سيرة ذاتية

إبراهيم أبو عواد القيسي، مفكر، وشاعر،وكاتب صحفي من الأردن. ولد في عَمَّان 1982، لعائلة من شيوخ بني قيس/قَيس عَيلان(أكبر قبيلة عربية في العالم).حاصل على البكالوريوس في برمجة الحاسوب من جامعة الزيتونة الأردنية (2004).له اهتمامات واسعة في دراسات الكتب الدينية (القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل )، والفكر الإسلامي، والفلسفة،وعلم الاجتماع،والسياسة ،والنقد الأدبي،والشعر،والرواية، والعلوم الطبيعية . متفرغ للبحث والتأليف.يكتب في أبرز الصحف والمجلات في الوطن العربي وأوروبا.له آلاف المقالات والدراسات، وعشرات الكتب المطبوعة،من أبرزها: [1]حقيقة القرآن [2] أركان الإسلام [3] أركان الإيمان [4] النبي محمد[5]دراسات منهجية في القرآن والسنة[6] العلاقات المالية والقضائية والسياسية والاقتصادية في القرآن [7] دراسات منهجية في القرآن والتوراة والإنجيل [8] الدعوة الإسلامية [9] منهج الكافرين في القرآن [10] العلوم والفنون في القرآن [11] العمل في القرآن [12] العلاقات الأخلاقية في القرآن [13] الإنسان والعلاقات الاجتماعية [14] بحوث في الفكر الإسلامي [15] التناقض في التوراة والإنجيل [16] صورة اليهود في القرآن والسنة والإنجيل [17] نقض عقائد ابن تيمية المخالفة للقرآن والسنة [18] عقائد العرب في الجاهلية[19]فلسفة المعلقات العشر[20] النظام الاجتماعي في القصيدة(المأزق الاجتماعي للثقافة. كلام في فلسفة الشعر) [21] صرخة الأزمنة ( سِفر الاعتراف ) [22] حياة الأدباء والفلاسفة العالميين [23]مشكلات الحضارة الأمريكية [24]الأعمال الشعرية الكاملة(مجلد واحد)[25] سيناميس (الساكنة في عيوني)[26] خواطر في زمن السراب [27] أشباح الميناء المهجور (رواية)[28]جبل النظيف ( رواية) [ يُمنع ترجمة أيَّة مادة في هذه المدونة أو نقلها بأيَّة وسيلة كانت إلا بعد الحصول على موافقة خطية مُسبقة من المؤلف إبراهيم أبو عواد، تحت طائلة المسؤولية القانونية، ووفق قوانين حماية الملكية الفكرية ] .

29‏/01‏/2018

تحرر القصيدة هو تحرر المجتمع

تحرر القصيدة هو تحرر المجتمع 

للكاتب / إبراهيم أبو عواد

جريدة رأي اليوم ، لندن ، 29/1/2018

...............

     إن الإشارات الرمزية في جسد القصيدة هي التي تحدد الوجهةَ العامة لإيقاع اللغة ، وتجعله عفويًّا غير مُصطنَع . وكلما ازداد نقاءُ الخيال الشِّعري ، تحوَّلت العناصرُ الاجتماعية في القصيدة إلى متواليات تكاثرية تنقل الفكرَ الشعري من قيمة الحِبر إلى قيمة الدم ، أي إن الكلمات تصبح كيانات من لحم ودم بعد تحررها من أسْر الكيانات اللغوية الجامدة . وبالتالي فإن جغرافيا النص الشعري تُولَد من جديد بصورة تثويرية وشكلٍ صاعق . مما يؤدي إلى تكاثر الصور الفنية ، وتحوُّلها إلى تاريخ جديد لسُلطة الشِّعر .
     وعلى الرغم من محاولات تغييب السُّلطة الشِّعرية لصالح السلوكيات المادية ، إلا أن الشِّعر لا يزال واقفًا على قدميه . وذلك لأن الكلمة هي سُلطة المعنى الذي ينتشل المجتمع البشري من أنقاضه. وهكذا تتضح أهمية الإيقاع الكلماتي والفِعلِ الشعري في ترسيخ عملية( التطهُّر/التطهير ) في البنية الإنسانية . ويمكن القول إن إيقاع الفِعل الشعري يَدفع المجتمعَ إلى التطهر من سلوكيات الوهم ، وشهوةِ الاستهلاك المادي الفج ، والروتينِ الوظيفي الحرج . ويَدفع المجتمعَ _ أيضًا _ إلى تطهير الأنساق الحياتية من إشكاليات الحضارة المعاصرة وتناقضاتها .
     والكتابةُ القصائدية تنبثق لكسرِ إيقاع الحياة الرتيب ، وإعادةِ المعنى إلى أبجدية الواقع المعاش . وهذا يدفع باتجاه تحرير الفرد من قلقه الوجودي العميق . وكلما استمر الفردُ في اكتشاف ذاته المتحررة من الارتباك ، أدركَ أن تطهُّر المجتمع من الوهم هو تحرر الفرد من الخوف، وأن تطهير الحياة من التناقض هو تحرير الفرد من الأضداد التي تسكنه. وهنا تتجلى أهمية قيمة ( التطهر / التحرر _ التطهير / التحرير ) على المستوى الفردي والجماعي .

     وقد تؤثر السلوكيات الاجتماعية السلبية على بكارة الأبجدية الشعرية وطهارتها ، إلا أن الطبيعة الثورية للنص الإبداعي قادرة على تصحيح مسارها بنفْسها، والحفاظِ على نقاء الأبجدية وخصوبتها . وتأثيرُ النص القصائدي على المجتمع البشري هو الفعل الذي لا يساويه أي رد فعل. ومهما كان المجتمع البشري شَرِسًا في تعامله مع الثقافة، أو قاسيًا في أحكامه على قيمة الشِّعر المحورية ، فهو لا يَقْدر على استئصال القصيدة أو إخفاء لمعانها ، لأن الشمس لا تُغطى بغِربال . وكل حركة مجتمعية ضد منظومة القصيدة لا تعدو عن كَونها تشويشًا ذا تأثير سطحي محدود . وحتى لو حُوصِرَ الشِّعرُ في زوايا الحركة الاجتماعية وتم إقصاؤه ، فهو قادر على إعادة تشكيل ذاته داخل وخارج ذواته ، ومِن ثَمَّ تشكيل البيئة المحيطة به .   

28‏/01‏/2018

في مديح الموت

في مديح الموت

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

..............

[1] الموتُ يَجعل المكانَ والزمانَ شَيئًا واحدًا .
     الموتُ يُذيب كُلَّ العناصر في بَوتقةٍ واحدةٍ . الموتُ يُوَحِّدُ الأضدادَ في سَبيكةٍ واحدةٍ ، بحيث يَختفي الزمانُ والمكانُ. إنَّ جاذبيةَ الموتِ أقوى مِن جاذبية الثقوب السَّوداء ، لأنَّ الثقوبَ السَّوداء تَبتلع الضَّوءَ ، أمَّا الموتُ فَيَبتلع الحياةَ بأكملها . لا شَيء يَنتصر على الموتِ . وعلى الإنسانِ أن يَجعل مَوْتَهُ حياةً جديدةً لَهُ . الأحمقُ يَعتبر الموتَ نُقطةَ النِّهايةِ ، أمَّا العاقلُ فَيَعْتَبِرُهُ نُقطةَ البداية .
[2] التَّواضعُ هُوَ أن يَكونَ الْمُصَلِّي وَسَجَّادةُ الصَّلاةِ شَيئًا واحدًا .
     لماذا يَتكبَّرُ الإنسانُ ؟ . يَمشي على الترابِ بكل غُرورٍ . وفي نِهاية الْمَطَاف ، سَوْفَ يَستقِرُّ جُثةً هامدةً تَحْتَ التُّرابِ . خسر الإنسانُ معركته مع التراب ، والمهزومُ لا يَمْلِكُ الوقتَ لِيَرفعَ الرايةَ البَيضاءَ . على الإنسانِ أن يَتَّحِدَ بعناصر الطبيعة . يَتَّحِد مَعَ الأشجارِ لِيُصبح قَلْبُه أخضرَ . يَتَّحِد مَعَ الترابِ لِيُصبحَ جَسَدُه سُنبلةً . يَتَّحِد مَعَ المطرِ لِتُصبحَ رُوحُه نَقِيَّةً . يَتَّحِد مَعَ سَجَّادة الصلاةِ لِتُصبح حياتُه أجمل . وعَلَيْهِ أن يَتَّحِدَ مَعَ الموْتِ الحاكم على عناصر الطبيعة ، وحِينَ يَموتُ سَيَتَحَرَّرُ مِنَ الموتِ ، لأنَّ البابَ المفتوحَ لا يُمْكِنُ فَتْحُه .     
[3] الوَحْدةُ فُرصةٌ لاقتحامِ الجوانبِ غَيْرِ الْمُكْتَشَفَةِ في ذَاتِكَ .
     على الإنسانِ أن يَصنع أسطورته بِيَدَيْهِ ، كَي يَتَّصِلَ بِنَفْسِهِ بَعيدًا عَن ضجيجِ الحياةِ وصَخَبِ العلاقاتِ الاجتماعيةِ. سِجْنُ الإنسانِ في دَاخِلِهِ، فلا يَنبغي أن يُفتِّش عنه في الخارج . وهذا السِّجْنُ فُرصةٌ حقيقيةٌ لاكتشافِ العناصرِ المختبئةِ في قلب الإنسانِ وزَوايا جسده. والعاقلُ هُوَ عَامِلٌ لا يَكُفُّ عن التَّنقيب في مَنْجَمِ جِسْمِه ، من أجلِ استخراجِ الجواهرِ والكُنوزِ . وحتَّى لَوْ كانَ الإنسانُ فَقيرًا وضَعيفًا ، فَسَوْفَ يَعْثُرُ على كنوز ثمينة في جِسْمِه . فالذهبُ مُختبِئٌ في التُّرابِ . والسِّجْنُ مَرحلةٌ مُؤقَّتةٌ لا بُدَّ مِنها لمعرفةِ قِيمة الحرية ، والانطلاقِ إلى وَهجِ التَّحرر وضَوءِ الانبعاث. 

