15‏/08‏/2019

القرميد والإعصار / قصيدة

القِرميد والإعصار / قصيدة
( إلى الذين إذا غابوا لم يُفْتَقَدُوا ، وإذا حَضَروا لم يُعْرَفُوا )
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

............

     نَرْفَعُ الأَذَانَ فَوْقَ بُرْجِ بِيزَا / وَتُعَدِّلُ انْحِنَاءَهُ دِمَاؤُنا / كَلَّفْتُ بُنْدُقِيَّتي أَنْ تَكْتُبَ وَصِيَّتي / قَرَأْتُ الفاتحةَ عَلى رُوحي/ اغْتِيلَ الصَّنَمُ/ نَخَرَتْهُ رَصَاصَاتُ الطُّوفانِ / لا تُحْضِرُوا النَّهْرَ كَيْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ / وَفَتَياتُ غُروزني يَرْتَدِينَ الْحِجَابَ في الطريقِ إِلى المجزرةِ / مَحْكَمَةُ الجِرْذَانِ تَحْكُمُ عَلَى النَّهْرِ بِالإِعْدَامِ رَمْيَاً بِالذُّبَابِ / لا تَبْكُوا عَلَى الفَيَضَانِ الأَحْمَرِ حَتَّى تَأْخُذُوا بِثَأْرِهِ / يَا زَوْجَتِي الرَّصاصة !/ عِنْدَمَا يُلْقُونَ رَأْسِي فِي حِجْرِكِ / قَبِّلِيهِ وَادْفِنِيهِ فِي وِسَادةِ قَلْبِكِ الْمَثْقُوبِ / كُلُّنَا شُهداءُ / قُرْآنُنَا دُسْتُورُنَا/ وَدِمَاؤُنا أَلْغَامٌ / رُمُوشُنَا سَيَّارَاتٌ مُفَخَّخَةٌ / تَبْلَعُ التَّتَارَ الْمُعَلَّبِينَ فِي مَطَاعِمِ الْوَجَبَاتِ السَّرِيعَةِ / الْقَادِمِينَ مِنْ خُيُوطِ قُمْصَانِ النَّوْمِ للزَّوْجاتِ الخائناتِ / وَفَتَحَت الأَدْغَالُ فِي بَنْكِ الْجَمَاجِمِ حِسَاباً سِرِّياً / ضَفَادِعُ وَطَنِيَّةٌ تُنَظِّمُ مَوْسِمَ الْحَجِّ إِلى البيتِ الأَبيضِ / أَيُّها الموتى الرَّاكضون في مَداراتِ طِينٍ مَحْرُوقٍ بِالْوَهْمِ / تَبَرَّكُوا بِبَوْلِ مُمَثِّلاتِ هُوليود / وَنَحْنُ سَنَتَبَرَّكُ بِمَاءِ زَمْزَمَ / ثَوْرَةُ اللصوصِ عَلى اللصوص / أَيُّها الجِدَارُ افْهَمْنِي قَبْلَ أَنْ يُصَابَ الكَاردِينالُ بِالاكتئابِ الْهَوَسِيِّ/ نَمْلَةٌ عَلِقَ فِي بُلْعُومِها بِرْمِيلُ نِفْطٍ / وَغَابَةٌ مِنَ الْجُثَثِ الْمُحْتَرِقَةِ تَتَنَاوَلُ الْغَدَاءَ مَعَ مُغْتَصِبِهَا/ أَبْرَاجُ الكَسْتَنَاءِ العَمْياءُ قَاتِلٌ مَأْجُورٌ / بَعُوضٌ نُحَاسِيٌّ يَنْزِفُ زُجَاجَاً لِنَاطِحَاتِ السَّحابِ /
