07‏/09‏/2019

ظهر كالشمس ولم يغب / قصيدة

ظهر كالشمس ولم يغب/ قصيدة

 (إلى بطل معركة الكرامة / مشهور حديثة الجازي )

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...............

     قُلْ لِي يَا لَوْنَ الْمَطَرِ / كَيْفَ أَرْجَعْتَ لِلصَّحْرَاءِ لَوْنَ دَمِهَا ؟/ لِلنَّهَارِ ضَوْءُ عِظَامِ الْفُهُودِ / فَاعْبُرْ كَمَا كُنْتَ / تَارِيخَاً مِنَ الأَحْجَارِ الْكَرِيمةِ / لِيَتَذَكَّرَ الليْلُ ظِلَّهُ فِي حَنَاجِرِ الصُّقورِ / كُنْ لِلذَّاكِرَةِ كَيَانَاً/ لأَنَّكَ رِئَةُ النَّسْرِ حِينَ بَسَطَ عَيْنَيْهِ مَدَافِعَ/ أنتَ الجبَلُ / فَاقْصِفْهُمْ مِنْ جِبَالِ السَّلْطِ / لِتَرَى السَّلْطُ حُرُوفَ اسْمِهَا/ عَلى مَناديلِ الصَّبايا اللواتي كَسَرْنَ مَلاقِطَ الغسيلِ / وَنَثَرْنَ أكاليلَ الغارِ عَلى جِبَاهِ الجنودِ /
     كُنْتَ وَحْدَكَ قَبيلةً عِندَما انقَرَضَت القَبائلُ / لَم يَنْكَسِرْ قَلْبُكَ في مُدُنِ السَّرابِ / وَلَم تَسْقُطْ رَايَتُكَ عَلى عَرْشِ الرُّكامِ / وَلَم تُؤجِّرْ بُنْدُقِيَّتَكَ لِمُلوكِ الطوائفِ وأُمَرَاءِ الحروبِ / كُلُّ الأعلامِ بَعْدَكَ مُنَكَّسَةٌ / والملوكُ أبناءُ السَّبايا يَمْسَحُونَ أحذيةَ الغُزاةِ / وأنتَ وَحْدَكَ مَسَحْتَ العَارَ عَن جَبينِ النَّهْرِ / وأحْيَيْتَ البَحْرَ الْمَيْتَ /
     أَيُّهَا الرَّعْدُ الْمُلَثَّمُ بِاحْمِرَارِ تَوَارِيخِ كُلِّ النَّوَارِسِ / الَّتِي تَمُصُّ حَلِيبَ الرِّمَالِ / فِي دَمِي كُلُّ شَيْءٍ سِوَى دَمِي / فَكُنْ دَمِي / لأَعْرِفَ حُدُودَ جَنَازِيرِ الدَّبَّابَاتِ / وَهِيَ تَقتحمُ خُرَافَةَ التُّلْمُودِ / مَشَيْتَ لَكِيْ تَمْشِيَ / فَاتْرُكْ لِلْغُزَاةِ سُعَالَ ذِكْرَيَاتِ قَتْلاهُمْ وَامْشِ/ ارْفُض الأوسمةَ التي لا تَحْمِلُ لَوْنَ جِلْدِكَ / لَمْ يَبْقَ مِنْ بِزَّتِكَ الْعَسْكَرِيَّةِ سِوَى بِزَّتِكَ الْعَسْكَرِيَّةِ/ وَأَقْوَاسِ النَّصْرِ / وَأَعَاصِيرِ الْقَلْبِ الْمَصْبُوغِ بِنَشِيدِ الرَّصَاصِ الْحَيِّ / وَأَنْتَ حَيٌّ / وَلِقُطَّاعِ الطَّرِيقِ الْمَوْتُ / يَا فَجْرَاً صَاعِقَاً ثَوْرِيَّاً عَارِيَاً / مِنَ الضَّبَابِ الْمُرِّ/فَلْتَكُن الْكَرَامَةُ مَحْرَقَتَهُمُ الْحَقِيقِيَّةَ/ لِكَيْ يَنْسُوا خُرَافَةَ الْهُولُوكُوست/ فَاحْرِقْهُمْ مِثْلَمَا تَحْرِقُ حَنْجُرَةَ خِنْزِيرٍ بَرِّيٍّ / يَعْتَنِقُ أَسَاطِيرَ زَوْجَتِهِ الْعَمْيَاءِ / ضَع الْهِلالَ فِي كُلِّ الأَمَاكِنِ / الَّتِي تَحْتَلُّهَا النَّجْمَةُ / وَاذْهَبْ إِلَى النُّجُومِ / أَعْلَى مِنْ رُتَبِكَ الْعَسْكَرِيَّةِ / وَصَافِحْ كَوَاكِبَ الْبَارُودِ خَارِجَ نُفُوذِ الْمَجَرَّاتِ / وَلا تَنْسَ أَنْ تَنْصُبَ رَايَةَ الْجِهَادِ عَلَى الشِّعْرَى الْيَمَانِيَّةِ/ يَا مَنْ كَتَبْتَ اسْمَكَ بِذِكْرَيَاتِ اللهبِ / كَيْفَ نَصِلُ إِلَى اسْمِكَ / الَّذِي تَجَاوَزَ حَلَقاتِ زُحَلَ ؟ /
     أَعْلَى مِنْ نَظَرِيَّاتِ آينِشْتَاين / أَعْلَى مِنْ خِطَابَاتِ الأُمَمِ الْمُفَكَّكَةِ / أَعْلَى مِنْ رَايَاتِ الْغُزَاةِ / أَعْلَى مِنَ الأُغْنِيَاتِ الرُّومَانسِيَّةِ / أَعْلَى مِنَ الْقِصَصِ الْغَرَامِيَّةِ فِي الْمَدَارِسِ الأَجْنَبِيَّةِ / أَعْلَى مِنْ دَمِنَا الْمُتَحَجِّرِ / فِي بَطَاطَا مَطَاعِمِ الْوَجَبَاتِ السَّرِيعَةِ / فَلْتُولَدْ دِمَاؤُنَا مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ / لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ .