21‏/08‏/2019

اكتئاب شابة يهودية في أحد مسابح نيويورك / قصيدة

اكتئاب شابة يهودية في أحد مسابح نيويورك / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

..............

     أَجْدَادِي قَتَلُوا الأَنْبِيَاءَ / وَنَحْنُ قَتَلْنَا ضَوْءَ دُمُوعِنَا / هَذَا جَسَدِي بَرَامِيلُ لانْهِيَارَاتِ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِي / هَذِهِ مِرْآتِي يَوْمِيَّاتُ الْكُلُورِ الْمُرْتَعِشِ / فِي مِيَاهِ الصَّدْمَةِ / آتِيَةً مِنْ كُلِّ دَهْشَةِ الدَّجَاجِ / صَاعِدَةً مِنَ القُشَعرِيرَةِ الْمُصْطَنَعَةِ لأَسْمَاكِ الْقِرْشِ / لا دَمْعِي نَدَمُ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ / وَلا سَيَّارَتِي الرِّيَاضِيَّةُ مَطْبَعَةٌ لِشَرَائِعِ التَّطْهِيرِ الْعِرْقِيِّ فِي التَّوْرَاةِ /
     إِنَّنِي شَبَقُ الْبَرَاوِيزِ قُرْبَ عُرْيِ مَارلين مُونرو فِي سَرِيرِ انْتِحَارِهَا / ولاعبو التِّنِسِ الأَرْضِيِّ يُحْضِرُونَ صَدِيقَاتِهِمْ لِلتَّشْجِيعِ / وَأَنَا أُشَجِّعُ نَفْسِي عَلَى مِنَصَّةِ الإِعْدَامِ الْيَوْمِيِّ / اكْتِئَابِي كَالْبَيَاتِ الشَّتَوِيِّ لِلْفَيَضَانِ / كِلاهُمَا مُتَّحِدٌ بِأَنانِيَّةِ الْهَيْدرُوجِينِ / والعَواصفُ تَسْكُبُ سَرَطَانَ الْجِلْدِ في خُدودِ البَحْرِ الجريحةِ /
     اعْتَبِرْنِي زَيْتَاً فِي صُخُورِ جُرْحِ الْحَمَامَةِ / لا بَجَعَةٌ سَتَزْرَعُ الإِجَاصَ فِي شَاهِدِ قَبْرِي وَلا سَفَرٌ / قَدْ أُصْبِحُ بَعْدَ انْتِحَارِي سِفْرَاً مُقَدَّسَاً / تُضِيفُهُ مَحَاكِمُ التَّفْتِيشِ إِلَى إِنجيلها / قَدْ أُصْبِحُ جَوْهرةً في تَاجِ الْقِدِّيسِ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيِّ / وَتُخَبِّئُ السَّيداتُ في خِزَانَاتِ الْمَطْبَخِ أُنُوثَتَهُنَّ الْمُفَتَّتَةَ / وَمَا زَالَ الْمَوْجُ يَتَهَرَّبُ مِنْ دَفْعِ الضَّرَائِبِ/ تَابُوتٌ جَفْنِي/ لأَنِّي سَلَّمْتُ جُمْجُمَتِي لِتَأَمُّلاتِ الْبُرُوقِ الرَّعَوِيَّةِ / فِي تَوَارِيخِ مِيلادِ الْمَاءِ الْفُسْفُورِيِّ / هِيَ مِرْآةُ أُنُوثَتِي الْغَامِضَةُ / رَائِحَةُ السِّيلِيكُونِ فِي مَفَاصِلِي / كَأَنَّهَا فَضَلاتُ طَائِرٍ قَدِيمٍ / مَرَّ عَلَى مِشْطِ عَشِيقَةِ أَبِي /
