سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] الإنسان والعلاقات الاجتماعية [14] بحوث في الفكر الإسلامي [15] التناقض في التوراة والإنجيل [16] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [17] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [18] عقائد العرب في الجاهلية[19]فلسفة المعلقات العشر[20] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [21] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [22] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [23]مشكلات الحضارة الأمريكية [24]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[25] سيناميس (الساكنة في عيوني)[26] خواطر في زمن السراب [27] أشباح الميناء المهجور (رواية)[28]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

30‏/09‏/2019

يوميات امرأة تكره زوجها / قصيدة

يوميات امرأة تكره زوجها / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...........

     انتحرَ قَميصُ النَّوْمِ / وانتصرَ قَميصُ الأرَقِ / دِمَاءٌ عَرَبِيَّةٌ تَتفجَّرُ في خُدودِ شَمْسِ قُرْطُبَة / أُحِبُّ البَحْرَ لأنسَى البُحَيرةَ في شَهيقي / وَالنَّخَّاسُ يَفْحَصُ أجسادَ الجواري/ اللواتي يَفْتَخِرْنَ بِحَجْمِ نُهُودِهِنَّ / بَيْتٌ مُحَاصَرٌ بالذِّكرياتِ والثلوجِ إنَّهُ قَلبي المكسورُ / وَأنا أرْعَى الأغنامَ في قَاعِ البَحْرِ / هَذِهِ مِقْصَلَةُ الموْجِ / أحْبَبْتُهَا قَبْلَ أن أعْرِفَ الْحُبَّ / وَفَتَحْتُ قَفَصي الصَّدْرِيَّ لأسْمَاكِ القِرْشِ /
     قَلْبي مِثْلُ البَحْرِ / كِلاهُما يَموتُ في غَابَةِ الكَهْرَمانِ / ويُولَدُ في أشلاءِ المساءِ السَّحيقِ / نَامِي أيَّتُها الأمطارُ الشَّمعيةُ في نشيدِ المقاصلِ / وَحْدي مَعَ الزَّبَدِ الْمُعَلَّبِ / والليلُ عَلى رُموشي جَالِسٌ / إنَّ ذِئبةَ الصَّدى مِثْلُ مَامَا الفاتيكانِ / كِلْتَاهُما عانِسٌ / فلا تَحْزَني أيَّتُها البُحَيرةُ العَانِسُ إذا انتحرَ البَحْرُ / اكْتَشَفْنا في جِنازةِ الموْجِ رَاهِبَةً شَاذَّةً جِنسِيَّاً / خُذوا الشَّاطِئَ أسِيرَ حَرْبٍ / لأنَّني سَبِيَّةٌ في حِصَارِ اليَاسَمين / والأميراتُ السَّبايا يَغْسِلْنَ قُيُودَهُنَّ بِدَمِ الحيْضِ / تاريخي الأرَقُ / شُموسٌ تنتحِرُ بَعْدَ الوِلادةِ / والبَعُوضُ يَنامُ في أجفانِ المطرِ / ورَسائلُ أراملِ البَحَّارةِ في حَناجرِ الأسماكِ /
     يا أُمِّي المقتولةَ في الشَّفقِ / أيْنَ الطريقُ إلى ذِكرياتِ البُوسنِيَّاتِ ؟ / لا أرى أمامي غَيْرَ لاعباتِ التِّنسِ الصِّرْبِيَّاتِ / سَأَحْرِمُ الزَّوابعَ مِن مِيرَاثِها في جَسَدِ الموْجِ / احْتَفَلَت العَوَانِسُ بِالعَوَانِسِ / أيْنَ العَشاءُ عَلى ضَوْءِ الشُّموعِ يا سَاعي البَريدِ ؟ / لَم تَصِل الرَّسائلُ / والرَّاعي يُرْشِدُ الأغنامَ إلى جِنازتي السِّيَاحِيَّةِ / اعْشَقْني يَا فِرَاشَ الموْتِ / سَأتحرَّرُ من الموْتِ حِينَ أَمُوتُ / سَأتحرَّرُ مِن عَذابِ الانتظارِ / أُطْلِقُ النارَ على الماءِ / وأَقْتُلُ اكتئابي بِمُسَدَّسِ أبي / وأذبحُ ذِكرياتي بِسَكاكينِ المطبخِ / والرِّيحُ مَصْلُوبةٌ عَلى سَتائرِ غُرفةِ النَّوْمِ بِلا مَوْتٍ / يَمْسَحُ الذبابُ نوافِذَ جِلْدي في خَليجِ الدَّمْعِ / والمطرُ يَغْسِلُ صُحونَ المطبخِ في قِلاعِ دَمي /
     كُلَّما رَأيتُ طِفْلَةً / رَأيتُ الفِئرانَ تَأكلُ تَجاعيدَ وَجْهِهَا / في خَريفِ الذِّكرياتِ / كُلَّما رَأيتُ عَرُوساً / عَرَفْتُ أنَّها سَتُصْبِحُ مِمْسَحَةً لِحِذَاءِ زَوْجِها / تَصيرُ أخشابُ المطابخِ أخشاباً للنُّعوشِ / والبَقُّ مَلِكٌ عَلى عَرْشِ الانطفاءِ /
     لا تَكْرَهِيني أيَّتُها الرَّاهبةُ العَمْياءُ/ أكَلَ سَرَطَانُ الثَّدْيِ صَدْرَكِ/ أكَلَ البَقُّ صَلِيبَكِ / وَالبُحَيرةُ السَّجينةُ تُمَارِسُ الجِنسَ مَعَ البَحْرِ / وأنا السَّجينُ أُضَاجِعُ حِيطانَ الزِّنزانةِ / مَا جَدْوَى الرُّومانسيةِ بَعْدَ ضَياعِ الأندلسِ ؟ / يَسْتَخْدِمُ البَرْقُ الْمَخْزُونَ الإِستراتيجِيَّ للذِّكرياتِ / وَأحزانُ الصَّبايا في مَساءِ العُنُوسَةِ / تَرُشُّ في حَنجرةِ الرِّيحِ السُّمَّ / لِمَاذا أَحْبَبْتَني أيُّها الغُبارُ الفَحْلُ ؟ / أنا الملِكَةُ المخلوعةُ في مَمَالِكِ الكُوليرا/ وسَرَطَانُ الثَّدْيِ يَلتهِمُ صَدْرَ الأمطارِ / نُعَلِّقُ أحزانَ نِسَائِنا في الزِّنزانةِ الانفرادِيَّةِ كَسَاعَةِ الحائطِ/ فَهَل تَتَخَيَّلُ أحاسيسَ الصَّراصيرِ/ تَحْتَ أقدامِ العُشَّاقِ في حَدائقِ الثلجِ السَّاخِنِ ؟ / هَل تَعْرِفُ ذِكرياتِ الدَّجاجِ / قَبْلَ ذَبْحِهِ في مَطَاعمِ الوَجَبَاتِ السَّريعةِ ؟ /
     أَمُوتُ عَطَشَاً/ أُحِيلَ النَّهْرُ إلى التَّقَاعُدِ/ وماتت الطحالبُ عَلى حِيطانِ آبارِ الذاكرةِ/ واستقالت الينابيعُ مِن وَظيفةِ البُكاءِ/ أهْرُبُ مِن مَعركةِ الْحُبِّ / أرْسُمُ نَهْراً وأغْرَقُ فِيهِ/ كُرَيَاتُ دَمي البَيضاءُ تَرْفَعُ الرَّايةَ البَيْضَاءَ / أسْبَحُ في جُثمانِ الغَيْمِ بِلا قَبيلةٍ ولا رَايةٍ / يَتَحَوَّلُ الضَّحايا إلى أرقامٍ عَلى رُخامِ الأضرحةِ / فَكُوني يَا أسماكَ القِرْشِ نَاعِمَةً / وَارْحمي دُموعَ الأراملِ / حِينَ تَأكُلِينَ أجسادَ البَحَّارَةِ الرُّومانسِيِّين /
     كَيْفَ أنامُ وَالبَجَعُ يَسْكُبُ الذِّكرياتِ عِلى وِسادتي ؟/ كَيْفَ أنامُ ومَلامِحُ الأمواتِ عَلى زُجاجِ نافذتي ؟ / كَيْفَ أموتُ والْجَوَّافَةُ تَنْمُو عَلى فِرَاشِ الموْتِ ؟/ أنا مَزرعةُ العُقَدِ النَّفْسِيَّةِ/ هَذا انتحاري جَوَازُ سَفَرٍ للسَّنابلِ / أُحَرِّرُ أبجديةَ الفَحْمِ مِن حُروفِ اليتامى / وعُمَّالُ المناجمِ مُحَاصَرُونَ تَحْتَ الأرضِ / عَاشُوا تَحْتَ الأرضِ / وماتوا تَحْتَ الأرضِ /
     يَحْلِبُ رَمْلُ البَحْرِ أثداءَ النِّساءِ/كَمَا يَحْلِبُ الإِعصارُ أثداءَ الأبقارِ/ أُهَرْوِلُ في أدغالِ اليَاقوتِ/ كَي تَشْرَبَ أجفانُ المساءِ ذِكرياتِ النَّوارِسِ / والْحُزْنُ يَعْصِرُ أشلائي الفِضِّيةَ / أقضي شَهْرَ العَسَلِ في الزِّنزانةِ الانفرادِيَّةِ / وأرْمَلَتي ذَهَبَتْ مَعَ زَوْجِهَا الجديدِ إلى مَطْعَمِ الوَجَبَاتِ السَّريعةِ / المساءُ أرشيفُ العُشَّاقِ العاطِلِينَ عَنِ العَمَلِ / والجنودُ يَهْرُبُونَ مِن حُفَرِ المجاري إلى أحضانِ الزَّوْجاتِ الخائناتِ / والجيوشُ تَسْقُطُ في مَساميرِ النُّعوشِ / فَاصْنَعْ عَرْشَكَ مِن أخشابِ المطبخِ أو أخشابِ التَّوابيتِ / وَكُن مَلِكَاً فَاشِلاً بَيْنَ مِصْيَدةِ الأرَقِ وفِئرانِ التَّجارُبِ / وامْسَحْ دُمُوعَكَ بِنَفْسِكَ / لَن يَأتِيَ البَحْرُ كَي يَمْسَحَ دُمُوعَكَ / أنا وزَوْجي لَم نَتَّفِقْ إِلا عَلى مُضَادِّ الاكتئابِ وقَارُورةِ السُّمِّ /
     يَا امْرَأةً تَسْكُبُ حَلِيبَها في الْمُسْتَنْقَعَاتِ / صَارَت الضَّفادعُ مِثْلي بِلا وَطَنٍ ولا مَنفَى / فَاقْرَأْ مَرسُومَ الإعدامِ تَحْتَ أشِعَّةِ القَمَرِ / يَا تاريخَ العَصافيرِ المشنوقةِ / خُذ الملِكَةَ فِكتوريا / وَاتْرُكْ ذِكرياتِ النِّساءِ الْمُغْتَصَبَاتِ في شَوارعِ لَنْدَنَ الخلفِيَّةِ / أحزاني رَصاصةٌ تَطْبُخُها النُّسورُ في المجرَّاتِ/ ولا مَكَانَ في دَمي سِوى الفَرَاغِ / أنامُ في أزِقَّةِ الجليدِ/ لأنَّ النَّيازكَ تنامُ في سَريري / وَالنَّهْرُ الأعزبُ يَبحثُ عَن وَظيفةٍ في المقابرِ الجماعِيَّةِ / الشَّاطئُ العاجِزُ جِنسِيَّاً تَزَوَّجَ الرِّياحَ البِكْرَ / فَحَزِنَت الصَّحراءُ الْمُطَلَّقَةُ / أشربُ الهيدروجِينَ في الماءِ / وأتركُ الأُكسجينَ لِحِبْرِ المشانقِ / أَلُمُّ شَمْلَ الأمواتِ في ثُقوبِ جِلْدي /
     أنا الفَراشةُ الوَحيدةُ التي تُسَجِّلُ الذِّكرياتِ بِاسْمِ غَاباتِ الدَّمْعِ/ نَبَضَاتُ قَلبي تَضْرِبُ ألواحَ صَدْري كالإعصارِ فلا أنامُ / وسُعالي يَغتصِبُ حَقْلَ الشُّموعِ / فيا سُنبلةَ الليلِ الحزينِ / إنَّ نَبَضَاتِ حَبْلِ المِشْنقةِ تَزدادُ/ كُلَّما مَرَّتْ أُنوثةُ السَّنابلِ عَلى سَكاكينِ المطبخِ / والنَّهْرُ يَحْلِقُ شَعْرَهُ قَبْلَ زَواجِهِ مِن دِمائي / وَالشُّموسُ الفِضِّيةُ تُهاجِرُ إلى مَساميرِ النُّعوشِ الْمُغَطَّاةِ بالنَّعْنَاعِ / الأظافرُ تُفَّاحةٌ يَشْوِيها الصَّدى عَلى شَمعةِ الوَدَاعِ/ هَذِهِ دِمَاؤُنا يَا أُمِّي/ عَشاءٌ عَلى ضَوْءِ الشُّموعِ بَيْنَ السَّجينِ والسَّجَّانةِ/ بُرتقالٌ يَفْرِضُ قَانونَ الطوارئِ عَلى الليْمُونِ / والنِّساءُ في سُوقِ النِّخاسةِ / الأثداءُ مِنَ البلاستيك / والْمُؤَخِّرَاتُ مِنَ الأسْمَنْتِ الْمُسَلَّحِ /  
     في حَنجرةِ الموْجِ تَبْني العناكبُ القُصورَ الرَّمْلِيَّةَ / أنا والنَّهْرُ نُمارِسُ الرِّياضةَ في ليالي الخريفِ / نَركضُ إلى أدغالِ الْجُثَثِ تَحْتَ ضَوْءِ القَمَرِ / ونَمشي إلى قُبورِ آبائِنا عِندَ حَافَّةِ الجبَلِ / البُحَيرةُ أجْمَلُ العَوانسِ في سُوبر ماركت الرَّقيقِ الأبيضِ / وَالنَّخَّاسُ قَد تَقَاعَدَ / والْمُهَرِّجُ أغلقَ السِّيركَ بالشَّمْعِ الأحمرِ / والتحقَ بالخِدمةِ العَسكرِيَّةِ /
     أُوَزِّعُ ذِكرياتِ الرَّعْدِ الطازَجةَ عَلى جَثامينِ الأراملِ في المجرَّاتِ / هَذا البَحْرُ طِفْلٌ يَتيمٌ يَبْحَثُ عَن أُمِّهِ في جِنازةِ النَّهْرِ / وبِلادي دُوَيْلَةٌ لَقيطةٌ اختَرَعَهَا الغُزاةُ والطغاةُ / وَطَنٌ يَبيعُ العَوانسَ في الْمَزَادِ العَلَنِيِّ / وحُلْمي أن أجِدَ نفْسي بَيْنَ نُعوشي / أبحثُ عَن الذِّئبِ في الإنسانِ / وَهَذِهِ الرِّمالُ مُدْمِنَةٌ عَلى حُبوبِ مَنْعِ الحمْلِ/ وَكَانت الفِئرانُ أذْكَى مِنَ المِصْيَدةِ / وكانَ الْمَلِكُ أغبَى مِنَ العَرْشِ/
     يُخَزِّنُ الشِّتاءُ جُثَثَ الجنودِ في عُلَبِ السَّرْدين / وَعُلَبُ السَّرْدينِ هِيَ التَّوابيتُ المعدنِيَّةُ للذبابِ/ الذي يَحُومُ حَوْلَ جُثمانِ الفَراشةِ / قَلبي مَسْقَطُ رَأْسِ الرِّياحِ / وأنا بِلا وَطَنٍ ولا مَنفَى / تَتَحَوَّلُ رَاعيةُ الغَنَمِ إلى رَاقصةِ باليه/رَمَيْتُ بُكاءَ الغاباتِ الْمُضيئةِ في شَاحناتِ نَقْلِ أكفانِ الجنودِ/ أنا حارسُ مَرْمَى ناجحٌ في فَريقِ الأمواتِ / أحزاني جُمْجُمةٌ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنِ / وَحَديدُ السُّجونِ يَتَغَزَّلُ بالشُّطآنِ بَعْدَ انتحارِها في أجفانِ البَحْرِ / وَسَاعَةُ الحائطِ في الزِّنزانةِ الانفرادِيَّةِ /
     يَا وَطَناً يُولَدُ مِن شُموعِ جِنازةِ الطيورِ الجارحةِ / إنَّ السَّلاحِفَ تَدْفِنُ بُيُوضَها في قَارُورةِ الحِبْرِ/ يَدخلُ البَحْرُ مِن نافذةِ المقبرةِ / ويَخْرُجُ مِن قَفَصي الصَّدْرِيِّ / وبَناتُ آوَى وَاقِفاتٌ عَلى بَابِ قَلْبي/ لماذا لَم أكْتَشِف الْحُبَّ في دُموعِ اليَمامِ ؟ / أنا خَائِفٌ يَا أُمِّي مِن كُرَيَاتِ دَمي / اصْهَري أزرارَ قَميصي في دَمِ أبي / الذي تَفَرَّقَ بَيْنَ القَبائلِ / اصْهَري ذِكرياتِ اليتامى في قُماشِ أكفاني الْمُسْتَوْرَدِ/ يَمشي النَّمْلُ الرُّومانسِيُّ في جِنازةِ الجرادِ / فيا أيَّتُها القاتلةُ في خَريفِ الذُّعْرِ / المقتولةُ تَحْتَ سُيوفِ القَبائلِ / اسْمَحي للبَحْرِ أن يَكْرَهَكِ / اسْمَحي للنَّهْرِ أن يُخَطِّطَ لاغتيالِ ذِكرياتِ العاشِقين /
     أُفَكِّرُ في أحزانِ المطرِ بِعَقْلِيَّةِ ضَابِطِ الْمُخَابَرَاتِ / وأُعَانِقُ خَريفَ الشُّطآنِ بِعَقْلِيَّةِ رَاقِصَةِ الباليه / أيْنَ قَبري في هَذِهِ المدينةِ الخاليةِ إلا مِنَ الطاعون ؟ / النِّسْوةُ الْمُسْتَحِمَّاتُ بِحِبَالِ المشانقِ نَسِينَ حِبَالَ الغسيلِ / والزَّوابعُ تَشربُ الشَّايَ مَعَ الإِوَزِّ الميْتِ / احتفالاً بِعِيدِ مِيلادِ حَفَّارِ القُبورِ / مُشَادَّةٌ كَلامِيَّةٌ بَيْني وبَيْنَ رِياحِ الخمَاسِين / وَالأحزانُ امْرَأةٌ مُغْتَصَبَةٌ لا تَرى أبْعَدَ مِن مُغْتَصِبِهَا/ لَسْتُ يُونُسَ لِيَقْذِفَني الْحُوتُ / أنا سَمكةُ القِرْشِ الْمُحَنَّطَةُ في دُموعِ النِّساءِ الشَّمْعِيَّةِ / أنا المرفأُ المهجورُ في دَمْعِ الغاباتِ الزُّمُرُّدِيَّةِ / فَكُنْ وَطَنَ الأحلامِ الضَّائعةِ / كَي تَغْسِلَ الرَّمْلَ الأزرقَ عَلى خَشَبَةِ المذْبَحِ /
     جَسَدي فُرْشَاةُ أسنانٍ للحُوتِ الأزرقِ / وأطيافُ الصَّنوبرِ تُلاحِقُني في مَقبرتي / أوْرَثَنَا آباؤُنا دُستورَ الثَّأْرِ / وتَفَرَّقَ دَمُهُم بَيْنَ القَبائلِ تَحْتَ رَاياتِ القَراصنةِ/ وماتت الفِرْقةُ الموسيقِيَّةُ بَيْنَ خَشَبَةِ المسْرَحِ وطُبولِ الحرْبِ/ انكسرَ طَيْفُ المساءِ في أجفانِ أُمِّي/والنَّاجُونَ مِنَ المذْبَحةِ يَشْعُرُونَ بالذَّنْبِ/
     سَيَنمو النَّعناعُ بَيْنَ الْجُثَثِ المجهولةِ الْهُوِيَّة / الجثامينُ الْمُضيئةُ تَختبِئُ وَراءَ النَّظاراتِ السَّوْداءِ / وأبي لا يَزالُ يَضْرِبُ أُمِّي / فيا أيَّتُها الذبابةُ التي تَبْحَثُ عَن شَرَفِهَا في حُطامِ السُّفُنِ / وتُدَافِعُ عَن شَرَفِ الغُبارِ / مَنْسِيَّةٌ أنتِ في زَوايا المطبخِ كَفِئرانِ السَّفينةِ / أصنعُ مِن أخشابِ تَابُوتي سَفينةً للحُلْمِ الغامضِ / وكُلُّ سُفُني غَارِقَةٌ / صُحونُ المطبخِ أضرحةٌ / وسَكاكينُ المطبخِ رَاياتٌ مُلَوَّنةٌ للقَبائلِ / والملاعِقُ حِبَالُ مَشَانِقَ مُضيئةٌ / وسَرَطَانُ الثَّدْيِ يَزْحَفُ عَلى السِّيرامِيكِ /
     يَسْجُنُ الشَّلالُ صَوْتَ الضَّحايا في المزهرِيَّاتِ/ سَيَأكلُ البَقُّ البَرَاوِيزَ الخشَبِيَّةَ / فَكَيْفَ أتذكَّرُ صُورةَ أُمِّي في طُفولةِ المساءِ ؟ / سَيَأكلُ البَقُّ أخشابَ النُّعوشِ / فَكَيْفَ سَيَمُوتُ أبي في شَيْخُوخةِ اللازَوَرْدِ ؟ /
     العَوَانِسُ الخائفاتُ وَراءَ النَّوافذِ الرَّمادِيَّةِ / التي تُطِلُّ عَلى جُثمانِ المساءِ وأشِعَّةِ القَمَرِ / يَنْبُتُ الوَرْدُ البلاستيكِيُّ في القَصديرِ / والأزهارُ الصِّناعِيَّةُ هِيَ صُورةُ أشلائنا في مَرايا المطَرِ / فَيَا أيُّها الوَطَنُ الذي يَرْكُضُ في جِنازتي/ كالأمطارِ المذبوحةِ في عُلَبِ السَّرْدين/ اسْتَرِحْ في رِئتي الصَّحْرَاوِيَّةِ/ خُذْ كُوباً مِن دَمي الأخضرِ / وَتَذَكَّرْ أُمِّي حِينَ تَخيطُ أكفاني بِمُسَدَّسِ أبي في الشتاءِ الطويلِ / وتُصْبِحُ أعشابُ المدافِنِ إِبْرَةً للبُحَيرةِ الأرْمَلةِ في المساءِ المكسورِ /
     السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدي مَلَكَ الموْتِ/ أنْهَيْتَ حُلْمِي الرُّومانسِيَّ/ وأيْقَظْتَنِي مِن نَوْمي الطويلِ / الشَّمْسُ تَطْبُخُ الفَاصُولياءَ في هَيْكلي العَظْمِيِّ / وأرْوِي عَطَشِي بالعَطَشِ / رَمَيْتُ كُرَيَاتِ دَمي في غِرْبَالِ الحضارةِ/ ولا حَضارةَ إلا أشلاءُ الفُقَراءِ/ فيا ضَوْءَ القَمَرِ / اعْشَقْني وأنتَ تَفْتَحُ بَيْنَ التَّوابيتِ طَريقاً للصَّدى / أيَّتُها الرِّمالُ المتحرِّكةُ / خُذي مَجْدَكِ في تَلْميعِ جُثتي بأوسمةِ الجيوشِ المهزومةِ / 
     سَأُطْلِقُ سَرَاحَ الشَّوارعِ المحبوسةِ في قَفَصي الصَّدْرِيِّ / فيا أيَّتُها الطيورُ الجارحةُ التي تَنامُ تَحْتَ أظافري/ مَزِّقي أكفاني/وَلْتَكُنْ آبارُ قَريتي أكفاناً جَديدةً لِي/وَلْتَكُنْ قُلوبُ الشَّركسِيَّاتِ أضرحةً لِي/ صُراخُ الضَّحايا يَخيطُ عَلَمَ بِلادي الْمُنَكَّسَ / وَرُموشُ البُحَيراتِ طَريقٌ صَحراوِيٌّ للشَّاحناتِ / التي تَنْقُلُ التَّوابيتَ الْمُزَخْرَفَةِ / مِتُّ جَائعاً في وَطَني المنبوذِ / والأزهارُ الصِّناعِيَّةُ بَاهِظَةُ الثَّمَنِ بَقِيَتْ عَلى فِرَاشِ الموْتِ / كَانَ ثَمَنُ الأزهارِ سَيُنْقِذُني مِنَ الموْتِ جُوعاً في بِلادي / بِلادِ الملوكِ اللصوصِ /
     خُدودُ الأيتامِ استراحةٌ عَلى طَريقِ البَحْرِ/ والحواجزُ العَسكريةُ تَنتشرُ بَيْنَ الرِّئَتَيْنِ / وصَفَّاراتُ الإنذارِ تَفْصِلُ النَّهْرَ عَن أجفانِهِ / أرْفَعُ مَعنوِيَّاتِ الحطَبِ بَعْدَ فَشَلِهِ في لَيْلةِ الدُّخلةِ / وذَلِكَ دَمي الثَّلْجِيُّ وَطَنٌ بِلا مَطَرٍ وَلا صَحْراء / أغْرَقُ في دَمْعِ الخريفِ / لأنَّ دَمَ القِطَطِ يَدْهَنُ يُخُوتَ الملوكِ /
     في الدَّيْرِ البَعيدِ/ خَلْفَ الغاباتِ الْمُحْتَرِقَةِ بِذِكرياتِ المطَرِ / رَاهِبةٌ عَمياءُ مَاتتْ بِسَرَطَانِ الثَّدْيِ/ والعَناكِبُ نَسَجَتْ بُيُوتَها في حَناجرِ بَناتِ الليلِ / ماتَ النَّهارُ قُرْبَ العَرَبَاتِ العَسكرِيَّةِ / والمطرُ الأزرقُ يَدْخُلُ في جُثمانِ النَّهْرِ / هَذِهِ عِظامي كُحْلٌ لِبَناتِ آوَى في غَاباتِ الرَّايةِ البَيضاءِ / هَيْكلي العَظْمِيُّ أسْمَنْتٌ مُسَلَّحٌ بأحزانِ الكَهْرمانِ / والأسْفَلْتُ يَلعبُ النَّرْدَ في شَراييني / كَمَا يَلعبُ الرَّمْلُ القِمَارَ في المقابرِ الجماعِيَّةِ /
