14‏/08‏/2019

جارتي الكاثوليكية تتعاطى الأفيون / قصيدة

جارتي الكاثوليكية تتعاطى الأفيون / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...........

     ضِفْدَعَةٌ عَرْجَاءُ تَرْتَدِي تَنُّورَةً فَوْقَ الرُّكْبَة/ إِذَا نَكَحَ الطُّوفَانُ ابْنَةَ الزِّئْبَقِ/ تَنَاثَرَ فِينَا رَحِمُ الشَّجَرَةِ / امْرَأَةٌ تَلْتَحِفُ أَلْوَاحَ الْيُورَانيُومِ / وَتَتَشَظَّى حَطَبَاً/ أَيُّهَا السَّاكِنُونَ فِي قَبْوِ جُثَّتِي وَالنَّعْنَاعِ الْمُسْتَوْرَدِ / جَارَتِي انْطِفَاءَاتُ زُجَاجَاتِ النَّبِيذِ فِي حُكُومةِ القَصْديرِ / جَسَدُهَا مَنْقُوعٌ فِي ثَعَالِبِ الأَفْيُونِ / كَالْمِذْيَاعِ الْقَدِيمِ وَجْهُهَا الْمَحْفُورُ بِالسَّنَاجِبِ / وَعُمَّالُ الْمَنَاجِمِ يَلْمَحُونَ أَمْوَاجَ انْتِحَارِهِمْ فِي ضَرْبَاتِ الْفُؤُوسِ الضَّاحِكَةِ / تَارِيخُ الضَّبَابِ يَشْنُقُ نَفْسَهُ فِي خُيُوطِ السَّجَاجِيدِ الْحَمْرَاءِ اخْتِنَاقَاً / تُخَبِّئُ المِقْصَلةُ بُيُوضَها تَحْتَ رَمْلِ البَحْرِ / وَصُرَاخُ الدُّموعِ كَسَرَ أعمدةَ الكَهْرَباءِ في مَمَالِكِ الاغتصابِ / 
     كُلُّ النَّخَّاسِينَ ذَهَبُوا إِلَى طَعَامِ الْغَدَاءِ / وَتَرَكُوا الْجَوَارِي يَبِعْنَ حَلِيبَهُنَّ مِثْلَ الْبَاعَةِ الْمُتَجَوِّلِين / وَتَحَلَّقَ الْعَبِيدُ حَوْلَ أَفْكَارِ الْمَدَاخِنِ / يَرْتَعِشُونَ مِنْ شِدَّةِ النِّسْيَانِ الرَّمَادِيِّ / وَيَدُلُّونَ السُّيَّاحَ عَلَى مَوَاقِعِ قُبُورِهِمْ / فِي شُرُفَاتِ أَشِعَّةِ النَّزِيفِ / وَالْفَيَضَانُ يَتَعَلَّمُ الأَكْلَ بِالشَّوْكَةِ وَالسِّكِّينِ /
     غَسَلْتُ يَدِي مِنْ دَمِ الرِّياحِ/ غَسَلْتُ يَدِي بِدَمِ الفَرَاشاتِ/ أَمْشي إلى الانطفاءِ / لَكِنَّ دَمَ الشُّموسِ يَسْقُطُ في دَمي / تُزْهِرُ أشْلاءُ القَمَرِ في خَشَبِ التَّوابيتِ / وَالجرَادُ يَتكاثرُ عَلى سُطوحِ أظافري / وَيَأكلُ خُدودي في عِيدِ الاحتضارِ /
     رِعْشَةٌ رَاحِلَةٌ أَنا / وَأشلائي دَمْعاتٌ فِي عُلْبَةِ السَّرْدين / أَحْمِلُ اسْمَ زَوْجِي كَالأَثَاثِ الْمَنْزِلِيِّ فِي أَنقَاضِ أَمْعَائِي/ وَكِلابُ الْحِرَاسَةِ تَحْمِلُ أَسْمَاءَ الْقِطَطِ الضَّالَّةِ/ يَحْلِقُ الْبُرْكَانُ شَعْرَ رَأْسِهِ اسْتِعْدَادَاً لِزَوَاجِهِ مِنْ نَعْشِي / كُنَّا فِي الْحُبِّ كَالْبَدْوِ الرُّحَّلِ/ إِنَّنِي قَصِيدَةٌ أَضَاعَتْ قَافِيَتَهَا / الْعُشْبُ جِنْسِيَّةُ الْيَمَامِ / وأنا البَراوِيزُ الخشَبيةُ في المتاهةِ الحديديةِ / قَدْ مِتُّ قَبْلَ قُرُونٍ / وَأَنَا شَبَحِي مَا تَبَقَّى مِنْ أَحْجَارِ الْعَتَمَةِ /
     حَاصِداً جَمَاجِمَ الملوكِ النُّحاسيةَ في حُقولِ الرَّعْدِ / أنا وَظِلِّي افْتَرَقْنا قُرْبَ أضرحةِ الصَّنَوْبرِ / شَراييني تَرْفَعُ الرايةَ البَيضاءَ / لكنَّ أقواسَ النَّصْرِ تَخْرُجُ مِن ثُقوبِ جِلْدي / أنا ضَحِيَّةُ الصَّدى / وَنَعْشي هُوَ الصَّوْتُ / لا حَاكِمٌ ولا مَحْكُومٌ / كُلُّ شَيْءٍ ماتَ / مَاتَتْ لَيْلَى / وماتَ الذِّئْبُ / وانتهتْ لُعْبةُ الْحُبِّ القاتِلِ / فابْنِ لليَمامِ الْمَنْفِيِّ قَفَصَاً مِنَ السِّيراميكِ / نُثِرَ عَلَيَّ حُزْنُ الفَضاءِ / وأنا أَحْمِلُ تاريخَ النِّساءِ الْمُغْتَصَبَاتِ / مِن كَنائسِ القُرونِ الوُسْطى حتى حِصارِ ستالينغراد .