نجمة القوقاز ( قصيدة )
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
صحيفة قاب قوسين الإلكترونية 28/4/2013
للشاعر/ إبراهيم أبو عواد
صحيفة قاب قوسين الإلكترونية 28/4/2013
الزَّنابقُ تَسْكنُ في عَرَقي
وتُشْبِهُ حَبْلَ مِشنقتي
سَيَأْكلُ الغسقُ بنادقَ اليمام
لكني أَحْفرُ اسمَ أُمِّي
على بُنْدقيتي الزُّجاجيةِ
فلا تُصدِّقْ دَمْعَ الرياحِ في الغُروب
هذه البحيراتُ تكتحلُ بالجرذان
وُلِدَ الصنوبرُ في حُفْرتي
وأنامُ في حُفرتي إلى الأبد
فاعشقني أيها الزبدُ القُرمزيُّ حتى النهايةِ
أنا الغريقُ في كُلِّ البُحور
الملْقَى على شَاطئِ القبائلِ المنقرِضةِ
لَمْ يَحْضُرْ جِنازةَ الأمواجِ غَيْرُ السَّحابِ
عَرَقٌ يابسٌ في ثياب المجرات
والشركسياتُ في أعالي الجبال
يُطْعِمْنَ القمرَ جُروحَ الزعتر
سَتأكلُ البُروقُ الطائراتِ الورقية
فما نَفْعُ البكاءِ يا أطفالَ القمرِ الباكي
على أطلال غروزني ؟!
تَدْخلُ الأساطيرُ في أجفاني
تَخْرجُ الضفادعُ مِن سُعالي
والأمطارُ سَتَجْرحُ خُدودَ البحرِ الرصاصيةَ
قَد مَاتَ المساءُ متأثراً بجراحه
فَلَم يَعُدْ لقصصِ الحُبِّ مَعْنى
بَيْنَ نباتاتِ الزِّينةِ سَقطَ تاريخُ الفراشات
والعناكبُ تمشي إلى ذاكرة بلا شلالاتٍ
أنا عَشيقُ المقاصلِ الأبديُّ
أَلْوي ذِراعَ النهرِ
وأعمدةُ الكهرباء تَركضُ
في زنجبيل الجِراحِ الحجريةِ
حَيْثُ الصبايا مصلوباتٌ
على ملاقط الغسيل
وَسَوْفَ تَبيضُ الزوابعُ على شَاربي
أنا الطريدُ أحرسُ الرمالَ مِن الأمواج
أُسلِّم مَعِدَتي للطرقاتِ
هارباً مِن رُكامِ جُفوني
دَاخِلاً في تاريخ أقمارٍ
لا تَقْدِرُ أهدابي على حَمْلِه
أنامُ على أجنحةِ الذبابِ المحنَّطِ
وأخافُ أن تَطْرقَ الغُيومُ بابَ رِئتي
والرُّعودُ تَفتحُ قَفَصي الصَّدْرِيَّ
لِتَخْرجَ عَصافيرُ الثَّورة
رَائِحةُ الملوخيةِ في حُنجرةِ الشَّمسِ
وما زِلْتُ الطفلَ المدلَّلَ لحبل المِشنقة
ليالي الشِّيشان
ونجمةُ القُوقازِ تَهْربُ مِن شرايين
النيازك
أَهْربُ مِن نَفْسي
فَتَقْبِضُ عليَّ المرايا فَتَكْسِرُني
فاهربْ يا جُرحي مِن شَهيقي
تُرَوِّضْ أصداءَ القمحِ
ماتت الحربُ ماتَ السَّلامُ
والمحارِباتُ يُخَبِّئْنَ حَليبَ الأبقارِ
في بَراميلِ البَارود .