     أيُّها الوَطَنُ المذبوحُ بَيْنَ أبراجِ الْمُرَاقَبَةِ وأبراجِ الحمَامِ / قَتَلْتُ نفْسي ثُمَّ مَشَيْتُ في جِنَازَتِها أمامَ عَدَسَاتِ التَّصويرِ / تَتَقَمَّصُ الفِئْرانُ الكريستالِيَّةُ ذَاكرةَ اليَمامِ / والطوفانُ نَائمٌ وَراءَ التَّلِّ / المشاعرُ البلاستيكِيَّةُ لِبَناتِ القَراصنةِ / وأراملُ البَحَّارةِ يَنتظِرْنَ استلامَ الجثامينِ في المِيناءِ / ومَناديلُ الوَداعِ تَتَزَوَّجُ الرَّصيفَ البَاردَ / فيا أيَّتُها الشُّموسُ التي تَخْرُجُ مِن جُرُوحِ البَحْرِ / سَيَنْزِفُ البَحْرُ حتَّى الموْتِ / يُولَدُ شَجَرُ المقابرِ في قُلوبِ البَناتِ / ويَموتُ في جُلودِ بَناتِ آوَى / عِظَامي هِيَ الغابةُ الْمُلَوَّثةُ بالصَّهيلِ المغْشُوشِ / وعِندَما أموتُ / تَكتمِلُ أُسطورتي الغامضةُ /
     عَلِّمْني أيُّها التَّابوتُ الزُّجاجِيُّ فَلسفةَ العَارِ / لأكْتَشِفَ قَبْرَ الفَراشةِ في حَوَاجِبِ المطرِ / يا أخي السَّجَّان/ عَلِّمْني تاريخَ شُموسِ الأسْمَنْتِ / كَي ألْمِسَ خُطُوَاتِ السُّنونو عَلى بَلاطِ الزِّنزانةِ البَاردِ/ دَعْنا نَتَقَاسَمْ مَاءَ الذِّكرياتِ بَعْدَما جَفَّ مَاءُ البِئرِ / تَرمي نِساءُ القَبيلةِ جَدَائِلَهُنَّ في البِئرِ / أشربُ هَيْدُروجينَ العاصفةِ / وتَشْرَبُ أُكسجينَ الرِّمالِ / دَعْنا نَتَقَاسَم الغنائمَ بَعْدَ هُروبِ الجنودِ مِنَ المعركةِ/ لَم تَعُد الزِّنزانةُ تَتَّسِعُ لأحزانِ السَّجينِ وذِكرياتِ السَّجَّانِ/ فَخُذ الفَرَحَ وَاتْرُكْ لِيَ الْحُزْنَ/ خُذْ مَكاني في ثلاجةِ الموتى/ واتْرُكْ جُثتي في شَوارعِ الصَّقيعِ/ سَتَخرجُ الطحالبُ مِن ثُقوبِ جِلْدي / وأركضُ في غَابَةِ النِّساءِ الْمُتَوَحِّشَاتِ مُسَلَّحَاً بِدَمِ البَعُوضِ / أنا المسافرُ في مَرافئِ شَراييني/ الْمُهاجِرُ في لَمَعَانِ السَّنابلِ تَحْتَ أشِعَّةِ القَمَرِ / وأنا الوَطَنِيُّ في المنفَى/ المنفيُّ في الوَطَنِ / أنا الوَطَنُ والمنفَى مَعَاً / يُرْشِدُني مَوْتُ الزَّنابقِ إلى حَياتي / وأوْرِدتي تُضِيءُ للغُبارِ طَريقَهُ نَحْوَ ألواحِ صَدْري / أَقُودُ قَطيعَ الفَرَاشاتِ إلى قَبْرِ أُمِّي / كَم أنا وَحيدٌ أيُّها الْحُزْنُ النائمُ في عُلَبِ السَّرْدينِ الحجَرِيَّةِ / مَاتت أرملةُ الفَيَضَانِ / وَبَقِيَ الغسيلُ عَلى الحبْلِ /
     يا وَطَني المشنوقَ بَيْنَ حِبَالِ الغسيلِ وحِبَالي الصَّوْتِيَّةِ / بِلادي امْرَأةٌ بَاعَتْ غِشَاءَ بَكَارَتِهَا في السُّوقِ السَّوْداءِ / فَخُذْ أيُّها الشَّجَرُ مَجْدَ شَوَاهِدِ القُبورِ / وَاتْرُك العُشْبَ يَشْرَبُ الشَّايَ مَعَ زَوْجةِ حَفَّارِ القُبورِ / أبْحَثُ عَن صُورةِ أُمِّي في دُموعِ الفَرَاشَاتِ / دِمَاءُ أرْمَلةُ الطوفانِ هِيَ بَراويزُ الذاكرةِ المنسِيَّةِ / فيا أيُّها الدُّودُ / كُن رُومانسِيَّاً حِينَ تَأكُلُني /
     أُعْطِي مَشَاعِرَ رَاقِصَاتِ البَاليه لِخَفْرِ السَّواحلِ / وأُعْطي أحزانَ الرَّاهباتِ لِضُبَّاطِ الْمُخَابَرَاتِ / قَضَيْنا حَيَاتَنَا في الْمَصَاعِدِ الْمُعَطَّلَةِ في نَاطِحَاتِ السَّرابِ / وكانَ النَّعناعُ اليَتيمُ يُولَدُ في نَزيفِنا / الأسْمَنْتُ في أقفاصِنا الصَّدْرِيَّةِ/ وَنَحْنُ نَعيشُ في الأقفاصِ/ والجرادُ يُحَلِّلُ مَشَاعِرَ ضَابِطِ الْمُخَابَرَاتِ الذي اكتشفَ خِيانةَ زَوْجَتِهِ /
     مَا لَوْنُ الوَرْدَةِ النَّائمةِ في حَنجرةِ السَّمَكةِ / أيُّها البَحْرُ المقتولُ في أمعائي البلاستيكِيَّةِ ؟ / طِفْلةٌ تَموتُ على أغصانِ ثَلْجٍ أزرقَ/ يُولَدُ في أشلائِنا/ ويَمُوتُ في الكُوليرا/ كَانَ الحمَامُ يَطيرُ بِلا أجنحةٍ/ وَكُنتُ أَطِيرُ بِلا ذِكرياتٍ / ضَاعَ سَريري وأنا نائمٌ عَلَيْهِ / فَلا تَلُمْني يَا صَابُونَ غُرَفِ الفَنادقِ / إنَّ دَمي أسْفَلْتُ الحنينِ إلى اللاشَيْءِ/فَهَل يَعْرِفُ الأعمَى لَوْنَ قَميصِ النَّوْمِ لِزَوْجَتِهِ؟/ لا تَجْرَح الجريحةَ/ وَلا تَقْتُل القَتيلةَ / وَلا تَخُن امْرَأةً خَانَتْها سَنابلُ المقبرةِ /
     أرجوكَ أيُّها الوَهْمُ اللذيذُ/ لا تَحْرِقْني بالذِّكرياتِ / أجفانُ الصَّبايا مَزرعةٌ للمارِيجوانا / وعُشْبُ المدافِنِ يَنمو في حِكَاياتِ الغُرباءِ / يا عَشيقتي الأحزان / كَيْفَ تَعَلَّمْنا الخِيَانةَ في مَمالكِ السُّلِّ ؟ / أتجوَّلُ في صَحاري الشَّفقِ الجليدِيَّةِ / بَاحثاً عَن دَمِ البُحَيرةِ المهدورِ / وشَرَفِ الرِّمالِ الْمُتَحَرِّكةِ / ضَوْءُ القَمَرِ يُنَقِّي حِبْرَ المشانقِ مِن أشجارِ المدافِنِ/ وَقَلْبي كالبِطِّيخةِ لا تُعْرَفُ حَلاوَتُهُ إِلا إِذا غُرِسَتْ فِيهِ السِّكِّين / اعتزَلَ الشَّاطِئُ الحياةَ السِّياسِيَّةَ حِدَادَاً عَلى مَقْتَلِ البَحْرِ / والفُقَراءُ يَحْمِلُونَ عَلى ظُهُورِهِم جُثمانَ البَحْرِ/ ويَبْحَثُونَ في سِلالِ القُمامةِ عَن الْخُبْزِ وجَمَاجِمِ آبائِهِم / نَعْجَةٌ تُسَاقُ إلى ثَلاجةِ الموتى/ التي نَسِيَ الأطفالُ فِيها الشُّوكولاتةَ وماتوا / ونُهودُ الرَّاهباتِ مَفروشةٌ عَلى خَشَبَةِ المذْبَحِ/ والناسُ يَرْقُصُونَ في عُرْسِ ابْنِ الخليفةِ / جَسَدُ النَّهْرِ مَدْفُونٌ في جُثمانِ زَوْجَتِهِ / وَقَلْبي مُشَرَّدٌ في أزِقَّةِ المرفأ/ ورَاعي الغَنَمِ صَارَ عَازِفَ بيانو/ وَتَحَوَّلَتْ رَاقِصَةُ البَاليه إلى ضَابِطَةِ مُخَابَرَاتٍ/  
     في ذَلِكَ الكُوخِ المحروقِ بِذِكرياتِ الأراملِ / قِيثارةٌ مُسْتَعْمَلَةٌ عَلى الأثاثِ الْمُسْتَعْمَلِ / والرِّيحُ تَعْزِفُ عَلى البيانو المهجورِ في مَملكةِ الجثامين / يَا ضَوْءَاً يَصْعَدُ فَوْقَ حَطَبِ الذِّكرياتِ الأخضرِ / جُرحي أوَّلُ حِكَاياتِ الخريفِ/ وآخِرُ طَريقِ المِلْحِ في دَمْعِ اليَتامى / فَقِفْ أيُّها الوَهْمُ في مُنْتَصَفِ عُروقي / كَي يَلْتَقِمَ الرَّمْلُ ثَدْيَ الصَّحراءِ /      
     الليلُ مَحْرَقَةُ العُشَّاقِ / والموْجُ يَتَدَرَّبُ عَلى زِراعةِ الجوَّافةِ تَحْتَ أظافري / وَالثلجُ يَرْمي عَلى رُقعةِ الشِّطْرَنجِ جَمَاجِمَ الملوكِ / والقِطَطُ العَمْياءُ تَنامُ عَلى الأثاثِ الْمُسْتَعْمَلِ الْمُغَلَّفِ بالأكفانِ الْمُسْتَعْمَلَةِ / قُرْبَ مَوْقَدةِ الشِّتاءِ وذَاكرةِ الانقلاباتِ العَسكرِيَّةِ/ والملِكاتُ السَّبايا يَغْسِلْنَ الصُّحونَ في سُفُنِ القَراصنةِ / 
     يَا أيُّها النَّسْرُ الذي يُضَاجِعُ جُثةَ البُحَيرةِ / مَتَى تَشْرَبُ الرِّيحُ الشَّتَوِيَّةُ حَليبَ البُحَيرةِ المخلوطَ بالسِّيانيدِ ؟/ أضعتُ عُمُري في الأرَقِ/ وَحْدَها مُضَادَّاتُ الاكتئابِ تَنامُ في سَريرِ الأعاصيرِ/ فيا أيَّتها اللبُؤةُ الْمُحَاصَرَةُ بَيْنَ الْحُبُوبِ الْمُنَوِّمَةِ وحُبُوبِ مَنْعِ الْحَمْلِ / تِلالُ أشلائي سِيركُ الثعالبِ / وحَقائبُ الملِكَاتِ مِن جُلُودِ البَشَرِ / أرى كَلْباً بُوليسِيَّاً يَأكلُ جُثمانَ الشَّاطئِ / لكنَّ تابوتي يَنْثُرُهُ الذبابُ في صُحونِ المطبخِ /
     أيَّتُها العَوَانِسُ الْمُحَنَّطاتُ في جِرْذَانِ المِكياجِ / إِنَّ المساءَ يُزَيِّنُ جُثتي بالأوسمةِ العَسكرِيَّةِ / أُفَصِّلُ مِن قُضبانِ سِجْني قَميصاً لِسَجَّاني / وألواحُ صَدْري هِيَ نُعُوشٌ للمَطَرِ الآتي مِن جُثةِ أُمِّي / نَقتسِمُ حِبَالَ الغسيلِ مَعَ القَراصنةِ / كَي تَتَّسِعَ الجِنازةُ لِكُلِّ طُيورِ البَحْرِ / أُزَيِّنُ تَابوتَ البَحْرِ بالوُرودِ الحمْرَاءِ / فأنسَى شَكْلَ دَمي الأخضرِ /
     يَا أُمَّنَا التي تَلِدُنا وَتَئِدُنا / أَحْمِلُ نَخلةَ الدِّيناميتِ عَلى ظَهْري / والأبقارُ النَّحيلةُ تَجُرُّ جَثامينَ الجنودِ المجهولين / أيْنَ الطريقُ إلى بُرتقالةِ المذْبَحةِ ؟ / الرَّصيفُ امْرَأةٌ مَسْحُوقةٌ في أحضانِ زَوْجٍ تَكْرَهُهُ / والتِّلالُ الغريبةُ اكْتَشَفَت الْحُبَّ بَعْدَ وَفَاةِ قَلْبِها / شَجَرَةٌ يَغْتَصِبُها الطوفانُ تُطِلُّ عَلى ضَريحي / فيا أيَّتُها الزِّنزانةُ الانفرادِيَّةُ / الذِّكرياتُ وَحيدةٌ مِثْلُكِ / يَا أُختي السَّجَّانة / أنا أُعَاني مِنَ الفَراغِ العَاطفِيِّ مِثْلُكِ / وَقَميصُ النَّوْمِ مَنْسِيٌّ عَلى فِرَاشِ الموْتِ/ بَلاطُ الزَّنازينِ في شَهيقي / وَبَلاطُ صَالَةِ الرَّقْصِ في زَفيري / وأنا الْمُهَاجِرُ مِن رِئتي / وَبَيْنَ الرِّئَتَيْنِ سِكَّةُ حَديدٍ / لكنَّ القِطَارَ لا يَأتي /
     تِلْكَ العُيونُ الخائفةُ وَراءَ نوافذِ الشِّتاءِ / الأجسادُ الْمُتْعَبَةُ بَيْنَ شُرُفَاتِ الخريفِ وأسْمَنْتِ الذِّكرياتِ / وَدِمَاءُ كِلابِ الحِرَاسَةِ هِيَ شَرايينُ الرِّياحِ / وَخُدُودُ الصَّبايا رَصيفٌ جَديدٌ لِمِيناءِ الوَداعِ / وشَوارعُ الغَثَيَانِ تَفْصِلُ بَيْنَ كُرَيَاتِ دَمي /
     الشَّجرةُ الوَحيدةُ في المقابرِ الجماعِيَّةِ هِيَ شَاهِدُ قَبْرٍ للنَّهْرِ الجريحِ / والفَراشةُ الوَحيدةُ في مُعَسْكَرَاتِ الاعتقالِ هِيَ تُفَّاحةُ الذِّكرياتِ/ يَحْمِلُ الأطفالُ جُثَثَ آبائِهِم / وَيَرْكُضُونَ نَحْوَ مَناديلِ الوَدَاعِ التي تَغْرَقُ في البَحْرِ / نَرْسُمُ صُوَرَ أُمَّهَاتِنا بَيْنَ الْخَنَاجِرِ والْحَنَاجِرِ / عُودِي أخضرُ لَكِنِّي أحترِقُ / سُدُودُ بِلادي خَالِيةٌ إِلا مِن دِمائي وَحَليبِ السَّنابلِ / فيا أيَّتها الغُيومُ الخضراءُ التي تُولَدُ في دِمَاءِ الشَّفَقِ / وتَموتُ في عَرَقِ قَوْسِ قُزَحَ / لا تَقْتُلي النَّهْرَ السَّائِرَ في جِنازتي /
     خُذي احتضاري يا سَنَابِلَ بِلادي تِذْكاراً للحُبِّ الضَّائعِ / واتْرُكي الكَرَزَ عَلى فِرَاشِ الموْتِ / كُونوا رُومانسِيِّينَ عِندَما تَخُونُوني / حَتَّى تُولَدَ الذِّكرياتُ في أسنانِ المطرِ / قَناديلُ الموْتِ مُعَلَّقَةٌ في سَقْفِ حَلْقي / والنَّهْرُ لا يَقْدِرُ أن يَنامَ في أحضاني بِلا حُبُوبٍ مُنَوِّمَةٍ /
     يا شُطآنَ اليَاقُوتِ / اكْرَهِيني / إنَّ قَلْبي ماتَ / لا تَذْهَبْ يَا شَجَرَ الأمطارِ إِلى مَنَامِي / كَسَرَ الشَّفَقُ رُموشي / أنا الرَّسُولُ والرِّسَالَةُ بَعْدَ انتحارِ سَاعِي البَريدِ / مَاتَ عُشْبُ المقابرِ بالسُّمِّ / والليلُ يُشَرِّحُ جُثمانَ الصَّحراءِ / مَاتَ رَمْلُ البَحْرِ بَعْدَ جُرْعَةٍ زَائدةٍ مِنَ الذِّكرياتِ / ويُنَقِّبُ الغُزاةُ في نُهُودِ نِسَائِهِم عَنِ النِّفْطِ /
     وُلِدْتُ في مُدُنِ الموْتِ / والموْتُ سَوْفَ يَمُوتُ / ذَلِكَ الرَّصيفُ عَلَيْهِ دُموعُ الرَّاهباتِ المنثورةُ في رَصاصِ الحِكَاياتِ / كَأرقامِ الضَّحايا / كَأرقامِ الزَّنازين / كَأرقامِ السَّبايا / كَأرقامِ السَّيَّاراتِ الدُّبْلُومَاسِيَّةِ / كَأرقامِ الأوسمةِ العَسْكَرِيَّةِ للجنودِ الهارِبِين /
     يَا تَابُوتَ الأمطارِ تَحْتَ السُّيوفِ الصَّدِئَةِ / ابْتَعِدْ عَن صُراخِ الغاباتِ في أوْرِدتي / اغْسِلْني أيُّها المساءُ بالانقلاباتِ العَسكرِيَّةِ/ كَي أنقَلِبَ عَلى قَلبي / وأحْكُمَ دَوْلَةَ شَراييني بالذِّكرياتِ والدُّموعِ / ارْحَمِيني يا أنقاضَ جِلْدي/ كَي أبْحَثَ عَمَّن يُكَفِّنُني بِجُلُودِ النُّسورِ العَاجِزَةِ جِنسِيَّاً / يَحْمِلُ الخريفُ عَلى رُمُوشِهِ نَزيفَ الأدغالِ الشَّمْعِيَّةِ / وَدِمَاءُ الملوكِ تُعَبِّدُ الطريقَ إلى الذِّكرياتِ الْمُوحِشَةِ والمرافِئِ الْمُتَوَحِّشَةِ / لَسْتُ خَائناً / لَكِنِّي لَن أُصَافِحَ النَّهْرَ / لأنَّ يَدَيْهِ مُلَطَّخَتَانِ بِدَمِ البَحْرِ / 
     أيُّها النَّسْرُ الجريحُ / اذْهَبْ مَعَ زَوْجَتِكَ إلى حَفْلَةِ الرَّقْصِ / وَاتْرُك الرَّاعي للوَسْوَاسِ القَهْرِيِّ / سَتَنْزِفُ الأغنامُ حَنِيناً حتَّى الموْتِ / وأنا أَمُوتُ بَيْنَ مَشَانِقِ الكَرَزِ / لِي سِيَادةُ صَحاري القِرْمِيدِ عَلى ذِكْرَياتِ الإِوَزِّ / يُخْبِرُني قَوْسُ قُزَحَ أنَّهُ يُحِبُّني / لَكِنَّهُ يُحِبُّ مِشْنقتي أكثرَ / يُخْبِرُني الصَّقيعُ أنَّهُ يَعْشَقُ زِنزانتي الانفرادِيَّةَ / يُحِبُّونني وأكْرَهُ نفْسي / يَبْحَثُونَ عَنِّي وأهْرُبُ مِن نفْسي / يُريدُونني حَيَّاً كَي يُحَنِّطُوا ذِكرياتي / وأُريدُ رَمْلَ البَحْرِ مَيْتاً / كَي أُزَوِّجَ البُحَيرةَ لِخَفْرِ السَّواحِلِ / أسْمَعُ حِجَارةَ النَّيازكِ تُنادِيني / مِزَاجُ قَاتِلي مُتَعَكِّرٌ / والأطفالُ يَحْفَظُونَ أرقامَ الضَّحايا في حِصَّةِ الرِّياضِيَّاتِ /
     يُخَطِّطُ المساءُ لاغتيالي في الفَجْرِ الكاذبِ / أكفاني مُسْتَوْرَدَةٌ / لَكِنِّي أدْعَمُ الصِّناعةَ الوَطنيةَ / فيا أيَّتُها الجرادةُ / إنَّ رَبطةَ العُنُقِ لِزَوْجِكِ هِيَ حَبْلُ مِشْنَقَتِكِ / أنتِ رُومانسِيَّةٌ / لَكِنَّ مَلَكَ الموْتِ سَيُنْهِي رُومانسِيَّةَ السَّرابِ / ولا حَقيقةَ إلا الموْت /
     أطْعَمْتُ للعَاصِفةِ ظِلالَ الكِلابِ البُوليسِيَّةِ / أحتاجُ نَهْراً يَكْسِرُ عُقَدي النَّفسِيَّةَ بالمِطْرَقةِ / أنشأتُ عَائلةً مِن رِمَالِ البَحْرِ/ يَكْرَهُني عِشْقُ السَّنابلِ / والوَحْلُ يُمارِسُ الجِنسَ معَ أسماكِ الغروبِ/ يَنكسِرُ الألَمُ كأدغالِ الحِبْرِ في آخِرِ الشِّتاءِ / والرِّيحُ تُدَافِعُ عَن بُكاءِ القَمَرِ / نَزيفي سُوبر ماركت للضِّباعِ / ودَمْعي مُرَصَّعٌ بأوسمةِ القَادَةِ المهزومين / يُحِبُّونني في الليلُ / ويَغتالونني في الصَّباحِ / والبُحَيرةُ لا تُريدُ أن تُحِبَّ ولا تُحَبَّ / أحالَ المسَاءُ قَلبي عَلى التَّقَاعُدِ / وَالذِّكرياتُ تَخُوضُ في كَبِدي حَرْباً أهْلِيَّةً / نَبَشْتُ قَبْرَ البُحَيرةِ / شَرَّحْتُ جُثةَ البَحْرِ / والنِّساءُ يَنْشُرْنَ عَلى حَبْلِ الغسيلِ جَمَاجِمَ الصُّقورِ العاجِزةِ جِنسِيَّاً /
     في ذَلِكَ الكُوخِ الْمُحْتَرِقِ جَرادةٌ تَتَعَلَّمُ سِبَاحَةَ الفَرَاشةِ / أُصَافِحُ الأشجارَ السَّائِرَةَ في جِنازتي / لا أُحِبُّ أن أرى أحَداً/ ولا أُحِبُّ أن يَرَاني أحَدٌ/اكْتَشَفْتُ تَابوتَ الليْمُونِ بَيْنَ مُضَادَّاتِ الاكتئابِ والْحُبُوبِ الْمُنَوِّمَةِ / فَاسْألْ ذَلِكَ الجنون / لِمَاذا تَمُوتُ البُحَيراتُ في السُّجونِ ؟ /
     يَتَزَيَّنُ النَّهْرُ للصَّدى / وأرْمَلَتُهُ تَتَزَيَّنُ لِحَفَّارِ القُبورِ / يا شَاطِئاً يُولَدُ في جُفوني / ويَموتُ في دُموعي / كَيْفَ أُصَادِقُ ضَبَابَ الموانِئِ / وَقَد كَسَرَ الخريفُ أظافرَ البَحْرِ ؟/ خَانتني المزهرِيَّاتُ في الحِكَاياتِ / وبَيْنَ أصابعي تَنهمِرُ نُعوشُ الفَراشاتِ / يَتَقَلَّبُ الليلُ في فِرَاشِهِ / وتَتقلَّبُ الصَّحاري في فِرَاشي / والخريفُ مُصَابٌ بالأرَقِ الشَّتَوِيِّ / وَداعاً يا ضَوْءَ الشِّتاءِ الغامِضَ / أحزاني خَالِيةٌ مِنَ الكولسترول / أُنَقِّبُ في دِمَاءِ المجرَّاتِ عَن عَرَقِ النَّيازكِ / فَيَا حُزْنَ الأدغالِ في أغاني الأسْرَى / أيُّها القاتلُ المأجورُ في أعصابِ الموْجِ/ يَكتبُ البَجَعُ عَلى شَوَاهِدِ قُبورِ الغَيْمِ دَرْسَ الرِّياضِيَّاتِ / أضحكُ وأنا أُسَاقُ إلى المِشْنقةِ / أسماكُ القِرْشِ في حَنْجَرتي / ورَمْلُ البَحْرِ هُوَ مَتْحَفُ البَحَّارةِ الغَرْقَى /
     أحتفِلُ مَعَ سَجَّاني بِعِيدِ مِيلادي / ويَحتفِلُ المساءُ مَعَ زِنزانتي الانفرادِيَّةِ بِعِيدِ الاستقلالِ / استقلالِ دِمَاءِ الضَّحايا عَن قَوْسِ قُزَحَ / فَيَا أيَّتُها اليَتيماتُ تَحْتَ الرَّاياتِ الْمُنَكَّسَةِ / لا أُريدُ أطفالاً أُوَرِّثُهم عُقَدي النَّفْسِيَّةَ / وَيُوَرِّثُوني عِشْقَ الطرقاتِ الخائنةِ / لا مَجْدَ لِي بَعْدَ انتحارِ البَحْرِ سِوى الزَّبَدِ / سَأضَعُ جُثماني في حَقيبةِ السَّفَرِ وأرْحَلُ / سَأضَعُ جُثَثَ الأطفالِ في حَقائِبِهِم المدرسِيَّةِ / وأُعَلِّمُهُم جَدْوَلَ الضَّرْبِ كَي يَحْسِبُوا الْجُثَثَ المجهولةَ الْهُوِيَّة/أُحِبُّ الصَّحراءَ كَي أخْدَعَ السَّرابَ/ وأنا السَّرابُ/أُحِبُّ مِن أجْلِ الذِّكرياتِ لا الْحُبِّ/والرِّيحُ تُشَاهِدُ دَمي الأخضرَ في الشَّايِ الأخضرِ/
     لَم تَتْرُك الذاكرةُ للذِّكرياتِ غَيْرَ بُرتقالٍ / يُولَدُ في التَّوابيتِ العَسكرِيَّةِ / دَخَلْتُ في وَحشةِ اليَاسَمين/وأشلاءُ اليَتامى دَخَلَتْ في دُموعِ البُرتقالِ مَلِكَاً مَخلُوعاً/ أزرعُ أظافري في الغَيْمِ وأخْلَعُهَا/ وألواحُ صَدْري كُوخٌ مَهجورٌ / وَكُرَيَاتُ دَمي بَراميلُ بَارُودٍ مَغْشُوشٍ /
     أتبَرَّعُ للبُحَيرةِ بِقَلْبي / فاعْشَقِي رَجُلاً غَيْري أيَّتُها الذبابةُ الْمُحَنَّطَةُ في الكَهْرمانِ / صُراخُ الليلِ الذي يَغْرَقُ في البُحَيراتِ / يُمَزِّقُ مَمَالِكَ الصَّدى / خَرَجْتُ مِنَ الاكتئابِ / وَدَخَلْتُ في الوَسْوَاسِ القَهْرِيِّ / فَمَا فَائِدَةُ انتظارِ الرُّومانسِيَّةِ وَمَلَكُ الموْتِ لا يَنتظِرُ أحَداً ؟ / هَل يَقْدِرُ المحكومُ بالإِعدامِ أن يُفَكِّرَ في أُنوثةِ ابنةِ الجِيرانِ ؟ / هَل تَقْدِرُ المحكومةُ بالإِعدامِ أن تُخَطِّطَ لِخِيَانةِ زَوْجِها ؟ /
     صَارَتْ جَمَاجِمُ الضَّحايا هَدايا تِذْكَارِيَّةً / قَلِيلٌ مِنَ الْحُبِّ / كَثيرٌ مِن حُبُوبِ مَنْعِ الْحَمْلِ / أنا مَتْحَفُ أعشابِ المدافِنِ / أنا مَملكةُ الصَّدى / والصَّوْتُ يَغْسِلُ مَساميرَ نَعْشي / قَلْبي حَجَرُ نَرْدٍ تَتقاتَلُ عَلَيْهِ الصَّدَماتُ العاطفِيَّةُ / وأنا المنبوذُ / أبحثُ عَن مَجْدٍ زَائلٍ /
     في كُلِّ المنافي / أحْمِلُ جُمْجُمتي في حَقيبةِ السَّفَرِ / أنا أُحِبُّ لأتَعَذَّبَ / أستمتِعُ بالعَذابِ في مَرَافئِ اللازَوَرْدِ / تَعَوَّدَ جِلْدُ الموانِئِ عَلى الأرَقِ/ ولا يَقْدِرُ أن يَعيشَ بِدُونِهِ/ سَامِحِي حُقولَ البَارودِ أيَّتُها الْحُبُوبُ الْمُنَوِّمَةُ/ نَثَرَ الغَسَقُ رُموشَ الفَتَيَاتِ عَلى نِصَالِ المقاصلِ / التي يُلَمِّعُهَا عَرَقُ النَّوارسِ/ مَشغولٌ أنا بِتَرْتِيبِ أشلائي في مَعِدَةِ الأمواجِ / والعَواصفُ مَشغولةٌ بِتَرْتِيبِ مُضَادَّاتِ الاكتئابِ عَلى رُقعةِ الشِّطْرَنجِ / ونَبَضَاتُ قَلبي تُزْعِجُ قِطَطَ الشَّوارعِ /   
     في أمْعَاءِ الشَّفَقِ / سَقَطَتْ الأقنعةُ عَن وَجْهِ البُرتقالِ / وصَارَ التُّفاحُ يَنمو عَلى خَشَبَةِ المذْبَحِ / مَاتتْ أطيافُنا في مَجزرةِ الْحُلْمِ / والنَّعناعُ يَنْبُتُ في مَجَازِرِنا بَعْدَ غِيَابِنا / وأبجدِيَّةُ المطرِ تَغتصِبُ قَارورةَ الحِبْرِ / وَالحشَرَاتُ البلاستيكِيَّةُ تَأكلُ جُثمانَ الرِّياحِ / وُجوهُ النِّساءِ الرَّاحِلاتِ عَلى نَوافِذِ القِطَاراتِ/وجَسَدي أُغْنِيَةٌ للمَوْتَى السَّائرينَ عَلى قَميصِ الأمطارِ/ أحْمِلُ قَلْباً قَاتِلاً بَيْنَ ضُلوعي / وَشَراييني طَوَابِعُ بَريدٍ تِذْكَارِيَّةٌ في قَاعِ الْمُسْتَنْقَعِ / مَشَيْنا إلى جُثمانِ البُحَيرةِ في لَيْلَةِ الانقلابِ العَسكريِّ / وَالذِّكرياتُ تُرَوِّضُ سُعالي في شِتاء الْمُدُنِ البَاكِيَةِ /  لا أقْدِرُ أن أنامَ/ لأنَّ الدَّلافِينَ تَسْبَحُ دِمَاءِ النَّيازكِ / ودُودةُ القَزِّ تُصَمِّمُ مِشْنقتي تَحْتَ المطَرِ الوَرْدِيِّ / مَاتَ الوَطَنُ في الأغاني الوَطَنِيَّةِ / لا أثِقُ بِحُرَّاسي الشَّخْصِيِّينَ / لأنَّ الموْتَ هُوَ حَارِسي الشَّخْصِيُّ / لا تَسْهَرْ عَلى رَاحتي يا سَجَّاني / رُومانسِيَّةُ البَحْرِ وَسَّعْتُها بِجُرُوحي / ذَهَبَت المرأةُ الغامضةُ إلى الانتحارِ / وَبَقِيَ حَبْلُ الغسيلِ عَلى سَطْحِ الدُّموعِ الخضراءِ / يَتيمٌ أنا / لَكِنَّ الموْتَ أبي الرُّوحِيُّ / وَحْدي في المعركةِ / أتسلَّحُ بِذِكرياتِ الطفولةِ وجَدائلِ أُمِّي وعُكَّازةِ أبي/ خَانني جِلْدي / وَهَرَبَتْ جُيوشُ الفَرَاغِ مِن
حَرْبِ الصَّوْتِ والصَّدى / فَاتْرُكُوني أحْتَفِلْ وَحيداً بِعِيدِ استقلالِ الضَّبابِ عَن أشلائي /
     أيَّتُها الشَّمْسُ الْمُزَيَّفَةُ / أحضانُ زَوْجِكِ مَقبرةٌ لَكِ / فاحْفَظِي رَقْمَ ضَريحِكِ تَحْتَ أشِعَّةِ القَمَرِ التي تُضِيءُ مُسْتَنْقَعَاتِ الْحُلْمِ / قَدَري أن أموتَ آلافَ المرَّاتِ في صَحْرَاءٍ بِلا شَمْسٍ / جَسَدي هُوَ القَاتِلُ/ وقَلْبي هُوَ الضَّحِيَّةُ/ وثُقوبُ جِلْدي هِيَ خَشَبَةُ المسْرَحِ / فَاعْتَقِلْني أيُّها النَّهْرُ / نَحْنُ شَريكانِ في زِنزانةٍ وَاحدةٍ / نَذهبُ إلى الانطفاءِ مَعَاً / ونُولَدُ في أشلاءِ الفَيَضَانِ مَعَاً / 
     أنا الوَصِيُّ عَلى عَرْشِ الأنقاضِ / لا تَاجَ إِلا حُفْرَتي / وتِيجانُ الملوكِ تَتَسَاقَطُ في حُفَرِ المجاري / كُن أيُّها العِشْقُ شَوْكَةً في حَلْقِ الأمواجِ / كَي أَخُونَ رُموشي مَعَ ظِلالِ القَتيلاتِ / سَيأتي الانتحارُ في عَرَبَاتِ الأطفالِ / والغُبارُ يُرَتِّبُ الحقائبَ المدرسِيَّةَ الفارغةَ في العَرَبَاتِ العَسكرِيَّةِ / أحْمِلُ في شَراييني نَهْرَاً مُتَوَحِّشَاً / فَافْتَرِسْني أو لا تَفْتَرِسْني / سَيَأْتي الموْتُ مِن كُلِّ الجِهَاتِ / وَالرِّيحُ تَسْكُبُ حَليبَ النِّساءِ في قَارُورةِ الحِبْرِ في المساءِ الرَّهيبِ / وَرَاياتُ القَبائلِ مَنقوعةٌ في بَراميلِ النِّفْطِ /
     القَتْلُ مُتعةُ الثلوجِ عَلى قِرْمِيدِ كُوخي / والعُشَّاقُ يُرَاقِبُونَ غَابةَ الكَهْرَمانِ أثناءَ احتراقِها بالذِّكرياتِ وطُفولةِ بَناتِ آوَى / الجسَدُ الغاطِسُ في فِرَاشِ الموْتِ / وَلَن يَقْدِرَ الوِيسكي عَلى إزالةِ سَكَرَاتِ الموْتِ / خُذْني يا ضَوْءَ القَمَرِ خَاتَمَاً في إصْبَعِكَ / هَذا مَوْسِمُ تَزَاوُجِ الأعاصيرِ في جَدائلِ بَنَاتِ أفكاري / وَشَوَاهِدُ القُبورِ مُعَلَّقَةٌ كالمصابيحِ في سَقْفِ حَلْقي/ فَكَيْفَ أعترِفُ بِحُبِّي أمامَ تِلالِ المساءِ ؟ / كَيْفَ تَعترِفُ الرَّاهباتُ بِحُبُوبِ مَنْعِ الْحَمْلِ أمامَ خَشَبَةِ المذْبَحِ ؟ /
     أُحِبُّكِ أيَّتُها العانِسُ الآتِيَةُ مِن غَاباتِ الدَّمْعِ / الذاهبةُ إلى فُحولةِ حَبْلِ مِشْنقتي / دِمَاءٌ مَلَكِيَّةٌ في أنابيبِ الصَّرْفِ الصِّحِّيِّ / وخُدودُ البُحَيرةِ بَلاطٌ مَنْسِيٌّ في زِنزانةِ الخريفِ / وطُيورُ البَحْرِ تَصْقُلُ شَوَاهِدَ القُبورِ / وَجِلْدي رُخامٌ صَقَلَتْهُ الطيورُ الجارِحَةُ / حَضَنْتُ جُثةَ الغَيْمِ / وَكَانت رِمَالُ البَحْرِ تَنامُ عَلى فِرَاشِ الموْتِ/ أنا الموْتُ القَادِمُ مِن شَرايينِ اللوْزِ/ يَمُوتُ الجنودُ في مَعركةِ الوَهْمِ مِن أجْلِ الرَّاتِبِ الشَّهْرِيِّ / وَجَيْشُ السَّبايا يُقَاتِلُ في المقابرِ الجمَاعِيَّةِ بَعْدَ دَفْنِ الرِّجالِ / والْمُهَرِّجُ مِثْلُ حَفَّارِ القُبورِ / كِلاهُما يَنتظِرُ الرَّاتِبَ الشَّهْرِيَّ / والعَواصفُ تَحْرُسُ الصَّدى بَعْدَ اغتيالِ الصَّوْتِ / والطغاةُ لا يَتَقَاعَدُون / وَأميراتُ الحيْضِ لا يَعْرِفْنَ سِنَّ اليَأْسِ /
     خَلْفَ ضَوْءِ جِنازةِ النَّوَارِسِ / تَسيرُ الرَّاهباتُ اللواتي يَصْلُبْنَ الصَّليبَ على الصَّليبِ / وَالذِّئابُ البلاستيكِيَّةُ تَحْمِلُ عَلى ظُهُورِهَا جِنازةَ الرَّاهباتِ الغارقاتِ في دَمِ الحيْضِ/ أَحتاجُ إلى شمسٍ تُولَدُ مِن عِظامي / وتموتُ في أحضانِ الموْجِ / وتُفَكِّكُ عُقدي النَّفْسِيَّةَ بِحَبْلِ مِشْنقتي الرُّومانسِيَّةِ . 

29‏/09‏/2019

اعترافات ثري عربي أحب أميرة أوروبية / قصيدة

اعترافات ثري عربي أحب أميرة أوروبية / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

........

     أنا هُنا لأنِّي هُنا/ وَأسْتَحِقُّ أن أكُونَ هُنا/ وَلا أعتذِرُ عَن وُجودي / سَأتنازلُ عَن كُلِّ الجِنسِيَّاتِ الغَرْبِيَّةِ التي أحْمِلُها وَأَرْمِيها لَكُم / سَأَحْمِلُ جِنسِيَّةَ عُشْبِ المجرَّاتِ / رَاكِضاً في تُرابِ النَّيازكِ حَافِياً كالطوفانِ / عَارِياً مِن جَوَازِ السَّفَرِ الدُّبْلُومَاسِيِّ / كَاسِراً خَشَبَةَ المذْبَحِ / كَاسِرَاً خَشَبَةَ الصَّليبِ /
     أيُّها الغُزاةُ الْمُثَقَّفُونَ كالضَّفادعِ/ الْمُتَحَضِّرُونَ كَأغْشِيَةِ البَكَارَةِ / الأنيقُونَ كَمِقْصَلَةِ الأميراتِ/ الشُّرَفَاءُ كَقُطَّاعِ الطُّرُقِ / الأذكياءُ كَسَمَاسِرَةِ صُكُوكِ الغُفرانِ / الطَّيِّبُونَ كَقُضَاةِ مَحاكمِ التَّفتيشِ/
يَا مَن تَقْتُلُونَ الإِنسانَ / وَتُدَافِعُونَ عَن الحيَوانِ/ يا مَن تُحَرِّمُونَ تَعَدُّدَ الزَّوْجَاتِ / وتُبِيحُونَ تَعُدُّدَ العَشيقاتِ / لَسْتُ أنا مَارلين مُونرو لِتَلْعَبُوا بِها / ثُمَّ تَرْمُوها لِكِلابِكُم البُوليسِيَّةِ /
     بَعْدَ اغتيالي في خِيَاناتِ الوَرْدِ الصِّناعِيِّ / لا أُريدُ أحَدَاً يَبكي عَلَيَّ غَيْرَ جُسورِ سَراييفو / الذِّكرياتُ عَشيقتي الخائنةُ / اكتئابُ السَّنابلِ يُطَهِّرُ حُقولَ الأشلاءِ / وَالملِكَةُ فِكْتُوريا خَادِمَةٌ في مَطْبَخِ بَيْتي / وَفي مَسْرَحِ العَرَائِسِ أضَعْتُ وَقْتي مَعَ أنصافِ نِسَاءٍ دُمَىً خَشَبِيَّةٍ / عُقُولُهُنَّ بَيْنَ أفخاذِهِنَّ/ أميراتٌ للبَيْعِ مَشَاعِرُهُنَّ في فُرُوجِهِنَّ / يَدْفَعُ القَراصِنةُ ثَمَنَ النُّهودِ / ويَحْمِلُونَ البِضَاعَةَ/
     أضَعْتُ حَياتي مَعَ نِسَاءٍ تافهاتٍ/ وكُنتُ تافهاً مِثْلَهُنَّ/ اشْتَرَيْتُ أجسادَهُنَّ بالبِطَاقاتِ الْمَصْرِفِيَّةِ/ كُنتُ أحْزَنُ عَلَيْهِنَّ / وَأُشْفِقُ عَلَيْهِنَّ / خَرَجْنَ مِن صَدمةِ خِيَانةِ أزواجِهِنَّ / وَلَم يَجِدْنَ سِوَايَ لأُخْرِجَهُنَّ مِن عُزلةِ أشجارِ الخريفِ / أنقَذْتُ أشلاءَهُنَّ مِنَ الاكتئابِ / وأدْمَنْتُ عَلى مُضَادَّاتِ الاكتئابِ / أنَرْتُ لَهُنَّ طَريقَ التَّزَلُّجِ في جِبَالِ الألْبِ / وسَقَطْتُ في مَغارةِ الحضارةِ / وَقَعْتُ في بِئْرِ الذاكرةِ / حُبِّي لَهَا أوْ لَهُنَّ مَخْلُوطٌ بالْمَلَلِ وَالقَرَفِ وَالفَرَاغِ /
     أنا إمبراطُورُ الفَراغِ العَاطِفِيِّ/ ومَلِكُ الفَرَاغِ السِّيَاسِيِّ/ أنا إِمبراطُورِيَّةُ الأشباحِ بَيْنَ الفَرَاغِ والعَدَمِ / مَحطةُ القِطَارَاتِ فَارِغَةٌ / وَالمقاعِدُ الخشبِيَّةُ لا يَجْلِسُ عَلَيْهَا إِلا الذُّبابُ / صَارَ أثاثُ المنافي حَطَبَاً في مَوَاقِدِ الشِّتاءِ / فيا أيَّتُها الفَرَاشَةُ الْمُتَّشِحَةُ بِثِيَابِ الحِدَادِ وحَليبِ البُحَيرةِ / كُوني عَاطِفِيَّةً عِندَما تَرْكُضُ لَيْلَى وَرَاءَ الذِّئبِ /
     يَا أيُّها العَرَبِيُّ الذي يُعَبِّرُ عَن حُبِّهِ بالإنجليزِيَّةِ / أيَّتُها الأيدي السَّمْرَاءُ عَلى الجسَدِ النَّجِسِ في صَالَةِ الرَّقْصِ / عُودِي إلى النِّيلِ والفُرَاتِ / هَل سَيَأتي الفَرَجُ مِن فَرْجِ امرأةٍ ؟ / هَل سَيَأتي الانفراجُ السِّيَاسِيُّ مِن نُهودِ امرأةٍ ؟/ امْرَأةٌ تَبيعُ نَفْسَها كَي تُؤسِّسَ للعَدَمِ/ وَتَفْتَتِحَ سُوقَ النِّخاسةِ / وأنا النَّخَّاسُ الذي يُتَاجِرُ بالرَّقيقِ الأبيضِ في السُّوقِ السَّوْداءِ /
     فُرشاةُ أسناني مَصْبُوغَةٌ بِعَرَقِ الجواري / وكُلَّما مَارَسْتُ الجِنسَ مَعَ الضَّائعاتِ / ضِعْتُ في أنقاضِ قَلبي / قَرِفْتُ مِن نَفْسي / وَقَرِفْتُ مِنَ الرَّاكِعَاتِ أمَامَ هِسْتِيريا الجِنْسِ / الذي يَشْتَعِلُ في أجسادِ الكُوليرا / لُحُومُهُنَّ بُقَعُ نِفْطٍ أوْ مَمَالِكُ طَحَالِب / وَالحِجَارَةُ في قَاعِ قَلْبي تُمَارِسُ الجِنسَ مَعَ الجرادِ/ أُرِيدُ اكتشافَ شَيْءٍ في المرأةِ غَيْرَ الجِنْسِ/ سَاعِدْني أيُّها الْهَوَسُ الجِنسِيُّ/ يا طَبيبي النَّفْسِيَّ الذي لا أثِقُ بِهِ/ يا حَارِسي الشَّخْصِيَّ الذي سَيَخُونُني / سَاعِدِيني يَا قَارورةَ الحِبْرِ كَي أكْسِرَ قَارورةَ السُّمِّ / لا تُخْبِرُوا حِيطانَ بَيْتي بانتحاراتي / قَرِفْتُ مِن شَراييني التي تَصُبُّ في أنابيبِ المجاري / ولا أعْرِفُ هَل أنا عَاشِقٌ أَم نَخَّاسٌ / قَصْري الرَّمْلِيُّ شَرِكَةٌ لِتِجَارةِ الرَّقيقِ الأبيضِ / وذِكْرياتي سَوْداءُ /
     حَيْثُ يَجْعَلُونَ جَسَدَ المرأةِ سَجَّادَةً تَحْتَ بَساطيرِ القَرَاصنةِ / يُسَمُّونَ ذَلِكَ انفتاحاً وحَضارةً / أدْخَلَنِي جِنْسُ الْمَلَلِ في الْمَلَلِ الجِنسِيِّ / والنِّساءُ في حَياتي صُورةُ الأضدادِ / فَكُن نِدَّاً للغُبارِ / ولا تَكُنْ نِدَّاً للتُّرابِ / أنتَ التُّرابُ فَوْقَ التُّرابِ / وَسَوْفَ يَنتصِرُ عَلَيْكَ التُّرابُ حِينَ تَبْلَعُكَ الأرضُ /
     رَصِيدي البَنْكِيُّ يُحَدِّدُ تَضاريسَ مِكياجِ الْمُغَفَّلاتِ / اللواتي يَحْرِقْنَ أحلامي بِبُرُودَةِ أعصابٍ / أيُّها المنبوذُ في تَاريخِ الحضارةِ / قَد حَرَقْتَ تَارِيخَكَ الشَّخْصِيَّ قَبْلَ أن يَشترِيَ لَكَ أبُوكَ سَيَّارةَ مَرْسِيدس / كَي تُطارِدَ بِها الفَتَيَاتِ في شَوارعِ الصَّقيعِ /
     ضَفَائِرُ الأراملِ الْمَقْصُوصَةُ عَلى سَكاكينِ المطبخِ / وأشلائي حُكومةُ وَحْدَةٍ وَطنيةٍ بَعْدَ انتحارِ الوَطَنِ / سَلاماً أيُّها الْحُزْنُ المهاجِرُ مِن صَابُونِ الزَّنازينِ الضَّيقةِ إلى صَابُونِ الفَنادقِ الرَّخيصةِ /
     أرشيفُ الحائِضِ / وَالْهَيَاكِلُ العَظْمِيَّةُ مُعَلَّقَةٌ عَلى حِيطانِ الشَّوارعِ كالمصابيحِ / لماذا تَنتشِرُ النِّساءُ كَالقَشِّ في إِسْطَبْلاتِ البُكاءِ في الرِّيفِ الدَّمَوِيِّ ؟ / نِساءُ رُوما قِنَاعٌ لِنِسَاءِ مانشِسْتَر / وفَتَيَاتُ فرانكفُورت مِكْيَاجٌ لِفَتَيَاتِ مُوسكو / وَإِنَاثُ مُوناكو طَيْفٌ لإناثِ لاس فِيجاس/ وَبَغايا أمِسْتِرْدام ظِلالٌ لِبَغايا ريو دي جانيرو /
     دِمَائي اخْتَلَطَتْ مَعَ دِمَاءِ الغُزاةِ / تُذْبَحُ النِّساءُ كالدَّجاجِ المصعُوقِ بالكَهْرباءِ / وَالمرأةُ صَارَتْ رَبَّاطَ حِذَاءٍ للقُرصانِ / وهَذِهِ حُقوقُ المرأةِ / لَيْتَني مَا قَضَيْتُ طُفولتي في الْمَسْبَحِ الْمُخْتَلَطِ / النُّهودُ مَكشوفةٌ أمامَ الكلورِ السَّام / والفِطْرُ السَّامُّ يَنمو في خُدودِ الصَّبايا / يَصيرُ البِكِيني شَرِيعةً لهؤلاءِ السَّبايا / التَّحَرُّشُ الجِنْسِيُّ في نَاطِحَاتِ السَّحابِ / لَيْتَ أبي لَم يُحْضِرْ تِلْكَ الأرْمَنِيَّةَ لِتُعَلِّمَني العَزْفَ على البيانو / أصَابِعُها الرَّقيقةُ مَغروسةٌ في أصابعي / وَجِسْمُها مُلاصِقٌ لِجِسْمي / وَالموسيقَى تُلْغِينا نَحْنُ الاثْنَيْنِ / وتَكْسِرُ أجنحةَ النُّسورِ/ وتُحَطِّمُ السُّلَّمَ الموسيقِيَّ/ وَكُلُّنا صَاعِدُونَ إلى نَصْلِ المِقْصلةِ/ الذي يَلْمَعُ كالدَّمْعِ في ليالي الشِّتاءِ /     
     كَانَ عَلَيَّ أن أتعلَّمَ القُرآنَ / بَدَلاً مِن تَعَلُّمِ كِتابةِ الرَّسائلِ الغَرَامِيَّةِ لِبَناتِ آوَى / إِنَّ المرأةَ التي تَسْتَحِقُّ أن أنامَ مَعَهَا لَم تُولَدْ / وهذا الْحُزْنُ يَصِيرُ بُرْجاً للمُرَاقَبَةِ أوْ بُرْجاً للحَمَامِ / سَقَطَتْ عُكَّازةُ الرُّبَّانِ / وفِئرانُ السَّفينةِ تَأكلُ جُثْمَانَهُ / وفَساتينُ السَّهْرةِ مُزَخْرَفَةٌ كَشَوَاهِدِ القُبورِ /
     أجدادي فَتَحُوا الأندلسَ/وأنا فَتَحْتُ أغشيةَ البَكارةِ/ لا تاريخَ للأظافرِ سِوى مَحاكمِ التَّفتيشِ/ والجِرْذانُ الْمُثَقَّفَةُ تَتساقطُ مِن رُموشِ الجواري / غَرِقْتُ في سُعالِ القِطَطِ الْمُشَرَّدَةِ / والْمَلَلُ هُوَ شَريعةُ الذبابِ المقتولِ في أوْرِدتي /
     سَنَاجِبُ الْحُزْنِ في عُيُونِ الرَّاقصةِ الشَّابَّةِ/ أيَّتُها الذِّكرياتُ السَّاحِقةُ المسحوقةُ/ لا تَسْكُبِي حَليبَكِ في حُفَرِ المجاري / لَن يَشتاقَ الجنودُ بَعْدَ مَوْتِهِم إلى زَوْجَاتِهِم / أطْمَحُ أن أجِدَ أميرةً تتعاملُ مَعَ جَسَدي لا فُحُولَتي / الاحتضارُ مُسْتَقْبَلِي السِّيَاسِيُّ / والموْتُ مُسْتَقْبَلِي العَاطِفِيُّ / هَاجَرَت الضَّفادعُ مِنَ الْمُسْتَنْقَعَاتِ إلى عُلَبِ البِيرةِ/ فيا أميرةَ القَتيلاتِ/ أنتِ قَتَلْتِ الْمَعْنَى في حَياتي القَتيلةِ/ أنتِ اللبُؤةُ الْمُتَوَحِّشَةُ البَرِّيةُ البِدَائِيَّةُ التي لا تَرْحَمُ / لَكِنَّهَا تَنتظِرُ رَصاصةَ الرَّحْمَةِ /
     لَوْ كُنتُ أثِقُ بِأُنوثةِ الفَراشةِ لَصِرْتُ رُومانسِيَّاً / صُرَاخُ الغَريزةِ يَأتِيني مِن أمواجِ الصَّليلِ / وَفي عُلبةِ السَّرْدينِ رَأيتُ دَيْنَاصُوراً يَتَشَمَّسُ في المساءِ/ وَلَم أَعُدْ أذْكُرُ عَدَدَ النِّساءِ اللواتي نِمْتُ مَعَهُنَّ / دُمَىً في مَسْرَحٍ للعَرَائِسِ مِن قُماشٍ مُسْتَهْلَكٍ / وَالمِكْيَاجُ المسمومُ يَنْمُو كَعُشْبِ المدافِنِ قُرْبَ الفِطْرِ السَّام / سَقَطَتْ أقنعةُ الصَّدأ / وصارَ الانتحارُ هُوَ الصَّوْتَ والصَّدى / الأميرةُ التي أحْبَبْتُها كَي أكْرَهَ نفْسي / هِيَ مَزْهَرِيَّةُ القَتلَى تَحْتَ أمطارِ الخريفِ / الْحُزْنُ والمرأةُ كِلاهُمَا أُلْعُوبةٌ في الذاكرةِ المشلولةِ / أنا ضَيَّعْتُ نفْسي / فلا تُقَلِّدْنِي يَا ضَوْءَ الشُّموعِ / أكتبُ انتحاراتي عَلى أوراقِ الخريفِ/ جَسَدي صَارَ مَزْرَعَةً للبِكْتِيريا / والأمراضُ التَّنَاسُلِيَّةُ سَكَنَتْ في لَحْمي بِلا اسْتِئْذَان /      
     كَوَّنْتُ مِن عَلاقاتي النِّسَائِيَّةِ شَرِكَةً تِجَارِيَّةً / أستثمِرُ أنقاضي في عُقدي النَّفْسِيَّةِ / وعُقَدي النَّفْسِيَّةُ تِجَاهَ النِّساءِ لا يُفَكِّكُهَا غَيْرُ مَقْتَلِي / كُنتُ أُمَارِسُ الجِنْسَ لأُفَكِّكَ عُقَدِي النَّفْسِيَّةَ / لَكِنِّي اكْتَشَفْتُ بَعْدَ فَوَاتِ الأوَانِ أنَّ عُقدي النَّفْسِيَّةَ تَزدادُ شَراسةً /
     إِذَا انقَطَعَت الكَهْرَبَاءُ عَن صَالَةِ الرَّقْصِ / كَيْفَ سَتَذْهَبُ مَاري أنطوانيت إِلى دَوْرَةِ المِيَاهِ ؟ / أنتِ تَعْتَبِرِيني دِيكاً يَبِيضُ ذَهَبَاً/ وَأنا أعْتَبِرُكِ فَريسةً ضِمْنَ الفَرَائسِ / أوْ صَيْداً ثَميناً ضِمْنَ الزَّبائنِ / تَحْلُمِينَ بأرْصِدَتي البَنْكِيَّةِ / وأحْلُمُ بِرَصِيدي في بَنْكِ الجماجمِ / لا تَفْتَحِي فَخْذَيْكِ للجَرَادِ / لا تَفْتَحِي صَدْرَكِ للحَشَرَاتِ / لا تَحْسِبِي عَدَدَ الطَّعَنَاتِ في جَسَدِ الشِّتاءِ / إِنَّ الأمطارَ خَنَاجِرُ / الذِّكرياتُ خَرَجَتْ مِن دَوَّامَةِ قَلبي / ودَخَلَتْ في مَداراتِ الاحتراقِ /
     لا أثِقُ بِكِ / وَلا تَثِقِينَ بِي / كِلانا نَثِقُ بِشَهَوَاتِ الزَّبَدِ / هَل يَقْدِرُ الغريبُ الخائنُ أن يُحِبَّ الزَّوْجَةَ الخائِنةَ وَزَوْجَهَا الخائنَ في نَفْسِ الوَقْتِ ؟ / أطْلَقْتُ الرَّصاصَ الْحَيَّ عَلى النَّهْرِ العاشِقِ / قُتِلْنَا مَعَاً في حَديقةِ الأكفانِ المفتوحةِ للكِلابِ البُوليسِيَّةِ / وُلِدْنا مَعَاً في ضَوْءِ نوافِذِ السُّجونِ التي تُطِلُّ عَلى البَحْرِ البَعيدِ /
     سَأفْسَخُ خُطوبتي قَبْلَ أن أخْطِبَ / هَارِبٌ مِن أُمِّي / خَائِفٌ مِن أبي / لا تاريخٌ لِي ولا جُغرافيا / إنَّ الناسَ يُرِيدُونَ أوْهَامَاً كَي يُقَدِّسُوهَا / وَيُرِيدُونَ أصناماً كَي يَعْبُدُوها / فيا أيَّتها الشَّوارِعُ القَذِرَةُ المرْصُوفةُ بالأجِنَّةِ السَّاقطةِ / والنُّهودِ الْمُسَرْطَنَةِ / والمشاعرِ الميكانيكِيَّةِ / والملابسِ الدَّاخِلِيَّةِ /
     هَل تَمْلِكُ الرَّاقِصَةُ أن تَعترِضَ عَلى مُدَرِّبِها ؟ / مَا أصْعَبَ أن تَنْظُرَ المرأةُ في عُيونِ زَوْجِهَا أثناءَ الجِمَاعِ وَهِيَ تَعْلَمُ أنَّهُ خَائِنٌ / ما أصْعَبَ أن يَنْظُرَ الرَّجلُ في عُيونِ زَوْجَتِهِ أثناءَ الجِمَاعِ وَهُوَ يَعْلَمُ أنَّها خَائِنَةٌ /   
     مَرْكَزِيَّةُ الأُنوثةِ في الجسَدِ الْمُشْتَعِلِ جُنوناً / لا دَاعِي للتَّقبيلِ/ رَائِحَةُ فَمِكِ مُقْرِفَةٌ/ وأنا أستعمِلُ مَعْجُونَ أسنانٍ بِنَكْهَةِ رُفاتِ الأمواتِ / كُوني يَا خَارِطَةَ ضَريحي وَاضِحَةً كَمَوَاعِيدِ البَغايا في أزِقَّةِ الشِّتاءِ / سَلاماً أيُّها الوَطَنُ الذي يَشْنُقُ أبْنَاءَهُ لِيُوَفِّرَ نَفَقَاتِ إِطْعَامِهِم / سَلاماً أيُّها البَلَدُ الذي يَضَعُ مُؤَخِّرَاتِ النِّساءِ عَلى طَوابعِ البَريدِ لِتَشْجِيعِ السِّياحةِ / 
     عِندَما تَرْقُصِينَ قُرْبَ الْجُثَثِ المجهولةِ الْهُوِيَّةِ / ألا تَشْعُرِينَ بالثلجِ في رُفَاتِكِ ؟ / ذِكْرَياتُ النَّهْرِ مُوحِشَةٌ / وَضَفائِرُ الفَتَيَاتِ مُتَوَحِّشَةٌ / فَيَا أيُّها الْحُلْمُ الْمَوْلُودُ في الصَّباحِ / المقتولُ في المساءِ / كَم نَحتاجُ مِنَ الاحتضارِ كَي نَرْسُمَ النَّدى عَلى مَساميرِ النُّعوشِ ؟/ يَا وَطَنَ الضَّفَادعِ الْمَقْلِيَّةِ بِدَمْعِ العُيُونِ السَّاخِنِ / أيْنَ الْمُسْتَنْقَعَاتُ ؟ / لَن أُدِيرَ ظَهْري لِذِكْرياتِ شُموسِ بِلادي / أحْرِقُ شَهادتي الجامعِيَّةَ مِن أُكسفورد/ وأتنازَلُ عَن ثَرْوَتي لِجَمْعِيَّاتِ حُقوقِ الحيَوانِ بَعْدَ انتحارِ الإنسانِ/ وأبيعُ العِلْكَةَ عَلى إشاراتِ الْمُرُورِ / والرِّيحُ تَبيعُ عِظَامَ الموتَى في سُوقِ الْخُضَارِ أمامَ المحاكمِ العَسكرِيَّةِ /
     يَا كُلَّ النِّساءِ اللواتي يَتَكَاثَرْنَ حَوْلي كَالفِطْرِ السَّام / تَعْشَقْنَ سِعْرَ بِرْمِيلِ النِّفْطِ / وتَقْرَفْنَ مِن رُؤْيَتي / نَحْنُ جَعَلْنَا النِّفْطَ صَلِيباً بلاستيكِيَّاً / نَصْلُبُ عَلَيْهِ قُلُوبَنا كُلَّ يَوْمٍ / اخْرُجْ يا طَيْفي مِن أشلائي/ ظِلالُ المطرِ تَطْرُدُ الذبابَ عَن جُثماني / هِيَ الأُنثَى الكَهَنُوتِيَّةُ ذَاكِرَةُ الْخُرافةِ/ تَعَمَّدَتْ بِمَاءِ الاكتئابِ وعَصيرِ الوَهْمِ/ واعْتَنَقَت الْخَرَابَ/ تَصُبُّ الآبارُ نِفْطَهَا في تِمْثالِ الْحُرِّيةِ أو العُبُودِيَّةِ/ وَتَصُبُّ الجارِيَةُ حَليبَها في فَمِ القُرْصَانِ / أسْنَانُكِ أيَّتُها الدُّمْيَةُ قَد نَخَرَهَا الرَّمْلُ الأزرقُ / وَرَائِحَةُ فَمِكِ الكَريهةُ تُوقِظُ زُجاجاتِ الفُودكا مِن جُثَثِ فَتَيَاتِ مُوسكُو / اللواتي صَلَبَهُنَّ البَلاشِفَةُ /
     أعيشُ في سَراديبِ الفَنادقِ الرَّخيصةِ مِثْلَ الجِرْذانِ الرُّومانسِيَّةِ / أموتُ في دَهاليزِ مَحاكمِ التَّفتيشِ مِثْلَ الجرادِ الذهبيِّ / تَزَوَّجْتُ كُلَّ النِّساءِ إِلا المرأةَ التي أحْبَبْتُهَا / وأحْبَبْتُ كُلَّ النِّساءِ إلا زَوْجتي الافتراضِيَّةَ / سَجِينٌ أنا في جَسَدي / وَالعَصافيرُ السَّجينةُ في قَفَصي الصَّدْرِيِّ لا تَعْرِفُ وَجْهي/ لا أُحِبُّ مَن يُحِبُّني / ولا أُحِبُّ مَن يَكْرَهُني / لا أُحِبُّكِ وَلا أُحِبُّ نَفْسي / مَشَاعِري كَوَخْزِ الشِّعابِ المرجانِيَّةِ / وَلَيْلَةُ الدُّخلةِ هِيَ غُرفةِ الإعدامِ بالكُرْسِيِّ الكَهْرَبائِيِّ /
     سَأتَصَدَّقُ عَلَيْكِ بِثَمَنِ مِرْآةٍ كَي تَنْظُري فِيها / وتَعْلَمِي كَم أنتِ فَاشلةٌ / لا أَقْدِرُ أن أعيشَ مَعَ نفْسي أكثرَ مِن يَوْمٍ / ولا أقْدِرُ أن أحتفِظَ بامرأةٍ أكثرَ مِن يَوْمَيْنِ / أنا أُبَدِّلُ النِّساءَ مِثْلَمَا أُبَدِّلُ زُجاجاتِ العِطْرِ وعُلَبَ السَّرْدِين /
     تَسَاوَت النِّسَاءُ بِالنِّسْبَةِ إِلَيَّ / لأنَّهُنَّ خَارِجَ حِسَاباتِ العَقْلِ/ دَاخِلَ حِسَاباتِ الْجُنونِ / خَارِجَ هُوِيَّةِ الْجُثَثِ المجهولةِ / دَاخِلَ نِهَاياتِ التاريخِ / اسْتَغْنَيْتُ عَنِ العَناصرِ/ فَتَسَاوَتْ عِندي العَناصرُ/ وُجودُ المرأةِ في السَّريرِ كَعَدَمِهِ / ففي الحالَتَيْنِ أنا أعْمَى / وَكُلُّنا عُميانٌ في نِهاياتِ الموْجِ / والحضَارةُ هِيَ عُكَّازةُ الأعْمَى /
     حِينَ أقْرَفُ مِن حُكومةِ الإبادةِ / أهْرُبُ مِن النَّشيدِ الوَطَنِيِّ إلى الأعلامِ الْمُنَكَّسَةِ / وحِينَ أقْرَفُ مِن سُوقِ النِّخاسةِ / أهْرُبُ إلى بُورصةِ الْحَريمِ / أبني مَملكتي بَيْنَ سُوقِ الْخُضَارِ وسُوقِ الرَّقيقِ الأبيضِ / وحِينَ أقْرَفُ مِنَ الْحُكومةِ وأميراتِ الأنقاضِ / أهْرُبُ مِن كَوْكَبِ الأرضِ إلى كَوْكَبِ الْمَرِّيخِ / لَن تَتَحَقَّقَ أُنُوثَتُكِ بِرُكُوبِ سَيَّارةِ المرسيدسِ / لأنَّكِ لَن تُصبحي أُنثَى في كُلِّ الحالاتِ /
     أنا أُحِبُّكِ وَلا أُحِبُّكِ في نَفْسِ الوَقْتِ / أنا أكْرَهُكِ ولا أكْرَهُكِ عَلى خَشَبَةِ الإعدامِ / عِندَما أجْلِسُ مَعَكِ أشْعُرُ أنِّي أجْلِسُ مَعَ البُحَيرةِ العَجُوزِ / لا أعْرِفُ مَن أنا / وَلا أعْرِفُ مَن أنتِ / حَتَّى حُرَّاسي الشَّخْصِيُّونَ لا أعْرِفُهُم / وَلا أعْرِفُ لِمَاذا يَمُوتونَ دِفَاعاً عَنِّي /
     وُلِدْتُ وأنا أرْتَدي وَاقِيَاً ضِدَّ الرَّصاصِ / وأنامُ مُرْتَدِيَاً وَاقِيَاً ضِدَّ الرَّصاصِ / وَأُمَارِسُ الجِنسَ مُرْتَدِيَاً وَاقِيَاً ضِدَّ الرَّصاصِ / وَأُطْلِقُ عَلى نفْسي الرَّصاصَ مُرْتَدِيَاً وَاقِيَاً ضِدَّ الرَّصاصِ / أنا القَلْبُ الميْتُ في صَوْتِ الرَّصاصِ الْحَيِّ / أنا الرَّصاصةُ الأخيرةُ في مُسَدَّسٍ مَجهولٍ غَيْرِ مُرَخَّصٍ / لَم أَنَمْ مُنذُ زَواجِ أبي مِن أُمِّي/ أنا صَرْخَةُ الذِّئبةِ في وِلادةِ أوراقِ الخريفِ/ لا الصَّرْخَةُ تَصِلُ إلى رِئَةِ المكانِ/ ولا الوِلادةُ تُعَانِقُ قَلْبَ الزَّمانِ/ الأُسْرَةُ الوَحيدةُ التي كَوَّنْتُها هِيَ أُسْرَةُ سَيَّارَاتِ المرسيدس/ لا زَوْجَةٌ في حَوَاسِّي الْمَيْتَةِ ولا أطفالٌ / أنا طِفْلُ كُلِّ هَؤلاءِ الأمواتِ / والأحزانُ زَوْجتي وَعَشيقتي وَطَليقتي/ وتاريخُ الذبابِ هُوَ احتضاري / العَرُوسُ للعَرِيسِ / والذاكرةُ للكَوَابيسِ /
     تَظَلُّ الفَتَيَاتُ يَنتظِرْنَ الخاطِبِينَ في سَاحَةِ الكَنيسةِ / ذَهَبَ الرِّجالُ إلى الموْتِ / وَلَن يَأتِيَ أحَدٌ / خُذي مِفتاحَ سَيَّارتي أيَّتُها الرِّياحُ الزَّرقاءُ/ واشْتَعِلِي في أيِّ مَكَانٍ سِوَى قَلْبي/ رَائِحَةُ جَسَدِكِ تُذَكِّرُني بِرَائِحَةِ حِبَالِ المشانِقِ / ورَائحةُ فَمِكِ تُذَكِّرُني بِعُلَبِ الكِبْرِيتِ في مَطْبَخِ بَيْتِنا الأندَلُسِيِّ / نَسِيَت السَّبايا مَناديلَ الوَداعِ بَيْنَ سَكاكينِ المطبخِ / وَذَهَبْنَ إلى فِرَاشِ الموْتِ أوْ فِرَاشِ الجِنْسِ / أُطَالِبُ بِرَائِحَةِ ثِيَابِ الشُّموسِ في وَطَني الأندَلُسِ / أُطَالِبُ بِدِمَاءِ آبائي الْمَسْكُوبةِ في آبارِ الْحُلْمِ / أرى التَّماسيحَ الْمَوْلُودةَ حَديثاً تَتَعَلَّمُ عَزْفَ البيانو في كُوبِ اليانسُون / فلا تَسْكُبِي جَسَدَكِ الشَّائِكَ في جَسَدي الْمُحَطَّمِ / امْنَحِي جَسَدَكِ للأعاصيرِ / كَي تَتَّحِدَ أعْضَاؤُكِ بالمرايا المشْرُوخةِ وَشَظَايا المزهرِيَّاتِ / وأنا رِحْلَةُ الذبابِ مِن مَحاكمِ التَّفتيشِ إلى المحاكمِ العَسكرِيَّةِ /
     أنا غَريبُ الغُرباءِ وغُربةُ المعنَى في شَاطئِ الرِّمالِ الْمُتَحَرِّكَةِ / قَرِفْتُ مِنِّي وَمِنْكِ / سَأموتُ مِن أجْلِ الوَهْمِ النِّسَائِيِّ / المحاكِمُ العَسكرِيَّةُ / وقَوانينُ الطوارِئِ / وَدِيمقراطِيَّةُ البَغايا / أنتُم شُرَكَاءُ في قَتْلي / والثلجُ يَقْتَسِمُ الغنائمَ / يَظَلُّ دَمي جَارِيَاً في أزِقَّةِ المرفأ بِلا هُوِيَّةٍ / ولا أحَدَ يُطَالِبُ بِدَمي / دَفَنَ القَتلَى قَتْلاهُم / وَجَدْتُ جِسْمي لَكِنِّي أضَعْتُ ظِلالي / أشتري المرأةَ بِأموالي / وبَعْدَ أن أشْبَعَ مِنها / أرْمِيها لِحُرَّاسي الشَّخْصِيِّين / أبني هَلْوَستي بَيْنَ القُصورِ الرَّمْلِيَّةِ وكِلابِ الحِرَاسةِ / والعُشَّاقُ يَقْطَعُونَ الطريقَ بَيْنَ البَحْرِ والذِّكرياتِ / أفْرِضُ شُروطي عَلى تُجَّارِ الأسلحةِ / أفْرِضُ أحزانَ النِّساءِ عَلى أصحابِ النَّوادي الليْلِيَّةِ/ وأفْرِضُ عَلى أميراتِ الرُّكامِ ماذا يَرْتَدِينَ في الْحَفْلَةِ التَّنَكُّرِيَّةِ/ وحَيَاتُنا كُلُّها حَفْلةٌ تَنَكُّرِيَّةٌ /
     قَبْلَ أن يَأخُذُوكَ إلى حَفْلةِ الشَّنْقِ / حَاوِلْ أن تُحْصِيَ انتحاراتي / حَبْلُ مِشْنقتي مَاركةٌ مُسَجَّلةٌ / وسَكاكينُ المطبخِ مُعَلَّقَةٌ في حَنَاجِرِ الجواري / والطِّفلاتُ الجائعاتُ يَبِعْنَ العِلْكَةَ في عَاصِمَةِ الانقلاباتِ / وأغشيةُ البَكارةِ للإِمَاءِ مَنْسُوجَةٌ مِن خُيوطِ العَنْكَبُوتِ / أعْشَقُكِ أيَّتُها الذِّئبةُ الخائنةُ حَتَّى الابتعادِ عَنْكِ / والرَّحيلُ هُوَ خَيَالُ الْجَسَدَيْنِ الْمُلْتَصِقَيْنِ في لَيْلٍ يَنْزِفُ صَهيلاً وذِكرياتٍ /
     حُلْمي أن أجِدَ تفسيراً اقتصادِيَّاً للأسْهُمِ في بُورصةِ الحريمِ / أهراماتٌ مِنَ الدَّمْعِ والمِكْياجِ عَلى ضَفائرِ الجواري / والزَّوابعُ تَسْرِقُ دُموعَ الأراملِ / تَزْرَعِينَ في جَسَدِكِ الخشَبِيِّ عَمَلِيَّاتِ التَّجميلِ / بَعْدَ أن تَسْرِقي مَلابِسَ الجنودِ القَتْلَى في المعركةِ / فاكْسِري قِنَاعَكِ أمامَ مِرآةِ غُرفةِ النَّوْمِ أو الموْتِ/ سَيَظَلُّ سَريرُكِ شَاهِدَ قَبْرٍ للبَجَعِ / وَإِذا كَانَ لَدَيْكِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ عَشيقاً / فَلْيَكُنْ جُثماني رَقْمَ مِئةٍ/ يَتَحَوَّلُ تاجِرُ المخدِّراتِ إلى رَئيسِ دَوْلةٍ / وتَصيرُ القِطَطُ مُدَافِعَةً عَن حُقوقِ الجِرذان / ويَصيرُ الشَّعْبُ فِئرانَ تَجَارُبَ /
     إِذا اكْتَشَفَ الغُزاةُ في جَوَاربي بِئْرَ نِفْطٍ / سَيَتَجَمَّعُ الملوكُ اللصُوصُ في حِذائي/ لَسْتُ قلقاً عَلى مُسْتَقْبَلِ الأميرةِ وَهِيَ في أحضانِ الزَّبَدِ / لأنَّها وُلِدَتْ بِلا مُسْتَقْبَلٍ / تُرَبِّي أبْنَاءَهَا بِإِخْلاصٍ / وَتَخُونُ زَوْجَها بِإِخْلاصٍ/ كُلَّما جَاءَ المساءُ/ رَأيتُ الأمواتَ يَشْرَبُونَ الشَّايَ مَعي/ قِصَّةُ حُبٍّ فَاشِلةٌ بَيْنَ قِطَّتي وَكَلْبِ جَارَتِنَا / ولا أخافُ عَلى مُسْتَقْبَلِي / لأنِّي بِلا مُسْتَقْبَلٍ /
     في طُفولةِ الرَّمادِ / وَقَبْلَ مِيلادِ التَّماسيحِ الرُّومانسِيَّةِ / كُنتُ أقْضِي طُفولتي في تَنظيفِ مُسَدَّسِ أبي / وَكَانت الطِّفلاتُ يَعْبَثْنَ بِمِكْيَاجِ أُمَّهَاتِهِنَّ القَتيلاتِ / ذَهَبَت الأُمَّهاتُ إلى الاحتضارِ / وَبَقِيَ المِكْياجُ عَلى مَساميرِ النُّعوشِ / حُكوماتُ الإِبادةِ هِيَ ارتباكُ بَغِيٍّ مُبْتَدِئَةٍ / الأميراتُ دُمَىً في مَسْرَحِ العَرائسِ / والمرأةُ العارِيَةُ كَسَاعَةِ الحائطِ في سِجْني / لا أرَاهُما لأنَّني أعْمَى / مَاتَت المرأةُ في عُيوني / وَلَم يَبْقَ أمامي إلا أن أُطَارِدَ أشباحَ النِّساءِ / وأُلاحِقَ أطيافَ الجريحاتِ /
     قَبْلَ أن ألْعَبَ بِأيَّةِ امرأةٍ / أسْتَشِيرُ وَلاعَتِي الذهبيةَ / كَي تُعَلِّمَنِي كَيْفَ تَحْتَرِقُ الذِّكرياتُ في شَهيقِ البَحْرِ / سَأكونُ أوَّلَ رَجُلٍ في حَيَاتِكِ / يَئِدُكِ وأنتِ عَلى قَيْدِ الاكتئابِ / ويَقُولُ لَكِ / أنا أكْرَهُكِ مِن كُلِّ قَلبي / لأنِّي أشتهي طَحَالِبَ جَسَدِكِ الْمُرَقَّطِ / سَأَقْذِفُكِ في فُوَّهَةِ الدَّمْعِ السَّاخِنِ /
     لا امرأةٌ تَسْتَحِقُّ أن تَبْكِيَ عَلَيْها/ حَتَّى أُمِّي عِندَما مَاتَتْ لَم أبْكِ عَلَيْهَا/ عِندَما احْتَاجَتْني لَم تَجِدْني / لأنَّني عِندَما احْتَجْتُهَا لَم أَجِدْهَا / لا امْرَأةٌ نِهَائِيَّةٌ وَحَاسِمَةٌ في حَيَاتي الْحَلَزُونِيَّةِ / حَتَّى أُمِّي لَيْسَت النَّمُوذَجَ الأُنْثَوِيَّ النِّهَائِيَّ الحاسِمَ في حَيَاةِ مَوْتي /
     أميراتي القَتيلات / أُحِبُّهُنَّ وأكْرَهُهُنَّ / أبيعُ وأشتري كأنَّني زَعيمُ مَافيا أرُسْتُقْرَاطِيٌّ في سُوقِ نِخَاسَةٍ شَعْبِيَّةٍ / أنا حَقيرٌ وَتَافِهٌ / وَلَسْتُ وَحْدي عَلى هَذِهِ الأرضِ الخرابِ / أنا غَبِيٌّ / وَذِكْرياتي سَرابٌ / وأسألُ حُطامَ القُلوبِ في بَراري الشَّكِّ / مَن سَيَحْصُلُ عَلى المركزِ الأوَّلِ في الغَباءِ ؟ /
     كُلُّ طِفْلَةٍ أنظُرُ إِلَيْها أرَاهَا في شَيْخُوخةِ الأحزانِ/ كُلُّ عَرُوسٍ تَضْحَكُ في عُرْسِها أرَاهَا مِمْسَحَةً لِحِذَاءِ زَوْجِها/ والأُنثَى هِيَ الْمُعَادِلُ الذِّهْنِيُّ للاحتضارِ النَّقِيِّ/ الثلجُ يَكْسِرُ قِرْمِيدَ أكواخِ الزَّوْجَاتِ الخائناتِ/ امْرَأةٌ مُقْرِفَةٌ تُحَاوِلُ أن تَكونَ دَلُّوعَةً وَخَفيفةَ الظِّلِّ/ مَعَ أنَّها تَفْقِدُ ظِلَّهَا تَدْرِيجِيَّاً/ أرْجُوكِ اسْمَحِي لأصْدِقَائي أن يَلْعَبُوا بِكِ/ لا فَرْقَ بَيْنَ لاعبٍ ولاعبٍ إذا تَشَابَهَ عُشْبُ الملاعبِ/ أميرةٌ خَجُولةٌ تَذْهُبُ إلى الكَنيسةِ/وَيَغْتَصِبُهَا الكَاهِنُ عَلى خَشَبَةِ المذْبَحِ/والأمواجُ تَغتالُ أجسادَ الرَّاهباتِ/ والإعصارُ يَكْسِرُ أبراجَ الكَنائسِ / والجرادُ يَأكلُ الأجراسَ / لا صَوْتٌ بَعْدَ اليَوْمِ ولا صَدَى /
     أنتِ يَا مَن تَعْشَقِينَ مُغْتَصِبَكِ / حَتَّى تُعِيدي سِيناريو اغْتِصَابِكِ بِكُلِّ ثِقَةٍ / أنا أستاذُ نَفْسي / أنا رَئيسُ جُمهورِيَّةِ نفْسي / رَايةُ قَلْبي مُنَكَّسَةٌ / ونشيدي الوَطَنِيُّ أُغْنِيَةٌ غَرَامِيَّةٌ / أنا وَطَنٌ بِلا نَشيدٍ / وجُغرافيا بِلا خَرائط / وَوَجْهٌ بِلا مَلامِح / أنا تِلالٌ لَم يَزُرْهَا ضَوْءُ القَمَرِ / أحْفِرُ قَبْري في الثلوجِ / قُرْبَ أعوادِ المشانقِ / وأدْفِنُ أحلامي تَحْتَ الْجُسُورِ التي قَصَفَتْهَا الطائراتُ / وتَذْهَبُ عَشيقاتي إلى الزَّبائنِ الْجُدُدِ /
     يَا تُولِسْتُوي / وَاصِلْ ثَوْرَتَكَ ضِدَّ الكَنيسةِ الأُرْثُوذُكْسِيَّةِ / وَدُلَّني عَلى الفُودكا التي تُفَضِّلُهَا أنَّا كارنينا قَبْلَ انتحارِهَا / سَيَرْمي الْحُزْنُ مَناديلَ الوَدَاعِ عَلى سِكَكِ الحديدِ / وتَرْمي الْمُطَلَّقَةُ قَميصَ نَوْمِهَا عَلى فِرَاشِ الموْتِ / يَقْتَسِمُ الصَّدى غَنَائِمَ الْحَرْبِ بَعْدَ هُرُوبِ الجنودِ / الْحُبُّ الضَّائعُ في الوَطَنِ الضَّائعِ / أَرْحَلُ مِن ذِكْرَياتِ دُودي الفايدِ إلى بُنْدُقِيَّةِ شَامِل باساييف/ لَكِنَّ الأُمَّ تِيريزا تَنتحِرُ في أحضانِ المطرِ /
     أُعْطِي ظَهْري للمَلِكَاتِ / وأمشي إلى البَحْرِ في لَيْلَةِ الانقلابِ العَسْكَرِيِّ / أتجوَّلُ في ضَريحِ الشُّموسِ الْمُزَيَّفَةِ / نَحْنُ السَّبايا / لا رِجَالٌ يُدَافِعُونَ عَن لَوْنِ الشَّعِيرِ في قَمْحِ رُمُوشِنَا / ولا نِسَاءٌ يَبْكِينَ عَلَيْنا بَعْدَ اغتيالِنا / نَحْمِلُ ذِكرياتِنا عَلى ظُهورِنا فَرَاشَاتٍ وَغَابَاتٍ /
