04‏/08‏/2019

الزمهرير / قصيدة

الزمهرير / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...................

     احْضُنْ حَنْجرةَ الْبِئْرِ / وَمَزِّقِ الْخَارِطَةَ الزُّجَاجِيَّةَ / الَّتِي تَدُلُّ عَلَى مَوْقِعِ قَبْرِي / الْقَصِيدَةُ هِيَ مَا تَبَقَّى لِلْكَرَوَانِ / بَعْدَ نَفْي رِيشِ الْحَجَرِ / قُولِي إِنَّكِ صُورَتِي خَارِجَ احْتِضَارِ السَّجَّانِ / فِي مُكَبِّرَاتِ الصَّوْتِ/ قُولِي إِنَّكِ أَيُّ حُلْمٍ سِوَى حُلْمِي / دَمْعَتِي تَحْمِلُهَا بَنَاتُ آوَى إِلَى الزَّمْهَرِيرِ / أَخَافُ يَا عُشْبَتِي الْمُفَتَّتَةَ أَنْ يَأْتِيَ بَحْرُ الظِّلالِ إِلَى أَيَّامِ اسْمِي / أَخَافُ يَا أُمِّي أَنْ يَغْتَالَنِي يَوْمٌ / يَصِيرُ فِيهِ جِلْدِي شُعْلَةَ الصَّقِيعِ / أَخْشَى الزَّمْهَرِيرَ / لأَنَّ ذِكْرَيَاتِ الْعُصْفُورِ الْمُحْتَرِقَةَ فِي الْمَوْقَدَةِ / لَنْ تَغْدُوَ حَطَبَاً لِلتِّلالِ النَّائِيَةِ/ أُقِيمُ مَمْلَكَتِي عَلَى أَنْقَاضِي / كُلَّمَا اقْتَرَبْتُ مِنْ دَمِي ابْتَعَدْتُ عَنْ لَحْمِي / هَلْ تُصَدِّقِينَ مَا قَالَهُ الشِّتَاءُ / بَيْنَمَا كُنْتُ أَغْفُو فِي عَرَبَةِ الكَرَزِ ؟/ الأسْفَلْتُ يَفْتَحُ بَابَ الصُّرَاخِ / مَذَاقُ السَّبَانِخِ فِي العَشَاءِ الأخيرِ للمَشْنُوقِ/ والأناشيدُ الوطنيةُ تُزْهِرُ في أجْفانِ الحشَراتِ /
     يَذْهَبُ الْجَسَدُ إِلَى خَنْجَرِهِ / لِمَاذَا ؟ / نَسْرَ الْجُوعِ / هَلْ سَتَأْكُلُنِي بَقَايَاكَ لَيْلَةَ الْعِيدِ عِنْدَ أُرْجُوحَةِ التُّوتِ ؟ / كَأَنَّ أَسْئِلَتِي صُدَاعُ الْمَسَافَاتِ فِي الأُمْسِيَاتِ / وَتَتَكَاثَرُ الْخَنَاجِرُ الْمَارَّةُ عَلَى وَجْهِ الْوَادِي / أَدْرِكْنِي أَيُّهَا الْمَوْجُ الْمُنْبَعِثُ مِنْ ثُقُوبِ غُرْفَةِ التَّحْقِيقِ/ أَفْتَرِشُ عَظْمِي/ وَأَلْتَحِفُ مِقْصَلَتِي / لا اسْمُ الْغُيُومِ سَيَحْمِي خُيُولِي / وَلا رَاتِبُ الْحَشَائِشِ سَيُغَطِّي أُجْرَةَ حَفَّارِ الْقُبُورِ/ لِنَرْجِعْ إِلَى أَسْئِلَةِ الْحَمَامِ الْمُسْتَلْقِيَةِ عَلَى الرِّماحِ / كُنَّا لِلْقَشِّ صَوْتَاً حَجَرِيَّاً بِلا مَعْنَى / بِلا صَوْتٍ يَدْفِنُنَا وَيَرْثِينَا / فَلْنَشْطُبِ الْمُلُوكَ مِنْ أَصْوَاتِنَا /
     قَالَ الليْلُ : (( سَتَأْتِي إِسْطَبْلاتُ الجماجمِ مِنَ الْجَنُوبِ الْمُرْتَعِشِ )) / وَسَكَتَ الْحُضُورُ/ صَفَّقْنَا كَثِيرَاً لِلْمُرْتَزِقَةِ النَّائِمِينَ فِي أَفْخَاذِنَا/ كُلُّ وَطَنٍ شَكْلٌ آخَرُ لِلْمَنْفَى/ فَلْتَصْعَدْ أَحْصِنَةُ الْجَسَدِ مِنْ جِهَاتِي / إِنَّ حَيَاتِي تَطْلُعُ مِنْ مَمَاتِي / وَدَاعٌ رَسْمِيٌّ لِلْبَرْقُوقِ فِي مُعَسْكَرٍ/ يَنْثُرُنَا عَلَى أَعْمِدَةِ الْكَهْرَبَاءِ/ تُفْطِرُ الْوِدْيَانُ الرَّمَادِيَّةُ مُبَكِّرَاً / أَمْشِي إِلَى جِلْدي طَيْرَاً يَتَشَظَّى عِشْقَاً لِلأَذَانِ / أَعُودُ إِلَى بَرِيقِ الزَّنْجَبِيلِ الْمَرْمِيِّ عَلَى سُطُوحِ البَنَادِقِ / لَمْ تَلْمَعْ مَنَادِيلُ الْمَجَرَّةِ / حِينَ تَمَزَّقَتْ أَحْلامُ عُقَابٍ خَانَتْهُ أَوْسِمَتُهُ / هَا نَحْنُ وَاقِفُونَ تَحْتَ أبجديةِ الْمَطَرِ / نَنْتَظِرُ مَجِيءَ قَوْسِ قُزَحَ لِيُعَرِّفَنَا عَلَى شَخْصِيَّةِ الدَّمِ / تَتَقَاسَمُنَا أَشْيَاءُ لا نَعْرِفُهَا / فَتَهُبُّ مِنْ أَطْيَافِ الْقَلْبِ أبراجُ المراقَبَةِ / الشَّلالاتُ مَحْكومةٌ بالكِلابِ البُوليسيةِ/ نَسِينَا أَسْمَاءَ أُمَّهَاتِنَا/ لأَنَّنَا رَضِعْنَا حَلِيبَاً أَجْنَبِيَّاً/ وَحَضَنَتْنَا التُّفَّاحَاتُ الْمُهَاجِرَةُ قُرْبَ جَثامينِ الرَّاهباتِ / الآنَ / يَبْدَأُ الْحُزْنُ يَنْتَهِي الْحُزْنُ / اذْهَبُوا إِلَى حَيْثُ شِئْتُمْ فِي قَلْبِي تَجِدُوا غَيْرِي / مَاذَا تَبَقَّى مِنَ الْبِزَّةِ الْعَسْكَرِيَّةِ الَّتِي يَرْتَدِيهَا الْعُشْبُ الصَّاعِقُ ؟ / مَحْبَرَةً أَضْحَتْ كُنْيَةُ الْغَرِيبِ / أَجَارَتَنَا / قَدِ اخْتَفَى لَوْنُ الْوَرْدِ فِي أجسادِ مَوْتَانَا / تَعَالَيْ نَتَعَرَّفْ عَلَى هُوِيَّةِ الضَّحَايَا فِي النَّيَازِكِ الذَّهَبِيَّةِ / عَابِرَانِ نَحْنُ / وَسِكَّةُ الْحَدِيدِ مَنْصُوبَةٌ عَلَى سُورِ مَقْبَرَةِ الْكَهْرَمَانِ / لا تَشْتَرِ رُموشَ الْعَطَشِ الْمَخْنُوقَةَ مِنْ بَائِعَةِ اللازَوَرْدِ / لأَنَّ ذَبْحِي دَلِيلٌ سِيَاحِيٌّ / يُرْشِدُ الْبُحَيْرَاتِ إِلَى ضَوْءِ كَفَنِي / إِنْ تَحْضُنْ طَيْفَ النُّعوشِ تَلْمَحْكَ مُسَدَّسَاتٌ / يَا نَهْرَاً يَحْفِرُ صَدْرِي / يَا وَطَنَاً يُزْهِرُ قَتْلاً / إِلَى مَتَى سَأَظَلُّ فِي انْتِظَارِكَ ؟ / أَعْطِنِي قُيُودَ الصَّنَوْبَرِ لأَكْسِرَهَا زَنْبَقَاً / وَأَرُشَّهَا عَلَى ثِيَابِ الأيتامِ/ عادَ الأطفالُ إلى أراجيحِ المذْبَحةِ/ وكِتَابُ الرِّيحِ مَفْتُوحٌ لِكُلِّ الأَشْلاءِ/ زُرْنِي فِي مَلامِحِ احْتِضَارِي / قَبْلَ أَنْ يَشْنُقُونِي عَلَى الْخَوْخِ الْمُتَأَلِّمِ / وَلا تَتَوَقَّعْ حُضُورِي فِي رِعشَةِ الْبَلاطِ / إِنَّ الصَّاعِقَةَ تَبْلَعُ رَحِيقِي / وَتَبْصُقُنِي حِرَابَاً / فَلا تَنْسَ اسْمَ قَلْبِي يَا صَدِيقِي / كُنْ أَكْثَرَ اتِّسَاعَاً مِنْ خِيَامِ المجزرةِ / كُنْ أَنَا أَوْ أَنْتَ / وَلا تَتَوَقَّعْ أَنْ أَبْكِيَ /
     عُمَّالُ النَّظَافَةِ عَادُوا إِلَى شَوْكٍ / يَتَسَلَّقُ مَوْكِبَ الإِمبرَاطُورِ / هَذا الطَّرِيقُ مَوْجَةٌ تَأْكُلُهَا قَمْحَةٌ طَازَجَةٌ/ حِجَارةُ القُرى الغارِقةِ/ وَالزَّنْجَبِيلُ يَنمو بَيْنَ أصابعِ العوانِسِ / ومَجاعةُ الأزهارِ تَغْسِلُ كُرَياتِ دَمي بالصَّابُون / اذْكُرْنِي أَيُّهَا الْوَشَقُ / وَأَنْتَ تَمْتَصُّ خُضْرَةَ الْجِبَالِ فِي قَاعِ مَعِدَتِي / الْجِهَازُ الْهَضْمِيُّ لِلزُّقَاقِ لا يَتَذَكَّرُنِي / أَنَا الآتِي مِنْ لافِتَاتِ مَقْتَلِ الْهِضَابِ / فَعَانِقْنِي يَا نَزْفِي / وَلا تَفْرَحْ كَثِيرَاً / قَدْ تُغَادِرُ السَّنَابِلُ الْعَاشِقَةُ فِي أَيَّةِ لَحْظَةٍ / قَتِيلانِ عَلَى صَفِيحِ السَّفَرِ / ذَبيحانِ في قِطارٍ تائهٍ/ أَعْرِفُ أَنَّ أَغَانِي الرُّعَاةِ لَيْسَتْ لِي/ لَكِنَّ الشُّجَيْرَاتِ الطَّالِعَةَ مِنْ عِظامي أُغْنِيَةٌ لِلشُّرُوقِ /
     إِنَّكَ كُلُّ الشَّوَارِعِ الَّتِي تَحْمِلُ أَسْمَاءَ الشُّهَدَاءِ / نَعُودُ إِلَى عَوْدَةِ الرَّوَابِي الْمُسَافِرَةِ / الْغُرُوبُ يَصْبُغُ الْبَحْرَ بِأَلْوَانِ طُيُورٍ مَجْهُولَةٍ/ هَذَا نَهْرُ الْكَلِمَاتِ الْوَاضِحَةِ يَصْهَرُنِي فِي ثِيَابِهِ / بِلادِي الرَّاكِضَةَ فِي الْجُوعِ / وَيَوْمِيَّاتِ الْقَتْلَى الْمَنْقُوشَةِ عَلَى حَقَائِبِ الأَطْفَالِ الْمَدْرَسِيَّةِ / إِنَّ أَشْكَالَ الْمَوْتَى لا تَزَالُ تَحْتَلُّ صَدْرِي / كَمْ وَطَنٍ مَرَّ فِي مَنْفَايَ / لِيَجْرَحَ جَبْهَةَ الغَيْمِ / فِي ضَوْضَاءِ الصَّقْرِ الوَحيدِ ! / 
     مَدْرَسَتِي تَمْشِي بَيْنَ أَشْجَارِ السِّنْدِيَانِ / وَجُثَثِ الْبَحَّارَةِ الْمُنْهَكَةِ / أَيْنَ الدَّفَاتِرُ الذَّابِلَةُ بِسَبَبِ هُطُولِ الدَّمْعَاتِ ؟ / هُنَا مِثْلُ هُنَاكَ / جَرَسٌ فِي عُنُقِ قِطَّةٍ عَالِقَةٍ عَلَى شُرْفَةِ الْبَيْلَسَانِ / وَأَشْعُرُ أَنْ جُثثَ المهاجِرِينَ غَيْرِ الشَّرْعِيِّين مِكْياجٌ لِزَوْجةِ البَحْرِ / جُلُودُنا تَموتُ يَا أوسمةَ الضَّبابِ / ونَحْنَ وَاقِفُونَ في طَابُورِ الانتحارِ التَّدْرِيجيِّ / نَنتظرُ خُبْزَ النَّيازِكِ وقَهْوةَ المجرَّاتِ / يَذْكُرُنِي غَيْمٌ يَسْبَحُ فِي الْمَعْنَى / يَكُونُ جَسَدِي أَحَدَ أَسْمَاءِ الْقَمْحِ / مِلْحُ دُموعي ضِحْكَةُ الْمَطَرِ / حِينَ يَتَمَزَّقُ الْقِرْمِيدُ في الثُّكَناتِ العسكريةِ / شَظَايَايَ تَجْمَعُ الْمَحَارَ / يُحاوِلُ النَّهارُ أن يَتعرَّفَ إِلَى دِمَائِنَا / لَكِنَّ صَيَّادي الْمُكَافَآتِ مَشْغُولُونَ بِبَيْعِ بَنَاتِهِمْ لِلنَّخَّاسِينَ / الضَّوْءُ يَرْتَكِزُ إِلَى مِنْكَبَيْهِ / لَيْتَنِي كُنْتُ مَوْجُودَاً عَلَى رُفُوفِ مَطْبَخِ رِئَتِي / يَوْمَ تَزَوَّجَ الْكُلُورُ طَعْمَ الصُّوديُومِ فِي مِلْحِ الطَّعَامِ /
     لَسْتِ ذِكْرَيَاتِي أَيَّتُهَا الْيَمَامَةُ / أَنَا ذِكْرَيَاتِي / فَانْثُرِي عَيْنَيْكِ فِي يَدِي / لأَنَّ الانْطِفَاءَ لَنْ يُمَيِّزَ بَيْنَ سَجِينٍ وَسَجَّانِهِ / بَيْنَ عُصْفُورٍ وَقَفَصِهِ / بَيْنَ رَاقِصٍ وَرَقْصَتِهِ / سَاعَةُ الْحَائِطِ عَلَى سَنَامِ جَمَلٍ / مَكْتَبُ الْبَرِيدِ يَهْرُبُ مِنْ رَسَائِلِي / وساعي البَريدِ يُهَرِّبُ أظافري في الطُّرودِ الملغَّمةِ / تَأْكُلُ سَيَّارَاتُ الأُجْرَةِ اسْمَهَا / مَطْعَمٌ لِلْعَائِلاتِ جُرْحٌ كُومِيدِيٌّ / تَقْفِزُ إِشَارَاتُ الْمُرُورِ عَلَى سَرِيرِي / خَمَّارَةٌ لِرِجَالِ الأَعْمَالِ فِي حُقُولِ الْغَازِ / لُصُوصُ النِّفْطِ حَائِرُونَ بَيْنَ نِسَائِهِمْ وَعَشِيقَاتِهِمْ / طَاوِلَةٌ عَلَى جِسْرِ الليْلَكِ/ تَضُمُّ طُلابَ مَدْرَسَةٍ ابْتِدَائِيَّةٍ يُخَطِّطُونَ لانْقِلابٍ عَسْكَرِيٍّ/ مَا مَذَاقُ شَظَايَا الْغِيَابِ ؟/ كَأَنَّ دُموعَ الْعَاجِ تَلْعَبُ بِعَوَاطِفِ الْفِيَلَةِ / يَضْحَكُ الْعُشْبُ / افْتَرِسِينِي يَا نُجُومُ بِسُرْعَةٍ / هَذِي بِلادِي تَعُودُ زَيْتُونَاً / سَأَزُورُكِ يَا رَجْفَتِي الْحَامِضَةَ / حِينَ تَنسَكِبُ الْحُرُوبُ فِي قَارُورَةِ العِطْرِ الوَحيدةِ /
     أَتَوْا مِنْ حَيْثُ يَحْضُنُ الْمَغِيبُ خَشَبَاتِ الْحِبْرِ / لَمْ تَعُدْ أَنْفَاقُ الْجُرْحِ تُؤْلِمُ / وَسِرْنَا بِكُلِّ مَا فِينَا مِنْ مَنَاجِمِ عُشْبٍ / وَطَنِي نَسْرٌ أَضَاعَ عُشَّهُ / لَمْلِمِينِي يَا أَتْرِبَةَ الْوِدْيَانِ / وَتَشَظَّى بَنْكِرْياسُ الرِّيَاحِ / أُورُشَلِيمُ تُعْدِمُ بَنَاتِهَا / حَتَّى الْقُيُودُ تَخُونُنَا / وَقَبَضْنَا عَلَى حِصَّةِ الدِّينَامِيتِ فِي أَجْسَادِنَا / مَرْسُومٌ إِمبرَاطُورِيٌّ يَقْضِي بِوَضْعِ السُّمِّ فِي طَعَامِ السَّجِينِ / نُنَقِّي صِيَاحَ الأسمنت مِنَ الْجِرْذَانِ الْحُكُومِيَّةِ / إِنَّكُمْ شَجَرِي الزُّمُرُّدِيُّ / فَأَيْنَ الشَّوَارِعُ الَّتِي سَالَتْ مِنْ جُرُوحِي ؟ /
     أَيَّتهَا الرَّاهِبَةُ الَّتِي تَقْمَعُ أُنُوثَتَهَا بِإِزْمِيلِ الرَّغْبَةِ / أَيَّتُهَا الْكَاهِنَةُ الَّتِي تَشْتَهِي الرِّجَالَ / وَتَخَافُ أَنْ تَعْتَرِفَ بِأَنَّهَا امْرَأَةٌ / الأُكْذُوبَةُ مَحَاكِمُ التَّفْتِيشِ الْعَارُ / كَاردِينَالُ الْقَحْطِ / لُصُوصُ النِّفْطِ وَالآثَارِ / يُرَفْرِفُ الكَبْتُ الجِنْسِيُّ على أبراجِ الكنائِسِ كالأعلامِ الْمُنَكَّسةِ / رَايَاتُ الْفِرِنْجَةِ تُحَاكِمُ أَئِمَّةَ قُرَيْشٍ الثُّوَّارَ / الطَّرِيقُ هُو الأَجْسَادُ الْمُخْتَلِطَةُ بِالزَّنْبَقِ / الْمُذَابَةُ فِي بُرْتُقَالِ الْحَنِينِ / وَأَضَاءَ الْقِرْمِيدَ نَرْجِسٌ / قُبُّرَةٌ تَحْفِرُ فِي مَنْجَمِ جُرْحِي / فَتَتَسَاقَطُ عَلَيْهَا شَرَايِينِي النَّاضِجَةُ / مَزْهَرِيَّةُ الْعَطْشَى خَلِيطٌ مِنَ الْعَبْقَرِيَّةِ وَالأَمْرَاضِ النَّفْسِيَّةِ / ذَكِّرْنِي أَيْنَ تَقَعُ مَذْبَحَتِي الثانيةُ / أَوْصَلْتُ الصَّقِيعَ إِلَى مَنْزِلِ جَدَّتِهِ / وَمَا زَالَت الرُّعُودُ تُشَكِّكُ فِي وَطَنِيَّةِ الْبَنَفْسَجِ / غُرْبَتِي تُرْبَتِي / أَسْقِيهَا بِمَاءِ الرُّعْبِ / وَمَضَى الْمُسَافِرُونَ إِلَى سِحْنَتِي دُونَ وَدَاعٍ / مَا النَّهَارُ الْقَادِمُ فِي مَطَارَاتِ الشَّعِيرِ ؟ / حَقَائِبُ عَلَى الْبَلاطِ الَّذِي يَمُوجُ فِينَا / لُطْفَاً أَيَّتُهَا الأَرَامِلُ الْوَاقِفَاتُ عَلَى صَيْحَةِ سَيَّارَةِ التَّاكسِي / لا تَتْرُكْنَ النَّظَرَاتِ الْعَابِرَةَ عَلَى سُطُوحِ مَحَارَةِ الْمَسَاءِ / عُشْبَةُ الْحُلْمِ فَسَخَتْ خُطُوبَتَهَا / فَانْكَسَرَ نُخَاعُ الشِّتَاءِ / وَاقِفَاتٌ تَحْتَ الْبَرْقِ / صَاعِدَاتٌ إِلَى الشَّفَقِ غَيْرِ الْوَاضِحِ / وَطَنِي يَتَسَرَّبُ فِي خُيُوطِ مِعْطَفِي /
     يَا دَمَارُ / دَعْنِي أَسْأَلْكَ عَنْ عَنَاوِينِ الضَّحَايَا/ لَمْ تُجَرِّبْ إِحْسَاسَ الْعِنَبِ بِفُقْدَانِ الْحَدِيقَةِ / رِفَاقِي أَوْ أَشْلائِي / انْتَظَرْتُكِ فِي أُمْسِيَاتِ الزَّعْفَرَانِ / كَانَتْ عَاصِمَةُ النَّارِ تَمُدُّ رِجْلَيْهَا عَلَى طَاوِلةِ القِمَارِ / رُبَّمَا تَكُونُ هَذِهِ الأَرْضُ هَذِهِ الْخَوْخَةُ الْمُشْتَعِلَةُ آخِرَ الْقَصَائِدِ الَّتِي سَيَكْتُبُهَا الثَّلْجُ / آخِرَ مَا سَيَتَذَكَّرُهُ النِّسْيَانُ / اتْرُكْنِي أَتَمَرَّغْ فِي قُطْنِ الأَمْوَاجِ / سَقَطَتْ مَرَاوِحُ الْبُكَاءِ فِي تَثَاؤُبِ الْقَمَرِ / لا التُّوتُ الْمَشْنُوقُ يَشْوِي لِسَانَ النَّارِ / وَلا النَّدَى يَحْلِبُ شَظَايَا الْجُنُونِ / سَيَّافٌ يُلَمْلِمُ قُرُوحَ رِقَابِ التِّلالِ / وَيَحْضُنُهَا نَعَامَاتٍ بَاكِيَاتٍ / تَلْجَأُ أَعْضَائِي إِلَى حُفْرَتِهَا النِّهَائِيَّةِ / إِنَّمَا حَيَاتِي حُفَرٌ شُمُوسٌ مُهَاجِرَةٌ / وَكُلُّ كِتَابَاتِي تُزَيِّنُ حُفْرَتِي / كُلَّمَا أَمْسَكْتُ خَيَالَ الْبِطْرِيقِ / فَرَّتْ مِنْ وَرِيدِي أُغْنِيَاتٌ / كُلُّ مِلْحٍ فِي الدُّمُوعِ سُكَّرٌ فِي الْغَيْمَاتِ / والحشَراتُ سَوْفَ تَنسَى بُيوضَها في صَيْفِ المجازِرِ /
     يا بُحَيْرةَ الدِّماءِ / لا تَخْجَلِي مِنْ تَقْبِيلِي أَمَامَ صَوْتِ الرَّصاصِ / الذي يُخالِطُ عَطَشي / يَا مَصْلُوبِينَ عَلَى الْقَصِيدَةِ / تِلْكَ مَدِينَتِي تَنَامُ عَلَى عُنُقِ مَخَدَّتِي / وَدَمي خَرَجَ مِن عُنُقِ الزُّجاجةِ / كُنَّا نُدَحْرِجُ الْبَنَادِقَ عَلَى حَوَافِّ الْجُمْجُمَةِ الْمَرْصُوفَةِ بِالْحَشَائِشِ النَّازِحَةِ / الدَّرَكُ فِي طُرُقَاتِ عُمرِي / لَعَلَّ الْمُخْبِرِينَ يَتَذَكَّرُونَ أَصْوَاتَ الْبَنَاتِ الْمُعَلَّقَاتِ عَلَى بَوَّابَةِ الْكَلِمَةِ / اعْتَرَفَتْ بِدَوْلَةِ النَّبَاتَاتِ شَظِيَّةٌ / انْطَلَقَتْ مِنْ قَلْبِي الْمُتَفَجِّرِ حُبَّاً / سَافَرَ الْبَرْقُ / مَضَى الْقِطَارُ / يَجْلِدُ الصَّهِيلُ أَحْصِنَةَ الرُّعْبِ/ الْمَقَاعِدُ خَالِيَةٌ فِي مِتْرُو الأَنْفَاقِ / كُلُّهُمْ قَتَلُوهُ / وَأَخَذُوا يَسْتَعِدُّونَ لِتَنْظِيمِ جِنَازَةٍ مَهِيبَةٍ تَلِيقُ بِهِ / إِسْطَبْلٌ لِلْحِيتَانِ أَلْغَى الصَّوْتَ الرُّخَامِيَّ / لَكُمْ مِنَ الرَّعْدِ سَلامٌ / الْمُونَالِيزَا صَارَتْ رَقْمَاً حَبِيسَاً عَلَى جِدَارٍ أَخْرَسَ / تَقِفُ أَمَامَهُ نِسَاءٌ مَخْمُورَاتٌ / لا يُفَرِّقْنَ بَيْنَ أَحْصِنَةِ الذِّكْرَى وَمَدَائِنِ الرَّجْفَةِ / لِلآخَرِينَ شَمْعَةٌ / وَلِي ضَوْءُ الْبَلُّوطِ فِي مَقْبَرَةِ العُشَّاقِ / عَبَرْنَا مِنْ ثُقُوبِ أَرْجُلِنَا إِلَى ضِفَّةِ الْحُلْمِ / كَانُوا يُحْصُونَ الرَّصَاصَاتِ فِي إِجَاصَةٍ نَائِيَةٍ / وَأَتَى الرَّبِيعُ النَّازِفُ / يَا أَمْسَنَا الْمُسْتَقْبَلِيَّ فِي رُوَاقِ الملوكِ المخلوعِين / دُلَّنِي عَلَى كِتَابَاتِ الْجَلِيدِ الْمَحْفُورَةِ عَلَى الْمَوْقَدَةِ / سَنَرْجِعُ إِلَى حَدَائِقِ السُّيُولِ تَحْتَ نَوَافِذِنَا المكسورةِ/مَا جَدْوَى الْبُكَاءِ عَلَى الْحُطَامِ الْمُزَرْكَشِ ؟/ سُلالَةُ أَحْجَارٍ تُحَنِّطُ أَشْكَالَهَا فِي الْمَرْفَأ عِنْدَ الْمَغِيبِ / وَمَلابِسُ الْجُنُودِ عَلَى حَبْلِ الْمِشْنَقَةِ / وَأَسَاطِيرُ الإِبَادَةِ الْمُتَعَفِّنَةُ / تَمْشِي عَلَى حَبْلِ غَسِيلٍ مَنْقُوعٍ فِي أَكْوَامِ قُمَامَةٍ / سَتَرْتَدِي الْمُدُنُ الذبيحةُ قِنَاعَهَا هَذَا الْمَسَاءَ / لَيْسَ لِلنِّسَاءِ الذَّابِلاتِ صَوْتُ الأَشْجَارِ / وُجوهُ القُرى الميْتَةُ تَرتدي رُؤوسَ المشْنُوقين / أَقْوَاسُ النَّصْرِ في أجسادِ النِّساءِ الْمُغْتَصَباتِ / وَخُدُودُ السُّنُونو تَرتطمُ بأجراسِ الكَنيسةِ / حَدِّدْ مَعَالِمَ حُلْمِنَا قَبْلَ مَجِيءِ الإِعْصَارِ / نَبْنِي وَدَاعَ الرِّيحِ فِي الشُّرْفَةِ / الَّتِي نَامَ فِيهَا السَّيْلُ الْعَارِي / فاشْرَبِينِي مَعَ صُرَاخِ الْبَرْقُوقِ /
     عَصِيرُ جِرَاحٍ عَلَى مَائِدَةٍ رَمْلِيَّةٍ / كَانَتْ يَوْمَاً مَا شَجَرَةً فِي طَرِيقِ مَذْبَحَتِي / تَرْتَسِمُ بُيُوتُ الْعَزَاءِ صَفْحَةَ فَضَاءٍ / لا تَقُولِي إِنَّ تَشَرُّدَنَا فِي الْمُخَيَّمَاتِ الْغَرِيبَةِ ذُبَابَةٌ تُسْحَقُ عَلَى جِسْرٍ مَهْدُومٍ / تُفَّاحٌ قَتِيلٌ فِي الصُّحُونِ / كَأَنَّ الْغَدَ أَمْطَارٌ وَحُصُونٌ / أَمْشِي إِلَى آخِرِ قِلاعِي عَلَى جَنَاحِ بُحَيْرَةٍ بِكْرٍ/ الرِّعشَةُ مِثْلُ انْطِفَاءِ الْمَجَرَّةِ/ كَيْفَ أَنْسَاكَ يَا وَطَنِي/ وَخَنَاجِرُ أَعْشَابِكَ مَزْرُوعَةٌ فِي فَرَاشَاتِي؟/ يَصْقُلُنِي الشَّجَرُ الْفِضِّيُّ/ فَأَنْهَضُ أُفَتِّشُ عَنْ جَبْهَتِي / أَعْرِفُ أَنَّ أَمْوَاسَ الْحِلاقَةِ تَتَقَطَّعُ عَلَى مَدَارَاتِ الطُّيُورِ / غَيْرِ الْقَادِرَةِ عَلَى الْهِجْرَةِ / لَكِنِّي نَبَاتٌ أَزْرَقُ فِي مَزْرَعَةِ السُّيُوفِ / نَنْتَظِرُ الْخَرِيفَ لِنَحْتَفِلَ بِأَمْطَارِ الصَّيْفِ / إِنْ حَاوَلَت الْقَصِيدَةُ قَتْلَكَ فَلا تُقَاوِمْ / فِضَّةٌ الصَّرْخَةُ الْمُهْمَلَةُ/ كُلُّ جَسَدٍ يَمَامَةٌ أَوْ مَذْبَحَةٌ/ والْوِدْيَانُ تُحَارِبُ ظِلَّهَا/ نلتقِطُ صُوَراً تِذكاريةً تَحْتَ الأعلامِ الْمُنَكَّسةِ / وَتُصْبِحُ أعْلامُ القَبيلةِ أكفاناً لِنِساءِ القَبيلةِ / هُمُ الْمَوْتَى الْمَنْسِيُّونَ / وَنَحْنُ نَسِينَا أَنْ نَدْفِنَهُمْ / نَحْنُ الموْتى / نَسِينا أن نَدْفِنَ أنْفُسَنا/ وأضَعْنا خَارِطةَ قُبُورِنا / ذِكْرَيَاتُ الضِّفْدَعِ الْمُنَكَّسَةُ في الْمُسْتَنْقَعِ المتجمِّدِ / هَذِهِ الْمَحْبَرَةُ غِطَاءُ الْوَرْدَاتِ / مَدَايَ يَخْمِشُ سَرِيرِي/ يَفْتَخِرُ الرَّمْلُ بِأَسْلاكِ الْعُمرِ / قَيْلُولَةٌ ذَهَبِيَّةٌ عَلَى قَرْنِيَّةِ الطوفان / أَبْوَابُ الْجُرْحِ الصَّاعِقِ يَتَشَظَّى / ظَمَأُ الليَالِي أُعْطِيَ ضَوْءَاً لازَوَرْدِيَّاً / اتْرُك النَّزيفَ الْمُذَهَّبَ يَكْتَشِفُ اللمعانَ / فِي طُوبِ حُجُرَاتِ التَّعْذِيبِ / أُفُقِي يَصِيرُ فِي عِظَامِي شُبَّاكَاً لِلْفَجْرِ / سَرَطَانُ الْمَاءِ يَزْحَفُ عَلَى قُمَاشِ الإِعْدَامِ / وَلَمْ يَبْقَ مِنِّي غَيْرُ جَبِينِ أُمِّي فَوْقَ الْمَقَاصِلِ / لأَنَّ رِئَتِي سَيْفٌ لا غِمْدٌ / نَزِيفَانِ عَلَى قَنَادِيلِ الْحُبِّ / يَعْتَرِفُ النَّعْنَاعُ / بَيْنَ نَوْمِي وَالْوِسَادَةِ شَجَرَةُ خَرُّوبٍ / جِرَاحٌ مِنَ الأبَانُوس / يُسَاعِدُ النَّدَى فَرَاشَةً عَمْيَاءَ عَلَى عُبُورِ الشَّارِعِ / ذَلِكَ الْمَدَى الْمَحْفُورُ فِي مَنَاطِقِ الْبُرْتُقَالَةِ / ذَلِكَ الْعُمْرُ وَشْمٌ عَلَى شَجَرِ الْقَصِيدَةِ / مَنْ يُمْسِكْ نَايَ الْكَلامِ يَخْسَرْ آخِرَ قُلُوبِ الْمَغِيبِ / الْعَاصِفَةُ الَّتِي وَلَدَتْ جِدَارَ الذَّاكِرَةِ / سَوْفَ تُعَلِّقُ عَلَى بِنَايَاتِ السَّفَرِ خَلِيجَ النِّسْيَانِ / لَكِنَّ مَوْجَاً أَسْمَرَ يَقْضِمُ إِبْهَامِي وَالدَّمْعَ الْقَدِيمَ / لَمْ يَخْسَرِ الْبَحْرُ شَرَفَهُ / الأَسْرَى يُنَظِّفُونَ قُيُودَهُمْ بِرِمَاحِ أَعْيُنِهِمْ / وَشَظَايَا قُرُوحِهِمُ اللامِعَةِ / الرَّمْلُ النَّازِحُ يَتَقَلَّدُ وِسَامَ الْمَجَاعَاتِ الْفَائِضَةِ/ أَعْطِنِي أَيَّ شُبَّاكٍ مِنْ مَذَابِحِ بَلَدِي / زَوِّجْنِي كُلَّ مُخَيَّمَاتِ السِّكِّينِ / سَأَتْرُكُ قِلاعَ الْجِلْدِ الْمَسْلُوخِ / تُعَلِّمُنِي سِفْرَ الْجُوعِ الْمُدَوَّنَ عَلَى الرَّصَاصَةِ / كَيْ أَشْبَعَ مِنْ رُؤْيَةِ الْمَشْنُوقِين/ مُدُنٌ أَضَاعَتْ بَكَارَتَهَا فِي أَنْحَاءِ أَصَابِعِ الْقُرْصَانِ / سَنُنَقِّيهَا مِنْ مَلامِحِهَا مِنْ رَائِحَةِ أَفْوَاهِ التَّمَاسِيحِ الْمُحَنَّطَةِ / وَنُعْلِنُهَا مَتْحَفَاً لجثثِ الهنود الْحُمْرِ / فَوْقَ مَصَبِّ الْمَجَرَّةِ فِي دِمَاءِ الْمُذَنَّبَاتِ/ يَا مَتْحَفَ الْوَرْدَاتِ الْمَصْلُوبَاتِ / فِي تِلْكَ الرِّئَةِ بَرْقٌ مُتَفَجِّرٌ / يَصْهَرُ حَدِيدَ الدَّرَّاجَاتِ الْهَوَائِيَّةِ / الأَطْفَالُ الْعُرَاةُ فِي حُفَرِ الْمَجَارِي / وَاللقَطَاءُ يَبْحَثُونَ عَنْ أَنْسَابِهِمْ فِي حَدَائِقِ الْخَرَابِ الْمُتَكَرِّرِ / عِنْدَمَا أَصْرُخُ فِي شَوَارِعِ النَّزِيفِ / يَسْقُطُ مِنْ شَرَايِينِي صَوْتُ النُّجُومِ سَاعَةَ السَّحَرِ / أُكَنِّسُ دَمَ الأَغْرَابِ الْمُتَبَقِّي عَلَى أَجْنِحَةِ عَصَافِيرِ ظِلِّنَا / لِمَاذَا يَتَزَلَّجُ الأسْفَلْتُ عَلَى خَاصِرَةِ الْعُزْلَةِ ؟ / أَسْئِلَةٌ يُجِيبُ عَلَيْهَا الصُّرَاخُ بِأَسْئِلَةٍ أَكْثَرَ تَفَجُّرَاً / إِنَّ النَّهْرَ أُسْتَاذُ عِلْمِ الاجْتِمَاعِ فِي جَامِعَةِ قَلْبِي الْمَفْتُوحِ للبَعوض / وذُبَابَاتُ الزِّنْزَانَةِ تَكْتُبُ وَصَايَاهَا عَلَى نَخِيلِ الْجَسَدِ / لَوْ حَلَّلْنا عُزلةَ الدَّيْنَاصُورَاتِ / سَنَحْصُلُ عَلَى أَسْمَاءِ التِّلالِ تَحْتَ مَطَرِ الضَّوْءِ / الَّذِي يَنْمُو فِي جِبَاهِنَا / لَمْ تُضِفِ الشُّهْرَةُ لِلنَّهْرِ أَيَّ شَيْءٍ/ نَزِيفَانِ يَتَعَانَقَانِ فِي الصَّحْراءِ / وَالآبَارُ الْجَوْفِيَّةُ تَبِيعُ الْفَاكِهَةَ بَعْدَ انْتِهَاءِ الدَّوَامِ الرَّسْمِيِّ / الَّذِي تُحَدِّدُ سَاعَاتِهِ حُكُومَةُ الْعَارِ/ كُنْ وَجْهَاً مَاطِرَاً لأَتَذَكَّرَكَ / فَالصُّرَاخُ لا يَتَذَكَّرُ غَيْرَ أَشْكَالِ عَوَاصِفِ دَمِي / الْكِتَابَةُ تَقُودُ سِرْبَ مُسَدَّسَاتٍ إِلَى صُدُورِ الرَّمْلِ الْخَشِنِ / والْوِدْيَانُ الَّتِي حَضَنَتْ أَحْلامَنَا / سَتَبْلَعُنَا فِي سَاعَةٍ لا نُحَدِّدُهَا / نَحْنُ السَّائرينَ إِلَى الْحِيطَانِ الْمُتَرَسِّبَةِ فِي كَأْسِ عَصِيرٍ غَيْرِ طَازَجٍ / لَدَيَّ مَا يَكْفِينِي مِنْ صَدَى / وَأَرْكُضُ إِلَى صَوْتِ الرَّصاصِ / مُعَانِقَاً الْبَيْلَسَانَ فِي كُلِّ صَرْخَةٍ / الآنَ / أَيْ بَعْدَ قَلِيلٍ / سَتَأْتِي الأَغْوَارُ اللازَوَرْدِيَّةُ إِلَى مَأْدُبَةِ شَظَايَايَ الْوَهَّاجَةِ / لا شِرْيَانِي حَلِيبُ الْبَيْدَاءِ / وَلا شَجَرِي مِنَصَّةُ إِطْلاقِ صَوَارِيخِ النَّدَى/ أَنْتَ مَدَايَ إِذَا كُنْتَ تَصْطَادُنِي زَيْتُونَاً / طُرُقَاتُ الْفَرَاولَةِ مَدِينَةُ الْقَلْبِ الْمَفْتُوحِ / عَلَى الشَّظِيَّاتِ كَامِلَةِ الدَّسَمِ / لَمْلِمِينِي قَبْلَ انْدِلاعِ الرَّصِيفِ عَلَى شَفَةِ الْمُنْشِدِ الأَسِيرِ / يَخْرُجُ مِنْ سُطُورِ الْمَذْبَحَةِ قَمَرٌ سِرِّيٌّ / وَأَمْلاحُ عُمْرٍ مَضَى تِلالاً / أَيَّامُنَا كُلُّهَا مَوْضُوعَةٌ عَلَى نَقَّالَةٍ / وَسَيَّارَةُ الإِسْعَافِ تَخْتَبِئُ فِي شَحْمَةِ أُذُنِي / قَدْ يُرَبِّي الْيُورَانيُومُ فِي صُدَاعِي بَلُّوطَ الْغُرَبَاءِ/ لَكِنَّ الْجُرْحَ سُنْبُلَةٌ/ شَمْعُ الأرصفةِ يَصْرُخُ فِيَّ مُعْلِنَاً مِيلادِي / وُلِدْتُ كالبَرْقُوقِ وانبعاثِ الاحْتِضَارِ / وَمُعَلِّمَتِي الإِنجلِيزِيَّةُ تُمْسِكُ سِيجَارَةً ذَابِلَةً بَيْنَ إصْبَعَيْن / لَمْ يُحَدِّدْهُمَا لَوْنُ الْمُوكِيتِ فِي غُرْفَةِ الْمُعَلِّمَاتِ / سِيرَتِي الذَّاتِيَّةُ فَرَاشَةٌ وَرْدِيَّةٌ تَحْضُرُ حَفْلَ زِفَافِ الْجَسَدِ اللوْلَبِيِّ الْمَشْنُوقِ / أُوَدُّ أَنْ أُعَانِقَ دَمِي الَّذِي هُنَاكَ / تَارِيخُ الْفَرَاولَةِ مُسَدَّسٌ مَنْقُوعٌ فِي أسْفَلْتِ النِّيكِلِ / ابْدَأْ مِنْ حَيْثُ انْتَهَت الثُّلُوجُ الَّتِي كَنَّسَتْنِي / فَوَجَدْتُ نَفْسِي هُنَاكَ/ بَعِيدَاً عَنْ مِيَاهِ الذَّهَبِ/ وَأَعْمِدَةِ الضِّيَاءِ الْمُتَسَاقِطَةِ فِي الْمَقَابِرِ / قُلْتُ لِلصَّنَوْبَرِ إِنَّ جِرَاحَاتِي تَرْكُضُ عَلَى سُطُوحِ بَيْضِ النُّسُورِ / مِنْ أَحْصِنَةِ الْعَاصِفَةِ تُولَدُ الْبَنَادِقُ الْمُعَبَّأَةُ بِالزَّفِيرِ / شَعْرِي يَمْضِي إِلَى حَيْثُ يَشَاءُ غُبَارُ الْمَعْرَكَةِ / وكُلَّمَا عَرَفْتُ اسْمِي / أَنْكَرَنِي بُسْتَانُ الْقِطَطِ الْمَيْتَةِ / 