[4] وَدِدْتُ لَوْ أَجْمَعُ أعمارًا كثيرةً وأُضِيفُها إلى عُمُري كَي أُحَقِّقَ أحلامي .
     الإنسانُ مَحصورٌ في الزمانِ والمكانِ. يَتحرَّكُ ضِمْنَ حَيِّز ضَيِّق . عَقْلُه مَحدودٌ ، وخَيَالُه واسعٌ. أحلامُه لا تَنتهي إلا بِمَوْتِه ، وقَد يَأتي آخرونَ بَعْدَ مَوْتِه ، ويُكْمِلُون أحلامَه . وكُلُّ إنسان سَيَموت، وتَموتُ مَعَهُ أحلامٌ كثيرةٌ ، ومشاريع هائلة ، وأفكار خلاقة . والعُمرُ لا يَكفي كَي يَقول الإنسانُ كَلِمَتَهُ كاملةً . العُمُرُ قصيرٌ ، فلا بُدَّ مِن تقديم الأَهَمِّ على الْمُهِمِّ . وينبغي على العاقلِ أن يَعْرِفَ الفَرْقَ بَيْنَ دَرَجاتِ اللونِ الأبيضِ ، والتمييز بين الأَسْوَد والأَسْوَد. وعَلَيْهِ أن يَرتكب أخفَّ الضَّرَرَيْن، ويَعْرِف فِقْهَ الأولويات. الحياةُ زائلة، والموتُ هُوَ الحقيقةُ . وكُلُّ كَاتبٍ يَكتبُ بالحِبْرِ والدَّمِ مَعًا . والكلامُ شَجرةٌ لا تَنْمُو إلا إذا سَقَاها الكاتبُ بِدَمِه . فالدَّمُ هُوَ الذي يَمنح قَارورةَ الحِبْرِ شَرْعِيَّتَها . يَذهبُ جَسَدُ الكاتبِ إلى التُّرابِ، وتظلُّ كلماتُه في فَضاءِ الأرواح والقُلوبِ. الرَّصاصةُ تَقتلُ الجسدَ ، لَكِنَّها لا تَقتلُ الكلمةَ . والكلمةُ لا تُوَاجَهُ إلا بالكلمةِ .
[5] لا تُضَيِّعْ وَقْتَكَ في إِصلاحِ الأغصانِ . اذْهَبْ إلى الْجَذْرِ وأَصْلِحْهُ .

     الْمَنْبَعُ لا الْمَصَبُّ. القلبُ لا الأظافرُ. الرَّأس لا الأطراف . حَدِّدْ رَأْسَ كُلِّ أمرٍ ، ورَكِّزْ عَلَيهِ . اعْرِف الطريقَ الرئيسِيَّ ، ودَعْكَ مِنَ الطرقات الجانبية . لا تُضَيِّعْ وَقْتَكَ في إصلاحِ الأعراضِ . أَصْلِح الجوهرَ . اعْرِف العقلَ المفكِّرَ في كُلِّ قضيةٍ، ودَعْكَ مِنَ الأدوات .

26‏/01‏/2018

الطغاة وبلادنا الضائعة

الطغاة وبلادنا الضائعة 

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

..................

