15‏/08‏/2019

قبل أن يدسُّوا لي السُّم / قصيدة

قبل أن يدسُّوا لِيَ السُّم / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...................

     كَأَنَّني سُعَالُ مَحَارَةٍ عَلَى ظَهْرِ حِصَانٍ مَنْسِيٍّ تَحْتَ الْمَطَرِ / لَمْ تَحْمِلِ الْعَصَافِيرُ عَلَى رَأْسِهَا سِوَى أَعْمِدَةِ الْكَهْرَبَاءِ / وَالضَّغْطُ النَّفْسِيُّ عَلى تُفَّاحِ القِتَالِ في لَيْلةِ الدُّخْلةِ / يَلْتَقِطُ بَرْقُوقَ الْمَجَرَّاتِ / الْحَرِيقُ الطَّازَجُ وَالْمُخَنَّثُونَ وَالْلُقَطَاءُ فِي نَزِيفٍ اغْتَصَبَتْهُ صُكُوكُ الغُفْرَانِ فَاحْتَرَقَتْ / أُمِّي تَقْلِبُ نِظَامَ الْحُكْمِ عَلَى الْمَرِّيخِ / وَتُوقِظُني لِصَلاةِ الفَجْرِ / والسَّلاحِفُ نَسِيَتْ بُيُوضَها في شَراييني / لَكِنِّي أَلِدُ نَفْسي / وأتكاثرُ في خَريفِ الرُّعْبِ كالأرصفةِ الحزينةِ /
     نَحْنُ ضَرِيحانِ سَابِحَانِ فِي أَفْكَارِ النَّخْلةِ/ خُذُوا لَمَعَانَ رُمُوشِي سَيْفاً مَغْسولاً في مِلْحِ الْقَنَادِيلِ / وَسُكَّراً لأَحْصِنَةِ الْفَاتِحِينَ فِي شَمَالِ الْمَجَرَّة / مَنْ سَيُغَسِّلُني حِينَ أَمُوتُ فِي هَذَا السُّعَالِ الْهِسْتِيرِيِّ؟/ وَرْدَةٌ على الصَّليبِ الْمَكْسُورِ / تُرْشِدُ القَراصنةَ إلى تَوَابِيتِهِمْ الْمَصْنُوعَةِ مِنَ الْمَلابِسِ الدَّاخِلِيَّةِ لِزَوْجَاتِهِم الْخَائِنَاتِ /
     إِنَّهُ الضَّجِيجُ الثَّلْجِيُّ / أَيُّهَا الْمَارُّونَ فِي عُرُوقي شِعْراً / وَيَرْكُضُ العَارُ الرُّخَامِيُّ فِي لُعَابِ الْحَشَرَاتِ الْمِيكَانِيكِيَّةِ / إِنَّهَا خِيَانَةُ الأَوْحَالِ عَلَى أَغْصَانِ الصُّدَاعِ / يَجْلِسُ الصَّدَى الرَّمَادِيُّ عَلَى ظِلِّ نَوْرَسٍ / يَحْتَسِي كُوبَاً مِنَ النِّسْكَافِيه الدَّامِيَةِ / كِلابٌ بَشَرِيَّةٌ مُتَوَّجَةٌ تَبْصُقُ عَلَى انْتِحَارَاتِ الشُّعُوبِ القَرَابِين / عَامِلُ النَّظَافَةِ يُكَنِّسُ الْقَيَاصِرَةَ عَلَى صَفِيحِ الْجُنُونِ / كُنْ أَكْثَرَ نُعُومَةً مِنَ الْمَقَاصِلِ الْمُسْتَوْرَدَةِ / هَكَذَا يَضطهِدُ الْوَحْلُ النَارِيُّ نِسَاءَ الشَّظَايَا / ثُمَّ يَنْقَرِضُ مِثْلَ خِيَانَةِ يَهُوذَا / تَارِيخُ أُورُوبا زُجَاجَةُ نَبِيذٍ فِي ثَلاجَةٍ فِي بَيْتِ دَعَارَةٍ / وَسَيْلٌ مِنَ الرُّؤُوسِ الْمُتَدَحْرِجَةِ عَلَى سُفُوحِ سَرَطَانِ الثَّدْيِ / سَأُفَجِّرُ نَفْسِي وَظِلالَ الْغَيْمِ فِي جَيْشِ الصَّلِيبِ / وَأَرْمِي رُكَامِي عُشْبَاً تَعْبُرُ عَلَيْهِ فُتُوحَاتُنَا / وَأَضَعُ الْهِلالَ عَلَى قِمَّةِ بُرْجِ إِيفلَ / هَؤُلاءِ شُهَدَاؤُنَا يَرْصُفُونَ الْمُتَوَسِّطَ بِأَظَافِرِهِم / فَأَقِم اللهُ دَوْلَتَكَ عَلَى أَجْسَادِنَا الْمُتَفَجِّرَةِ / نَحْنُ خُلَفَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ /
     كَانَت النِّساءُ سَيَحْتَرِمْنَ أَغْشِيَةَ بَكَارَتِهِنَّ / لَوْ أَنَّ تِمْثَالَ الْحُرِّيةِ أَعْلَى مِنْ بَسَاطِيرِ الْمُجَنَّدَاتِ / لَكِنَّ مَمْلَكَةَ الضَّفَادِعِ وَتِجَارَةَ الرَّقِيقِ الأَبْيَضِ / تَذُوبَانِ فِي حُفَرِ الْمَجَارِي / لَمْ يَعُدْ لَدَيَّ سِلالُ قُمامةٍ تَتَّسِعُ لِكُلِّ هَذهِ الدُّوَيْلاتِ اللقيطةِ / خُذوا كِلابَكم البوليسيةَ إلى جَنَّتكم الموعودةِ / إِنَّا ذاهبون إلى جَنَّةِ خَالقِنا / حَشائشُ مَبْهورةٌ بأُستاذها الدَّمِ / شُكْراً لِعَشِيقاتِ الأَبَاطِرَةِ صَاحِبَاتِ النُّهُودِ الْمَكْشُوفةِ لِلْكَامِيرَاتِ / تَكتشفُ البناتُ أُنوثتَهُنَّ قُرْبَ حُفْرَتي / ولأنَّ أَصدقاءَ الأُرجوحةِ قُتِلوا لا يَرِنُّ هَاتِفُها / لا تُتَاجروا بِدَمِ الْحُسَيْن يا مَنْ تُؤَجِّرون بَكَارَةَ النِّعاج / يَا فَخَامَةَ الْوَهْمِ الَّذِي يَحْكُمُ بِاسْمِ الشَّيْطَانِ / أَلْقِ التَّحيةَ على أَبي جَهْلٍ / يَا أَجْمَلَ الكِلابِ البوليسيةِ الشَّاذةِ الَّتِي لا تُتْقِنُ سِوَى الاخْتِبَاءِ بَيْنَ أَفْخَاذِ النِّسَاءِ / قَبْرُكَ مَزْبَلةُ ذِئَابِ الدَّوْلَةِ البُولِيسِيَّةِ / وَحَيَاتُكَ انْتِحَارَاتُ الجِرْذانِ / وَخَلِيفَتُكَ كَلْبٌ أَعْورُ يَتَعَاطَى الفياغرا في الْمَرَاحِيضِ الْحُكُومِيَّةِ /
     أَيَّتها السَّيداتُ الْمُحَنَّطَاتُ في قُمْصانِ النَّوْمِ على الْمَذْبَحِ / لا تَتَعَلَّمْنَ الرِّثاءَ حِينَ يَزُفُّني التُّرابُ إِلى التُّرابِ/ الآنَ أُقِيمُ الخِلافةَ في أَدَقِّ تَفَاصِيلِ المجموعةِ الشَّمْسيةِ/ دَوْلَةُ اللهِ في قُلوبنا الضَّوْئيةِ / وعلى أَرْضِنا الغَاضِبةِ / مَاسِحَاً قَياصرةَ الأَحذيةِ اللامعةِ بِخُنْصُرِ الشَّمْعَةِ / لَنَا وَهَجُ الشَّمْعَةِ وَلَهُمْ احْتِرَاقُها / أَقْفَاصُنا الصَّدْرِيةُ عُنْفوانُ الاجْتِيَاحِ/ الضَّوْءُ الماحِي/ وَلِلْغُزاةِ الذين يَحْمِلُون أَسْمَاءَنا سُقُوطُ الظِّلِّ في الدَّهْشةِ / بَنْكِرْيَاسُ الجَليدِ نَارٌ كَامِنَةٌ في الإِعْصَارِ / ظِلالي الْمُتَدَفِّقةُ رِمَاحُ النِّهاياتِ الحَاسِمَةِ / وَفِي قَاعِ المحيطِ أَفْيَالٌ تَلْتَقِطُ أَسْمَاءَ النَّباتاتِ الواثقةِ / بِعْنَا فِلِسْطِينَ كَيْ نَدْفَعَ أَقْسَاطَ المدارسِ الأَجْنَبِيَّةِ / وَتُجْرِيَ نِسَاؤُنَا عَمَلِيَّاتِ التَّجْمِيلِ /