     عَقْلَنَةُ جُنُونِي هِيَ سُجُونِي الْفَارِغَةُ / أَيْنَ أَنَا الأُخْرَى ؟ / أَيْنَ شَظَايَايَ الْمُنْتَفِخَةُ كَأَفْخَاذِ الدَّجَاجِ المصْعُوقِ ؟ / مِقْصَلَتِي تَعْمَلُ بِالطَّاقَةِ الشَّمْسِيَّةِ / عُصْفُورٌ مَذْبُوحٌ فِي قَفَصِي الصَّدْرِيِّ يُغَنِّي سَيْفَاً / تَقْطِفُنِي سَنَابِلُ الْمُسْتَحِيلِ الرَّاكِضِ فِي شَوَارِعِ الْوَبَاءِ/ كُونِي يَا خَشَبَةَ صَلِيبِي أَكْثَرَ نُعُومَةً مِنْ رَمْلٍ يَلْبَسُ الرَّمادَ / حِينَ يُحَوِّلُ تِلْميذاتِهِ إلى عَشيقاتٍ / وَالثَّلْجُ الْبَنَفْسَجِيُّ يَبِيعُ الْعِلْكَةَ عَلَى إِشَارَاتِ الْمُرُورِ / تَخَرَّجَ التِّينُ مِنْ جَامِعَةِ الْغَضَبِ / حَامِلاً شَهَادَةَ الرَّفْضِ / إِنَّنِي الرَّفْضُ /
     عُكَّازَةُ الشَّاطِئِ اسْمٌ سِرِّيٌّ لِلْوَدَاعِ / لَسْتُ الْوَدَاعَ / أنا أَجْمَلُ الطَّلَقَاتِ فِي جِلْدِي الْمَطْلِيِّ بِالْكُرُومِ / لَكِنَّنِي الرَّفْضُ أَوِ الرَّفْضُ / انْتَظِرْ أَطْيَافِي الْمَسْلُوخَةَ تَحْتَ مِدْخَنَةِ سُعَالِ الْبَلَحِ / لَحْظَةَ تَوَغُّلِ الإِعْصَارِ فِي الْيَابِسَةِ / الْمَنَافِي الْخَشَبِيَّةُ / وَبِطِّيخَتَانِ فِي يَدِ الشَّاطِئِ/ وَأَرْوَاحُ الضَّائِعَاتِ أَخْشَابٌ مُقَشَّرَةٌ فِي مَخَازِنِ الْحُبُوبِ/ أُرِيدُ حُزْنَاً بِطَعْمِ الْمَوْزِ / لأَعْتَنِقَ انْحِنَاءَ الأَلَمِ / سَقَطَ فِي تَقَلُّبَاتِ مِزَاجِ الْقَشِّ قَلْبِي الْمَشْوِيُّ / يَا مَقْبَرَةً مُتَحَضِّرَةً / تَدْهَنُ جَرَبَ أَفْخَاذِ لاعِبَاتِ التِّنِسِ الأَرْضِيِّ بِالْيُورَانْيُومِ وَتَوْقِيعِ النَّخَّاسِ / أَنْتِ زَوْرَقٌ حَرْبِيٌّ لِذُبَابَةٍ تَرْتَدِي تَنُّورَةً قَصِيرَةً / أَوْ شَوَاهِدَ قُبُورٍ تَرْكُضُ بَيْنَ جُمْجُمَتَيْنِ /
     النَّمَشُ فِي وَجْهِي بُقَعُ نِفْطٍ قُرْبَ شَاطئِ الْخَيْبَةِ / هُوَ جَسَدِي اسْتِفَاقَةُ نَوْرَسٍ لا يَفِيقُ إِلا فِي الدَّمِ/ وَرُمُوشِي الْمَهْجُورَةُ رَقَائِقُ بَطَاطَا يَفْتَرِسُهَا الصَّخْرُ الْوَرْدِيُّ/ وَجَدْتُ عَقْلِي فِي أَقْصَى جُنُونِي / فَصُلِبْتُ عَلَى الْمَارِيجوَانَا / عُيُونِي فَارِغَةٌ كَمَدْرَسَةٍ ثَانَوِيَّةٍ بَعْدَ انْتِهَاءِ الدَّوَامِ / أَوْ زِنْزَانَةٍ بَعْدَ شَنْقِ السَّجِينِ وَتَقَاعُدِ السَّجَّانِ / 
     سَامِحْني أيها الجنونُ / أُخَزِّنُ بُكاءَ العَالَمِ في حَنْجرتي / يَقْتُلُونَ أُنوثَتِي وَيُدَافِعُونَ عَنْ أُنوثَةِ كَلْبَتِي / أَتَعَطَّرُ بِالدِّمَاءِ لِئَلا تَشُمَّ الْحُمَّى عَرَقِي الشَّمْعِيَّ / إِنَّهَا الْمَقَابِرُ الْبِلاستِيكِيَّةُ الْعَابِرَةُ فِي مِرْآتِي آثَارَ ضِبَاعٍ / عَلَى أَعْضَاءِ الإِنَاثِ النُّحَاسِيَّةِ / عَشِيقَ انْهِيَارِي / وَعُشَّاقَ أَنْقَاضِي / لا تَنْتَظِرُونِي فِي كَنِيسَةٍ لِلْبِيضِ / لا يَقْدِرُ الزُّنوجُ أَنْ يَدْخُلُوهَا / لأَنَّ جَسَدِي عَلَى شُطْآنِ الطَّاعُونِ عَارٍ كَالصَّخَبِ / وَيَابِسٌ كَالتُّلْمُودِ .