27‏/07‏/2019

غرور البحيرة المتوحش / قصيدة

غرور البحيرة المتوحش / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

............

     الوقتُ يُقاسُ باحتضارِ الغيوم / وأدواتُ القتلِ قافلةٌ من الخفافيشِ / خَلَعَ الرَّمْلُ زِيَّ الكَهَنوت/ وصارَ يَبحثُ عَن حُبِّهِ الأولِ / ماتَ صَوْتُ الرِّياحِ / وجدائلُ النساءِ صَارَتْ أرصفةً / دَمُ الحيضِ لَوْحةٌ زَيتيةٌ في مَعْرَضِ التطهيرِ العِرْقِيِّ / وَعِظامُ اليتامى تذاكرُ للسَّفَرِ الأخيرِ / والدِّماءُ في الطرقاتِ / سَوْفَ تُجَفِّفُها الشمسُ في الأيامِ الحزينةِ / ذاكرةٌ مُغْتَصَبَةٌ في لَيْلةٍ باردةٍ / والحطبُ يَغتصبُ الحمَامةَ الواقفةَ على سُورِ أوردتي /  سَوْفَ تنسى البناتُ دُموعَهُنَّ على رِماحِ القبيلةِ /
     في ذِكرى مِيلادي أموتُ مَرَّتَيْن / وأسألُ أنقاضي / مَن هؤلاءِ الغرباءُ الذين يَحْمِلُونَ تابوتي ؟/ ماتَ الْمَلِكُ/ وَسَقَطَ الجنودُ/ وما زالَ العُشَّاقُ يَلْعَبُونَ الشِّطْرنجَ/ كُلما مَشَيْتُ في دمائي / رَأيتُ نَعْشي يُزْهِرُ على أغصانِ الشَّجرِ/ مصابيحُ الأراملِ تُباعُ في المزادِ العَلَنِيِّ / وعُروقي البلاستيكيةُ تواريخُ مَنْسِيَّةٌ لِلْحُلْمِ الضائعِ / دِمائي سَاخنةٌ في دُروبِ الكوليرا / كَشُوربةِ عَدَسٍ مَصنوعةٍ مِن عِظامِ الضَّحايا / لكنَّ الضُّيوفَ غائبون / والموتى حاضِرُون / سَيَقْضِمُ الصقيعُ جُثَثَ الحدائقِ في المساءِ المرتعشِ / والحزنُ الرَّهيبُ يتجولُ بَيْنَ أزهارِ السُّعالِ / والضبابُ يمشي بَيْنَ المقبورينَ في الحياةِ / الْمَوْلُودِينَ في الموْتِ / فيا قَاتِلتي / أنتِ مَذْبحتي الثانيةُ / وأنا المذْبحةُ الأُولى /
     نَسِيَ الجنودُ بَراميلَ البارودِ بَيْنَ أثداءِ نِسائهم / واليمامةُ التي سَتَنْتَحِرُ في ذَلِكَ الخريفِ / نَسِيَتْ طَلْقةَ المسدَّسِ في قَميصِ النَّوْمِ / حقَّاً / إِنَّ الأرقَ تاريخُ المزهرياتِ المكسورةِ / صَخَبُ الجرادِ بَيْنَ جِلْدي وثِيابي / وأصابعُ النهرِ على الزِّنادِ / البنادقُ عُكَّازاتٌ للصحراءِ المشلولةِ / وابتسامةُ السَّجانينَ تصيرُ أثاثاً لِبَناتِ آوَى / الأجسادُ دافئةٌ / لأنَّ حَرارةَ الرصاصِ مَدينةٌ / والقُشَعريرةُ تأكلُ لَحْمِ الرِّياحِ في لَيْلةِ الدُّخلةِ / يا رَمْلاً غَطَّى عَوْراتِنا / لم نُنْقِذ الفراشةَ / ولم تُنْقِذْنا الفراشةُ / والذبابُ انتصرَ على ضَحِكاتِنا /
