18‏/08‏/2019

الوردة الشمسية ترتدي الخِمار الأسود / قصيدة

الوردة الشمسية ترتدي الخِمار الأسود / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

............

     خِمَارُكِ غَزَالُ الْبَرَارِي الْوَاثِقَةِ اسْتِنْزَافِي الأُفُقِيُّ / أَنْتِ مَذْبَحِي الْمُشْرِقُ فِي سُقُوفِ كَبِدِي / اتَّقِي اللهَ فِي عُمرِي الَّذِي صَارَ مَزْهَرِيَّةً / عَلَى مَكَاتِبِ ضُبَّاطِ الْمُخَابَرَاتِ / وَلَوْحَةً زَيْتِيَّةً عَلَى حَائِطِ غُرْفَةِ التَّحْقِيقِ /
     إِنْ أَصْلَحَتْ رَاقِصَةُ التَّانغو كَعْبَ حِذَائِهَا / عَلَى مَسْرَحِ الرِّيَاحِ الْمَهْجُورَةِ / فَأَصْلِحِي تَعَرُّجَاتِ حُلْمِ الْيَمَامِ الْمُقَاوِمِ لِلصَّدَأ / طَاوِلَةُ شَهِيقِي الْمُتَدَحْرِجِ / انْهَضْ مُمْتَزِجَاً بِلَمَعانِ عُيُونِ خَفْرِ السَّوَاحِلِ / وَكُنْ شَكْلاً سِرِّياً لِلزَّلازِلِ / وَأَعْلِنْ مِشْطَ أُمِّكَ خَنْدَقَاً لِلْبُرْتُقَالِ الْمُقَاتِلِ / كُلُّ عُضْوٍ فِي جَسَدِ التُّفاحَةِ لُغْمٌ بَحْرِيٌّ / وَأَظَافِرِي أَحْزِمَةٌ نَاسِفَةٌ / أُشْهِرُهَا فِي جُيُوشِ الصَّدَى / أَعْصِرُ الْحِجَارَةَ فِي طُرُقَاتِ أُورشَلِيمَ / لأَجْمَعَ فِي أَكْيَاسِ رِئَتِي دَمَ الأَنْبِيَاءِ / أَعِيشُ فِي قَلْبِ سَمَكَةٍ مَنْفِيَّةٍ / لا يَقْدِرُ طَبَّاخُو الأَمِيرِ عَلَى تَشْرِيحِهَا / أَحْصِنَةُ الْمَعْنَى تَتَعَثَّرُ بِأَمْعَائِهَا وَتُقَاتِلُ / وَأَسْمَاكُ الْقِرْشِ تَجُرُّ عَمُودِي الفِقرِيَّ فِي الصَّحَارِي / لَكِنِّي أُلْقِي عَلَى قَوْسِ قُزَحَ مُحَاضَرَاتِ الثَّوْرَةِ / أَنَا صِهْرُ الرِّيحِ / وَفَرَاشَاتِي نَقِيضُ أَشْلائِي / وَفِي صَالَةِ الْقِمَارِ يَضَعُ القَائِدُ الرَّمْزُ سِيَاسَةَ الْوَحْدَةِ الْوَطَنِيَّةِ / سَأَحْقِنُ شَرَايِينَ هِضَابِنَا بِالرَّعْدِ الشَّامِلِ / وَفِي غُرَفِ الْفَنَادِقِ الْمُرَاقَبَةِ نَعِيشُ وَنَموتُ /
     عِنْدَمَا تَزْرَعُ النَّوَارِسُ الْغَامِضَةُ أَظَافِرَهَا فِي الْغَمَامِ / يَنْمُو عَلَى جُلُودِنَا جِلْدُ الْبُحُورِ الْمُتَفَجِّرَةِ / وُلِدْتُ بَعْدَ اعْتِقَالِ الأُمَوِيِّينَ لِي / لأَنِّي رَفَضْتُ بَيْعَةَ يَزِيدَ / فِي بِنْطَالِي دُبٌّ قُطْبِيٌّ / يَشْرَبُ الْقَهْوَةَ مَعَ زَوْجِ أُمِّهِ/ وَيَتَخَيَّلُ نَمْلَةً تُسْحَقُ تَحْتَ بَسَاطِيرِ الْجُنُودِ / مَنْ سَيَتَذَكَّرُ مَأْسَاتَهَا خَارِجَ صَلَوَاتِ الْكَاهِنَةِ ؟/ مَنْ سَيَتَذَكَّرُ لَوْنَ جِلْدِهَا الَّذِي تَتَقَمَّصُهُ أَعْوَادُ الْمَشَانِقِ؟/حَاصَرَنِي صُرَاخُ إِشَارَةِ الْمُرُورِ فِي الشَّوَارِعِ الثَّائِرَةِ/ وقَضَى الْجَلِيدُ الْمُلْتَهِبُ إِجَازَتَهُ فِي مُرْتَفَعَاتِ خَنْجَرِي / لا عَظْمَاتِي جِلْدُ بِطْرِيقٍ / يُنَظِّفُ أَسْنَانَهُ بِالنَّارِ / وَلا سَيْفِي مَطْعَمٌ لِلْعَائِلاتِ / يَرْتَادُهُ أَرِسْطُو وَحِيدَاً /
     لا تَحْزَنْ على الأمواتِ المعلَّقينَ على أغصانِ الفجرِ / سَتَنتقمُ الحياةُ لِنَفْسِها / سَيَلِدُ الانتحارُ نَفْسَهُ في شَيْخُوخةِ الصباحِ / كُلُّ تفاحةٍ طَعْنةٌ / وكلُّ عَمودِ كَهْرباءَ كَلْبٌ بُوليسيٌّ / وكلُّ قَارورةِ عِطْرٍ فأرُ تجاربَ .