     تُهَاجِرُ العَوَانِسُ مِن كِتَابَةِ دُستورِ الوَحْدَةِ الوَطَنِيَّةِ إلى رَقصةِ الوَدَاعِ/ كَي تَتَفَكَّكَ العُقَدُ النَّفْسِيَّةُ للسُّجَناءِ / الذينَ يَنَامُونَ في مَعِدَةِ المطَرِ / بِلادي جَارِيَةٌ تَنامُ في سَريرِ هُولاكو / والملوكُ خَوَاتِمُ في أصابعِ الغُزاةِ / فَلا تَسْألِيني يَا أمواجَ الشَّفَقِ / لِمَاذا رَمَيْتَ ذِكْرَياتِ البَحْرِ في بُكاءِ دُودةِ القَزِّ ؟/
     أحزانُ الشُّطآنِ سُوقٌ للمُتَاجَرَةِ بالرَّقيقِ الأبيضِ / والمساءُ سَاعَةُ حَائِطٍ قُرْبَ سُورِ المقبرةِ / وَذِكْرَيَاتُ الرَّمْلِ لُصوصٌ / والأميراتُ يَتَزَوَّجْنَ الزَّبَدَ في أعراسِ سَرَطَانِ الثَّدْيِ / رِجَالُنَا قَتْلَى في الشَّوارعِ البَاردةِ/ وَنِسَاؤُنا سَبَايَا في خِيَامِ الطوفانِ / وَجُثةُ الرِّياحِ تَغْرَقُ في صَحْنِ الفَاصُولياءِ / فَهَلْ رَأيْتَ شَجَرَاً يَخْطِبُ ابنةَ البُحَيرةِ مِن تَابُوتِ الأعاصيرِ الزَّهْرِيَّةِ ؟ /
     كُونِي زَوْجَةَ الصَّقْرِ الجريحِ/ لَسْتُ أنا صَقْرَ قُرَيْشٍ / لَكِنِّي أُزَوِّجُ البُحَيْرَاتِ للرِّيحِ / لا يَقينَ في حياتي إلا الشَّك / واليَقينُ هُوَ أنَّ كُلَّ شَيْءٍ ضَاعَ / وَلَم يَعُدْ هُناكَ شَيْءٌ نبكي عَلَيْهِ / لا طَريقٌ للذِّكرياتِ/ وَلا مَطَرٌ للصُّوَرِ التِّذْكَارِيَّةِ/ أكَلَ البَقُّ خَشَبَ البَرَاوِيزِ/ لا بَحْرٌ للمَوْتِ/ وَلا جِنْسِيَّةٌ لأعشابِ المقابرِ / يَحْرُثُونَ نُهُودَ نِسَائِهِم / وَيَزْرَعُونَها بالمارِيجوانا / صَارَتْ رَاقصةُ البَاليه ضَابِطةَ مُخَابَرَاتٍ / وَتَبيعُ الرَّاهباتُ المارِيجوانا في مَمالكِ الصَّقيعِ / وَتُوَزِّعُ الرَّاهباتُ مُضَادَّاتِ الاكتئابِ عَلى حَرَسِ الحدودِ / وَلا حُدُودٌ بَعْدَ انتحارِ الوَطَنِ وَلا جُنودٌ / مُرْتَبِكٌ أمامَ لَيْلةِ الدُّخلةِ / وَاثِقٌ أمامَ نَصْلِ المِقْصَلَةِ / وَعِندَما أموتُ سَيَرِثُنِي وَحْلُ النَّيازكِ / ويَرْثِيني صَوْتُ المطَرِ في لَيْلِ الشِّتاءِ الحزينِ / مَاتَ أُستاذُ الرِّيَاضِيَّاتِ / وَلَم يُعَلِّمْني جَدْوَلَ الضَّرْبِ كَي أعْرِفَ رَقْمَ زِنزانتي أو رَقْمَ ضَريحي /
     الوَهْمُ الْمُرَصَّعُ بالأوسمةِ الملَكِيَّةِ / أنا مُسْتَعِدٌّ أن أدفعَ لَكَ أيُّها العَارُ مِلْيُونَ دُولار / مُقَابِلَ أن تَتنازلَ لِي عَن زَوْجَتِكَ لَيْلةً وَاحدةً / تَضَعِينَ أطْفَالَكِ في الْحَضَانةِ / كَي يَسْهُلَ عَلَيْكِ التَّركيزُ في خِيانةِ زَوْجِكِ/ أعْرِفُكِ جَيِّداً أيَّتُها الدُّميةُ الوَحْشِيَّةُ/ مُذ كَانَ أجْدَادُكِ في الحمَلاتِ الصَّليبيةِ يَقْتُلُونَ الأبرياءَ في بَيْتِ الْمَقْدِسِ / أعْرِفُكِ جَيِّداً فلا تَنْتَعلي أُنوثَتَكِ / وَتَضَعِي تِلالاً مِنَ المِكياجِ عَلى قِنَاعِكِ المخدوشِ / وَأعْرِفُ أنَّ تعاليمَ احتضارِكِ / مَا فَائِدةُ أن تَكونَ الزَّوجةُ مُخْلِصَةً لِزَوْجٍ يَخُونُها ؟ /
     انصَرِفي مِن أمامي / انتهت الْمُقَابَلَةُ / أنا أُحَدِّدُ مَوْعِدَ بَدْءِ اللقاءِ ونِهَايَتِهِ / وأنا أفْرِضُ شُروطي عَلى الغُزاةِ والطُّغاةِ والسَّبايا / دَساتيرُ الإِبادةِ للدُّوَيلاتِ اللقيطةِ والدُّوَلِ الوَرَقِيَّةِ /
     أظَلُّ أنزِفُ حُبَّاً حتَّى الكَرَاهِيَةِ/ أتخيَّلُ نفْسي جَالِسَاً مَعَ الزَّوجاتِ الخائناتِ في أنقاضِ الحضَارةِ/ نَشربُ الفُودكا / ونتعاطَى الكُوكايين / ونَتبادلُ النِّكاتِ الإباحِيَّةَ / ونَبحثُ أسبابَ انهيارِ الاتِّحادِ السُّوفييتي / بَناتُ القَيَاصِرَةِ سَبَايَا في قِلاعِ البَلاشِفَةِ / وأنا أَتصَدَّقُ عَلى أميراتِ الخديعةِ بِثَمَنِ الأكفانِ / الْتَهَمَ النَّمْلُ البيانو الخاصَّ بِحَفَّارِ قَبْرِكِ/ وَالرَّصيفُ يَعْزِفُ عَلى جَسَدِكِ العَاري / سَأُعْطي صَوْتي للعُشْبِ/ كَي يَحْصُلَ عَلى جِنسِيَّةِ الشَّمْسِ/ مُحَاصَرٌ بالأرَقِ النِّهَائِيِّ/ لأنَّ المطَرَ يُرَبِّي دِبَبَةَ الباندا في وِسادتي / عِطْرُكِ يَا أُنثَى المنافي كَرَائِحَةِ جَوَارِبِ النَّهْرِ / هذا العِطْرُ القاتلُ يَشْنُقُ أزهارَ النَّيازكِ/ يَخْنُقُ ذَاكرةَ البَحْرِ/ ويَحْتَكِرُ جُثمانَ البُحَيرةِ/ والشَّاطئُ الحزينُ يَبني السُّدودَ الأسْمَنْتِيَّةَ في عُروقي / مَلِكٌ لا يَعْرِفُ خَارِطَةَ وَطَنِهِ / وَلا يَعْرِفُ عَلى مَاذا يُوَقِّعُ / الْمُهِمُّ أنَّهُ يُوَقِّعُ/ سَيُعْلِنُ الرَّمادُ زَوَاجَهُ مِنَ النَّعَامَةِ / في حَفْلٍ عَائِلِيٍّ تَحْضُرُهُ الحيَوَاناتُ الْمُنْقَرِضَةُ /
     لَوْ رَأيتُ الصَّحراءَ عَارِيَةً تَمَامَاً / فَلَن يَهْتَزَّ رَبَّاطُ حِذائي / لأنَّ حِذائي بِلا رَبَّاطٍ / الجِنسُ عِندي مِزَاجٌ هِسْتِيرِيٌّ لا شَهْوَةٌ وَظِيفِيَّةٌ / خُذِي حِصَّتَكِ مِنَ التَّفاهةِ / وَاتْرُكي لِي ذِكرياتِ الذبابِ الذي يَتجمَّعُ عَلى الجِيَفِ / آخُذُ حِصَّتي مِنَ الغباءِ السِّياسِيِّ / أنا الذي أنقذَ الموْجَةَ عِندَما حَاوَلَ الرَّمْلُ اغتصابَها/ لَكِنَّ أحَدَاً لَم يُنْقِذْني عِندَما اغْتَصَبَنِي فِرَاشُ الموْتِ / سَيَتَفَرَّقُ دَمي بَيْنَ فُوَّهاتِ المدافِعِ وَحُفَرِ المجاري / وَيَبْقَى الرَّصاصُ الْحَيُّ في الوَطَنِ الميْتِ / 
     قُطعانُ الشَّوَاذِّ جِنسِيَّاً / وَمَسَارِحُ عَارِضَاتِ الأزياءِ / أدْرُسُ الفِيزياءَ لأحْسِبَ سَرْعَةَ نَصْلِ المِقْصلةِ / حِينَ يَقْطَعُ عُنُقَ الملِكِ / وأدْرُسُ الكِيمياءَ لأُحَلِّلَ جِيناتِ حَبْلِ المِشْنقةِ / الزَّوابعُ تَخيطُ أكفانَ الحمَامِ / وأوْعِيَتي الدَّمويةُ مِثْلُ حِيطانِ السُّجونِ / كُلُّها بِدُونِ بَرَاوِيز / الشُّطآنُ تُقَلِّمُ أظافرَ الموْجِ بِسَكَاكِينِ المطبخِ / تُنادي البُحَيرةُ عَلَيَّ في مَحطةِ القِطَاراتِ / والإعصارُ يُحَرِّرُ قَلبي مِن قَبْضَةِ النِّسيانِ /
     يُهَاجِرُ الملوكُ المخْلُوعُونَ مِن رِئةِ البَحْرِ/ إلى سِكَّةِ الحديدِ الفاصلةِ بَيْنَ ثَدْيَي الضَّحِيَّةِ / ويُهاجرُ الضَّوْءُ المكسورُ إلى جَسَدِ التُّفاحِ / أنا وأنتِ وَصَلْنا إلى نُقطةِ اللاعَوْدَةِ / فَلا تَقْلَقي أيَّتُها الذابحةُ المذبوحةُ / لأنَّ كَوْكَبَ الأرضِ يَسيرُ إلى نُقطةِ اللاعَوْدَةِ / الدَّمارُ يَخْرُجُ مِن كُلِّ شَيْءٍ / والصَّدى يَمْلأُ مَخَازَنَ الموانئِ الغارقةِ/ وَالرَّمادُ يُغَطِّي كُلَّ شَيْءٍ/ والسَّناجبُ في كُوخِ القَتْلَى/الذينَ يَحْتَفِلُونَ بِهِجْرَةِ النَّهْرِ مِن دِمَاءِ البُحَيرةِ /  
     وَدَاعَاً يَا ضَوْءَ القَمَرِ/ حِينَ تَسْقُطُ عَلى مَساميرِ النُّعوشِ / وتَصْعُدُ مِن أشلاءِ النُّسورِ / بِعْنا رَاياتِ القَبائلِ/ نَسِينا دِمَاءَ آبائِنا في أوْرِدَةِ الرَّمْلِ/ مَزَّقْنا أحلامَ الفَراشةِ كَي نَزيدَ أرْصِدَتَنَا البَنْكِيَّةَ/ يُجَامِعُ القَرَاصِنَةُ السَّبايا بَيْنَ جُثَثِ الفُقَراءِ / التي لَم تَجِدْ حَفَّارَ قُبورٍ يَتَبَرَّعُ بِدَفْنِهَا /  
     وَدَاعَاً يا ذِئبةَ الصَّدى/ إلى اللقاءِ يا وَرْدَةَ الصَّدَأ / يا قِرْمِيدَ الأكواخِ الْمُحْتَرِقَةِ في الشَّفقِ الْمُحَاصَرِ بالطائراتِ الحربِيَّةِ / الملابسُ الدَّاخِلِيَّةُ مِن عَرَقِ الشُّعوبِ الكَادِحَةِ / أيَّتها الرَّاهبةُ العَمْياءُ/ السَّائِلُ الْمَنَوِيُّ عَلى فُرْشَاةِ أسنانِكِ /
     اذْهَبِي إلى عُرْسِ الأمواتِ/ سأذهبُ إلى عُرْسِ الإِمَاءِ/ لَسْتُ الْحُلْمَ الْمَنْسِيَّ بَيْنَ المقابرِ الجمَاعِيَّةِ والْجُثَثِ المجهولةِ الْهُوِيَّةِ/ ذَاهِبٌ أنا إلى عُرْسِ الدَّمِ / الرَّصاصُ نَخَرَ جَسَدَ المطرِ / زَرَعْتُم في جَسَدي رَصَاصَ العِشْقِ والخِيَانةِ / أُريدُ امْرَأةً أبكي في أحْضَانِها / ثُمَّ أدْفَعُ لَهَا أُجْرَتَها / وتَرْحَلُ مِن عَالَمِي /
     أيَّتُها اللبُؤةُ التي تَكْشِفُ ثَدْيَيْها للكِلابِ البُوليسِيَّةِ / هَل تَذْكُرِينَ إنجازاتِ المومِسَاتِ في الكِفَاحِ الْمُسَلَّحِ ؟ / اعترفَ الحطَبُ بِحُبِّهِ للبُحَيرةِ الْمُتَزَوِّجَةِ / سَأفْسَخُ خُطُوبتي مِن كُرَةِ الثلجِ / مَعَ أنَّني غَيْرُ خَاطِبٍ/ كُلُّ امرأةٍ في حَياتي يَنْقُصُها شَيْءٌ مَا/ وَأنا عَاجِزٌ عَن اكتشافِهِ / وَحْدَهُ الموْتُ مَن يَكْتَشِفُني وَيَكْتَشِفُها / لَم أتزَوَّجْ / لَكِنَّ شَنْقي هُوَ عِيدُ زَواجي / وَدَفْني هُوَ عِيدُ طَلاقي /
     أكْثَرُ الزَّوْجَاتِ الخائناتِ إِخلاصاً هِيَ الذبابةُ / قَالَ البَحْرُ للبُحَيرةِ / خُونِي زَوْجَكِ مَعَ رَجُلٍ غَيْري / لَسْتُ الطِّفْلَ الْمُدَلَّلَ لأشجارِ المقابرِ / وَلَسْتُ الطالِبَ الْمُجْتَهِدَ في أُكسفُورد / أنا نَخْلَةُ الوَدَاعِ في الغُروبِ / والحشَراتُ تَقِفُ عَلى الجِسْرِ الوَاصِلِ بَيْنَ الرِّئَتَيْنِ / نَحْنُ أحْبَبْنَا بَعْضَنَا لأنَّنا نَكْرَهُ بَعْضَنَا / وَنَحْنُ ضَحِيَّتَان / لأنَّنا أضَعْنا وَقْتَ النَّهْرِ في تَشْرِيحِ الْجُثَثِ ودَفْنِ الموتى / عَلَّمَنَا البَحْرُ القَسْوَةَ لا الرَّحْمَةَ / لكنَّ المطَرَ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُطْلِقُ رَصاصةَ الرَّحمةِ عَلى البَحْرِ /
     يَا مَلِكَةَ الْحُطَامِ / عِندَما يَمُرُّ مَوْكِبُ الملوكِ القَتلَى أمامَ أعضائي الْمُرَاقَبَةِ / أمامَ أشلائي الْمُحَاصَرَةِ / يُغْلِقُ الْحُرَّاسُ بَوَّاباتِ شَراييني / كَي أموتَ مِثْلَمَا يَمُوتُ أطفالُ القَبيلةِ في الحِصَارِ / نَعيشُ في مَملكةِ الْخَشْخَاشِ / وَنَمُوتُ في جُمهورِيَّةِ الماريجوانا /
     يَعْقِدُ تُجَّارُ الْمُخَدِّرَاتِ هُدنةً بَيْنَ تُجَّارِ الرَّقيقِ الأبيضِ وتُجَّارِ الأسلحةِ / وأنا المنبوذُ في شَوارعِ الصَّقيعِ / أعْقِدُ هُدنةً بَيْنَ الكِلابِ البُوليسِيَّةِ والقِطَطِ الْمُشَرَّدَةِ/ يا صَحْرَاءَ اللازَوَرْدِ / فَلْنَتَزَوَّجْ لِتَكُونَ العَلاقةُ بَيْنَنَا مُتَوَافِقَةً مَعَ دُستورِ الدَّولةِ البُوليسِيَّةِ / وَنُكَوِّنَ أُسْرَةً مِنَ الرِّمالِ المتحرِّكةِ في الوَطَنِ المشلولِ / عِلْيَةُ القَوْمِ في صَالَةِ الرَّقْصِ / والفُقَراءُ نائمونَ عَلى رَصيفِ الجليدِ / اتْرُكي لِي أزرارَ مِعْطَفِ كَلْبِكِ أمامَ مَوْقَدَةِ الخريفِ يا أميرةَ الأنقاضِ / وَاذْهَبي مَعَ زَوْجِكِ الخائنِ للاحتفالِ بِرَأْسِ السَّنةِ / امْرَأةٌ سَاذَجَةٌ تَجْلِسُ عَلى مَقْعَدٍ في حَديقةِ الحيواناتِ الْمُنْقَرِضَةِ/ تَنتظِرُ رَجُلاً تَافِهاً كَي يَلْعَبَ بِمَشَاعِرِها / ثُمَّ يَتْرُكَها لِوَحْشَةِ الصَّهيلِ في ليالي الْخَوْفِ /
     أدخلُ إلى غُرفةِ نَوْمي / فلا أَسْمَعُ صُراخَ طِفْلٍ / ولا أرى عِندَ المِرْآةِ امْرَأةً تَتَزَيَّنُ لِي / لَيْلَةُ الدُّخلةِ هِيَ غُرفةُ الإعدامِ بالكُرْسِيِّ الكَهْرَبائِيِّ/ وَدَاعاً يا أصدقائي المصْلُوبينَ عَلى أعمدةِ الكَهْرباءِ / بَاعَت الأرملةُ شَرَفَهَا كَي تُطْعِمَ أبناءَهَا في وَطَنٍ بَاعَ شَرَفَهُ / دِمَائي هِنْدِيٌّ أحمرُ في ذَاكرةِ الأمواجِ / والزَّبَدُ صَارَ ناقداً سِينمائِيَّاً بَعْدَ انهيارِ القُصورِ الرَّمْلِيَّةِ / بَنَى الرَّجَلُ الأبيضُ حَضَارَتَهُ السَّوْدَاءَ على أشلاءِ الْهُنودِ الْحُمْرِ / أكَلَ الجرادُ أعلامَ القَبائلِ / فَكَيْفَ نُنَكِّسُ الأعلامَ بَعْدَ الآنَ ؟ / أكَلَت الحشَراتُ قُماشَ الأكفانِ / فَكَيْفَ نَمُوتُ بَعْدَ الآنَ ؟ /
     مِنَ السَّهْلِ أن تَجِدَ امْرَأةً غَنِيَّةً وَجَميلةً / تَلْعَبُ بِعَوَاطِفِهَا وَتَضْحَكُ عَلَيْها / لَكِنَّ المجدَ أن تَنتشِلَ امرأةً مُغْتَصَبَةً مِن انتحارِها البَطِيءِ لِتُعِيدَها إلى الحياةِ / مِنَ السَّهْلِ أن تَكُونَ زِيرَ نِسَاءٍ مُتَخَصِّصَاً في عِشْقِ صَاحِبَاتِ الدِّماءِ الزَّرقاءِ/لَكِنَّ الذِّكرياتِ هِيَ أن تُوقِظَ الأشجارَ لِتَنْظِيفِ رُقعةِ الشِّطْرَنجِ مِنَ الدِّماءِ الخضراءِ / خُذ الحِكْمَةَ مِن أفواهِ المجانين / أنا المجنونُ الأخيرُ في مَدينةِ الكُوليرا/
     أعْشَقُ الصَّنَوْبَرَ لأنَّهُ الشَّاهِدُ الوَحيدُ عَلى مَوْتِ قُلوبِنا / أنا تافهٌ لأنِّي أحْبَبْتُ امرأةً تافهةً مِثْلَكِ/ وَزَوْجُكِ تَافِهٌ لأنَّهُ يَخُونُكِ مَعَ امرأةٍ تافهةٍ / يا عزيزتي / كُلُّنا خُرَافاتٌ تَنتظِرُ فَيْلَسُوفاً مُحْتَرِفَاً لِيَدْرُسَهَا / صَوْتُكِ الْمُزْعِجُ يُشْبِهَ صَرِيرَ أسنانِ الضَّبابِ الحامِضِ / أميراتُ أُورُوبَّا خَادِمَاتٌ في مَطْبَخِ قَصْري / كَم عَدَدُ النِّساءِ اللواتي تَمَّ افْتِرَاسُهُنَّ في سَراديبِ الكَنيسةِ ؟ / تُفَّاحةٌ نِصْفُها دَمي ونِصْفُها الآخَرُ بُرتقالةٌ / يَسيلُ دَمُ الغَسَقِ عَلى قَميصِ النَّوْمِ لِزَوْجَةِ الوَحْلِ / قَضَيْتُ حَيَاتي في المسابحِ الْمُخْتَلَطَةِ / تَزَوَّجْتُ فُقَاعاتِ الكلورِ في أعراسِ دَمِ الحيْضِ / يَمُوتُ الأيتامُ مِنَ الجوعِ / وأموتُ مِنَ التُّخمةِ / أميرةٌ لا تَعْرِفُ مِنَ الحياةِ غَيْرَ خِيَانةِ زَوْجِها / لَكِنَّها تَدْرُسُ الفِيزياءَ النَّوَوِيَّةَ مَعَ عَامِلِ النَّظافةِ/ حَضارةٌ تَفْتَحُ فَخْذَيْهَا للسَّرابِ/ وَطَنٌ أعمَى يَتَوَكَّأ على عُكَّازةِ الْحُزْنِ / ويَسْرِقُ ضَحِكَاتِ الأيتامِ مِن أجنحةِ الذبابِ /
     عِطْرٌ بِرَائحةِ فِرَاشِ الموْتِ / مَناديلُ الوَداعِ مُعَلَّبَةٌ في دَبَّاباتِ الشَّفقِ / القلبُ أنقاضُ الماضي / ولا مُسْتَقْبَلَ لِبَناتِ آوَى إِلا الوَأْد / عُرُوشي هِيَ الرِّمالُ المتحرِّكةُ بَيْنَ الصَّدى والصَّدَأ / أجسادُ البَشَرِ مِن أخشابِ التَّوابيتِ أو أخشابِ المطابخِ / فَخُذْ دَمَ الغروبِ الأزرقَ طَاوِلةً في مَطْعَمِ الجنودِ/ الذينَ هَرَبُوا مِنَ المعاركِ / ضَعْ تعاليمَ الشَّرَفِ وَفْقَ دُستورِ البَغايا / الحطَبُ الأُرْجُوَانِيُّ / والْحُزْنُ المسعورُ / وصَهيلُ أخشابِ المرفأ / وهَديلُ أرصفةِ المِيناءِ / ماتَ المساءُ على أظافري الوَهَّاجةِ / وأظافرُ المطرِ مَغروسةٌ في لَحْمِ الليلِ /
     أيَّتُها الْمُدُنُ الحزينةُ التي تَضيعُ بَيْنَ صَفيرِ القِطَاراتِ وصَفَّاراتِ الإنذارِ / سَلامٌ للمَرأةِ التي تُخْلِصُ لِزَوْجِهَا كالفَراشةِ التي كَسَرَتْ عُلبةَ المِكياجِ / وتُرَبِّي أيْتَامَ النَّهْرِ كالأحزانِ الصَّاعدةِ إلى قَوْسِ قُزَحَ / سَلامٌ لليَتِيمةِ تَزرعُ السَّنابلَ في دَفْتَرِ الرِّياضياتِ / وتَحْفَظُ جَدْوَلَ الضَّرْبِ لِتَحْسِبَ عَدَدَ الضَّحايا/ وتُخَزِّنُ ذِكرياتِ الرَّحيلِ في أكياسِ القَمْحِ/ وتُخَبِّئُ فِرَاشَ الموْتِ في الحقيبةِ المدرسِيَّةِ/
     أرى في الْحُلْمِ بَنادِقَ مُصَوَّبَةً نَحْوَ دَمْعِ النَّوارِسِ/ صَارَ جِسْمي غِرْبَالاً مِن أثَرِ الرَّصَاصِ / لَسْتُ صُوفِيَّاً / لَكِنَّ ثِيَابَ الإعدامِ مِنَ الصُّوفِ / وحَبْلُ المِشْنقةِ مِنَ الكِتَّانِ / وَمِقْصَلتي مِنَ الفِضَّةِ / أرعَى قَطيعَ الدُّموعِ/ وتَاجرُ المخدِّراتِ تَخَرَّجَ مِن هَارفارد / أنا الفَتَى الْمُدَلَّلُ للجُنُونِ / تَنتشِرُ جَماجمُ الفَتَيَاتِ مِثْلَ كُرَاتِ التِّنسِ / وحُزْنُ المساءِ يَسْكُبُ بَراميلَ النِّفطِ في حَقْلِ القَمْحِ /
     لِكُلٍّ مِنَّا لَيْلَةُ دُخلةٍ خَاصَّةٌ بِهِ / ولَيْلَةُ دُخلتي هِيَ سِفْرُ الخروجِ مِنَ أثاثِ البَحْرِ / إلى حَبْلِ غَسيلٍ في مَنْفَىً بَعيدٍ / الأيتامُ حَائِرُونَ بَيْنَ خَشَبَةِ المسْرَحِ وخَشَبَةِ الإعدامِ / لا الْحُكُومَةُ التي تَسْرِقُ الشَّعْبَ سَتُدَافِعُ عَنِّي/ ولا الزَّنابقُ سَتَعْرِفُ طَريقَ قَبْري / وَقَعَ سَقْفُ المعْبَدِ عَلى أجسادِ الرَّاقصاتِ/ وانتهت حِكَايَاتُ الرَّحيلِ وأساطيرُ المنافي / فَكُنْ أنتَ المنفَى / لأنَّ الوَطَنَ ضَاعَ في جَدائلِ النِّساءِ الْمُغْتَصَبَاتِ/ أظلُّ أسمعُ أحَداً يُنادي عَلَيَّ / ولا أراهُ / أركضُ وَرَاءَ نِدَاءٍ قَديمٍ / يَتَفَرَّقُ دَمي بَيْنَ القَبائلِ كَأنَّ شَيئاً لَم يَكُنْ / لِمَاذا كَوَّنَ جُرْحي الأخضرُ دَوْلَةً مِنَ العَشيقاتِ ؟/ الذِّكرياتُ مَكسورةٌ بَيْنَ مَوْسِمِ حَصَادِ القَمْحِ وَمَوْسِمِ الانقلاباتِ العسكريةِ / انكَسَرَ الْحُلْمُ بَيْنَ الرَّصاصِ الْحَيِّ وقَلَمِ الرَّصاصِ/والبَحْرُ يَتَحَطَّمُ بَيْنَ حَصَادِ الذِّكرياتِ وحَصَادِ الرُّؤوسِ / هَرَبَ الجنديُّ الأعزلُ مِنَ المعركةِ/ وَكَانتْ مُؤَخِّرَاتُ النِّساءِ مِنَ الأسْمَنْتِ الْمُسَلَّحِ / لا أُريدُ الصَّليبَ عَلى صَدْرِكِ / أُرِيدُ صَدْرَكِ/ يَا كُلَّ الدِّماءِ الغريبةِ في عُروقي البلاستيكِيَّةِ/ سُوبَر مَاركِت لِصُكُوكِ الغُفرانِ / تَبيعُ فِيهِ مَامَا الفَاتيكان / إذا اسْتَغْنَيْتَ عَنِ العَناصرِ تَسَاوَتْ في عَيْنَيْكَ الأضدادُ / فَكُن أنتَ العُنصرَ وضِدَّهُ مَعَاً / سَيَخْرُجُ القَتلَى مِن عَباءةِ الأمواجِ / وتَنتهي اللعبةُ قَبْلَ أن تَبْدَأَ /
     هَذِهِ سَنابلُ المطَرِ تَنمو بَيْنَ كُرَيَاتِ دَمي / مُضَادَّاتُ الاكتئابِ تَزِيدُني اكتئاباً / لأنِّي لَم أعُدْ قَادراً عَلى التَّخلصِ مِنها / تَنْبُتُ حَياتي تَحْتَ ظِلالِ أشجارِ المقابرِ / أيَّتُها الذِّكرياتُ التي تَبدأُ مِنَ الأفيونِ وتَنتهي بالجنونِ / هَل يَستطيعُ خَفْرُ السَّواحلِ أن يَضَعُوا السَّبايا في ناطحاتِ السَّحابِ ؟/ حَيْثُ الْمُدَرَاءُ يَتحرَّشُونَ جِنسِيَّاً بالْمُوَظَّفَاتِ / أنا قَائدٌ مَهزومٌ / لَكِنِّي لَم أَبِعْ فِلِسْطِينَ أو الأندلسَ /
     لا أُحِبُّ أن أُنْجِبَ أطفالاً / أُحِبُّ أن أُنْجِبَ حِيتاناً زَرْقاءَ / لا أُريدُ الزَّوْجَاتِ والعَشيقاتِ / أُريدُ الخادماتِ والجواري / ولا أَقْدِرُ عَلى تَحَمُّلِ دَلَعِ الْمُرَاهِقَاتِ / أوْ قَرَفِ الزَّوْجاتِ الخائناتِ /
تَرْتَدِينَ البِكِيني / وأنا أرْتَدي وَاقِي الرَّصاصِ / تَبْحَثِينَ عَن رَجُلٍ يَلْعُبُ بِكِ / وأنا أبحثُ عَن امرأةٍ تُنَظِّفُ بَلاطَ المطبخِ أوْ بَلاطَ السِّجْنِ / أَرْحَمُ المرأةَ مَا دَامَتْ تُحَقِّقُ شَهْوتي / وَبَعْدَ أن أقْرَفَ مِنها / أُطْلِقُ عَلَيْها رَصاصةَ الرَّحمةِ /
     إذا احْتَجْتِ مَالاً / أنا مُسْتَعِدٌّ أن أدْفَعَ / وَلا دَاعِي أن تُتاجري بِثَدْيَيْكِ في السُّوقِ السَّوداءِ /  يَا جَارتي الأُرْثُوذُكْسِيَّةَ التي تُهَنِّئُ الشَّيطانَ بِعِيدِ مِيلادِهِ/ اتْرُكي الفُودكا قَليلاً/ وَرَكِّزي في الطوفانِ الآتي مِن وَراءِ هِضَابِ الألَمِ / كُلُّ أُنثى في حَضارةِ الخرابِ لها حِصَّةٌ في جَسَدي / وَكُلُّ امرأةٍ في نشيدِ السَّرابِ لها نصيبٌ في أشلائي / أمنحُ أوْرِدتي لِذِكْرَيَاتِ الخريفِ / وأمنحُ جَسَدي لِكُلِّ نِسَاءِ الأرضِ / وَلَن أسْمَحَ لَكِ أن تَتَزَوَّجِيني / لأنِّي غَبِيٌّ مِثْلُكِ تَماماً / لا فَرْقَ بَيْنَ قَاتِلٍ وَقَاتِلٍ / لا فَرْقَ بَيْنَ ضَحِيَّةٍ وضَحِيَّةٍ /
     ذِكْرياتي المشنوقةُ سَتَأتي في عَرَبَاتٍ يَجُرُّها النَّخْلُ الفِضِّيُّ / حَيَاةُ الْمَوْؤُداتِ / امرأةٌ تَشتري في رَأْسِ السَّنةِ هَدِيَّتَيْنِ / وَاحِدةٌ لِزَوْجِها / والثانيةُ لَعَشِيقِها / وَتَظَلُّ مُكْتَئِبَةً لأنَّ زَوْجَهَا وَعَشِيقَهَا وَجْهَانِ لِعُمْلَةٍ وَاحدةٍ اسْمُها الخِيَانةُ / لَم أستطِعْ أن أُوَدِّعَ قَلْبي / لأنِّي وَصَلْتُ إلى مَحطةِ القِطَاراتِ مُتَأخِّراً/ سَأُفَصِّلُ دُستوراً مِن خُيوطِ العَناكبِ/ عَلى مَقَاسِ قَميصِ النَّوْمِ للسَّجَّانةِ/ مُصَابٌ أنا بالأرَقِ الوَحْشِيِّ / مُنذُ طُوفانِ نُوحٍ حَتَّى الآنَ / مُصابٌ أنا بالْمَلَلِ الْمُوحِشِ / مُنذُ اغتيالِ الفَراشاتِ في الحِكَاياتِ / قَلْبي يَضُخُّ النِّفْطَ في شَرايينِ الرِّيحِ / طِفْلٌ يَحْمِلُ جُثةَ أُمِّهِ عَلى ظَهْرِهِ / ويَسيرُ في الصَّحاري الجليدِيَّةِ /
     أيَّتُها الفَرَاشةُ التي تَلتقِطُ الصُّوَرَ التِّذكاريةَ مَعَ زُعماءِ المافيا الأنِيقِين / تُهاجرُ الأرُسْتُقْرَاطِيَّاتُ مِنَ الْخَشْخَاشِ إلى الصَّدَماتِ العاطِفِيَّةِ / شَراييني مُبْتَلَّةٌ بالعَارِ / رَمَيْتُ قَلبي في صَوْمَعةِ الْحُبُوبِ / والقِطَّةُ الضَّالَّةُ في مَرفأ الجليدِ/ تَحْمِلُ جُثماني عَلى ظَهْرِها/ وتَرْحَلُ إلى ذِكرياتِ الكِلابِ البُوليسِيَّةِ/ رَمَيْتُ قَفَصي الصَّدْرِيَّ في مُسْتَوْدَعِ الأسلحةِ الصَّدِئةِ / بَعْدَ هُروبِ الجيوشِ مِنَ المعاركِ / وأجْرَيْتُ للنَّهْرِ تَنَفُّسَاً اصْطِنَاعِيَّاً / وألْقَيْتُ شَهيقي في رِئَةِ البُحَيرةِ / هذا أنا / أدْرُسُ التاريخَ لأعْرِفَ مَوْعِدَ إعدامي / وأدْرُسُ الْجُغرافيا لأعْرِفَ الطريقَ إلى شَاهِدِ قَبْري / أمشي إلى ضَريحي بِكُلِّ ثِقَةٍ / لأنَّ مَعَي دَليلاً سِيَاحِيَّاً يُرْشِدُني إلى حُفرتي / ضَوْءُ القَمَرِ يُوَزِّعُ خَريطةَ مَقبرتي عَلى السَّائحاتِ / والمساءُ الخريفيُّ شَاهِدٌ عَلى خُروجِ الدُّودِ مِن جُثتي /
     سَيَطْفُو دَمُ الحيْضِ عَلى سَطْحِ النِّفْطِ / آثَارُ أقدامٍ بَيْنَ نُهُودِ النِّساءِ / قُتِلْتُ تَحْتَ جُسورِ سَراييفو / قَبْلَ أن تَكتشِفَ الصِّرْبِيَّاتُ مُزيلَ العَرَقِ / وَهُنَّ يَلْعَبْنَ التِّنسَ الأرْضِيَّ أمامَ كَامِيراتِ المذْبَحةِ / تَرْمِينَ نَفْسَكِ في بِئْرِ الحضارةِ / ثُمَّ تُنادِينَ عَلَيَّ لأُنْقِذَكِ / كُلُّ امرأةٍ خَرَجَتْ وَلَم تَعُدْ / يُفَتِّشُونَ عَنها في غُرفةِ نَوْمي / وأنا نائمٌ عَلى فِرَاشِ الموْتِ / 
     يا عِطْرَ الْمَزْبَلَةِ / متى تَنتهي الْمَهْزَلَةُ ؟ / عَلَّمَتْني الحياةُ ألا أثِقَ بِامْرَأةٍ / وأنا لا أثِقُ بِنَفْسي / عَلَّمَتْني الذِّكرياتُ كَيْفَ تُصبحُ المرأةُ مِمْسَحَةً لِحِذَاءِ زَوْجِها / إذا كَانَ جُرْحُكِ قَاعدةَ الصَّحْرَاءِ / فَإِنَّ دَمْعي اسْتِثْنَاءُ الماءِ / والغُزاةُ يَأخُذونَ حَليبَ الرَّاقصاتِ لِتَبْرِيدِ الْمُفَاعِلاتِ النَّوَوِيَّةِ / سَيَكُونُ مُسْتَقْبَلُكِ يَا صَاحِبَةَ السُّمُوِّ مُشْرِقَاً في الخِيَانةِ الزَّوْجِيَّةِ / وأنا الْحُلْمُ الْمُخْتَبِئُ بَيْنَ كُرَيَاتِ دَمي / يَنتظِرُني مُسْتَقْبَلٌ بَاهِرٌ في المقبرةِ / حَيَاتي كُلُّها فِعْلٌ مَاضٍ / لا حَاضِرٌ لِي ولا مُسْتَقْبَلٌ /
     أيَّتُها اللبُؤةُ التي لا تَعترِفُ بِغِشَاءِ البَكَارةِ / انكَسَرَتْ عُذوبةُ الرُّوحِ / أيَّتُها الذبابةُ الأنيقةُ / سَقَطَ شُموخُ الأُنوثةِ / غارقٌ أنا في بُؤرةِ الجِنسِ / أنتظِرُ السَّرابَ ولا يَأتي / أنا السَّرابُ / أخرجُ مِن دَمي/ وأغْرَقُ في دَمي/ أحْبَبْتُ جَسَدَ المرأةِ / وَكَرِهْتُ المرأةَ / أحْبَبْتُ ثَدْيَ المرأةِ / لَكِنَّ سَرَطَانَ الثَّدْيِ أحرقَ ذِكرياتِ المساءِ / وكَسَرَ طُفولةَ البُحَيراتِ /
     عَشيقةَ رُكامي/ صَديقةَ أنقاضي/ سأعترِفُ أمامَ انتحاراتي أنَّني أكْرَهُ نفْسي/ يَنمو النَّعناعُ في فِرَاشِ الموْتِ كالدَّبابيسِ/ فاعْتَرِفْ يا مَوْتي بِعِشْقِكَ للشَّجَرِ المصلوبِ عَلى جَسَدي / اعْتَرِفْ بِحُبِّكَ للأنهارِ المشنوقةِ / سَتَعُودُ جارتي إلى زَوْجِها السِّكِّيرِ / يَضْرِبُها ثُمَّ يُجَامِعُها /
     صَقيعُ الدِّماءِ يَمشي عَلى أظافرِ النِّساءِ / فَسَخْتُ خِطْبتي مِن عُلبةِ البِيرةِ / وَخَطَبْتُ حَديقةَ الحيَوَاناتِ / طَلَّقْتُ عُلبةَ السَّرْدين / وَتَزَوَّجْتُ شُطآنَ السُّلِّ / النِّساءُ الضَّائعاتُ أقنعةُ الوَهْمِ البَنَفْسَجِيُّ / احْتَلَّتْ شَهوةُ الثلجِ قِرْمِيدَ كُوخي / لَم أتَزَوَّجْ / لَكِنَّ أرْمَلتي تُجَهِّزُ لِيَ الطعامَ الذي أُحِبُّهُ / وَتَضَعُ العِطْرَ الذي أكْرَهُهُ / فيا أيُّتها الْمُوَظَّفَاتُ الْمُتَخَصِّصاتُ في نَمْصِ الحواجبِ وَوَضْعِ أطنانِ المِكياجِ/ أنا آسِفٌ لأنَّ اغتيالي عَكَّرَ مِزَاجَ فَساتينِ السَّهْرَةِ / انكَسَرَتْ حَضارةُ الزَّبَدُ بَيْنَ مَلاقِطِ الحواجِبِ ومَلاقِطِ الغسيلِ / وبَيْني وبَيْنَ البَحْرِ مُشَادَّةٌ كَلامِيَّةٌ /
     انكَسَرَتْ جَدائلُ النِّساءِ في قَارُورةِ العِطْرِ / والفَيَضَانُ هُوَ مُسْتَقْبَلِي السِّيَاسِيُّ / لَم يَعُدْ في ثُنَائِيَّةِ الْمُذَكَّرِ والْمُؤنَّثِ سِوَايَ/ صَنَعْتُ نَمُوذجَ المرأةِ الفَلْسَفِيَّ/ وأحْرَقْتُهُ خَيَالِيَّاً/ هَضَمْتُهُ وَتَجَاوَزْتُهُ / وأخافُ أن أجِدَ امرأةً مُحْتَرَمَةً تُقْنِعُني بالزَّواجِ مِنها /
     عِندَما يَموتُ الْمُهَرِّجُ / مَن سَيَمْشِي في جِنَازَتِهِ ؟ / السِّيركُ مُغْلَقٌ بالشَّمْعِ الأحمرِ / ولاعبةُ السِّيركِ سَقَطَتْ عَنِ الحبْلِ / لا أقْدِرُ أن أُعْطِيَ قَلْبي وَجَسَدي لِنَفْسِ المرأةِ / أنا مُنَظَّمَةُ الأُمَمِ الْمُفَكَّكةِ للخِيَاناتِ الزَّوْجِيَّةِ / أنا جِهَازُ الْمُخَابَرَاتِ بِلَحْمِهِ وَشَحْمِهِ / وَلَوْ نَشَرْتُ مُذَكَّرَاتي لَقَامَتْ حَرْبٌ نَوَوِيَّةٌ في العالَمِ / لَوْ كَتَبْتُ سِيرتي الذاتيةَ لَتَمَّتْ تَصْفِيَتِي جَسَدِيَّاً /
     في زَحْمَةِ الطاعونِ في أجسادِ النِّساءِ/ نَسِيتُ اسْمَ أُمِّي/ وفي مَوْسِمِ تَكَاثُرِ وُجُوهِ تُجَّارِ الأسلحةِ/ نَسِيتُ وَجْهَ أبي / الطريقُ إلى ضَريحي يَمُرُّ عَلى أشلاءِ القِطَطِ الْمُشَرَّدَةِ / ذَلِكَ القَتيلُ هُوَ طَيْفي / وأنا ظِلالُ القَتلَى عَلى نَوافذِ القِطَاراتِ / أكتشِفُ احتضاري بَيْنَ فِرَاشِ الموْتِ وفِرَاشِ الجِنسِ / والجِنسُ هُوَ الموْتُ / والموْتُ جِنسِيَّتِي وجَوَازُ سَفَرِي /
     أضَعُ نِقَاطَ حُلْمي عَلى حُروفِ العَدَمِ / أفِيقُ مِن كَابُوسي صَارِخاً / لا تَتْرُكُوني في لَيْلَةِ الدُّخلةِ وَحيداً / أُرِيدُ أن أَعُودَ إلى حِضْنِ أُمِّي / صَحيحٌ أنَّني تَافِهٌ / لَكِنِّي لَم أبِع الأندلسَ / لأُنفِقَ عَلى الصَّبايا اللواتي يَتَزَلَّجْنَ في جِبَالِ الألْبِ / لَم أبِعْ قُرْطُبَةَ لأُتابِعَ مُبَارَيَاتِ رِيالِ مَدْرِيد / مَاتَت المرأةُ / وذَهَبَتْ أطنانُ المِكْياجِ في أنابيب الصَّرْفِ الصِّحِّيِّ / فيا طِفْلَ الأنابيبِ/ أيْنَ هُوَ الوَطَنُ حتَّى نَنتمِيَ إلَيْهِ ؟ / أُمِّي الافتراضِيَّةُ تَرى دُموعي / زَوْجتي الافتراضِيَّةُ تَرى عَرَقي / مَعَ أنَّ دِمائي أحْرَقَتْ دُموعي / تَنْطَفِئُ ابتسامةُ العاشقِ كالوَمْضَةِ / عِشْنا في السَّرابِ الأُرْجُوَانِيِّ / كانت الأسماكُ تَسْبَحُ في الشَّفقِ / وَكُنَّا نَسْبَحُ في دِمائنا الفِضِّيةِ / وَلَم أُدَرِّبْ أسْمَاكَ القِرْشِ عَلى اصْطِيَادِ نُهودِ النِّساءِ /
     يا أنا / أحتاجُ إلى امْرَأةٍ أُسْطُورِيَّةٍ تُفَكِّكُ عُقدي النَّفْسِيَّةَ / أحتاجُ إلى جَواري القَصْرِ حَتَّى أهْتَدِيَ إلى غُرفة نَوْمي أوْ مَوْتي / وأنا العُصفورُ الضَّالُّ / كُلُّ مَمَرَّاتِ بَيْتي تُؤدِّي إلى فِرَاشِ الموْتِ / وكُلُّ جَدائلِ النّساءِ تُؤدِّي إلى سُورِ المقبرةِ /
     تَنْشُرُ الرَّاهباتُ الغسيلَ على أبراجِ الكَنيسةِ / ويَنْشُرُ السُّجناءُ الغسيلَ على أبراجِ الْمُعْتَقَلِ/ نَسِيتُ أحزاني عِندَ شَاهِدِ قَبري / وكانتْ أسنانُ الضَّبابِ مَغروسةً في لَحْمِ السُّنونو / نَسِيتُ فَمي عَلى فَمِ الرِّياحِ / فَكَيْفَ أُقَبِّلُ عَشيقاتي التَّافِهَاتِ ؟ / كانَ الخليفةُ يَتبادلَ النِّكاتِ الجِنسِيَّةَ مَعَ السَّبايا / والممالِكُ تَتساقطُ كُحْلاً للجَليدِ / بُؤرةُ الجِنسِ في الجسَدِ الْمُسْتَهْلَكِ / والفِئْرَانُ تَأكُلُ أقنعةَ المِكْياجِ / الفِئرانُ والأقنعةُ مُتَشَابِهَةٌ / لأنَّ الوَحْلَ الجِنسِيَّ يَلتصِقُ عَلى لُحومِ التَّافِهَاتِ / كَمَا تَلتصِقُ الطحالبُ عَلى حِيطانِ الآبارِ / حَصَلَت الأميراتُ على الدُّكتوراةِ في الخِيَانةِ الزَّوجيةِ / والعِشْقُ اختراقٌ أمنيٌّ / والمرأةُ صَفقةٌ خاسرةٌ / كَسَرْتُ الصَّليبَ / وَنُهودُ الرَّاهباتِ عَلى الصُّلبانِ /
     وَدَاعَاً يا امرأةً لا يُشْبِعُهَا زَوْجُها جِنسِيَّاً / تُنَظِّرُ عَشيقاتي في الشَّرَفِ / جَاءَت العاصفةُ كَي تَحْصُدَ / وأنا الحاصدُ والمحصودُ / جَسَدي مَزرعةُ الماريجوانا / قَد أتأخَّرُ عَن حَفْلَةِ إعدامي / أمْتَطي أجسادَ السَّبايا كالأحصنةِ الخشَبِيَّةِ / لَم أُوَدِّع نَوارِسَ البَحْرِ في مَحطةِ القِطَاراتِ / لأنِّي كُنتُ مَشْغولاً بِحَفْرِ القُبورِ الجمَاعِيَّةِ / فلا تَكْسِري شَرايينَ النَّهْرِ / لَوْ رَآكِ الشَّاطئُ الحزينُ لانتَحَرَ قَبْلَ مَوْعِدِ انتحارِهِ/ رَاحِلٌ أنا إلى دَمي / فَكُن أنتَ رَايةَ القبيلةِ الْمُنَكَّسَةَ / لأنَّني النَّشيدُ الوَطَنيُّ للحُطامِ/
     يَا قَاتِلتي المقتولةَ بِسَيْفِ العِشْقِ / صَارَ العُشَّاقُ عَاطِلِينَ عَنِ العَمَلِ / كَيْفَ أُصْبِحُ زِيرَ نِسَاءٍ وقَد كَسَرْتُ الزِّيرَ في بَيْتي ؟/ ولا مَاءَ في صَحراءِ القَلْبِ المكسورِ/ صَارَ العَطَشُ عُنوانَ بَيْتي / فيا أيَّتها المكسورةُ كَشَظَايا المزهَرِيَّاتِ / أنتِ تَعْشَقِينَ رَجُلاً يَكْرَهُ نَفْسَهُ / أُحِبُّ فِيكِ كُلَّ شَيْءٍ سِوَاكِ / ضَريحُ النَّهْرِ تَحْتَ رِمَالِ البَحْرِ / وَأسْمَاكُ القِرْشِ تَحْرُسُ المقبرةَ القديمةَ / حَبْلُ الغسيلِ عَلى سُورِ المقبرةِ / وبَناتُ حَفَّارِ القُبورِ يُشَاهِدْنَ التِّلفازَ /
     ألْغِ دُستورَ العَاهِرَاتِ / وَكُن دُستورَ الفَرَاشَاتِ / ألْغِ الشَّرْعيةَ الدَّوليةَ / وَكُن أنتَ الشَّرعيةَ الدَّوليةَ / مَاتَ الْمُهَرِّجُ في لَيْلةٍ خَريفِيَّةٍ حَزينةٍ / وَصَارَتْ خَيْمَةُ السِّيركِ خَيْمَةَ اللاجِئينَ / لَم أعِشْ لَكِنِّي سَأموتُ / وَقَد مِتُّ فِعْلاً / ثُقُوبُ رِئتي مَفتوحةٌ للجَرَادِ والأعاصيرِ والذِّكرياتِ / وَلَسْتُ مُتَأكِّداً أنَّ لِي قَلْبَاً/ ضَيَّعْتِ حَياتي يَا حَياتي/ لَكِنِّي لا أَلُومُكِ/ فَقَد دَفَنْتُ حَياتي بِيَدَيَّ / لا أُكسجينُ رِئتي إِبْرَةُ خَيَّاطِ الملِكَةِ / وَلا جِلْدي سَجَّادٌ أحْمَرُ تَحْتَ أقدامِ الملوكِ اللصُوصِ / لا تُقَارِنْ بَيْنَ السَّادةِ والسَّبايا / أنا الحاجِزُ العَسكرِيُّ بَيْنَ الطُّغاةِ والغُزاةِ / وَالبَجَعَاتُ تَصنعُ مِن دُمُوعِها مَلابِسَ عَكسرِيَّةً لِكِلابِ الخليفةِ /
     مِن كَثْرةِ مَا رَأيْتُ زَوْجَاتٍ خَائناتٍ / صِرْتُ أخافُ مِنَ الزَّواجِ / يَا أميرةَ الزَّبَدِ/ أنتِ تَصْلُحِينَ  أن تَكُوني أيَّ شَيْءٍ إلا زَوْجَةً / وَلَوْ كُنتُ مُتَزَوِّجَاً لَطَلَبْتُ مِن زَوْجتي أن تَخْطِبَ لِي بَناتِ آوَى / أُعَلِّقُ دُموعي عَلى أكتافِ السُّنونو / وأنا الرَّاعي المقتولُ بَيْنَ القَطيعِ/ لَم أسْمَحْ لأيَّةِ امْرَأةٍ أن تَصْدُمَني عَاطِفِيَّاً / أنا الْمُبَادِرُ وْالْمُبَادَرَةُ / أنا الصَّيادُ والفَريسةُ / أنا القاتلُ والضَّحِيَّةُ / أنا صَدْمَةُ الشَّبَقِ وَصِدامُ الحضاراتِ / وَلَم يَعُدْ هُناكَ ذِكْرياتٌ ولا حِكَاياتٌ / كُلُّ شَيْءٍ مَات / ذَهَبَ الرِّجالُ إلى الموْتِ/ ذَهَبَت النِّساءُ إلى الموْتِ / ذَهَبَ الوَطَنُ إلى الموْتِ / الأعلامُ مُنَكَّسَةٌ كالملابِسِ الدَّاخليةِ/ والنَّشيدُ الوَطنيُّ شَظَايا كالأغاني الرُّومانسِيَّةِ /
     كُنتُ كَالطُّفَيْلِيَّاتِ عَائِشَاً عَلى الزَّوْجَاتِ الخائناتِ / كُلَّما سَأَلْتُ عَن امرأةٍ عَرَفْتُ أنَّها مَاتتْ / كُلَّما سَألتُ عَن نفْسي عَرَفْتُ أنِّي مِتُّ / خُضْتُ في غُرَفِ النَّوْمِ مَعَارِكَ مَصِيرِيَّةً أكثرَ مِن عَدَدِ نَوْبَاتِ اكتئابي / أرقامُ الأضرحةِ أكثرُ مِن أرقامِ الزَّوْجاتِ الخائناتِ / مَا أصْعَبَ أن تعيشَ مَعَ امْرَأةٍ مَجنونةٍ/ أُريدُ أن أشكُرَ زَوْجَكِ يا مَلِكَةَ الأساطيرِ/ لأنَّهُ حَبَسَكِ في قَلْعَتِهِ / وأراحَ العالَمَ مِن قَرَفِكِ/
     صَارَت المرأةُ الْمَهْوُوسةُ جِنسِيَّاً وَرقةً مَحروقةً/ وأنا لاعِبُ قِمَارٍ مُحْتَرِفٌ / والأعرابُ خَسِرُوا فِلِسْطِينَ في لُعبةِ قِمَارٍ / لَم تَعُدْ أعضاءُ المرأةِ تَسْتَفِزُّني / جَسَدُها حُطامُ السُّفُنِ / وأحزانُ الأُنوثةِ تنتشرُ بَيْنَ القَواربِ المطاطِيَّةِ والرَّصاصِ المطاطِيِّ / تَعَلَّمْنَا العِشْقَ وَفْقَ نَظَرِيَّاتِ البَدْوِ الرُّحَّلِ / وكانت أجسادُ النِّساءِ هِيَ الْهَوَادِجَ / بَلَعْتُهَا وَلَم أستطِعْ هَضْمَهَا / فَقَذَفْتُها لِكِلابِ الحِرَاسَةِ /
     أَضْحَكُ عَلى المرأةِ وَتَضحكُ عَلَيَّ / نَصَبْنا خَيْمَةَ السِّيركِ كَي نَقْضِيَ فِيهِ وَقْتَ الفَراغِ / وَكُلُّ حَيَاتِنَا فَراغٌ / القاتلُ والضَّحِيَّةُ يَلْعَبَانِ لُعبةَ القِطِّ والفَأرِ / ألعبُ لُعبتي الأخيرةَ / وَأَفْرِضُ إِيقاعي عَلى الفِطْرِ السَّامِّ في فَساتينِ السَّهْرَةِ / لَوْ تَزَوَّجْتُ فَلَن أُحِبَّ زَوْجتي / اخْتَرْتُها كَي أنسَى النِّساءَ اللواتي قَبْلَهَا/ كَرِهْتُ نفْسي كَي يُحِبَّني الآخَرُون/ فَخَسِرْتُ حُبَّ نفْسي/ وَخَسِرْتُ حُبَّ الآخَرين/
     أنتِ بُركانُ أُنوثةِ الْهَلْوَسَةِ / فاحْرِقي ذِكْرياتي بِسُرْعَةٍ / كَي تَستطيعَ حُكومةُ الْمُرْتَزِقَةِ أن تَبيعَ رُفاتي بِسُرْعَةٍ / حَليبُ الرَّصاصةِ مَنْفَىً للزَّوجاتِ الخائناتِ / وَلَم أحْضُرْ عُرْسَ بَناتِ أفكاري / لأنِّي كُنتُ مَشغولاً بِعُرْسِ بَناتِ آوَى /
     في كُلِّ عَوَاصِمِ الْخُرَافَةِ/ كَانَ حُلْمي أن أجِدَ امْرَأةً مُخْلِصَةً لِزَوْجِها / كَمَا أنا مُخْلِصٌ لِحَفَّاري قَبْري / أنا العَريسُ الدَّائِمُ بِلا عَرُوسٍ / أنا العَريسُ في مَوْسِمِ تَزَاوُجِ البَعُوضِ / وَإِذا أرادتْ أميرةُ الأنقاضِ أن تَعيشَ مُرَاهَقَتَهَا الْمُتَأخِّرَةَ / فَلْتَبْحَثْ عَن غَيْري / أنا الخارجُ مِن لَيْلةِ الدُّخلةِ / الدَّاخلُ في الصَّدى / أنا حُكومةٌ قَائمةٌ بِذَاتِهَا / لَم أَقْرَأ الفَاتِحَةَ عَلى قَبْرِ الملِكَةِ فِكْتُوريا / وَجَارَتُنا القَديمةُ تُصَمِّمُ شَاهِدَ قَبْري/ وَتَقْرَأُ عَلى رُوحي الفاتحةَ/ وَتَمْسَحُ دُموعَ أشجارِ حَديقتي أوْ جِنازتي / وَضَعْتُ فَلسفةَ الكِفَاحِ الْمُسَلَّحِ في غُرَفِ النَّوْمِ / لَكِنَّ احتضاري طَريقُ السَّناجِبِ وَالْمُخْبِرِينَ وَالسَّاقِطَاتِ/
     مَارَسْتُ الجِنْسَ لأَكْسِرَ الْمَلَلَ / فَصَارَ الجِنسُ هُوَ الْمَلَلَ / مَارَسْتُ الجِنسَ لأُفَرِّغَ الحِقْدَ في عِظَامي/فَصَارَ جَسَدي مَملكةَ الكَرَاهِيَةِ في قَشِّ الإسْطَبْلاتِ/ أنا فَأْرُ التَّجَارُبِ واستراحةُ الْمُحَارِبِ/ لَحْمي يَنتقِمُ مِنِّي/ دَمي صَوْمَعةُ القَمْحِ/ ودَمْعي مُسْتَوْدَعُ الكُوليرا/ والحشَرَاتُ تأكلُ قُماشَ أكفاني/ وكُلُّ مَعَارِكي خَاسرةٌ/لَكِنِّي أجْمَعُ الأوسمةَ العَسكرِيَّةَ كالنِّساءِ/ وأختارُ الوِسَامَ الذي يُنَاسِبُ لَوْنَ قَميصي / ولَيْسَ قَميصي قَميصَ عُثمان /
     فَتِّشْ في حَاوِيةِ القُمامةِ عَن زُجاجةِ عِطْرٍ فَارغةٍ / اختَفَت الضَّحِكَاتُ في الممرَّاتِ البَعيدةِ / وَبَقِيَت الذِّكرياتُ عَلى فِرَاشِ الموْتِ/ مَاتت النِّساءُ في الخريفِ السَّحيقِ / وَبَقِيَت الضَّفائرُ عَلى حَبْلِ الغسيلِ/ والطاعونُ يَتَّخِذُ مِن جِلْدِ المساءِ رُقعةَ شِطْرَنج/ أنا الْمَرْفَأُ المهجورُ بَيْنَ أحْمَرِ الشِّفاهِ واحمرارِ إشارةِ الْمُرُورِ / أبحثُ عَن مَجْدٍ زَائلٍ / فَلْتَمُتْ يَا وَطَنَ السَّرابِ / كَي يَبْنِيَ الأغرابُ عَلى عِظَامِكَ مَجْدَهُم / يَتَنَاثرُ الليلُ عَلى حِبَالِ المشانقِ / والوَطَنُ تُفاحةُ الإعدامِ وبُرتقالةُ الاحتضارِ /
     أيُّها الرَّمْلُ الفِضِّيُّ / مَن الكاذبُ فِينا ؟ / وَمَن الصَّادقُ ؟ / سأسحقُ التُّرابَ تَحْتَ قَدَمِي / لكنَّ التُّرابَ سَيَعْلُو فَوْقي بَعْدَ مَوْتي / مَن يَضْحَكْ أخيراً يَضْحَكْ كَثيراً / كُرَيَاتُ دَمي البَيضاءُ صَارَتْ رَاياتٍ بَيْضَاءَ / وأعلامُ القَبائلِ في الْحُرُوبِ الأهلِيَّةِ مُنَكَّسَةٌ / 
     في سَريري بَقِيَت الرِّياحُ تَنْزِفُ حَتَّى الموْتِ / هَذِهِ شَراييني البلاستيكِيَّةُ وَصِيَّةُ الشَّجَرَاتِ ومَهْرُ الحشَرَاتِ / كُلُّ شَيْءٍ في بِلادي يَنتحِرُ / لَم يَعُدْ غَيْرُ الصَّدى / الشَّوارعُ فَارِغةٌ إِلا مِنَ الجمَاجِمِ / والثعالبُ تَلْعَبُ النَّرْدَ عَلى جُثَثِ البَشَرِ / يَتَنَفَّسُ المطَرُ الكُوليرا / وَأنا أُفَتِّشُ عَن جُمجمةِ النَّوْرسِ اليَتيمِ تَحْتَ نِعَالِ الملِكَاتِ السَّبايا / بِلادي امْرَأةٌ أهْدَتْ ثَدْيَيْها لِقَاتِلِ زَوْجِها / فَلا تُسَجِّلْ بَراري الطاعونِ بِاسْمِ ذِكرياتِ النَّهْرِ / الجوعُ شَريعةُ النَّمْلِ العَاشِقِ / وَالفُقَرَاءُ يُجَامِعُونَ زَوْجَاتِهِم في عَرَبَاتِ القِطَاراتِ /
     أُرَتِّبُ عَلى طَاوِلةِ النَّرْدِ الخِيَاناتِ الزَّوْجِيَّةَ/ وأفتحُ قَفَصي الصَّدْرِيَّ للبُحَيرةِ كَي تَنتحِرَ فِيهِ / والبَاعَةُ الْمُتَجَوِّلُونَ يَبِيعُونَ الرُّومانسِيَّةَ في الشَّوارعِ لِبَناتِ آوَى / اغتالَتْني الأنهارُ فَصِرْتُ شَابَّاً إلى الأبَدِ / تَوَقَّفَ عُمري عِندَ سَاعةِ الحائطِ / وَحَيَاتي كُلُّها مِسْمَارٌ في نَعْشِ الرِّياحِ / يَحْسُدُني النَّهْرُ لأنَّ مِشْنقتي أجْمَلُ مِن مِشْنَقَتِهِ / أخُونُ الأمطارَ مَعَ الأمطارِ / فيا أيَّتُها الجاريةُ التي تَتَّجِهُ مَشَاعِرُها إلى سَيَّارةِ المرسيدسِ / أنا هُنا / وَلَسْتُ هُنا / هَذا عُودُ مِشْنَقتي حَاسِدٌ يَنْقُلُ رَسَائِلَ الغَرامِ / والمقاصِلُ حَمَامٌ زَاجِلٌ بَعْدَ ضَياعِ رَسائلِ العُشَّاقِ / لَيْلَةُ الدُّخلةِ هِيَ رَصاصةُ الرَّحمةِ / والاحتضارُ يَتكاثرُ في أجفانِ المساءِ / فَيَا طَبيبي النَّفْسِيَّ / ادْفَعْ أُجْرَةَ حَفَّارِ القُبورِ في عِيدِ مِيلادِ الرُّخامِ/ حَبْلُ مِشْنقتي هُوَ دَلَعُ الملِكَاتِ الإِمَاءِ / وَبُكائي تَحْتَ أشِعَّةِ القَمَرِ يَعْمَلُ بالطاقةِ الشَّمْسِيَّةِ / وَمِقْصَلتي تَعْمَلُ بِطَاقَةِ الرِّياحِ / قَد قَتَلْنا المرأةَ / وَدَافَعْنا عَن حُقوقِ المِكياجِ /
     أنا كَوْمَةُ القَتلَى في المدينةِ المهجورةِ / كَسَرَ الرَّعْدُ قِنَاعي / وَفي دَمي اليابِسِ شَجَرَةٌ تَجْلِسُ عَلى جُمْجُمةِ الرِّيحِ/ أنا خَائفٌ يا أُمِّي/فَلا تَتْرُكي أصابعَ البَحْرِ المقطوعةَ عَلى مَرايا السَّياراتِ العَسكرِيَّةِ/ كَيْفَ أنسَى صَحْنَ الفَاصُولياءِ / الذي تَسْبُحُ فِيهِ جُثَثُ الملوكِ المخْلُوعِين ؟ /
     أبي مَا زَالَ يُنادي عَلى السَّرابِ / والرَّاهبةُ العَمياءُ نَسِيَتْ صَليبَهَا في دِمَاءِ البُحَيراتِ / والصَّليبُ نَسِيَ وَجْهَ الرَّاهبةِ في أجفانِ القِرْمِيدِ / تَقُولِينَ عَنِّي خَائِنٌ / وَمَن فِينا الْمُخْلِصُ ؟ / شَعْرُ اليَتيماتِ مِنَ الفِضَّةِ / والكُحْلُ في عُيونِ البُحَيرةِ قَتَلَ البَحْرَ / فارْحَمِيني يَا رَصاصةَ الرَّحمةِ / يَنمو التُّفاحُ في خُدودِ النَّيازكِ / وَفَمُ الرِّياحِ كَحَبَّةِ الفَرَاولَةِ / ورَقَبَةُ الأميرةِ مِنَ العَاجِ / لَكِنَّ المِقْصَلةَ سَوْفَ تَقْطَعُ هَذِهِ الرَّقَبَةَ الرَّقيقةَ /
     كَيْفَ أُمَيِّزُ بَيْنَ السِّلْكِ الدُّبْلُومَاسِيِّ وأسلاكِ الْمُعْتَقَلِ ؟/ أيَّتُها البَغايا الواقفاتُ بَيْنَ شَهيقِ النَّهْرِ وَزَفيرِهِ / هَذِهِ طَهارةُ الأمواجِ في جَسَدِ قَوْسِ قُزَحَ / أيْنَ عُزلةُ الأميراتِ في رُومانسِيَّةِ الانقلابِ العَسْكَرِيِّ ؟ / تنامُ القِطَاراتُ عَلى رُموشِ السَّبايا / وجَدائلُ الملِكَاتِ مَنْسِيَّةٌ عَلى سِكَكِ الحديدِ /
     أنا العُشْبُ اليَتيمُ في مَقبرةٍ رِيفِيَّةٍ مَنْسِيَّةٍ / لا زَوْجَةٌ لِي ولا أولادٌ / أحْمِلُ اسْمَ الأضرحةِ / ولا شَارعٌ يَحْمِلُ اسْمي / ولا ضَحِيَّةٌ تَحْمِلُ اسْمَ قَاتِلِهَا / أحكامُ الإعدامِ هِيَ بَراويزُ ذَهَبِيَّةٌ عَلى أوْعِيَتي الدَّمَوِيَّةِ / وَسَاعَةُ الحائطِ في الزِّنزانةِ هِيَ ذِكرياتُ الطحالبِ / عَلى حِيطانِ الآبَارِ في قَريتي المنسِيَّةِ /
     دَمي أحَدُ مُشْتَقَّاتِ النِّفْطِ / تَرْعَى رَاقِصَاتُ البَاليه الغَنَمَ عَلى المسْرَحِ المهجورِ / وأعيشُ مُرَاهَقَتِي الْمُتَأخِّرَةَ في ثَلاجةِ الموتى / وَلَم أعْرِف الفَرْقَ بَيْنَ خَشَبَةِ المسْرَحِ وَخَشَبَةِ الإعدامِ / كانت حَنجرةُ الْخَوْخِ طَريقاً للصَّدى في غَاباتِ الدَّمْعِ / والأميراتُ الْمُحَنَّطَاتُ في عَصيرِ البُرتقالِ / هُنَّ دُمَىً في مَسْرَحِ العَرائسِ / أوْرِدتي رَايةٌ مَكْسُورةٌ في الرِّيحِ / دُودةُ القَزِّ تَحْمِلُ عَلى ظَهْرِها جُثةَ رَاهبةٍ مَجهولةٍ / والملِكَاتُ في سُوقِ النِّخاسةِ للبَيْعِ /
     في دَمْعِ الغُروبِ امرأةٌ تَكْرَهُ زَوْجَهَا / فَلْيَمُت العُشْبُ في دِمَاءِ الفِضَّةِ / انطفأَ العالَمُ / حَوْلي تتساقطُ أشلائي تَحْتَ قَمَرِ الخريفِ / الأعاصيرُ تُعَلِّقُ قَناديلَ الْحُزْنِ في كُرَيَاتِ دَمي / وَدَمي يُنيرُ الطريقَ لِبَناتِ آوَى في أدغالِ الشَّمْعِ /
     في أعماقِ البَحْرِ اكْتَشَفْتُ ذَاتي / رَأيتُ أحزانَ الفَرَاشَاتِ / وَرَأيتُ مَوْتي ومِيلادي / أَحْبَبْتُكِ لِئَلا تَتَشَابَهَ أيَّامي / فَصِرْتِ الكُوليرا في عِظَامي / هَذا حَبْلُ مِشْنقتي دَليلٌ سِيَاحِيٌّ لِبُوصَلَةِ المنافي / والرُّبَّانُ مَاتَ في لَيْلَةٍ خَريفِيَّةٍ باردةٍ / وفِئرانُ السَّفينةِ تَأكلُ جُثَثَ البَحَّارةِ الغَرْقى / وحِبَالُ المشانقِ مُعَلَّقَةٌ عَلى جُسورِ المدينةِ المهجورةِ / اقْتُليني يَا أعشابَ شَاهِدِ قَبري / كَي يَتَفَرَّقَ دَمي بَيْنَ قَبائلِ رَمْلِ البَحْرِ / كُلَّما افترسَ الليلُ ثُقوبَ رِئتي / رَأيتُ وُجوهَ القَتلى عَلى نافذةِ غُرفتي / كُلما هَجَمَ المساءُ على جِلْدي / رَأيتُ أجفانَ الموتى عَلى زُجاجِ القِطَاراتِ / تَغْرَقُ تِلالُ الشِّتاءِ في حَنجرةِ الغروبِ / وطِلاءُ الأظافرِ يَسيلُ عَلى رُموشِ الجواري /
     القَيْصَرُ والفياغرا / والموْتُ السَّاكِنُ في أجفانِنا / تَزرعُ السَّبايا الأوسمةَ العَسكرِيَّةَ في تَوابيتِ الجنودِ المهزومين / أَعْدَمَ الخريفُ أهْلِي في مَجاعةِ السَّنابلِ / وَصَارَ ضُبَّاطُ الْمُخَابَرَاتِ أهْلِي / يَذهبُ الرِّجالُ مَعَ نِسَائِهِم إلى الذِّكرياتِ المحروقةِ / وأذهبُ إلى خَفْرِ السَّواحِلِ كَي نَبْكِيَ عَلى البَحْرِ/ ويَبْكِيَ البَحْرُ عَلَيْنا في شِتاءِ الانقلاباتِ العَسكرِيَّةِ / يَنْشُرُ المطَرُ الغسيلَ عَلى حِبَالِ مَشَانِقِنا/ وتَنْشُرُ بَناتُ آوَى عَلى أجسادِنا شَوارعَ السُّلِّ / التي تَتجوَّلُ فِيها حِيطانُ الزِّنزانةِ /   
     هَذا فِرَاشُ الموْتِ عَلى الأثاثِ الْمُسْتَعْمَلِ/ لَبُؤةٌ تَضَعُ حِذَاءَهَا الفِضِّيَّ عَلى قَبْرِ النَّهْرِ / والجيوشُ المهزومةُ لَم تُدَافِعْ عَن النَّهْرِ/ دَمْعي يَقْلي أجنحةَ النُّسورِ في مَعِدَةِ الرِّمالِ/ وفي ليالي الْهَلَعِ يَتَزَوَّجُ عُمَّالُ المناجمِ الْمُوميَاوَاتِ/ أيْنَ المسْرَحُ الذي سَتَرْقُصُ عَلَيْهِ أشلاؤُنا يا قَمَحَ المجازرِ ؟ / نَزرعُ التُّفاحَ في فُوَّهاتِ المدافِعِ / ويَنمو النَّعناعُ عَلى فِرَاشِ الموْتِ / ونَحْصُدُ أوْرِدَةَ الغَسَقِ في خَريفِ الذاكرةِ /
     يَا مِقْصَلتي اليَتيمةَ / تَسْتَحِقِّينَ زَوْجَاً أفضلَ مِنِّي / يَا حَبْلَ مِشْنقتي / تَسْتَحِقُّ أُنثى أفضلَ مِن سَاعَةِ يَدِي / ضَوْءُ القَمَرِ يُعَبِّدُ طُرُقَاتِ رِئتي بِجُثَثِ السُّجناءِ / سأفتحُ قَفَصي الصَّدْرِيَّ بِمِفْتَاحِ السَّيارةِ / زِنزانتي مُرَقَّمَةٌ / وضَريحي مُرَقَّمٌ / لَكِنَّ الطِّفْلَ اليَتيمَ لَم يَحْفَظْ جَدْوَلَ الضَّرْبِ / الرِّيحُ تَحْفِرُ طَريقَها في جِلْدي / وأركضُ في غَاباتِ الضَّوْءِ بِلا مَطَرٍ ولا ذِكرياتٍ / سَيَنْمُو اللوْزُ في خِيَامِ اللاجِئينَ / والأمطارُ تُحَطِّمُ قَوَارِبَ الصَّيْدِ الفَارغةَ / وتَأخذُ المشنوقِينَ في رِحْلَةٍ سِيَاحِيَّةٍ إلى كُرَيَاتِ دَمي /
     عِطْرُ ضَابِطِ الْمُخَابَرَاتِ / وَأَحْزَانُ الشِّتاءِ يُلْقِيها الموْجُ عَلى أجسادِ النِّساءِ المسحُوقاتِ في فِرَاشِ الزَّوْجِيَّةِ / عَوَاصِمُ التَّطهيرِ العِرْقِيِّ في خُدودِ اليَمامِ / أُفَكِّرُ كَعَمِيلٍ مُزْدَوَجٍ حَائِرٍ بَيْنَ قَلبي وَرِئتي / أخُونُ ذِكرياتي مَعَ أرصفةِ المِيناءِ / ضَوْءُ المرافئِ الأُرْجُوَانِيُّ يَتَلاشَى / مِثْلَ لَمَعَانِ عُيونِ رَاقصةٍ اغْتَصَبَهَا مُدَرِّبُها / وتَزرعُ عَنَاكِبُ المنفَى عُرُوقَ الأسْرَى / بَيْنَ ذِكرياتِ أشجارِ المدافِنِ /   
     أيَّتُها النِّساءُ الْمُسْتَحِمَّاتُ بِالْمُبِيدَاتِ الحشَرِيَّةِ / إِنَّ تَوابيتَ الجنودِ طَاوِلاتٌ للعُشَّاقِ في مَطْعَمِ الخِيَانةِ / ومَساميرُ النُّعوشِ مَنقوعةٌ في عَصيرِ البُرتقالِ / وَفَواتيرُ دِمَاءِ اليَانسونِ يَدْفَعُهَا الفَيَضَانُ / فَاحْتَرِمْ مَشَاعِرَ السَّبايا / أيُّها القَيْصَرُ المهزومُ بَيْنَ الأفخاذِ / الْمُنْتَصِرُ في ذِكرياتِ السَّبايا / اكْتَشَفْنَا حُقوقَ الإِنسانِ بَعْدَ انتحارِ الإِنسَانِ / فلا تَكْرَه السَّبايا / كُلُّنا سَبَايا /
     ذَلِكَ السَّجَّانُ خَسِرَ زَوْجَتَهُ في لُعبة قِمَارٍ / الدِّيمقراطِيَّةُ البَدَوِيَّةُ / وَدِيمقرَاطِيَّةُ لَيْلَةِ الدُّخلةِ / وانتظارُ الْمُخْبِرِينَ في مَحطةِ القِطَاراتِ / كُلُّنا نَدْفِنُ أجنحةَ السُّنونو في مَقابرِ الخريفِ / ونَنتظِرُ دَوْرَنا كَي نَمُوتَ / وانتظارُ الموْتِ مَوْتٌ /
     كُنتُ سَأُصْبِحُ طَاهِرَاً مِثْلَ قَارُورةِ الحِبْرِ في كُوخِ الصَّفيحِ / لَوْ أفْلَتَتْ ظِلالي مِن طَيْفِ النِّساءِ الْمُوحِشِ / وظِلِّ الإِمَاءِ الْمُتَوَحِّشِ / لَم أَتْرُكْ بُوَيْضَةً إلا لَقَّحْتُهَا / لَذَّةُ دُموعي في غُموضي / وَمَوْتي الغامِضُ يَصنعُ أُسطورتي /
     لَوْ أستطيعُ أن أفُكَّ ضَفَائِرَ البُحَيرةِ / لِيَنْتَشِرَ شَعْرُها عَلى كَتِفَيْهَا مِثْلَ غَابَةٍ في مَساءٍ مَاطِرٍ / دِماءُ الجواري عَلى بَلاطِ السُّجونِ أوْ بَلاطِ غُرَفِ النَّوْمِ / لا امْرَأةٌ تَحْلُمُ بِي حِينَ يَبيعُهَا أهْلُها في سُوقِ النِّخاسةِ / ولا تِلالٌ تَتَذَكَّرُ رَاياتِ القَبائلِ الْمُتَحَارِبَةِ / فَشُكْراً للسَّيداتِ الآتِيَاتِ مِنَ الخِيَانةِ الزَّوْجِيَّةِ / الذاهباتِ إلى مَرَاكِزِ التَّسَوُّقِ /
     يَا سَيِّدَةَ الأشجارِ الميْتَةِ / أكفانُكِ الْمُسْتَعْمَلَةُ عَلى الأثاثِ الْمُسْتَعْمَلِ / مَتَى يأتي الحمَامُ الزَّاجِلُ مِن المنافي ؟ / مَتَى تُولَدُ الأمطارُ في الخريفِ البَعيدِ ؟/ أيْنَ تاريخُ أظافرِ الغاباتِ ؟ / يا أسماكَ القِرْشِ النائمةَ عَلى وِسادتي / مَن أنا لِتَخْلَعَ الأميرةُ زَوْجَهَا مِن أجْلِي ؟ / أنا الملِكُ المخلوعُ / خَلَعَتْني زَوْجتي / وَخَلَعَنِي جَيْشي البَدَوِيُّ /
     رَاقصاتُ التَّانغو يَدْرُسْنَ كِيمياءَ دِمائي / لَكِنَّ العُشَّاقَ الفَاشِلِينَ يَصِلُونَ دَائِماً مُتَأخِّرِين / مَحطةُ القِطَاراتِ خَرْسَاءُ / والإِضْرَابَاتُ أكَلَت المقاعِدَ الخشَبِيَّةَ / وَذِكْرَيَاتُ النَّوارِسِ عَلى البَلاطِ الباردِ / وُجوهُ النِّساءِ وَراءَ زُجاجِ القِطَاراتِ / والدَّمعُ السَّاخِنُ يَلتصِقُ عَلى الزُّجاجِ الباردِ / وَصَلْتُ إلى حَبْلِ مِشْنَقتي مُتَأخِّرَاً / لأنِّي كُنتُ ألْعَبُ الشِّطْرَنجَ مَعَ سَجَّاني / لا عَرْشٌ أمَامِي / وَلا دَوْلَةٌ وَرائي / تَركضُ الشُّطآنُ في دِمَاءِ المِقْصَلةِ / وأحزانُ الخريفِ تَجْمَعُ النِّساءَ كَطَوَابِعِ البَريدِ / أطْلَقْتُ رَصاصةَ الرَّحمةِ عَلى النَّهْرِ / وثُقوبُ جِلْدي هِيَ أرشيفُ الذينَ ماتوا مَرَّتَيْنِ / وَخُبْزُ المجرَّاتِ يَكتشِفُ آبارَ النِّفْطِ في الْهَيَاكِلِ العَظْمِيَّةِ /
     في تِلْكَ الْحَنْجَرَةِ النُّحَاسِيَّةِ / امْرَأةٌ يَتَنَاوَبُ الأغرابُ عَلى اغتصابِها / فيا صَديقةَ أشلائي /    يا عَشيقةَ أنقاضي / مَا الذي يُعْجِبُكِ في رَجُلٍ يَحْمِلُ جَائِزَةَ نُوبِلَ في الفَشَلِ العَاطِفِيِّ ؟! / العَوانِسُ في عَرْضِ الأزياءِ / وخَشَبَةُ المسْرَحِ هِيَ تَابوتُ الرِّياحِ / ذِكرياتي الاستثناءُ لا القاعدةُ / والحواجِزُ الأمْنِيَّةُ تَنتشِرُ بَيْنَ الرِّئَتَيْنِ / والكِلابُ البُولِيسِيَّةُ تَمْنَعُني مِنَ الدُّخولِ إلى قَلْبي / مَمنوعٌ أنا مِن دُخولِ قلبي/ فلا تَقْتُلي الذاكرةَ المقتولةَ / وَكُوني ضَحِيَّةً تَتَغَزَّلُ بالضَّحايا / أنا الضَّحِيَّةُ التي تَتَغَزَّلُ بِقَاتِلِهَا /
     أنشُرُ ذِكْرَيَاتِ طُيورِ البَحْرِ عَلى حَبْلِ الغسيلِ/ وَزَوْجَةُ المطَرِ مَاتَتْ في أحضانِ الإعصارِ /     لا يَقْدِرُ الموْجُ أن يَكونَ زِيرَ نِسَاءٍ / والضَّحايا يَتَسَاقَطُونَ حَوْلي كَمَلاقِطِ الغسيلِ أوْ مَلاقِطِ الحواجِبِ /   
     أنا مَملكةُ الجِيَفِ / فلا تَرْحَمِيني أيَّتُها النُّسورُ / اكْسِري ذِكْرياتي كالمزهرِيَّاتِ في آخِرِ الصَّيْفِ/ نُفَصِّلُ دُستورَ الدَّولةِ البُوليسِيَّةِ مِثْلَ التَّنورةِ فَوْقَ الرُّكبةِ / دَمُ الحيْضِ على فُرشاةِ أسنانِكِ أيَّتُها اللبُؤةُ / ودَمُ الضَّحِيَّةِ عَلى فُرشاةِ أسنانِ القاتلِ / أقضي شَهْرَ العَسَلِ في ثَلاجةِ الموتى / وأقضي لَيْلَةَ الدُّخلةِ في الزِّنزانةِ الانفرادِيَّةِ / أنا والشَّاطِئُ صَدِيقان / لأنَّنا في الْحُبِّ فَاشِلان / دَخَلْتُ في أبجدِيَّةِ الْحُزْنِ / لأنِّي جَرَحْتُ مَشَاعِرَ الرَّمْلِ / أنا البَدَوِيُّ الرَّاحِلُ عِندَ الفَجْرِ / العِشْقُ هَوْدَجُ الإِمَاءِ / ونَحْنُ في العِشْقِ بَدْوٌ رُحَّلٌ/ تَابُوتي بَيْتُ الشَّعْرِ/ كُرَيَاتُ دَمي مَاعِزٌ يَحْمِلُ عَلى ظَهْرِهِ نَعْشَ الحضارةِ وجُثمانَ الدَّولةِ / ولا دَوْلَةٌ إلا الصَّدى / ولا رَايةٌ إلا الذِّكريات /
