30‏/11‏/2023

الحب في الوقت الضائع

 

الحب في الوقت الضائع

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.........................

     قُلُوبُ السَّبايا حَبَّاتُ كَرَزٍ في مُدُنِ السَّرابِ / وأنا المُهَرِّجُ الذي يُضْحِكُ قُطَّاعَ الطُّرُقِ / وَيَبكي في الغُرفةِ وَحِيدًا / سأبكي أمامَ مَرايا الخريفِ أنهارًا بِلا ضِفَافٍ / مَاذا يَفعلُ المُهرِّجُ بَعْدَ إغلاقِ السِّيرك ؟ / أنا التَّائهُ بَيْنَ كُرَياتِ دَمي وَصَفَّاراتِ الإنذارِ /

     عِندَما يَأتي المساءُ / يَتفجَّرُ الحُزْنُ في أظافري المُضيئةِ / وأرى وُجوهَ الأمواتِ عَلى زُجاجِ نافذتي / وأرى جُثتي المُتَعَفِّنَةَ عَلى زُجاجِ القِطاراتِ / رَائحةُ البُرتقالِ عَلى حَبْلِ المِشنقةِ / وَنَصْلُ المِقصلةِ بِطَعْمِ التُّفاحِ / والسَّمكةُ ابْتَلَعَت الطُّعْمَ في خَريفِ الذِّكرياتِ الحامِضِ /

     أشلائي تَدُورُ مَعَ مِرْوَحةِ السَّقْفِ بِعَكْسِ عَقاربِ السَّاعةِ / وقُمْصَانُ النَّوْمِ على حِبَالِ الغسيلِ أوْ حِبَالِ المشانِقِ / وأكفانُ الفَراشاتِ عَلى بَلاطِ السُّجونِ الباردِ/ والزَّوابعُ تَغتصِبُ سُطُوحَ البُيوتِ أوْ سُطُوحَ الوَداعِ / انكسرَ التاريخُ في أحضانِ عَشيقاتِ مُلوكِ الطوائفِ / انكَسَرَت الجُغرافيا في آبارِ نِفْطِ شُيوخِ القَبائلِ / وبَقِيَ دَمُ الحَيْضِ عَلى دُستورِ الدَّولةِ البُوليسِيَّةِ /

     كُلَّمَا مَاتَ جَسَدِي انْبَعَثَ في جَسَدِ الرِّياحِ / حُطَامُ الرُّوحِ في أرضِ الطاعون/ شَظايا الجماجِمِ في مَملكةِ السَّرابِ/ والأطفالُ في الخنادِقِ/ وجُثَثُ الرِّجالِ في حَاوِيَةِ القُمامةِ عَلى رَصيفِ المِيناءِ / أعِيشُ في نَفْسِي مَعَ نَفْسِي ضِدَّ نَفْسِي / دَمْعُ النِّساءِ عَلى زُجاجِ القِطَاراتِ / وَمَناديلُ الوَداعِ في أزِقَّةِ المَرْفَأ اللازَوَرْدِيِّ / وتُسْحَقُ رُمُوشُ النِّساءِ تَحْتَ بَساطيرِ الجُنودِ /

     كُلَّمَا جُعْتُ رَأيتُ دِمَاءَ أُمِّي في صَحْنِ العَدَسِ في شِتَاءِ الوَداعِ الغامضِ/ أنا غُربةُ الفِضَّةِ في النُّعوشِ الذهبيةِ/ سَأقُولُ للأمواجِ النُّحَاسِيَّةِ / إنَّ أظَافِرَ القَتيلِ تَلْمَعُ كالمطرِ في الخريفِ البَعيدِ / وأظلُّ أبكي في طُرُقَاتِ المَوْجِ الأخضرِ / فِئرانُ السَّفينةِ تأكلُ جُثمانَ الرُّبَّان / والسَّفينةُ تَغْرَقُ في دِمَاءِ النَّوارسِ / والرِّيحُ تَكْسِرُ الأعشابَ حَوْلَ شَاهِدِ قَبْري / وَحَفَّارُ القُبورِ نَسِيَ استلامَ رَاتِبَهُ الشَّهْرِيَّ / وَالفَتَيَاتُ المَجروحاتُ عَاطِفِيًّا يَقِفْنَ بَيْنَ بَوَّابةِ المقبرةِ والحَاجِزِ العَسكريِّ / وَدَمُ الحَيْضِ السَّاخِنُ عَلى بَلاطِ السُّجونِ الباردِ / والضَّبابُ الأسْوَدُ يُحَاصِرُ دَمِي الأخْضَرَ في أبْجَدِيَّةِ البُكَاءِ/

     دَمِي مُوسيقى تَصويرِيَّةٌ للمُسْتَنْقَعَاتِ/ فَاصْعَدْ أيُّها البَعُوضُ الأُرْجُوَانِيُّ مِن كُحْلِ الصَّبايا وجُثَثِ الضَّحايا / سَيَظَلُّ القَمَرُ شَاهِدًا عَلى اغتيالِ الفَراشةِ في الخريفِ المَالِحِ / سَيَظَلُّ الشِّتاءُ شَاهِدًا على اغتصابِ الرَّاهباتِ في دَيْرِ الصَّقيعِ / نَسِيَت الأراملُ فَناجينَ القَهْوَةِ عَلى شُرُفَاتِ الحُرُوبِ الأهليةِ / وَذَهَبْنَ إلى المَوْتِ الرُّومانسِيِّ / والطِّفْلُ المَشلولُ يُخَبِّئُ عُكَّازَةَ أبِيهِ بَيْنَ الفَنادقِ والخَنادقِ .

29‏/11‏/2023

اتفاقية سلام بين راعي الغنم وراعي البقر

 

اتفاقية سلام بين راعي الغنم وراعي البقر

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

..................

     أيُّها العَرْشُ الضائعُ بَيْنَ مُلوكِ الطوائفِ وأُمَرَاءِ الحُرُوبِ / أَيُّها التَّاجُ المكسورُ بَيْنَ مَلاقِطِ الغسيلِ ومَلاقِطِ الحواجِبِ / كُلُّ الطُّرُقَاتِ تُؤدِّي إلى المقبرةِ / لَكِنَّ الحواجِزَ العَسكرِيَّةَ تَفْصِلُ كُرَيَاتِ دَمِي عَن النَّوارِسِ / التي سَتَعُودُ إلى البَحْرِ في لَيْلِ الانقلاباتِ العَسكرِيَّةِ /

     أيَّتُها الذُّبابةُ الحزينةُ / سَتَأكُلُ حَبَّاتُ التُّرابِ مِكْيَاجَكِ / ويَأكُلُ دُودُ المقابرِ صَدْرَكِ كَسَرَطَانِ الثَّدْيِ / وَالقَتيلُ لا يَغارُ مِنَ القَتيلةِ / وَلا خَوْفَ عَلى الأمواتِ مِنَ الأمواتِ / سَيَظَلُّ دَمي النُّحَاسِيُّ يَحْرُسُ بَوَّابَةَ المقبرةِ الحديديةِ مِنَ الصَّدأ/ سَيَظَلُّ دَمْعِي حَاجِزًا عَسكرِيًّا بَيْنَ رَائحةِ اليَاسَمِينِ وَصَوْتِ الرَّصاصِ/سَيَظَلُّ حُزْنُ البَحْرِ جُثَّةً مَجهولةً في بُرْجِ الحَمَامِ/ وَصَفِيرُ القِطَاراتِ يَخْلَعُ أظافرَ النَّوارِسِ/

     صَباحُ الخيْرِ أيُّها الدُّودُ الذي يَأكُلُ جُثَّتي/ قَبْري المائدةُ / ولَحْمي هُوَ الطعامُ / سَلامًا يا شُموسَ بلادي الضَّائعةَ / سَلامًا يَا حَفَّارَ قَبْري / تَحْفِرُ قَبْري بِسُرْعَةٍ / ثُمَّ تَذْهَبُ لاستلامِ الرَّاتِبِ الشَّهْرِيِّ/ وأشجارُ الصَّنَوْبِرِ تُحِيطُ بأظافري النُّحَاسِيَّةِ وأحلامِ الطفولةِ الضَّائِعَةِ /