[1] الحضاراتُ القائمةُ على قَتْلِ البَشَرِ ، تَظهر فَلْسَفَتُها الْمُتَغَطْرِسَةُ في الآثارِ العُمرانيةِ .
     الغرورُ قَبْرُ الإنسانِ وضَريحُ الحضارةِ . يَهدمونَ الإنسانَ ، ثُمَّ يَبْنُونَ المقابرَ بكل أناقةٍ، وَفْقَ أحدثِ نَظرياتِ الهندسةِ المعماريةِ . كانَ الطغاةُ حَريصينَ على تشييد قُبورهم . قَضَوا حياتَهم في التفكيرِ بِمَوْتِهم . وكانت حياتُهم هي فلسفة الموتِ . وُلِدُوا في الموتِ ، وعاشوا في الموتِ ، وماتوا في الموتِ . فَهَل شَعَروا بالحياةِ ؟ .
[2] عِندَما تُحْشَرُ الحضارةُ في الزَّاويةِ تَبدأُ بِأَكْلِ نَفْسِها .
     لا تَحْشُروا القِطَّ في الزاوية . تَنكمشُ الحضارةُ في الزَّاويةِ الضَّيقةِ ، وتبدأ بالاضمحلالِ التدريجيِّ . وحِينَ تَغيبُ الرَّوافدُ ، فإنَّ البُحَيرةَ سَتَجِفُّ . الانفتاحُ هُوَ القُوَّة . سينفتحُ النَّهرُ على البحر ، ويَنفتِحُ البحرُ على البُحَيرة . قد يُوجَد في النهرِ ما لا يُوجَد في البَحْرِ . وقَد يَتفوَّقُ التلميذُ على أُستاذه . إنَّ الحركةَ المستمرةَ هي التي تَمنعُ الدَّراجةَ مِنَ السُّقوطِ .
[3] بِلادُنا كالطاحونةِ . إِنْ أردتَ ألا تُطْحَنَ ، عَلَيْكَ أن تَكونَ أكبرَ مِنَ الطاحونة .
     لا تَلْعَبْ دَوْرَ الضَّحيةِ . لَم يَخْلُقْكَ اللهُ لِتَكونَ ضَحِيَّةً . لا تَخترِعْ مَظلوميةً وتَغرق فيها . كُن نِدًّا ، ولا تَمُتْ إلا وأنتَ نِدٌّ . اصنعْ مَجْدَك بِيَدَيْكَ . لا فائدة من البكاء على الأطلالِ . الدموعُ لَن تُعيد الموتى ، ولن تُرجِع الأشياءَ التي ماتت. وظيفةُ الصيادِ أن يصطاد السمكةَ ، لا أن يُفكِّر في مشاعر السمكة لحظة اصطيادها . وظيفةُ السمكة أن تَسْبح وتَهْرب من الصياد ، لا أن تفكر في أبناء الصيادِ الجِياع .
[4] إِنَّ الذينَ يَهْتَزُّونَ أمامَ شهواتهم لن يُحرِّروا أوطانهم .
     الانكسارُ أمامَ الغَريزةِ هُوَ انكسارٌ شاملٌ . والانهيارُ يَنسحِبُ على كُلِّ العناصر . المجدُ وَحْدةٌ واحدة ، لا يتشظَّى ولا يَتجزَّأ . والشخصُ الذي يَخافُ من النظر إلى وجهه في المرآة ، سيخافُ من كل شيء . وإذا خسر الإنسانُ نَفْسَه ، فسيظل خاسرًا حتَّى لَوْ رَبِحَ العالَمَ . والقائدُ المهزومُ سيظل غارقًا في الخزي والعارِ، حتى لو وضع على صدره كُلَّ الأوسمةِ العسكرية .
[5] اسْتَعِدَّ للحَرْبِ وَاحْفِر الخنادقَ ، ثُمَّ اجْلِسْ عَلى طَاولةِ المفاوَضات .
     العالَمُ لا يَعترِفُ إلا بالأقوياء حتى لَوْ أشفقَ على الضُّعَفاء . كلمةُ القويِّ مَسموعةٌ في هَذا العالَم الظالم ، وكلمةُ الضعيف تَذهب أدراجَ الرياح . لا تُوجد حرب من أجل الحرب . إنَّ الحربَ من أجل الحصول على شروط أفضل في اتِّفاقية السلام . والضعيفُ هو الطرف الخاسر الذي يُوقِّع على معاهدة الاستسلام ، ولا يَستطيع أن يُوقِّع على معاهدة السلام . السلام للأقوياء والأنداد ، والاستسلام للضعفاء والمهزومين . اسْعَ مِن أجلِ تَحقيق أعلى رِبْح ، وادْرُس احتمالَ الخسارة ، لِكَيْلا تُصْدَمَ إذا حَدَثَتْ . لا تَتْرُكْ شَيئًا للصُّدفة أو الاحتماليةِ القاتلة .
[6] المجرمون عِندَما يَتقاعدون مِن مَناصِبِهم ، يُصبحون مُدافعين عن حُقوقِ الإنسان .
     عِندَما يُشاركُ الوزيرُ في الحكومةِ ، يُصبحُ مُحامِيًا للشَّيطان . يُدافِعُ عن أخطاءِ الحكومةِ وخَطَاياها، لأنها هِيَ التي تَدفع رَاتبَه الشَّهريَّ . وحِينَ يَخرج من الحكومة ، يُصبِح مُعارِضًا سياسيًّا، ويبني مشروعه السياسي على فضح ألاعيب الحكومة والدفاع عن حقوق المواطنين . تمامًا كالقِطِّ الذي يَلتهِم الفِئران أثناء قُوَّته ، وحِينَ يُصبح عَجوزًا يائسًا ، يُدافِع عن حقوق الفئران في الحياة الكريمة . وفي كل الأحوال ، ستظلُّ الشعوب هي فئران التجاربِ .
[7] التَّصوراتُ المسبقةُ عَن الشَّيء قَد تُضَيِّعُ حَقيقتَه .
