11‏/08‏/2021

شموئيل يوسف عجنون ودعم الصهيونية

 

شموئيل يوسف عجنون ودعم الصهيونية

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

....................

     وُلد الكاتب اليهودي الإسرائيلي أوكراني الأصل شموئيل يُوسُف عجنون ( 1888_ 1970) في مدينة بوتشاتش جنوب أوكرانيا. اسمه المختصر " شاي عجنون". حاز على جائزة نوبل للآداب عام 1966 ، مُناصَفة مع الكاتبة اليهودية السويدية نيلي زاكس .

     كان أبوه مُؤهَّلاً لمنصب حاخام ، لكنه تنازلَ عن هذا المنصب ، واشتغل كتاجر فِرَاء . تلقَّى عجنون التعليمَ الأساسي من أهله ، ولَم يُسجِّل في أيَّة مدرسة . وعندما كان في الثامنة مِن عُمره ، تمكَّن مِن الكتابة بِلُغَتَي اليديشية والعِبرية. وفي سِن الخامسة عشرة ، نشر أول قصيدة له باليديشية. وفي السنة اللاحقة ، نشر أولَ قصيدة بالعِبرية .

     في الفترة ( 1906 _ 1907 ) ، عمل مساعدًا لمحرِّر الصحيفة اليهودية البولندية باللغة اليديشية " الموقظ اليهودي " ، ونشر بعضَ أعماله الأدبية الأولى .

     تأثَّر عجنون بأفكار الحركة الصهيونية التي شاعت في المجتمعات اليهودية الأوروبية في بداية القرن العشرين ، فهاجرَ إلى فلسطين في عام 1907 ، وعاش في يافا والقُدس ، وغيَّر أسلوبَ حياته ، وصار عَلمانيًّا لفترة مُعيَّنة ، ولكنَّه اعتنقَ أسلوبَ الحياة الديني من جديد في فترة لاحقة .

     في عام 1908 ، نشر قصة " عجونوت " ( النساء المخذولات ) باللغة العِبرية ، واستخدمَ اسم عجنون لأول مرة نِسبةً إلى عنوان القصة . وصار هذا الاسم يُرافقه كاسم مُستعار مُنذ نشر هذه القصة . وفي عام 1924 ، صارَ اسْمًا رسميًّا له .

     تُرجِمت قصة " عجونوت " إلى اللغة الألمانية في عام 1910 . وفي عام 1912، نَشر عجنون أول رواية له بعنوان " ويصير الْمُعْوَّجُ مستقيمًا "(العنوان مأخوذ مِن سِفْر إِشَعْياء في التَّوراة).

     في عام 1913، هاجرَ عجنون إلى ألمانيا ، حيث تعرَّف إلى السيدة إستير ماركس ، وتزوَّجها في عام 1920.وفي ألمانيا، التقى عجنون رَجل الأعمال اليهودي زلمان شوكن الذي أصبح وَلِيًّا له. وكان شوكن يملك دارًا للنشر . وفي عام 1939 ، اشترى صحيفة هآرتس الصادرة في تل أبيب، فكانَ يُعيل عجنون ، وينشر كُتبه وقصصه .

     وفي ألمانيا ، تعاونَ عجنون مع الفيلسوف اليهودي النمساوي مارتن بوبر ( الذي هاجر إلى القُدس في عام 1938 ) في جمع ونشر حكايات شعبية من الطوائف اليهودية الحاسيدية.والحاسيديم هي حركة روحانية اجتماعية يهودية نشأت في القرن السابع عشر .

     في عام 1924 ، فَقد عجنون مخطوطاته في حريق اشتعل في منزله الألماني . وفي نفس السنة ، قرَّر العودة إلى القُدس ، حيث استقرَّ وأمضى سائرَ حياته . وقد عاش في حارة تلبيوت المقدسية الواقعة في الجزء الجنوبي من المدينة . وفي عام 1929 ، اندلعت اشتباكات عنيفة بين العرب واليهود. وفي هجوم مِن قِبَل عرب مقدسيين على حارة تلبيوت ، دُمِّرت مكتبة عجنون ، وفقد الكثير من مخطوطاته للمَرَّة الثانية .

     في الفترة ( 1931_ 1945) ، نشر عجنون أشهر رواياته ، وهي :

     1_ " طلعة العروس " . تَحكي قصة رَجل يهودي في محافظة غاليتسيا البولندية ، يتجوَّل بين القرى اليهودية ليجد عريسًا لابنته .

     2_ " حكاية بسيطة " . تتناول حياة اليهود في مدينة بوتشاتش ( مسقط رأس عجنون ) .

     3_ " أمس وأوَّل مِن أمس " . تتناول حياة اليهود في فلسطين في بداية القرن العشرين .

     تتميَّز لغة عجنون بأسلوب فريد من نَوعه، ومتأثر بطبقات مختلفة في تاريخ اللغة العِبرية، ولكنَّه متأثر بشكل خاص بلغة الميشناه ، مِمَّا يُمثِّل تحدِّيًا أمام الناطقين باللغة العِبرية الحديثة ، المتعوِّدين غالبًا على اللغة الأشبه بلغة التَّوراة. وهُناك معجم خاص بلغة عجنون ، أصدرته جامعة بار إيلان ( وهي جامعة عامة في إسرائيل تأسَّست عام 1955 ، وتقع في مدينة رمات غان ) .

     فازَ عجنون مرَّتين بجائزة بياليك للآداب مِن بلدية تل أبيب في 1934و1950 ، ثُمَّ فاز مرَّتين بجائزة إسرائيل للآداب(أرفع جائزة تُمنَح لعلماء وأدباء مِن مُواطني"الدَّولة") في 1954و1958 .

     وفي عام 1966 ، قرَّرت الأكاديمية السويدية أن تمنحه جائزة نوبل للآداب مُناصَفةً مع الكاتبة اليهودية السويدية نيلي زاكس .

     تُوُفِّيَ عجنون في القدس ، وترك وراءه مخطوطات كثيرة كان يُحضِّرها للنشر . فاعتنت ابنته   ( أموناه يارون ) بتحرير مخطوطاته ونشرها . وقد زاد عدد كُتبه الصادرة بعد وفاته على ما نَشَرَه في حياته . وسلَّمت عائلته أرشيفَه الشخصي للمكتبة الوطنية الإسرائيلية في غفعات رام ( تلة الشيخ بَدْر ) بمدينة القُدس. وبَقِيَت مكتبته الشخصية في منزله، الذي أصبح مفتوحًا أمام الجمهور.