13‏/06‏/2019

دمي ليش شاطئًا للعشاق / قصيدة

دمي ليس شاطئًا للعشاق / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

................

     الأُمَّهاتُ قَبْلَ مَوْتهنَّ / غَسَلْنَ شَواهِدَ قُبورهِنَّ بِجَدائلهِنَّ المقْصُوصةِ / بَناتُ القَراصنةِ وَاثقاتٌ مِن أُنوثةِ غَاباتِ الانطفاءِ / تَحُلُّ المراهِقاتُ مُعادَلاتِ الرِّياضياتِ عَلى الكِتَّانِ / الذي يَلُفُّ الجنودَ القَتْلى / تَنامُ سُفنُ الرُّجوعِ المحترِقةُ عَلى قَشِّ الإِسْطبلات/ تَدَثَّرتْ أَغْنامي بِجُلودِ الفَراشاتِ / وَالبَراري تتنفَّسُ دَمْعي في مَصابيحِ القَتلِ/ تَرْعى جِباهُ القَراصنةِ الرِّماحَ في قَناديلِ بُكائي / وَخُدودُ الصَّبايا مُسْتَوْدَعٌ لِلفئران / وَذَلِكَ قَلبي يُصافِحُ الأنهارَ التي تَجرفُ أزهارَ مَعِدتي / سَنَدْفِنُ الموتى في لَيْلَةٍ مَاطِرَةٍ / ويَنْمُو التُّفاحُ بَيْنَ عِظَامِ الضَّحايا ومَسَامِيرِ النُّعوشِ /
     في لَحمِ الليلِ / تَسقطُ غَيماتُ الحزنِ مِن أصواتِ الغُرباءِ / البُكاءُ يَقْتلعني مِن حَبلِ مِشْنقتي / وَالدَّمعُ يَقتلعُ أظافرَ أُمِّي مِن حَبلِ الغَسيلِ / لا أَبكي لأنَّ خَيْمتي مَرَّت في ضَفائرِ الأرصفةِ / لا أبكي لأنَّ أقواسَ النصرِ فَقدتْ وَظيفتها في طُحالي / الصَّليبُ قِناعُ رُوما المهشَّمُ / زَيتُ الزَّيتونِ يَدلُّ عَلى فَأسِ جَدِّي / الإنسانُ مِقْصلةٌ لِذَبحِ الإنسانِ / زُرقةُ الشُّطآنِ هِيَ رِعشةٌ لتفريخِ الجثثِ المتعفِّنةِ / الشَّعبُ آلةٌ لإنتاجِ الحقدِ / لن أنتظر الثلجَ حتى يَنشرَ اعترافاتِه / في الصَّحافةِ المكتوبةِ بدماءِ الضَّحايا / سَأقولُ ما لَم تستطع البحيراتُ المنبوذةُ قَوْلَه / والمسدَّساتُ تَبِيضُ في مَوْسمِ تَكاثرِ أحزاني / ويَنْمو الأناناسُ في فُوَّهاتِ المَدافِع / طَعْمُ الجوَّافةِ يُحَلِّقُ فَوْقَ الدُّموعِ البلاستيكيةِ / وَبَراري الدَّمِ خَارطةٌ لليتامى / يَفرضُ السُّعالُ حَظْرَ تجوُّلٍ على كُرياتِ دَمي / هَياكلُ السُّفنِ الغارقةِ تَغْفو في جَسَدِ شَمْعةٍ / تتزاوجُ الفراشاتُ بعيداً عَن كِيسِ الرِّماح/ الذي أَحْمِله على ظَهْري / والضَّبابُ يَزرع مِنقارَه في سِكَكِ حَديدٍ مهجورةٍ / يَسيلُ مِن الخناجرِ خَشبُ أثاثِ المنفى وَخَشبُ التوابيتِ / أُلاحِقُ قَوْسَ قُزَحَ / وَيُلاحِقني رِجالُ الأمنِ / كَهْفي مَطبعةٌ لمؤلفاتِ الزَّوابعِ / شَجرٌ لا يُولَد إلا في القُبور / ضَوْءُ البَرْقِ في أعالي حَنْجرتي / يَنْشرُ عَبيرُ الوِدْيانِ الهادرُ مِصْيدةً للأمواج / لا مَعِدتي بَرقيةُ وَلاءٍ للقَاتِلِين / وَلا كَبِدي مَخْبأ لأموالِ الملوكِ المهرَّبةِ إِلى الخارِجِ /
     تَتسلَّحينَ بِدَفترِ الشِّيكاتِ / وأتسلحُ باكتئابي / أُمِّي الخياليةُ وزَوْجتي الافتراضيةُ / وَحْدَهما اللتانِ تَرَيانِ دُموعي / جَارتي تَنْتخبُ كَلْبَتَها / التي تُهدِّدُ بِاعتزالِ الحياةِ السِّياسيةِ / لا ظِلالُ امرأةٍ على جَسَدي اليابسِ كأوراقِ الْمُلُوخِيَّةِ / ولا إشاراتُ مُرورٍ في الطريقِ الفاصلِ بَيْنَ الرِّئتَين /
     يا أحلامَ الطفولةِ الضَّائعةَ بَيْنَ الأراملِ والْمُطَلَّقَاتِ / إنَّ جُثماني حَاجِزٌ عَسكريٌّ بَيْنَ الذِّكرياتِ والحشَرات / كُلُّ شَيْءٍ مَات / والزَّوابعُ تُمَثِّلُ بِجُثةِ النَّهْرِ اليَتيمِ .