سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] الإنسان والعلاقات الاجتماعية [14] بحوث في الفكر الإسلامي [15] التناقض في التوراة والإنجيل [16] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [17] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [18] عقائد العرب في الجاهلية[19]فلسفة المعلقات العشر[20] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [21] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [22] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [23]مشكلات الحضارة الأمريكية [24]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[25] سيناميس (الساكنة في عيوني)[26] خواطر في زمن السراب [27] أشباح الميناء المهجور (رواية)[28]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

31‏/08‏/2019

تأويل الفعل الاجتماعي لغويًّا وزمنيًّا

تأويل الفعل الاجتماعي لغويًّا وزمنيًّا

للمفكر/ إبراهيم أبو عواد

صحيفة المثقف ، سيدني ، أستراليا ، 31/8/2019

.............

     إن اللغة مجتمع قائم بذاته ، ومنظومة فكرية قادرة على المُوازنة بين التصريح والتلميح ، والمُواءمة بين الإشارة والرمز، وتوليد الأفكار الغامضة ، وصناعة المشاعر العميقة . وهذه التراكيب مُجتمعة تَدفع باتجاه إعادة تعريف الفِعل الاجتماعية في ضوء اللغة باعتبارها قُوَّةً اجتماعية ، وركيزة نفسية ، لأن الفِعل الاجتماعي هو ابن اللغة الشرعي ، الذي يَرِثُ أدواتها الرمزية والواقعية . والإشكاليةُ المركزية في حياة الأفراد والجماعات ، تكمن في تفسير الفِعل الاجتماعي كأداء ميكانيكي ، مُجرَّد مِن رمزيته السِّرية وخَلفيته الغامضة . وهذا وهم قاتل ، نتج عن فكرة ساذجة مُفادها أن الإنسان مُجرَّد كائن يأكل ويشرب ويتكاثر ويموت . وهذه السطحية في التفكير أدَّت إلى سُوء تأويل الفِعل الاجتماعي. مِمَّا انعكسَ سلبًا على حركة الأفكار والمشاعر في أحلامِ الفرد، وآمالِ الجماعة ، وطموحاتِ المجتمع . وللخروج من هذا المأزق الصادم ، ينبغي إحداث ثورة في فهم طبيعة الأفكار الغامضة التي تسيطر على الفرد ، وتدفعه إلى اتخاذ قرارات مُعيَّنة دُون غيرها . والفردُ لا يتحرَّك بحثًا عن الطعام والشراب فقط . إن هناك منظومة رمزية شديدة التعقيد تتكرَّس كمنهج إنساني حياتي ، وتتحكَّم بأفعال الفرد وعواطفه وقراراته . وهذه المنظومة مُتشابكة مع أحلام الطفولة ، ومُتماهية مع تحديات الواقع المُعاش ، ومترابطة مع الخوف من المستقبل .

2

     هناك خلط بين النَّواة الاجتماعية البدائية الأوَّلِيَّة ، والفكرِ المُتخلِّف الساذج . وسبب الخلط هو اعتقاد الكثيرين أن البدائية والتخلف وجهان لعُملة واحدة . وهذا الرؤية المُضلِّلة قائمة على اعتبار الزمن هو الحاكم المُسيطر على الأفكار والمشاعر والبُنى الاجتماعية . وفي واقع الأمر ، إن علاقة الزمن محصورة في المجالات المادية التقنية فقط. فعلى سبيل المثال، كان الإنسانُ قديمًا يَستخدم الحمارَ كوسيلة نقل، أمَّا الآن فيستخدم السيارةَ. إن السيارة وسيلة نقل مُتقدِّمة مُقارنةً مع الحمار،ولكن هذا لا يستلزم أن يكون راكب السيارة أكثر تقدُّمًا ورُقِيًّا من راكب الحمار. وهذا المَثَل الذي يبدو بسيطًا ، يُشير بوضوح إلى أن حركة الزمن تؤثِّر في الأدوات والتقنيات والتكنولوجيا ، ولكنها لا تؤثِّر في تكوين الإنسان الروحي والفكري، لأن تكوين الإنسان قائم على الخبرات المُتراكمة الناتجة عن البيئة والمجتمع وأفكار الآخرين وسلوكياتهم . ومفهومُ الأوَّلِيَّة مُرتبط بالعفوية وبداية التكوين ، والتأسيس لنقطة الانطلاق نحو المستقبل، أمَّا مفهوم التخلُّف فمرتبط بالانتكاسة والانهيار والرجوع إلى الوراء . ولا يمكن تكوين حضارة إلا بوجود نواة بدائية ، تكون بمثابة الجنين الذي يسعى إلى اكتشاف الحياة . ولا يمكن تكون مدنية إلا بوجود نُقطة أولية تكون بمثابة الركيزة التي يتم الوقوف عليها من أجل الانطلاق إلى الأمام .

3

     الزمنُ المُجرَّد المحصور في الحركة الميكانيكية لعقارب الساعة ، ليس له أيَّة أهمية ، ولا يَعني شيئًا . وأهميةُ الزمن تنبع من الإنجازات البشرية في تاريخ الحضارة . وهذا يعني أن الزمن تابع لمركزية الإنسان في الوجود ، وإسهاماته في إعمار الأرض معنويًّا وماديًّا . كما أن العِلْم المُجرَّد المحصور في الكتب ، ليس له أيَّة أهمية ، ولا فائدة مِنه . وإنما العِبرة كامنة في العمل بالعِلْم النافع ، وتطبيقه على أرض الواقع لتغييره إلى الأفضل. وإذا أردنا إنشاءَ حراك اجتماعي إيجابي وفعَّال في المجتمع ، فلا بُد من توظيف الزمن لخدمة العِلْم ، وتوظيف العِلْم لتحسين الواقع . وضمن هذه المنظومة ، يُصبح للزمن ماهية اعتبارية ، ويُصبح للعِلْم وظيفة اجتماعية ، فتتحوَّل القواعدُ الاجتماعية الجامدة إلى تيار حيوي وحركة تصحيح ، وتعود الأشياءُ التي ماتت في الإنسان إلى الحياة ، ويعود الإنسانُ إلى اكتشاف شخصيته ومعنى وجوده .

القتال حتى يوم القيامة / قصيدة

القتال حتى يوم القيامة / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...........

     جُمْجُمَةُ النَّهْرِ جَالِسَةٌ عَلَى عَقَارِبِ السَّاعَةِ/ وَظِلالُ الْعَنْكَبُوتِ تَقْضِمُ خَوَاتِمَ الْقَمَرِ/ تَقَيَّأَ الْعُشْبُ ذَهَبَاً أَرْصُفُ بِهِ طَرِيقَ الرِّعْشَةِ / وَفِضَّةً أُخَزِّنُهَا فِي خُبْزِ الْمَطَرِ / إِنَّ نِسْبَةَ الْكُوكَايِينِ فِي دَمِ سُورِ الْمَقْبَرَةِ عَالِيَةٌ / كَأَحْزَانِ قَوَارِبِ الصَّيْدِ الْفَارِغَةِ /
     مُلُوكُ الْوَحْلِ أَشْبَاحٌ / وَمَلِكَاتُ انقِطَاعِ الْحَيْضِ سَبَايَا / يَا مَنْ تَبْنِي أَكْوَاخَ الْبَطِّ فِي شَمَالِ الاكْتِئَابِ/ وَتَنْتَظِرُ امْرَأَةً تَقْتُلُكَ فِي مَحَطَّةِ الْقِطَارَاتِ الْفَارِغَةِ / كَأَنِّي أُرَبِّي النُّمُورَ تَحْتَ أَظَافِرِي/ وَخَلْفَ قُضْبَانِ الرِّيحِ أَسْوَأُ نَوْبَاتِ جُنُونِ حَارِسِ الْكَاتِدْرَائِيَّةِ / وَدُودَةُ الْقَزِّ تَدَّخِرُ الاكْتِئَابَ فِي جَوْرَبِي / صَلَّيْتُ بِالأَشْجَارِ إِمَامَاً / وَأَلْغَيْتُ الرِّمالَ مِن خَرِيطَةِ الْقُلُوبِ/ قِطَّتِي هَرَبَتْ مِنْ أَضْوَاءِ السَّيَّارَاتِ / وَتَشَرَّدَتْ فِي أَدْغَالِ عُرُوقِي/ بَعَثْتُ قَلْبي لِلرِّيَاحِ فِي طَرْدٍ بَرِيدِيٍّ / لَيْتَ دَمْعِي اخْتِصَارُ اسْمِكِ / أَيَّتُهَا الْمَنْفِيَّةُ دَاخِلَ شَراييني الضَّيِّقَةِ / سَيْفُ النَّبِيِّ / وَخُيُولُ الْمَلائِكَةِ / وَأَقْوَاسُ النَّصْرِ / وَمَسَاجِدُ الأَنْدَلُسِ الَّتِي حَوَّلَهَا الْغُزَاةُ إِلَى كَنَائِسَ سَنُحَرِّرُهَا / ونَغْسِلُها بِمَاءِ الوَرْدِ /
     لا أُذُنِي رِعْشَةُ الْعَرُوسِ الَّتِي بَاعَهَا أَهْلُهَا / وَلا جِلْدِي سَجَّادٌ لأَمِيرَاتِ أُورُوبَّا / النَّارُ مَاءُ الرَّجْفَةِ / ازْرَعْنِي فِي الصَّلِيلِ لأَكْسِرَ انْكِسَارِي / خَطِيبَتِي الرِّيَاحُ / وَصَلِيلُ أَحْزَانِي تُوتٌ بَرِّيٌّ / فَلْتَقْطِفْنِي الرُّعُودُ / أَنَا حَمَامَةٌ فِي الشَّفَقِ الْمُحَاصَرِ / لَكِنَّ الصَّهِيلَ يَصْطَادُنِي رِمَاحَاً / وَبَغَايَا شِيكَاغُو يُشَجِّعْنَ الْجُنُودَ الْقَتْلَى فِي فِيتنام/ وَيَنْشُرْنَ نَبِيذَ الدِّيمقرَاطِيَّةِ فِي دِمَاءِ الأُسْطُورَةِ / سَيُرَفْرِفُ عَلَمُ أمريكا بَيْنَ حِذَائِي وَجَوْرَبِي /
     فِي غُرْفَةِ التَّحْقِيقِ مِرْوَحَةٌ حَجَرِيَّةٌ / مِنْ مُخَلَّفَاتِ الدَّيْنَاصُورِ الرُّومَانسِيِّ / صَلاةُ الْعِيدِ فِي زِنْزَانَتِي / خُذُوا رَقْمَهَا مِنْ طُفُولَةِ النَّهْرِ / انْتَظَرْتُ قُرُونَاً / لَكِنَّ أَحَدَاً لَمْ يَزُرْنِي / لا أَطْفَالَ لِي يَخْتَارُونَ مِقْصَلَةَ أَبِيهِم / وَأَخْتَارُ لَهُمْ مَلابِسَ الْعِيدِ / يَا أَيُّهَا النَّمِرُ الَّذِي يَرْضَعُ مِنْ شَمْسِ السِّجْنِ/ كَالشَّبَحِ الأَرْمَلِ/ هَارِبَاً مِنْ أَضْوَاءِ السَّيَّارَاتِ/ وَالْعَوَانِسُ عَلَى الشُّرُفَاتِ / يَنْتَظِرْنَ صَوْتَ الْقِطَارِ /
     يَا مَنْ تَحْمِلِينَ الدُّكْتُورَاةَ فِي الْهَنْدَسَةِ النَّوَوِيَّةِ/ وَتَذْهَبِينَ لِرَعْي الأغنامِ فِي أَنِينِي/ كُونِي قِنَاعَاً لِلْحَنِينِ / لأَرْسُمَ عَلَى نَعْشِي وَطَنَ الْبَجَعِ الْمَنْبُوذِ / مُحَاكَمَةُ الْهَدِيلِ / وَدُمُوعٌ يَتِيمَةٌ عَلَى الْوِسَادَةِ الْوَحِيدَةِ / مِثْلَمَا يَنْطَفِئُ لاعِبُ كُرَةِ الْقَدَمِ تَدْرِيجِيَّاً / لُصُوصُ الآثَارِ فِي نَشِيدِ الصَّدَى صَدَى / وَعُمَّالُ مَحَطَّةِ الْقِطَارَاتِ / يَنْزِفُونَ لَبَنَاً لِمَرَاعِي الطَّاعُونِ / وَحْدَهَا الْبُحَيْرَةُ مَنْ سَتَحْمِلُ اسْمِي / وَتَسِيرُ إِلَى أَعْشَابِ كَلامِ الزَّوْبَعَةِ / يَا كُوخِيَ الرَّاكِضَ فِي شَرَايِينِ الضَّوْءِ السَّحِيقِ / غَابَةٌ مِنَ الدِّمَاءِ الْفِضِّيةِ / وَالأَوْرِدَةِ الْمَقْطُوعَةِ عِنْدَ أَطْرَافِ الضَّبَابِ / وَحِصَانِي يُجَدِّفُ فِي أَمْوَاجِ الشَّفَقِ / سَمِعْتُ أَنِينَ الحقولِ / بَيْنَمَا كَانَ الْقَمْحُ يَحْصِدُنِي / يَا أَيُّهَا الْبُرْتُقَالُ الَّذِي يَكْتَشِفُ فِي مِنَصَّةِ إِعْدَامِي بِئْرَ نِفْطٍ / وَفِي حَبْلِ مِشْنَقَتِي حَقْلَ غَازٍ / وَفِي عَقْلِ ذُبَابَةٍ بَرَارِي السُّلِّ / خَزَّنْتُ فِي نُخَاعِ الْمَطَرِ صَحَارِي الْبَارُودِ / لأَنَّ دَمِي خَرِيطَةُ الرَّمْلِ الأَخْضَرِ / وَبُنْدُقِيَّتِي تُرَفْرِفُ فِي كَبِدِ الْحُوتِ قِطَارَاً سَرِيعَاً / أَشْجَارُ الْيُودِ / وَمَرَاعِي الْمُسْتَحِيلِ /
     أَمْشِي إِلَى ضَوْءِ الْمِشْنَقَةِ مَنْقُوعَاً فِي السِّيَانِيدِ / أَنا مَنْ أَذَّنَ لِصَلاةِ الْجُمُعَةِ فِي الْفَاتِيكَانِ / وَلَحْمِي مَسْجِدٌ لِلأَنْهَارِ تُصَلِّي فِيهِ / لَوْ كُنْتُ مَلِكَ الرُّفَاتِ / لَكَانَ الْحُزْنُ وَلِيَّ الْعَهْدِ / بَيْنَ فَرَاشَاتِي وَعَيْنَيْكِ تَبْنِي النَّيَازِكُ مَجْدِي / وأنا المجدُ الزَّائلُ /
     لِلْجَسَدِ الأَعْزَلِ فِضَّةُ الْمِلْحِ وَذَهَبُ الدُّمُوعِ / وَلِقَلْبِي السَّجِينِ عُبُورُ أَصْدِقَائِي الْقَتْلَى / إِلَى ضِفَّةِ الشَّفَقِ الشَّمْعِيَّةِ / فُرْشَاةُ أَسْنَانِي قِنَاعُ حَبْلِ مِشْنَقَتِي / وَزُجَاجَةُ عِطْرِي مِصْفَاةُ نِفْطٍ لِلسُّنونو / دَخَلَتْ شَرَايِينِي فِي عُزْلَةِ الرِّيحِ النِّهَائِيَّةِ / وَتَارِيخُ عُيُونِي أَعْوَادُ الْمَشَانِقِ / وَانْدِلاعُ السَّوْسَنِ الْجَبَلِيِّ / لا تَأْمُرْنِي يَا بَلاطَ السِّجْنِ أَنْ أُغَنِّيَ / هَلْ يَسْتَطِيعُ الْجَائِعُ أَنْ يُغَنِّيَ ؟ / هَلْ يَقْدِرُ الْمَشْنُوقُ أَنْ يَتَسَوَّقَ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ ؟ / كُنْ شَاشَةَ الْيُورَانيُومِ يَوْمَ يَذْهَبُ الْعُشَّاقُ إِلَى السِّينَمَا فِي قَاعِ البُحَيرةِ / قَاوِمْ يَا اسْمَ الْوُرُودِ الْمَائِيَّةِ / لا وَجْهُكَ مَرْقَصٌ لِلأَمِيرَاتِ / وَلا عَمُودُكَ الفِقرِيُّ مِصْعَدٌ فِي الْقَصْرِ الْجُمْهُورِيِّ / كَبِدِي مَخْزَنٌ لِلدِّينَامِيتِ لا الأَلْعَابِ النَّارِيَّةِ / فَلْيَأْتِ الْغُزَاةُ إِلَى عَتَمَةِ تَوَابِيتِهِم / فِي الْمَسَاءِ الْمُشْتَعِلِ /
     اترُكي مِنديلَ الوَداعِ على ألواحِ السَّفينةِ الغارقةِ / لم نَعْرِفْ الْحُبَّ إلا في الموتِ / ولم نَعْرِفْ حَرائقَ قُلوبِنا إلا في الغرَقِ / سَتَضربُ الصاعقةُ الشجرةَ اليَتيمةَ على قِمَّةِ الجبَلِ / سَنَحترقُ في ذِرْوةِ العِشْقِ / فيا مُسدَّسي / لا تملأْ الفراغَ العاطفِيَّ بِدَمْعِ الغروبِ / إِنَّ قُبورَنا هِيَ الفراغُ العاطفيُّ / 
ذاكرتي مَتحفُ القَتْلِ / والموتُ سَيُطَهِّرُها مِن صُوَرِ القَتَلَةِ والضَّحايا / ماتَ الْمُخَلِّصُ / ولم يَجِئ الخلاصُ / مِتْنا قَبْلَ أن نموتَ /
     لا تَبْحَثْ عنِّي أيها الغسقُ / أنا الجسَدُ والتجسيدُ / كلما جاءَ المساءُ توهَّجتْ صُوَرُ الأمواتِ على زُجاجِ نافذتي / كُلما جاءت الشمسُ رَأيتُ دِمائي على أوراقِ الخريفِ / كُلما جاءَ القمرُ رَأيتُ جُثماني في عَرَباتِ قَوْسِ قُزَحَ / أخافُ مِن الشمسِ / وأخافُ مِن القَمرِ .

