27‏/10‏/2019

الطاعون تحت قمر الخريف / قصيدة

الطاعون تحت قمر الخريف / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...............

     لا تَشْمَتْ بِي أيُّها البَحْرُ / نَحْنُ غَرْقَى في دِمَاءِ آبائِنا / سَنَعْقِدُ مُصَالَحَةً بَيْنَ الرَّاقصاتِ والاستخباراتِ العَسكرِيَّةِ / تَكتبُ الكَاهنةُ اسْمَهَا عَلى وَخْزِ الصَّليبِ / وأَرْسُمُ أحزانَ قلبي عَلى غِمْدِ سَيْفي/ أنا سُنبلةٌ غَامضةٌ مُنْطَفِئَةٌ/سَأَتَوَهَّجُ عِندَما تَمْشي في جِنازتي الواضحةِ شَرْكَسِيَّةٌ غامضةٌ/ فَيَا أصدقائي القَتْلَى / ادْفِنُوني لَيْلاً لِكَيْلا تَنْبُشَ الفَراشاتُ قَبْري / إِنَّ نَعْشي مِثْلُ مَطْبَخِ بَيْتِنَا / كِلاهُمَا مِن خَشَبِ أشجارِ المقابرِ/ أنا اللغزُ الْمُتَجَسِّدُ في السَّنابلِ / وامتدادُ الموْتِ في ذَاكرةِ الكَرَزِ/ مَوْتِي سَيَقُولُ كَلِمَةَ السِّرِّ / وَيَفُكُّ الشِّيفرةَ / فَلْيَكُنْ دَمي بُرتقالةً / مَن الآكِلُ ؟ / مَن المأكُولُ ؟ /
     لا تُدَافِعْ عَن نَفْسِكَ أيُّها النَّهْرُ / صَدَرَ حُكْمُ إِعْدَامِكَ قَبْلَ الْمُحَاكَمَةِ/ رَمَيْنا جُثثَ آبائِنا في بِئْرِ القَريةِ/ عِظَامي أُسْرَةٌ حَاكمةٌ/ وَأنا المحكومُ بالحنينِ / لا تاريخَ لِي سِوى الأنقاضِ / سَيَغْرَقُ البَحَّارةُ / وَتَظَلُّ أصْوَاتُهُم مَزْرُوعةً في حَنجرةِ الأمواجِ / وَتَظَلُّ مَناديلُ الوَداعِ عَلى رَصيفِ المِيناءِ / تَدُوسُهَا أقدامُ عُمَّالِ الْمَنَاجِمِ / الذينَ عَاشُوا تَحْتَ الأرضِ / وماتوا تَحْتَ الأرضِ /
     الأوسمةُ العَسكرِيَّةُ تُزَيِّنُ جُثمانَ الغَيْمِ / والصَّحراءُ خَانَتْ ظِلالَهَا / لأنَّ الرَّمْلَ عَاجِزٌ جِنسِيَّاً / تَبْنِي الرِّمالُ الْمُتَحَرِّكَةُ حَضَارَتَهَا بَيْنَ الوِيسكي الْمُقَطَّرِ والدَّمِ الْمُقَطَّرِ / كُلَّمَا جَاءَ المساءُ تَذَكَّرْتُ الأمواتَ الذين يَرْحَلُونَ مِنَ القُبورِ إلى القُلوبِ / وَيَعِيشُونَ في خُيوطِ قَميصي / تَرْحَلُ الغَجَرِيَّاتُ مِنَ الخِيَامِ إلى المحاكمِ العَسكرِيَّةِ/ مَاتَ العُمَّالُ / لَكِنِّي أُنَقِّبُ عَن الرَّسائلِ الغرامِيَّةِ في مَنَاجِمِ الفَحْمِ / والجنودُ العَاطِلُونَ عَن العَمَلِ / يَلْتَقِطُونَ الصُّوَرَ التِّذكارِيَّةَ مَعَ البَقِّ / الذي يَأكُلُ أخشابَ نَعْشي / إِنَّ العَوَانِسَ مِثْلُ خَفْرِ السَّوَاحِلِ / كُلُّهُم يُرَاقِبُونَ خُطَوَاتِ الغَرْقَى عَلى ثَدْيِ البُحَيرةِ / وشُمُوسُ الأندلسِ تَغْرَقُ في الشِّتاءِ الدَّامي / وَأَقْدَامُ النَّوارسِ تَسْحَقُ جُثمانَ البَحْرِ / ويَتكاثرُ الْمَوْتَى بَيْنَ أزرارِ قَميصي وأرشيفِ البُرتقالِ /
     في المساءِ الرَّهيبِ / تَمْشي الراهباتُ الحافياتُ إلى الأدْيِرَةِ القَديمةِ / سَرَقَ النَّمْلُ جَوَارِبَهُنَّ البَيْضَاءَ / يُخَطِّطُ اللصُوصُ للانقلابِ العَسكريِّ على اللصُوصِ / عِظَامُ الأطفالِ على أوراقِ الخريفِ/ وَقَلْبي طَائرٌ مَذبوحٌ / القَفَصُ مِنَ الرُّخامِ / والقَبْرُ مِنَ الزُّهورِ الصِّنَاعِيَّةِ / وَحْدَهَا أُمِّي سَتَمْشِي في جِنازتي / فيا أيُّها المطرُ الغامضُ الذي يَكتبُ مُعَادَلاتِ الرِّياضياتِ عَلى السَّبورةِ في مُنْتَصَفِ الليلِ / وَجَدْتُ الْحُبَّ / لَكِنَّ قَلْبي مَاتَ / صَوْتُ الرَّصاصِ في جِلْدِ الضَّبابِ / الْمُغَامَرَاتُ العَاطِفِيَّةُ للمُمَرِّضَاتِ مَعَ الجنودِ الْجَرْحَى / ثَدْيُ الفَراشةِ مَطَارٌ عَسكرِيٌّ يَحْتَلُّهُ السُّلُّ / وَالطائراتُ تَقْصِفُ نَخيلَ الشَّفقِ وتُفاحَ الأبجدِيَّةِ / كَي تَرْسُمَ خَارطةً ضَوْئِيَّةً للأضرحةِ/ وَتَصْنَعَ بُوصلةً للطيورِ في مَوْسِمِ الهِجْرَةِ إلى أشلائي / فَلْتَكُنْ عِظَامُكَ طَاوِلَةَ الْمُفَاوَضَاتِ بَيْنَ البَيَاتِ الشَّتَوِيِّ ومَوْسِمِ الْهِجْرَةِ / واشْكُر الرَّاقصاتِ اللواتي يَدْعَمْنَ الوَحْدَةَ الوَطَنِيَّةَ / واشْكُر الْمُومِسَاتِ اللواتي يَدْفَعْنَ الضَّرائبَ لِدَعْمِ الاقتصادِ الوَطَنِيِّ / وَاشْكُرْ قُطَّاعَ الطُّرُقِ الذينَ يَكْتُبُونَ النَّشِيدَ الوَطَنِيَّ /
     أيُّها الوَطَنُ العَاطِلُ عَن العَمَلِ / إِنَّ ضَفائرَ أُمِّي مَصلوبةٌ عَلى نخيلِ المنافي / أيُّها البَحْرُ الْمُجَرَّدُ مِن جِنسِيَّتِهِ / إِنَّ الذِّكرياتِ مَشنوقةٌ عَلى رَصيفِ المِيناءِ / تَتَسَلَّقُ الحشَراتُ جُثماني كَي تُعَانِقَ رَاياتِ القَبائلِ / والفُقَراءُ يَتَسَلَّقُونَ نُهُودَ زَوْجَاتِهِم بَحْثَاً عَن فَواتيرِ الكَهْرباءِ / ظِلالُ الموتى تَتَزَاوَجُ عَلى سُطوحِ أظافري / ودُموعُ النِّساءِ تَلتصِقُ بِزُجاجِ القِطَاراتِ / سَرَقَ القَراصنةُ تاجي / لَكِنِّي تَوَّجْتُ نَفْسي مَلِكَاً عَلى أنقاضِ قَلْبي / أَجْلِسُ عَلى تابوتِ الشَّاطئِ / أنتظِرُ انقلاباً عَسكرِيَّاً يَأتي مِنْ رَمْلِ البَحْرِ / قَمَرٌ يَدْخُلُ في الرِّياحِ الشَّمْسِيَّةِ / نَسْكُبُ الرَّمْلَ في قَارُورةِ العِطْرِ الفَارغةِ/ لِتُصْبِحَ سَاعَةً رَمْلِيَّةً تُرْشِدُ أُمَّهَاتِنَا إِلى مَوْعِدِ شَنْقِنَا/ وَالضَّبابُ الكُحْلِيُّ يَفْرُشُ عِظَامَ الأطفالِ سَجَّاداً أحْمَرَ لِمَوْكِبِ الملِكَاتِ السَّبايا / سَتَصْعَدُ حَبَّاتُ الكَرَزِ مِنْ فِرَاشِ الموْتِ / يَقْضي الأطفالُ العُطلةَ الصَّيفيةَ في تَزْيِينِ قُبورِهِم / وَتُهَاجِرُ قُلوبُ النِّساءِ مِن بُرودةِ الشِّتاءِ إِلى بُرودةِ السِّيراميكِ / وأحلامُ الطفولةِ تُهَاجِرُ مِن دَفترِ الرِّياضياتِ إلى رُخامِ الأضرحةِ / وَالوَرْدَةُ مَنْسِيَّةٌ بَيْنَ لَمَعَانِ المطَرِ وَلَمَعَانِ الخناجرِ /
