20‏/08‏/2019

الأسد الهاشمي يضيء أكسجين رئتي في صِفين / قصيدة

الأسد الهاشمي يضيء أكسجين رئتي في صِفِّين / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...........

     أَبَا الْحَسَنِ ضَعْنِي عَلَى مَيْمَنَةِ الْجَيْشِ الْفَضَاءِ / لِلْمَوْجِ الْعَابِرِ فَوْقَ خُيُولِ الْقَصِيدَةِ أَهَازِيجُ مُؤَرِّخِي الرَّعْدِ / أَبَا تُرَابٍ / انْفُضِ الْحَطَبَ عَنْ أَرْوَاحِ الْخَارِجِينَ مِنْ جُلُودِهِمْ إِلَى تَاجِ الزَّبَدِ / أَخْلَعُ أَلْوَاحَ صَدْرِي نَسْرَاً نَسْرَاً / وَلا أَخْلَعُ الشُّمُوسَ الَّتِي وَأَدَت الْكُسُوفَ / أُسْقِطُ دِهَانَ جُدْرَانِ أَمْعَائِي أَبْجَدِيَّةً أَبْجَدِيَّةً / وَلا أُسْقِطُ مَلامِحَ وُجُوهِهِمْ مِنْ حُقولِ رَقَبَتِي /
     هَوَاجِسُ الأَعْشَابِ الْمَارَّةِ على نَعْشي / أنا وَطَنٌ لِكُلِّ تَوَابِيتِ الْحُلْمِ الْمَنْفِيِّ / وَظِلِّي خَالٍ مِنَ الْكُولِسترولِ كَخُدودِ الْعَاصِفَةِ / أَرَى وَجْهَ النَّبِيِّ يَوْمَ بَدْرٍ يُلْغِي الأَقْمَارَ وَيَصْعَدُ / وَالرَّايَةُ تَصْعَدُ عَلَى أَكْتَافِ الزَّيْتُونِ السَّائِرِ فِينَا / كَدِمَاءِ الصَّحَابَةِ تَسْقِي غَابَاتِ الشَّفَقِ الْحُرِّ / وُلِدْتُمْ أَحْرَارَاً كَالسَّمَاءِ الْوَاثِقَةِ مِنْ عُلُوِّهَا / الصَّاعِدَةِ إِلَى سُجُودِهَا / وَمِتُّمْ أَحْرَارَاً كَالْمَجَرَّاتِ الْخَالِيَةِ مِن حَطَبِ الليالي /
     لَوْ كُنْتُ قَمِيصَاً يَرْتَدِيهِ الرَّعْدُ / لأَخْرَجْتُ وَجْهِي مِنْ وَجْهِي / كَيْ أَصِيرَ حَبَّةَ عَرَقٍ عَلَى جَبْهَةِ نَبِيِّ السَّلامِ وَالْحَرْبِ / رِئَتِي الأُولَى هِيَ جَبَلُ أُحُد / وَالثَّانِيَةُ هِيَ غَارُ حِرَاء / أَبَا بَكْرٍ الصِّديقَ / يَا مَوْجَاً طَالِعَاً مِنْ قُلُوبِ النَّوَارِسِ الْمُخْلِصَةِ / ذَوِّبْنِي فِي حَرْبِ الْمُرْتَدِّينَ وَلا تَتَذَكَّرْنِي / أُسْقِطُ أَقْنِعَةَ السِّيَانِيدِ عَنْ وُجُوهِ الأُسُودِ الأَلِيفَةِ / سَأَضَعُ قَلْبِي فِي جَبينِ كَشْمِيرَ تَارِيخَاً لِفِلِسْطِينَ التَّارِيخِيَّةِ / أُمَدِّدُ عِظَامِي وَذِكْرَيَاتِ الْبَحْرِ سَجَّادَةً / يَجْلِسُ عَلَيْهَا النَّبِيُّ وَصَاحِبُهُ / امْتِدَادُ عُمرِي فِي هِضَابِ الْغَيْمِ الضَّاحِكِ / أَجْفَانِي تُفَّاحَاتُ الْقِتَالِ / أَبَا عُبَيْدَةَ / اقْتُلْ أَبَاكَ / وَادْفِنْهُ فِي الْوَهْمِ الرَّصَاصِيِّ / سَأَقْتُلُ ظِلالِي الَّتِي لَمْ تُقَاتِلْ مَعِي فِي قَاعِ الْحُلْمِ /
     لَكُمْ كُلُّ هَذَا الْفَضَاءِ / خَالِيَاً مِنَ الطَّائِرَاتِ الأَمْرِيكِيَّةِ / لَكُمْ كُلُّ هَذَا الْمَدَى / خَالِيَاً مِنَ الأَحْزَابِ الْكَرْتونية / لَكُمْ كُلُّ هَذَا الأُفُقِ / خَالِيَاً مِنْ زَبَائِنِ كَنَائِسِ الْقُرُونِ الْوُسْطَى / لَكُمْ كُلُّ هَذَا الْجَمَالِ / خَالِيَاً مِنْ مِكْيَاجِ عَارِضَاتِ الأَزْيَاءِ / لَكُمْ كُلُّ هَذَا الْحَقِّ / خَالِيَاً مِنْ كُومِيديَا قَرَارَاتِ مَجْلِسِ الأَمْنِ / لَكُمْ كُلُّ هَذَا الْكَوْكَبِ / خَالِيَاً مِنَ الآلِهَةِ الْمُحْتَرِقَةِ / لَكُمْ كُلُّ هَذَا الْعِشْقِ النَّقِيِّ / خَالِيَاً مِنْ إِبَادَةِ شَعْرِ الْغَابَاتِ / لَكُمْ كُلُّ هَذَا الْعِطْرِ السَّمَاوِيِّ / خَالِيَاً مِنْ مُزِيلِ الْعَرَقِ لِلاعِبَةِ الْجُمْبَازِ / وَلَنَا امْتِدَادُ خُشُوعِكُمْ فِي سَعَفِ النَّخِيلِ / الَّذِي يُظَلِّلُ أَقْفَاصَنَا الصَّدْرِيَّةَ.