30‏/08‏/2019

يوميات أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير / قصيدة

يوميات أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

............

     انْقَلَبُوا عَلَيَّ / لَكِنَّ أَصَابِعِي انْقِلابَاتٌ عَسْكَرِيَّةٌ / وَأَظَافِرِي نُسُورٌ / فَلْيَأْتِ الْمَوْتَى إِلَى رَأْسِي الْمَقْطُوعِ / لِيَحْتَرِقُوا بِالْحَيَاةِ / لَسْتُ أَنَا عِمَادَ الْفَايد / لِيَتَفَرَّقَ دَمِي بَيْنَ قَبَائِلِ الْفِرِنْجَةِ وَتُجَّارِ الأَسْلِحَةِ / الْمَوْتُ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ جِلْدِي / وَأَنَا بَعيدٌ عَن جِلْدِي / مَطَرٌ يَحْفِرُ أَشْكَالَ الْغِيَابِ / عَلَى ظُهُورِ الْكِلابِ الْبُولِيسِيَّةِ /
     أَسْيَادِي أَنبِيَاءَ اللهِ / مِتُّ بَعْدَكُمْ / أَسْيَادِي مَلائِكَةَ الرَّحْمَنِ مِتُّ قَبْلَكُمْ / غُرْبَةُ الدَّمِ فِي شَرَايِينِ النَّيَازِكِ / لَسْتُ أَنَا يُوسُفَ لِتَعْشَقَنِي امْرَأَةُ الْعَزِيزِ/ يَا أَيُّهَا الإِعْصَارُ الْخَارِجُ مِنْ سُطُورِ كُتُبِ الرِّيحِ / خُذْنِي إِعْصَارَاً لِيَتَذَكَّرَ الثُّوارُ وُجُوهَ نِسَائِهِمُ الْمُتَدَثِّرَاتِ بِالسُّيُوفِ / لا شَعْرِي بَرْقِيَّةُ وَلاءٍ لِلنَّارِ / وَلا دُرُوبِي شُعْلَةُ الزَّوْبَعَةِ الْمَعْدَنِيَّةِ / أَدْرَكْتُ اسْمِي صَارِخَاً فِي وَجْهِ الْمُذَنَّبَاتِ / فَارْتَدَيْتُ غَضَبَ الرِّمَالِ/ كُلُّ شِرْيَانٍ فِي شَفَتِي قُبْلَةٌ عَلَى خَدِّ الطُّوفَانِ / اخْلَعْ جِلْدَكَ بِرْمِيلَ بَارُودٍ / وَلْتَنَمْ خُدُودُكَ عَلَى سُطُوحِ الْقِطَارَاتِ/ انطَلِقْ أَيُّهَا اللهَبُ الْعَنِيفُ الْمُغَطَّى بِأَصَابِعِ الْمَطَرِ /
     طَائِفَاً حَوْلَ كَعْبَةِ اللهِ / وَكُلُّ أَجْزَاءِ الصَّهِيلِ تَطُوفُ حَوْلَ جُمْجُمَتِي / دَمْعُ الْبَارُودِ رِمَالٌ تَحْتَ إِبْطِ خَنْجَرِي / حَاصَرَتْنِي الصَّحَارِي / فَمَزَّقْتُ ظِلِّي نَشِيدَاً لِشِعَابِ مَكَّةَ / اشْرَبْني تَجِدْ صَلِيلَ الْكَوَاكِبِ يَنْهَمِرُ مِنْ جِلْدِي كَابْتِسَامَةِ الصَّاعِقَةِ/ مَا هُوَ اسْمُكِ الْغَامِضُ يَا نَارَ الْوَادِي ؟ / سَأَفُكُّ شِيفرَةَ غُمُوضِ الْخَنَاجِرِ / لأَتَّحِدَ بِحِجَارَةِ مَآذِنِ قُرْطُبَة / لَمْ أَرْمِ ذَاكِرَتِي فِي حَسَاءِ الأَظَافِرِ / لَسْتُ أَنَا عُثْمَانَ لِتُحِبَّنِي ابْنَةُ نَبِيٍّ/ وَلَمْ أُطْلِقْ عَصَافِيرِي فِي مَوْسِمِ هِجْرَةِ طَالِبَاتِ هَارفَارد / مِنَ الْمَارِيجوَانَا إِلَى الْكُوكَايين / إِنَّ إِبْهَامِي مُخْتَصَرُ عَبْقَرِيَّةِ الرِّيَاحِ / وَعُرُوقِي مُوجَزُ تَارِيخِ الْبَجَعِ / وَجْهِي يُقَاسُ بِالسُّيُوفِ الْبَرِّيةِ / وَوُجُوهُ الْفِرِنْجَةِ تُقَاسُ بِذِكْرَيَاتِ الْكَاثُولِيكِيَّاتِ الْمُغْتَصَبَاتِ فِي رَوَاندَا / نَقَاوَةُ عَرَقِ الْعَاصِفَةِ تَتَزَلَّجُ عَلَى رُمُوشِي/ جِئْتُ مِنْ أَشْجَارِ اسْمِ الصَّاعِقَةِ وَأَدْغَالِ النَّشِيدِ / لا أَبِي مِنْ فُقَهَاءِ الْحَيْضِ / وَلا أُمِّي دُمْيَةٌ فِي مَسْرَحٍ لِلْعَرَائِسِ / هِيَ الزِّنْزَانَةُ الانْفِرَادِيَّةُ مِشْطُ السَّحَابَةِ الْمُحَاصَرَةِ / شُكْرَاً لَكُمْ يَا إِخْوَتِي / لأَنَّكُمْ خُنْتُمْ وَجْهِي الَّذِي لا يَتَكَرَّرُ / مَسَامِيرُ غَامِضَةٌ لِصَلِيبٍ مَجْهُولٍ / يَصِيرُ اسْمَاً لِلشَّجَرِ / الدُّخَانُ الصَّافِي / وَالنَّمْلُ الأَحْمَرُ / وَالْفِطْرُ السَّامُّ/ بِطِّيخَةٌ تَرْكُضُ عَلَى سَطْحِ قِطَارٍ بُخَارِيٍّ / تَنْزِفُ فَخَّارَاً لِلْمَسَاءِ/ مَنْ سَيَسْرِقُ الشَّعْبَ بَعْدَ انْتِحَارِ الْحُكُومَةِ ؟ / عُشَّاقَ جُمْجُمَتِي/ عُودُوا إِلَى بُيُوتِكُمْ عَلَى أَجْنِحَةِ الفَيَضان / لا أَحْتَاجُ مِنْكُمْ صَلاةَ الجِنَازَةِ / يَا أَيَّتُهَا الأَنْهَارُ السَّمَاوِيَّةُ الطَّالِعَةُ فِي عِمَامَتِي/ عُودِي إِلَى صَلِيلِ عُيُونِي/ لا أَحْتَاجُ مِنْكِ صَلاةَ الجِنَازَةِ.

تلك الدمية في السوبر ماركت / قصيدة

تلك الدمية في السوبر ماركت / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...............