     سَأَظَلُّ حَيًّا في قَلْبِ الفَراشةِ المَنبوذةِ / التي يَكْسِرُ ضَوْءُ القَمرِ أجْنِحَتَهَا في الخريفِ البَعيدِ / صُرَاخُ الرَّاهباتِ يَخْرُجُ مِن شُقُوقِ حِيطانِ الأديرةِ / وَحَدائقُ الأسمنتِ شَاهِدَةٌ على اغتيالِ اللبُؤَاتِ الأُرْجُوَانِيَّةِ / وَسُعَالُ أبي يَدُلُّ الحَمَامَ الزَّاجِلَ عَلى ضَرِيحِ أُمِّي /

     هُوَ لَن يَعُودَ يا أُمِّي / سَيَظَلُّ يَبكي في الغُروبِ / وتَتساقطُ جَدائلُ اليَتيماتُ على تِلالِ البَرْقِ / أَدُورُ حَوْلَ رَأْسي المقطوعِ / كَمُصَارِعِ ثِيرانٍ جَاءَتْهُ النَّطْحَةُ المُفَاجِئَةُ في قَلْبِ الذِّكرياتِ / سَقَطْتُ في قَاعِ نَفْسِي/ دَخَلْتُ إلى مَنْجَمِ أشلائي / أُنقِّبُ عَن الفَحْمِ أو الذَّهْبِ / لا فَرْقَ في مَملكة الذِّئابِ العَمْياءِ / تاريخُ رِئتي بَيْنَ قَانونِ الطوارئِ وصَفَّارةِ الإنذارِ / وجُغْرافيا دَمْعي بَيْنَ بُرتقالِ المذابِحِ ودُستورِ الدَّوْلةِ البُوليسِيَّةِ/ وَطني لِبَنَاتِ آوَى/ وأنا لِبَنَاتِ أفكاري / يَتكاثرُ حُزْني كالجُثَثِ المجهولة/ دَمعاتي تَنمو كالأشجارِ الغامضةِ في حَديقةِ الدِّيْرِ المُحَاصَرِ بالضَّبابِ الدَّمَوِيِّ / أنا الحاجِزُ العَسكريُّ بَيْنَ الرُّموشِ والحواجِبِ / لَكِنِّي سَأمُوتُ عاشِقًا/ أنا مَحطةُ قِطاراتٍ باردةٌ بَيْنَ الزَّيْتِ والزَّعْتَرِ / لَكِنِّي سَأمُوتُ جَائِعًا / وَالحُزْنُ ضَبْعٌ أعمى يَأكُلُ جُثماني الكريستالِيَّ / أنا حَارِسُ المقبرةِ/ لَكِنِّي نَسِيتُ دِيكُورَها / هَل المقبرةُ مِنَ السِّيراميكِ أو الرُّخامِ ؟ / هَل المقبرةُ تَحْتَ ضَوْءِ الشَّمْسِ أوْ أشِعَّةِ القَمَرِ ؟ / أنا شَاهِدُ القَبْرِ / لَكِنِّي نَسِيتُ مَلامِحَ المَوْتَى / هَل المَوْتَى مُلُوكٌ أوْ مُتَسَوِّلُون ؟ / هَل المَوْتَى جُنودٌ مَجْهُولُونَ أوْ قادةٌ مَهزُومُون ؟ .

28‏/11‏/2023

نهر بين الحب والكراهية

 

نهر بين الحب والكراهية

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.....................

     المَرْأةُ التي أَخَذَتْ قَلْبي لَمْ تُرْجِعْهُ / أنا جُثَّةٌ هَامدةٌ بلا قَلْبٍ/خَرَجَتْ أحزانُ القَمَرِ ولَم تَعُدْ/ دَمي يَمشي إلى البَحْرِ في لَيْلَةٍ خَريفِيَّةٍ باردةٍ غامضةٍ / فَيَا أيُّها المَنبوذُ في مَملكةِ البَارودِ / ادْرُس الرِّياضياتِ مَعَ عِظَامِ المَوْتَى / كَي تُفَرِّقَ بَيْنَ أرقامِ القُبورِ وأرقامِ الزَّنازين /

     أَرِثُ نَفْسِي بَعْدَ مَوْتِي/ ولَن أسْمَحَ للنَّهْرِ أن يَرِثَنِي/ أرْثِي نَفْسِي بَعْدَ مَوْتِي/ ولا تَسْتَحِقُّ الرِّمالُ المُتحرِّكةُ شَرَفَ رِثَائِي / وأبْنِي مَملكتي بَيْنَ السَّنابلِ المُضيئةِ التي تَحْرُسُ قَبْرَ أُمِّي / أنا الحَدَّادُ العاطلُ عَن العَمَلِ / وذِكْرياتي تائهةٌ بَيْنَ مَساميرِ الصُّلْبانِ ومَساميرِ النُّعوشِ /

     كَمَا تَضيعُ الحضارةُ بَيْنَ حَبْلِ الغسيلِ وحَبْلِ المِشْنقةِ / تَضِيعُ اليَتيماتُ بَيْنَ السَّائِلِ المَنَوِيِّ وَسَائِلِ الجَلْيِ / انكَسَرَتْ أُنوثةُ السَّنابلِ بَيْنَ مَلاقِطِ الغسيلِ ومَلاقِطِ الحَوَاجِبِ/ كَيْفَ سَيَهْرُبُ صَدْرُكِ أيَّتُها البُحَيرةُ العَرْجَاءُ مِن سَرَطَانِ الثَّدْيِ ؟/ طُيُورُ البَحْرِ تَزْرَعُ شَوَاهِدَ القُبورِ بَيْنَ النَّعناعِ ومَنادِيلِ أُمَّهَاتِنا / والرَّاهباتُ العَمْيَاوَاتُ يَحْفَظْنَ جَدْوَلَ الضَّرْبِ / كَي يَحْسُبْنَ عَدَدَ المساميرِ في الصُّلْبَانِ / التي يَكْسِرُهَا ضَوْءُ القَمَرِ في الشِّتاءِ الدَّامِي /

     أيُّهَا الحُلْمُ المَيْتُ في الرَّصَاصِ الحَيِّ/ مَاتَ الرِّجالُ عَلى رَصِيفِ المِيناءِ / مَاتت النِّسَاءُ في مَناديلِ الوَدَاعِ / مَاتَ الوَطَنُ في الذِّكرياتِ / مَاتت الذِّكرياتُ في الأُغْنِيَاتِ / كُلُّ شَيْءٍ مَات / وَلَمْ يَعُدْ في هَذِهِ المدينةِ الحزينةِ مَنْ يَضَعُ الزُّهُورَ عَلى القُبورِ / الجُثَثُ مُوَزَّعَةٌ بَيْنَ صَفِيرِ القِطَاراتِ في أجنحةِ الحَمَامِ الزَّاجِلِ / وَصَفَّارَاتِ الإنذارِ في مُدُنِ الطاعونِ /

     أيَّتُها القُبورُ النُّحَاسِيَّةُ في الرَّصَاصِ المَطَّاطِيِّ/ مَتى نَعُودُ إلى جَثامينِ آبائِنا تَحْتَ صَوْتِ الرَّعْدِ؟/ أحزانُ النَّخيلِ ضَائِعَةٌ بَيْنَ الكُرْسِيِّ الهَزَّازِ والكُرْسِيِّ الكَهْرَبَائِيِّ / سَتَمُوتُ الطيورُ / وَلَن تَعُودَ إلى البَحْرِ في المساءِ الخريفِيِّ / وَعَلَيَّ وَحْدِي أن أمْشِيَ خَلْفَ نَعْشِ أُمِّي في حُقولِ الغُروبِ /

     جَثامينُ اليَتيماتِ حَوَاجِزُ عَسْكَرِيَّةٌ بَيْنَ الزَّيْتِ والزَّعْتَرِ/ وَشَظَايَا رِئَتي تُفَّاحَاتٌ/ وأجنحةُ الفَرَاشَاتِ سَكاكينُ / والرِّيحُ لا تُفَرِّقُ بَيْنَ دَمِ الجنودِ الأحمرِ وأحْمَرِ الشِّفَاهِ للسَّبايا / أنا المساءُ الحزينُ / خَانَتْنِي مَرَافِئُ الضَّبَابِ بَيْنَ الفَجْرِ الكَاذِبِ والفَجْرِ الصَّادِقِ / عِشْتُ لأعيشَ تَحْتَ الأرضِ فَأرَ تَجَارُب / لا لَمَعَانُ عُيونِ الشَّركسياتِ أحْيَا عِظَامي / ولا بَيَاضُ أسنانِ البُوسنِيَّاتِ قَتَلَ ذِكْرَياتي / التَّوابيتُ مَصنوعةٌ مِنَ الخشبِ الفاخِرِ / وَمَصْفُوفةٌ في عَرَبَاتِ القِطَارِ / كالعُطورِ النِّسائيةِ في الخريفِ الباردِ / وَلَمْ تَكُنْ طُفولتي سِوى ظِلالِ نَوْرَسٍ / دَخَلَ في جُرُوحِ البَحْرِ / وَلَمْ يَخْرُجْ .

27‏/11‏/2023

النشيد الوطني للدويلات البدوية اللقيطة

 

النشيد الوطني للدويلات البدوية اللقيطة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

..........................

     أُبَايِعُ رَاعي الغَنَمِ مَلِكًا على القَطيعِ/ الذي يَسيرُ إلى الهاويةِ/ أُبَايِعُ رَاعي الغَنَمِ عَدُوًّا للغَنَمِ / وأدْعَمُ الوَحْدةَ الوَطنيةَ في الملاهي الليلِيَّةِ / مَاتت أسماءُ السُّجناءِ / وَبَقِيَتْ أرقامُهُم /

     أَخِي الإنسان/ أيُّها الذِّئْبُ الذي يَزرعُ كَبْسُولةَ السِّيَانَيْدِ في حَبَّةِ الكَرَزِ/ اتْرُكْ رَغيفَ الخُبْزِ للأرملةِ الرَّمَادِيَّةِ / أنا الضَّحِيَّةُ / لَكِنِّي قَتَلْتُ قَاتِلي/ والرِّيحُ تُخَبِّئُ البَنادقَ الآلِيَّةَ في أرغفةِ الخُبْزِ / لا جَسَدي ذِئبٌ/ ولا أظافري لَيْلَى / قَتَلْتُ الذِّئْبَ في حَنْجَرتي/ وَصِرْتُ ذِئْبًا / لا أُهَاجِمُ الأغنامَ / بَلْ أُهَاجِمُ الرَّاعي / أنا الحُزْنُ الذي يَغْسِلُ أشِعَّةَ القَمَرِ بالبَارُودِ / أنا انقلابُ السُّنبلةِ على الأرْزَةِ / أنا الانقلابُ وَحَبْلُ المِشْنقةِ / أنا السَّجينُ والسَّجَّانُ / ولا سِجْنَ إلا الذِّكريات / مَاتَ الفُرْسَان / فما فائدةُ إسطبلِ الخُيُولِ ؟ / مَشى قَطيعُ الغَنَمِ إلى الهاويةِ تَحْتَ أشِعَّةِ القَمَرِ الرَّصاصيةِ / وَمَشى الرَّاعي إلى قَميصِ النَّوْمِ عَلى حَبْلِ الغسيلِ بَعْدَ مَوْتِ زَوْجته /

     ضَوْءُ القَمرِ شَاهِدٌ على بُكائي في ليالي الشِّتاءِ / والرِّيحُ المشلولةُ شَاهِدةٌ على انكسارِ عُكَّازِ أبي في ليالي الانقلاباتِ العَسكريةِ / وَرَاعي الغَنَمِ بَاعَ فِلِسْطِينَ لِرَاعِي البَقَرِ / وَرَاعي الغَنَمِ سَلَّمَ مَفاتيحَ الأندلسِ لِرَاعي الخنازيرِ / تَاريخُ السَّرابِ يَكْتُبُهُ الرُّعْيان / لا زَمانٌ ولا مكان /

     مَساميرُ نَعْشِي فَريسةٌ / وجُثماني قَفَصٌ ذَهبيٌّ/ وَدُمُوعُ أُمِّي تَتساقطُ في غِرْبالِ الجُثَثِ/ وَرَائحةُ الشَّمْسِ تَكْسِرُ شَوَاهِدَ القُبورِ النُّحَاسِيَّةَ / والطحالبُ تُحاولُ الخروجُ مِنَ المُسْتَنْقَعِ تَحْتَ ضَوْءِ القَمَرِ الذي سَيَمُوتُ / وَحْدَهُ ضَوْءُ القَمرِ هُوَ سَيِّدُ المُسْتَنْقَعَاتِ في مَملكةِ السَّرابِ /

     السَّفينةُ تَغْرَقُ/ والأسماكُ أكَلَتْ جُثةَ الرُّبَّانِ / وَفِئرانُ السَّفينةِ مَشلولةٌ على الكراسي المُتحرِّكةِ/ لا وَقْتٌ للبُكاءِ / ولا فُرْصَةٌ للهَرَبِ / أنا المطرُ الأصفرُ / كانَ عَلَيَّ أن أعْرِفَ أنَّ أحلامَ الطفولةِ أقصرُ مِن حَبْلِ البِئرِ / أنا الذاكرةُ المَنْسِيَّةُ / كانَ عَلَيَّ أن أعْرِفَ أنَّ أحزانَ الشَّركسياتِ أكبرُ مِن غَاباتِ القُوقازِ / أنا الطِّفلُ اليتيمُ / كانَ عَلَيَّ أن أعْرِفَ أنَّ جَدَائِلَ أُمِّي أطْوَلُ مِن حَبْلِ المِشنقةِ /  أنا الرُّومانسيُّ المَنبوذُ / كانَ عَلَيَّ أن أعْرِفَ أنَّ فِرَاشَ الموْتِ أدْفَأُ مِن فِرَاشِ الزَّوْجِيَّةِ /

     سَيَبْدَأُ تاريخُ أحزانِ النِّساءِ مِن قَميصِ عُثمانَ لا قَميصِ النَّوْمِ / أظافرُ السُّجَنَاءِ تُضِيءُ عَتَمَةَ المَمَرَّاتِ بَيْنَ الزَّنازين / فيا أيُّها البَحَّارُ المَشلولُ بَيْنَ فِئرانِ السَّفينةِ وفِئرانِ التَّجَارُبِ / سَوْفَ تَسقطُ النَّوارِسُ في رِئَةِ البَحْرِ عِندَ الغُروبِ / لَكِنَّ الدِّماءَ سَتُشْرِقُ مِن جَديدٍ في الزَّنازينِ الانفرادِيَّةِ / وَتَرْتدي البُحَيرةُ تَنُّورةً فَوْقَ الرُّكبةِ / وَتَتَجَوَّلُ بَيْنَ شَوَاهِدِ قُبورِ الجُنودِ .

26‏/11‏/2023

بلد الأنوثة المتوحشة

 

بلد الأنوثة المتوحشة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...........................

     أَكَلَت الحَشَرَاتُ مِزْمَارَ الرَّاعي تَحْتَ ضَوْءِ القَمَرِ / وَنَحْنُ سَائِرُونَ إلى الهاويةِ الزُّمُرُّدِيَّةِ / والأطفالُ يَسْحَبُونَ جُثَثَ أُمَّهَاتِهِم عَلى رَصيفِ المِيناءِ / وَمِيضُ البَرْقِ فَوْقَ تِلالِ الجماجِمِ / وَصَوْتُ الرَّصاصِ قُرْبَ جَدائلِ العاصفةِ/ والرَّاهبةُ العَمْيَاءُ سَقَطَ طَقْمُ أسنانِها في رَنينِ الشِّتاءِ البَعيدِ/

     أيُّها الرُّبَّانُ المحكومُ بالغَرَقِ والذِّكرياتِ / أَعْطِني البُوصَلةَ قَبْلَ أن تَموتَ/ كَي أُحَدِّدَ مَوْقِعَ قَبْري بَيْنَ غَابةِ الكَهْرَمانِ والخريفِ البَعيدِ / نَعِيشُ بَيْنَ الحواجِزِ العَسكريةِ وَفِئرانِ السَّفينةِ / نَحْنُ فِئرانُ التَّجَارُبِ / نَسألُ حَفَّارَ القُبورِ/ مَتى نَفِيقُ مِن هَذا الكابوسِ؟/ سَتُصْبِحُ غُرفةُ الإعدامِ بالكُرْسِيِّ الكَهْربائِيِّ مُتْحَفًا للأغرابِ/وَيُصْبِحُ الكُرْسِيُّ الكَهْرَبائِيُّ عَرْشًا للمَلِكِ المخلوعِ في أرشيفِ الكُوليرا/