     الأحجارُ غَيْرُ الكَريمةِ / والحضَارةُ تَتَأَلَّقُ في تِلالِ النِّفاياتِ وأكوامِ الجماجمِ/ رَاهبةٌ تُقْتَلُ تَحْتَ نَوافذِ الكَاتِدرائِيَّةِ/ بَيْنَ ثَدْيَيْهَا مَلاعِبُ غُولف/تَعَالَ أيُّها الزَّبَدُ كَي نَبْنِيَ ذاكرةً للنَّاجِينَ مِنَ الإعصارِ/
وَمَتْحَفَاً لأراملِ الجنودِ الجالساتِ عَلى رَصيفِ المِيناءِ/ أنا الدَّمارُ فَكَيْفَ تُدَمِّرُونَني ؟/ قُدْوَتي مَوْجُ البَحْرِ/ وأنا قُدْوَةُ الرِّمالِ/ يا مَرَافِئَ الوَداعِ/ خُذِيني مِنِّي إِلَيْكِ / نَمْشِي إلى غُيومِ الدَّمِ فَوْقَ تِلالِ القُرى المنبوذةِ / نُوَزِّعُ ألقابَ الشُّهداءِ عَلى الرَّاقصاتِ والملوكِ اللصُوصِ / احترقتُ وعُودِي أخضرُ / فلا تَشْرَب الشَّايَ الأخضرَ في أرشيفِ الفِرَاقِ / أنا الشَّاطئُ الجالسُ عَلى صَخرةِ الغروبِ/
أنتظِرُ الطوفانَ بِفَارِغِ الصَّبْرِ / أَشْتَهِي البُكَاءَ ولا أَبْكي/ أنا الفَأرُ الذي رَفَضَ الهروبَ مِنَ السَّفينةِ الغارقةِ / شَيْءٌ فِيَّ انكسرَ / فَازْرَع السَّنابلَ في شَظَايا قَلْبي / إِنَّ قَلْبي مِثْلُ الْمَزْهَرِيَّةِ/ كِلاهُمَا يَنكسِرُ في هَديلِ المرايا / زُرْتُ ضَريحي في السَّحَرِ / كانَ أبي مَصْلُوباً عَلى نَخلةِ بَيْتِنَا الوَحيدةِ / واليَمامةُ تَشْتهي الموْتَ ولا تَجِدُهُ / وَالدُّموعُ تَسِيلُ عَلى حِيطانِ المساءِ / سَتَغْرَقُ أيُّها الشاطئُ الزُّمُرُّدِيُّ أمامَ عُيونِ العُشَّاقِ / فَلا تَكْرَه البَحْرَ / البَحْرُ أوَّلُ الطعَناتِ في الموْتِ الثاني / وأجملُ الخناجرِ في صَليلِ الأمواجِ / أنا الطاعِنُ في صَوْتِ الرَّصاصِ / الْمَطْعُونُ بِصَوْتِ المطرِ /
     تَنْشُرُ الأُمَّهَاتُ بُكاءَ الأطفالِ عَلى حَبْلِ الغسيلِ / ويَنْشُرُ الشَّجَرُ الغسيلَ عَلى سُورِ المقبرةِ / أجْمَلُ ذِكْرَياتِنا في مَدرسةِ الموْتِ / وأجْمَلُ أفكارِنا تَحْتَ شَجَرَةِ التُّوتِ / التي سَيَقْطَعُهَا البَرْقُ في لَيْلِ الشِّتاءِ الحزينِ / رَسَمْنَا شَوَاهِدَ القُبورِ في حِصَّةِ الفِيزياءِ / وَاكْتَشَفْنَا عَنَاصِرَ الرُّفاتِ في حِصَّةِ الكِيمياءِ / وَعَرَفْنَا المسافةَ بَيْنَ الأشجارِ والأضرحةِ في حِصَّةِ الرِّياضياتِ / حَجَرْتُ عَلى النَّهْرِ كَي أُرِيحَ البُحَيرةَ مِنَ العِشْقِ القاتلِ/ الْجُثَثُ في مُسْتَوْدَعَاتِ السِّيراميكِ/ وأنا أَمْشي عَلى بَلاطِ الدِّماءِ / حَقَّاً / إِنَّ عَرَقَ الفَرَاشَاتِ السَّاخِنَ عَلى الرُّخامِ الباردِ / فَارْفَعْ رَأْسَكَ أيُّها المشنوقُ / جَسَدُكَ هُوَ الصَّليبُ والْمَصْلُوبُ / كَسَرَ الرَّعْدُ الصُّلْبَانَ / وَحَبْلُ المِشْنَقةِ صَارَ حَبْلَ غَسيلٍ / أَصْعَدُ إِلى تِلالِ نَعْشِي/ ظِلِّي مَصْلُوبٌ/ لَكِنِّي الْمَشْنُوقُ العَالي/ الدَّولةُ عَجُوزٌ شَمْطاءُ / وأنا مِلْحُ الْخُبْزِ الوَاثِقُ مِن إِعْدَامي / أشْرَبُ اليَانسُونَ الْمُحَلَّى بأشلاءِ الْحَمَامِ / قَبْلَ دُخولِ غُرفةِ الإعدامِ / أحلامُ الطفولةِ الضَّائعةِ وَاثقةٌ مِن شَيْخُوخةِ الأمطارِ/ نَقْلِي البَطاطا في عَرَقِ الجواري / نَوافذُ القلبِ مَفتوحةٌ للدُّودِ/ كُوخِي يَحترِقُ بالذِّكرياتِ وَدَمْعِ المساءِ / وَشَمْعَتي الذابلةُ تُرْشِدُ العَواصفَ إلى أشجارِ المقابرِ / وَجُيُوشُنا تَحْرُسُ حُدُودَ أعدائِنا/ أموتُ مَنبوذاً بَيْنَ قَارورةِ العِطْرِ وقَارورةِ السُّمِّ / أنا والنَّهْرُ نَتَقَاسَمُ قَارورةَ الحِبْرِ / لَكِنَّنَا افْتَرَقْنَا في مَحطةِ القِطَاراتِ / وأثاثُ بَيْتِنَا الْمُسْتَعْمَلُ صَارَ خَشَبَاً للتَّوابيتِ /
     عِندَمَا تَخْرُجُ الدِّيدانُ مِن ثُقوبِ خُدودي / أَدْخُلُ في شُموعِ الثلجِ / حَاضِناً صِياحَ الضَّحايا / أَعْرِفُكَ أيُّها الصَّقيعُ المقتولُ في أجفاني / حِيطانُ غُرفتي مُزَيَّنةٌ بالنُّعوشِ الحديدِيَّةِ / والقِطَطُ تَلْعَبُ بِجَمَاجِمِ الملوكِ في الشَّوارعِ / أصواتُ الْمَوْتَى تَرِنُّ في أظافري / وَتَرْمي الفَتَيَاتُ الزُّهورَ الصِّناعِيَّةَ عَلى نُعُوشِ الجنودِ/ أَحْرَقْنَا جُثمانَ النَّهْرِ / لَكِنَّ الذِّكرياتِ مُعَلَّقَةٌ في سَقْفِ كُوخي مِثْلَ مَصَابيحِ الدَّمِ / رَحَلَ أبي / وأُمِّي تَحتفِظُ بِثِيَابِهِ في الخِزَانةِ / وَالعُشَّاقُ يَكْتُبُونَ اعترافاتِهِم في كافتيريا غُرفةِ الإِعدامِ / كُلُّنَا سَبَايا نَتَقَمَّصُ قِناعَ النَّخَّاسِ / وَسُوقُ النِّخاسةِ مُغْلَقٌ بالشَّمْعِ الأحمرِ / كُلُّنَا قَتَلَةٌ نَلْعَبُ أدْوَارَ الضَّحايا / ونَحْنُ الضَّحايا نَتَقَمَّصُ وُجوهَ قَاتِلِينا / في مُدُنٍ لا تَعترِفُ إِلا بالأقنعةِ /
     مَنْفِيٌّ أنا في مَرايا السُّعالِ / خَائفٌ أنا مِنْ كُرَيَاتِ دَمي / دُوَلٌ تَسْقُطُ في فَراغي العاطفِيِّ / والحضَاراتُ تَتَشَمَّسُ عَلى حَوَافِّ القُبورِ / فَاقْطِفْ بُرتقالةَ الموْتِ أوْ تفاحةَ نيوتُن / سَيُصْبِحُ عُشْبُ المقبرةِ قَانوناً في الفِيزياءِ / وأنا الغريبُ الْمُضِيءُ في رِعْشَتي / سَأَرْتَدِي عَباءةَ النَّهْرِ بَعْدَ مَوْتِهِ / وَتِلْكَ البُحَيرةُ طِفْلَةٌ تُحَدِّقُ في نَعْشِ أُمِّهَا / وَتُجَهِّزُ ثِيَابَهَا الجديدةَ في لَيْلَةِ العِيدِ / والأيتامُ يَبْحَثُونَ عَن أُمَّهَاتِهِم عَلى شُطآنِ المساءِ تَحْتَ ضَوْءِ القَمَرِ / انتحاراتُ شَاعِرٍ فَقَدَ الثِّقةَ بالنِّساءِ / يَرْعَى الأيتامُ قَطيعاً مِنَ الجماجمِ عَلى شُطآنِ الصُّراخِ/وَتَلْعَبُ الأنهارُ بالطائراتِ الوَرَقِيَّةِ فَوْقَ تِلالِ وَطَني الضَّائعِ/ والنُّسورُ تَحُومُ حَوْلَ جُثتي / يَأتي الغرباءُ مِن دُوَارِ البَحْرِ / التَّاريخُ المجهولُ / وَالْجُثَثُ المجهولةُ / والجنديُّ المجهولُ / وَطَنٌ مَبْنِيٌّ للمَجْهُولِ / لَكِنَّ تَضَارِيسَ نَعْشي مَعْلُومةٌ / أيُّها الغريبُ / مُنْطَفِئٌ أنتَ كَعُيُونِ أبِيكَ في انتظارِ الموْتِ/ كَنَظَرَاتِ النِّساءِ الواقفاتِ عَلى رَصيفِ المِيناءِ/يَنْتَظِرْنَ القَراصنةَ الرُّومَانسِيِّينَ / حَاجِزٌ عَسكرِيٌّ بَيْنَ شَهيقي وَزَفيري/ وَنِقَاطُ التَّفتيشِ تَنتشِرُ في كُرَيَاتِ دَمي / فَكُنْ هُدنةً بَيْنَ مِلْحِ الدَّمْعِ وَمِلْحِ البَحْرِ / وَالبُحَيرةُ العَمْياءُ لا تُفَرِّقُ بَيْنَ مِلْحِ دُمُوعِهَا وَمِلْحِ الطعامِ /
     عِندَما تَقِفِينَ أمامَ قَبْري سَتَعْرِفِينَ خَارِطَةَ رُمُوشي / العَناكبُ الْمُضيئةُ / أُهَرْوِلُ في عُرُوقي التي تَصُبُّ في أنابيبِ الصَّرْفِ الصِّحِّيِّ / أنا قَاتِلُ ذِكْرَياتي / وَأظافري تَنقلِبُ عَلى جِلْدي / كُلُّ شَيْءٍ ضَاعَ / وانتَهَت اللعبَةُ / ولا أَلُومُ إِلا ظِلِّي / فَاكْسِرْ ظِلِّي يَا قَلْبي المكسورَ / واصْعَدْ إِلى ضَوْءِ مِشْنَقتي / وَاثِقاً مِن رُومانسِيَّةِ بَناتِ آوَى / تَبيعُ اليَتيماتُ العِلْكَةَ عَلى إِشاراتِ الْمُرُورِ / وَالعِلْكةُ مَنْسِيَّةٌ بَيْنَ أسنانِ الْمُوميَاءِ الْمُتَوَحِّشَةِ/والملوكُ يُمَارِسُونَ الجِنسَ في الإسْطَبْلاتِ بَعْدَ سُقوطِ الممالِكِ/
     لَن يَقْدِرَ النَّهْرُ أن يَلْوِيَ ذِرَاعَ البَحْرِ / تَحْفَظُ الإِمَاءُ طُقُوسَ دَفْنِ السُّنونو والعَبيدِ والذِّكرياتِ/ الأرَقُ السَّاطِعُ / تَنكسِرُ أحلامُ الطفولةِ في حُطامِ السُّفنِ وأنقاضِ القُلوبِ / وَالموانِئُ الفارغةُ تَلتصِقُ عَلى زُجاجةِ السُّمِّ/ وَالغُيومُ تَأكُلُ الذُّعْرَ المرسومَ على وُجوهِ النِّساءِ / مَجَازِرُ أكثرُ مِن خُيوطِ دُودةِ القَزِّ مُغَلَّفَةٌ بالشُّوكولاتةِ / وَشَوَاهِدُ القُبورِ تُهَاجِرُ مِن دُموعِ القَتيلةِ إلى هَزَائِمِ القَبيلةِ / لا تَتْرُكْنِي   يَا ضَوْءَ الاحتضارِ وَحيداً/ إِنَّ الليْمُونَ يَغتصِبُ بَنَاتِ أفكاري / أنا الْحُزْنُ الْمُنْتَصِرُ / لَكِنَّ جِسْمي يَنتقِمُ مِن جِسْمي / انتظرتُ حُكْمَ الإِعدامِ قُرُوناً / وَكانَ الانتظارُ هُوَ الإعدامَ / قَضَى الغريبُ حَيَاتَهُ يُفَكِّرُ في طَريقةَ انتحارِهِ/ وَكَانتْ حَيَاتُهُ هِيَ الانتحارَ/ عِشْتُ أيَّامي كُلَّهَا في الحِصَارِ/ والفَراشةُ تَعْرِفُ نِقَاطَ ضَعْفي وَسَتَقْتُلُنِي / يا بُحَيرةَ البُكاءِ / يَتَأَرْجَحُ الصليبُ بَيْنَ ثَدْيَيْكِ / 