     أُفَتِّشُ عَن الدَّمارِ الذي يَلِدُني / أَغْرِسُ في جَسَدِ البَحْرِ خَنْجري الْمَسْمُومَ / وأنتظِرُ قُدومَ الرِّيحِ لِنَبْكِيَ عَلى مَوْتِ الشَّفَقِ / وَكَانَ الزَّبَدُ يَضَعُ رِجْلاً عَلى رِجْلٍ / وحِذَاءُ البُحَيرةِ عَلى رَقَبَةِ البَحْرِ / قَتَلْتُ آبائي القَرَاصِنَةَ / خَلَعْتُ صَدَاقَةَ النَّخَّاسِين / أنا انقلابُ البُوظةِ عَلى الفانيلا / والسَّبايا شُوكولاتةُ الدِّماءِ / أنا انقلابُ ضَوْءِ الزَّنازينِ عَلى أجسادِ السُّجناءِ / وأشِعَّةُ القَمَرِ هِيَ خَيْمَةُ اللاجئين / أنتَ وَحْدَكَ يَا صَدِيقَ الْجُثَثِ / مَن سَتَمْشي في دَرْبِ الفَرَاشَاتِ العَمياءِ / وَالرِّيحُ تَلِدُني كُلما تَآمَرَتْ كُرَيَاتُ دَمي البَيْضاءُ عَلى الحمراءِ / تَزدادُ غُربتي كُلما نَظرتُ إلى المِرْآةِ / والرَّاياتُ حَوْلي مُنَكَّسَةٌ /
     مُتَأثِّراً بِجِرَاحِهِ مَاتُ المطَرُ في أحضاني / هَذا الشَّعْبُ فِئرانُ تَجارُب / ضَاعَت المِصْيَدةُ / ضاعَ العَرْشُ / هذا الوَطَنُ المقتولُ يَقْتُلُنا / وَلَوْنُ قَميصي يُناسِبُ لَوْنَ مِشْنقتي / أمْلأُ فَراغي العاطفيَّ بالْجُثَثِ المجهولةِ الْهُوِيَّةِ / وأعيشُ مُرَاهَقَتي الْمُتَأخِّرَةَ بَيْنَ أكفانِ النَّوارِسِ / وَحَبْلُ الغسيلِ الذي تَنْشُرُ عَلَيْهِ أُمِّي ذِكْرَيَاتِ النُّسورِ / لَهُ طَعْمُ حَبْلِ مِشْنقتي /
     أَحْبِسُكِ في انطفاءِ حِيطانِ السُّجونِ لأبْكِيَ عَلَيْكِ / وتَحْبِسِيني في حَنَاجِرِ المطَرِ لِتَضْحَكِي عَلَيَّ/ أنقِذْني يَا صَوْتَ الرَّعْدِ مِن خُشونةِ جِلْدي لأتحرَّرَ مِن ذِكرياتي / كَم أنا حَزينٌ يَا شُطآنَ الإِبادةِ / النَّهْرُ زَوْجُ أُمِّي / وَالرِّمالُ خَالَتي الْمُطَلَّقَةُ / أُوصِي الموتى ألا يَمُوتوا عِندَ مَوْتي / فيا عَشيقةَ حُطامي/ أرْشِدي بَناتِ آوَى إلى مَوْقِعِ نَعْشي عَلى الإنترنت / إنَّ الزَّبَدَ يَقرأُ هَذَيَاني في عُنفواني /
     أيُّها النَّسْرُ المصْلُوبُ عَلى رِئتي / ادْفِن الذُّبابَ الملَكِيَّ المنثورَ عَلى لُحُومِ الصَّبايا الجريحاتِ / قَبَّلْتُ يَدَ الرِّياحِ / كَي تَرْحَمَ اليَمَامَ الكريستالِيَّ في قَفَصي الصَّدْرِيِّ / وَضَعْتُ استقالتي مِن مِهْنَةِ العِشْقِ عَلى مَكْتَبِ الشَّفَقِ/ وكانَ الْحُزْنُ يَطْبُخُ أجنحةَ النُّسورِ في الْمُلُوخِيَّةِ / يَفْرُشُ المساءُ الكاسِرُ السَّجَّادَ الأحمرَ عَلى جَمَاجِمِنا لاستقبالِ نُعُوشِنا / وَلَم تَجِئ الملِكَاتُ السَّبايا /
     هَيْكَلي العَظْمِيُّ مِنَ الأسْمَنْتِ الْمُسَلَّحِ / لَكِنِّي قُتِلْتُ وأنا أعْزَلُ / النَّشيدُ الوَطَنِيُّ مَشْلُولٌ / وبِلادي تَمُوتُ في أحضاني / والنَّهْرُ جَالِسٌ عَلى كُرْسِيٍّ مُتَحَرِّكٍ / والرِّمالُ المتحرِّكةُ عَلى الكُرْسِيِّ المتحرِّكِ / رَمَيْتُ مَعِدَتي عَلى حَبْلِ الغسيلِ / وَكَانَ حُلْمُ الأمطارِ يَموتُ بَيْنَ الحبْلِ الشَّوْكِيِّ وحَبْلِ الغسيلِ / الْحُزْنُ طَعَامي / والاكتئابُ شَرابي / لَيْسَ لِي زَوْجَةٌ أبْكِي عَلى صَدْرِها / فَبَكَيْتُ عَلى صَدْرِ ضَابِطِ الْمُخَابَرَاتِ / خَسِرْتُ كُلَّ حُروبي / لَكِنِّي أشعرُ بالنَّصْرِ / وأشتري الأوسمةَ العَسكرِيَّةَ مِنَ البَاعةِ الْمُتَجَوِّلِينَ / أنا فَأْرُ التَّجَارُبِ / ولَم تَقْدِر امرأةٌ عَلى إيقاعي في مِصْيَدةِ الزَّواجِ /
     بَعْدَ ضَياعِ الوَطَنِ والمنفَى مَعَاً / صَارَت القصيدةُ وَطني ومَنْفَايَ / أعيشُ فِيها وأموتُ فِيها /  أنا البائعُ الْمُتَجَوِّلُ في سُوقِ النِّخاسةِ/ سَائِحٌ في بِلادي / وَحْدَهُم الْمُخْبِرُونَ يَتَذَكَّرُونَ عِيدَ مِيلادي/ وَلا أحَدَ يَسْألُ عَنِّي سِوَى البُوليسِ السِّياسِيِّ / أنا صَاحِبُ الرَّقْمِ القِيَاسِيِّ في الصَّدَمَاتِ العاطفِيَّةِ / أغارُ عَلى المرأةِ مِن زَوْجِها/ أنا الفَأْرُ العائشُ تَحْتَ الأرضِ/ لَم أعُدْ أتخيَّلُ حَياتي بِلا اكتئابٍ /
     أنا مَريضٌ نَفْسِيٌّ / وَضَعْتُ قَدَمِي عَلى طَريقِ الجنونِ / وأنا في سِبَاقٍ مَعَ الزَّمَنِ / فاذْكُرُوني دَائماً يا إِخْوتي الذينَ سَلَّمُوني للسَّيَّافِ / اذْكُرُوني يا أصدقائي الذينَ خَانوا وَجْهي / وعَلَّقُوني عَلى الصَّليبِ / صِرْتُ أستمتعُ بِالْحُزْنِ الصَّاعِقِ / وَكُرَيَاتُ دَمي أحجارُ شِطْرَنجَ لِبَناتِ آوَى /
     أيُّها الوَطَنُ التَّائِهُ بَيْنَ شُيوخِ العَشائرِ وَرَاياتِ القَبائلِ / أيْنَ ذِكرياتُ النِّساءِ المسْحُوقاتِ في هَوَادِجِ الرَّحيلِ ؟ / أيْنَ ضَحِكَاتُ الفُقَراءِ بَيْنَ صَفَّاراتِ الإِنذارِ وَصَفيرِ القِطَاراتِ ؟ / يَنامُ الأيتامُ عَلى سُطوحِ القِطَاراتِ / فيا أيُّها الأغرابُ الذينَ يَبِيعُونَ حَليبَ زَوْجَاتِهِم لِعُمَّالِ المناجِمِ / الْمُحَاصَرِينَ تَحْتَ الأرضِ / هَذا قِطارُ الاحتضارِ فَارْكَبُوا / دَافِعُوا عَن شَرَفِ الوَحْلِ / وَلا تَلْعَبُوا بِمَشَاعِرِ الزَّبَدِ / الذِّكرياتُ مُعَدَّلَةٌ وِرَاثِيَّاً / فاقْرَأْ وَصِيَّةَ الزِّلزالِ أمامَ بُكاءِ البَراكين / ولا تَتَذَكَّرْ وُجوهَ القَتلَى أثناءَ صُعُودِهِم إلى دُموعِ الصَّقيعِ وصَحراءِ الجليدِ /
     حَاوِلِي إِغْرَائي أيَّتُها العَانِسُ / لا تَفْقِدي الأمَلَ / أنتِ أجْمَلُ جَارِيَةٍ في سُوقِ النِّخاسةِ / سَأدفعُ ثَمَنَكِ عَاجِلاً أو آجِلاً / وَقَد أُقَرِّرُ الزَّواجَ في سَاعَةِ نَحْسٍ / لا تَقْلَقْ عَلى زَوْجَتِكَ أيُّها القُرصانُ / سَيُجَامِعُها البَحَّارَةُ ثُمَّ يُعيدُونَها إِلَيْكَ / مَهْمَا سَافَرَتْ في أحزانِ البَحْرِ / سَتَعُودُ إِلَيْكَ في نِهايةِ الْمَطَافِ/ كُنَّا سَنَنْتَصِرُ عَلى أثاثِ المنافي الْمُسْتَعْمَلِ/ لَوْ كَانت أسعارُ النِّساءِ أعْلَى قَليلاً / مِن أسعارِ البَطاطا الْمَقْلِيَّةِ في مَطَاعِمِ الوَجَبَاتِ السَّريعةِ /
     أيَّتُها البُحَيرةُ البَدَوِيَّةُ / أنا رَاعي الغَنَمِ المقتولُ في أمعاءِ المجرَّاتِ / تَكتبُ الرِّيحُ وَصِيَّتي عَلى النَّيازكِ / وأكتبُ دِماءَ الرِّيحِ بِدَمٍ بَاردٍ / أكتبُ أبجدِيَّةَ أمعاءِ الشَّفَقِ عَلى دَمْعي حَجَرَاً حَجَرَاً / لأكْسِرَ رُوتينَ المشانِقِ في جَوَارِبِ البُحَيرةِ / وَهَذِهِ الأنهارُ أنْهَت الخِدْمَةَ العَسكرِيَّةَ في سُعالي / أُقاتِلُ النَّوْمَ كَي أَنامَ / وأنا مُنذُ طُوفانِ نُوحٍ لَم أنَمْ / أنا حَامِلُ لِوَاءِ الرُّومانسِيَّةِ في الْمَحَافِلِ الدَّوْلِيَّةِ / رَايتي مُنَكَّسَةٌ / وَثِيَابي تَقَاسَمَهَا الغُرباءُ / وَلَم أسْتَوْرِدْ حِبْرَ دُموعي مِنَ القَرَاصِنَةِ وَرَاءَ أشلاءِ البِحَارِ/
     يَا حَامِلِينَ الرَّقْمَ القِياسِيَّ في الاحتضاراتِ/ أيُّها الحاصِلُونَ عَلى أوسمةِ الثلجِ في انتحاراتِ النَّهْرِ/ أيَّتُها المرأةُ التي تَحْمِلُ جَائزةَ نُوبِلَ في الخِيانةِ الزَّوْجِيَّةِ / يُطْفِئُ القَوَّادُونَ سَجَائِرَهُم في نُهودِ الإِمَاءِ / فلا تَخُونوني مَرَّتَيْنِ / الْحُزْنُ تِمثالٌ في حَضارةِ الشَّوَاذِّ جِنسِيَّاً /
     هَؤلاءِ الأمواتُ سَائِرُونَ في طُرُقَاتِ الزَّبَدِ أقنعةً للوَهْمِ الْمُعَلَّبِ / تَزدادُ أرصِدةُ الكِلابِ البُوليسِيَّةِ في بَنْكِ التَّوابيتِ / وأجنحةُ الجرادِ تَتَسَاقَطُ في أدغالِ الشَّمْعِ / يَذهبُ الرِّجالُ إلى لَيْلةِ الدُّخلةِ / وأذهبُ إلى الزِّنزانةِ الانفرادِيَّةِ / إنَّ لَيْلَةَ الدُّخلةِ هِيَ الزِّنزانةُ الانفرادِيَّةُ / والزَّوبعةُ الفِضِّيةُ بَصَقَتْ أسنانَها في عُرُوقي / فَلا تَسْتَثْمِرْ دُموعَ النِّساءِ الْمُغْتَصَبَاتِ في بُورصةِ الأنهارِ القُرْمُزِيَّةِ / حِيطانُ الزِّنزانةِ حُبْلَى بالفَرَاشَاتِ الْمَشْلُولَةِ / وبُكائي الْمَعْدَنِيُّ يُلَمِّعُ بَوَّابَةَ المقبرةِ الصَّدِئَةَ /  
     أوْرِدتي صَحراءُ الفِضِّةِ / وَعِظَامُ الضَّحايا تَحْتَ رِمَالِ الصَّقيعِ / فَكُن نشيدَ السَّرابِ في مَملكةِ النَّزيفِ / أكَلَت الفِئرانُ مِكياجَ البَدَوِيَّاتِ / وَذِكرياتُ القَوَّادِينَ في العِيدِ الوَطَنِيِّ للوَحْلِ / وَالْجُثَثُ الْمَجْهُولةُ الْهُوِيَّة / ويَلعبُ خَفْرُ السَّوَاحِلِ كُرَةَ السَّلةِ مَعَ أسماكِ القِرْشِ / وفي أكواخِ الحِبْرِ امرأةٌ تَلْعَبُ الشِّطْرَنجَ مَعَ مُغْتَصِبِهَا /
     سَامِحُوني أيُّها القَياصرةُ/ أنتُم فُرسانُ الوَطَنِ/وَأنا عَامِلُ النَّظافةِ/سَامِحُوني يَا ضُبَّاطَ الْمُخَابَرَاتِ/ أنتُم الرِّجالُ الْمُخْلِصُون / وَأنا ذَاكرةُ الطابورِ الخامسِ بَعْدَ هَزيمةِ الطوابيرِ الأربعةِ / سَامِحُوني أيُّها الْمُقَامِرُونَ / أنتُم حُرَّاسُ الوَحْدَةِ الوَطَنِيَّةِ / وَأنا مُوَاطِنٌ غَيْرُ صَالِحٍ / سَامِحُوني أيُّها القَوَّادُون / أنتُم الْمُدَافِعُونَ عَن حُقوقِ المرأةِ / وأنا العُنْصُرُ الشَّاذُّ في المجتَمَعِ / سَامِحُوني أيُّها القَادَةُ العَسْكَرِيُّونَ / أنتُم أوسمةُ الشَّرَفِ / وأنا الخائِنُ المنبوذُ / سَامِحُوني أيُّها الخوَنةُ / أنتُم الْمُنْتَمُونَ للوَطَنِ / وأنا الْمُنْشَقُّ الطريدُ /
     أُقِيمُ مَملكتي عَلى بَقايا أشلائي / وَلَم يُفَرِّق النَّخَّاسُونَ بَيْنَ النِّساءِ والأبقارِ / لأنَّ أثداءَ النِّساءِ تُباعُ مَعَ أثداءِ الأبقارِ في سُوقِ النِّخاسةِ / فابْدَأْ مِن وِلادةِ القَصيدةِ في دَمْعِ النَّيازكِ / وَكُن مَوْتَ الأشجارِ في أوْرِدةِ الزَّوابعِ / كَي يَنتهيَ تاريخُ الرَّمْلِ في خُدودِ الشَّفقِ / اكتئابُ أشجاري كَفَتْرَةِ الحيْضِ للذبابةِ / والرَّسائلُ الغرامِيَّةُ خَاضعةٌ لِدُستورِ الدَّوْلةِ البُوليسِيَّةِ / وأمعاءُ اليَتامى تَنكسِرُ بَيْنَ قَوانينِ الطوارِئِ والأحكامِ العُرْفِيَّةِ /
     كُن وَاقِعِيَّاً كَزَوْجةِ حَفَّارِ القُبورِ / فَراشةٌ حُبْلَى بِدَيْناصُور / أرمي في عُلَبِ الكِبْريتِ حِبَالَ المشانقِ / أُولَدُ وأموتُ في عُلبةِ السَّرْدين / أُخَزِّنُ الرِّمالَ الْمُتَحَرِّكَةَ في وِسادتي / كَمَا يُخَزِّنُ الموْجُ القَاتَ في أرصفةِ المِيناءِ/ أحزاني هِيَ غُرفةُ نَوْمي/ لكنَّ الأرَقَ هُوَ نشيدي الوَطَنِيُّ بَعْدَ ضَياعِ الوَطَنِ/
     الاختناقُ ضَوْءُ شَراييني / والنَّدى يَنهمِرُ عَلى مَساميرِ نَعْشي / يَحترِقُ المطَرُ بأعشابِ المدافِنِ / وهَذِهِ أسناني خَارطةٌ للعُصفورِ المشنوقِ / يَتَحَوَّلُ الرِّجالُ إلى ذُبابٍ يَختبِئُ بَيْنَ نُهودِ النِّساءِ العَقيماتِ / تَتَحَوَّلُ النِّساءُ إلى حَشَرَاتٍ تَحْتَ خَوَاتِمِ النَّخَّاسين / أرْمِي مَعِدَتي في الشَّفقِ الحزينِ / وأتزوَّجُ أحزانَ رِمَالِ البَحْرِ / أنا تَافِهٌ أيَّتُها الرِّمالُ التَّافهةُ / أشتري أعضاءَ النِّساءِ كَقِطَعِ السَّياراتِ الْمُسْتَعْمَلَةِ / أجْمَعُ جَماجِمَ الملوكِ كالعُملاتِ النَّادرةِ / فَلا تَرْكُضْ وَرائي أيُّها الشَّاطِئُ الوَحيدُ / ولا تَلْهَثْ وَراءَ خُطُوَاتِ إعدامي / يا نَهْراً يَنْبُعُ مِن حَبْلِ مِشْنقتي / وَيَصُبُّ في الرَّصيدِ البَنْكِيِّ لِحَفَّارِ القُبورِ /
     أيُّها الشَّاطِئُ المصلوبُ عَلى تَوابيتِ البَحَّارةِ / هَل تَعْرِفُ ذِكرياتِ الأراملِ في ليالي الشِّتاءِ ؟ / عَلِّمْني كَيْفَ أُفَرِّقُ بَيْنَ الملوكِ والضَّفادعِ / أُحِبُّكِ يَا بَدَوِيَّةً تَحْمِلُ الدُّكتوراةَ مِن هَارفَارد / وَتَرْعَى الغَنَمَ في جُثماني الْمُلْقَى لِطُيورِ البَحْرِ / أحْزَاني مَهْدُورةُ الدَّمِ / وَالقَبيلةُ بَصَقَتْ في وَجْهِ النَّهْرِ / ودِماءُ البَجَعِ تَفَرَّقَتْ بَيْنَ القَبائلِ /
     كَالعَانِسِ التي تَعيشُ وَحيدةً في لَيالي الشِّتاءِ / أعيشُ وَحيداً في لَيالي الانقلاباتِ العَسكرِيَّةِ / كُرَيَاتُ دَمي تَحْرُسُ الصَّدى بَعْدَ اغتيالِ الصَّوْتِ / وعَمُودي الفِقرِيُّ هُوَ الحارسُ الشَّخْصِيُّ للزَّبَدِ/ صِرْتُ أستمتِعُ بالاكتئابِ / أحْمِلُ جُثةَ الرِّيحِ عَلى ظَهْرِ فَرَسِي / وأرى دُموعَ القَمَرِ عَلى ثِيَابي / أشلاءُ المطرِ عَوانِسُ / وَالبَحْرُ مَهْرُ الموْتَى القَادِمِينَ مِنَ الرِّمالِ / خُذي أمعائي أيَّتُها الرِّياحُ بُوصَلَةً لأحزانِ النِّساءِ / خَلَعْتُ الرُّومانسِيَّةَ عِندَما قُتِلَ دُودي الفايد/ وَاعْتَنَقْتُ الكِفَاحَ الْمُسَلَّحَ في أسواقِ الرَّقيقِ الأبيضِ / أنا تاجرُ الأسلحةِ / لَكِنَّ الجيْشَ هَرَبَ مِنَ المعركةِ / أعيشُ مَعَ مُضَادَّاتِ الاكتئابِ وَخَفْرِ السَّوَاحِلِ / لكنَّ البَحْرَ ماتَ / أكتبُ مَأساةَ شَراييني كَمَلِكٍ / وَالملِكَاتُ خَادِمَاتٌ في مَطْبَخِ قَلْعتي /
     في مَمَالِكِ انتحارِ الضَّوْءِ / تُرْمَى أثداءُ النِّساءِ في حَاوِيةِ القُمامةِ/ أعْمِدَةُ الكَهْرَباءِ بَيْنَ أفخاذِ الملِكاتِ / والممالِكُ تنهارُ / والملوكُ يَتساقَطُونَ كالشَّايِ الأخضرِ في الدَّمِ الأخضرِ / حَصَلَت البَغايا عَلى جَوازاتِ السَّفَرِ الدُّبْلُوماسِيَّةِ / وأنا مَمنوعٌ مِنَ السَّفَرِ / يا وَطَني المقتولَ في عَصيرِ البُرتقالِ / الذي نَسِيَهُ العَاشِقَانِ عَلى طَاوِلَةِ المطْعَمِ / ومَشَيَا إلى حَافَّةِ الجبَلِ تَحْتَ أشِعَّةِ القَمَرِ /
     مَاذا تُرِيدينَ مِنِّي أيَّتُها العانِسُ ؟ / هَذا دَمي المنثورُ تَحْتَ أقدامِ الكِلابِ البُوليسِيَّةِ / وَمَرَاكِبُ الصَّيْدِ تَعُودُ في المساءِ فَارِغَةً / وَبُوصَلَةُ دَمْعي تَدُلُّ عَلى الفَرَاشاتِ المصْلُوبةِ عَلى أعمدةِ الكَهْرباءِ / والشَّاحناتُ تَنْقُلُ العَوَانِسَ إلى مُعَسْكَرَاتِ الاعتقالِ /
     تَحَرَّرْ أيُّها البَحْرُ مِن عِشْقِ البُحَيرةِ / لا أحَدَ يَمْلِكُ الحياةَ إلا الْمَلِك / ولا مَلِكَ إلا الْمَلِكُ / أموتُ في الغُربةِ مَنبوذاً / لا نِسْوَةٌ يَبكِينَ عَلَيَّ / ولا رِجَالٌ يَعْرِفُونَ رَقْمَ قَبْري في المقابرِ الجمَاعِيَّةِ / وَحْدَها الشُّطآنُ الْمُتَّشِحَةُ بالسَّوادِ / سَتَمشي في جِنازةِ البَجَعِ / أنشرُ الغسيلَ عَلى أعصابي / والمرأةُ الأنيقةُ تَتَزَيَّنُ لِحَفَّارِ قَبْرِها / يُنْجِبُ الغُبارُ ابْنَهُ الشَّرْعِيَّ مِنَ الأمواجِ / والنَّهْرُ قَد تَبَرَّعَ بأعضائِهِ للبُحَيرةِ/ التي تَبيعُ العِلْكةَ عَلى إشاراتِ الْمُرُورِ / أجْمَعُ الخِيَاناتِ الزَّوْجِيَّةَ كَطَوَابِعِ البَريدِ/ ونُطْلِقُ أسماءَ المشنُوقِينَ عَلى أعوادِ المشانِقِ / كما يُطْلِقُ ضَوْءُ القَمَرِ أسماءَ الموتى عَلى الشَّوارعِ الخلفِيَّةِ /
     رَمْلُ البَحْرِ مُخْلِصٌ للوَهْمِ / الذي يُولَدُ في دِمَائِنا / وَيَمُوتُ في حَنَاجِرِنا / لا أبناءَ لِي يَحْمِلُونَ حَبْلَ مِشْنقتي / وَيَرِثُونَ دُموعي/ وَيَرْثُونَ القَتلَى/ لَكِنَّ الزَّوابعَ سَتَرِثُ عُيوني/ عَادَ الجنودُ المهزُومُونَ إلى ضَرْبِ زَوْجَاتِهِم/ ولا وَقْتَ للرُّومانسِيَّةِ في دِمَاءِ الصَّنوبرِ / هَذِهِ أشلائي لَيْمُونةُ الكِفَاحِ الْمُسَلَّحِ في دَمْعِ البيانو / أَشُكُّ في نَسَبِ الرِّمالِ / لأنَّ البُحَيرةَ أجَّرَتْ رَحِمَهَا للشَّاطئِ /
     أحزاني هِيَ مَلِكَةُ الزَّبَدِ المخلوعةُ / وتُجَّارُ الآثارِ يُهَرِّبُونَ أشلاءَ الضَّحايا في حَقائبِ السَّفَرِ / تَرْمي الجواري قُلُوبَهُنَّ في رَصيدي البَنكيِّ / كَرِهْتُ نفْسي / واعْتَزَلْتُ سِيَاسَةَ الْحُبِّ الأوَّلِ / وصارَ الْحُبُّ هُوَ احتضاري الأوَّلَ / لَم يَتَعَلَّم الشَّاطِئُ السِّباحةَ في جُثمان البَحْرِ/ لأنَّ أسماكَ القِرْشِ تَنامُ في قَفَصِي الصَّدْرِيِّ/ وَمِن كَثْرَةِ الزَّوْجاتِ الخائناتِ اللواتي يَلْهَثْنَ وَرائي / صِرْتُ أَشُكُّ في أُمِّي/ فَكَيْفَ أثِقُ بالغريباتِ السَّائراتِ في جِنازةِ المطرِ ؟ /
     أحزاني مَلِكَةٌ تَجْلِسُ عَلى عَرْشِ السَّرابِ / والدُّودُ يَأكلُ العُروشَ والنُّعوشَ والجيوشَ / أيَّتها الملِكةُ المتروكةُ للسَّبْيِ / هَرَبَ عُشَّاقُكِ مِنَ المعركةِ وتَرَكُوكِ وَحيدةً / لأنَّكِ عَجُوزٌ سَقَطَ مِكْيَاجُكِ في أنابيبِ الصَّرْفِ الصِّحِّيِّ / وَسَقَطَ الإِغْرَاءُ في نِهاياتِ بُرتقالِ الخريفِ/ النُّعُوشُ تَطْفُو عَلى مِيَاهِ المجاري / وحُزْنُ المساءِ يَصطادُ عُيونَ الجِرْذان /
     في جُثمانِ نَهْرِ الحطَبِ / أُمَّهَاتٌ يُرَبِّينَ بَنَاتِهِنَّ عَلى الخِيَانةِ الزَّوْجِيَّةِ / فلا تَخُنْ ضَوْءَ جِنازتي /  يَا فَأْسَ حَفَّارِ قَبْري / هَذِهِ الرِّياحُ تَتَّكِئُ عَلى عُكَّازةِ الصَّحراءِ / وَفي ذِكرى زَواجِ المقاصِلِ مِن نَهْرِ الدِّماءِ / أُعْلِنُ طَلاقَ التِّلالِ مِن ضَوْءِ القَمَرِ / وأُعْلِنُ طَلاقَ البُحَيرةِ مِن زَوْجِها الحطَبِ .