20‏/08‏/2019

الصقر دخل في الشفق / قصيدة

الصقر دخل في الشفق / قصيدة
( إلى الطيار المقاتل فراس العجلوني )

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

........

     صَلاةُ الْبُحَيْرَاتِ فِي جُفُونِ بَنَاتِ الْجِيرَانِ/ وَهُنَّ يَمْشِينَ فِي جِنَازَتِكَ الْعَسْكَرِيَّةِ/ تَرْجَمَةُ حُزْنِكَ النَّبِيلِ تَقْتُلُ حُزْنَكَ / فَاضْحَكْ بَلُّوطَ قُلُوبٍ غَرِيبَةٍ / إِنَّهَا قَبِيلَةُ النَّارِ سَتَعْبُرُ عَمَّا قَلِيلٍ / فِي مَوَاكِبِ النَّهْرِ الْمُسَافِرِ/ بَلا حَقَائِبَ أَوْ مِنْدَيلِ سَيِّدَةِ الْمَوَانِئِ /
     قَصِيدَتِي أَلْغَامٌ فَجِّرْهَا فِي صَمْتِ الدَّيْنَاصُورَاتِ غَيْرِ الْمُنْقَرِضَةِ/ الدُّولْفِينُ يَمْتَصُّ ضَوْءَ جُفُونِهِ مِنْ أَعْمِدَةِ الْكَهْرَبَاءِ/ الَّتِي بَصَقَهَا الْمُخْبِرُونَ فِي مَقَاهِي الْبَارْكِنْسُون / وَجِلْدُكَ خَاشِعٌ فِي حَضْرَةِ كَلامِ اللهِ/ تَرَكْتُ قَلْبِي يَهُزُّ جُذُوعَ نَخِيلِ الْعِرَاقِ/ وَذَهَبْتُ أُلَمْلِمُ جَبِينِي الْمَنْثُورَ / عَلَى زُجَاجِ قَصْرِ الْحَمْرَاءِ / نُعْطِي لِعِظَامِنَا فَلْسَفَةَ الرَّمِيمِ / وَتُعْطِيهَا سِفْرَ الأَبَدِيَّةِ / لَكِنَّنَا نُذَوِّبُ أَكْتَافَ الصَّاعِقَةِ فِي كُوبِ بَابُونَج / وَنَتَّحِدُ بِطَيْفِكَ فَوْقَ مَنَادِيلِ الطُّوفَان / لَمْ أَرْمِ نَزِيفِي عَلَى سُطُوحِ حَنِينِ الْمِينَاءِ مُلْصَقَاً لِفِيلمِ التَّايتَنِك / أَوْ تَذْكِرَةً لِمُبَارَاةِ تِنِسٍ أَرْضِيٍّ لِلسَّيِّدَاتِ / الأَشْجَارُ بَرِيقُ أَظَافِرِي / وأنا ذَاهِبٌ لِتَبْلِيطِ الْمُحِيطِ الأَطْلَسِيِّ / كَيْ تَمْشِيَ عَلَيْهِ خُيُولُ الصَّاعقةِ / أنا الفاتِحُ / أنا الانقلابُ الَّذِي لا تَقْدِرُ الغاباتُ أن تَنقلبَ عَلَيْهِ/ أَعْضَائِي زَفِيرُ الْمَرَاكِبِ/ تَسْقُطُ فِي قَاعِ الشَّفَقِ وَلا تَعُودُ / نَقَاوَةُ الْفَيَضَانِ/ وَأَمِيرَاتُ أُورُوبَّا سَبَايَا / انْسَ النَّظَرِيَّةَ النِّسْبِيَّةَ حِينَ يَرْمِي آينشتاينُ ابْنَتَهُ غَيْرَ الشَّرْعِيَّةِ / وَكُنْ أَنْتَ النَّظَرِيَّةَ الْمُطْلَقَةَ الشَّرْعِيَّةَ / حَبِيبَتِي الْقُدْسُ/ قَبِّلِينِي قَبْلَ اسْتِشْهَادِ الْمَجَرَّاتِ/ تَسبيحُ اللهِ فِي أَفْوَاهِ الزَّيْتُونِ / وأطفالُنا يَزْرَعُونَ الألغامَ البَحْرِيَّةَ فِي دَوْرَتِي الدَّمَوِيَّةِ / كَيْ يَعْبُرَ جَيْشُ طَارِقٍ فِي تَفَاصِيلِ الْمَدِّ / تَقَمَّصَتْ وَرِيدِي نَافِذَةٌ لامْرَأَةِ الطُّوفَانِ / وَأَشْعَلَتْنِي شُرْفَةٌ لِبِنْتٍ مِنْ حِقْبَةِ عِشْقِ النَّيَازِكِ / مُتَصَالِحٌ أَنَا مَعَ ظِلِّي غَيْرِ الْمَكْسُورِ / لأَنَّ الْبُرُوقَ تَصْنَعُ مِنْ جِلْدِي نِعَالاً لِلأَنْبِيَاءِ الْوَاثِقِينَ / فَلَمْ يَعُد الْبَرْقُ يَتِيمَاً بَعْدَ الْيَوْمِ / فَتَحَ لِي بَابَ السُّنْبُلَةِ نَهْرُ الظِّلالِ / فَبَصَقْتُ عَلَى قَلْبِ الرُّعْبِ / أَنَا اسْتِقَالَةُ الْخَوْفِ مِنْ وَظِيفَةِ الْخَوْفِ .