03‏/09‏/2019

هبوط النوارس على أشباح مخيم جنين / قصيدة

هبوط النوارس على أشباح مخيم جنين / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

..........

     القَبْرُ مُسْتَقْبَلِي السِّيَاسِيُّ الْمُشْرِقُ سُيُوفَاً عَلَى رِقَابِ الْغُزَاةِ / دَخَلَتْ فِي الْمَلَلِ الْجِنْسِيِّ سَنَابِلُ الْمَعْنَى/ أَيُّهَا الْمَنْفِيُّ الأَبَدِيُّ الْيُودُ الْبَحْرِيُّ الْحُلْمُ الصَّحْرَاوِيُّ/ الَّذِي لا يَعْرِفُهُ غَيْرُ رَائِحَةِ الصَّابُونِ/ فِي مَرَاحِيضِ الْفَنَادِقِ الْبَعِيدَةِ / إِنَّ نِسَاءَ كَالِيفُورنيَا يُخَطِّطْنَ لِخِيَانَةٍ زَوْجِيَّةٍ جَدِيدَةٍ / بَعْدَ حَفْلِ سِيلِين ديُون / وَأَنْتَ جَائِعٌ تَدُورُ مِنْ غَيْمَةٍ إِلَى غَيْمَةٍ / بَاحِثَاً عَنْ ذِكْرَيَاتِ الأَنبِيَاءِ / لا تَمْلِكُ أُجْرَةَ مُسْتَشْفَى الْوِلادَةِ لِزَوْجَتِكَ الْحُبْلَى بِالْبُنْدُقِيَّةِ / هِيَ الْمَجْزَرَةُ أُنْثَى تَتَعَطَّرُ مِنْ أَجْلِكَ / وَأَنتَ لَمْ تَبِعْ جَمَاجِمَ الشُّهَدَاءِ / لِتَشْتَرِيَ عِطْرَاً فَرَنْسِيَّاً /
     يَا شَرْكَسِيَّةً تَدْخُلُ فِي الشَّفَقِ وَلا تَخْرُجُ / سَتُشْرِفِينَ عَلَى مَرَاسِمِ جِنَازَتِي / أَنتِ وَحْدَكِ مَا تَبَقَّى لِي / فِي هَذِهِ الْبَرَارِي / بَعْدَ إِعْدَامِ عَائِلَتِي / سَتُوقِفِينَ سَيَّارَتَكِ الْمَرْسِيدِسَ أَمَامَ ضَرِيحِي / أَرْجُوكِ لا تَنْزِلِي / وَلا تُنَكِّسِي أَعْلامَكِ / لا أُحِبُّ أَنْ تَتَلَطَّخَ ثِيَابُكِ بِتُرابِ النَّيازك / حَدِّقِي فِي شَاهِدِ قَبْرِي/ وَاقْرَئِي الْفَاتِحَةَ/ وَارْحَلِي إِلَى الثُّقُوبِ السَّوْدَاءِ عِنْدَ حَافَّةِ الْكَوْنِ / دَمُكِ يُنَادِي عَلَيَّ / يَأْتِينِي مِنْ كُلِّ جِهَاتِ السُّيُولِ / وَعَيْنَاكِ حَوْضُ أَسْمَاكٍ / تَغْطُسُ فِي شَرَايِينِ الْمَجَرَّةِ / لَكِنِّي لَنْ أَجْرَحَهُمَا بِأَهْدَابِي / لَنْ نَلْتَقِيَ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ / فَاتْرُكِينِي أُبَلِّلْ عِظَامَ الضِّباعِ فِي صَحَارِي الْقَلْبِ بِدُمُوعِي / حُبُّكِ أَحَدُ انْقِلابَاتِي الْعَسْكَرِيَّةِ الْفَاشِلَةِ/ وَبَعْدَ أَنْ يَشْنُقَنِي الْغُزَاةُ فِي سُهُولِ الرِّيفِيرَا / سَتَبْكِي عَلَيَّ شَمْسُ الْعِرَاقِ / وَتَقْرَأُ وَصِيَّتِي أَجْفَانُ الأَمَازِيغِيَّاتِ / هَكَذَا تَصِيرُ جُثَّتِي الْعَنِيدَةُ مَطْبَخَاً رُومَانسِيَّاً / تَتَبَادَلُ فِيهِ الْجَوَارِي مُغَامَرَاتِهِنَّ الْجِنْسِيَّةَ / مَعَ الْخَلِيفَةِ غَيْرِ الشَّرْعِيِّ / هَكَذَا يَصِيرُ لَحْدِي مَطْعَمَاً لِلْعَائِلاتِ / لَكِنَّ عَائِلَتِي الْمَشْنُوقَةَ لَنْ تَحْضُرَ /
