةَ في قَاعِ الْمُسْتَنْقَعِ / عُلْبَةُ مِكْيَاجٍ قُرْبَ جُثةٍ مَجهولةِ الْهُوِيَّة / والرِّيحُ تُحَطِّمُ مِزْمَارَ الرَّاعي / والقَطيعُ يَسيرُ إلى الهاويةِ بِهُدوءٍ ورُومانسِيَّةٍ /
     أنا الْجُثْمَانُ وَحَفَّارُ القُبورِ في آنٍ مَعَاً/ لَكِنَّني أضعتُ خَارِطَةَ المقبرةِ / والقَراصنةُ أضَاعُوا جَزيرةَ الكَنْزِ / والعَوَاصِفُ أضاعَتْ بُوصلةَ القُلوبِ المكسورةِ / والطريقُ إلى البَحْرِ مُغْلَقٌ بالْحَوَاجِزِ العَسكرِيَّةِ/ أنا الصَّقْرُ والفَرِيسَةُ في نَفْسِ الوَقْتِ/ دُمُوعي مُلَوَّنةٌ كَسَنابلِ وَطني التَّائِهِ/ بَيْنَ صَفيرِ القِطَاراتِ وَصَفَّاراتِ الإنذارِ / وَأُنوثةُ الزَّنابقِ تَضِيعُ في الأغاني الوَطَنِيَّةِ وَمُرَاهَنَاتِ الْخُيُولِ / والنَّهْرُ خَسِرَ زَوْجَتَهُ في لُعبةِ قِمَار/ وَدَمُ الرِّياحِ البَنَفْسَجِيُّ عَلى الْجُسُورِ/ التي قَصَفَتْهَا الطائراتُ / والمسَاءُ يَرْعَى قَطِيعاً مِن جَمَاجِمِ الأطفالِ / والسَّلاحِفُ وَضَعَتْ بُيُوضَهَا في القُصورِ الرَّمْلِيَّةِ / التي سَيَهْدِمُهَا الموْجُ الأصفرُ / أيَّتُها الحشَرةُ الْمُضيئةُ / لَسْتِ غَريبةً عَنِّي / أنا حَشَرَةٌ بَيْنَ رَاياتِ القَبائلِ ودُستورِ الوَحْدةِ الوَطنيةِ / ظِلالُ العَناكِبِ عَلى قَارورةِ الحِبْرِ في الثلجِ النَّازِفِ / وحَفَّارُ القُبورِ أخَذَ إجازةً بِلا رَاتِبٍ / فَمَن يَدْفِنُني عِندَما أمُوتُ ؟ /
     أيُّها البَحْرُ الأعْمَى/ لا تَنْظُرْ إِلَيَّ كَضَحِيَّةٍ / أنا القاتلُ والمقتولُ / دِمائي شَجَرَةٌ بَيْنَ الانبعاثِ والاجتثاثِ/ أيُّها البَعُوضُ الأُرْجُوَانِيُّ/ أنتَ الشَّاهِدُ على احتراقِ خَشَبِ البيانو في مَوْقَدَةِ الخريفِ/ والمساءُ يَشْهَدُ أنَّ صَوْتَ المطَرِ انتَصَرَ عَلى صَوْتِ البيانو / أنا الكَلِمَةُ الحزينةُ بَيْنَ الكَابوسِ والقَامُوسِ / أنا كَابُوسُ الفَراشاتِ وَقَامُوسُ أشجارِ المقابِرِ /
     سَلامٌ عَلى الأمواتِ / يَعِيشُونَ بَيْنَ أزرارِ قَميصي والصُّوَرِ التِّذكارِيَّةِ / سَيَأتي الشِّتاءُ مِن نوافذِ اللازَوَرْدِ / اطْبُخِي الدُّموعَ يَا أُمِّي / وانتَظِري أبي الذي لَن يَعُودَ في المسَاءِ .