26‏/08‏/2019

احتفال للأبقار الراقصة بمناسبة رثاء النهر / قصيدة

احتفال للأبقار الراقصة بمناسبة رثاء النهر / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

............

     يَا مَلِكَ الْمُرْتَزِقَةِ الشُّكُوكِ الْقَصْدِيرِ غُبَارِ نِعَالِ الشُّعُوبِ الْحَافِيَةِ/ يَا أَكْثَرَ لاعِبِي الْقِمَارِ الْمُمْتَازِينَ أَنَاقَةً / عَلَى عَتَبَاتِ غُرَفِ نَوْمِ عَارِضَاتِ الأَزْيَاءِ / إِذَا قَتَلْتُمُونِي فَأَعِيدُوا حِمَارِي الْيَتِيمَ إِلَى خَالَتِهِ / أشياءُ فِيَّ تموتُ / خُيُولٌ تُغَازِلُ خَنْجَرِي تَحْتَ سَرِيرِ مَقْبَرَةِ مِقَصَّاتِ الأَظَافِرِ/ كُلُّ أُنْثَى لَهَا نَصِيبٌ فِي جَسَدِ الْمَدِّ / فَلْتَأْكُل السُّيُولُ لَمَعَانَ أَزْرَارِ قَمِيصِي / ضَاعَت الغاباتُ الموحِشَةُ في الذِّكرياتِ الْمُتَوَحِّشةِ /
     صَاعِدَاً إِلَى بِئْرِ الطُّفُولَةِ كَانَ جَبِينُ الْحَجَرِ / وَبَيْنَمَا كَانَتِ الْمَجَرَّاتُ تَذْهَبُ إِلَى صَلاةِ الْعِشَاءِ/ كَانَ الْغُزَاةُ يَتَسَلَّقُونَ أَثْدَاءَ عَشِيقَاتِهِمُ الْمُكَدَّسَاتِ كَالدَّبَّابَاتِ الْجِلْدِيَّةِ أَوِ الأَحْذِيَةِ الْخَشَبِيَّةِ / كُوخٌ عِنْدَ سِكَّةِ الْحَدِيدِ الْمَهْجُورَةِ / تَنَفَّسْتُ ثُلُوجَ مَداخِنِ الرِّيفِ الحزينِ / وَفِي ذَاكِرَةِ الأَنَانَاسِ نَسْرٌ نَسِيَ مَوْقِعَ عُشِّهِ / وَفِي جَوْفِ تُفَّاحَةٍ بِطْرِيقٌ يَشْحَذُ سَيْفِي / اقْبَلْ وَجْهِي كَثَوْبِ جَدَّةِ الْيَنْبُوعِ / عَارِيَاً مِنْ مَزْهَرِيَّاتِ الْقَتْلِ/ وَمَكَاتِبِ رِجَالِ الأَمْنِ/ وَتَذَاكِرِ الْقِطَارَاتِ/ صَاعِدَاً إِلَى قَاعِ شَعِيرِ الْمَنَافِي/ نَازِلاً إِلَى بُرْتُقَالٍ يُولَدُ مِنْ قُضْبَانِ السِّجْنِ / كَمَا يَصُبُّ الْبَحْرُ رِمَالَهُ فِي الشَّفَقِ الْمُسَافِرِ/ الَّذِي يَنْسَى مَوْعِدَ سَفَرِهِ مُوَظَّفُو الْجَمَارِكِ / غَلْيُونُ الْوَحْلِ كَجُنْدِيٍّ مَهْزُومٍ عَائِدٍ مِنَ الْغَيْمِ مُسْرِعَاً / لِيُضَاجِعَ زَوْجَتَهُ الَّتِي تَخُونُهُ مَعَ حَفَّارِ قُبُورٍ مُبْتَدِئٍ / والجسُورُ التي مَشَى عَلَيْها الجنودُ القَتْلى/ تَزوَّجَت المطرَ الحِمْضِيَّ / وَالرَّايةُ البَيْضاءُ مُسْتَنْقَعٌ مِن الدِّماءِ وأحْمرِ الشِّفاه / الأحْزانُ الْمُعَدَّلةُ وِراثياً/ والبُيوتُ المهجورةُ / والدَّمُ المهجورُ / وَالطحالبُ تَقْضِمُ المِكْياجَ عَلى خُدودِ الفَتَياتِ البلاستيكيةِ / يَا رَاهِبَةَ جُرْحِ الْمَرَافِئِ الْهَادِئَةِ / يَا مَنْ تَعَمَّدَتْ بِالذُّبَابِ الآلِيِّ فِي مَكْتَبَةِ الْحُزْنِ / حُكِمَ عَلَى الأَمْوَاجِ بِالإِعْدَامِ / فَظَلَّتْ تَمْضُغُ الْعِلْكَةَ عَلَى نَعْشِي / الَّذِي لَنْ يَرْفَعَ الرَّايَةَ الْبَيْضَاءَ / سَمَكَةٌ تَكْتُبُ وَجْهَهَا الْخَارِجَ مِنْ حَرْبٍ أَهْلِيَّةٍ / أَنَا الْمَيِّتُ الَّذِي مَا زَالَ يُقَاتِلُ / لأَنَّ الْجَدَّ الْخَامِسَ فِي الاسْمِ الثُّلاثِيِّ لِلصَّحْرَاءِ بُنْدُقِيَّةٌ /
     اكْرَهي عَاشِقَ السَّفَرِ / ولا تَعْشقي الغريبَ / لأنهُ مُسافِرٌ أبَدِيٌّ / أُحارِبُ قَلْبي كَي أَجْمَعَ شَظايا قَلْبي / ذاكرتي ضَائعةٌ في الأرقِ / والجثثُ ضَائعةٌ في الآلةِ الحاسبةِ / أنا المسافرُ والسَّفَرُ / أنا الغريبُ والغُربةُ / أنا الرَّاحلُ والرحيلُ / أنا القاتِلُ والمقتولُ .