     وَصَلْتُ إِلَى مَحَطَّةِ الْقِطَارَاتِ مُتَأَخِّرَاً / فَلَمْ أُوَدِّعْ قَلْبِيَ الْمُسَافِرَ فِي عَرَبَاتِ الْقَشِّ وَالْبَضَائِعِ / النَّهْرُ الأَصْلَعُ / وَالْحُكُومَةُ الْقَاتِلَةُ قُمَامَةٌ / لَكِنَّهَا تَحْتَاجُ عَامِلَ نَظَافَةٍ مُحْتَرِفٍ لِكَيْ يُكَنِّسَهَا / أَرَى جُنْدِيَّاً صَليبيَّاً يُقَاتِلُ فِي الْمَعْرَكَةِ بِوَحْشِيَّةٍ / لَكِنَّهُ لا يَعْلَمُ أَنَّ زَوْجَتَهُ تَخُونُهُ مَعَ ابْنِ الْجِيرَانِ بِكُلِّ نُعُومَةٍ / لا أَثِقُ بِحِذَائِي الَّذِي يَحْمِلُ جِنْسِيَّةَ الْيُورَانيُوم / لَكِنِّي سَأَبْنِي مُفَاعِلاً نَوَوِيَّاً فِي مَطْبَخِ بَيْتِنَا / بِمُسَاعَدَةِ أَطْفَالِ الْحَارَةِ/ هَكَذَا تَرْكُضُ الأَسْمَاكُ فِي الشَّوَارِعِ الْخَلْفِيَّةِ/ كَشَبَقِ الزَّوْجَاتِ الْخَائِنَاتِ/ سَأَخْلَعُ مَا فِي رَقَبَتِي مِنْ بَيْعَةٍ / وَأَرْحَلُ مِنْ عِشْقِ بَنَاتِ الْخَلِيفَةِ غَيْرِ الشَّرْعِيِّ / سَأُقَاتِلُ حَتَّى تُصْبِحَ جُمْجُمَتِي عِنَبَاً مَنْثُورَاً عَلَى الشُّطْآنِ/ أَسْمَعُ وَقْعَ أَقْدَامِ أَرَامِلِ قَرْيَتِي / في شِتاءِ الرُّعْبِ / تَحْتَ أمطارِ الملاريا /
     اقْتُلِينِي / وَارْكُضِي إِلَى أَحْضَانِ زَوْجِكِ / لِتَضْحَكَا فِي هَذَا الليْلِ الطَّوِيلِ / يَا مُسَدَّسِي / لا تَعْشَق الْغَرِيبَةَ / لأَنَّهَا دَائِمَاً مُسَافِرَةٌ / إِذَا أَعْدَمُونِي يَا قِطَّتِي / فَلا تَنْتَحِرِي حُزْنَاً عَلَيَّ / اذْهَبِي لِمُشَاهَدَةِ مُبَارَيَاتِ كُرَةِ الْقَدَمِ / يُرِيدُونَ قَتْلِي كَمَا قَتلُوا عِمَادَ الْفَايِد / وأنا الذي لا أَموتُ / 
     لَمْ أَرْمِ قَلْبِي فِي الْمَلابِسِ الدَّاخِلِيَّةِ لِلأَمِيرَاتِ/ يَا بَغَايَا الْمُدُنِ المذعُورةِ / ارْحَمْنَ الزَّبَائِنَ قَلِيلاً / ارْحَمْنَ طُلابَ الْفِيزيَاءِ / الَّذِينَ سَيَذْهَبُونَ إِلَى الْجَامِعَةِ صَبَاحَاً / لَنْ أَرْفَعَ الرَّايَةَ الْبَيْضَاءَ / حَتَّى لَوْ تَرَكَنِي أَصْحَابِي فِي الْمَعْرَكَةِ وَحِيدَاً / وَذَهَبُوا لِيَنَامُوا فِي أَحْضَانِ نِسَائِهِمْ / لَنْ تَسْتَطِيعُوا رَفْعَ الرَّايَةِ الْبَيْضَاءِ عَلَى جُثْمَانِي / لأَنَّ الرِّيحَ سَتَثْأَرُ لِي / وَبَعْدَ ذَبْحِي وَالتَّمْثِيلِ بِجُثَّتِي / سَتُقَاتِلُهُمْ كُلُّ أَشْيَاءِ مِرْآتِي / مَا فَائِدَةُ أَنْ نَبْكِيَ عَلَى الْحُبِّ / الَّذِي قَتَلْنَاهُ بِأَيْدِينَا ؟ /