     قَبْلِ مَوْتِ أُمَّهَاتِنا / سَنَزْرَعُ النَّعناعَ في مَناديلِ الوَداعِ / وَبَعْدَ مَوْتِ آبائِنا / سَنَزْرَعُ الذِّكرياتِ عَلى سُطوحِ القِطاراتِ / جُثماني حَاجِزٌ عَسكريٌّ بَيْنَ الشَّركَسِيَّاتِ والبَدَوِيَّاتِ / وَعَلَيَّ أن أصنعَ تاريخَ الهاويةِ الأُرْجُوانِيَّةِ بَيْنَ الأراملِ والمُطَلَّقَاتِ / وَدَاعًا لِكُلِّ النِّساءِ/ قَتَلْنَا الذِّكرياتِ في الخريفِ/ والصَّقيعُ دَفَنَ الحُبَّ في الخنادقِ / دَمي الأخضرُ عَلى الثلجِ الأزرقِ / والأطفالُ يَلْعَبُونَ بالثلجِ بَعْدَ دَفْنِ آبائِهِم في آبارِ القُرى المَنْسِيَّةِ / ضَوْءُ القَمرِ هُوَ الشَّاهِدُ عَلى اغتيالِ الضَّحايا / وحَبَّاتُ التُّفاحِ مُرَقَّمَةٌ كالزَّنازينِ الانفرادِيَّةِ / والبَحْرُ يَكتبُ قَصائدَ الرِّثاءِ للنِّساءِ المُغْتَصَبَاتِ / والنَّهْرُ اليَتيمُ يَبِيعُ العِلكةَ عَلى إشاراتِ المُرورِ / ويَقِيسُ النَّخَّاسُونَ حَجْمَ صُدُورِ السَّبايا بالأحذيةِ العَسكريةِ / وَالإعصارُ اغْتَصَبَ الذِّئبةَ في بِئْرِ القَرْيةِ المنبوذةِ / وَشَاحِناتُ الخُضَارِ مُعَبَّأةٌ بالإمَاءِ والذِّكرياتِ والانقلاباتِ العَسكريةِ / والعَبيدُ يُضَاجِعُونَ المَلِكَاتِ بَعْدَ الانقلابِ العَسْكَرِيِّ تَحْتَ ضَوْءِ القَمَرِ /

     غَرِقَت السَّفينةُ / وَصَارَتْ جُلُودُ فِئرانِ السَّفينةِ أعلامًا مُنَكَّسَةً للبَدْوِ الرُّحَّلِ / يُخَزِّنُ شُيُوخُ القَبائلِ النِّفْطَ في حَناجرِ العَصافيرِ/ ويُخَبِّئُ مُلوكُ الطوائفِ الدَّمَ في مَناديل الوَداعِ/ويَختبئُ الملوكُ المخلوعونَ في الملابسِ الدَّاخِلِيَّةِ للسَّبايا / الوَاثقاتِ بِدُستورِ الوَحْدةِ الوَطنيةِ / وَتَتَسَاقَطُ أجنحةُ الجَرَادِ في صَحْنِ السَّلَطَةِ / يَا ضَوْءَ القَمرِ في الخريفِ الرَّصَاصِيِّ / لا تَحْزَنْ عَلَيَّ حِينَ يَنمو النَّعناعُ في شُقوقِ خُدُودي / وَلا تُشْفِقْ عَلَيَّ / حِينَ تَخْرُجُ الكِلابُ البُوليسِيَّةُ مِن ثُقوبِ أظافري /

     لا تَكْرَهِيني أيَّتُها الشَّمْسُ / عِشْتُ تَحْتَ الأرضِ مَعَ جُثةِ أُمِّي / لا تَكْرَهْني أيُّها القَمَرُ / مُتُّ تَحْتَ الأرضِ مَعَ عُكَّازةِ أبي / مَا فائدةُ أن تُغَنِّيَ طُيورُ البَحْرِ عِندَ نافذةِ السِّجْنِ / وَفِرَاشُ الموْتِ عَلى بَلاطِ زِنزانتي الانفرادِيَّةِ ؟ .

25‏/11‏/2023

رصاصة بين القناص ورغيف الخبز

 

رصاصة بين القناص ورغيف الخبز

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.......................

أنا طِفْلُ المدارسِ المَنْسِيَّةِ تَحْتَ قَصْفِ الطائراتِ / نَسِيتُ دَفْتَرَ الرِّياضياتِ على الحَاجِزِ العَسكريِّ / وَنَسِيتُ جَدائلَ أُمِّي في حَقيبتي المدرسيةِ / نَسِيَ الأغرابُ الرَّسائلَ الغرامِيَّةَ على نَوافذِ البُيوتِ / ونَوافِذُ البُيوتِ مِن عِظامِ الأطفالِ / رُبَّمَا أعُودُ إلى شَاطئِ البَحْرِ تَحْتَ قَمَرِ الخريفِ / وأُمَارِسُ هِوَايَةَ الطفولةِ / أن أبْحَثَ عَن الرَّبيعِ بَيْنَ الجُثَثِ النُّحاسيةِ والرَّصاصِ المطاطِيِّ /

خَبَّأْنَا البَارُودَ في أكياسِ الطحين / طِفْلٌ يَتيمٌ يَرْكُضُ إلى النَّهْرِ في لَيْلةٍ بَاردةٍ / وفي الصَّباحِ الماطرِ / تُصْبِحُ جُثةُ الطِّفْلِ حَاجِزًا عَسكريًّا بَيْنَ الشَّركسياتِ والبُوسنياتِ / جَسَدي طَعامُ الدُّودِ / جَهِّزي الوَلائِمَ يَا رائحةَ الشَّمْسِ حَوْلَ شَواهِدِ القُبورِ / حُزني شَرَابُ الأيتامِ / وَتَنْشُرُ الأراملُ الغَسيلَ عَلى سُورِ المقبرةِ / والبَاعةُ المُتَجَوِّلُونَ يَبيعونَ الأكفانَ المُسْتَوْرَدَةَ في أزِقَّةِ المِيناءِ المهجورِ /

أَضَعُ جُثتي في حَقيبتي المدرسيةِ / وَأركضُ إلى المدرسةِ يَتيمًا حَافِيًا / يَعْشَقُ أشِعَّةَ القَمَرِ في ليالي البُكاءِ / أدْرُسُ الرِّياضيات مَعَ الجَرَادِ / وتَتساقطُ أجنحةُ الجَرَادِ في صَحْنِ السَّلَطَةِ / عَلى طَاولةِ الجِنِرَالِ في مَوَاسِمِ التَّطْهِيرِ العِرْقِيِّ / وَأُحَلِّلُ العَناصرَ الكيميائِيَّةَ في دِمَاءِ البَحْرِ / كَي أحْسُبَ عَدَدَ الجُثَثِ المَنْسِيَّةِ في طُرُقَاتِ المرفأ الغريقِ / أَسْمَعُ صُرَاخَ رَاهِبَةٍ مُغْتَصَبَةٍ في دَيْرٍ بَعيدٍ / لَكِنَّ الثلجَ يَفْصِلُ شَراييني عَن صَفَّاراتِ الإِنذارِ / في مُدُنِ الكُوليرا والانقلاباتِ العَسكريةِ /

