24‏/02‏/2021

بول فيرلين والشعراء الملعونون

 

بول فيرلين والشعراء الملعونون

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

...........


     وُلد الشاعر الفرنسي بول فيرلين ( 1844_ 1896) في متز. كان والده مهندسًا عسكريًّا. وبعد استقالته، انتقلت العائلة إلى باريس .

     درس في ثانوية بونابرت( الآن ثانوية كوندرسيه ) في باريس، ثم تولى وظيفة في الخدمة المدنية. بدأ كتابة الشِّعر في سن مبكرة ( 1858 ) . وفي عام 1862 ، دخل كلية الحقوق ، ولكنه ترك الدراسة بسبب المشكلات المادية للعائلة .

     حياة فيرلين الخاصة كانت ظاهرة في أعماله، ابتداءً من حُبِّه لماتيلد مات ، التي أصبحت زوجةً لفيرلين في عام 1870 ، في نفس العام الذي أُعْلِنَت فيه الجمهورية الثالثة .

     أصبح رئيسًا للمكتب الصحفي للجنة المركزية لباريس المحلية . هرب فيرلين من قتال الشارع المعروف باسم " الأسبوع الدامي "، واختبأ في باس دو كاليه . وعاد إلى باريس في آب 1871 .

     جمعته مع الشاعر رامبو علاقة ، يقول عنها البعض إنها علاقة آثمة ومشبوهة بينهما . وقد ضاقَ فيرلين ذرعًا بتصرفات رامبو وحياته التي كانت تُعوِّل على فيرلين طوال الوقت ، وتأزَّمت العلاقة كثيرًا بينهما ، لتنتهيَ بإطلاق فيرلين وهو في حالة سُكر رصاصتين من مسدسه على رامبو في يوليو 1873 ، لِيُصاب في كتفه ، وتنتهيَ العلاقة التي جمعتهما . اعْتُقِل فيرلين وسُجِن في مونس، حيث اعتنق الكاثوليكية الرومانية ، والتي بالتالي أثَّرت على عمله بشكل كبير وواضح .

     كتب فيرلين مجموعة من القصائد الرومانسية في الفترة ( 1872_ 1873 ) مُستوحاة من حنين فيرلين الملوَّن بالذكريات إلى حياته مع زوجته . كما صوَّر الفترة من حياته التي عاشها مع رامبو ومغامراتهما الطويلة . سافر فيرلين إلى إنجلترا ، حيث عمل لعدة سنوات كمُدرِّس ، كما أنه نشر مجموعة شعرية أخرى ناجحة تُدعَى " الحكمة " .

     عاد إلى فرنسا في عام 1877 . وبينما كان يُدرِّس اللغة الإنجليزية في المدرسة في راثل، أصبح مفتونًا بأحد تلاميذه يُدعَى لوسيان لتنويز ، الذي ألهم فيرلين لكتابة المزيد من القصائد .

     في عام 1884 ، نشر مجموعته الشعرية " ذات مَرَّة" وكتاب المقالات النقدية الأدبية" شعراء ملعونون " ، الذي تضمَّن مقالات عن ستة شعراء ، مِنهم رامبو ومالارميه وفيرلين نفسه .

     شهدت السنوات الأخيرة لفيرلين انزلاقه إلى الإدمان على المخدِّرات،والإدمان على الكحول، وعانى من الفقر والحاجة .

     وكان يعيش في الأحياء الفقيرة والمستشفيات العامة ، وقضى أيامه في مقاهي باريس . ولحسن الحظ، فإن حب الشعب الفرنسي للفن كان قادرًا على تقديم دعم مادي لفيرلين ، ومساعدته على كافة الأصعدة .

     تَمَّ الكشف عن الشِّعر المكتوب في أول حياته ، وعن أسلوب الحياة والسلوك الغريب الذي سلكه أمام الناس مِمَّا استقطب إعجابهم ، وانتُخِب في عام 1894 " أمير شعراء " فرنسا مِن قِبَل أقرانه وزُملائه الشعراء .

     كان شعره محط إعجاب ، وكان يُعتبَر كحدث مهم ، بوصفه مصدرًا للإلهام لملحِّنين مِثل غابرييل فاوري ، الذي لَحَّنَ العديد من قصائده .

     تُوُفِّيَ فيرلين في باريس بسبب نزيف في الرئتين ، ودُفِن في مقبرة باتنجولس .