     أَجْسَادُ النَّوَارِسِ تُقَاسُ بِذِكْرَيَاتِ الْفَتَيَاتِ الْمُغْتَصَبَاتِ/ رَجُلٌ ذَكِيٌّ يَخُونُ زَوْجَتَهُ فِي السِّرِّ / لَكِنَّهُ لا يَعْلَمُ أَنَّ زَوْجَتَهُ تَخُونُهُ فِي الْعَلَنِ / هَكَذَا تَصِيرُ مِنَصَّةُ إِعْدَامِي صَالَةَ رَقْصٍ لِلْمُرَاهِقِين / الَّذِينَ يَتَعَاطَوْنَ الْمَارِيجوَانَا / لا زَوْجَةٌ تَغَارُ عَلَيَّ / وَلا أَمِيرَةٌ تَخُونُ زَوْجَهَا مَعِي / وَحْدَهَا أَعْوَادُ الْمَشَانِقِ وَالْقِطَطُ الضَّالَّةُ تَغَارُ عَلَيَّ / حِذَائِي سَيَقْلِبُ نِظَامَ الْحُكْمِ فِي جَوْرَبِي الْمُمَزَّقِ / أَقَلُّ الْمُومِسَاتِ وَقَاحَةً / وَحُكُومَةُ اللصُوصِ / وَالنَّشِيدُ الْوَطَنِيُّ لِدَوْلَةِ الشَّيْطَانِ الدِّيمقرَاطِيَّةِ / لَكُمْ لَيْلَةُ الدُّخْلَةِ / وَلِي دُخُولُ الليْلِ/ عَارِيَاً تَحْتَ شَمْسٍ لا تَعْتَرِفُ بِي / سَوْفَ يَتَقاسَمُونَ ثِيَابِي بَعْدَ شَنْقِي/ حَامِلاً أَشْوَاقَ النَّيَازِكِ فِي حَقِيبَةِ سَفَرِي الْقَدِيمَةِ / مُسَافِرٌ أَنَا إِلَى لَمَعَانِ سَيْفِي / سَأَظَلُّ أُقَاتِلُ حَتَّى لَوْ شَرِبَت الزَّوْجَاتُ الْخَائِنَاتُ نَبِيذَ الأسْفَلْتِ عَلَى نَعْشِي / حَتَّى لَوْ تَعَاطَتْ طَالباتُ هَارفاردَ الْمارِيجوَانَا على جُثْمَانِي / نعشِي يُقَاتِلُ / وَمَوْتِي يُقَاتِلُ / وَرُفَاتِي يُقَاتِلُ / وأنا ابْنُ الموْتِ الموْلُودِ في سَنابلِ المجرَّاتِ /
     ذَهَبَت الْكِلابُ الْبُولِيسِيَّةُ / جَاءَتِ الْكِلابُ الْبُولِيسِيَّةُ / ذَهَبَ اللصُوصُ / جَاءَ اللصُوصُ / وَبَقِينا يَا وَطَنِي مُحَاصَرَيْنِ بِأَعْوَادِ الْمَشَانِقِ الْعَاطِفِيَّةِ / وَخُطُوَاتِ الْبَغَايَا عَلَى رِيشِ الليْلِ / حَرْبٌ أَهْلِيَّةٌ بَيْنَ أَعْضَائِي / قُولِي لِي : اذْهَبْ إِلَى جَمَالِ الَّذِي خَلَقَ جَمَالِي / تُبَاعُ أَثْدَاءُ الْمُذِيعَاتِ فِي الْفَضَائِيَّاتِ / كَالْجَوَارِي الْمَصْلُوبَاتِ عَلَى أَبَارِيقِ سُوقِ النِّخَاسَةِ / وَعَلَى مِنَصَّةِ الإِعْدَامِ / تَبْتَسِمُ لِي خَطِيبَتِي / وَتَطْلُبُ مِنِّي أَنْ أُحَدِّثَهَا عَنِ الانقِلابَاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ .