13‏/08‏/2019

اكتئاب رئيسة الجمهورية في فترة الحيض / قصيدة

اكتئاب رئيسة الجمهورية في فترة الحيض / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...............

     عِنْدَمَا تَنْشُرُ زَوْجَةُ الْبَارُودِ الغَسيلَ عَلَى سُطُوحِ رُفَاتِي / يَحْتَفِلُ الرُّعْبُ فِي أَزِقَّةِ الْمَرْفَأ بِانتِحَارِ الزَّوَارِقِ الْمُكَسَّرَةِ/وَفِي الْعِيدِ تَزُورُ أَعْمِدَةُ الضِّيَاءِ ثِيَابَ الْمَشْنُوقَاتِ/ يَقْضِي الضَّجَرُ حَيَاتَهُ فِي سَرَادِيبِ الْفَنَادِقِ الرَّخِيصَةِ / كَالدِّيدَانِ الْمُلاحَقَةِ أَمْنِيَّاً / مَنْ سَيَمْسَحُ الْغُبَارَ عَنْ مُؤَلَّفَاتِ الْمَطَرِ بَعْدَ مُحَاكَمَتِي ؟ / جَسَدِي عُلْبَةُ سَجَائِرَ نَسِيَتْهَا الأَبْقَارُ عَلَى الْمِدْخَنَةِ الْمُحَطَّمَةِ / وَهَذِهِ الرِّعْشَةُ دَمٌ رَصَاصِيٌّ / كَوْمَةُ قَشٍّ عَلَى أَفْخَاذِ الْفَيَضَانِ / انتهتْ لُعْبةُ الْحُبِّ / وَدَخَلَت التِّلالُ في سِنِّ اليَأْسِ /
     يَا مِشْنَقَةَ الآلِهَةِ اللصُوصِ / الْعَبِي بِمَشَاعِرِ الْجُدْرَانِ / حِينَ يَسُدُّ الْعَوْسَجُ ثُقُوبَ جُمْجُمَتِي / كَأَنَّ إِكْلِيلَ الْحُطَامِ خَجَلُ الأَعْشَابِ فِي لَيْلَةِ الدُّخْلَةِ/رَأَى الْغُبَارُ فِي مَنَامِهِ نِسَاءً مُتَّشِحَاتٍ بِالسَّوَادِ/ فِي أَعْنَاقِهِنَّ السَّوْدَاءِ صُلْبَانٌ سَوْدَاءُ / غَامِضَةٌ نَظَرَاتُكِ الْحَجَرِيَّةُ قُرْبَ حُفَرِ الذِّكْرَى / كَأَنَّ سَجِينَاً سِيَاسِيَّاً يُحِبُّ ابْنَةَ مُدِيرِ الْمُخَابَرَاتِ / مَا شُعُورُ الْمَقْبَرَةِ حِينَ تَعْلَمُ أَنَّ الرَّصِيفَ ضَعِيفٌ جِنْسِيَّاً ؟ /
     وَالْوَرْدُ يُصْلَبُ فَيُصْبِحُ أَعْلَى مِنْ تَاجِ القمح / خُذ الصَّوْلَجَانَ أَيُّهَا الشَّلالُ / وَاتْرُكْ لِلسَّرَادِيبِ الْمُتَعَفِّنَةِ أَعْضَاءَ الرَّاهِبَاتِ الْمُحَاصَرَةَ / وَفِي مَآتِمِ الْبَابُونَجِ تَتَحَدَّثُ النِّسْوَةُ عَنْ فُحُولَةِ أَزْوَاجِهِنَّ / وَيَتَبَادَلْنَ تَعَالِيمَ كُتُبِ الطَّبْخِ / ذِئَابٌ تَرْعَى الْغَنَمَ فِي السَّحَابِ / وَفُقْمَةٌ تَكْتُبُ قَصِيدَةَ رِثَاءٍ لِشَارِعٍ مَجْهُولٍ /
     مَنَحَتْنِي الْكَسْتَنَاءُ الشَّمْسِيَّةُ اسْمَهَا الرَّمْلِيَّ / إِنْ يَحْفِر الْهَدِيلُ خُدُودَ النَّيَازِكِ / تَتَجَمَّعِ التَّمَاسِيحُ فِي أَنْفِي / لَكِنَّ الأَرَامِلَ يَنْسِجْنَ مِنْ جِلْدِي ثِيَابَاً لِبَنَاتِهِنَّ / وَأَشْوَاقَاً لِحِصَانٍ يَحْمِلُ جُثْمَانَ الرِّيحِ الْعَجُوزِ / وَيَدْخُلُ فِي عَمُودِي الْفِقرِيِّ /
     وَدَاعَاً يَا ثَعَالِبَ الْجِنَازَاتِ الأَمِيرِيَّةِ / إِنَّ أَطْرَافَ أَصَابِعِي هَاوِيَةُ الصَّقِيعِ الرَّمَدِ الْمِدْخَنَةِ / فِي جَوْفِي صَحَارِي الْهَلَعِ / وَتَحْتَ رُمُوشِي بَرَاكِينُ ثَلْجِيَّةٌ / أَيْنَ سَيَخْتَبِئُ جَفْنِي فِي مَوَاعِيدِ مُكَافَحَةِ الْجَرَادِ لِلْجَرَادِ ؟ /
     فِي عُيُونِ الرَّمْلِ تَوَارِيخُ الرَّحِيلِ وَالْخِيَامُ الْمُتَطَايِرَةُ / لَكِنِّي الشَّمْعَةُ الْمُتَمَرِّدَةُ / وَالْجُيُوشُ الْمَعْجُونَةُ بِعُيُونِ الأَرَامِلِ الْمُشْتَعِلاتِ زَيْتُونَاً / انْتَحَرَ بُرْتُقَالُ الضَّيَاعِ فِي أَقْرَاطِ النِّسَاءِ الْعَارِيَاتِ / عَلَى شَوَاطِئِ أَفْخَاذِ الشَّيْطَانِ الرُّومَانسِيِّ / وَالْبَلاطُ الَّذِي تَرْقُصُ عَلَيْهِ مَارِي أَنطوانيت يَمْتَصُّهَا / كَأَنَّ الْغَيْمَ يَرَى زَوْجَاتِي الأَرْبَعَ يُصَلِّينَ عَلَيَّ / فَيُضَاءُ قَلْبِي الَّذِي لا يُغْمَدُ / قَالَتْ زَوْجَةُ النَّهْرِ وَهِيَ تَشْرَبُ زُرْقَةَ الضَّبَابِ : (( لا أُرِيدُ رَجُلاً يُحِبُّني بَلْ يَدْفِنُني حِينَ يَتَقَاعَدُ حَفَّارُو الْقُبُورِ )) .