     دراسةُ التاريخِ تعني أن نَدْرُسَ ما حَدَثَ على أرض الواقع ، ولا نَدْرُس الأحداثَ التي تَدُورُ في خَيَالِنا ، ونتمنَّى لَوْ كانت واقعًا . التاريخُ هو كشف الحقيقة لا كشف الخيال الذي نَتَمَنَّى لَوْ كان حقيقةً. والتصوراتُ المحيطةُ بالشَّيء قد تَنسف ماهيةَ الشَّيء ، وتُحيله إلى هُوِيَّة مُخادِعة . فالشَّيْءُ هو الجوهر ، أمَّا تَصَوُّراتُنا المغلوطة عنه ، فهي أعراضٌ وهمية قاتلة للجوهر . هُناكَ فَرْقٌ بين الهديةِ والورق الذي تُلَفُّ بِه الهدية . ولا يمكن المقارنة بين اللؤلؤ والصَّدف ، أو القلب والقفص الصدريِّ، أو البيت والسُّور ، أو الصورة والبرواز . والشخصُ الغنيُّ يَحْمِلُ المالَ الكثيرَ في كيس تافهٍ لا يُساوي شيئًا . الجسدُ للترابِ والدُّودِ، لأن الجسد هو الحامل . والعِبرةُ بالمحمولِ . وسَوْفَ تظلُّ رُوحُ الإنسانِ هي الحقيقةَ السَّامِيَة التي لا يَصِلُ إلَيها الترابُ ولا الدُّود .
[8] في كُلِّ مَحكمةٍ ظالمة ضَابِطُ مُخَابَرَاتٍ خَلْفَ السِّتارةِ يُمْلِي الأحكامَ عَلى القُضاةِ .
     ماتت الدَّولةُ . فلا معنى لمحكمة أمنِ الدَّولة . أنتَ محكومٌ بالإعدامِ مُنذُ مِيلادِك ، سَواءٌ صَدَرَ الْحُكْمُ أَم لَم يَصْدُرْ . وفي الدُّوَل الفاشلة ، لا يُوجَد قضاء مُستقل ونَزيه ، لأنَّ الفسادَ هُوَ النشيدُ الوطنيُّ . والأُمَم العائشةُ في التَّنظيرِ والشِّعاراتِ ، هِيَ أُمَمٌ مَيْتَةٌ . والميْتُ لا يَعرف ماهيةَ الحياةِ . ماتَ الحاكمُ والمحكومُ ، وصَدَرَ حُكْمُ الإعدام بلا مَحكمة . انتهت المحاكَمةُ قبل أن تَبدأ . ذَهَبَ الرجالُ إلى الموتِ ، وذهبت النساءُ إلى الموتِ . كُلُّ شيء مات ، ولم يَعُدْ لَدَينا شَيء لِنَخْسَرَهُ .
[9] التَّطرفُ لَيْسَ فِعْلاً وإِنَّما رَدَّةُ فِعْلٍ . وَرَدَّةُ الفِعْلِ تُنْتِجُ وَهْمًا لا فِعْلاً .
     نَضْرِبُ على السَّطحِ ، ولا نَغوص في العُمْقِ . نَبحثُ رُدودَ الأفعال ، ونَخافُ مِن دِراسة الأفعال . نَدُورُ حَوْلَ الماءِ، ونخافُ أن نُلْقِيَ حَجَرًا في الماءِ الرَّاكد. وهكذا، مِنَ الطبيعيِّ أن تزدادَ مُشكلاتُنا ، وتتكاثرَ أزماتُنا ، لأنَّنا نُخفي النارَ تحت الرماد ولا نُحاول إخمادَها . كما أنَّنا نُرَحِّلُ الكوارثَ للأجيالِ القادمةِ ، ولا نُحاولُ إيجاد حُلولٍ لها . بِلادُنا هِيَ النَّعَامَةُ التي تُخفي رَأسَها في التراب هَرَبًا مِنَ الواقع المؤلِم .
[10] الأنظمةُ العربيةُ بِدائيةٌ وجاهلةٌ لأنَّها تَظُنُّ أنَّها تستخدمُ أمريكا .
     لا أحَدَ يَضحك على أمريكا . السياسةُ هِيَ فَنُّ الْمُمْكِن ، ولُعبةُ الأغنياء ، ودُبلوماسِيَّةُ الكلامِ المعسولِ ، ومتاهةُ الأكاذيبِ والشِّعاراتِ . ولا حَقَّ لَكَ في الكلامِ إلا إذا امتلكتَ رغيفَ الخبزِ . وما دُمْتَ خاضعًا للرَّاتبِ الشَّهريِّ ، وخاضعًا لِرَغيفِ الخبز ، ستظلُّ عَبْدًا يَتلاعبُ بِكَ أسيادُك ، ويتَّخذون القراراتِ بِاسْمِكَ ، ويُقرِّرون مَصيرَكَ دُون الرُّجوع إلَيك . والعبيدُ لا يَمْلِكُونَ الْجُرْأةَ على النَّظَرِ في عُيون أسيادهم .
[11] لا يَنهارُ الشَّيْءُ إلا إذا انهارَ مِنَ الدَّاخلِ .
     إذا اقتحمَ اللصُّ بَيْتَك ، فلا تُضَيِّعْ وَقتك في لَوْمِ اللص . إِنَّكَ تتحمَّلُ المسؤوليةَ لأنَّكَ لَم تُحَصِّنْ بَيْتَك . ما أساءَ إِلَيَّ أحدٌ وَلُمْتُهُ ، وإنما أَلُوم نفْسي لأني مَنَحْتُهُ هذه الفُرصة . هُناكَ دُوَلٌ لَدَيها القابلية للاستعمار ، وهناك نساءٌ لَدَيهنَّ القابلية للتَّحرش الجنسيِّ ، وتَتَمَنَّعُ الواحدةُ مِنْهُنَّ وَهِيَ راغبة . إذا كانت الجبهةُ الدَّاخليةُ مُحَصَّنةً فلا يُمكِن اختراقُها من الخارج. أمَّا إذا انهارَ التماسكُ الداخليُّ، سيصبحُ الفردُ والجماعةُ رِيشةً في مَهَبِّ الريح . وجِسْمُ الإنسانِ يظلُّ متماسكًا ما دَامَ يَمْلِكُ جهازَ المناعة الدَّاخليَّ . وسُقوطُ جهاز المناعة هُوَ نهايةُ الإنسانِ الحتمية .
[12] في الدُّوَلِ الفاشلةِ يَكون الحاكمُ مُجْرِمًا ولِصًّا حَتَّى يَفْرِضَ احترامَه على الآخرين .