جُثْمَاني مَحْجُوزٌ فِي مَرْكَزٍ حُدُودِيٍّ / يُقَدِّسُ المهرِّبينَ / وَيَقْتُلُ الثُّوارَ / يَنَامُ الصَّقِيعُ فِي السُّجونِ عَلى حَصِيرِ دَمِي / وَالْقِطَطُ السِّيَامِيَّةُ تَنَامُ عَلى قُمْصَانِ النَّوْمِ لِلأَرُسْتُقْرَاطِيَّاتِ / عِدْنِي أَيُّها الرَّعْدُ أَنْ تَمْشِيَ فِي جِنَازَتِي / لأَنَّ النُّمورَ تَجْلِسُ عَلى عِظَامِ الشَّفَقِ / تَنْتَظِرُ قِطَارَ الْجَمَاجِمِ / وأنا المقتولُ الهادِئُ / لِي دَهْشَةُ الدِّببةِ القُطْبِيَّةِ الخارجةِ مِنَ البَياتِ الشَّتويِّ / وَفِي زَحْمَةِ بَرَاوِيزِ الآلهةِ الْكَاذِبِين / نَسِيتُ تَوَارِيخَ مَقْتَلِي / وَتَذَكَّرْتُ صِيَاحَ القَشِّ فِي جَبينِ الإِعْصَارِ / رَقْصةُ العَقْربِ تَحْتَ أطلالِ القَلْبِ المهجورِ / أَرْضَعَتْني المرافِئُ المصَابةُ بِسَرَطانِ الثَّدْي / مَاتَ العِشْقُ / وَسَقَطَتْ جَماجِمُ العُشَّاقِ في عَصيرِ الليمونِ/ وأنا الحدُّ الفاصِلُ بَيْنَ الشَّرْكسياتِ والبَدوياتِ/ وَطَنٌ مَاتَ / بُحَيْرَةٌ عَذْرَاءُ تَجْلِسُ عَلى مَقْعَدٍ في حَافِلَةٍ لا تَصِلُ أَبَدَاً / إِنَّما وَجْهي فَيَضَانٌ / يَا وَطَنَ الْمَلامِحِ الْمَحْرُوقَةِ بِالأَحْكَامِ العُرْفِيَّةِ/ وَالْمُرَاهِقَاتِ الْعَارِيَاتِ إلا مِنَ الرَّغبةِ المسمومةِ/ اصْلُبْني عَلى النِّسْيانِ الْمُسْتَوْرَدِ/ وَخُذْ جِلْدي مَلابِسَ دَاخِلِيَّةً للسَّائِحَاتِ عَلَى شُطْآنِنا / أنا قَتيلٌ / فَلا تَقُولي لماذا لَم تُدَافِعْ عَن مِلْحِ دُموعِنا / عِندما تَحَرَّشَ الكَرادِلةُ بالرَّاهباتِ ؟ /
     في رِئَةِ كُلِّ زَهْرَةٍ قَتيلةٍ كَلْبٌ بُولِيسِيٌّ / لَكِنَّ الطُّوفانَ يُغَيِّرُ طَقْمَ أَسْنانِه / عَسَاكِرُ وَأَسْمَاكُ قِرْشٍ يَنْبُشُونَ قَبْرِي/فأرٌ شَارِدٌ يَلْبَسُ فِي رِجْلَيْهِ الطغاةَ كَالْجَواربِ الْمُقَطَّعةِ/ والشَّاطِئُ يُعَبِّئُ مَوْتَهُ الأَشْقَرَ فِي زُجَاجَاتٍ مُهَشَّمَةٍ / وَيَبِيعُها لِلْعُمَّالِ بِأَسْعَارٍ رَمْزِيَّةٍ / امْتَزَجْتُ بِصَلَواتِ النَّهْرِ / أَنَا الْمُؤَذِّنُ الَّذِي صَلَبَنِي الْمَغُولُ على المِئْذنةِ / مَوْتي سَيَقْضِي على أَعْدَائِي / لَنْ يَقْضِيَ عَلَيَّ / تَسِيرُ الأَشْجَارُ إِلى مِقْصَلَةِ المعنى بِسُرعةِ الضَّوْءِ / والتاريخُ أَجْمَلُ ذِئْبٍ جِنْسِيٍّ مُزَرْكَشٍ شَاهَدَهُ الطُّوفانُ / وَحَيْثُ يُحَوِّلونَ المرأةَ إلى حِذَاءٍ على مَقَاسِ قَدَمِ الْحَطَبِ / يُسَمُّونَ ذَلِكَ حُقُوقَ الْمَرْأَةِ / وَمَحَاكِمُ التَّفْتيشِ سِيناريو رَكِيكٌ لفيلمٍ بُوليسيٍّ / يُشَاهِدُهُ أُمَرَاءُ الْحَرْبِ قَبْلَ الاسْتِحْمَامِ بالسِّيانيدِ / وأنا لا أَزالُ أَحْفِرُ لَفْظَ الْجَلالَةِ / عَلَى عِظَامِ قَفَصِي الصَّدْرِيِّ /
     إِذَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَغْتَالُوني فَأَعْطُوني فُرْصَةً / كَيْ أَقْرَأَ سُورةَ الكَهْفِ/ وَأُصَلِّيَ الْجُمُعَةَ فِي المجرَّاتِ/
وَإِذَا قَتَلْتُمُوني فَلا تَسْرِقُوا بَيْتِي كَمَا سَرَقْتُمْ بَيْتَ عُثْمَانَ / أَلُمُّ خَوَاطِرَ الْخَرِيفِ على الْحَبْلِ السُّرِّي للفراشاتِ الْمُقاتِلةِ / وَبَنَاتُ أَعْمَامِي يَزُرْنَ قَبْرِيَ الْمُتَجَوِّلَ في الصَّحَاري / إِسْبَانِيَّةٌ تَنْشُرُ الأُكْسِجين على حَبْلِ الغَسِيلِ / وَهِيَ في قَمِيصِ النَّوْمِ / تَعَكَّرَ مِزَاجُها عِنْدَما رَأَتْ خُيُولَنا في مَلامِحِ شَمْسِ قُرْطُبَةَ / أَطْلُعُ مِنْ أَجْنِحَةِ الْفَرَاشَاتِ قَمْحَاً لِلْفُقَرَاءِ / وَأَعَاصِيرَ تَلْتَهِمُ أَهْرَامَاتِ الرُّؤوسِ القَذِرةِ / تُهَرْوِلُ أعمدةُ الكَهْرباءِ في جَسَدِ القَصيدةِ / وَالأغْرابُ زَرَعُوا إِشاراتِ المرورِ في أجسادِ الفَتَياتِ/ لَن نتخلَّى عَنْكَ أيُّها النَّهْرُ/سَنُعَالِجُ اكْتِئابَكَ بالصَّدَماتِ الكَهْربائيةِ/ وَسَوْفَ نَخْرُجُ مِنَ السِّجْنِ الصَّغيرِ إلى السِّجْنِ الكَبيرِ /
     وَاثِقاً مِنْ بِدَاياتِ اللهيبِ/ ذَاهِباً إِلى نِهَاياتِ الْخَوْخِ / تَخْتَبِئُ الزَّلازِلُ في لِحْيَتي/ لا تُتَاجِرْ أَيُّها الْبُرْكَانُ بِأَشْلاءِ أَدْغَالِ الرَّحيلِ / مِثْلَمَا يَفْعَلُ الْمُهَرِّجُونَ الْمُتَقَاعِدُونَ في أَوْرِدَةِ الدِّيناميت / وَبَيْنَمَا كُنْتُ عَلى مِنَصَّةِ الإِعْدَامِ / كَانَتْ أُمِّي تَبْحَثُ لِي عَنْ عَرُوسٍ / وَتُصْلِحُ النِّساءُ مِكْيَاجَهُنَّ في الْجِنَازاتِ / ولا تَزالُ الْحَرْبُ الصَّليبيةُ المقدَّسةُ ضِدَّ أَغْشِيَةِ البَكارةِ / تَسْتَعِرُ صَخْرَاً زَيْتِيَّاً / لَكِنَّ الضَّائِعَاتِ مُعَلَّقَاتٌ عَلى حَبْلِ الْغَسِيلِ الْخَشِنِ / وَالسَّفيرُ الأمريكيُّ خَليفةُ المسلمينَ وَأميرُ المؤمنين / وَيُعَرِّجُ الْمُرَاهِقُونَ عَلى جُثَّتي في الْمَسَاءِ/ قَبْلَ الذَّهَابِ إِلَى الدِّيسكو/ الأَسْلاكُ الشَّائِكَةُ في زَفيري / مُظَاهَرَاتُ احْتِجَاجٍ بِزَعَامَةِ فِئْرَانِ التَّجَارِبِ / فَابْنِ أقواسَ النَّصْرِ في طَريقِ النِّساءِ الْمُغْتَصَبَاتِ / لا تَبْكِي عَلَيَّ يا ابْنةَ حَفَّارِ القُبورِ / حِينَ يُقِيمُ الْفِطْرُ السَّامُّ في أشلائي الْمُتَحَلِّلةِ مَمْلَكَتَهُ الْمُتَجَمِّدةَ / دُمُوعُكِ الْبَرْمَائِيَّةُ أَشَدُّ لَمَعَانَاً مِنْ مِقْصَلَتِي / لَوْ أَنِّي سَدٌّ في جَسَدِكِ يَمْنَعُ سَرَيَانَ السُّم / ولا تَزالُ الدِّيدانُ تَهْتِفُ للقَيْصَرِ الأبْلَهِ / يَحْمِلُ السُّعَالُ نَعْشَ أُمِّهِ فِي حَقِيبته المدرسيةِ / عِنْدَما يَنْتَشِرُ الْمُخْبِرُونَ فِي سَرَاوِيلِ الشُّطْآنِ/ وَحَنَاجِرِ النُّحاسِ المغشوشِ/وَالْعَسْكَرُ الْبِلاستيكيُّ في جُلُودِ الرَّمْلِ الأَحْمَرِ/ يُحَدِّدُونَ أَلْوَانَ مَلابِسِنا الدَّاخليةِ / وَمَوَاعِيدَ مُعَاشَرَةِ الرَّجُلِ لِزَوْجَتِهِ / وَأنواعَ مُضَادَّاتِ الاكتئابِ / وَأَوْقَاتَ بَيْعِ الْوَطَنِ فِي أَنْهَارِ السِّياطِ الْحَجَرِيَّةِ / أُحِبُّكِ يَا صَعْقَتِي قَبْلَ اعْتِقَالِي وَبَعْدَهُ / فَلا تَمْضُغِي بُكاءَ السُّنْبلةِ / لا تَقْتُلِي مَجْدَهُ / أُحِبُّكِ أَكْثَرَ مِنْ حُبِّ السَّجانِ لِبِنْطالِ الذُّبابةِ / هِجْرَةُ الْحَضَارَاتِ مِنَ النَّبِيذِ إِلى الْوِيسكِي / اسْتِهْلاكُ ظِلِّ السُّنُونُو فِي جَبِينِ الشَّعِيرِ / لَكِنَّ وَأْدَ الْعُشْبِ يَمْحُو قُطْعَانَ الإِفْرَنْجِ الْمُعَدَّلِينَ وِرَاثِيَّاً/ مِثْلَمَا يَمْحُو الكَاردينالُ خُطُوَاتِ مِرْآتِهِ عَلَى جِسْمِ الصَّليلِ /
     لأَوَّلِ مَرَّةٍ تَمْشِي الْبُحَيْرَةُ بِدُونِ وَاقي رَصَاصٍ / احْتِفَالٌ بَسِيطٌ فِي شُرْفَةِ الأَلَمِ القِرْمِيدِيِّ / لأَنَّ شَجَرَ المقابرِ نَالَ شَهَادَةَ الماجستير / يَمْشِي الْعُشْبُ وَفَوْقَهُ الطَّعَنَاتُ وَتَحْتَهُ الطَّعَنَاتُ / وَحَبَّاتُ الْعَرَقِ تُحَاصِرُهَا سِيَاطُ الرَّغْبَةِ / وَالْخِنْزِيرُ الْبَرِّيُّ يَحْتَفِظُ فِي دَفْتَرِ مُلاحَظَاتِه بِالاسْمِ السِّريِّ لِلْجُنونِ الإِسْتراتيجي / لُغَتِي تَلِدُنِي وَتَئِدُنِي / لَكِنِّي لُغَتِي الْحَارِقَةُ / تَفْجِيرُ مَوْكِبِ دُودَةِ القَزِّ أَثْنَاءَ خُرُوجِهِ مِنَ البَارِ / قَرَاصِنَةُ الْبِحَارِ / وَوُجُوهُ الموتى تَنْبُتُ في سُقُوفِ الْكُهُوفِ /
