23‏/03‏/2025

رقصة اللبؤة قبل انتحارها

 

رقصة اللبؤة قبل انتحارها

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

..................

     ذَهَبَت النِّساءُ إلى الاحتضارِ / وَبَقِيَتْ جَدَائِلُ الشَّعْرِ مُعَلَّقَةً عَلى حَبْلِ الغسيلِ / وَهَاجَرَتْ بَنَاتُ آوَى مِن فِرَاشِ الزَّوْجِيَّةِ إلى فِرَاشِ المَوْتِ / وَلَيْسَ للثلجِ مُسْتَقْبَلٌ سِوَى اغتصابِ بَنَاتِ أفكاري/ والجَرَادُ يَأكُلُ ضَفَائِرَ النِّسَاءِ في الليلةِ الأخيرةِ مِن صَيفِ الدِّمَاءِ /

     خَرَجَتْ طُيُورُ البَحْرِ مِن لَيْلَةِ الدُّخلةِ وَلَمْ تَعُدْ/ وَالمِكياجُ يَتساقطُ في أنابيبِ الصَّرْفِ الصِّحِّيِّ / سَقَطَت الأقنعةُ عَن وَجْهِ السَّرابِ / والسَّرابُ يَبكي عَلى صَدْرِ الصَّحراءِ / وَهَرَبَت الفِئرانُ مِن السَّفينةِ / وَهَرَبَ الجُنودُ مِنَ المَعركةِ/والرَّايةُ البَيْضَاءُ مُلَطَّخَةٌ بِدَمِ الحَيْضِ للنِّساءِ المُغتَصَبَاتِ / وَجَمَاجِمُ الأطفالُ تُزَيِّنُ أبراجَ المُعْتَقَلاتِ / وَنُهُودُ الرَّاهباتِ المقطوعةُ تُزَيِّنُ أجراسَ الكَنَائِسِ / ورائحةُ الشِّتاءِ في جُلودِ السَّبايا / والمُلوكُ يَبْنُونَ مَلاعِبَ الغولفِ عَلى تَوَابِيتِ العَبِيدِ / والمَلِكَاتُ يَبْحَثْنَ عَن الإسطبلاتِ بَعْدَ الانقلابِ العَسْكَرِيِّ / وَرُعَاةُ البَقَرِ يَحْلِبُونَ نُهُودَ الإمَاءِ /

     وَرْدَةٌ مِنَ البَلاستيكِ حَوْلَ شَاهِدِ قَبْرٍ مَطْمُوسٍ / وَدَمُ السُّنونو عَلى فُرشاةِ أسنانِكِ / وَسَرَطَانُ الثَّدْيِ يَضَعُ الحواجِزَ العَسكريةَ بَيْنَ ثَدْيَيْكِ/ وَتَابُوتُكِ مِن خَشَبِ أثاثِ المَنَافِي المُسْتَعْمَلِ / مَاذا بَقِيَ للدُّودِ في المقابرِ الجمَاعِيَّةِ ؟ / وَأيْنَ أرقامُ القُبُورِ أوْ أرقامُ الزَّنازين ؟ /

     مَرَاحِيضُ الزَّنازينِ الذهبيةُ/ وَالحَمَامُ الزَّاجِلُ مَاتَ عَلى نافذةِ زِنزانتي بَعْدَ أن رَمَى الرَّسائلَ على نُعُوشِ البَحْرِ/ أسعارُ السَّبايا وَفْقَ سِعْرِ بِرْمِيلِ النِّفْطِ / احْتَلَّ الصَّدَأُ صُنْدُوقَ البَريدِ / ولا أَحَدَ يُرْسِلُ لِيَ الرَّسائلَ إلا السَّراب /

     أغشيةُ البَكَارَةِ في مَملكةِ الاغتصابِ مُرَقَّمَةٌ كأبوابِ الزَّنازين / وَنَسِيَت الصَّبايا حَبْلَ الغسيلِ عَلى سُورِ المقبرةِ/ وَشَنَقَ النَّهْرُ نَفْسَهُ بِرَبطةِ العُنُقِ / صَارَتْ رَبطةُ العُنُقِ حَبْلَ المِشْنَقةِ في مُدُنِ التَّطهيرِ العِرْقِيِّ / وَالنَّخَّاسُونَ يَرْمُونَ نُهُودَ الجَوَاري في حَاوِيَاتِ القُمَامَةِ / والجُنودُ الخاسِرُونَ في حَرْبِ الوَهْمِ رَمَوا الأوسمةَ العَسكريةَ في أرشيفِ الوَحْدةِ الوطنيةِ / والكِلابُ البُولِيسِيَّةُ تَبْحَثُ عَن جِيفتي بَيْنَ مَلاقِطِ الحَوَاجِبِ ومَلاقِطِ الغَسِيلِ/ والكَهَنَةُ العَاطِلُونَ عَنِ العَمَلِ يَتَحَرَّشُونَ جِنْسِيًّا بالرَّاهباتِ/وَيَبِيعُونَ صُكُوكَ الغُفرانِ عَلى إشَاراتِ المُرُورِ في مَملكةِ السُّلِّ / وَضَفَائِرُ النِّساءِ المَجْرُوحَاتِ عَاطِفِيًّا في مَزْهَرِيَّاتِ غُرفةِ الاعترافِ / والسَّائِلُ المَنَوِيُّ عَلى فُرشاةِ أسنانِ البُحَيرةِ اليَتيمةِ/ ولا تَزَالُ رَائِحَةُ الجُثَثِ المُتَفَحِّمَةِ في أنفِي / ولا تَزَالُ دَقَّاتُ قُلُوبِ النِّسَاءِ المُغتَصَبَاتِ في أُذُنِي / وأظافِرُ العَبيدِ تَجْرَحُ نُهُودَ الأميراتِ بَعْدَ الانقلابِ العَسكريِّ .