     أَنتِ احْتِضَارُ خَشَبِ الْحَانَاتِ / وَخُدُودُكِ قِنَاعٌ عُشْبِيٌّ لِرَاهِبَةٍ / تَشْتَهِي الرِّجَالَ وَتَخْجَلُ مِنَ الاعْتِرَافِ / زُجَاجَاتُ الْخَمْرِ فِي الْخِزَانَةِ الْبَعِيدَةِ / قُرْبَ قَمِيصِ النَّوْمِ الشَّفَّافِ / إِلَى دَرَجِ الْمَذْبَحِ تَرْكُضُ رُمُوشُكِ الْحَجَرِيَّةُ/ فَاكْسِرِي حُزْنَكِ الْمَصْلُوبَ عَلَى دِيدَانِ صَدْرِكِ الْمُلَوَّثِ بِالسِّيَانِيدِ / وَانْظُرِي إِلَى الْمِرْآةِ / لِتُشَاهِدِي أَرَامِلَ الضَّجَرِ التُّرَابِيِّ /
     جِرْذَانٌ مَشْلُولَةٌ تَدْخُلُ فِي أُذُنَيْكِ / وَتَقْضِمُ خَلايَا الذَّبْحَةِ الصَّدْرِيَّةِ / أَنتِ شَاهِدُ قَبْرٍ سَمِينٌ يَحْلِبُهُ الْغُبَارُ السَّكْرَانُ / ابْتَعِدِي عَنِّي لأَنِّي ذَاهِبٌ لِمُلاقَاةِ مَلَكِ الْمَوْتِ / هَكَذَا يَقِيسُ الْغُرَابُ الدُّبْلُومَاسِيُّ مَنْسُوبَ النِّفْطِ فِي قَلْبِكِ الصَّحْرَاوِيِّ / كَأَنَّ عُشْبَةَ الْخِيَانَةِ رَائِحَةُ جَوَارِبِ الْكَهْرَبَاءِ فِي مَنَامِ السَّوْسَنِ / فِي كُتُبِ الْبَارُودِ مَلِكٌ مُهَرِّجٌ / يَقُومُ مُدِيرُ أَعْمَالِهِ بِإِبْعَادِ الصَّحَفِيِّين /
     يَا مَنْ تَمْلِكِينَ تَنَانِيرَ قَصِيرَةً وَكِلابَ حِرَاسَةٍ/ أَكْثَرَ مِنْ عَمَلِيَّاتِ التَّجْمِيلِ لِعَشِيقَةِ الْخَلِيفَةِ / لَسْتِ الْمَطَرَ الشَّفَقَ اللوْزَ / لَكِنَّ عَارِضَاتِ الأَزْيَاءِ عِنَبٌ مَسْمُومٌ فِي أَجْفَانِ رِجَالِ الْمَافيَا/ ولا أَحَدَ يَهْتَمُّ بِمِرْآتِي سِوى ضُبَّاطِ الْمُخَابَرَاتِ / تَنَفَّسْتُ ظِلالَ النَّوَارِسِ أُسْطُوَانَةً لِمُوسِيقَارٍ مَجْهُولٍ انتحرَ وَلَم يَنتحِرْ / لِي حَبْلُ مِشْنَقَةٍ عَلَى سَطْحِ الْقَمَرِ / وَجِلْدٌ لَمْ تَزُرْهُ شَهْقَةُ الْمَطَرِ / شَعْبٌ مُثَقَّفٌ يَنْتَخِبُ الْمَرْأَةَ صَاحِبَةَ أَضْخَمِ ثَدْيَيْن / شَعْبٌ يَتَسَوَّلُ / وِزَارَةُ الأَخْلاقِ مُنْهَمِكَةٌ فِي تَرْخِيصِ بُيُوتِ الدَّعَارَةِ/
     بَعْدَ أَنْ تَخُونُونِي / اذْهَبُوا وَضَاجِعُوا نِسَاءَكُمْ لِكَيْ تَنْسُونِي / غَامِضَةٌ جُفُونُكِ كَمَوْعِدِ لِقَاءِ عِمَادٍ مَعَ دَيَانَا / فَرَحِي بِالْبُنْدُقِيَّةِ الْجَدِيدَةِ/ لَيْسَ كَفَرَحِ الْمُومِسِ عِنْدَمَا تَقْبِضُ أُجْرَتَهَا / الضَّفَادِعُ الْمَقْلِيَّةُ/ وَالْقُنْفُذُ الَّذِي يَعْمَلُ فِي إِذَاعَةِ الْغَابَةِ مُحَلِّلاً سِيَاسِيَّاً / وَدُمُوعُ الْعَوَانِسِ الْمَكْبُوتَاتِ جِنْسِيَّاً / تَسِيلُ عَلَى الصُّلْبَانِ الْبِلاستِيكِيَّةِ / شُكْرَاً لِرَاقِصَاتِ الْبَالِيه السَّمِينَاتِ / اللوَاتِي لا يُمَيِّزْنَ بَيْنَ مَقَابِرِ الْمُلُوكِ اللصُوصِ وَمَقَابِرِ اللصُوصِ الْمُلُوكِ /
     مِن خَيْمَةِ اللاجِئِ حَتَّى سُورِ الْمَقْبَرَةِ / تَسِيرُ تِلْمِيذَاتٌ / وَيَسْقُطْنَ فِي دَفْتَرِ الرِّيَاضِيَّاتِ الْقَدِيمِ / وَحَقِيبَةِ الليْلِ الْمَدْرَسِيَّةِ / كَيْ يَنْتَزِعْنَ الْحَيَاةَ مِنْ نُخَاعِ الرَّصَاصَةِ / لَمْ أَبْعَثْ لِمَارِي أَنطوَانِيتَ رِسَالَةً غَرَامِيَّةً بِالْبَرِيدِ الإِلكتُرُونِيِّ / وَلَمْ أَتَزَوَّجِ الصَّدَى عَلَى صَفِيحِ الْفِرَاقِ / هُوَ الْمَسَاءُ عُمرِي الَّذِي ابْتَدَأَ / عِنْدَمَا تَزَوَّجْتُ مِقْصَلَةَ النَّدَى / وَرَائِحَةُ الْبَصَلِ فِي فَمِ الْغَيْمَةِ الْكُحْلِيَّةِ / فِي كُلِّ دَمِ الْبَجَعِ مُحَاوَلَةٌ لاغْتِيَالِ ذَاكِرَةِ إِسْطَبْلاتِ الْقَيْصَرِ/ وشَرِكَاتُ التَّبْغِ ضِفْدَعٌ مَخْنُوقٌ يَبُولُ عَلَى تِمْثَالِ الْحُرِّيةِ الأَمَةِ/ وَالْفِطْرُ السَّامُّ يَغْتَسِلُ بِذِكْرَيَاتِ الْكَاثُولِيكِيَّاتِ الْمُغْتَصَبَاتِ فِي رَوَاندَا/ الصَّابُونُ الْمَسْمُومُ / وَالشَّامبُو الْمُلَوَّثُ بِجُنُونِ الأَسْلاكِ الشَّائِكَةِ / هُمَا أُذُنَانِ فِي رَأْسِ النَّارِ / وَالْمَلابِسُ الدَّاخِلِيَّةُ لِلْبَغَايَا الْمُثَقَّفَاتِ مُتَوَافِقَةٌ مَعَ الدُّسْتُورِ /
     يَا مَنْ تَغْسِلِينَ سَيَّارَتَكِ الْمَرْسِيدسَ بِدَمِ الْحَيْضِ / قِطَّتِي مُتَّهَمَةٌ بِمُحَاوَلَةِ قَلْبِ نِظَامِ الْحُكْمِ / لَكِنَّ الْكِلابَ تَعْرِفُ لَوْنَ عُيُونِهَا / لَيْتَ نَعْشَ الفُقراءِ نَظَرِيَّةُ الْفَلافِلِ فِي عُلْبَةِ السَّرْدِينِ / وَعَلَى سُطُوحِ رُفَاتِي نَمْلَتَانِ تُمَارِسَانِ الْمُلاكَمَةَ /
     أُمِّي / يَا وَجْهَاً يُسَافِرُ خَلْفَ زُجَاجِ الْقِطَارَاتِ الْحَزِينِ / أَنَا الْمُؤَذِّنُ الرَّائِي فِي أَعَالِي الشَّوْقِ / جَيْشٌ يَحْتَسِي الْقَهْوَةَ فِي مَسَامِيرِ نَعْشِي / وَيَصْنَعُ الْيَمَامُ مِن لُعَابِي تَابُوتَاً لِذِكْرَيَاتِ الْمَطَرِ / وَدَاعَاً يَا أَشْيَاءَ تُهَاجِرُ فِي زَوَارِقِ الشَّفَقِ / حُكُومَةُ شَرْعِيَّةِ الْوَهْمِ / وَأَجْسَادُ الشَّحَّاذِينَ عَلَى الأَرْصِفَةِ / وَالْوَزِيرَاتُ الْعَارِيَاتُ / وَالضَّرَائِبُ الْمُتَكَاثِرَةُ كَجَوَارِبِ الإِمبرَاطُورِ /
     يَا حُزْنَ الْوَادِي وَزِنْزَانَةَ الْعُشْبِ / أَنْتُمَا زَمِيلانِ فِي الاكْتِئَابِ / لَمْ أُضَيِّعْ وَقْتِي تَحْتَ شُرْفَةِ ابْنَةِ الْجِيرَانِ / أَنَا زَهْرَةُ الانْقِلابَاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ / أنا آخِرُ دُمُوعِ الشَّرْكَسِيَّةِ / لَسْتُ حَارِسَاً شَخْصِيَّاً لِمِكْيَاجِ الْمَلِكَةِ كَاترِينَ / وَلا أَنْتَمِي إِلَى أُسْرَةٍ حَاكِمَةٍ مُتَسَوِّلَةٍ / أَنَا حَارِسُ ظِلالِ الْبَجَعِ / تُرَاوِدُنِي الأَحْزَانُ عَنْ نَفْسِي/ أَنَا مَنْ أَهْدَرَ دَمَ الْحُزْنِ وَعَرَقَ الرِّمَالِ / وَيَغْفُو الْوَرْدُ فِي صَوْتِ نِعَالِ الأَنبِيَاءِ /
     يَا كُلَّ الأَجْسَادِ الْمُهَاجِرَةِ فِي الْبَرَاوِيزِ الضَّيِّقَةِ / خَزَّنْتُ جُمْجُمَتِي فِي قَزَحِيَّةِ الصَّاعِقَةِ / وَابْتَعَدْتُ عَنْ أَنَاشِيدِ الْبَغَايَا الْمُعَلَّقَاتِ / كَالإِعْلانَاتِ فِي أَزِقَّةِ مُوسكُو / وَهُنَّ يَخْتَرِعْنَ لَوْنَ خِيَامِ الْمَنْفِيِّينَ فِي سَيْبِيريَا / كُلُّ الصَّحَارِي فِي أُذُنِي لَيْسَتْ لِي / وَكُلُّ الْوِدْيَانِ فِي رُكْبَتِي لَيْسَتْ لِي /
     نِسْبَةُ الْيُورَانيُومِ فِي بَوْلِ الشَّجَرِ عَالِيَةٌ كَأَبْرَاجِ الاكْتِئَابِ / مِثْلَمَا تَرْحَلُ الإِمبرَاطُورَةُ إِلَى الْمِرْحَاضِ / يَا قَمْحَ النَّيَازِكِ / صَلِّ عَلَيَّ صَلاةَ الجِنَازَةِ / وَارْكُضْ إِلَى أدغالِ أَنَاشِيدِي / يَا شَعِيرَ الْمَعْنَى / أَرْشِد الْمُخْبِرِينَ إِلَى كَهْفِي / وَهَاجِرْ بِاتِّجَاهِ النَّوْمِ مَعَ زَوْجَتِكَ / مَائِدَتِي مِنْ عِظَامِ عَائِلَتِي الْمَنْفِيَّةِ / وَصُحُونِي خَالِيَةٌ إِلا مِنْ جَمَاجِمِ آبَائِي الْمَشْنُوقِين / أَنَا الصَّحَارِي الَّتِي لا تَشْرَبُ دَمَ أَجْدَادِهَا /
     يَا أَيُّهَا الْحُزْنُ الَّذِي يَشْرَبُ الْخَمْرَ فِي جُمْجُمَتِي / تَنَاثَرْ فِي مُحَرِّكِ سَيَّارَتِهَا الْمَرْسِيدِسِ / بِلادَ الْمُرْتَزِقَةِ وَالانْتِخَابَاتِ الْمُزَوَّرَةِ وَالنِّسَاءِ الْعَارِيَاتِ / كَمْ صَنَمَاً يَسْتَلْقِي تَحْتَ ظِلِّهِ الْمُتَسَوِّلُونَ فِي الْمَيَادِينِ الْعَامَّةِ ؟ / زَوْجَتِي الْمِقْصَلَةُ / وَأَحْفَادِي السَّنَابِلُ / عَشِيقَ انْتِفَاضَةِ أَمْعَائِي / أَنَا الْفَارِسُ الَّذِي تَنْبُتُ فِي أَنْفِهِ غَابَاتُ الأَمَازُونِ .

29‏/08‏/2019

مراحيض مجلس الأمن الدولي / قصيدة

مراحيض مجلس الأمن الدولي / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...........