     كَاسِراً الصليب / أصعدُ على نَعْشِ الطوفان / أُولَدُ في أمواجِ الجنون / وأموتُ في العواصفِ الفِضِّيةِ / أُولدُ وأموتُ / وأُولَدُ مِن مَوْتي / والغاباتُ تُطْلِقُ الرصاصَ على سُعالي / ضَريحي مَنْبَعُ النهرِ / وأحزاني هِيَ الْمَصَبُّ / والقبائلُ تَغْسِلُ العارَ في دُموعِ الفَتياتِ / أنا خَشَبُ النُّعوشِ الذي غادَرَ المدارَ فاحترقَ / أحترقُ وَحيداً / والأراجيحُ خاليةٌ في حدائقِ الجِيَفِ/ الوطنُ يَسيلُ مِن أظافرِ الأيتامِ / وَعِظامُ الأطفالِ أثاثٌ للمنفَى الغامضِ / ذَلِكَ الغموضُ المرعبِ كممارسةِ الجِنْسِ في لَيْلةٍ باردةٍ / الماءُ مُلَوَّثٌ بِدِماءِ النيازكِ / وأسواقُ النِّخاسةِ مُبَلَّطةٌ بأغشيةِ البَكارةِ / أَحْمِلُ مِيراثَ الشَّمْسِ / لكني القمرُ المنطَفِئُ / تَزْدادِينَ تَوَحُّشاً / وأزدادُ اكتئاباً / وَجدائلُ الإِمَاءِ مَختومةٌ بالشَّمْعِ الأحمرِ /
     كُلما مَشَيْتُ في الشارع / رَأيتُ أصدقائي مَصْلُوبين على الأشجارِ / العبيدُ يَقِفُونَ في طابورِ الضبابِ / لاستلامِ حِصَّتهم مِن دُموعِ أُمَّهاتهم / ضَحِكْنا مَعاً على خَشَبةِ المذبَحِ / يُشْنَقُ النخيلُ في سَاعةِ الغروبِ / والشموعُ بَعيدةٌ كَرَسائلِ القتلى / مَن سَيَفْرُشُ القَشَّ في إسطبلاتِ البُكاءِ بَعْدَ مَوْتِنا ؟ / نَحْقِنُ جَوَادَ الأحلامِ الضائعةِ بالنحيبِ / كَي يَنْطَلِقَ في عُروقِنا / اختبأْنا في الأقبيةِ مَعَ نسائنا / وَرَسَمْنا مَلامحَ الرُّجولةِ على مَزهرياتِ الصُّراخِ / ذَابت الألوانُ تَحْتَ شُموعِ الإبادةِ / والحفلةُ مُستمرةٌ / انطفأَ العالَمُ / وَالصَّنوبرُ أضاعَ خارطةَ قَبْرِ أبي / فَكَيْفَ سأموتُ واقفاً ؟ / انكسرتْ مانعةُ الصَّواعِقِ على سَطْحِ الدَّيْرِ / والراهباتُ يَنْشُرْنَ السُّعالَ على حِبَالِ المشانقِ/ تُسْحَقُ بِنْتٌ يَتيمةٌ في فِرَاشِ زَوْجٍ تَكْرَهُهُ / وَدِمائي مِضَخَّةٌ بلاستيكيةٌ لِغَسْلِ حُفَرِ المجاري في الشوارعِ الموبوءةِ/ تَزرعُ الضفادعُ زَنابقَ الجنونِ في لحمي/ وَتحصدُها آبارُ الشَّفَقِ / التُّوتُ مِقْصلتي السِّريةُ / وَسَوْفَ يَنْبُتُ لَيْمونُ الموتِ عَلى خُدودِ الفَتياتِ/ الأحزانُ تَشُمُّنا/ كَما تَشُمُّ الكِلابُ البُوليسيةُ جُثثَ الفُقراءِ / النِّفْطُ الخام/ والدَّمُ الخام / والدَّمْعُ الخام / والجيوشُ المكسورةُ تُعْلِنُ انتهاءَ العَرْضِ المسرحِيِّ /