     أيُّها الْمُهَرِّجُ الْمَشْنُوقُ / ذَهَبَ الذينَ كَانوا يَضْحَكُونَ / وَجَاءَتْ مَواعيدُ البُكاءِ / فَاصْعَدْ مِنْ جُثمانِكَ الكريستالِيِّ / كَي يَرْكُضَ شَبَحُكَ في حُقولِ الصَّدى رِسَالَةً / للحَمَامِ الزَّاجِلِ الذي ضَلَّ طَرِيقَهُ / سَيُصَفِّقُ المقتولُ لِقَاتِلِهِ تَحْتَ الشُّموسِ الزَّرقاءِ / أُمِّي مَاتتْ / لَكِنِّي أَسْمَعُ صَوْتَهَا يَتفجَّرُ في رُمُوشي / افْرَحْ أيُّها الملِكُ الْمُتَوَّجُ عَلى الزَّبَدِ / جَاءَ العَبيدُ يُبَايِعُونَكَ / والسَّبايا يَرْقُصْنَ حَوْلَ عَرْشِ الأنقاضِ / وَقَبائلُ الحطَبِ تَدُقُّ طُبُولَ الْحَرْبِ / وَالبَرَاوِيزُ تُشْبِهُ حِيطانَ الزَّنازين / حَضَارةُ البغايا الدِّيمقراطِيَّةُ / والمشانِقُ المطاطِيَّةُ/ يُحْضِرُونَ مَعَهُم أكفاناً مَغسولةً جَيِّداً/ لَم تَتَلَوَّثْ بِالتِّيجانِ وَفَسَاتينِ السَّهرةِ / غَابَاتُ البُكاءِ وَطَنُ مَن لا وَطَنَ لَهُ / واللبُؤاتُ مُحَنَّطاتٌ في أملاحِ الدَّمْعِ / وَرَمْلُ البَحْرِ سَوْفَ يُقْتَلُ في حَادَثِ سَيْرٍ غَامِضٍ / وَالْمُسْتَأْجِرُونَ الْجُدُدُ حَوَّلوا غُرفةَ الاعترافِ إلى مَحكمةِ تَفتيشٍ / فَكُنْ أيُّها الوَهْمُ نَجَّارَاً / لِتَعْرِفَ الفَرْقَ بَيْنَ خَشَبِ الصُّلبانِ وَخَشَبِ النُّعوشِ / يَا حُزني الْمُعَلَّبَ / إِنَّ أظافرَ الأسْرَى تَنهمِرُ كَجَدَائِلِ زَوْجَاتِهِم / ذَهَبَت الصَّبايا إلى الموْتِ / وَبَقِيَتْ كَراسي الْمَطْعِمِ فَارِغَةً/ وجثامينُ الأطفالِ عَلى الأراجيحِ/في حَديقةِ الليلِ الشَّاهِدِ عَلى الانقلابِ العَسكرِيِّ/
     للبُرتقالِ رَائحةُ التَّوابيتِ / طَاوِلاتُ المطاعمِ تَحْمِلُ نَكْهَةَ النُّعوشِ / جُثتي عَلى الرَّصيفِ في مُدُنِ الصَّقيعِ / وأنا أنتظِرُ الحافلةَ كَي تُوصِلَنِي إلى ضَريحِ المساءِ/ تَنْتَخِبُنِي عِظامُ القَتْلَى / وأنا القَتيلُ الأوَّلُ في مَمَالِكِ الزَّبَدِ / حُزني رَايةٌ بِلا قَبيلةٍ / وأشلائي هِيَ طُبُولُ الْحَرْبِ عَلى مَسْرَحِ الفِرْقَةِ الْمُوسِيقِيَّةِ / ورَمْلُ البَحْرِ يَنتحِرُ بَيْنَ بُنْدُقِيَّةِ الصَّيْدِ وقَارورةِ العِطْرِ / تَقَاعَدَ زِيرُ النِّساءِ / وَمَاتت النِّساءُ/ رَسائلُ السُّجَناءِ إِلى زَوْجَاتِهِم/ وتَطْفُو النُّعوشُ عَلى الْمَجَارِي/ الملِكَةُ مَجروحةٌ عاطِفِيَّاً في غُرفةِ الاعترافِ / مَا تَبَقَّى مِن دِمَاءِ الفَرَاشَاتِ في الحِصَارِ / المِلْحُ في دُمُوعِ أُمِّي يُعَقِّمُ سَيْفَ أبي المكسورَ تَحْتَ رَاياتِ القَبائلِ / والصُّقُورُ تَرْتَطِمُ باحتضارِ البُحَيْرَاتِ /