     عِنْدَمَا كَانَ الثَّلْجُ جَنِيناً فِي بَطْنِ أُمِّهِ/ فَكَّرَ أَنْ يَتَّكِئَ عَلَى بُنْدُقِيَّةِ الْجَرَادِ الْوَرَقِيَّةِ/ أَنَا البَريقُ المنبوذُ في وَجَعِ الغاباتِ / وَالرَّصَاصُ يُسْنِدُ رَأْسَهُ إِلَى كَتِفِي الْمَخْلُوعَةِ / رَمَى الجرادُ لُغَتَهُ عَلى أجسادِ النِّساءِ / وَجُنودُ الخليفةِ نَسُوا أبجديةَ الشُّطْآنِ عَلى شَفَراتِ السُّيوفِ / كَلماتُ البَحْرِ تَوابيتُ في المقبرةِ الخطأ / سَيَدْفِنُ الْكَرَزُ الْمُقَاتِلُ قَارَّاتِ الإِبَادَةِ فِي جَوْرَبِ الْهَوَسِ/ ثُوَّارٌ يُشْعِلُونَ ظِلالَهُمْ بِطُوفَانِ الْمَسَاءِ / لا تُوقِفْ لَمَعَانَ الْبَارُودِ فِي سُفُنِ الرَّمَدِ / دَخَلَ جُلُودَ الفَراشاتِ صَلِيلُ جُلُودِنا فَاتِحَاً / الرِّيحُ تَصْقُلُ عَرَقَ خُيُولِنا / وَالسُّيُوفُ فَرَاشٌ / مَزَّقْنَا هُبَلَ فِي أَجِنْدَةِ الْعِجْلِ الْمُقَدَّسِ / نَسْكُبُ اليَانسونَ في بُلْعومِ المِشْنقةِ / عُيُونُنَا رُؤُوسُ الرِّمَاحِ / اقْذِفْنِي عَلَى أَسْوَارِ الرَّعْدِ / سَنَخْرُجُ مِنْ أَحْزَانِنا / مِنْ قَنَادِيلِ الأَرَامِلِ الْمُطْفَأَةِ / مِنْ دُرُوعِنا الَّتِي تَنْسِجُها الْمَجَرَّاتُ / مِنِ انْكِسَارَاتِ الرَّاهِبَاتِ الْمَسْحُوقَاتِ فِي التَّرَاتِيلِ / مِنْ دُعَاءِ الأشجارِ فِي السَّحَرِ / إِعْصَارَاً يَجْتَاحُ الظِّلَّ / نَوْرَسَاً عَاصِفَاً يَلْبَسُ الطَّعَنَاتِ / وَيَقْتُلُ قَاتِلَهُ / لا طَائِرَاتُكم البلاستيكيةُ سَتُوقِفُ وُجُوهَنا الرَّاكِضَةَ فِي صَنَوْبَرِ الضَّوْءِ / وَلا قَتْلاكُمْ عَلَى أَرْصِفَةِ حِبَالِ الْغَسِيلِ / سَيَحْمُونَ قِرْمِيدَ وُجُوهِكُمْ مِنْ أَسْنَانِنَا /
     الياسمينُ مِينَاءُ الصَّوَاعِقِ وَحَقَائِبُ النُّسُورِ / كُلُّ حُقُولِ الأَلْغَامِ فِي حَنْجرتي تَشْطُبُ حَامِلاتِ الطَّائِرَاتِ/ لَنْ تَجِدُوا جُحْرَاً سِوَى قُمْصَانِ النَّوْمِ لِنِسَائِكُم / اللواتي لا يَشْبَعْنَ مِنْ مُمَارَسَةِ الْجِنْسِ / وَلَنْ يُنْقِذَكُمْ مِن اجْتِيَاحِنَا غَيْرُ قُبُورِكُمْ / صَلَبْتُ صَلِيبَ ابْنِ الزُّبَيْرِ / فَكَيْفَ تَصْلُبُونَنِي ؟ / هَذَا النَّزِيفُ مُتَعَدِّدُ الْجِنْسِيَّاتِ / وَمِنْ ثُقُوبِ قَاعِ هَزِيمتي الْفُسْفُوريِّ / يَتَدَفَّقُ بُرْكَانُ انْتِصَارِي / وَاشْتِعَالُ فُتُوحَاتِي / البَرْقُ يَنْتِفُ رِيشَ الدُّموعِ / وَعِنْدَمَا يَدُسُّ لِيَ الضَّبَابُ السُّمَّ / سَتَجِدُ النِّسَاءُ التَّافِهَاتُ حِكَايَةً مُثِيرَةً لِمَلْءِ أَوْقَاتِ فَرَاغِهِنَّ أَو انْتِحَارِهِنَّ / والرُّعودُ تَمْحو مِن سُعالي أَشْكَالَ الكِلابِ البُوليسيةِ / وأنا المقتولُ / عِشْتُ كَي أُؤرِّخَ للدُّوَلِ التي تتساقطُ كَحِجَارةِ الدُّومينو /
     لا دَاعِي يَا جَارَتِي أَنْ تُحْضِرِي لِي طَعَامَاً فِي السِّجْنِ / مَحْكَمَةُ الْغُرُوبِ التي أَقَامَها العَاجُ السِّرِّيُّ / نَقَضَتْ قَرَارَ إِعْدَامِ الصَّفِيحِ / وَعِنْدَمَا تَنْهَمِرُ فِي فُصُولِ تَمَرُّدِي أَشْجَارُ الدِّيناميت / يَسِيلُ الْمِكْيَاجُ عَلَى وُجُوهِ القَتِيلاتِ / كُلَّمَا حَاصَرَتْنِي الأُنُوثَةُ الْمُشْتَعِلَةُ فِي مَسَاءَاتِ القَرَنْفُلِ / مَزَّقْتُ حِصَارِي بِصَلاةِ الْفَجْرِ / سَأَسْتُرُ البُحَيْرةَ العَارِيَةَ بِأَكْفَاني الشَّمْسيةِ / وَأَمُوتُ عَارِيَاً كَالْعُنْفِ فِي جَدَائِلِ الصَّاعِقة / يَا خِزَانةَ مَلابِسي الْمُرَاقَبةَ / اعْتَنِي بِعَوَاطِفِ النَّافِذَةِ أَثْنَاءَ اعْتِقَالِي / هَنَّأْتُ مُدِيرةَ المخابَراتِ في دَوْلَةِ الْهَلْوَسَةِ بِمُنَاسَبة تَعْيينها/ رُؤُوسٌ مُتَدَحْرِجَةٌ تَحْتَ عَمُودِ كَهْرَباءَ فِي أَنْفِ جَمَلٍ/ هَذَيَانُ الْغُبَارِ الْحُكُومِيِّ دَيْنَاصُورٌ لَمْ يَنْقَرِضْ / وقَدْ يُقِيمُ الوَحْلُ فِي إِبْطِهِ الأَيْمَنِ مُفَاعِلاً نَوَوِيَّاً / كَيْ تَصِيرَ مَعِدَتُهُ قُنْبُلَةً تُرَابِيَّةً / يُهْدِيها إِلَى سَرْوَةِ الوَهْمِ فِي ذِكْرَى زَوَاجِهِما / عَلَى أَزْرَارِ قَمِيصِ النَّارِ الْخَضْرَاءِ / لُصُوصٌ يُقِيمُونَ حَدَّ السَّرِقَةِ عَلَى اللصوص / وَمُومِسٌ تُلْقِي تَعَالِيمَ الشَّرَفِ عَلى الْمُومِسَاتِ / وَالْمَجَرَّةُ تَنْشُرُ الغَسِيلَ عَلى حِبَالِ دُمُوعِي / نَعِيشُ كَالْبَاعَةِ الْمُتَجَوِّلِينَ فِي أَوْرِدَةِ قَوْسِ قُزَحَ / نَبِيعُ جَمَاجِمَنا الضَّوْئِيَّةَ لِلثُّوَّارِ فِي أَدْغَالِ الرَّعد / وَنُغَيِّرُ جِلْدَ هَذِهِ الأَرْضِ التي تَنْسِفُنَا / لَكِنَّ رَايَاتِي لا تَسْقُطُ / وَسَيْفِي طَلَّقَ غِمْدَهُ / أَمْنَحُ لِلصَّاعِقَةِ أَمْعَائِي وَتَوَهُّجَاتِ التُّرَابِ / وَبَيْنَمَا كَانَ القَرَاصِنَةُ يَتَزَوَّجُونَ الصَّخَبَ الْمَرْجَانِيَّ / كَانَت الْمُرَاهِقَاتُ يَتَنَاوَلْنَ البُوظَةَ أَثْنَاءَ تَشْييعي / وَالرُّعُودُ تُصْدِرُ مَرْسُوماً ثَوْرِيَّاً / لِكَيْ تَدْخُلَ غَابَاتُ قَلْبِي إِلَى قَصِيدتي / والزَّلازِلُ تَبِيعُ القَنَابِلَ النَّوويةَ عَلَى الأَرْصِفَةِ /
     يَا أَدْغَالَ الشَّمْسِ / يَا زَمِيلَتِي فِي الْكِفَاحِ الْمُسَلَّحِ / زُورِيني فِي وَقْتٍ آخَرَ / فَجُثَّتي مَلِيئةٌ بِالضُّيوفِ/ لَكِنَّني الْمُنْتَصِرُ/ ادْفَع الْجِزْيَةَ وَأَنْتَ صَاغِرٌ / هِيَ أَمْعَائِي طَرِيقُ الآبَارِ نَحْوَ أَقْمَارِ الدِّمَاءِ / صَارَ هَوَسُ الرَّمْلِ طَبِيعِيَّاً / لأَنَّهُ يَشْرَبُ دَمَاً طَبِيعِيَّاً كَامِلَ الدَّسَمِ / بِعْتُ كُلَّ شَرَايِيني الْجَدِيدَةِ وَالْمُسْتَعْمَلَةِ / خَجَلُ تِلْمِيذَاتِي الْكَاثُولِيكِيَّاتِ حِينَ يَقْرَأْنَ سِفْرَ حِزْقِيَالَ / فِي ضَبَابِ أَعْمِدَةِ الرَّصَاصِ / زَيْتُونَةُ الأُرْجُوَانِ هِيَ تُرْكِيَّةٌ مُحَجَّبَةٌ فِي فرانكفورت / وَفِي الْمَاءِ الأَحْمَرِ اشْتِعَالِي الأَبْيَضُ/ أَرْسُمُ عَلَى وَجْهِ العاصفةِ خُطُوَاتِ الصَّدَى / آثَارُ مَشْيِ الْيَمَامِ عَلَى سَرَطَانِ الْجِلْدِ / أَنَا الْجَسَدُ الصَّاعِقُ في رِعشةِ الخناجرِ/ الصَّاعِدةِ مِنَ الحناجِرِ / وُجُوهُنَا تُرَفْرِفُ عَلَى أَبْرَاجِ الْفَاتِيكان / وَصَوْتُ قَارِئِ الْقُرْآنِ فِي حِيطَانِ جَامِعَةِ أُكسفورد / وَأَمِيرَاتُ أُوروبا يَرْتَدِينَ الْحِجَابَ / وَيَتَدَارَسْنَ الْفِقْهَ الشَّافِعِيَّ /
     سَيِّدِي مَلَكَ الْمَوْتِ/ انْزِعْ رُوحِي بِرِفْقٍ/ لأَنَّني مَلِكُ الْغُرْبَةِ / وَغُرْبَةُ الْمُلُوكِ الرَّاكِعِينَ لِلْمَلِكِ / قَدْ أَتَزَوَّجُ أَرْمَلَةَ النَّهْرِ لأُرَبِّيَ بَنَاتِهِ الصَّغِيرَاتِ / أَسْحَبُ طُحَالِي بِبِطَاقَةِ الصَّرَّافِ الآلِيِّ / وَأَرْمِيهِ قَذِيفَةً عَلَى وِزَارَةِ الْحَرْبِ/ وَجُمْهُورِيَّةِ الرَّقِيقِ الأَبْيَضِ / سَلامٌ لِلْيَاسَمِين الْمَنْفِيِّ فِي حُفَرِ الْمَجَارِي / مِيلادُ الزَّوابعِ لُغْزُ السَّوْسَنِ قُرْبَ أَنَاشِيدِ الْمَاءِ / وَمَوْتي لُغْزُ اليَمامِ عِنْدَ عَوْدَةِ الشَّاعراتِ إِلَى دَفَاتِرِ الانْتِحَارِ الطَّازَجِ /