     أيها الثلجُ الرصاصيُّ / انطفِئْ في دَمْعِ الأشجارِ/ أيتها الزَّوْجاتُ الخائناتُ في مَتاهةِ الكَهْرمان / الواقفاتُ بَيْنَ شَفَراتِ السُّيوفِ وشَفَراتِ الحِلاقةِ / الانطفاءُ هُوَ بُرتقالةُ الشُّروقِ / والغزاةُ يَذْهَبُونَ رَصاصاً / وَيَأتونَ وَهْماً / الليالي المشقَّقةُ / سُيولٌ من الأجفانِ المفتوحةِ تَحْتَ أضواءِ الْمُعْتَقَلاتِ / بَراويزُ مَنقوعةٌ في الدِّماءِ اللزجةِ / سَوْفَ يَتقاتلُ عَلَيْها هُواةُ جَمْعِ التِّذكاراتِ / الجِيَفُ المتجمِّدة تَزرعُ صُراخَ الحِجارةِ في أشلائي / دَمُ الحيْضِ على مُسدَّسِ الانتحارِ / والشَّلالاتُ غَيَّرَتْ عُنوانَ بَيْتِها / خَوْفاً مِنَ المحاكَماتِ العسكريةِ / آثارُ أقدامِ القتلى على رِمالِ المجرَّةِ / وَسُعالي لَن يَكونَ خطأً مَطْبعياً /
     في أعماقِ الخريفِ الجارحِ/ بِئرٌ تَحْضُنُ القَتلى / كَيْفَ سَنَحْمِلُ الترابَ يا بُرتقالِ الإبادةِ ؟ / نُجرِّدُ الموتى مِن مَلابِسِهم / وَنَحْمِلُ فِيها الترابَ / الملابسُ أكياسٌ / والقلوبُ سَيَّاراتٌ عسكريةٌ / وأصابعُنا فؤوسٌ / سَنَفْرُشُ على آثارِ الدَّم ذَاكرةَ الترابِ /
     أيتها الحمَامةُ العَمْياءُ/ خُذي نظارتي الشَّمْسيةَ بَعْدَ مَوْتي/ سَقَطَتْ جُثَثُ الغروبِ في الأكياسِ البلاستيكيةِ/ رَفَعَ الضبابُ الرايةَ البيضاءَ على مَثانةِ الرِّيح / وألقى الجنودُ أسلحتَهم في ضجيجِ اليمامِ / صارَ النَّزيفُ حَضارةً للمنبوذين / وَالبَاعةُ يَتَجَوَّلون في جِنازةِ الليمونِ الصَّخْرِيِّ/ يُحدِّدونَ سِعْرَ رُفاتي وَفْقَ سِعْرِ بِرْميلِ النِّفط / تُلْقَى جُثثٌ مَجْهولةُ الْهُوِيَّةِ في بِئرِ الحضارةِ / حِيطانُ البِئرِ مَملكةٌ للطحالبِ / والبَعوضُ يُهاجرُ مِنَ الذِّكرياتِ إلى الذاكرةِ / وَتُهاجرُ الزَّوْجاتُ الخائناتُ مِنَ الأحلامِ إلى رائحةِ البَصَلِ / تُشاهِدُ الغيماتُ التِّلفازَ في بَياتِها الشَّتَوِيِّ / والتاريخُ مِصْيدةُ العُشَّاقِ / مَاءٌ آسِنٌ يَفتحُ ذِرَاعَيْهِ لاستقبالِ الجرادِ / والقتلى يُسافِرُونَ بِلا تذاكرِ سَفَرٍ/ صُداعي طابورٌ عَسْكريٌّ أثناءَ التَّفتيشِ الصَّباحِيِّ / لكنَّ شَمْسي غائبةٌ / ويَصْعَدُ النَّحيبُ على جَثامين الأمطارِ / التي يُخزِّنها الجنونُ في عَرَقِ السَّنابلِ / غُرفةُ وِلادَتِكَ تَصيرُ قَبْراً لأُمِّكَ / ويأتي مِن الظلالِ المذعورةِ غَريبٌ / يَقضي لَيْلةَ الدُّخلةِ في الزِّنزانةِ الانفراديةِ / والليلُ يَدخلُ في عِظامي / يَحترقُ خَشَبُ النُّعوشِ الْمُزَخْرَفَةِ في مَوْقَدةِ المساءِ الشَّتَوِيِّ / قِرْميدُ الأكواخِ في أريافِ البُكاءِ / يَحْقِنُ أظافرَ الصَّبايا بالزَّنازين / تَسْرِقُ أكفانُنا بَياضَها مِن حَليبِ أُمَّهاتنا / والغاباتُ تشتعلُ بالأكفانِ البَيْضاءِ / صَارتْ أجسادُنا حُقولاً للضَّوْءِ المخدوشِ / والأغرابُ زَرعوا الوُرودَ البلاستيكيةَ بَيْنَ أصابعِ الثلجِ/
     أنا ابْنُ أحزاني / وَمَوْتي بَيْنَ عَيْنَيَّ / تنمو الجماجمُ على أغصان الشجر / وتختبئُ الخناجرُ في ضَحِكاتِ النساءِ / حُزني مَنْزُوعُ السِّيادةِ / وأظافري فَقَدَتْ شَرْعِيَّتها كالدُّوَيْلاتِ اللقيطةِ / ضَريحي إشارةُ مُرورٍ حَمْراءُ في الضبابِ الأزرقِ / عَبَرَ وَطَنٌ أحشاءَ نَوْرَسٍ يَستغيثُ بِجُروحي / وَطَنٌ ماتَ على الحواجزِ العسكريةِ/ نَزيفُ الغرباءِ يَسيلُ على المرايا / والليالي تُهَرْوِلُ على الجِيَفِ الفُسفوريةِ /
     أيها الْجُرْحُ البَنفسجِيُّ / كُن خَبيراً في نَوْعيةِ القُماشِ / الذي سَنَصْنعُ مِنهُ راياتِنا البيضاءَ / لَن أَهْرُبَ مِن صَفيرِ القِطاراتِ / لَن أَسْرِقَ ثِيابَ المهرِّجِ المقتولِ / ولا أُفَكِّرُ في الهربِ مِن قَفَصي الصَّدْرِيِّ / رنينُ أجراسِ الكنيسةِ يَفُكُّ ضَفائِرَ الراهباتِ / والبَاعةُ المتجوِّلونَ يُهَرِّبُونَ أرصِدَتهم إلى بَنْكِ الجماجمِ / وَهَوادِجُ الملِكاتِ السبايا مَزْروعةٌ على ظُهورِ البِغالِ / سَتَخْرُجُ مِن أشلائنا أشباحٌ تَلْتَهِمُنا / لأننا لم نُرَبِّها على امتطاءِ النيازكِ/ بِعْنا أرضَ الأحلامِ التي فَتَحَها الرِّجالُ/ الذين يَحْمِلُونَ لَوْنَ بَشَرَتِنا / بِعْنا الأندلسَ كي نُسَدِّدَ أقساطَ الثلاجةِ والغسَّالةِ / وَنَدْفَعَ أُجرةَ التاكسي الذي سَيُوصِلُنا إلى انتحارِنا الرُّومانسيِّ / قُرطبةُ هِيَ قاموسُ الشَّفَقِ / ونَحْنُ تائهونَ بَيْنَ الفجرِ الصادقِ والفجرِ الكاذبِ /
     أَعودُ إلى حُلْمي في أعالي الصُّراخِ / أُراقِبُ عَشِيقتي الرِّياحَ وَهِيَ تَحْصُدُني / مَطْرُودٌ أنا مِن أطيافِ جُثماني / أُنْقِذُ حِيطانَ السِّجْنِ مِنَ الاكتئابِ / وأَسْقُطُ في حُفْرتي/ والنوارسُ تَقودُ سَيَّاراتِ نَقْلِ الموتى/ لا أَحْسُدُ النوارِسَ/ أنا غاباتُ الصدى/ ولم أجِد الصَّوْتَ إلا في جُثتي / أُقَدِّمُ كُرياتِ دَمي تاريخاً لأبجديةِ الزنابقِ / وخَشَبُ تابوتي بابٌ يَحْمي الأسرى مِنَ الرِّياحِ / وَلَمعانُ أظافري نافذةٌ لجارِنا المشلولِ /
