14‏/08‏/2019

الطريق إلى تحرير الأندلس / قصيدة

الطريق إلى تحرير الأندلس / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.................

     فِي ذِكْرَى إِعْدامي أَحْتَفِلُ بِمِيلادِي / للإِسْبانياتِ خِيَاناتُ رَبطَاتِ العُنُقِ لأَزْوَاجِهِنَّ / وَلأَحْلامِ الشَّمْسِ وُجوهُ الْمُحَجَّباتِ الأَنْدَلُسِيَّاتِ / أَنَا وَالْبَحْرُ وَالْعُنْفُ إِخْوَةٌ فِي الرَّضَاعَةِ / اكْتَشَفْتُ حَيَاتِي عَلَى حِبَالِ الْمَشَانِقِ / فَاكْتَشِفِيني عَارِيَاً مِنْ دَمِي الْمُتَرَسِّبِ فِي الْغُيُومِ / صَاعِدَاً مِنْ قُرُوحِ وَجْهِ الزِّلْزَالِ / أَهْلي يَقْتَرِضُونَ ثَمَنَ أَكْفَانِي / لَكِنِّي وَرْدَةُ الصَّوَاعِقِ الْمُنْتَصِرَةِ / واحتضاري أَقْوَاسُ النَّصْرِ اللانِهَائِيِّ / أُلَقِّنُ سَرِيرِي تَعَالِيمَ التَّفَاؤُلِ وَأَفْكَارَ الزَّلازِلِ / إِبْرِيقُ الْوُضُوءِ عِنْدَ خَيْمَتِي عَلَى سَطْحِ الْمَجْزَرَةِ / كَبِّرْ عَلَيَّ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ / وَانْتَظِرْنِي فِي عُيُونِ الطُّوفَانِ اللازَوَرْدِيِّ / سَأَعُودُ بَعْدَ مَوْتي / وَالصَّدَمَاتُ الْعَاطِفِيَّةُ فِي حَيَاةِ الْعُشْبِ / تَصِيرُ حَجَرَاً فِي قِلاعِ الْمَطَرِ / وَزُرْقَةِ قُلُوبِ الشُّطْآنِ / أنا المصْلُوبُ العَالي / أرى مَا لا تَراهُ دُودةُ القَزِّ / في دَاخِلي سِجْنٌ غَامِضٌ / وَثِيابي مَصْنُوعةٌ مِن ضَفائِرِ العَاصِفَةِ /
     كانت الأَميراتُ يَقْضِينَ شَهْرَ العَسَلِ في مُنْتَجَعَاتِ جِنَازَتِي / وَالْفَيَضَانُ يَقُومُ بِوَاجِبَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ / رَاكِضَاً إِلَى حِضْنِ أُمِّي الأَنْدَلُسِ / اخْتَلَطَ شَهِيقِي بِحِجَارَةِ مَآذِنِ قُرْطُبَةَ / مَوْعِدُنا أَيُّهَا الثُّوارُ فِي مَلْعَبِ رِيَالِ مَدْرِيدَ / كَيْ نُصَلِّيَ الْجُمُعَةَ / ثُمَّ نُلْغِيَ دُسْتورَ دَوْلَةِ الْجَرَادِ / وَقَلَقَ الْعَاهِرَاتِ الْمُبْتَدِئَاتِ فِي الْمَوَاعِيدِ الأُولَى / أَنَا التُّرابُ الثَّوْرِيُّ وشَبابيكُ قَصْرِ الحمراءِ / أَنا فِتْيانُ غَرْناطةَ العائدونَ مِنْ دَرْسِ الفِقْهِ / أَنا بَناتُ إِشبيليةَ / يَغْسِلْنَ قلبي في يَنَابِيعِ خُدُودي / أَخْلَعُ جُرْحِي مِنْ جُرْحي / وَأُنَصِّبُهُ أَميراً على جُيُوشِ وَجْهي السَّائِرَةِ لِتَحْرِيرِ الْعَصَافِيرِ الأَنْدَلُسِيَّةِ/ مِنَ الْهَذَيَانِ الْمُتَكَدِّسِ فِي آبَارِ الانْطِفَاءِ / كَتَوَارِيخِ انْتِهَاءِ صَلاحِيَّةِ الْمُبِيدَاتِ الْحَشَرِيَّةِ فِي بَرْلَمَانِ الْهَلْوَسَةِ وَالإِبَادَةِ / كُلَّمَا فَهِمَ الْحَائِطُ مَشَاعِرِي اتَّكَأْتُ عَلَى خَيَالاتِ السُّنونو / وَعِنْدَمَا أَصِيرُ مَشْهُورَاً كَمَجْزَرَةِ صَبْرَا وَشَاتِيلا / بِيعُوا مِشْنَقَتِي فِي الْمَزَادِ الْعَلَنِيِّ / وَاشْتَرُوا مَلابِسَ العِيدِ لليَتيماتِ/ نُطَفِي في رَحِمِ الثَّورةِ الصَّرخةِ الشَّجرةِ / يَا حَائِطَ الذَّاكِرَةِ اللازَوَرْدِيَّةِ / قَاوِمْ مُغْتَصِبَكَ / أَرْمِي عَلَى الطَّائِرَاتِ الْحَرْبِيَّةِ قِطَعَ غَضَبي النِّهَائِيِّ / أَجْسَادُنَا رِمَاحُنَا تَبْزُغُ مِنْ صُخُورِ الشَّفَقِ الْمَاحِي /
     يَا أَيُّهَا النَّهْرُ الْمُمَزَّقُ / وَاصِل القِتَالَ/ أَخْلَعُ جِلْدَ الشَّجرةِ/ وأُلْقِيهِ قُنْبلةً عَلَى الغُبَارِ الْمُحَارِبِ / لِلنَّصْرِ أُسُودُنا / وللرَّمدِ المهجَّنِ اسْتِسْلامُ الطُّوبِ الْخَائِنِ / كُنْ سَيْفاً يُفَجِّرُ غِمْدَهُ / كُلَّمَا خَزَّنْتُ مُذَكَّراتِ الرِّيحِ في إِبْهامي / تَسَاقَطَ الغُزاةُ كَمَسَاحِيقِ التَّجْمِيلِ الرَّخِيصَةِ / رَصَاصٌ غَابَاتِي / وَلَنْ أُوَقِّعَ وَثِيقةَ الاسْتِسْلامِ / وَلَنْ أَرْتَعِشَ أَمَامَ فَسَاتِينِ السَّهْرَةِ لِعَشِيقَاتِ الدَّيْنَاصُورِ / دَمِي اليَمَامُ الْمُقَاتِلُ / وَرَشَّاشِي أَهَازِيجُ الزَّلازِلِ / انْهَضْ يا سَمَكَ الغَضَبِ مِنَ الإِجَازَةِ الْمَرَضِيَّةِ / وَكُنْ نَارَاً أَوْ نَارَاً عِنْدَ مُلْتَقَى شَرَايِينِ الزَّهْرِ/ هَذَا الْبَحْرُ الزُّمُرُّدِيُّ الْمُلْتَهِبُ سَيَهْضِمُ أُسْطُولَ الْفِرِنْجَةِ / وَفِي شَوَارِعِ الْغَثَيَانِ فَأْرَةٌ عَمْيَاءُ / تَزْرَعُ تَوَارِيخَ انْهِيارِ أُوروبا بَيْنَ ثَدْيَيْهَا الْمَشَاعِ / أَثْمَرَ زَوَاجِي مِنَ البُنْدُقِيَّةِ زَئِيرَاً وَرَصَاصَتَيْن / احْمِلُوا رَأْسِي الْمَقْطُوعَ إِعْصَارَاً يَبْلَعُكُمْ / شَرِيعَتُنَا مِنَ السَّمَاءِ / وَشَرِيعَتُكُمْ مِنْ قُمْصَانِ النَّوْمِ لِلأَمِيرَاتِ / قِبْلَتُنَا الْكَعْبَةُ / وَقِبْلَتُكُمْ كُولِيرَا فُرُوجِ نِسَائِكُمْ /