     يَا صَقْرَاً يَتَقَيَّأُ فِي طَرِيقِ سَيَّارَةِ الإِسْعَافِ / عُدْ إِلَى قُمَاشِ العاصفةِ قُرْبَ زَوَايَا رِعشَتِي / مَسَاءً كَانَتْ مَقُولاتُ النَّهْرِ / يَا جَدَّتِي / لِنَرْجِعْ إِلَى غُروزنِي قَبْلَ حُلُولِ الدِّمَاءِ فِي الزَّبَرْجَدِ / وَدَوَرَانِ أَوْرَاقِ اللعِبِ عَلَى طَاوِلَةِ الْجِنَرَالاتِ/ خَبِّئِينِي فِي ثِيَابِ الْقَمَرِ/ فِي أَيِّ مَكَانٍ لا تَرَانَا فِيهِ الْمَجْزَرَةُ / وَأَتَى الْحِصَارُ / الْمَدَاخِنُ الْمُتَجَمِّدَةُ/ وَلا دُخَانٌ يَصْعَدُ مِنْ ظِلالِهَا / الأُمَّهَاتُ الْقَتِيلاتُ فِي الْمَطْبَخِ الرُّخَامِيِّ / وَلا رَنِينٌ حَوْلَ مَائِدَةِ الطَّعَامِ / نَشْرَةُ الأَخْبَارِ فِي الْمِذْيَاعِ تَنْتَهِي / وَالْغُزَاةُ يَبْدَأُونَ / أَنَا هُنَا عِنْدَ حَجَرِ الابْتِسَامِ / وَالشُّهَدَاءُ يَسِيرُونَ بَيْنَنَا كَزَيْتُونَةٍ / نَزِيفُ الْحَدَائِقِ فِي حُلْقُومِي / أَمْضِي إِلَى رِمْشِي وَاثِقَاً مِنْ خُطَّةِ اغْتِيَالِي / عُشَّاقَ حُلْمِي/ يَا عَابِرِينَ عَلَى مِنَصَّاتِ الإِعْدَامِ بأطرافٍ صِناعيةٍ مَخْدُوشةٍ / اجْمَعُونِي زَهْرَاً لِلْكَوَاكِبِ الْعَاشِقَةِ / مَضَيْتُ وَكَانَ حَوْلَ خَصْرِي حِزَامٌ نَاسِفٌ/ يُفَجِّرُهُ الْعِشْقُ فِي مَرْكَبَاتِ جَيْشِ الْغَرْقَدِ/ سَيَجْمَعُ الْغُرُوبُ أَجْزَاءَ خَاصِرَةِ الْوَرْدَةِ / فِي عُلَبِ زِنكٍ رَخِيصَةٍ/ تَمْشِي الْبِحَارُ إِلَى نَظَّارَاتِ الرُّبَّانِ / حَيْثُ تَتَكَسَّرُ زُجَاجَاتُ الْفَرَحِ فِي الزَّوْرَقِ الْوَحِيدِ / اذْكُرِينِي أَيَّتهَا الرُّعُودُ كُلَّمَا الْتَقَى صَدِيقَانِ / يَتَنَاوَبَانِ عَلَى الْكُرْسِيِّ الْكَهْرَبَائِيِّ فِي الزَّنَازِينِ / دَوْلَةٌ مِنَ الْكَرْتُونِ نُسَمِّيهَا بِأَسْمَاءِ السِّنجابِ / الَّذِي يَمُوتُ جَالِسَاً عَلَى طَاوِلَةِ قِمَارٍ / الضَّبَابُ الدَّمَوِيُّ أُنْشُودَةٌ لِغَيْرِي / النَّحْلُ بِلادٌ افْتَحِيهَا بِخُيُوطِ قَلْبٍ أَصْفَى مِنْ ثِيَابِ الإِعدامِ / فِي آخِرِ أَيَّامِ الْعُشْبِ يَنْطَلِقُ الْعُصْفُرُ بَلْدَاتٍ / وَنُعَاسَاً لِلطَّبَاشِيرِ الْمُمْتَلِئَةِ بِالْحِرْمَانِ / جَاءَ الْمُعَزُّونَ قَبْلَ وَفَاةِ الْعِنَبِ الْمُتَفَرِّقِ عَلَى أَجْنِحَةِ الْوَادِي / تَلْتَهِمُنِي حَشَائِشُ الْمَغِيبِ/ فيا سَيِّدَةَ كُلِّ الأَثَاثِ الأَعْمَى / أَخْرِجِينِي مِنْ إِسْطَبْلاتِ الْبِتْرُولِ / مِنْ لَمْعَةِ الْجَسَدِ الْمُتْعَبَةِ / انْهَمَكَ الصُّبْحُ فِي تَرْتِيبِ حَقِيبَةِ سَفَرِهِ إِلَى الْجُلُودِ الْمُنْهَكَةِ/ أَيُّ حِصَانٍ سَيُفْطِرُ نَزْفَاً وَيَتَغَدَّى مَقَاصِلَ ؟/ دَعِينِي أَمْنَحْ لِكَفِّي نَسْفَ الْوَرْدَةِ/ تَهْشِيمَ الزُّمُرُّدَةِ فِي أَعْوَامِ الْبَيْلَسَانِ / حِينَمَا تَصْحُو الْخُيُولُ / فَلا تَجِدُ غَيْرَ سَوْطٍ يَجْلِدُهَا / وَتَنْهَضُ الأَكْوَاخُ فِي لَوْحَةٍ يَرْسُمُهَا عَاطِلٌ عَنِ الْعَمَلِ / لَنْ نَضِيعَ فِي الْقَصَائِدِ السَّرِيعَةِ / الَّتِي تُسَابِقُ قِطَارَاً يَتَفَجَّرُ فِي حَقَائِبِ الرُّكَّابِ / دَعِينِي أَتَسَلَّقْ مَعِدَتِي لأَخْدَعَ جُوعِي / وَأُقْنِعَهُ بِأَنْ يَخْرَسَ مِثْلَ كُلِّ جَثَامِينِ السُّنونو / وَأَعْوَادِ الثِّقَابِ الْمُهْمَلَةِ /
     أيتها اللبؤةُ الغريبةُ / سَيَطْرُدُكِ الحطبُ مِن ذاكرةِ الشمسِ / فاسْكُني في لُغةِ الغاباتِ قَمْحاً وشُموعاً / سَيَموتُ المساءُ على الشاطئِ المهجورِ / ضَوْءُ القَمَرِ يَتقمَّصُ أشلاءَنا / والنهرُ الجريحُ يتقمَّصُ جُثمانَ البَحْرِ / أيتها اللبؤةُ المنبوذةُ / اسْكُني في قصيدةِ الموجِ فِضَّةً ومَشانقَ / إِنَّ أبجديةَ السنابلِ هِيَ الصليبُ والمصلوبُ / والقصيدةُ هِيَ القاتلةُ والقَتيلةُ / وأنا السَّيْفُ والسَّيافُ / لكنَّ أشلائي مُعلَّقةٌ على حِبالي الصَّوْتيةِ.