     أَهْرُبُ مِن نَفْسي إلى اللهِ / كُلما اقتربتُ مِن جِلْدي/ اقتربتُ مِن ضَريحي / أتشمَّسُ في المقبرةِ / وأقرأُ اسْمي على شَواهِدِ القُبورِ / رَمَيْنا جُثةَ الرِّيحِ للضِّباعِ / وأبجديةُ الغَسَقِ لم تُمَيِّزْ بَيْنَ الجثثِ المتفحِّمةِ والجثثِ المتجمِّدةِ / يَخْرُجُ النهرُ مِنَ الزِّيِّ العسكريِّ / وَيَدْخُلُ في شَراييني / الأشجارُ الخرساءُ تَحترقُ في شَهيقي / والحجارةُ الكريمةُ تُزَيِّنُ صَمْتَ الجرادِ / سَتَغْرَقُ البُيوتُ في دُموعِ النساءِ / والذاكرةُ مَطعونةٌ بِرَسائلِ السَّيافينَ إلى زَوْجاتهم / يُزَيِّنُ الياقوتُ أسوارَ المقابرِ / وَذَرَّاتُ الأُكسجين تَحْفِرُ أسماءَ الجنودِ على الخناجِرِ / عِطْرُ الأزهارِ سُيوفٌ / والأغمادُ مَكسورةٌ في أجفانِ الصَّبايا / ذَلِكَ الوَجْهُ البعيدُ وَجْهي / لكنَّ خُدودي تدلُّ على اكتظاظِ الأحزانِ بالثلوجِ /
     أنا السجينُ في أعشاشِ النُّسورِ العَمْياءِ / الرُّعودُ هِيَ الاسْمُ السِّريُّ لحواجبي / لكنَّ أبي الذي أعطاني اسْمَهُ قَد ماتَ / أنا كاتبُ الأغنياتِ فَوْقَ ثُلوجِ إسطنبولِ / حارسُ الضَّحِكاتِ تَحْتَ جُسورِ سراييفو / النَّجارُ في مَكاتبِ الموْجِ / حَيْثُ رَسائلُ العُشَّاقِ مُلْقاةٌ في سَلَّةِ الْمُهْمَلاتِ / أنا الْمُوَظَّفُ في مُؤسسةِ الفراشاتِ المذبوحةِ / الأستاذُ في جامعةِ لَحْمي الْمَكْشُوطِ / بائعُ العصيرِ في مَحطةِ القِطاراتِ الخرساءِ / الوزيرُ في حُكومةِ الْهَلْوَسَةِ / الفَيْلَسُوفُ في مَطاعِمِ الوَجَباتِ السَّريعةِ /
     أطلالُ قلبي مَوْقِفٌ للسَّياراتِ العسكريةِ / والتاريخُ حَفَّارُ قُبورٍ يُطالِبُ بِزِيادةِ رَاتِبِهِ / كَي يُدْخِلَ ابْنَتَهُ الجامعةَ / تتشابَهُ أساليبُ الزَّوْجاتِ الخانئاتِ/ كما تتشابَهُ أساليبُ الغروبِ في اغتيالي / أيها المقتولُ مَرَّتَيْنِ / أنتَ الزارعُ / والطوفانُ هُوَ الحاصِدُ / والذبابُ نَسِيَ الجنائِزَ تَحْتَ المطرِ /
     مُسْتَحْضَراتُ التجميلِ على طَاولةِ القِمارِ / خُذوا رسائلَ الزَّوْجاتِ الخائناتِ على رصيفِ المِيناءِ/ وأعطوني دُموعَ التفاحِ في مساءاتِ غَرْناطةَ/ الزَّوابعُ دليلٌ سِياحِيٌّ لقافلةِ القلوبِ المخلوعةِ / خُذوا خَجَلَ الفَتَياتِ في لَيْلةِ الدُّخلةِ/ وامنحوني تاريخَ انتحارِ النِّساءِ الْمُغْتَصَبَاتِ/ سَتَجْمَعُ الأُمْنِيَّاتُ تواريخَ وِلادةِ الوَحْشةِ / خُذوا المناصبَ السِّياديةَ في حُكومةِ قُطَّاعِ الطُّرقِ / وأعطوني ضَياعَ الأندلسِ / لأصِفَ جِنازةَ العصافيرِ المحدِّقةِ في مَوْتِ الشُّعوبِ على رُخامِ الهاويةِ / أنا كُلُّ انتصاراتِ الزَّبَدِ / وَدِمائي تَسيلُ بَيْنَ خُدودِ الزَّيتونِ والملاهي الليليَّةِ .