18‏/02‏/2021

بول أوستر واختراع العزلة

 

بول أوستر واختراع العزلة

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

...........

     وُلد الكاتب والمخرج الأمريكي بول أوستر ( 1947 _ ... ) في مدينة نيو آرك في ولاية نيوجيرسي الأمريكية ، لأبوَيْن يهوديين من الطبقة الوسطى ، ومِن أصول بولندية .

     نشأ أوستر في منطقة جنوب أورنج ، نيوجيرسي ، وتخرَّجَ من ثانوية كولومبيا في مابلوود . وبعد تخرُّجه من جامعة كولومبيا عام 1970 ، انتقل إلى باريس . وكوسيلة لكسب قُوت يَومه ، قام بترجمة الأدب الفرنسي ، وعند عودته إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1974 ، قام بنشر قصائد ومقالات وروايات من تأليفه . كتاباته خليط بين العبثية، والوجودية، وأدب الجريمة ،والبحث عن الهوية والمعاني الإنسانية . وقد تُرجِمت كُتبه لأكثر من أربعين لغة .

     بعد النجاح الذي حقَّقه أول عمل أنتجه أوستر،والذي كان عبارة عن مذكرات أطلق عليها " اختراع العُزلة " ( 1979_1981) ، عاد إلى الأضواء مُجَدَّدًا عند إصداره ثلاثيته الشهيرة التي تتكون من قصص بوليسية ترتبط ببعضها بشكل بسيط ، ونشرها تحت عنوان " ثلاثية نيويورك " . وهذه القصص لَم تكن مجرَّد قصص بوليسية تقليدية تدور حول أمر غامض أو مجموعة أدلة . بدلاً من ذلك، قام أوستر باستخدام نموذج المحقق للتطرق إلى قضايا الوجودية وأسئلة الهوية ، والمكان ، واللغة والأدب ، مِمَّا جعله يبتكر أسلوبًا فريدًا في الحداثة ، وما بعد الحداثة .

     وعند المقارنة بين العملين ، يقول أوستر : (( أعتقد أن العالَم مليء بالأحداث الغريبة ، حيث إن عالمنا الواقعي يُخفي الكثير من الأسرار التي تفوق توقُّع أي مِنَّا . ومن هذا المنطلق نمت الثلاثية مباشرة من اختراع العُزلة )) .

     يتخلل الكثير من أعمال أوستر الأخيرة هاجس البحث عن الهوية والمعاني الشخصية، والكثير منها يُركِّز بشكل كبير على دور الصُّدفة والعشوائية، مِثل :" موسيقى الصُّدفة "، أو بشكل أعمق، مدى ارتباط الأشخاص بأقرانهم وبيئاتهم . وأبطال أوستر غالبًا ما يجدون أنفسهم مُضطرين للعمل كجزء من مُخطَّط أشخاص آخرين ، أو منظمات كبرى .

     كان أوستر عضوًا في مجلس القائمين على الفرع الأمريكي من المنظمة الأدبية الدولية ، خلال الفترة ( 2004 _ 2009 ) ، وأصبح نائبًا للرئيس في الفترة ( 2005 _ 2007 ) .

     في عام 2012 ، نُقِل عن أوستر قوله في مقابلة له إنه لن يقوم بزيارة تركيا احتجاجًا منه على طريقة تعاملها مع الصحفيين. وقام رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان بالرد عليه قائلاً : " وكأننا في حاجة إليك ! ، مَن يَهتم حقًّا إن أتيتَ أو لَم تأتِ ؟ "، ليقوم أوستر بالرد: " وَفْقًا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن منظمة ( قلم ) الدولية ، هنالك ما يُقارب مئة كاتب تم سجنهم في تركيا ، ناهيك عن الناشرين المستقلين " .

     آخر أعمال أوستر عبارة عن مذكرات ، تحت عنوان" حياة في الكلمات " . نُشِرت في أكتوبر 2017 . وتدور بشكل رئيسي حول مهنة الكتابة وعلاقتها بحياة أوستر، وتستند إلى حوارات أوستر .

     من أبرز أعماله : ثلاثية نيويورك ( 1987 ). قصر القمر ( 1989 ). موسيقى الصُّدفة ( 1990 ) . كتاب الأوهام ( 2002 ) . حماقات بروكلين ( 2005 ) .