     أَيَّتُهَا الشُّمُوسُ الْمَصْلُوبَةُ / لا تَثِقِي بِأَهْلِ الْكُوفَةِ / حَطِّمِي شَظِيَّاتِ قَلْبِي / ثُمَّ اجْمَعِيهَا زَنْبَقَاً فِي أجفانِ الغَيْمِ / يَخُونُنِي حَفَّارُو الْقُبُورِ / فَمَنْ سَيَدْفِنُنِي فِي أَمْعَاءِ اللوزِ بَعْدَ الآنَ ؟ / لا تَخُونُونِي مِثْلَمَا خَانَ الأُمَوِيُّونَ عُثْمَانَ / أَعْتَقْتُ رِئَتي الثالثةَ فَمِتُّ شَوْقاً إِلَيْها / أَيُّهَا الْقَلْبُ النَّازِفُ شَجَرَاً / أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ مِنْ قَتِيلٍ / وَالرَّعْدُ يُثَبِّتُ جُمْجُمَتِي عَلَى حَبْلِ أَفْكَارِي بِمَلاقِطِ الْغَسِيلِ الرَّصَاصِيَّةِ / هِجْرَةُ الرُّؤُوسِ الْمَقْطُوعَةِ إِلَى أَعْضَاءِ الشَّفَقِ / غَسِّلُوني بِمَاءِ زَمْزَمَ حِينَ تَمُوتُ الأَدْغَالُ الأُرْجُوَانِيَّةُ فِي شَرَايِيني / القُبُّرَاتُ تُسَجِّلُ يَوْمِيَّاتِ الشَّاعِرِ الَّذِي قَتَلَهُ لِسَانُهُ / عَلَى حِجَارَةِ الْخَيَالِ الزُّجَاجِيِّ / أَيُّهَا القَمَرُ فَوْقَ رَايَاتِ الغُزَاةِ الْمَشْرُوخَةِ / اصْهَرْ عُنْفُوَانَكَ في دُرُوبِ رَقَبَتِي / تَجِدْني عَلَى أَبْوابِ المطرِ فَاتِحَاً / أُنَقِّي دُمُوعَ الرَّاهباتِ الْمَنْسِيَّةَ عَلَى الصَّفِيحِ مِنْ أَخْشَابِ الْمَرَاكِبِ / وَأَحْفِرُ كَلِمَةَ التَّوْحِيدِ عَلَى جَبْهَةِ الْفَجْرِ الانْبِعَاثِ /
     في ثُقوبِ جَسَدِي كُرَاتُ الرَّصاصِ وَفُوَّهاتُ الْجُرْحِ / أنا عُشْبُ الْحُرُوفِ الْمُعَلَّقةِ في أُذنِ اليَنْبوعِ / فَيَا ضِيَاءَ النَّزِيفِ / كُنْ اسْتِدَارَةَ البُرْتُقَالِ فِي حُقُولِ الْمَعْرَكَةِ / سَأُقَاتِلُ حَتَّى أَرَى مَعِدَتي عَلَى سِكَكِ الْحَدِيدِ / فِي السَّرْوِ الصَّاعِدِ مِنْ قَاعِ غَضَبِي / يَا كُلَّ الذَّاهِبِينَ إِلَى أُوروبا فَاتِحِينَ / احْمِلُوا حَدِيقَتِي الْمَشْلُولَةَ كَيْ تَرَى انْكِسَارَ الْفِرِنْجَةِ / قُرْبَ ثِيَابِ التُّفاحِ الْمُمَزَّقَةِ / جِبْرِيلُ يَنْقُشُ كَلامَ اللهِ على تَنَفُّسِ الأَنْبِيَاءِ الطَّبِيعِيِّ / فَلْنَصْعَدْ مِنْ مَوْتِنَا أَعَاصِيرَ تَمْحُو يَوْمِيَّاتِ الإِبَادَةِ / لَيْسَ لِلرَّعْدِ بُنْدُقِيَّةٌ فَلْنَكُنْ بُنْدُقِيَّتَهُ / لَيْسَ لِلْجَزْرِ سَيْفٌ فَلْنَكُنْ سَيْفَهُ / إِنْ يَحْرِق الْمَسَاءُ ظِلَّهُ بِدُمُوعِ الذُّبَابِ / يَنْكَمِش العَوْسَجُ كَمَدَافِعِ الْحَضَارَاتِ الْبَائِدَةِ / مُحَطَّمَةٌ أُوروبا كَالْقَفَصِ الصَّدْرِيِّ لِفَرَنْسِيَّةٍ اغْتَصَبَهَا النَّازِيُّونَ / وَالنِّسْرِينُ الْمُتَوَحِّشُ يُذَوِّبُ مُرَاهِقَاتِ مِيلانُو فِي مُضَادَّاتِ الاكْتِئَابِ / وَسُعالُ أبي يَدُلُّني عَلى قَبْرِهِ .