     أرقامُ العَبيدِ / وَأَراجيحُ السَّرابِ / وَرَسَائِلُ الوَداعِ عَلى مَقَاعِدِ مَحطةِ القِطَاراتِ / وحُبُوبُ مَنْعِ الحمْلِ عَلى مَقَاعِدِ الكَنيسةِ/ يَأْكُلُ البَقُّ خَشَبَ البيانو/ وَالعَازِفُونَ عَادُوا إلى ضَرْبِ زَوْجَاتِهِم / تَنامُ الرِّمالُ مَعَ جُثةِ الشَّاطئِ في سَريرٍ وَاحدٍ / والظِّلالُ العَائشةُ تَحْتَ الأرضِ / والبَشَرُ العَائِشُونَ كالفِئْرانِ في حُفَرِ المجاري / والأطفالُ يَلْعَبُونَ بِنُعُوشِ آبائِهِم في أزِقَّةِ المِيناءِ/ لا خَارطةٌ لِضَوْءِ البَحْرِ / ولا قَبْرٌ لِجُثةِ البَحَّارِ / تُغَيِّرُ النِّساءُ العَدَسَاتِ اللاصِقَةَ حَسَبَ رَبطاتِ العُنُقِ / ذَهَبَت الجواري إلى مَلاقِطِ الحواجِبِ/ وَبَقِيَتْ رَائحةُ العِطْرِ في أسواقِ النِّخاسةِ / وبَقِيَ دَمُ الحيْضِ في شُوارعِ الكُوليرا /
     أيُّها البَحْرُ اليَتيمُ / احْضُنْ أطفالَكَ الأيتامَ / كُلُّنَا أيتامٌ عَلى سُطوحِ القِطَاراتِ / التي تَحْمِلُ التَّوابيتَ الْمُسْتَوْرَدَةَ / احْرُسُوا ذِكْرَيَاتِ الفُقَراءِ بِرَائحةِ الجوَّافةِ / سَوْفَ يَكْبُرُ أطفالُ الزَّوبعةِ / وَيُقْتَلُونَ في مُدُنِ الْخُرَافَةِ / وأنا القَتيلُ بَيْنَ جَدائلِ أُمِّي ورَائحةِ الكَرَزِ / نَسِيتُ المكانَ الذي دَفَنْتُ قَلْبي فِيهِ / ولا أعْرِفُ المكانَ الذي سَأُدْفَنُ فِيهِ /
     حَفْلَةٌ تَنَكُّرِيَّةٌ في مَدينةِ الملاريا / فَكَيْفَ يُحَدِّدُ القاتلُ أسماءَ الضَّحايا ؟ / وكَيْفَ يُطْلِقُ القَنَّاصُ  الرَّصاصَ عَلى قِطَطِ الشَّوارعِ ؟ / اطْمَئِنَّ أيُّها النَّهْرُ الوَسيمُ / سَتَضَعُ الرِّيحُ شَظايا جُمْجُمَتِكَ عَلى طَوابعِ البَريدِ التِّذْكَارِيَّةِ / سَتُحَدِّقُ الضَّحِيَّةُ في عُيونِ قَاتِلِهَا / سَتَفْهَمُ الفَرِيسَةُ مَشَاعِرَ صَيَّادِهَا / رُفاتُ النَّوارسِ طَاوِلَةُ مُفَاوَضَاتٍ بَيْنَ الأُمَوِيِّينَ والعَبَّاسِيِّينَ / وأشلائي هُدنةٌ بَيْنَ الطابورِ الخامِسِ والطابورِ الوَاقِفِ أمامَ الْمَخْبَزِ/ المِلْحُ في دَمْعي / والمِلْحُ في خُبْزي / أَمُوتُ مَرَّتَيْنِ مُحَاصَرَاً مِنَ الجِهَتَيْنِ / عِشْتُ مُقَيَّدَاً فَوْقَ الأرضِ / وَمِتُّ مُحَاصَرَاً تَحْتَ الأرضِ /
     رَائحةُ المِلْحِ في دُمُوعِكِ يَا أُمِّي / تَدُلُّ النَّوارِسَ عَلى ضَرِيحِكِ / نَبَاتِيٌّ الشَّفَقُ / فَكَيْفَ أَكَلَ لَحْمي ؟ / يُولَدُ في غُرْبَتي تاريخُ السَّنابلِ / قِطَّةٌ مَبْلُولةٌ تَحْتَ المطرِ / وِصَايةُ القاتلِ عَلى القتيلِ / وَصِيَّةُ النَّهْرِ قَبْلَ اغتيالِهِ / والأشياءُ تَنكسِرُ في قَلْبي / وَأنا المقتولُ السَّائرُ في شَوَارِعِ الْهَلَعِ/ لا أَنْتَمِي إِلى أُسْرَةٍ مَلَكِيَّةٍ مُتَسَوِّلَةٍ / حُزني يَحْمِلُ بُنْدُقِيَّةً وَلا يَعْرِفُ اسْتِعْمَالَهَا / وَالقَصيدةُ فُرصةٌ للانتقامِ مِن نَفْسي / تِلْكَ الغريبةُ تَشْنُقُ نَفْسَهَا بِرَبطةِ العُنُقِ الْمُفَضَّلَةِ عِندَ زَوْجِهَا / والنَّهْرُ يَنتحِرُ بالْمُسَدَّسِ الْمَطْلِيِّ بِحَشَائِشِ المقابرِ /