     عَلَمٌ أَمْرِيكِيٌّ مِن قُمَاشِ ذِكْرَيَاتِ الْبَنَاتِ الْمُغْتَصَبَاتِ / يُرَفْرِفُ فِي الْمِرْحَاضِ الْمُلَمَّعِ بِدِمَاءِ الشَّجَرِ الصَّخْرِيَّةِ / رَائِحَةُ الْغَائِطِ تِمْثَالُ حُرِّيةٍ مُسْتَوْرَدٌ / وَبَوْلُ السَّيِّدَاتِ الأَنِيقَاتِ كَالأَوْحَالِ الْبُرونزِيَّةِ / يَتْلُو تَعَالِيمَ الْغُبَارِ / لَكِنَّ الْفَلاسِفَةَ الْمُبْتَدِئِينَ يَأْكُلُونَ الدِّيمقْرَاطِيَّةَ فِي مَطَاعِمِ الْوَجَبَاتِ السَّرِيعَةِ/ صَارَتِ الدَّيْنَاصُورَاتُ الَّتِي تُرَبِّيهَا جَارتي فِي قِلادَتِهَا / مُتَّهَمَةً بِمُحَاوَلَةِ قَلْبِ نِظَامِ الْحُكْمِ / مَدِينَةٌ لِكُلِّ الْكِلابِ الْبُولِيسِيَّةِ /
     تَوَسَّدَتْ أَغْصَانُ الْمَطَرِ رِيَاحَ الْمَرَايَا الْمَشْرُوخَةِ / أَحْزَانٌ رَمْلِيَّةٌ تَصُبُّهَا الأَبْقَارُ / عَلَى رَأْسِ تَاجِرِ الْمُخَدِّرَاتِ الْمَكْبُوتِ جِنْسِيَّاً / كَانَ عَلَى رِمْشِهِ بِطِّيخَةٌ تَشْرَبُ الصُّرَاخَ الْمُنْتَشِرَ كَالسَّبَايَا / كَمَوْتِ ضِحْكَةِ لاعِبَةِ جُمْبَازٍ اغْتَصَبَهَا مُدَرِّبُهَا /
     اضْمِحْلالُ الْيُورَانيُومِ فِي جَدَائِلِ وَرْدَةٍ حُبْلَى بِالصَّحْرَاءِ / مِثْلَمَا يُجَرِّدُ خَشَبُ الزَّوَارِقِ أَسْرَى الْبَحْرِ مِنْ ثِيَابِهِمْ / تَلْتَصِقُ سِيَاسَةُ الدِّيدَانِ بِالرَّمَدِ الْبُرْتُقَالِيِّ / كَمَا تَلْتَصِقُ نَظَرَاتُ الْجُمْهُورِ بِعَجِيزَةِ لاعِبَةِ التِّنِسِ الأَرْضِيِّ / وَزَبَائِنُ الْبَارِ يُصَفِّقُونَ فِي عُرْسِ ضَابِطِ الْمُخَابَرَاتِ / ذِئْبَةٌ لا تَعْرِفُ أَحْكَامَ الْحَيْضِ / لَكِنَّهَا تُنَظِّرُ فِي عِلْمِ الاجْتِمَاعِ السِّيَاسِيِّ / آثَارُ أَقْدَامِ تُجَّارِ الرَّقِيقِ الأَبْيَضِ بَيْنَ أَثْدَاءِ الفقيراتِ / حُكُومَةُ الْعَاهِرَاتِ اللوَاتِي يَكْتُبْنَ بِالْحَلِيبِ الْمَشَاعِ الدُّسْتُورَ الْمُفْتَرِسَ / أَمِيرَةٌ لا تَجِدُ مَنْ يُرَاقِصُهَا / وَمَصْلُوبٌ لا يَجِدُ مَنْ يَدْفِنُهُ / كَأَنَّ أَلْغَازَ الطِّينِ ذِئْبَةٌ حُبْلَى بِالنِّسْيَانِ / تَجُرُّ نِكَاحَ الْمُتْعَةِ خَلْفَ ظَهْرِهَا كَالصَّحْرَاءِ الأسمنتيَّةِ/ وَتَحُجُّ إِلَى خِيَانَاتِ كَرْبَلاءَ كَالأَمْوَاتِ الْعُرَاةِ/ وَرَاقِصَاتُ التَّانْغُو يُطَالِعْنَ مُؤَلَّفَاتِ آينشتَاينَ فِي فَتْرَةِ الاسْتِرَاحَةِ /
     لا تَكُنْ مَكْسُورَاً كَخُدُودِ الْكَاثُولِيكِيَّاتِ / اللوَاتِي اغْتَصَبَهُنَّ النَّازِيُّونَ / فِي مَسَامَاتِ جِلْدِي عَرَبِيَّانِ يَتَفَاهَمَانِ بِالْفَرَنْسِيَّةِ / اسْتَنْشَقَ عِظَامَ تَارِيخِ الصُّقُورِ بَشَرٌ / يَغْرَقُونَ فِي كُوبِ نِسْكَافِيه / مَدَدْتُ لَهُمْ حِبَالِي الصَّوْتِيَّةَ لأَنْتَشِلَ صَرْخَةَ الْمَكَانِ / سَقَطَ تَارِيخُ النُّمُورِ فِي حُلْقُومِي / إِمبرَاطُورَةٌ تُرَكِّزُ فِي الرَّقْصِ / لَكِنَّهَا لا تَعْرِفُ أَنَّ دَوْلَتَهَا مُنْهَارَةٌ / مَمَالِكُ النِّيكُوتِينِ / وَدَمُ الْحَيْضِ يَسِيلُ عَلَى أَثْدَاءِ رَاقِصَاتِ حَضَارَةِ الإِبَادَةِ / كَلْبَةٌ بَرْمَائِيَّةٌ تُنَظِّفُ عَجِيزَتَهَا / أَمَامَ كَامِيرَاتِ الْعَالَمِ الْحُرِّ /
     سَيُغَرِّدُ دَمِي خَارِجَ كُلِّ أَسْرَابِ الشُّمُوسِ / جَيْشٌ مِنَ الْعَاهِرَاتِ يُعَسْكِرُ فِي مُخِّ هِرَّةٍ / إِنَّهَا مَجْزَرَةُ الْجَمَاجِمِ الْمَطْعَمُ الْمُفَضَّلُ لِلْمُلُوكِ الْمُسْتَوْرَدِينَ / خَشْخَاشٌ يَبْحَثُ عَنْ فَتَاةِ أَحْلامِهِ / وَأَفْيُونُ الأَحْصِنَةِ الْمُرْهَقَةِ مُبْتَلٌّ بِمُفَكِّرَةِ امْرَأَةٍ تَسْعَى بِفَرْجِهَا .

28‏/08‏/2019

فراشات في عيون ثائر يحب موت الظلال / قصيدة

فراشات في عيون ثائر يحب موت الظلال / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

.............

     وَحِيدٌ أَنَا فِي مَحْبَرَةِ الصَّلِيلِ / لأَنَّ جَارِي عَامِلُ نَظَافَةٍ عَلَى كَوْكَبِ الزُّهْرَةِ / يَا أَمْوَاتَ الْمَطَرِ الْجَالِسِينَ عَلَى سُطُورِ دَفْتَرِ الْكِيميَاءِ / لِتِلْمِيذَةٍ تَدْخُلُ فِي الشَّفَقِ وَلا تَخْرُجُ / إِذَا مَرَرْتِ أَمَامَ قَبْرِ الْحُوتِ الأَزْرَقِ/ فَاتْرُكِي سَيْفَكِ/ وَنَامِي فِي قَلْبِي لِكَيْ أُقَاتِلَ / حِينَ أُحِبُّكِ أَشْعُرُ أَنَّنِي فِي الأَنْدَلُسِ / أَشْرَبُ عَصِيرَ التُّوتِ مَعَ صَقْرِ قُرَيْشٍ / أَنتِ التُّرَابُ فِي جَسَدِي الْمَنْذُورِ لِلْبَنَادِقِ الآلِيَّةِ / لَمْ يُشَارِك الْجِيرَانُ فِي جِنَازَةِ الرِّيحِ / لأَنَّهُمْ مَشْغُولُونَ بِلَعِبِ الْغُولفِ / ذِئَابٌ نُحَاسِيَّةٌ تَتَصَارَعُ عَلَى كُرْسِي الْبَابَوِيَّةِ /
     يَا أَيُّهَا النَّسْرُ الْمَغْمُوسُ فِي عَصِيرِ الْبَارُودِ / سَتُقَاتِلُ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / وَالأَرْضُ تُذَوِّبُ جُمْجُمَتَهَا فِي كُوبِ نِسْكَافِيه / انْقِلابٌ عَسْكَرِيٌّ تَقُودُهُ الْعَوَانِسُ / وَدُسْتُورُ أَشْجَارِ الْبِكْتِيريَا يَكْتُبُهُ دَلَعُ الْبَنَاتِ / إِنَّهَا النَّارُ الْخَضْرَاءُ / نَسْرٌ عَجُوزٌ يَصْطَادُ أَطْيَافَهُ الشَّابَّةَ / وَبَنَاتُ الرِّيحِ تَرَكْنَ جُثَّتِي فِي الشَّارِعِ / وَذَهَبْنَ يَقْرَأْنَ عَنْ تَفَاصِيلِ لَيْلَةِ الدُّخْلَةِ /
     بَغْدَادُ شَقِيقَةُ الشَّمْسِ/ سَأَحْضُنُكِ أَمَامَ أَرْمَلَتِي/ أَيَّتُهَا الزَّهْرَةُ الطَّالِعَةُ مِنْ عِظَامِ الرَّعْدِ الْحَمْرَاءِ / كُونِي دَمِي لأَتَنَفَّسَ أَلْوَاحَ صَدْرِ الرِّيحِ / وَأَنْتِ ذَاكِرَةُ اسْمِي يَوْمَ أَنْسَى اسْمِي / أَمَامَ جَدَائِلِ ظِلِّكِ الصَّاعِدِ / أَتَذْكُرِينَ سَاعَةَ الْتِقَاءِ وَجْهَيْنَا / عَلَى وَجْهِ نَهْرٍ يَحْفِرُكِ فِيَّ قِنْدِيلاً لِلْعِشْقِ / يَا عَاصِمَةَ دِمَاءِ الْفَرَاشَاتِ الطَّالِعَةِ مِنْ غُبَارِ الْمَعَارِكِ / بَغْدَادُ وَشْمُ جَسَدِ الرِّيحِ قُرْبَ نَارِ الْقَصِيدَةِ / أَنْتِ مَعْشُوقَتِي الَّتِي لا تَخُونُنِي / حِينَ أَغِيبُ فِي أَسْمَاءِ الْعُشْبِ الْبَنَفْسَجِيَّةِ /
     فِي أَضْلاعِ الْقَمَرِ / شَمْسٌ تُقَاتِلُ الصَّدَى / عِنْدَ مَدْخَلِ بَيْتِ الْعَزَاءِ / يَا خُيُولاً تَرْكُضُ فِي أَجْفَانِهَا / أَيْنَ عَرَبَةُ الْكُحْلِ الَّتِي يَغْفُو فِيهَا الْمَحْكُومُ بِالإِعْدَامِ ؟/ بَيْنَ مِشْنَقَتِي وَمِقْصَلَتِي فَاصِلٌ مِنَ الأَغَانِي الْوَطَنِيَّةِ / صَلَّيْتُ الجِنَازَةَ عَلَى نَفْسِي وَالنَّاسِ / وَأَشْجَارُ الدَّمْعِ تُصَلِّي عَلَيَّ / فِي مَوَاسِمِ تَغيِيرِ الْجَلادِينَ / فَلْتَصْعَد السُّيُوفُ إِلَى أَجْفَانِ نَجْمَةٍ / تَنْحِتُ سَفَرَهَا عَلَى فُوَّهَةِ مُسَدَّسِي / يَا نَارَاً تَسِيرُ فِي شَوَارِعِ الْكُولِيرَا كَالأُسُودِ الْمُخَدَّرَةِ/ كَحَافِلاتِ النَّقْلِ الْعُمُومِيِّ/ كَالانْقِلابَاتِ الْعَسْكَرِيَّةِ / كَالأَمْرَاضِ النَّفْسِيَّةِ لِلْبَنَاتِ الْمُغْتَصَبَاتِ / كَصَالَةِ الرَّقْصِ الْمُخَصَّصَةِ لِلأَمِيرَاتِ / كَالْعَارِ الأُفُقِيِّ / كَأَثْدَاءِ الْبَقَرَاتِ الَّتِي تُغَنِّي عَلَى شَاشَاتِ الْوِيسكِي /
     شُطْآنُ السُّلِّ عَلَى نَوَافِذِ الْكَاتِدْرَائِيَّةِ / فَلا تُصَدِّقِ الْكُولِيرَا الَّتِي تَتَسَاقَطُ مِنْ أَطْرَافِ أَصَابِعِ الْعُشْبِ / قُلْتُ لِلرِّيحِ تَعَالَيْ يَا أُخْتِي / لِنَبْكِيَ عَلَى بُكَائِنَا الطِّينِيِّ / مَطَرٌ يَنْهَمِرُ مِنْ أَحْدَاقِ الْغَضَبِ / وَيَحْرِقُ كُتُبَ الإِبَادَةِ الْمُقَدَّسَةَ/ يَا أَيُّهَا الْعَالَمُ الْعَنْكَبُوتِيُّ الْمُخَصَّصُ للطُّغَاةِ / وَتُجَّارِ الرَّقِيقِ الأَبْيَضِ/ وَتُجَّارِ الْمُخَدِّرَاتِ / وَالزَّانِيَاتِ في عَوَاصِمِ الإِبَادَةِ / اللوَاتِي يُتَاجِرْنَ بِفُرُوجِهِنَّ الْجَرْبَاءِ / وَحَلَمَاتِهِنَّ الْمُسْتَهْلَكَةِ كَقَوانينِ الطوارِئِ / كَأَحْذِيَةِ رِجَالِ الأَعْمَالِ الرَّاكِضِينَ / عَلَى مُحِيطِ دَائِرَةِ الْخَرِيفِ/ وَيُقَاتِلُ الْفُقَرَاءُ فِي الْمَعْرَكَةِ / لِيَظَلَّ الأَغْنِيَاءُ فِي الْمَسَابِحِ الْمُخْتَلَطَةِ/ هَكَذَا تَنَامُ الدَّيْنَاصُورَاتُ فِي أَزْرَارِ قَمِيصِي الْقَدِيمِ / لأَنَّ الْعُشَّاقَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الدَّجَاجَ فِي الْمَطْعَمِ الْمَهْدُومِ / لا يَشْعُرُونَ بِأَلَمِهِ سَاعَةَ الذَّبْحِ / كَأَنَّنِي مِرْآةُ جَارِنَا الْمَشْلُولِ فِي الْمَسَاءِ السَّحِيقِ / وغِزْلانُ الْيَاقُوتِ تَسْتَلْقِي فِي خُيُوطِ حِجَابِكِ /
     ارْحَمْنَا يَا مَلِكَ الْمُلُوكِ/ نَحْنُ الْعَبِيدَ الْحُفَاةَ الَّذِينَ تَنْقُرُ جُثَثَهُمُ الدُّيُوكُ/ أَنْجَبَتْنِي غَابَاتُ الرَّعْدِ/ فَتَزَوَّجْتُ كُلَّ الْخَنَاجِرِ / إِنَّهَا دُمُوعِي الرَّاقِصَةُ الْوَحِيدَةُ فِي عُرْسِ الأَنْهَارِ/ لَمْ أَبِعْ ذِكْرَيَاتِ جَارَتِي / لأَشْتَرِيَ عِطْرَاً فَرَنْسِيَّاً  لِلظَّرِبان / إِذَا اتَّحَدَتْ بَرَاوِيزُ عَائِلَتِي عَلَى أَسْوَارِ الْمَجْزَرَةِ/ اشْتَعَلَتْ فِي الْكَوَاكِبِ خِيَامُنَا الْعَذْرَاءُ/ وَامْتَصَّ حَصَى الْمُخَيَّمِ خَلْخَالُ رَاقِصَةٍ / تَحْفِرُ بَلاطَ الْبَحْرِ بِعَيْنَيْهَا /
     اعْتَنِي بِصِحَّتِكِ يَا سَيِّدَةَ الْمَنَافِي/ لِتَرْقُصِي بِرَشَاقَةٍ فِي حَفْلِ تَأْبِينِي / لَنْ يَجِدَنِي الْغُرَبَاءُ / لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ نَفْسِي / وَعِشْتُ فِي جَسَدِ الرِّيحِ / مُحَاصَرَاً بِالآلِهَةِ القَرابين / الأَثْدَاءُ الْجَرْبَاءُ لِمُذِيعَاتِ مَزَارِعِ الرَّقِيقِ الأَبْيَضِ / وَالأَرْصِدَةُ السِّرِّيةُ لأَصْحَابِ مَطَابِعِ صُكُوكِ الْغُفْرَانِ / وَطُفُولَةُ مَحَاكِمِ التَّفْتِيشِ / وَشَرَائِعُ التَّطْهِيرِ الْعِرْقِيِّ الْمُقَدَّسَةُ /
     قُرْبَ صَفِيحِ جَوْرَبِي رَئِيسُ جُمْهُورِيَّةٍ / يَعْمَلُ بَعْدَ انْتِهَاءِ الدَّوَامِ الرَّسْمِيِّ لِصَّ آثَارٍ / وَمَاسِحَ أَحْذِيَةِ الْهِسْتِيريَا / لِيُنْفِقَ عَلَى جَيْشِهِ الْمَهْزُومِ/ وَطُفُولَةُ أَشْجَارِي مِرْآةُ الشَّرْكَسِيَّةِ فِي الزُّقَاقِ / الَّذِي أُعْدِمْتُ فِيهِ / وَلا تَزَالُ تَبْكِي عَلَيَّ /
     أَرْجُوكِ يَا صَاحِبَةَ الْعَبَاءَةِ السَّوْدَاءِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ / أَنْ تَتَوَقَّفِي عَنْ غَسْلِ الرِّيَاحِ بِدُمُوعِكِ / خُضْتُ مِلْيُونَ مَعْرَكَةٍ / وَبَقِيتُ حَيَّاً / لَكِنَّ لَمَعَانَ عُيُونِكِ قَتَلَنِي / بَيْنَنَا كُلُّ الْحَوَاجِزِ الأَمْنِيَّةِ / وَنِقَاطُ التَّفْتِيشِ / وَالْكِلابُ الْبُولِيسِيَّةُ / حَتَّى حُبِّي الأَبَدِيُّ أَسْقَطُوهُ / كَمَا أَسْقَطُوا جِنْسِيَّةَ النَّوْرَسِ / عَلِّمِينِي الانْقِلابَاتِ الْعَسْكَرِيَّةَ / لأَخْلَعَ حُبَّكِ مِنْ نُخَاعِ عَظْمِي / لَيْتَنِي كُنْتُ ضَبَابَاً أَحْمَرَ عَلَى نَافِذَةِ غُرْفَتِكِ / لَنْ أَخُونَ ذِكْرَاكِ / حَتَّى لَوْ رَاوَدَتْنِي امْرَأَةُ الْعَزِيزِ عَنْ نَفْسِي /
     صَوْتُ الرَّصاصِ في ليالي الخريفِ / وصَوْتُ أبي في مَمَرَّاتِ مَحَاكِمِ التَّفتيشِ / ودِمَائي تتساقطُ في عُلَبِ السَّرْدينِ الفارغةِ/ والرِّيحُ تَسْكُبُ الأمطارَ القُرْمُزِيَّةَ في الفَراغِ العاطفيِّ / والأيتامُ يَحْمِلُونَ جُثَثَ آبائِهِم في الحقائبِ المدرسيةِ / ويَرْكُضُونَ إلى مَوْتِ الوَطَنِ في الأغاني الوَطنيةِ .