     يُطْفِئُونَ سَجَائِرَهُمْ فِي ثُقُوبِ سُعَالِ نِسَائِهِمُ الْمُغْتَصَبَاتِ / إِنَّنِي أُجْرِي لِحِجَارَةِ النَّيَازِكِ تَنَفُّسَاً اصْطِنَاعِيَّاً / وكُلُّ الشُّمُوسِ الْمُحَجَّبَاتِ يُنَقِّينَ كُرَيَاتِ دَمِي / مِنْ أَقْنِعَةِ الأَنْظِمَةِ الْبُولِيسِيَّةِ / ألتهمُ المسدَّساتِ في السَّحَرِ / وَلَمْ أَتَنَاوَل الْكَافيَارَ مَعَ أَمِيرَاتِ مُونَاكُو /
     كُلما مِتُّ انبعثتُ في مَناديلِ الوَداعِ / لَمْ يَسْمَحْ لِيَ البَحْرُ أن أُوَدِّعَ فِئرانَ السَّفينةِ/ لَكِنِّي وَدَّعْتُ قَلْبي في مُسْتَوْدَعَاتِ المِيناءِ / حَانَ الوَقْتُ كَي يَنتقِمَ جِسْمي مِنِّي / الصَّدى الأسمرُ على الرَّايةِ البَيْضاءِ / وَالفُقراءُ يَبِيعُونَ اليُورانيومَ الْمُخَصَّبَ على إِشَاراتِ المرورِ/ وَرُموشُ الصَّبايا المكْسُورةُ / وَرَائحةُ الكلورِ في مَسْبَحِ الدِّماءِ / وَجُثمانُ الرِّياحِ / أنا الْهُدْنَةُ الهشَّةُ بَيْنَ الأمويين والعباسيين / سَأَذْبَحُ اكْتِئَابِي بِسَكَاكِينِ مَطْبَخِ بَيْتِنَا فِي سَرَايِيفو / أُغْنِيَةُ الضَّبَابِ تَجْلِسُ عَلَى أُرْجُوحَةِ الذَّاكِرَةِ / خُرُوجُ النِّسَاءِ التَّافِهَاتِ مِنَ الْمَسَابِحِ الْمُخْتَلَطَةِ / إِلَى مُظَاهَرَاتِ تَحْرِيرِ الْمَرْأَةِ مِنْ أُنُوثَتِهَا / دَمِّرِي حَيَاتِي / ثُمَّ عِيشِي حَيَاتَكِ مَعَ زَوْجِكِ / اقْتُلُونِي ثُمَّ اقْرَؤُوا الْفَاتِحَةَ عَلَى رُوحِ ضَابِطِ الْمُخَابَرَاتِ / سَيِّدِي مَلَكَ الْمَوْتِ / شَرَفٌ كَبِيرٌ لِي أَنْ تَزُورَ شَخْصَاً تَافِهَاً مِثْلِي /
     نَسِيَ الرعدُ حبَّاتِ الكَرَزِ على نَصْلِ مِقْصلتي / وَجُمجمةُ الحضارةِ تفاحةٌ على رَأسِ وَثَنٍ / وانبعاثي مِن أنقاضي الأُرجوانيةِ هُوَ كُنْيَتي / فانتظريني في زَيْتِ الزَّيتونِ / وَصُبِّي دَمي في قَهوةِ المساءِ / الذي يَرْمي قَميصَهُ على جَسَدِ المجزرةِ / كَيْفَ يَرْضَعُ الطِّفلُ الأعمى والثديُ غارقٌ في الدِّماءِ ؟ / الصَّبايا جَالساتٌ على المقاعدِ / يَنتظِرْنَ القِطاراتِ الْمُحَمَّلَةَ بِنُعوشِ الجنود / يا طُيورَ النَّزيفِ / ادْفِني الْحُبَّ في قلبي / لم يَعُدْ لَدَيَّ قلبٌ / كُنتُ طَيْفاً / وَصِرْتُ شَبَحاً .