     يَربطُ العَبيدُ بَيْنَ قَسوةِ الحاكمِ والاستقرارِ السياسيِّ . وهذا أمرٌ مُتَوَقَّعٌ ، لأنَّ العَبدَ يُقْرَع بالعصا ، والْحُرُّ تَكفيه الإشارة . وهؤلاء العبيدُ يَعتقدون أنَّ الحاكمَ يجب أن يكون طاغيةً كَي يُسيطر على مقاليد الْحُكْم ، ولا بُدَّ مِنَ القَبضة الحديدية حتى يَتحقَّق الأمن والأمان والاستقرار . وهذا وَهْمٌ ، لأنَّ حُبَّ الشعب للحاكم هو الضمانة الأكيدة للدفاع عن الحاكم ، وهذا لا يَتَأتَّى إلا بمنح الشعب كامل حقوقه ، ورعاية مصالحه . أمَّا سَحْقُ الشعب وحُكْمُه بالحديد والنار ، فَيُحَقِّقان استقرارًا نِسبيًّا ومُؤقَّتًا . وسَوْفَ يبقى الشعبُ في حالة تَرَبُّص وانتظار من أجل لحظة الانقضاض . ستظلُّ النارُ تحت الرماد، وقد يَثُورُ البُركان في أيَّة لحظة . وكَثرةُ الضَّغط تُولِّد الانفجار . والأنظمةُ القمعيةُ لا تُؤْمِنُ بالتَّداوُل السِّلْمِيِّ للسُّلطة ، لأنَّ سِياسةَ القَمْعِ خاضعةٌ للمنظومةِ القَبَلِيَّةِ ، حَيْث شَيخ القَبيلة هُوَ الحاكم الْمُطْلَق، وعلى الجميعِ طاعتُه. وكُلُّ رَأْيٍ مُخَالِفٍ هُوَ خِيانةٌ ، وكُلُّ مُعَارِضٍ لِسِيَاسةِ الفَسادِ هُوَ عَميلٌ وخائنٌ ومُنْدَس . هذا هُوَ قانونُ القبيلةِ العسكريُّ الذي يُسيطِر على مَفاصل الدَّولة ، ويَتحكَّم بالهرَمِ السياسيِّ مِنَ الرَّأس حتى القاعدة . لقد ماتت الدَّولةُ ، وحَلَّت القَبيلةُ مكانَ الدَّولة. وكُلُّ تَغيير سَيُقَابَلُ بِمُعَارَضَة شديدة مِن قِبَل الْمُرْتَزِقَةِ ( حُرَّاس الوهم ) الذين يهدفون إلى الحفاظ على النظام القمعيِّ ، لأنَّ مصالحهم المادية مُرتبطة بِه ، وإذا زالَ خَسِروا كُلَّ مُكتسباتهم . سَوْفَ يَتمسَّكون بالنظام القمعيِّ بأسنانهم وأظافرهم ، ولا بُدَّ مِن اسْتِنْزاف الشعب حتى الرَّمَق الأخير . 

