17‏/08‏/2019

طريق الثورة من القناع إلى الوجه / قصيدة

طريق الثورة من القناع إلى الوجه / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

................

     لِلأَعَاصِيرِ الْبُرْتُقَالِيَّةِ تُفَّاحَاتُ الْغُرُوبِ الْحَازِمِ/ أَسْتَلُّ مِنْ نُعُوشِ تَارِيخِ الأَرَانِبِ تَوَارِيخَ الرِّعْشَةِ/ وَأَسْحَبُ مِنْ مَوْتِ الْعَنَاصِرِ حَيَاةً لِلظِّلالِ الْمُقَاتِلَةِ / ذِكْرَيَاتُ اللصوصِ مِنَ الأسمنت الْمُسَلَّحِ / وَذِكْرَيَاتِي أَسْلِحَةٌ أُوتُومَاتِيكِيَّةٌ تَمْتَصُّ الْعُشْبَ رَصَاصَاً/كَأَنَّنِي مَرَايَا الاقْتِحَامِ الصَّاعِقِ/ هِيَ كَبِدِي الْمُوَاجَهَةُ النِّهَائِيَّةُ مَعَ الْمُفْرَدَاتِ/ كَلْبُ الْجِيرَانِ غَيْرُ الْوَفِيِّ / وَحَاجِبُ الْخَلِيفَةِ اللاشَرْعيِّ / وَالْحُرُوفُ الْمُتَكَسِّرَةُ فِي فَلْسَفَةِ السِّجْنِ / لَمْ يَسْتَشِرْنِي الْمُسْتَنْقَعُ الْمَعْدَنِيُّ حِينَ بَاعَ ضَفَادِعَهُ لِلنَّخَّاسِ / لَكِنَّ الْمَدَّ اسْتَشَارَ أَرَاجِيحَ الْعَاصِفَةِ حِينَ وَأَدَ بَنَاتِهِ / يَقْتَحِمُ لُغتي الموْجُ/ وَيَطْلُعُ مِنْ بَرَامِيلِ النِّفْطِ طَوَاوِيسُ أَجْنَبِيَّةٌ / تَرْكُلُ دِماءَ المصابيحِ / تَسيرُ عَلَى أُرْجُوحَةِ الْغَدِ مِدْخَنَةٌ لِلْمَعْنَى / المشاعرُ الْمُرْهَفَةُ لِجَارِنَا ضَابِطِ الْمُخَابَرَاتِ / تَشَظَّى كَالْجَوَّافَةِ انْقِلابٌ عَسْكَرِيٌّ فِي قَلْبِي تَقُودُهُ الْبُوسنِيَّاتُ / دِمَاغُ رَصَاصَةٍ عَسْكَرَةُ الزُّهُورِ / يَا حَضَارَةَ الإِبَادَةِ وَالتَّطْهِيرِ الْعِرْقِيِّ / يَا رِمَالَ سَرَطَانِ الثَّدْيِ عَلَى الشَّوَاطِئِ الْمَوْبُوءَةِ / خُذُوا دَيَانَا وَأَعْطُونَا عِمَادَاً / خُذُوا ابْنَتَكُمْ وَأَعْطُونَا ابْنَنَا / جَمَاجِمُ النِّسْرِينِ هِيَ دُمُوعُ الرَّاهباتِ / لَمْ أَتَقَمَّصْ أشكالَ حُزْني لأَخْجَلَ مِنْ عُرْيِ الأَعْشَابِ الرَّاكِضِ فِي أَفْلاكِ الْكَلِمَةِ/ أَخْتَرِعُ أَشْكَالَ زُجَاجِ عَرَقِي / لِتَزُورَ قَبْرِي الفَراشاتُ / اكْتَشَفْنا الرَّايةَ البَيْضاءَ / كَأَنَّ رَائِحَةَ الْهَدِيلِ الَّذِي يَطْبُخُهُ الصَّقِيعُ صَدَأُ أَسْلِحَتِنَا فِي مُسْتَوْدَعَاتِ الْمِينَاءِ الْمَهْجُورِ / وَطُيُورُ الْبَحْرِ تَأْخُذُ لَمَعَانَ عُيُونِهَا مِنْ حُلْمِنا / بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ تَبْنِي الشُّطْآنُ السَّاجِدَةُ أَكْوَاخَهَا / فِي أَزِقَّةِ رُعُودِ دَمِي الأَخْضَرِ / والقَرَاصِنَةُ عَلَى ضِفَّةِ السُّعَالِ أَشَدُّ نَوْبَاتِ اكْتِئَابِ الزَّبَدِ / أَنْتَخِبُ زَيْتُونَ طَيْفِي الْمَكْسُورِ / وَيَنْتَخِبُنِي مَرْعَى الأُغْنِيَاتِ الْمُنْكَسِرُ / سَأَكْسِرُ انْكِسَارِي / وَأَصْعَدُ صَلِيلاً لِلشُّرُفَاتِ / هُوَ اسْمِي الْفَاتِحُ الْمُنْتَصِرُ /
     أَيُّهَا الْمَوْجُ الزَّهْرِيُّ / يَا شَقِيقَ فُتُوحَاتِي / ارْحَمْ أَصَابِعَكَ الَّتِي تَزَوَّجَتْ صَنَوْبَرَ الْمَعَارِكِ / طَعْمُ دُمُوعِ الْفَرَحِ يَشْوِي رَائِحَةَ الْكَرَزِ فِي مَكْتَبِ مَجْزَرَتِي / خَبَزْتُ حُزْنِي / وَعَجَنْتُ سَيْفِي بِأَقْوَاسِ النَّصْرِ / عَلَى بَوَّابَاتِ كَبِدِي الْمَعْدَنِيَّةِ / لِمَاذَا تَرْحَلُ شُطْآنُ الْمَطَرِ إِلَى زَفيري / وَتَنَامُ عِنْدَ شَاهِدِ قَبْري ؟ .