الحكومةُ عَشيقتي الخائنةُ / وأنا أخُونُ قَلْبي مَعَ قَلْبي / كُلُّنا خَائِنُونَ في مَدينةِ الوَدَاعِ / والجُثَثُ لا تَزالُ تَحْتَ الأنقاضِ / والأيتامُ يَلْعَبُونَ بِكُرَياتِ دَمِهِم في طُرُقَاتِ الصَّقيعِ / والطريقُ إلى الدَّيْرِ مُعَبَّدٌ بأغشيةِ البَكارةِ للرَّاهباتِ المُغْتَصَبَاتِ / وَدَمُ الحَيْضِ عَلى الصُّلْبان / الجماجمُ الكريستاليةُ مُعَلَّقةٌ عَلى حَبْلِ الغسيلِ فَوْقَ سَطْحِ بَيْتِنا المهجورِ / أسْمَعُ بُكاءَ أُمِّي في لَيالي الشِّتاءِ الطويلِ / رَنِينُ دَمْعِها يَكْسِرُ مَساميرَ نَعْشي/ ولا أعْرِفُ هَل مَاتَ أبي أَمْ لَمْ يَمُتْ/ والأيتامُ يَنتظِرُونَ أمامَ الحواجِزِ العَسكريةِ / كَي يَسْتَلِمُوا جُثَثَ آبَائِهِم/ تقاعدَ حَفَّارُ القُبورِ/ والرُّفَاتُ يُهَنِّئُ الأمواتَ /

يُولَدُ الأطفالُ تَحْتَ أنقاضِ البُيوتِ / وألعابُهُم تَتَكَسَّرُ تَحْتَ حَوَافِرِ الخُيولِ الضَّوئيةِ / كَيْفَ يُفَرِّقُ الفُقراءُ بَيْنَ رَغوةِ الدِّماءِ وَرَغوةِ القَهوةِ ؟/كَيْفَ تُفَرِّقُ الطِّفلةُ العَمياءُ التي تَبِيعُ العِلكةَ على إشاراتِ المرورِ بَيْنَ السَّياراتِ الحكوميةِ وَعَرَبَاتِ نَقْلِ الموتى ؟ / أَشُمُّ عِطْرَ ابْنَةِ حَفَّارِ قَبْرِي / وَيَنْمُو التُّفَّاحُ بَيْنَ أصابعي / وَتَبكي نَوارسُ البَحْرِ على أشجارِ المقبرةِ / وتأتي أُمِّي مِن أرشيفِ الضَّحايا / كَي تَبْحَثَ عَن قَبْري أوْ قَبْرِ أبي / وَغَابَتْ شَمْسُ الذِّكرياتِ وَراءَ التِّلالِ الحزينةِ .

24‏/11‏/2023

وطن ميت يليق بفئران التجارب

 

وطن ميت يليق بفئران التجارب

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...........................

     نَحيا ونَموتُ / أوْ نَموتُ ونَموتُ / حَيَاتُنا الوَهميةُ كَانت مَوْتًا غَامضًا / وُجُودُنا المُؤَقَّتُ كَانَ مَوْتًا يُفْضِي إلى الموتِ / لَكِنَّنا نَخْجَلُ مِنَ النَّظَرِ في المرايا / كُنَّا مِثْلَ الفُقَرَاءِ الذينَ لا يَمْلِكُونَ ثَمَنَ إِعلانِ النَّعْيِ في الجريدةِ / تَرَكُوا إعلاناتِ النَّعْيِ لِمُلوكِ الطوائفِ وشُيوخِ القَبائلِ /

     رَاعي الغَنَمِ يُكَرِّمُ الفَيْلَسُوفَ/وَيَتَصَدَّقُ عَلَيْهِ بِوِسَامِ الثقافةِ/ وَيُشَجِّعُهُ عَلى المُضِيِّ نَحْوَ الهاويةِ/ يَسيرُ القَطيعُ إلى حَافَةِ الجَبَلِ / ويَسْقُطُ في الهاويةِ / بَعيدًا عَن صَوْتِ مِزْمَارِ الرَّاعي / بَعيدًا عَن الرُّومانسيةِ التائهةِ بَيْنَ النِّعاجِ والحواجِزِ العَسكريةِ / رَمْلُ الصَّحْراءِ يُكَوِّنُ جَيْشًا مِنَ البَدْوِ الرُّحَّلِ لِتَحريرِ الأندلسِ / وَالبَدَوِيَّاتُ والغَجَرِيَّاتُ يَتَقَاسَمْنَ خِيَامَ اللاجئين / والأراملُ يَكْتُبْنَ قَصَائِدَ الحُبِّ عَلى عِظامِ الغَرْقى / وقَهْوَةُ العُشَّاقِ تُولَدُ عَلى طَاولاتِ المطاعِمِ الرَّخيصةِ / والشَّايُ الأخضرُ يَكتبُ تاريخَ الدَّورةِ الدَّمويةِ / لا تاريخٌ لِحُزْني إلا المرايا / ولا جُغرافيا لِدُموعي إلا التِّلال /

     في قَلْبي مَقبرةٌ مُحَاصَرَةٌ بَيْنَ الرُّخامِ والسِّيراميك / رَجُلٌ يَغارُ على امرأةٍ مِن زَوْجِها / وَالحُبُّ وَهْمٌ في أرشيفِ الضَّحايا / في مَقاهي العَاطِلِينَ عَن الوَطَنِ / تُرَبِّي الأرملةُ الكريستالِيَّةُ أبناءَها / لِيَصيروا بَراويزَ عَلى الحِيطان / كَأنَّني سَائِقُ حَافِلَةٍ جَميعُ رُكَّابِهَا مِنَ العَبيدِ والسَّبايا / كأنَّ غِشَاءَ البَكَارَةِ حَاجِزٌ عَسكريٌّ بَيْنَ مَساميرِ النَّعْشِ وفِرَاشِ الموْتِ/ هَل أنا القائدُ الرَّمْزُ في مَملكةِ السَّرابِ أَم الضَّحيةُ الغامضةُ في غَاباتِ الكَهْرَمان ؟ /

     في آخِرِ لَيالي الخريفِ / تَغْسِلُ الأمطارُ الحواجزَ العسكريةَ / وتَظَلُّ الجُثَثُ مَجْهُولَةَ الهُوِيَّة / الفُقَراءُ يَنتظِرُونَ أمامَ الحواجزِ العَسكريةِ لاستلامِ جُثَثِ أقارِبِهِم / خَرَجُوا مِنَ الزَّمانِ لِيَعيشوا في الذِّكرياتِ/ والذِّكرياتُ انقلابٌ عَسكريٌّ ضِد الزَّمانِ والمكانِ/ والشُّعَراءُ يَبْحَثُونَ عَن الإيقاعِ بَيْنَ الجثامين / فيا أيُّها الغريبُ / إنَّ الذينَ حَمَلُوا نَعْشَكَ ذَهَبُوا ولَم يَعُودوا / وأنا الطِّفْلُ الضائعُ بَيْنَ شَواهدِ القُبورِ البلاستيكِيَّةِ / مَا فَائدةُ أن أكُونَ زَهْرَةً بَيْنَ أضرحةِ الحَمَامِ الزَّاجِلِ ؟ / مَا فَائدةُ أن يَنْبُتَ النَّعناعُ في قَلْبي بَعْدَ مَوْتِ قَلْبي ؟ /

     أبْحَثُ في حُطامِ قَلْبي عَن مِنديلِ أُمِّي / أنا مُؤَرِّخُ الأنقاضِ في مَملكةِ الزَّبَدِ / أنا المُهَرِّجُ الذي يَنتظِرُ الرَّاتبَ الشَّهْرِيَّ / لَكِنَّ السِّيركَ مُغْلَقٌ أمامَ جُثمانِ أبي / وَلَمْ أجِدْ مِرْآةً في بَيْتِنا كَي أبكيَ أمَامَهَا / وَلَمْ أجِدْ امرأةً كَي أبكيَ عَلى صَدْرِها / حَياتي انتظارٌ في مَحطةِ القِطَاراتِ / وَجْهُ امرأةٍ يَتَكَسَّرُ وَرَاءَ زُجَاجِ القِطَارِ / الذي تُحَطِّمُهُ أمطارُ الخريفِ .

23‏/11‏/2023

حياتي على فراش الموت

 

حياتي على فراش الموت

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.........................

     مَن الذي ابْتَلَعَ الطُّعْمَ / الصَّيادُ أَم السَّمكةُ ؟ / دَمُ الحَيْضِ على زُجاجِ القِطاراتِ / وأشلاءُ اليَمامِ المذبوحِ تتناثرُ على سُطوحِ القِطاراتِ / يَصْعَدُ النَّعناعُ مِن بَلاطِ الزَّنازين / أيَّتُها الرَّاهبةُ المشلولةُ / تَلْمَعُ جَدَائِلُكِ تَحْتَ وَميضِ البَرْقِ البَعيدِ / والأطفالُ يَرْكُضُونَ إلى جُثَثِ أُمَّهَاتِهِم وَقُبورِ آبَائِهِم في الخريفِ الباردِ / أظافرُ القَتلى النُّحَاسِيَّةُ في غَابةٍ غَامضةٍ مِن أجنحةِ الفَراشاتِ/ جُثَّتانِ وَعَشَاءٌ عَلى ضَوْءِ الشُّموعِ/مَن المَيْتُ فِينا وَمَن الحَيُّ ؟/ ذَهَبَ الأطفالُ إلى المَوْتِ / وَبَقِيَتْ ألعابُهم على سُورِ البَيتِ المهجورِ/أنا النَّسْرُ المنبوذُ في مَدينةِ الكُوليرا/والنُّسورُ تَحُومُ حَوْلَ جُثتي/

     أيُّها الوَطَنُ الضَّائعُ بَيْنَ حَبْلِ الغسيلِ وَحَبْلِ المِشنقةِ / هَل مُسْتَقْبَلُ النِّساءِ المُغْتَصَبَاتِ سَيَأتي مِن مَلاقِطِ الغَسِيلِ أوْ مَلاقِطِ الحَوَاجِبِ ؟ / الدَّمُ يَكْسِرُ نَبَضَاتِ قَلْبي/ والمطرُ يَغْسِلُ نَوَافِذَ السِّجْنِ الحديديةَ مِنَ الصَّدأ / والحَمَامُ الزَّاجِلُ يَبيضُ عَلى سَقْفِ سِجْني / والرَّسائلُ ضَاعَتْ بَيْنَ الحواجزِ العسكريةِ والبَحْرِ المُحَاصَرِ بالذِّكرياتِ البلاستيكيةِ والنُّعوشِ النُّحَاسِيَّةِ /

     أيُّها المنبوذُ في الضَّبابِ الأزرقِ/ أنتَ وَحْدَكَ الخارجُ عَلى قَانونِ المطرِ/الأكفانُ البَيضاءُ تُغطِّي الأثاثَ المُسْتَعْمَلَ في بَيْتِنا المهجورِ/ والتُّفاحُ يَنمو في رَائحةِ الكاوتشوكِ المُحترِقِ/وأجنحةُ الذُّبابِ تُغطِّي جُثَثَ النِّساءِ المُغْتَصَبَاتِ/أجلسُ على رَمْلِ الشاطئِ/لكنَّ دَمي يَركضُ إلى حَنجرةِ البَحْرِ /

     صَاعِدًا إلى ظِلالِ القَتْلى / أنا العاري تَحْتَ قَمَرِ الخريفِ/ وَلَم ألْبَسْ قَميصَ عُثمان / جَماجمُ النِّساءِ المُغْتَصَبَاتِ هِيَ مَصابيحُ مُضيئةٌ / عَلى حَبْلِ الغسيلِ في الخريفِ الباردِ / ضَفائرُ اليَتيماتِ تَرتعشُ عَلى زُجاجِ النَّوافذِ المغسولِ بِصَفيرِ القِطاراتِ البَعيدِ/ حَمَلْتُ جُثتي على ظَهْري / وَمَشَيْتُ إلى ضَريحِ أبي تَحْتَ المطرِ النُّحَاسِيِّ/ ولَم تَكُن أشلاءُ البَحْرِ سِوى شُوكولاتةٍ بِطَعْمِ دِماءِ الضَّحايا /

     أيُّها الوَطَنُ التَّائِهُ بَيْنَ المَجَازِرِ القَديمةِ والمَجَازِرِ الجديدةِ / ماذا استفادَ الأيتامُ مِنَ التاريخِ ؟ / ماذا استفادت اليَتيماتُ مِنَ الجُغرافيا ؟ / حَبَّاتُ الكَرَزِ مَلْفُوفةٌ بِثِيابِ الحِدَادِ / وجَدائلُ البَناتِ مَعروضةٌ عَلى حِبالِ الغسيلِ / النِّساءُ مُعَلَّقَاتٌ مِن أثدائِهِنَّ على بَابِ المدينةِ / والفُقَراءُ يَكْتُبُونَ الرَّسائلَ الغرامِيَّةَ لِبَناتِ آوَى / ذَهَبَ الأطفالُ إلى الموْتِ / وسَقَطَ دَمْعُهم السَّاخنُ في فُوَّهاتِ المَدَافِعِ / وَبَقِيَتْ ألعابُهُم البلاستيكيةُ عَلى سِكَكِ الحديدِ المهجورةِ/ لا أرى قِطاراتٍ في هَذِهِ المدينةِ الحزينةِ / لَكِنِّي أسْمَعُ صَفيرَ القِطاراتِ يَخْرُجُ مِن ثُقوبِ جِلْدِي / الجماجمُ على حَبْلِ الغسيلِ / والأيتامُ يَبْحَثُونَ عَن مَلاقِطِ الغسيلِ / بَيْنَ الجُثَثِ الخضراءِ والبَحْرِ الدَّمَوِيِّ .

22‏/11‏/2023

سيناميس

 

سيناميس

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

........................

     أيَّتُها الشَّركسيةُ السَّاكنةُ في عُيوني / أنا مَيْتٌ / وأنتظرُكِ كَي تُحْيِيني / لَوْ تَعْرِفِينَ كَم أتعذَّبُ في ليالي الشِّتاءِ / أركضُ في طُرُقَاتِ الرَّحيلِ / وَحيدًا كالبَحْرِ المذبوحِ / خَائِفًا كَرَصَاصَةِ القَنَّاصِ / تائهًا كالقِطَطِ الضَّالَّةِ / مَنْبُوذًا كَنَافِذَةِ السِّجْنِ / وأبكي بين أوراقِ الخريفِ وقَطَرَاتِ المطرِ /  ليالي الصَّيْفِ تُنَقِّبُ عَن الذِّكرياتِ في ثُقُوبِ جِلْدِي / بَعْدَكِ تَسَاقَطَت الذِّكرياتُ في كُرَيَاتِ دَمِي / فَكَيْفَ تَصْعَدُ أجنحةُ الفَرَاشَاتِ مِن أظافري ؟ / سَقَطَتْ شُمُوسُ الذِّكرى في دَمِي / وَلَيْسَ لي تاريخٌ سِوَى البُكَاءِ / تَحْتَ أشجارِ الصَّنوبرِ في المقابرِ القديمةِ / فَكُونِي زَوْجَتِي/ لأنَّ المِقْصَلَةَ عَشِيقتي /

     أنا الرُّبَّانُ الغريقُ في بَحْرِ الدُّموعِ/ وَلَمَعَانُ عُيُونِ الشَّركسياتِ هُوَ طَوْقُ النَّجَاةِ / صَوْتُ اللبُؤةِ مَبْحُوحٌ كَصَوْتِ النَّاي / وأنا الرَّاعي المقتولُ / أرْعَى قَطِيعَ الدُّموعِ في مَملكةِ الجثامين / وأرْعَى الأغنامَ في حِصَارِ ستالينغراد / وأُهَاجِرُ إلى شَمْسِ القُلوبِ التي لا تَغِيبُ / صَارَ الصَّيادُ فَريسةً في الغاباتِ الشَّمْعِيَّةِ / وَضَوْءُ القَمَرِ يَغسِلُ جَدَائِلَ النِّسَاءِ بِعَرَقِ الفَرَاشَاتِ ودَمِ البُحَيراتِ /

     أيَّتُها الشَّركسيةُ التي تَسِيرُ في غَاباتِ القُوقازِ تَحْتَ أشِعَّةِ القَمَرِ / فَلْيَكُنْ جُثماني حَارِسًا شَخْصِيًّا لأجفانِكِ/ سَوْفَ تَرْتَدي البُحَيرةُ المُتَجَمِّدَةُ قَمِيصًا / أزْرَارُهُ مِن جَماجمِ العُشَّاقِ / رَاياتُ القَبَائِلِ مُنَكَّسَةٌ / وقَمِيصُ عُثمانَ ضَاعَ بَيْنَ شُيوخِ القَبائلِ ومُلوكِ الطوائفِ / سَوْفَ نُتاجرُ بِدَمِ الأنهارِ/ كَمَا تَاجَرَ الفَجْرُ الكاذبُ بِدَمِ عُثمان/ فلا تَقُصِّي جَدَائِلَكِ عَلى ضِفَّةِ دَمِي/ انتظِري مَوْتي / كَي تَكُونَ كُرَيَاتُ دَمِي كُحْلًا لِعَيْنَيْكِ/فَرَاشَةٌ نَسِيَتْ جُثْمَانَهَا في صَوْتِ البيانو/ ورَحَلَتْ إلى بُكائي/

     لا تَقْتُلْني يا ضَوْءَ القَمَرِ في الشِّتاءِ البَعيدِ / أزُورُ ضَرِيحَ أُمِّي تَحْتَ شَجَرَةِ التُّوت / وتَتساقطُ شَظَايَا قَلْبي في كُوبِ الشَّايِ الباردِ / والزَّوابعُ لا تَعْرِفُ هَل تَعِيشُ الذِّكرياتُ أَمْ تَمُوت / ماذا قَالَ شَجَرُ المقابرِ لابنةِ حَفَّارِ القُبورِ ؟ / تَعَالَوْا أيُّها القَتْلى نَكْتَشِفْ أسرارَ أعشابِ المقابرِ في الخريفِ المُضِيء/ مَاتَ حَفَّارُ القُبورِ/ لَكِنَّ أرْمَلَتَهُ تَقِفُ في طَابُورِ السَّبايا/ لاستلامِ رَاتِبِهِ التَّقَاعُدِيِّ / والأيتامُ يُنَظِّفُونَ شَوَاهِدَ القُبورِ مِنَ الغُبارِ والذِّكرياتِ / ويَجْمَعُونَ رُفَاتَ الموتى في الحقائبِ المدرسيةِ /

     الشَّركَسِيَّاتُ شَامِخَاتٌ كَجِبَالِ القُوقَازِ / وَطَاهِرَاتٌ كَالمِلْحِ في دُمُوعِ السُّنونو / وكُلَّمَا سَكَنَ الثَّلْجُ الأحْمَرُ بَيْنَ شَهِيقِي وَزَفِيرِي / شَعَرْتُ بِعُزْلَةِ الزَّنَابِقِ في قَفَصِي الصَّدْرِيِّ / وكُلَّمَا انتَشَرَ ضَبَابُ الفَجْرِ في عِظَامي شَعَرْتُ أنَّ نِهَايَتِي اقْتَرَبَتْ / والنَّهْرُ الشَّمْعِيُّ اختارَ حَيَاتَهُ بَيْنَ الوَرْدِ الأصْفَرِ وَالمِشْنَقَةِ الوَرْدِيَّةِ / وَيَركُضُ الأيْتَامُ وَرَاءَ الطَّائِرَاتِ الوَرَقِيَّةِ / التي مَزَّقَتْهَا طُيورُ المُسْتَحِيلِ الأزْرَقِ .

فهرس كتاب / خواطر في زمن السراب

 

فهرس كتاب / خواطر في زمن السراب

للمفكر/ إبراهيم أبو عواد

دار الأيام للنشر والتوزيع ، عمان _ الأردن

الطبعة الأولى 2024 ، عدد الصفحات 432

................................

مُقَدِّمَة......................................................................................5

الفلسفة الرُّوحية هي الحياة الحقيقية [7] متى تنتهي غُربة الرُّوح ؟ [9] البحث عن اللمعان في زمن الانطفاء [11] الحُزن ومَعنى الحياة [13] فلسفة الحُزْن [15]الانتحار التدريجي في ممالك الخديعة [18]البحث عن منبع نهر الحياة[20]احذر أن تموت قبل الموت [22]قانون الذاكرة وذاكرة القانون [24]رحلة الإنسان إلى أعماقه السحيقة [26]طبيعة الحُلْم الإنساني في المجتمع المادي [27]الإحساس بالذكريات والموت والزمن[29]الرُّوح في الجسد والذكريات [31]الأركان الثلاثة لتحقيق حُلْم الإنسان [33]الزمن والفكر والتاريخ [34]علاقة الزمن الفلسفي باللغة[36]تأويل الفِعل الاجتماعي لغويًّا وزمنيًّا [38]فلسفة التاريخ الاجتماعية [40] الحتمية الاجتماعية والاحتمالية الثقافية[41]اقتحم الخَوْفَ كرُبَّان السفينة[43]الوجود والشعور في حياة الفرد والمجتمع [44]الفرق بين المغامرة والمقامرة في الفكر الاجتماعي [46] البُنى الاجتماعية والسيطرة على عُنصر المفاجأة [49]النظام الاجتماعي بين الفردية والإنسانية [51] رحلة البحث عن الخلاص الجماعي [54]تحقيق الحُلْم الإنساني في المجتمع الاستهلاكي [56]السلوك الاجتماعي والفكر الإنساني [58]فشل السياسة المحصورة بين الرهائن والغنائم [61]الظواهر العقلية الإنسانية وتحليل التراث [64]وظيفة النظريات الاجتماعية في الحياة [66]قدرة الشعور على توليد الزمان وصناعة المكان [69]الحضارة الباحثة عن المجد الوهمي [72]الحرية سلاح ذو حدين [76]صناعة التاريخ بين الجذور والأغصان [79] الشخصية الإنسانية وإعادة تدوير المشاعر[81]الفرق الجوهري بين اللغة والإنسان[83]البحث عن التاريخ السِّري للأحداث [85]البحث عن الجندي المجهول في العلاقات الاجتماعية[87] الجرثومة الصغيرة والجرثومة الكبيرة [89]تاريخ الأمم والشعوب ومِصيدة الحضارة[92]الصياد الحقيقي لا يصبح فريسةً [94]الحتمية والاحتمالية في فلسفة المجتمع الإنساني [96]متى تكتشف الحضارةُ سِرَّ الإنسان ؟ [98] الضوء الاجتماعي والمصير المشترك [101] السُّلوك والوجود والنظام [103] العلاقة بين الإنسان العادي والفيلسوف [105] اللاعب والملعوب به [107] فلسفة التنازلات في العلاقات الاجتماعية [109] الإنسان والفِكْر والأخلاق [111] خطورة الموت في الحياة [113] دَور الحُب في بناء الأنظمة السياسية [115] الرموز في تاريخ المجتمع وطبيعة اللغة [117] إنقاذ الفرد والمجتمع من الفراغ الموحش [119] الفرد والمجتمع في مُواجهة التناقضات والصراعات [121] رحلة الإنسان المصيرية بين الحُلْم والمَوْت [123] الكَون والكائن والكِيان والكَينونة [125] خطورة تحوُّل الإنسان إلى مقبرة مُتنقلة [127] التزامن والتعاقب في حياة الإنسان والمجتمع [129] التاريخ المنسي في أعماق الإنسان [131] التحدِّي المصيري أمام السلوك الاجتماعي[133] الفرق بين الرُّبان وفئران السفينة [134] الفِعل والمعنى والوَعْي [136] الانتقال من الأوهام اللذيذة إلى الحياة الحقيقية [138] حماية الإنسان من السقوط خارج التاريخ [140] علاقة الحاضر بالماضي في فلسفة التاريخ [142] الأدوات الفلسفية في اللغة [144] أهمية الخيال في التفاعل الاجتماعي[146] التوفيق والتلفيق والهُوية الاجتماعية [148] الموضوع الاجتماعي والذات الإنسانية [150] الاختراع والاكتشاف في حياة الإنسان الاجتماعية [152] الحرب الأهلية داخل الإنسان [154] الأنساق والمعنى والمجتمع الجديد [156] المعنى المعرفي والرمز الفكري [158] الواقعية والمجتمع الكامل [160] التاريخ والجغرافيا في التفاعل الرمزي الاجتماعي [162] التناقضات الاجتماعية والمراحل الزمنية [164] السيطرة على التحولات الاجتماعية [166] دور القوة الناعمة في بناء المجتمع[168]تحويل التاريخ إلى ظاهرة ثقافية[170]الثقافة والمثقف وتغيير المجتمع [172] الأخلاق والأفكار والتفاعلات الاجتماعية الرمزية [174] الضغط الحياتي والجوهر الاجتماعي [176] لغة المجتمع الرمزية [178] الغربة والاغتراب والزمان والمكان [180] سيادة الإنسان على الأشياء والعناصر [182] السُّلطة المعرفية والعلاقات الاجتماعية [184] المنظور العقلاني في الثقافة والمجتمع واللغة [186] الثقافة والتاريخ والبناء الاجتماعي [188] الوعي المعرفي والقوة الذاتية [191] العلاقات الاجتماعية والتحديات الوجودية [193] مركزية السؤال في حياة الإنسان [195] جسد المجتمع وروح الإنسان [197] التجانس الاجتماعي والتكامل الإنساني[199]الكينونة اللغوية والكِيان الإنساني[201]معالم طريق الإنسان في الحياة [203] المعنى الإنساني وسُلطة المعرفة [205] التفسير الاجتماعي والتأويل اللغوي [207] الاستعارة والاستعادة في البناء الاجتماعي [209] المبادئ الأخلاقية في التاريخ والمجتمع [212] الخيال واللغة وأنساق المجتمع [214] الزمن المفتوح وفلسفة الوعي بالتاريخ [216]المعنى الاجتماعي بين التوليد والتجريد [218] رحلة المجتمع من الثقافة إلى التاريخ [220] التحديات الزمنية أمام وجود الإنسان [222] الإنسان الضائع في متاهة الحضارة [224] اللغة بين النظام الرمزي والمنظومة الاجتماعية [226] تفسير التاريخ والمعنى الوجودي للحياة [228] عناصر المجتمع الفلسفية [230] تاريخ المعنى في داخل الإنسان [232] الأثر الاجتماعي والمؤثر الإنساني [234]خطورة انفصال الوعي عن الإرادة[236]الحقيقة والمعاني المعرفية في المجتمع [238] دور الظواهر الثقافية في المجتمع [240] الفكر والعاطفة في التاريخ والمجتمع [242] ضرورة إعادة تفسير التاريخ [244] حماية مسار التاريخ من القطيعة المعرفية [247] مصادر المعرفة في العلاقات الاجتماعية[249] السلوك الاجتماعي والبناء الثقافي[251]بُنية المجتمع الإنساني والنظام الاجتماعي [253] البُنى الثقافية والتجارب الإنسانية [255] التحولات الاجتماعية والنُّظُم الثقافية في ضوء التاريخ [257] فلسفة الوعي والتاريخ الفكري [259] الزمان والمكان والتعبير عن الوعي [261] المنظور الاجتماعي الثقافي وسُلطة المعرفة [263] الروابط الاجتماعية والمعنى الوجودي للأشياء [265] الدافعية والفاعلية والتفاعلات الاجتماعية [267] السلوك الاجتماعي وثقافة الحياة اليومية [269] اللغة في سياق الفعل الاجتماعي [271] العلاقات الإنسانية وقوانين البناء الاجتماعي [273] الظاهرة الثقافية والجوهر اللغوي [275] التفاعل اللغوي والهوية الإنسانية [277] العلاقات الاجتماعية والجوهر الإنساني والنظام المعرفي [279] التجارب العقلانية والفلسفة الاجتماعية النقدية [281] النشاط الفكري في بنية العلاقات الاجتماعية [283] تحول الأنماط الثقافية في المجتمع [285] التفاعل الرمزي وتصوُّر الفرد عن ذاته ومُحيطه [287] الطاقة الرمزية في اللغة وتغيير المجتمع [289] التحليل الفلسفي للروابط الإنسانية في المجتمع [291] المجتمع والثقافة والهوية الإبداعية [293] فلسفة جديدة للبنية الزمنية المعرفية [295] الكينونة الإنسانية وسُلطة المجتمع والرموز اللغوية [297] الثقافة في تجلياتها الزمنية والمكانية[299]تحول التجارب الاجتماعية إلى ظواهر ثقافية [301] فلسفة المعرفة في المجتمع والثقافة واللغة [303] سُلطة المجتمع وفلسفتها الحياتية [305] الوعي باللغة وإدراك الرموز الثقافية [307] العلاقات الاجتماعية على الصعيدين اللغوي والوجودي [309] تأثير السلطة المعرفية على الفرد والمجتمع [311] اللغة والفعل الاجتماعي والنظام الأخلاقي [313] العلاقات الاجتماعية بين النظام الحياتي والمنظومة الحضارية [316] التحولات التاريخية في البنى الاجتماعية [318] نظام التاريخ في الوجود والثقافة [320] الأنساق الثقافية ومعالم التراث الفكري [322] البناء الاجتماعي والبحث عن الحقيقة [324] إنسانية الفرد والفعل الاجتماعي [326] الظواهر الثقافية وسُلطة المجتمع في التاريخ واللغة [328] وظيفة الفلسفة في الروابط الإنسانية والحراك الاجتماعي [330] الخصائص الفلسفية للبناء الاجتماعي [332] العوامل الحضارية ومركزية الفعل الاجتماعي [334] فلسفة التاريخ وهُوية الزمن [336] المنهج النقدي في الروابط الإنسانية [338] التنوع الثقافي في بُنية العلاقات الاجتماعية [341] فلسفة الظواهر الثقافية والهُوِيَّة الوجودية للإنسان [344] البناء الاجتماعي وفلسفة التاريخ[347] الجوهر الأساسي للأنساق الثقافية [349] المجتمع واللغة والتاريخ من منظور فلسفي [351] المنهج الاجتماعي وتاريخ الأفكار الكامنة [353] مركزية الوعي الوجودي في البناء الاجتماعي [355] فلسفة التاريخ في التفاعلات الرمزية للعلاقات الاجتماعية [357] الوعي الثقافي والفعل الاجتماعي والعقل الجمعي [359] الفعل الاجتماعي والتجانس المركزي والمناهج اللغوية [361] رمزية اللغة وسيطرة الإنسان على الطبيعة [363] التاريخ والأشكال الثقافية وسلطة المعرفة [365] تحولات المعنى الوجودي في أنساق الحياة [367] الوجود والثقافة والمعرفة [369] اللغة والعقل الجمعي في فلسفة حركة التاريخ [371] فلسفة اللغة وتحرير الفعل الاجتماعي [373] البناء الاجتماعي والعقل الجمعي وتحرير الإنسان [375] البناء الاجتماعي والبنى الوظيفية والوعي الحقيقي [377] الجوهر التاريخي للفرد والكينونة الحضارية للمجتمع [379] التفكير والسلوك والتأويل اللغوي لأحداث التاريخ [381] الحراك الاجتماعي والوجود والوعي والتاريخ [383] صناعة الثقافة وفلسفة البناء الاجتماعي [385] تاريخ العلاقات الاجتماعية والواقع والعقلانية [387] الأساس الفلسفي لمنهج التحليل الاجتماعي [389] الخَيَال الإبداعي وإرادة المعرفة والجوهر الوجودي [391] طبيعة الإنسان والواقع الاجتماعي والمنهج الفلسفي [393] مركزية الثقافة وسلطة الفكر الإنساني [395] الحقيقة الإنسانية والواقع اليومي والرمزية اللغوية [397] الفعل الاجتماعي والفكر النقدي والحداثة والتراث [399] الزمن المعرفي والمناهج الاجتماعية الإبداعية [401] أركان جوهر الوجود الإنساني [403] التحولات الفكرية في العلاقات الاجتماعية [405] أبعاد البناء الاجتماعي كفضاءات معرفية [407] المنهج الاجتماعي والثقافة والزمن واللغة [409] الأدوار الحياتية للنظام الوجودي في اللغة [411] الجذور الفلسفية للأنظمة الاجتماعية [413] الحضور الفكري والوجود العملي والذاكرة الجمعية [415] فلسفة الظواهر الاجتماعية وتاريخ الأفكار [417] اللغة والفرد والمجتمع والوعي الثقافي [419] التنوع الثقافي والنزعة الإنسانية والتأويل اللغوي [421] أهمية الترابط بين الفكر التاريخي والرمزية اللغوية [423] تحولات الفعل الاجتماعي في المسار الحياتي [425]

فِهْرِس...................................................................................427

صَدَرَ للمُؤلِّف...........................................................................432