18‏/01‏/2018

النشيد الوطني لأحزان الشتاء / قصيدة

النشيد الوطني لأحزان الشتاء / قصيدة

للشاعر/ إبراهيم أبو عواد

جريدة رأي اليوم ، لندن ، 18/1/2018

..............

     البَحْرُ يَمُوتُ جُوعًا/ وَعِظَامُ الضَّحايا تُزْهِرُ بَيْنَ الزَّيْتِ والزَّعْتَرِ/ والأيتامُ يَجُرُّونَ نُعُوشَ آبائِهِم في حُقولِ البَارُودِ / والفُقَرَاءُ يَرْسُمُونَ خَارِطَةَ الوَطَنِ / بَيْنَ الرَّصاصِ الْحَيِّ والرَّصاصِ المطاطِيِّ / والأراملُ يَنْتَظِرْنَ عَوْدَةَ أبنائِهِنَّ مِنَ الْحَرْبِ / بَيْنَ صَفِيرِ القِطَاراتِ وصَفَّاراتِ الإنذارِ /
     أيَّتُها الجثةُ التي تَقضي شَهْرَ العَسَلِ في ثَلاجَةِ الموتى / ماتَ الجنودُ في الخنادقِ / وَبَقِيَ أرشيفُ الضَّحايا في المتاحِفِ/ والصَّدَأُ يَأكلُ الأوسمةَ العَسكرِيَّةَ ومَسَامِيرَ النُّعوشِ / ونَخْلَةُ الدَّمِ تَصْعَدُ بَيْنَ الصَّدى والصَّدَأ / تَنْهَمِرُ أكفانُ الأيتامِ مِثْلَ قَطِيعِ الفَرَاشَاتِ / وشَعْرُ البُحَيرةِ عَلى كَتِفَيْهَا كالنَّهْرِ الْمُتَوَحِّشِ/ وتَلْمَعُ أظافرُ القَتلى في أحلامِ الطفولةِ/كَمَا تَلْمَعُ عُيونُ الفِئرانِ في أزِقَّةِ الميناءِ المهجورِ/ هَل ماتَ قَلبي في حُقولِ الصَّدى أَم ماتت السَّنابلُ في ثُقوبِ جِلْدي ؟ /
     افْرَحْ أيُّها المنبوذُ / سَتَمُوتُ وَحيدًا فَفيرًا مَطْرُودًا مِن ذَاكرةِ القَبائلِ / لَكِنَّ الْحَمَامَ الزَّاجِلَ سَيَبْنِي قَبْرَكَ مِنَ السِّيراميك / كُلَّمَا هَجَمَ المساءُ عَلى قَلْبي / رَأَيْتُ وُجوهَ القَتْلى عَلى زُجاجِ النَّوافذِ / كُلَّمَا جَلَسْتُ في مَحطةِ القِطَاراتِ وَحيدًا / رَأَيْتُ أقنعةَ النِّساءِ عَلى زُجاجِ القِطَاراتِ / فيا أيُّها البَحْرُ الذي يَحْبِسُ جُثةَ البُحَيرةِ في قَلْبِهِ/ أيْنَ طَوْقُ النَّجاةِ ؟/

     كَيْفَ أكُونُ نِدًّا للنَّهْرِ ؟ / النَّهْرُ أبي الرُّوحِيُّ / لَكِنِّي يَتِيمٌ / رُوحي مَكسورة / وقَلْبي شَظَايا / لِمَاذا نُمَجِّدُ الأحزانَ أمامَ نُعوشِ السُّنونو تَحْتَ رَاياتِ القَبائلِ ؟ / لِمَاذا نَمْدَحُ الغُبارَ على الْجُثَثِ الطازَجةِ ؟ / أحزاني هِيَ البُوصلةُ التي تَدُلُّ الشَّفَقَ عَلى ضَريحي / وعِظَامي هِيَ الْمَنَارَةُ التي تُرْشِدُ القَرَاصِنَةَ إلى جُثمانِ البَحْرِ / فيا أَيَّتُها الحضارةُ القائمةُ على الجمَاجِمِ النِّساءِ/ أيْنَ تاريخُ الأُنوثةِ ؟ / ضَاعَ الموتى بَيْنَ أُنوثةِ الأكفانِ وأُنوثةِ التَّوابيتِ / وَشَهَادَةُ مِيلادي يَكْتُبُهَا المطَرُ في المقابرِ الكريستالِيَّةِ / دَمِي الأحمرُ عَلى السَّجَّادِ الأحمرِ / لَكِنِّي لَم أجِدْ أحَدَاً يَسْتَقْبِلُنِي / سَتَنْمُو نباتاتُ الزِّينةِ عَلى جُثمانِ الرِّياحِ / والقَنَّاصُ يُطْلِقُ رَصَاصَةَ الرَّحمةِ على الذِّكرياتِ / لا أمَلٌ في التَّرَاجُعِ / ولا وَقْتٌ للاستسلامِ / والعَوَاصِفُ تَزْرَعُ اللونَ الأسْوَدَ في كُحْلِكِ وثِيَابِ الحِدَادِ / والنَّوَارِسُ تَرُشُّ مَاءَ البَحْرِ عَلى ضَريحي . 

08‏/01‏/2018

القصيدة والتحولات الاجتماعية

القصيدة والتحولات الاجتماعية

للكاتب/ إبراهيم أبو عواد

جريدة رأي اليوم ، لندن ، 7/1/2018

................

     إن الشاعر يُعيد اكتشاف ذاته بواسطة القصيدة، فهو يتنفس من خلالها، ويعيش ويموت فيها. وهذا العالَم الجديد الذي يتشكل بواسطة النص الشعري يُتيح للإنسان أن يلتقيَ بإنسانيته خارج نفوذ العزلة الاجتماعية التي تفرضها التكنولوجيا المعاصرة ذات الطبيعة القاسية .
     ومن أجل تكريس المنظومة الشعرية كأفق جديد يكتشفنا ونكتشفه ، لا بد من تجذير التشخيص المبكِّر للحالة الفلسفية الخاصة بالدلالة اللغوية وربطها بالتأثير المعرفي الرمزي. وهذا من شأنه تفجير طاقات النص الشعري الذي يدفع المجتمعَ إلى توليد أبجديات اجتماعية جديدة نابعة من البعد الثقافي العميق لا السطحي، مما يؤدي إلى إنتاج حالة شِعرية عمومية تصبح ظاهرةً تاريخية منحوتة على جسد الأبجدية كوشم لا يمكن نزعه .
     وكلما انتشرت الحالةُ الثقافية في تفاصيل النسغ الاجتماعي وصولاً إلى نخاع المجتمع، تكاثفت الأسئلة المحورية المطروحة على القصيدة ودورها في بلورة حياة إنسانية متمردة على الأنماط الاستهلاكية الخانقة. وهذا يؤدي _ بالضرورة _ إلى صناعة عقل جمعي قادر على تحرير الفرد من ذاته ، وتحرير الجماعة من هيمنة ميراث القمع بكافة أشكاله . ومن خلال هذه الصورة التحررية يَؤول الشكل العام للقصيدة إلى نسيج لغوي متماسك يحفر في الخيال من أجل تغيير الواقع ، ولا ينحصر في عوالم ذهنية هلامية .
     والقصيدةُ تتحدى ظلالَ اللغة بجوهر اللغة ، وتعيد تشكيل أبجدياتنا الخاصة وفق إشارات اجتماعية وثيقة الصلة بالاتجاهات الثورية الأخلاقية للأدب غير المسيطَر عليه مِن قِبَل مثقفي السُّلطة الاستبدادية .
     وينبغي تعميم المنظور الفلسفي للنص القصائدي ، ودَمْجه في المسار العام للتاريخ الذي يُعاد اكتشافه من جديد . وهذه القراءة التثويرية لأنساق الحياة ، ثقافةً وتاريخًا ، ما هي إلا أداة تشريحية تبحث عن مصادر الخيال الوظيفي في اللغة الواقعية. الأمر الذي يَقود إلى توليد نظام ثقافي متجانس يتعامل مع الأفق الشعري كلغة رمزية تهدم ثقافةَ التلقين ( عملية اختراع المسلَّمات الوهمية ) ، وتتبنَّى ثقافةَ الأسئلة ( مُساءلة الأنساق الاجتماعية ووضع الفرد والجماعة أمام التحديات المصيرية ) .
     والأثرُ المترتب على عملية صناعة الوعي بِقُطبَيْها ( الهدم/ البناء )، لا يمكن حصره في إطار إيجاد قواعد ثقافية تفسيرية للإشارات الاجتماعية الثابتة، لأن كل فرد هو مجتمعٌ متحرك قائم بذاته، كامل الملامح والخصائص، ومُفعَم بالتحولات العميقة نفيًا وإثباتًا. والمجتمعُ الفردي يعيش في قلب المجتمع العام، وهذا التعايش النشيط ذو الفاعلية الفلسفية يُعيد بناء جغرافيا الأسئلة والتغيرات الجذرية . وهكذا تتكرس عملية صناعة الوعي كمبدأ شمولي ملتصق بالفرد للكشف عن أبعاد التحولات الثقافية ، أفقيًّا وعموديًّا ، زمنيًّا ومكانيًّا ، ذهنيًّا وواقعيًّا .

     وهذه التحولات هي التي تمنح الفرد صفة الكائن الحي، وتُكسِب المجتمعَ إحساسه الوجودي. كما أن تحركات البعد الثقافي في الإطار الزمكاني ( زواج الزمان والمكان )، تجعل القصيدةَ كائنًا حَيًّا مركزيًّا يصنع الأحداث ، وليس كيانًا هامشيًّا يتفرج على الأحداث . 

04‏/01‏/2018

فهرس كتاب / النبي محمد

فهرس كتاب/ النبي محمد

تأليف : إبراهيم أبو عواد

عدد الصفحات : 848

دار الأيام للنشر والتوزيع / الأردن

...............

مقدمة......................5
الفصل الأول : الشخصية................9
الفصل الثاني : البِعثة.....................47
الفصل الثالث : الوَحْي..............101
الفصل الرابع : طبيعة الرسالة..............151
الفصل الخامس : تأييد الرسالة.............189
الفصل السادس : التَّأسِّي والاقتداء............305
الفصل السابع : معرفة أهل الكتاب إيَّاه........313
الفصل الثامن : صِفاته في التوراة والإنجيل.......321
الفصل التاسع : أخلاقه وصِفاته وفضل الله عَلَيه...........343
الفصل العاشر : عِصمته وحِمايته..............395
الفصل الحادي عشر : مَآثِره وخصائصه.............405
الفصل الثاني عشر : جَزاء مَن يُشاقِق الرسول...............497
الفصل الثالث عشر : أدب المؤمنين معه..............503
الفصل الرابع عشر : أقوال الكافرين...............509
الفصل الخامس عشر : صِدقه واستحالة تقوُّله على الله.............561
الفصل السادس عشر : تنْزيهه عن الشِّعر.............565
الفصل السابع عشر : تَسليته وتَثبيته.................571
الفصل الثامن عشر : مُخاطَبة الله إيَّاه.................607
الفصل التاسع عشر : مُعاتَبة الله إيَّاه...................661
الفصل العشرون : الإسراء والمِعراج................683
الفصل الحادي والعشرون : هِجرته ومَنْزلة المهاجرين..........703
الفصل الثاني والعشرون : أزواجه وبناته............763
الفصل الثالث والعشرون : أفضلية أُمَّته وشهادته عليها........825
فِهْرِس [847  ]