عن عجوز شمطاء وقحة تسمّي نفسها أديبة / قصيدة

عن عجوز شمطاء وقحة تسمّي نفسها أديبة / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

............

     الظِّلُّ يَا سَيِّدَةَ الرَّمَدِ بَرْقُوقٌ لِلْعَاصِفَةِ الشَّابَّةِ/ فَمُوتِي خَشَبَاً لِلزَّوَارِقِ الْحَرْبِيَّةِ / قَبْلَ أَنْ تَمُوتِي احْتِرَاقَاً بِالصَّدَى / الليْلُ الْمَحْبُوسُ فِي الأَقْفَاصِ الْعَسَلِيَّةِ تَارِيخٌ لِلْقَاتِلاتِ وَأَكْوَامِ الْمِكْيَاجِ / لِلرِّيحِ مَوْتَاهَا / وَلِي بَيْضُ الْجِدَارِ الْقُرْمُزِيُّ / يَا أَنا كُنْ أَنْتَ / فَوْقَ صَفِيحِ الأَرَانِبِ الْخَارِجَةِ مِنَ الاسْتِحْمَامِ / عَبَرْتُ وَجْهَاً لِلطَّرِيقِ / فَإِذَا امْرَأَةٌ تَنْتَظِرُ شَعْرَهَا الْمَصْبُوغَ بِمُخَلَّفَاتِ الْجَيْشِ / لا تَعُدِّي أَصَابِعَكِ أَيَّتُهَا السَّيِّدَةُ / الَّتِي تُنْفِقُ رَاتِبَهَا عَلَى الْكِيمَاوِيَّاتِ / لِتَبْدُوَ أَصْغَرَ قَلِيلاً مِنْ إِلِيزَابِيث التَّاسِعَةِ وَالتِّسْعِينَ/ أَيَّتُهَا الْمَيِّتَاتُ خَارِجَ أَسْلاكِ مَرَاعِي الْيُورَانيُومِ/ وَانْقِطَاعِ الْحَيْضِ لِلأَبَدِ /
     أَكْمِلْ حَيَاتِي أَيُّهَا الْمَوْتُ الشَّقِيقُ / لِيَصِيرَ لأَصَابِعِي مَذَاقُ الثَّلْجِ / الَّذِي لا يَأْتِي مِنَ الْحَلِيبِ الْكُحْلِيِّ / لِصَانِعَاتِ التَّوَابِيتِ الْمَاهِرَاتِ / سَأَتْرُكُ الْمَوْتى يُكْمِلُونَ دَائرةَ مَوْتِهِم / وأَرْحَلُ إِلَى عُيُونِ نَوْرَسٍ عَلَى أَسْلاكِ الْكَهْرَبَاءِ لا يَرْتَعِشُ / وَعَلَى أَسْلاكِ الْمُعْتَقَلِ / بَدَوِيَّةٌ بَاعَتْ قَبِيلَتَهَا / لِتَشْتَرِيَ أَحْمَرَ الشِّفَاهِ / وَتُجْرِيَ عَمَلِيَّةَ تَكْبِيرِ ثَدْيَيْهَا / وَالإِمْبراطُورَةُ الْمُقَدَّسَةُ تَقُودُ الْجَيْشَ / وَهِيَ فِي قَمِيصِ النَّوْمِ / حَضَارَةُ الْخَشْخَاشِ وَهْمٌ نَابِتٌ فِي حِذَاءِ قُرْصَان / بَابُ الْجِرَاحَاتِ / وَالنَّوَافِذُ الْقَاتِلَةُ / وَأَلْوَاحُ صَدْرِي الْمَهْجُورَةُ / أَصْدَافٌ أَشْلائِي الشَّمْسِيَّةُ / وَشَعْرِي مَدَافِعُ / نِسَاءٌ كَالْمَلابِسِ الرِّيَاضِيَّةِ / كَجُنُونِ الْبَقَرِ / كَالْبِلْهَارسيَا / كَحُفَرِ الْمَجَارِي / يَفْرُشْنَ مَصَاعِدَ نَاطِحَاتِ الرِّمَالِ بِأَثْدَائِهِنَّ الْمُسَرْطَنَةِ / مُذِيعَةٌ تَكْشِفُ نَهْدَيْهَا لِلْمُشَاهِدِينَ / وَتَسْتَشْهِدُ بِالآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ / وَعَلَى أَرْصِفَةِ الشَّكِّ تَوَابِيتُ الْقِطَطِ / الَّتِي دَهَسَتْهَا ظِلالُ التُّفَّاحِ / وَفِي ثِيَابِ رَاقِصَاتِ الْبَالِيه / يَسْكَرُ رُوَّادُ الْفَضَاءِ / قَبْلَ الذَّهَابِ إِلَى اللاعَوْدَةِ / إِنَّ الْبُوظَةَ الْحَجَرِيَّةَ لَمَحَتْ وُجُوهَ الزَّوْجَاتِ الْخَائِنَاتِ / خَلْفَ زُجَاجِ الْقِطَارَاتِ الَّتِي لا تَعُودُ /
     أَنا مَاسِحُ أَحْذِيَةِ الأَنْبِيَاءِ/وَالسَّجَّانُونَ يَنْتَظِرُونَنِي فِي مَحَطَّةِ الْقِطَارَاتِ الزُّجَاجِيَّةِ/ أَجِبْنِي يَا احْتِضَارَ الْكَسْتَنَاءِ / يَا مَنْ تَأْكُلُ الْقَمْحَ الأَمْرِيكِيَّ وَتَشْتُمُ أَمِرِيكَا / اخْلَعْ مَعِدَتَكَ الْمُسْتَوْرَدَةَ / وَاسْحَقْ أَمِرِيكَا /
     بَنَوْا أَبْرَاجَ الْحَيْضِ لِلْبَنَاتِ الْمُغْتَصَبَاتِ / فَابْنِ بُرْجَاً يَصْطَادُ جُنُونَهم / رَفَعُوا الْمَلابِسَ الدَّاخِلِيَّةَ النِّسَائِيَّةَ دُسْتُورَاً / فَارْفَعْ دُسْتُورَكَ الْقُرْآنِيَّ / رَسَمُوا حَلَمَاتِ الْمُرَاهِقَاتِ نَشِيدَاً وَطَنِيَّاً / فَارْسُمْ مَوْتَهُمْ نَشِيدَاً يَوْمِيَّاً / غَطَسُوا بَيْنَ أَفْخَاذِ عَشِيقَاتِهِمْ / فَاغْطُسْ فِي خَنَادِقِ اللهِيبِ بُحُورَاً / وَضَعُوا فُرُوجَ نِسَائِهِمْ عَلَى الْبِنَايَاتِ رَايَةً / فَضَعْ نِهَايَتَهُمْ تَحْتَ حِذَائِكَ / تِمْثَالَ حُرِّيةٍ مُخَصَّصَاً لِلْعُبُودِيَّةِ .

27‏/08‏/2019

ملخص لمذكرات يهوذا الإسخريوطي / قصيدة

ملخص لمذكرات يهوذا الإسخريوطي / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

............

     خُنْتُ الْمَسِيحَ / لأَنَّ لَمَعَانَ الدَّرَاهِمِ أَكْثَرُ فِئْرَانَاً مِنْ قَلْبِي السَّاقِطِ / فِي أُنوثَةِ الرِّيحِ / أَنَا الْمَصْلُوبُ وَلَيْسَ غَيْرِي / وَخَشَبَةُ الزَّبَدِ هِيَ شَكْلٌ لِدَمْعِي الْمَوْلُودِ / فِي شَيْخُوخَةِ الدُّودِ / يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ الْمُسْتَحِمَّاتِ بِالْكِبْرِيتِ / بِالْبَاركِنْسُون / بِسِفْرِ الإِبَادَةِ التَّوْرَاتِيِّ / بِالْمُوَاءِ الْمُخَصَّصِ لِتَبْرِيدِ الْمُفَاعِلاتِ النَّوَوِيَّةِ/ يَا عَشِيقَاتِ حُطَامِي الأَبَدِيِّ فِي الْيُودِ الْبَحْرِيِّ/ اسْقِينَ أَعْشَابَ الْهَمْسِ / لِتَنْبُتَ الْمَسَامِيرُ فِي أَطْرَافِي / كَأَنَّ خُدُودَ الْكَاهِنَةِ فَرِيقُ كُرَةِ قَدَمٍ مِنَ الأَمْوَاتِ / جِرْذَانٌ خَشَبِيَّةٌ تَحُجُّ إِلَى هَيَاكِلِ الْخُرَافَةِ / أَنَا الْخُرَافَةُ / وَلا وَجْهٌ لِوَجْهِي إِذَا اشْتَعَلَتْ أَطْيَافُ الجرادِ / سَأَحْمِلُ اكْتِئَابِي فِي حَقِيبَتِي الْمَدْرَسِيَّةِ / وَأَذْهَبُ إِلَى جَامِعَةِ الْحُزْنِ / مِثْلَمَا يَكْتُبُ الأَسْرَى أَرْقَامَ قُيُودِهِمْ عَلَى سَبُّورَةِ النَّهْرِ الْجَافِّ / بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيل / وَمَخَازِنُ الْمِينَاءِ الْمَنْهُوبَةُ / وَأَجْسَادُ الْمُتَسَوِّلِينَ فِي الآبَارِ / مِتُّ كَمَا مَاتَ أَوَّلُ الْكَرَادِلَةِ / وَهُوَ يَتَحَرَّشُ جِنْسِيَّاً بِالرَّاهِبَاتِ / لا أَظَافِرِي نَعْنَاعٌ / وَلا أُمِّي شُطْآنُ الْقَاتِ / كُلُّنَا مَوْتَى/ فَلْتَنْهَضِ الأَوْحَالُ مِنْ مَنَامِ الْكَاهِنَاتِ الْحَوَامِلِ / حُكُومَةٌ تَنْتَخِبُ نَفْسَهَا / وَبَغَايَا يَنْتَخِبْنَ دَمَ الْحَيْضِ / أَفْخَاذُ لاعِبَاتِ التِّنِسِ الأَرْضِيِّ مَنْقُوعَةٌ فِي عُلْبَةِ بِيرَةٍ / وَحُكُومَةُ الدَّيْنَاصُورِ الْمُقَدَّسِ تُبَدِّلُ أَقْنِعَتَهَا / وَتُتَاجِرُ بِأَعْضَاءِ الشَّعْبِ فِي السُّوقِ السَّوْدَاءِ / لَكِنَّ الْبَشَرَ الْمُرَقَّمِينَ تَحْتَ أَظَافِرِ الْعَتَمَةِ/ لا يَعْرِفُونَ غَيْرَ مَوَاعِيدِ الْحَيْضِ لِنِسَائِهِمْ / كَالْقَتْلَى الَّذِينَ تَنْقُشُ الطَّوَاوِيسُ عَلَى بَنَادِقِ عُيُونِهِمْ أَحْجَارَ الصَّمْتِ / سَالَ مِنْ عُيُونِ بَطَّةٍ عَاقِرٍ حِبْرٌ / يَتَزَوَّجُ دَمِي الأَصْفَرَ الْمُتَخَمِّرَ أَفْخَاذَ حُزْنٍ / سِرْبٌ مِنَ التُّفاحِ النُّحاسِيِّ يَنْزَلِقُ عَلَى الْعَرَقِ / فِي قُمْصَانِ ضُبَّاطِ الْمُخَابَرَاتِ / قُرْبَ صَوْتِي فَأْرٌ أنيقٌ / يَفْتَخِرُ بِعَلاقَاتِهِ النِّسَائِيَّةِ فِي الْمَقْبَرَةِ الشَّمْعِيَّةِ / إِنَّنِي الْمَوْتَى وَالْخِيَانَةُ وَمُزِيلُ الْعَرَقِ لأَنَّا كَارنِينَا / فَصُبِّي عَلَيَّ اللعَنَاتِ / أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ الْحَمْرَاءُ .

الزلزال / قصيدة

الزلزال / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

..............

     شَعْبِي يَغْرَقُ فِي رِئَةِ نَعَامَةٍ حَضَنْتُهُ / اسْتَنْشَقْتُ أَكْبَادَ أَسْمَاكِ الْقِرْشِ / شَنَقْتُ الزَّرْنِيخَ بِرَوَائِحِ حَبْلِ مِشْنَقَتِي النُّحَاسِيَّةِ/ يَا إِلَهِي الأَعْلَى / أَنَا الصَّحَارِي الَّتِي تَعْبُرُهَا خُيُولُ الأَنبِيَاءِ /
     عَلَى الضِّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ لِلنَّارِ / مَدِينَةُ الرُّعْبِ الَّتِي لا يَتَكَاثَرُ فِي حُزْنِهَا إِلا الْبَغَايَا وَالْمُتَسَوِّلُونَ وَالْقُمَامَةُ / كَأَنَّ أَشْلائِي دَمْعَةٌ تَسْبَحُ فِي بُحَيْرَةِ الْعَوَانِسِ / وَفِي زَحْمَةِ الطَّعَنَاتِ نَسِيتُ أَشْكَالَ جُرْحِي الذَّهَبِيِّ / لِلتَّشَرُّدِ وَجْهِي الْمَثْقُوبُ بِحِرَابِ الْغَمَامِ / اقْتُلْ قَاتِلَكَ / وَارْمِنِي فِي مَعْرَكَةِ الْبَنَفْسَجِ / وَلا تَتَذَكَّرْنِي / وَلا تَرْجِعْ إِلَى سَيْفِي / الْوُرُودُ رَصَاصٌ / وَهَذَا الرَّصِيفُ اللانِهَائِيُّ بُنْدُقِيَّتِي / سَأُطْلِقُ عَلَى ظِلِّي قُطْعَانَ الدِّينَامِيتِ / وَأُهَاجِرُ فِي كَسْتَنَاءِ الْقِتَالِ / لَسْتُ لِلزِّلْزَالِ قِنَاعَاً / إِنَّنِي الزِّلْزَالُ/ مِلْعَقَةُ سُكَّرٍ فِي دَمِ الرِّيحِ / يَا بِلادِي الْبَعِيدَةَ عَنْ حَبْلِ الْغَسِيلِ / الْقَرِيبَةَ مِنْ حَبْلِ مِشْنَقَتِي / كَمْ صَنَمَاً طُفْتُمْ حَوْلَهُ بِمَلابِسِ الإِعْدَامِ ؟ / هَكَذَا تَصِيرُ أَحْضَانُ تشارلز قَبْرَاً رُخَامِيَّاً لِدَيَانَا / ارْمِ دَمِي فِي أَجْفَانِ خُيُولِ الطُّوفَانِ وَلا تَتَذَكَّرْنِي / رَئِيسُ دَوْلَةٍ يَعْمَلُ فِي الصَّبَاحِ مُهَرِّجَاً / وَفِي الْمَسَاءِ رِجْلَ طَاوِلَةٍ فِي خَمَّارَةٍ نَائِيَةٍ / يَجْلِسُ عَلَيْهَا تَاجِرُ مُخَدِّرَاتٍ/ أَنَا الْمَنْفَى الَّذِي تَرْحَلُ إِلَيْهِ الأَمِيرَاتُ السَّبَايا/ وَيَرْحَلُ إِلَى قُلُوبِ الْبَارُودِ/ وَجُذُورِ الأَقْمَارِ الْبَعِيدَةِ / يَرْكُضُ أَنفِي فِي أَفْلاكِ السُّيُوفِ / وَجَسَدِي يَنْزِفُ أَشْجَارَاً ويتوهَّجُ/ تَنَفَّسْتُ أسمنتَ حِيطَانِ الْمَسْجِدِ/ عَانَقْتُ الْمِئْذَنَةَ/ وَبَكَيْتُ قُنْبُلَةً /
     فِي جَيْبِ مُومِسٍ عَرْجَاءَ صَحْنُ سَبَانِخ وَقِطَارٌ دَمَوِيٌّ يَحْتَرِقَانِ / مِثْلَمَا تَنْتَحِرُ الْوُرُودُ وَعَرَقُ الرَّاهِبَاتِ فِي حَدِيقَةِ الْكَنِيسَةِ / لَدَغَتْنِي عَقَارِبُ السَّاعَةِ / فَتَسَمَّمْتُ كَالْبَابُونَجِ الْبَحْرِيِّ/ وَكُرَيَاتُ دَمِي تَجْلِسُ عَلَى رُفُوفِ مَطْبَخِ المعركةِ/ المساءُ يُحاكِمُ النَّعناعَ/ وَعِنْدَمَا هَاجَرَتْ بَنَاتُ الْجِيرَانِ إِلَى قَلْبِي الْمَنْفِيِّ تَزَوَّجْتُ دَمِي / وَأَنْجَبْتُ ثَوْرَةَ الْكَسْتَنَاءِ / لأَنَّنِي أَجْمَلُ الْحَدَّادِينَ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ تَوَابِيتَ الْعُشْبِ /
     نَارُ اللهِ / وَآخِرُ الْفَرَاشَاتِ نُزُولاً عَنِ الصَّلِيبِ / وَخَنَاجِرُ الذَّاكِرَةِ / عِنْدَمَا تَقْتُلُونَنِي افْتَحُوا جُثَّتِي لِلْبَغَايَا/ كَيْ يَزِدْنَ الدَّخْلَ الْقَوْمِيَّ / سَيَتَذَكَّرُ الرَّمْلُ اسْمَ أُمِّهِ / حِينَ يَنْسَى اسْمَ أَبِيهِ / حَطَبٌ يُضَاجِعُ الصَّحْرَاءَ / ثُمَّ يُنَظِّرُ فِي الْوَحْدَةِ الْوَطَنِيَّةِ / سَيَكُونُ دَمُ الْغُيُومِ أَجْمَلَ / بِدُونِ جِلْدِ الْمَرَاعِي / وَسَيَكُونُ لأَجْفَانِ الصَّبَاحِ مَذَاقُ الرَّعْدِ / بِدُونِ أَحْزَانِ الرَّاهِبَاتِ / أَيُّهَا الْمَوْتَى الَّذِينَ يُهَرْوِلُونَ عَلَى شُرُفَاتِ الْبَارُودِ/ لا تَحُجُّوا إِلَى الْخُبْزِ الأَزْرَقِ / لأَنَّ ظِلَّ النَّارِ قَلِقٌ كَرَاهِبَةٍ/ نَسِيَتْ صَلِيبَهَا عِنْدَ عُلْبَةِ مِكْيَاجِهَا / قُتِلْتُ فِي ظُرُوفٍ غَامِضَةٍ / وَسَمَّى الْغُبَارُ الْمُزَرْكَشُ شَارِعَ مَقْبَرَتِي بِاسْمِ قَاتِلِي / أَجْفَانِي خَارِطَةُ الزَّلازِلِ / وَخُدُودِي فَيَضَانَاتٌ / فَاسْبَحْ فِيَّ واغْرَقْ /
     كُلُّ ضِفْدَعَةٍ لَهَا حِصَّةٌ مِنْ عَقْلِ النَّارِ الْمَنْذُورِ / لأَوْحَالِ جَوَازِ سَفَرِ الذُّبَابَةِ / الْوَشَقُ / وَالْغَجَرِيَّةُ / وَالْمَجُوسُ / وَلُصُوصُ حُكُومَةِ الزَّبَدِ / قَالَتِ النَّارُ لِلْحَطَبِ : (( سَأُهْدِي لَكَ حُوتَاً أَزْرَقَ فِي عِيدِ مَوْتِكَ )) /
     فِي اكْتِئَابِ وَرْدةٍ أَسْمَاكٌ مُتَعَفِّنَةٌ / قَرِفَتْ مِنْ رَمْلِ الْبَحْرِ / كَمَا قَرِفَ تُوم كُرُوز مِنْ نِيكُول كِيدمَان / أَيْقَظَنِي حُطَامِي مِنْ نَوْمِ السَّنَابِلِ / ارْمِ أَجْفَانَكَ عَلَى الْبَوَارِجِ الْحَرْبِيَّةِ سُيُولَ قَنَابِل / لَيْتَنِي هَمْزَةٌ عَلَى الأَلِفِ فِي اسْمِكِ الْغَامِضِ يَا قَاتِلَتِي / امْرَأَةٌ تُحِبُّنِي / لَكِنَّهَا تُحِبُّ مَنْظَرَ دَمِي فِي حُفَرِ الْمَجَارِي أَكْثَرَ / زَوْجَتِي تَطْلُبُ الطَّلاقَ/ لكنِّي غَيْرُ مُتَزَوِّجٍ / وَالسَّجَّانَةُ تُزَوِّجُ الْعَاصِفَةَ لِلدِّينَامِيتِ / عَلَى سُطُوحِ سَيَّارَاتِ الْمَرْسِيدِسِ / والأسْفَلْتُ يَعْمَلُ نَادِلاً فِي مَطْعَمٍ / يُقَدِّمُ عَصيرَ الدِّماء / وأشلاءَ الجواري / وذِكْرياتِ الكِفَاحِ الْمُسَلَّحِ /
     اقْتُلُونِي مَرَّةً وَاحِدَةً / وَلا تَقْتُلُونِي مَرَّتَيْنِ / قَرَعْتُ بَابَ حُلْمِي بِأَعْمِدَةِ الْكَهْرَبَاءِ النَّابِتَةِ فِي بَنْكِرْيَاسِي / أَحْتَاجُ أَلْفَ سَنَةٍ ضَوئيةٍ كَفَتْرَةِ نَقَاهَةٍ / لَسْتُ فَارِسَاً / وَلا أَمِيرَةٌ تَنْتَظِرُنِي / لأَنَّ خُيُولَ الشَّفَقِ تَنْتَظِرُنِي / وَسُيُوفَ الرِّيحِ الشَّمْسِيَّةِ تَعْشَقُنِي / وَفِي هَذَا الْمَدَى/ لا تَعْرِفُنِي إِلا أَعْمِدَةُ الْمَسْجِدِ وَالْمُخْبِرُون/ هَكَذَا تُجَرِّدُنِي حَانَاتُ الْمَرْفَأ الْمَكْسُورِ مِنْ جِنْسِيَّتِي/ فَكُونِي طَيْفَ الصَّنَوْبَرِ عَلَى ظَهْرِ نَمِرٍ/ يَتَسَلَّقُ جُدْرَانَ حَلْقِي / أَنَا الأُكْسُجِينُ فِي الْمَاءِ / وَأَنْتِ الْهَيْدرُوجِين / فَلْتُفَجِّرْ سَفَارَاتِ الْعُشْبِ في دِمَاغِ الْعَاصِفَةِ / وَلا تَعْتَنِقْ ذِكْرَيَاتِ الْبَغَايَا في الصَّدى البَعيدِ /
     قَالَ مَلِكُ الرَّمَادِ: (( عِنْدَمَا قَامَت الثَّوْرَةُ كُنْتُ فِي السِّينَمَا أَعُدُّ الأَفْخَاذَ الْبَيْضَاءَ لِلْمُمَثِّلاتِ ))/ نِسَاءُ سِكَكِ الْحَدِيدِ النُّحَاسِيَّةِ فِي آبَارِ الْمَذْبَحِ / يُرَكِّزْنَ فِي الْجِنْسِ لَيْلاً / وَفِي النَّمِيمَةِ نَهَارَاً / عَصِيرُ النَّارِ / وَانْتِظَارُ الزَّوْجَاتِ الْخَائِنَاتِ فِي مَحَطَّةِ الْقِطَارِ / كَانَتْ نَخْلَةُ الْعُمرِ رَحِيلَ الْجِهَاتِ / مِنْ غَرْبِ بَرَامِيلِ الْبَارُودِ / إِلَى شَرْقِ الْقُلُوبِ النَّازِفَةِ خُيُولاً /
     وَراءَ زُجَاجِ الأَلَمِ / وَدُمُوعِ السَّرْوِ الْبَرْمَائِيِّ / وَإِجْهَاضِ الأَتْرِبَةِ / تَغْزِلُ الْفَتَيَاتُ الْمُغْتَصَبَاتُ الصُّوفَ لأَطْفَالِهِنَّ / الْعَائِشِينَ فِي الْفِطْرِ السَّام / وَالْمَوْتَى لا يَتَذَكَّرُونَ الْقُرْآنَ إِلا عِنْدَ الْمَوْتَى/ يَا مَنْ جَعَلْتَ الْمَوْتَ يَمُوتُ/ نَحْنُ عَبِيدُكَ الَّذِينَ لا نَمُوتُ/
     قُتِلَ النَّهْرُ فِي حَادِثِ سَيْرٍ/ لأَنَّ الزِّلْزَالَ كَانَ يَقُودُ سَيَّارَةَ الْبُرْكَانِ / وَزْنِي يُقَاسُ بِشَبَابِيكِ بَيْتِنَا الْمَخْلُوعَةِ / بِقَنَادِيلِ الأَرَامِلِ / بِالْبَارُودِ الطَّازَجِ / جِنْسِيَّةُ الْحِبْرِ قَمْحٌ طَالِعٌ مِنْ غُرْبَةِ الرَّجُلِ / الَّذِي يَعْرِفُ أَنَّ زَوْجَتَهُ تَخُونُهُ / الْعَاهِرَاتُ الْمُثَقَّفَاتُ / وَالْحُكُومَةُ الَّتِي تَصْلُبُ السُّنُونُو لِتُشَجِّعَ السِّيَاحَةَ / الْعُشْبُ جَوَازُ سَفَرِي فِي مَمَالِكِ النَّشِيدِ / خَارِجَاً مِنْ حِسَابَاتِ جَارَتِي/ دَاخِلاً فِي ضَوْءِ الصَّهِيلِ بِلا عَوْدَةٍ / لَمْ أَخْتَرْ نَوْعِيَّةَ حَبْلِ مِشْنَقَتِي/ وَلَمْ أُحَدِّدْ مَوْعِدَ رَقْصَةِ التَّانغُو لِلْمُرْضِعَاتِ / اللوَاتِي تَرَكْنَ أَطْفَالَهُنَّ عَلَى شُرُفَاتِ الْقَهْوَةِ/ وَأَخَذْنَ اسْتِرَاحَةً مِنَ الرَّقْصِ/ لِيَتَفَرَّجْنَ عَلَى جِنَازَتِي /
     مَا أَصْعَبَ أَنْ تَرْقُصَ فِي عُرْسِ الْمَرْأَةِ / الَّتِي أَحْبَبْتَهَا وَتَزَوَّجَتْ غَيْرَكَ / لَيْسَتْ سِحْنَتِي اكْتِئَابَ عَازِفَةِ الْبِيَانو/ وَلَسْتُ الصَّدَى / كَأَنَّ أَوْرِدَتِي صَوْتُ نِعَالِ الْمُصَلِّين/ وَهُمْ عَائِدُونَ مِنَ الْمَجَرَّةِ / سَلامَاً يَا بَوَّابَ الْعِمَارَةِ / الَّذِي يَفْهَمُ فِي السِّيَاسَةِ أَكْثَرَ مِن رَئيسِ الدَّوْلةِ / قِرْدُ السُّلْطَانَةِ لَمْ يَجِدْ مَنْ يَشْنُقُهُ فَشَنَقَ نَفْسَهُ / زُورُوا جُثْمَانِي عَلَى مَوْقِعِي الإِلكتُرونِيِّ / لأَتَّحِدَ بِالضَّوْءِ الْحَافِي / طُعِنْتُ فِي طَرِيقِي إِلَى صَلاةِ الْفَجْرِ / وَدُفِنْتُ لَيْلاً / لِئَلا تَنْبُشَ اللبُؤاتُ قَبْرِي /
     يَا شَرْكَسِيَّاتُ / إِنْ عَانَقَت النُّجُومُ تَابُوتَ أَمْطَارِي / فَاسْقِينَ دِمَاءَ حَدِيقَتِي بِدُمُوعِ أَشْجَارِي / حَارِسِي الشَّخْصِيُّ نَائِمٌ / وَأَنَا أَحْرُسُهُ / الْتَقَمَ الليْلُ ثَدْيَ الرِّيحِ/ فَالنَّارُ مُرْضِعَةُ السُّنُونو / وَتَاجِرُ الْمُخَدِّرَاتِ يَتَزَوَّجُ لاعِبَةَ الْقِمَارِ فِي عُرْسٍ وَطَنِيٍّ حَاشِدٍ / أُصَلِّي التَّرَاوِيحَ فِي الزِّنْزَانَةِ / وَطَعَامُ السَّحُورِ لَوْنُ الْجُدْرَانِ الْكَالِحُ / وَالعَاشِقُونَ يَقِيسُونَ مَشَاعِرَهُم بِأمتارِ أكفانِهم / وَالعَشَاءُ على ضَوْءِ الشُّموعِ صَارَ العَشاءَ الأخيرَ لِلمُهرِّجين/ لِيَكُنْ دَمْعي بُرْتقالةً/ مَن الحاصِدُ ؟ / مَتى مَوْعِدُ الحصَادِ؟/ أيَّتها المستنقعاتُ الضَّوْئيةُ التي تُهَرْوِلُ بَيْنَ شَهيقي وَزَفيري/أنا التَّائِهُ في شَوارعِ رِئتي/ الْمُحَاصَرُ بِشَراييني / الْمَنْفِيُّ دَاخِلَ جِسْمي / لا تَعْرِفُني عِظامي في المزهَرياتِ / ولا أَعْرِفُ وَجْهي في المرايا / وَالغيومُ تتأمَّلُ رَقصةَ العَناكبِ على السِّيراميك /
     في غَاباتِ انتحاري التَّدريجيِّ / تُحَلِّلُ الخفَافيشُ فَصِيلةَ دَمي فَلْسَفِيَّاً / صَنَعْتُ حَضارةَ الْمَوْتِ / والْمَوْتُ حَضارةٌ / أَمشي إلى ضَريحي اللازَوَرْدِيِّ / كَما تَمشي الغاباتُ إلى النَّيازكِ / وَأَعْرِفُ أنَّ الأعشابَ النَّازفةَ تتوهَّجُ في الرُّفاتِ / وأنَّ سُورَ المقبرةِ يَمشي إلى كُحْلِ العَاصِفةِ / أَسْكُنُ فِي شَمَالِ دَمِي/ حَافِيَاً تَحْتَ أَغْصَانِ الْمَطَرِ / لَسْتُ رِمالَ البُكاءِ / لأَخْجَلَ مِنِ اسْمِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهُ أَبِي / وَمِنْ شُرْفَةِ الْيُورَانيُومِ أَرَى الأَبَاطِرَة يَقِفُونَ طَوَابِيرَ أَمَامَ الْمَخْبَزِ / اسْقُطْ يَا قِنَاعَ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيِّ تَحْتَ سَنَابِكِ الزَّوابع / اسْقُطْ مِثْلَ عَصيرِ الاكْتِئَابِ بَلاطَاً لأَرْضِ الْمَعْرَكَةِ / مِثْلَ شِيعِيٍّ يُرَكِّزُ فِي نِكَاحِ الْمُتْعَةِ لَيْلاً / وَيَشْتُمُ الصَّحَابَةَ نَهَارَاً / مَا ذَنْبُ يُوسُفَ أَنْ عَشِقَتْهُ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ؟ .