     لا تَكْرَهِينِي أيَّتُها التِّلالُ / حِينَ يَخْرُجُ البَقُّ مِن شُقوقِ جِلْدي / عِظاميٌ رَصَاصٌ مَطاطِيٌّ / ومَساميرُ نَعْشي أعشاشٌ للنُّسورِ المنبوذةِ / تُولَدُ شُمُوسُ الرَّفْضِ في أوْرِدَةِ لَيْلِ الشِّتاءِ/ جُثتي هِيَ الخنادِقُ الْمَنْسِيَّةُ في استراحةِ الْمُحَارِبِ / وَأنا الْهُدْنةُ بَيْنَ البَدَوِيَّاتِ والغَجَرِيَّاتِ بَعْدَ طَرْدِنَا مِنَ الأندلُسِ / لا بَغْدَادَ إِلا دِمَشْقُ / فاسْكُبْ دَمْعَ عُيُونِكَ يَا فُرَاتُ في ابتسامةِ الضَّحايا الأخيرةِ / صَوْتُ المطَرِ يَكْسِرُ زُجَاجَ قَلْبي / رِئتي مَفتوحةٌ لِبَناتِ آوَى / وَدَمْعُ السَّبايا يَدُقُّ عَلى نافذتي في شِتَاءِ النِّسيانِ / رَاهِبَةٌ في كُوخٍ غَامِضٍ عِندَ بُحَيرةِ الدُّموعِ / وَيُشَكِّلُ أُمَرَاءُ الحربِ حُكومةَ الوَحْدةِ الوَطَنِيَّةِ / التَّوابيتُ مَفْرُوشةٌ عَلى قَشِّ الإسْطَبْلاتِ / والكِلابُ البُوليسِيَّةُ تَبْحَثُ عَن مَساميرِ نَعْشي في عَرَبَاتِ القِطَارِ الصَّدِئَةِ/ فَيَا أيَّتُها الذِّئبةُ الشَّقراءُ/ سَقَطَ صَلِيبُكِ في عُلبةِ المِكْيَاجِ/هَذا أنا/ لا أنتظِرُ مَجْدَاً زَائِلاً / أنتظِرُ مَلَكَ الْمَوْتِ /
     خَانَتْنِي طُيورُ البَحْرِ في المرفأ المزروعِ بالحواجِزِ الأمْنِيَّةِ / لَكِنَّ قِطَطَ الشَّوارعِ تُدَافِعُ عَن جَدائلِ النِّساءِ الْمَقْصُوصةِ / أَغَارُ مِن دَمي لأنَّهُ أحْمَرُ / كالسَّجَّادِ الأحمرِ تَحْتَ أقدامِ الملوكِ اللصُوصِ / ذِكْرَياتي اختراقٌ أمْنِيٌّ / فلا تُخَطِّطْ يا شَجَرَ المساءِ لاغتيالي / إِنَّني أصْنَعُ هَاوِيَتِي بِنَفْسِي / وأحزانُ الطفولةِ تُولَدُ في نِهَاياتِ الخريفِ الجارِحِ / نَتَشَمَّسُ قُرْبَ حُفَرِ المجاري / ونُفَكِّكُ شَظَايا العِطْرِ في قَميصِ الكُوليرا/ نَكْتُبُ القَصائدَ عَن الْحُبِّ/والأغرابُ يَعيشُونَهُ/ نَعيشُ في غُرَفِ الفَنادقِ الرَّخيصةِ/ والغُزاةُ يَأكُلُونَ خُبْزَنَا / ويَصْنَعُونَ مِنْ عِظَامِنَا صَابُوناً لاسْتِحْمَامِ نِسَائِنا / مَوْعِدُ إِغْلاقِ السِّيركِ هُوَ تاريخُ مِيلادِ الملوكِ الْمُهَرِّجِينَ / لا أعْرِفُ لِمَاذا أعْشَقُكَ أيُّها الوَهْمُ / أراكَ وأحْلُمُ بِقَاتِلِي / تَزُورُني ضَحِكَاتُ الضَّحايا قَبْلَ المجزرةِ / القَرابينُ عَلى سَاعَةِ الحائطِ في زِنزانتي الانفرادِيَّةِ / كُنْ لِصَّاً أنيقاً كَي تُحْتَرَمَ/وَتَفْتَخِرَ بِكَ سَيِّدَاتُ الْمُجْتَمَعِ الْمُخْمَلِيِّ في قَاعِ البُحَيرةِ/ زُجاجُ أظافري ضِدُّ الرَّصاصِ/ واجْتَمَعَت الأضدادُ في وَصِيَّةِ الْمَحْكُومِ بالإعدامِ/ الصَّوْتُ والصَّدى يَتَقَاتَلانِ عَلى اقتسامِ الغَنائِمِ / لَكِنَّ حُرُوبَنا خَاسِرَةٌ / قَتَلَ البَحْرُ قُلُوبَنَا في الشِّتاءِ الحزينِ كَي يَرِثَهَا ويَرْثِيَهَا .