22‏/10‏/2019

لو تعلمين كم أنا حزين / قصيدة

لو تعلمين كم أنا حزين / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.................

     إِذا سَألَتْ عَنِّي فَراشةٌ / فَقُولُوا لَهَا إِنَّني قَدْ مِتُّ / أَسْقُطُ في آبارِ شَراييني وَحيداً في شِتَاءٍ بِلا قَمَرٍ / لا عَشَاءٌ وَلا شُموعٌ / مَا تَبَقَّى مِن ضَفائرِ الرَّاهباتِ في حِصَارِ بَيْرُوت / أَخْتَبِئُ في أهدابي خَوْفاً مِن أهدابي / وَتَخْتَبِئُ الجيوشُ المهزومةُ في عُلبةِ الكِبْريتِ / الرَّاياتُ مُنَكَّسَةٌ لأنَّ حِكَاياتِ العُشَّاقِ أسرارٌ عَسكرِيَّةٌ / يَذْهَبُ الملوكُ إلى دَوْرَةِ المِيَاهِ العَامَّةِ / وَالعُشَّاقُ يَذْهَبُونَ إلى البَحْرِ في لَيالي الخريفِ / كَي يَمُوتوا غَرَقَاً / فَاغْرَقْ في دُموعي أوْ دِمائي / قَرَّرَ الموْجُ أن يَضَعَ حَدَّاً لِحَيَاتِهِ / فَابْكِي أيَّتُها البَجَعَاتُ في صَحْرَاءِ الكَهْرَمانِ/ أيَّتُها الأميرةُ الْمُثَقَّفَةُ التي لا تُفَرِّقُ بَيْنَ بَابلو بِيكاسو وبَابلو إِسْكُوبار / فَلْيَكُنْ دَمُكِ لَوْحَةً زَيْتِيَّةً / مَاتَ الأيتامُ بَيْنَ الزَّيْتِ والزَّعترِ / وَالفَيَضَانُ يَقْتُلُ كُرَيَاتِ دَمِي بِدَمٍ بَارِدٍ / وَالأمواجُ سَتَضْرِبُ جُدرانَ الْمَعْبَدِ / سَقَطَت الحضَارةُ عِندَما سَقَطَت الأغنامُ في بِئْرِ النِّفْطِ / وَمَاتَ الرَّاعي / وَلَم يَعُدْ هُناكَ تِيجَانٌ / كَي يَرْكَعَ العَبيدُ للمَلِكَاتِ السَّبايا / لَم تَعُدْ هُناكَ رُومانسِيَّةٌ / كَي يُضَاجِعَ الانقلابِيُّونَ بَنَاتِ الملوكِ المخلوعِين /
     أخشابُ مَطْبَخِ بَيْتِنَا في الأندلسِ صَارَتْ نُعوشاً للسُّنونو / يَا غَرِيبُ / لَن تَجِدَ امْرَأةً تَلْبَسُ ثِيَابَ الحِدَادِ بَعْدَ قَتْلِكَ / فَاقْتُلْ طَيْفَكَ البَنَفْسَجِيَّ بِسَيْفِ الزَّيتونِ / وَانْثُر الوَرْدَ الصِّناعِيَّ عَلى تَابُوتِ الضَّبابِ/ وَافْرَحِي أيَّتُها الجرَادةُ العَمْيَاءُ / كُلُّنَا عُمْيَان / تَقَاعَدَ خَفْرُ السَّوَاحِلِ/ وَكُلُّنَا غَرْقَى/
     كُونِي قَاطِعَةَ طَرِيقٍ يا ذِكْرَياتي / وَاقْطَعِي الطريقَ بَيْنَ الرِّئَتَيْنِ / وَازْرَعِي الحواجزَ العَسكرِيَّةَ في أَوْرِدَتي / اكْرَهِيني كَي تَتَزَوَّجَ رَغْوَةُ الدَّمِ رَغْوَةَ القَهْوَةِ / ويَتَحَرَّرَ الذهبُ مِنَ النُّحاسِ / وَيَتَذَكَّرَ عُمَّالُ المناجِمِ الْمُحَاصَرُونَ تَحْتَ الأرضِ وُجُوهَ نِسَائِهِم / خُذِي زُجاجةَ دَمِي تِذْكَارَاً / واكْسِري قَارُورةُ العِطْرِ عَلى أكفانِ العَبيدِ / سَتَنْمُو السَّنابلُ بَيْنَ قَارورةِ الحِبْرِ وقَارورةِ السُّمِّ / فَاشْرَبْنِي أيُّها الموْجُ أوْ لا تَشْرَبْنِي / أنا الْحُزْنُ الْمَنْذُورُ لِقِتَالِ الأحزانِ / فَابْحَثِي عَن أحكامِ الإِعَدامِ في حَمَّالاتِ الصَّدْرِ / سَيَبْحَثُ رَصيفُ المِيناءِ عَن أسرارِ العَبيدِ في زَهْرِ اللوْزِ/ ذَهَبَتْ شَريفاتُ قُرَيْشٍ / ونَحْنُ نَلْعَبُ التِّنسَ مَعَ الصِّرْبِيَّاتِ في حِصَارِ سَرَاييفو / 
     كَيْفَ عَرَفَ حَفَّارُو القُبورِ عُنوانَ مَوْقِعِي الإِلكترونِيِّ ؟ / أُصِيبَ الحمَامُ الزَّاجِلُ بالزَّهَايمرِ / وضَاعَت الرَّسائلُ في أشلاءِ النَّوارسِ / عَلى نوافذِ القُصورِ الرَّمْلِيَّةِ / يَمُوتُ الرِّجالُ في المعارِكِ / وتَظَلُّ قُمصانُ النَّوْمِ للسَّبايا عَلى حِبَالِ الغسيلِ / والجثامِينُ مُرَتَّبَةٌ عَلى أزرارِ قَميصي / والملوكُ الفاتحونَ يَفْتَحُونَ أفخاذَ الجواري / ويُسَجِّلُونَ انتصاراتِ الفُقَراءِ بِاسْمِهِم .