     كُلُّ السُّيوفِ تُطْحَنُ في الدَّوْرةِ الدَّمويةِ لِلْعُصْفورِ الطَّرِيدِ / أَسْأَلُكِ بِالَّذِي خَلَقَ عَيْنَيْكِ الدَّامِعَتَيْنِ أَنْ تَبْتَعِدِي عَنِّي / كَي يَهْجُرَنِي الأَرَقُ فِي لَيَالِي الْحُمَّى الشَّتَوِيَّةِ / لَئِنْ أَلْقَى جَيْشَ الإِسْكَنْدَرِ الْمَقْدُونِيِّ وَحِيدَاً/ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ تُزَفَّ لِي مَلِكَاتُ الحيْضِ/
     الْحُزْنُ الْمُعَلَّبُ / والدَّمُ الْمُقَطَّرُ / وَلَيالي الجليدِ / وَالعَناكبُ تُزَيِّنُ بَراوِيزَ العُشَّاقِ / كأنَّ البُحَّةَ في صَوْتِكِ كُوخٌ للنَّوارسِ القَتيلةِ / يَأكلُ النَّدمُ كُرَياتِ دَمي / لَكِنَّ دَمي يَسيلُ في أزقةِ الميناءِ / اتَّفَقْتُ مَعَ أَرْمَلَتِي أَنْ نُنَظِّمَ النَّسْلَ / فَارْمِنِي فِي غُبَارِ الْمَعْرَكَةِ الْجُنُونِيِّ / وَمَزِّقْ جَوَازَ سَفَرِي / وَلا تَسْأَل السُّيُوفَ عَنْ صُنْدُوقِ بَرِيدِي / وَلا تُرْشِدْ بَنَاتِ الْجِيرَانِ إِلَى مَوْقِعِ حِصَانِي / سَتَجِدُونِي حَيْثُ تَرَكْتُمُونِي/ أَشْرَبُ الْقَهْوَةَ الْمُحَلاةَ بالصَّهيلِ / وَأَبْحَثُ عَنْ قُنْبُلَةٍ أَقْضِي مَعَهَا شَهْرَ الْعَسَلِ فِي الْمَعْرَكَةِ /
     لا تُصَدِّقِي مَا يَقُولُهُ عَنِّي الأغرابُ يَا كُوسُوفُو/ أَحِبِّينِي كَمَا أَنَا/ طِفْلاً يَرْضَعُ مِنْ ثَدْيِ الْبُنْدُقِيَّةِ/ أَرْجُوكِ لا تُحَاوِلِي نِسْيَانِي / لا تُحَاوِلِي أَنْ تَتْرُكِي قَلْبِي لِلزَّوَابِعِ / فَمُذْ عَرَفْتُكِ عَرَفْتُ الْبِطَاقَةَ الشَّخْصِيَّةَ لأَجْفَانِي/ اذْكُرِينِي عِنْدَمَا تَنَامِينَ فِي خُدُودِي/ وَأَنَامُ فِي مَدَائِنِ كُحْلِكِ / اصْهَرِينِي فِي حَرَارَةِ دَمْعِكِ / وَصُبِّينِي فِي خُيُوطِ ثِيَابِكِ / ادْفِنِي جَمَاجِمَ الثلجِ فِي عُلَبِ مِكْيَاجِ حُورِيَّاتِ الْبَحْرِ / وَلا تَتْرُكِي أَصَابِعِي وَحِيدَةً تَرْتَعِشُ تَحْتَ الْمَطَرِ/ كُلُّ الزَّنَازِينِ فِي بِنْطَالِي وَمْضَةٌ / وكُلُّ مَلِكَاتِ الإِنْسِ وَالْجِنِّ / لا يَقْدِرْنَ عَلَى الصُّعُودِ إِلَى رُمُوشِي / الَّتِي عَلَى شَفَتَيْكِ .