26‏/08‏/2019

احتفال للأبقار الراقصة بمناسبة رثاء النهر / قصيدة

احتفال للأبقار الراقصة بمناسبة رثاء النهر / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

............

     يَا مَلِكَ الْمُرْتَزِقَةِ الشُّكُوكِ الْقَصْدِيرِ غُبَارِ نِعَالِ الشُّعُوبِ الْحَافِيَةِ/ يَا أَكْثَرَ لاعِبِي الْقِمَارِ الْمُمْتَازِينَ أَنَاقَةً / عَلَى عَتَبَاتِ غُرَفِ نَوْمِ عَارِضَاتِ الأَزْيَاءِ / إِذَا قَتَلْتُمُونِي فَأَعِيدُوا حِمَارِي الْيَتِيمَ إِلَى خَالَتِهِ / أشياءُ فِيَّ تموتُ / خُيُولٌ تُغَازِلُ خَنْجَرِي تَحْتَ سَرِيرِ مَقْبَرَةِ مِقَصَّاتِ الأَظَافِرِ/ كُلُّ أُنْثَى لَهَا نَصِيبٌ فِي جَسَدِ الْمَدِّ / فَلْتَأْكُل السُّيُولُ لَمَعَانَ أَزْرَارِ قَمِيصِي / ضَاعَت الغاباتُ الموحِشَةُ في الذِّكرياتِ الْمُتَوَحِّشةِ /
     صَاعِدَاً إِلَى بِئْرِ الطُّفُولَةِ كَانَ جَبِينُ الْحَجَرِ / وَبَيْنَمَا كَانَتِ الْمَجَرَّاتُ تَذْهَبُ إِلَى صَلاةِ الْعِشَاءِ/ كَانَ الْغُزَاةُ يَتَسَلَّقُونَ أَثْدَاءَ عَشِيقَاتِهِمُ الْمُكَدَّسَاتِ كَالدَّبَّابَاتِ الْجِلْدِيَّةِ أَوِ الأَحْذِيَةِ الْخَشَبِيَّةِ / كُوخٌ عِنْدَ سِكَّةِ الْحَدِيدِ الْمَهْجُورَةِ / تَنَفَّسْتُ ثُلُوجَ مَداخِنِ الرِّيفِ الحزينِ / وَفِي ذَاكِرَةِ الأَنَانَاسِ نَسْرٌ نَسِيَ مَوْقِعَ عُشِّهِ / وَفِي جَوْفِ تُفَّاحَةٍ بِطْرِيقٌ يَشْحَذُ سَيْفِي / اقْبَلْ وَجْهِي كَثَوْبِ جَدَّةِ الْيَنْبُوعِ / عَارِيَاً مِنْ مَزْهَرِيَّاتِ الْقَتْلِ/ وَمَكَاتِبِ رِجَالِ الأَمْنِ/ وَتَذَاكِرِ الْقِطَارَاتِ/ صَاعِدَاً إِلَى قَاعِ شَعِيرِ الْمَنَافِي/ نَازِلاً إِلَى بُرْتُقَالٍ يُولَدُ مِنْ قُضْبَانِ السِّجْنِ / كَمَا يَصُبُّ الْبَحْرُ رِمَالَهُ فِي الشَّفَقِ الْمُسَافِرِ/ الَّذِي يَنْسَى مَوْعِدَ سَفَرِهِ مُوَظَّفُو الْجَمَارِكِ / غَلْيُونُ الْوَحْلِ كَجُنْدِيٍّ مَهْزُومٍ عَائِدٍ مِنَ الْغَيْمِ مُسْرِعَاً / لِيُضَاجِعَ زَوْجَتَهُ الَّتِي تَخُونُهُ مَعَ حَفَّارِ قُبُورٍ مُبْتَدِئٍ / والجسُورُ التي مَشَى عَلَيْها الجنودُ القَتْلى/ تَزوَّجَت المطرَ الحِمْضِيَّ / وَالرَّايةُ البَيْضاءُ مُسْتَنْقَعٌ مِن الدِّماءِ وأحْمرِ الشِّفاه / الأحْزانُ الْمُعَدَّلةُ وِراثياً/ والبُيوتُ المهجورةُ / والدَّمُ المهجورُ / وَالطحالبُ تَقْضِمُ المِكْياجَ عَلى خُدودِ الفَتَياتِ البلاستيكيةِ / يَا رَاهِبَةَ جُرْحِ الْمَرَافِئِ الْهَادِئَةِ / يَا مَنْ تَعَمَّدَتْ بِالذُّبَابِ الآلِيِّ فِي مَكْتَبَةِ الْحُزْنِ / حُكِمَ عَلَى الأَمْوَاجِ بِالإِعْدَامِ / فَظَلَّتْ تَمْضُغُ الْعِلْكَةَ عَلَى نَعْشِي / الَّذِي لَنْ يَرْفَعَ الرَّايَةَ الْبَيْضَاءَ / سَمَكَةٌ تَكْتُبُ وَجْهَهَا الْخَارِجَ مِنْ حَرْبٍ أَهْلِيَّةٍ / أَنَا الْمَيِّتُ الَّذِي مَا زَالَ يُقَاتِلُ / لأَنَّ الْجَدَّ الْخَامِسَ فِي الاسْمِ الثُّلاثِيِّ لِلصَّحْرَاءِ بُنْدُقِيَّةٌ /
     اكْرَهي عَاشِقَ السَّفَرِ / ولا تَعْشقي الغريبَ / لأنهُ مُسافِرٌ أبَدِيٌّ / أُحارِبُ قَلْبي كَي أَجْمَعَ شَظايا قَلْبي / ذاكرتي ضَائعةٌ في الأرقِ / والجثثُ ضَائعةٌ في الآلةِ الحاسبةِ / أنا المسافرُ والسَّفَرُ / أنا الغريبُ والغُربةُ / أنا الرَّاحلُ والرحيلُ / أنا القاتِلُ والمقتولُ .

