08‏/03‏/2024

دستور رعيان الغنم وديمقراطية البدو الرحل

 

دستور رعيان الغنم وديمقراطية البدو الرحل

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

......................

     تَنْمُو الطحالبُ بَيْنَ ثَدْيَيْكِ أيَّتُها الذُّبَابَةُ العَرْجَاءُ/ والجُيُوشُ البَدويةُ تُجَهِّزُ طُبولَ الحَرْبِ على مَسْرَحِ العَرائسِ / وَذَهَبت الرَّاهباتُ إلى الانتحارِ / وَبَقِيَتْ حُبُوبُ مَنْعَ الحَمْلِ في مَزْهَرِيَّاتِ غُرفةِ الاعترافِ / إنَّ صَوْتَ الرَّصَاصِ مِثْلُ صَهِيلِ الحُبِّ الأوَّلِ / كِلاهُمَا لَمْ يَهْدَأ في الليلِ الرَّهيبِ / الذي يَنْبُعُ مِن أجنحةِ الفَراشاتِ / وَيَصُبُّ في عُرُوقِي البلاستيكيةِ /

     تَتَعَطَّرُ العَرَائِسُ بالمُبِيداتِ الحَشَرِيَّةِ في لَيْلَةِ الذَّبْحِ / وَرَحَلَت السَّنابلُ إلى ضَوْءِ الأمطارِ التي تَغسِلُ نَصْلَ المِقْصَلةِ / وانتَحَرَت البُحَيْرَةُ العَذرَاءُ بَعْدَ خَسَارَةِ بَكَارَتِهَا في مَعركةِ السَّرابِ / بَيْنَ أُمَرَاءِ الحُروبِ وَمُلوكِ الطوائفِ / والعَناكبُ تأكلُ أغشيةَ البَكَارةِ للفَتَيَاتِ الوَاثِقَاتِ مِن حَجْمِ نُهُودِهِنَّ عَلى خَشَبَةِ الإعدامِ / أُطَارِدُ وَجْهي في المساءِ بَيْنَ أبجديةِ النَّخِيلِ ونَشِيدِ القَرَابينِ / فَاصْعَدْ أيُّها السَّرابُ مِن جُثمانِ الصَّحراءِ / وَاحْفَظْ جَدْوَلَ الضَّرْبِ كَي تَحْسُبَ عَدَدَ ضَحَايَاكَ / وَكُن ضَحِيَّةَ أحلامِ الطفولةِ عِندَما يَضِيعُ الحُبُّ الأوَّلُ في الاحتضارِ الثاني /

     أيَّتُهَا الشُّطآنُ العَمْياءُ التي تَبْحَثُ عَن وَجْهِ عَاشِقِهَا في مَطَرِ الخريفِ/ إنَّ مِلْحَ الدَّمْعِ بَنَى في لَحْمِكِ المُرِّ إسطبلًا للخُيُولِ المذبوحةِ/ عَلى مَوائدِ تُجَّارِ الحُروبِ وشُيوخِ القَبائلِ/ وَمِيضُ البَرْقِ يُحْرِقُ أُنوثةِ السَّنابلِ / والقَمْحُ ضَائعٌ بَيْنَ جُثمانِ أبي وَرَايَةِ المعركةِ /

     كَسَرَت الرَّاهباتُ الصَّليبَ الحَدِيدِيَّ / وَصَعِدْنَ إلى بُنْدُقِيَّةِ القَنَّاصِ في بُرْجِ الكَنيسةِ / نَسِيَت الرَّاهباتُ صُكوكَ الغُفرانِ / وَنَزَلْنَ إلى حُبُوبِ مَنْعِ الحَمْلِ في بِئرِ الوَدَاعِ / وَالعَبِيدُ في مُعَسْكَرَاتِ الاعتقالِ لَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أبراجِ الكَنائسِ وأبراجِ المُرَاقَبَةِ / سَأصِيرُ رُومانسيًّا عِندَما يَسقطُ المِكياجُ في حُفَرِ المَجَاري / وَتَرْمِي الزَّوابعُ قُمصانَ النَّوْمِ في حَاوِيَاتِ القُمَامةِ / سَأصِيرُ وَطَنِيًّا عِندَما تَكْتُبُ الرَّاقصاتُ النَّشيدَ الوَطَنِيَّ / وَتُمَارِسُ المُومِسَاتُ الكِفَاحَ المُسَلَّحَ في المَمَالِكِ الضَّائعةِ/ طَرِيقُ الجِرذانِ مُعَبَّدٌ بِنُهُودِ الإمَاءِ المُمْتَلِئَةِ بِحِبَالِ المشانقِ وأجنحةِ الحَشَرَاتِ/ وَفِرَاشُ المَوْتِ لَوْحَةٌ مَنْسِيَّةٌ في مُتْحَفِ الحُبِّ الأوَّلِ / والأغرابُ يُكْمِلُونَ ثَوْرَةَ أحزاني بَعْدَ مَوْتِ قَلبي / أهْدَرْتُ دَمَ النَّهْرِ في مُدُنِ الخِيَانةِ / وأطلقتُ الرَّصاصَ عَلى البَحْرِ في لَيْلِ الانقلاباتِ العَسكريةِ / أَشُكُّ أنَّني عِشْتُ / لَكِنِّي مُوقِنٌ أنَّني سَأمُوتُ / ولا أعْرِفُ هَل أنا القاتلُ أَمِ المقتولُ / لَكِنِّي أعْرِفُ أنَّ دُودَ المقابرِ يَتَشَمَّسُ في قَفَصِي الصَّدْرِيِّ / والجِرذانَ السَّمينةَ تَرْكُضُ في حَنجرةِ ابنةِ حَفَّارِ القُبورِ / وَأخْشَابُ التَّوَابيتِ تَطْفُو عَلى عَرَقِي بَيْنَ المَدِينَةِ الجَارِحَةِ وَالحِكَايَاتِ المَجْرُوحَةِ .