شكسبير يستمع إلى إحدى محاضراتي / قصيدة

شكسبير يستمع إلى إحدى محاضراتي / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

...........

     هَكَذَا تَصِيرُ قُلُوبُ جَارَاتِي أَرْقَامَاً عَلَى حِيطَانِ زِنزَانتِي / كَأَنَّ الْبُحَيْرَةَ تَنْظُرُ إِلَى النَّمْلِ وَهُوَ يَأْكُلُ جَسَدَهَا / تَدْخُلُ الْهِضَابُ الْمُحَارِبَةُ بَيْنَ أَزْرَارِ قَمِيصِي / بَيْنَمَا كُنْتُ سَائِرَاً فِي جِنَازَتِي / يا شَمْعةَ الموتِ / إِنَّ الطريقَ هُوَ السَّرَطانُ الذي سَيأكلُ نَهْدَيْكِ / غَرِيبٌ وَجْهِي أَكْثَرُ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى/ فَلا تَسْأَلِينِي يَا ابْنَةَ النَّارِ عَنْ سَنَابِلِ الْمَدَى/ لأَنَّنِي سَيْفُ الصَّوْتِ وَخَنْجَرُ الصَّدَى / وَكَانَ النَّهْرُ مُؤَذِّنَاً جَوَّالاً فِي أَزِقَّةِ نَعْشِي الْمُقَاوِمِ لِزَئِيرِ الْفَيَضَانِ/ (( أَجَارَتَنَا إِنَّا غَرِيبَانِ هَهُنَا وَكُلُّ غَرِيبٍ لِلْغَرِيبِ نَسِيبُ ))/ كِتَابَاتٌ فِي جَوَازِ السَّفَرِ الدُّبْلُومَاسِيِّ لِلْعَاهِرَةِ الْمُبْتَدِئَةِ / وَفِي شِتَاءَاتِ الْحَطَبِ فَأْرَةٌ تَشْرَبُ النَّبِيذَ الْمَشْوِيَّ / أَمَامَ مَوْقَدَةِ الْجُنُونِ الْمَقْلِيِّ/ وَعَلَى الصَّليبِ ضِفْدَعٌ يَتَزَوَّجُ تُفَّاحَةً / سَأَتَزَوَّجُ رَاهِبَةً وَأُسَمِّي ابْنِي مُحَمَّدَاً / (( فَإِنْ مِتُّ فَانْعِينِي بِمَا أَنَا أَهْلُهُ ))/ وَلا تَشُقِّي عَلَيَّ الْجَيْبَ يَا ابْنَةَ عَمِّي/ فَيَا مَلِكِي لا تُمَكِّن الأَعْدَاءَ مِنْ جُثَّتِي/
     وَكَانَ الْمُتَنَبِّي يُلْقِي قَصَائِدَهُ فِي جَامِعَةِ السُّوربُونِ/ وَامْرِؤُ الْقَيْسِ فِي الْمُسْتَشْفَى الْعَسْكَرِيِّ / رَقْمُ غُرْفَتِهِ قَصِيدَةٌ غَامِضَةٌ / هَكَذَا يَذْهَبُ أَرُسْطُو إِلَى مَصَحَّةٍ عَقْلِيَّةٍ بَعْدَ دَرْسِ الْمَنْطِقِ اللامَنْطِقِيِّ / وَيَتَسَاقَطُ بُرْجُ إِيفِلَ عَلَى مَقَرِّ نِقَابَةِ بَنَاتِ الليْلِ/ فَلْتَكُنْ أُذُنِي خَوْخَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ السَّجَّانِ وَالْبَاذِنْجَانِ/ حَنِينُ الْحِجَارَةِ فِي أَكْيَاسِ ثَرْثَرَةِ الْحِيطَانِ النَّازِفَةِ بُرتقالاً/ لَيْتَ الْعَقَارِبَ تَتجمَّعُ فِي حَنْجَرَةِ التُّوتِ / كَمَا تَتَجَمَّعُ الشَّاحِنَاتُ فِي خُدودِ الرَّمْلِ / كُلَّمَا نَظَرْتُ إِلَى وَجْهِ الْبُحَيْرَةِ رَأَيْتُ قَنَابِلَ الْوَقْتِ / وَشَرَايِينِي مَفْتُوحَةٌ لِحُفَرِ الْمَجَارِي / يُخَزِّنُ الشَّوْكُ الْفِضِّيُّ دَوَائِرَ الْمُخَابَرَاتِ دَاخِلَ رَغِيفِ خُبْزٍ/ كُلما ازدادتْ أمتارُ قُمَاشِ الأكفانِ / ازدادت الأضرحةُ نُسوراً وبَريقاً/ مَن حَاوَلَ انتشالَ الجثثَ سَيُصْبِحُ جُثةً / فَاذْهَبْ إلى دَمي المنثورِ على حِجارةِ قَرْيتي/ انتحرَ الوَطنُ / وَبَقِيَ النَّشيدُ الوَطنيُّ/ انقَرَضَت الدَّوْلةُ/ وَبَقِيَتْ مَحكمةُ أمْنِ الدَّوْلةِ/ كُسِرَ الصَّليبُ / لكنَّ نُعوشَ الرَّاهباتِ تَسْبَحُ في رَنينِ الأجراسِ/ فَاصْعَدْ مِن ضَوْءِ أظافِرِكَ النُّحاسيةِ بُرْتقالاً وَمُسَدَّساتٍ / كَسَرْتُ مِرْآتي / وَرَأيتُ صُورتي عَلى زُجاجِ السَّياراتِ العَسْكريةِ / في شَوارعِ الإِبادة / جاءَ الشِّتاءُ الجريحُ / وَلَم تَجِئْ مَناديلُ الوَداع / تَتساقطُ أجفاني على الوَحْلِ كالأمطارِ المكسورةِ / وَدَمُ الحيْضِ يَخْدُشُ الأحجارَ الكريمةَ / أَشْفِقي عَلَيَّ أيتها العُقبانُ / أنا ذِكرياتُ اليَمامِ في مَزْبلةِ الحضَارةِ/ وَجَدْتُ دَمي في جَسَدِ غَزالةٍ مَذْبُوحةٍ / وَكَانتْ دِماءُ الشَّمْسِ تَسيلُ في حُقولِ الكَاكاو / وَالعَبيدُ يَحْصِدُونَ رُموشَهم تَحْتَ قِرْميدِ الأحزان / وَيَحْرُثُونَ حَواجِبَهم تَحْتَ أغصانِ النَّيازكِ / أظافري هُدْنةٌ لا تَحْتَرِمُها التِّلالُ / وَالسَّبايا صِرْنَ هَدايا بَيْنَ مُلوك الاحتضارِ / العَاصفةُ تُمَزِّقُ مَناديلَ الوَداع / وَالرَّاهباتُ يَمْشِينَ مُتَحَرِّراتٍ مِن جَاذبيةِ الأحزانِ/ تَحْتَ أجراسِ الغاباتِ القَاتلةِ/ الرِّياحُ الكَاذِبةُ / وَالفَجرُ الكَاذِبُ / والأظافرُ المكسورةُ في طُرقاتِ الذُّعْرِ / وَالزَّوابعُ تأكلُ أعمدةَ الكَهرباء / وَالشُّموعُ البَاردةُ تَغْتَصِبُ القِطَطَ الشَّريدةَ وَالكِلابَ الضَّالةَ / الصَّقيعُ عَائِلةٌ مَلَكِيَّةٌ / وَالظلامُ الْمُرْتَعِشُ يَشْرَبُ الأسفلتَ الطازَجَ / كُسِرَتْ قَارورةُ الحِبْرِ / وَاختفى طِلاءُ الأظافرِ في ظُروفٍ غَامِضةٍ/ وَالفَيَضانُ جَلَسَ على عَرْشِ الفَراغ/ يُقْتَلُ الرِّجالُ على الأثاثِ / والنِّساءُ يُشَاهِدْنَ التِّلفازَ / وَالضِّباعُ تَتجوَّلُ في الشَّوارعِ الْمُطْفَأةِ وَحيدةً / لا جُثَثٌ ولا نُعوشٌ / لا شَيْءَ سِوى العَدَمِ / أنتَ القَاتِلُ والمقتولُ / وَالْخَرابُ سَيَكُونُ ذَاكرةً للشَّمْسِ / اكْسِرْ صَلِيبَكَ وَاتْبَعْنِي / وَاغْسِلْ ظِلالِي بِالْيَانسُونِ الْمُثَلَّجِ وَلا تَكْسِرْنِي/ لأَنَّ الدَّيْنَاصُورَاتِ نَائِمَةٌ فِي عُلْبَةِ تَبْغٍ مَغْرُوسَةٍ / فِي سَقْفِ بَنْكِرْيَاسِ زَوْجَةٍ خَائِنَةٍ / وَأَرَى شَاعِرَاً ضِفْدَعَاً يَبِيعُ حَلِيبَ زَوْجَتِهِ لِلسُّكَارَى/ فِي آبَارِ الشَّوَاذِّ جِنْسِيَّاً/ أَطْلِقْنِي لأَحْضُنَ مَنَافِي الْحِبْرِ/ وَهِيَ تَرْكُضُ عَلَى قِشْرَةِ الْبُنْدُقِ الْعَنِيفِ / إِنَّ دِعَايَةَ مُبِيدِ الْحَشَرَاتِ مَحْكَمَةُ تَفْتِيشٍ مَهْجُورَةٌ / فَلْتَبْصُقْ أَفْكَارُ الشَّجَرَةِ عَلَى زُجَاجِ نَظَّارَاتِ الليْمُونِ / مُطَارَدَةٌ أَطْيَافِي كَفِيلٍ هَارِبٍ مِنَ السِّيركِ / وَفِي عَضَلاتِي تَنْدَلِعُ جَثَامِينُ اللوْزِ / لِمَاذَا تَرْكُضُ أَشْجَارُ الْبَرْقِ / إِلَى حُفْرَةِ الزَّنْجَبِيلِ النِّهَائِيَّةِ ؟! / فَلْيُقَدِّس اللهُ رُوحِي / وَلْيُنَوِّرْ ضَرِيحِي /
     عَلَّمَتْني التفاحةُ كَيْفَ أُقَشِّرُ البُرتقالةَ / لكني مِتُّ جائعاً / عَلَّمَتْني مُدُنُ الكوليرا تاريخَ أجسادِ الأراملِ / وجُغرافيا أحزانِهِنَّ / لكني لم أَنجحْ في امتحانِ الجثامينِ الطازَجةِ / فلا تَنْتَظِرْنِي فِي مَحَطَّةِ الْقِطَارَاتِ النَّائِيَةِ / ضَابِطُ الْمُخَابَرَاتِ يَلْتَهِمُ طَيْفِي / فِي مَطْعَمِ الْوَجَبَاتِ السَّرِيعَةِ / لا دِمَائِي بُكَاءُ الْمَجَرَّاتِ / وَلا إِسْطَبْلاتِي أُسْرَةٌ حَاكِمَةٌ سَارِقَةٌ / سَأَطْلُبُ اللجُوءَ السِّيَاسِيَّ فِي كَوْكَبِ الزُّهْرَةِ / فَلا تُضَيِّعُوا وَقْتَكُمْ فِي الْبُكَاءِ عَلَيَّ / أنا الْمُهَاجِرُ الأَبَدِيُّ إِلَى خَالِقِ الأَكْوَانِ / رَجَاءً أَيُّهَا الصَّلِيبِيُّ : ضَاجِعْ عَشِيقَتَكَ / ثُمَّ انْشُر الدِّيمقْرَاطِيَّةَ /
     الدائرةُ اكتملتْ / أنا ضَريحٌ سَابحٌ في الانطفاءِ / لكنَّ أحزاني تتوهَّجُ / أنا جُثةٌ هامِدةٌ / لكنَّ هَيْكلي العَظْمِيَّ يَقودُ الانقلاباتِ العسكريةَ /  انقرَضَت الدَّوْلةُ / والعَلَمُ مُنَكَّسٌ / ولكلِّ قَبيلةٍ قانونُها / أنامُ على قَشِّ الإِسْطبلاتِ / لا خُيولٌ بَيْنَ أصابعي / ولا نِساءٌ حَوْلَ قَبْري / ذِكْرياتي هائجةٌ / وأحزاني جَامِحةٌ / سَيَنمو النَّعناعُ في الجماجمِ المكسورةِ / والشَّفقُ العجوزُ يتوكَّأُ على مُسدَّسي / والأعاصيرُ تُرَوِّضُ رُموشَ المطرِ الأزرقِ / كَدِماءِ الأرستقراطياتِ المجروحاتِ عَاطِفياً .